برنامج التفسير

الفرق بين العفو والمغفرة والرحمة ٣ | جزء ٣ حلقة ٢٤٥ من برنامج التفسير | الشيخ د. محمد حسان

محمد حسان

اما الرحمة واصلها الرقة والعطف والرأفة يقال تراحم القوم ان يرحم بعضهم بعضا تراحم القوم اي رحم بعضهم بعضا من رحمه يرحمه رحمة ومرحمة اذا رق له ورحمه وتعطف عليه ورأف به - 00:00:00ضَ

فمقتضى الرحمة تدبر هذه الجملة فمقتضاها ايصال الخير الى الغير مقتضاها الرحمة ايصال الخير الى الغير يقول ابن القيم رحمه الله الرحمة صفة تقتضي ايصال المنافع والمصالح الى العبد وان كرهتها نفسه وشقت عليه - 00:00:35ضَ

فهذه هي الرحمة الحقيقية فارحم الناس بك من شق عليك في ايصال مصالحك ودفع المضار عنك يا الله فارحم الناس بك من شق عليك في ايصال مصالحك ودفع المضار عنك - 00:01:07ضَ

ويتجلى جلال الرحمة وجمالها لان الحق تبارك وتعالى وتسمى واتصف بها لقد سمى الله جل وعلا نفسه باسم الرحمن الرحيم فلقد ورد اسم الرحمن في القرآن الكريم سبعا وخمسين مرة - 00:01:29ضَ

وفي البسملة مع بداية كل سورة من سور القرآن ما عدا سورة براءة بل وتوجد في القرآن الكريم سورة بسم الرحمن وما اجملها من سورة والقرآن كله جلال وجمال وكمال - 00:01:58ضَ

قال تعالى قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعو فله الاسماء الحسنى وورد اسم الرحيم في القرآن الكريم مية واربعتاشر مرة واقترن اسم الرحمن باسم الرحيم في ستة مواضع - 00:02:20ضَ

كما في قوله تبارك وتعالى تنزيل من الرحمن الرحيم الله سبحانه الرحمن الرحيم الذي وسعت رحمته كل شيء وسبقت رحمته غضبه ومن روائع ما قاله ابن عباس رضي الله عنهما - 00:02:42ضَ

في تعريف اسم الرحمن الرحيم قال كلاما رقراقا جميلا قال هما اسمان رقيقان احدهما ارق من الاخر الرحمن الرحيم اسمان رقيقان احدهما ارق من الاخر هو جل جلاله ذو الرحمة الواسعة - 00:03:09ضَ

الكاملة التامة الشاملة التي عمت جميع الخلق جميع الخلق مؤمنهم وكافرهم وبرهم وفاجرهم بل وطوت رحمته جميع الوجود ووصلت رحمته الى كل موجود وخص المؤمنين المتقين التوابين منها من نصيب الاوفر - 00:03:35ضَ

والحظ الاسعد الاكمل والقدر الجليل الكبير الاعظم وقال سبحانه ورحمتي وسعت كل شيء فساكتبها للذين يتقون بل والملائكة من حملة العرش ومن حوله يسبحون الله جل وعلا ويدعون للمؤمنين التوابين - 00:04:10ضَ

بهذه الدعوات الكريمة كما قال ربنا الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم. ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم - 00:04:38ضَ

تنصلح ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم انك انت العزيز الحكيم. وقهم السيئات يا سلام دعوة ورب الكعبة قل من ينتبه اليها وقل من يفكر فيها وقهم السيئات. اي احفظهم بحفظك - 00:05:08ضَ

وبفضلك من الوقوع في السيئات والذنوب والمعاصي والمقحمات المهلكات. وقهم السيئات ومن تقي السيئات يومئذ فقد رحمته وذلك هو الفوز العظيم وفي الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه - 00:05:32ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم رأى يوما امرأة في السبي تسعى تبحث عن ولدها فلما وجدته الصقته ببطنها وارضعته وقال عليه الصلاة والسلام اترون هذه الام طارحة ولدها في النار؟ قالوا لا يا رسول الله وهي تقدر الا تطرحه. فقال عليه الصلاة والسلام لله - 00:05:53ضَ

ارحم بعباده من رحمة الام بولدها. وفي صحيح مسلم من حديث ابي هريرة انه صلى الله عليه وسلم قال لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته احد. ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة - 00:06:20ضَ

ما قنط من جنته احد. وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم مقال جعل الله الرحمة مائة جزء فامسك عنده تسعة وتسعين جزءا - 00:06:40ضَ

وانزل الى الارض جزءا واحدا فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق حتى ترى الدابة ترفع حافرها عن ولدها خشية ان مصيبة. تصور من ذلك الجزء رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:06:59ضَ

ورحمة الرحماء ورحمة الاباء بابنائهم ورحمة الامهات بابنائهم ورحمة اهل الفضل والجود والكرم بالفقراء والمساكين كل سور الرحمة في الكون كله انما هي جزء من جزء من مائة جزء من رحمة الرحمن الرحيم جل جلاله - 00:07:17ضَ

وفي الصحيحين من حديث ابي هريرة انه صلى الله عليه وسلم قال لما قضى الله الخلق وفي لفظ لما خلق الله الخلق كتب في كتاب عنده فوق العرش ان رحمتي تغلب غضبي. وفي لفظ ان رحمتي غلبت غضبي. وفي لفظ ان رحمتي سبقت غضبي - 00:07:38ضَ

فوالله يا اخوة ويا اخوات ما من نعمة وجدت وما من نقمة دفعت وما من مصيبة رفعت الا من اثار رحمته. ومن بديع قول امام من ابن القيم قال في نونيته - 00:08:01ضَ

الرحمن وهو يتكلم عن اسم الرحمن قال الرحمن اسم دال على الصفة القائمة به جل جلاله الرحمن اسم دال على الصفة القائمة به جل جلاله. والرحيم اسم دال على لقيها بالمرحوم - 00:08:21ضَ

الاول دال على ان الرحمة صفته. والثاني دال على انه يرحم خلقه برحمته ابن القيم بيقول له اذا اردت واذا اردت فهم هذا فتأمل قوله تعالى وكان بالمؤمنين رحيما وتأمل قوله تعالى - 00:08:47ضَ

انه بهم رؤوف رحيم ولم يأت قط انه بهم رحمن رحيم وانما انه بهم رؤوف رحيم لم يجئ قط رحمن بهم فعلم ان الرحمن هو الموصوف بالرحمة والرحيمة هو الراحم برحمته - 00:09:10ضَ

ورحمة الله بعباده نوعان رحمة عامة وهي لجميع الخلائق ايجادا وامدادا وتربية ورزقا واحسانا وتفضلا بكل كل ما يحتاجون اليه من نعم وعطاء ورحمة خاصة للمؤمنين المتقين. كما قال رب العالمين وكان بالمؤمنين رحيما. اي ازلا وابدا. رحيما بهم بتوفيقهم لما - 00:09:33ضَ

احب وارضاه لهم في الدنيا وما يرفع به درجات في روضات الجنات في الاخرة ايها الاحبة بعد هذا التطواف الماتع في بستان هذه المفردات الكريمة العفو والمغفرة والرحمة فهؤلاء السعداء المؤمنون المتقون يلجأون الى الله جل وعلا ويتضرعون اليه بهذه الدعوات الجامعة - 00:10:00ضَ

الموفقة الشاملة الرائعة واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولانا. فانصرنا على القوم الكافرين - 00:10:27ضَ