المقدمة الثانية بان التدين هو الغاية الاولى من الدين. والقصد الاصيل من الخلق. وهذا معنى كلي استقرائي قطعي من النصوص الشرعية والمقصود بالتدين هو اقامة الدين على المستوى الفردي والجماعي. اي على مستوى علاقة الانسان بربه وعلاقته - 00:00:01
لاخيه الانسان ان الا ان الحقيقة التي لا مراء فيها هي ان اقامة الدين على مستوى الجماعة لا يمكن ان تتم لا في التصور ولا في الواقع الا بعد اقامته على مستوى الفرد. لان المقصود في النهاية هو خضوع الانسان لارادة الله الواحد القهار. وذلك - 00:00:23
هو معنى التعبد الجامع لكل ذلك. حيث ان الشريعة بل الشرائع الالهية. انما جاءت لتخرج الانسان عن داعية حتى يكون عبدا خالصا لله. قال عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق - 00:00:44
وما اريد ان يطعمون. والعبادة معنى دال على الخضوع التام لله قلبا وقالبا. بالرجوع الدائم اليه في كل ذلك واكثر ما يتجلى هذا في العبادات المحضة. كما يعبر الفقهاء من صلاة وصيام وزكاة وسائر اركان الاسلام الخمس - 00:01:04
امسح فتسمية المرء عبدا وعابدا انما على هذا تقع بالقصد الاول. ولا تقع على غيره من العبادات الا تبعا. ولذلك قال قال تعالى في حق سليمان عليه السلام نعم العبد انه اواب. والحشر في الاية الاولى النص في هذا المعنى بتعبير الاصول - 00:01:24
ولذلك كان هو الغاية في كل عمل اجتماعي او ثقافي او اعلامي او اقتصادي او سياسي او نقابي. لا ينبغي ان يغيب عن الذهن باعتبار ان كل ما ذكر وما في معناه انما هو وسائل له - 00:01:44
فاذا غاب هذا الضابط عن الذهن او غاب هذا القصد في العمل انحرفت حركته عن الاسلامية الى الحزبية الضيقة او المصلحية الانية او العلمانية الجاحدة او الطائفية الضالة وجامع ذلك هو قوله سبحانه الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر - 00:02:03
ولله عاقبة الامور وهو معنى كلي مبثوث في الشريعة. بل انه هو معنى الشريعة من حيث هي شريعة الهية. تربط الارض بالسماء واستقراؤها هو يدل على ذلك. قال تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله. وقال جلت - 00:02:28
انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري. وتلك سنة الله في ارسال الرسل. وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. والعبادة هي كما ذكرنا الائتمار والانتهاء بامر الله ونهيه. والتفاني في طاعته بما شرع - 00:02:51
من عبادات محضة بالقصد الاول. ومن هنا كانت اولى صفات عباد الرحمن انهم الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ولذلك كان من اضاع هذه المعاني دخل في الغي فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا - 00:03:17
اذن فخلاصة الأمر الديني في النفس والمجتمع واحد هو قوله سبحانه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ولو تتبعت هذا المعنى في الصور والايات لاضطر كذلك لسرد القرآن كله - 00:03:45
وهو في الحديث النبوي لا يقل كثرة وتواترا من كلي المعنى عما ورد في الكتاب. وهنا اسوق الحديث المادع الذي سيق لبيان منهج الدين والتدين. الا وهو حديث جبريل المشهور. فعن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بين - 00:04:06
نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم. اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب. شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه - 00:04:26
ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان - 00:04:46
وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت - 00:05:06
قال فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال فاخبرني عن امارتها. قال ان تلد الامة ربتها - 00:05:26
ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاي يتطاولون في البنيان ثم انطلق فلبست مليا ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم - 00:05:46
العبارة الاخيرة دالة بعمومها على ان ما ذكر في الحديث هو كل الدين. لدلالة نكرة المضافة الى الضمير. دينكم على الاستغراق والشمول. والمتأمل في نص الحديث يجد ان مآل الدين فيه هو العمل. وان اهم الاعمال فيه انما هي - 00:06:04
فالايمان مضمون عقدي ينحصر في اركانه الست المذكورة. فهو الذي يعطي للعمل صحته وصدقه وكلما كانت معانيه مستشعرة في الاسلام بمعناه في الحديث كان العمل احسن. حتى اذا كانت المطابقة في اعلى صورها - 00:06:24
كان الاحسان الذي ليس الا نتيجة لعمران الاسلام بالايمان الى درجة الامتلاء ثم يتأكد هذا التفسير العلمي للحديث بما ورد بعده من سؤال عن الساعة. فقال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ ليؤكد - 00:06:44
سورة الاخذ من الدين بالعمل. فيؤول الامر الى الاسلام الذي ورد ها هنا بمعنى الاركان الخمسة. وقد اشرنا الى ان اهم هذه على الاطلاق هو الصلاة لكونها اعظم عبادة عند الله. ولانها الشعار الدائم للمسلم في حياته الفردية والجماعية. ولذلك كانت - 00:07:02
كليتها اعظم الكليات في القرآن والسنة على الاطلاق. ومن هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينه الصلاة فمن تركها فقد كفر وقوله بين الكفر والايمان ترك الصلاة. وقوله ايضا بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. ولذلك كان - 00:07:22
اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة. فان صلحت صلح له سائر عمله. وان فسدت فسد سائر عمله وكأنه صلى الله عليه وسلم اختزل الدين كله في الصلاة. حتى انه كان من اخر وصاياه صلى الله عليه وسلم - 00:07:45
صلاة وما ملكت ايمانكم الصلاة وما ملكت ايمانكم وكتب عمر بن الخطاب الى عماله يقول ان اهم امركم عندي الصلاة. فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه. ومن فهو لما سواه اضيع - 00:08:05
وهو معنى في غاية الكلية في الدين. ويكفي ان تفتح ابواب الصلاة في الصحيحين وكتب السنن لتتأكد من ذلك. وما اوردنا من النصوص بحمد الله. وانما المراد من كل هذا بيان ان التدين بمعنى ممارسة الدين من خلال العبادات المحضة هو اساس - 00:08:24
وان ما سوى ذلك انما هو خادم لهذا. وقد يقول قائل ان هذا من البديهيات. فنقول نعم انه معلوم من الدين بالضرورة لكن حركات الصحوة الاسلامية المباركة بتأكيدها على بعض الوسليات من باب ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب - 00:08:44
اخفى هذه الحقيقة على كثير من العاملين في اطار الدعوة. فصارت كثير من الوسائل مطلوبة لذاتها. وكانها هي الدين كله واصبحت الموالاة والمعاداة تتم على اساس الوسائل لا على اساس الغايات. وهذه طامة كبرى - 00:09:04
التفريغ
المقدمة الثانية بان التدين هو الغاية الاولى من الدين. والقصد الاصيل من الخلق. وهذا معنى كلي استقرائي قطعي من النصوص الشرعية والمقصود بالتدين هو اقامة الدين على المستوى الفردي والجماعي. اي على مستوى علاقة الانسان بربه وعلاقته - 00:00:01
لاخيه الانسان ان الا ان الحقيقة التي لا مراء فيها هي ان اقامة الدين على مستوى الجماعة لا يمكن ان تتم لا في التصور ولا في الواقع الا بعد اقامته على مستوى الفرد. لان المقصود في النهاية هو خضوع الانسان لارادة الله الواحد القهار. وذلك - 00:00:23
هو معنى التعبد الجامع لكل ذلك. حيث ان الشريعة بل الشرائع الالهية. انما جاءت لتخرج الانسان عن داعية حتى يكون عبدا خالصا لله. قال عز وجل وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق - 00:00:44
وما اريد ان يطعمون. والعبادة معنى دال على الخضوع التام لله قلبا وقالبا. بالرجوع الدائم اليه في كل ذلك واكثر ما يتجلى هذا في العبادات المحضة. كما يعبر الفقهاء من صلاة وصيام وزكاة وسائر اركان الاسلام الخمس - 00:01:04
امسح فتسمية المرء عبدا وعابدا انما على هذا تقع بالقصد الاول. ولا تقع على غيره من العبادات الا تبعا. ولذلك قال قال تعالى في حق سليمان عليه السلام نعم العبد انه اواب. والحشر في الاية الاولى النص في هذا المعنى بتعبير الاصول - 00:01:24
ولذلك كان هو الغاية في كل عمل اجتماعي او ثقافي او اعلامي او اقتصادي او سياسي او نقابي. لا ينبغي ان يغيب عن الذهن باعتبار ان كل ما ذكر وما في معناه انما هو وسائل له - 00:01:44
فاذا غاب هذا الضابط عن الذهن او غاب هذا القصد في العمل انحرفت حركته عن الاسلامية الى الحزبية الضيقة او المصلحية الانية او العلمانية الجاحدة او الطائفية الضالة وجامع ذلك هو قوله سبحانه الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلاة واتوا الزكاة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر - 00:02:03
ولله عاقبة الامور وهو معنى كلي مبثوث في الشريعة. بل انه هو معنى الشريعة من حيث هي شريعة الهية. تربط الارض بالسماء واستقراؤها هو يدل على ذلك. قال تعالى قل يا اهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله. وقال جلت - 00:02:28
انني انا الله لا اله الا انا فاعبدني واقم الصلاة لذكري. وتلك سنة الله في ارسال الرسل. وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون. والعبادة هي كما ذكرنا الائتمار والانتهاء بامر الله ونهيه. والتفاني في طاعته بما شرع - 00:02:51
من عبادات محضة بالقصد الاول. ومن هنا كانت اولى صفات عباد الرحمن انهم الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما. والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما ولذلك كان من اضاع هذه المعاني دخل في الغي فخلف من بعدهم خلف اضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا - 00:03:17
اذن فخلاصة الأمر الديني في النفس والمجتمع واحد هو قوله سبحانه وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيم الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة ولو تتبعت هذا المعنى في الصور والايات لاضطر كذلك لسرد القرآن كله - 00:03:45
وهو في الحديث النبوي لا يقل كثرة وتواترا من كلي المعنى عما ورد في الكتاب. وهنا اسوق الحديث المادع الذي سيق لبيان منهج الدين والتدين. الا وهو حديث جبريل المشهور. فعن امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال بين - 00:04:06
نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم. اذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب. شديد سواد الشعر لا يرى عليه اثر السفر ولا يعرفه منا احد حتى جلس الى النبي صلى الله عليه وسلم فاسند ركبتيه الى ركبتيه - 00:04:26
ووضع كفيه على فخذيه وقال يا محمد اخبرني عن الاسلام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام ان نشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان - 00:04:46
وتحج البيت ان استطعت اليه سبيلا. قال صدقت. فعجبنا له يسأله ويصدقه. قال فاخبرني عن الايمان. قال ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره. قال صدقت - 00:05:06
قال فاخبرني عن الاحسان. قال ان تعبد الله كانك تراه. فان لم تكن تراه فانه يراك. قال فاخبرني عن قال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ قال فاخبرني عن امارتها. قال ان تلد الامة ربتها - 00:05:26
ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاي يتطاولون في البنيان ثم انطلق فلبست مليا ثم قال يا عمر اتدري من السائل؟ قلت الله ورسوله اعلم. قال فانه جبريل اتاكم يعلمكم دينكم - 00:05:46
العبارة الاخيرة دالة بعمومها على ان ما ذكر في الحديث هو كل الدين. لدلالة نكرة المضافة الى الضمير. دينكم على الاستغراق والشمول. والمتأمل في نص الحديث يجد ان مآل الدين فيه هو العمل. وان اهم الاعمال فيه انما هي - 00:06:04
فالايمان مضمون عقدي ينحصر في اركانه الست المذكورة. فهو الذي يعطي للعمل صحته وصدقه وكلما كانت معانيه مستشعرة في الاسلام بمعناه في الحديث كان العمل احسن. حتى اذا كانت المطابقة في اعلى صورها - 00:06:24
كان الاحسان الذي ليس الا نتيجة لعمران الاسلام بالايمان الى درجة الامتلاء ثم يتأكد هذا التفسير العلمي للحديث بما ورد بعده من سؤال عن الساعة. فقال ما المسئول عنها باعلم من السائل؟ ليؤكد - 00:06:44
سورة الاخذ من الدين بالعمل. فيؤول الامر الى الاسلام الذي ورد ها هنا بمعنى الاركان الخمسة. وقد اشرنا الى ان اهم هذه على الاطلاق هو الصلاة لكونها اعظم عبادة عند الله. ولانها الشعار الدائم للمسلم في حياته الفردية والجماعية. ولذلك كانت - 00:07:02
كليتها اعظم الكليات في القرآن والسنة على الاطلاق. ومن هنا قول النبي صلى الله عليه وسلم العهد الذي بيننا وبينه الصلاة فمن تركها فقد كفر وقوله بين الكفر والايمان ترك الصلاة. وقوله ايضا بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة. ولذلك كان - 00:07:22
اول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة. فان صلحت صلح له سائر عمله. وان فسدت فسد سائر عمله وكأنه صلى الله عليه وسلم اختزل الدين كله في الصلاة. حتى انه كان من اخر وصاياه صلى الله عليه وسلم - 00:07:45
صلاة وما ملكت ايمانكم الصلاة وما ملكت ايمانكم وكتب عمر بن الخطاب الى عماله يقول ان اهم امركم عندي الصلاة. فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه. ومن فهو لما سواه اضيع - 00:08:05
وهو معنى في غاية الكلية في الدين. ويكفي ان تفتح ابواب الصلاة في الصحيحين وكتب السنن لتتأكد من ذلك. وما اوردنا من النصوص بحمد الله. وانما المراد من كل هذا بيان ان التدين بمعنى ممارسة الدين من خلال العبادات المحضة هو اساس - 00:08:24
وان ما سوى ذلك انما هو خادم لهذا. وقد يقول قائل ان هذا من البديهيات. فنقول نعم انه معلوم من الدين بالضرورة لكن حركات الصحوة الاسلامية المباركة بتأكيدها على بعض الوسليات من باب ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب - 00:08:44
اخفى هذه الحقيقة على كثير من العاملين في اطار الدعوة. فصارت كثير من الوسائل مطلوبة لذاتها. وكانها هي الدين كله واصبحت الموالاة والمعاداة تتم على اساس الوسائل لا على اساس الغايات. وهذه طامة كبرى - 00:09:04