وقفات مع قوله تعالى: « اهدنا الصراط المستقيم »

اللقاء الأول: وقفات مع قوله تعالى « اهدنا الصراط المستقيم » - الأستاذ الدكتور. عيسى بن محمد المسملي.

عيسى المسملي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له - 00:00:44ضَ

اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما اما بعد اهلا بكم ومرحبا في هذا اللقاء - 00:01:07ضَ

الذي نسأل الله تعالى ان يكون مباركا نافعا موضوع لقائنا هذا حول امر عظيم واية عظيمة في سورة عظيمة تتلى في فريضة عظيمة حديثنا هذا عن قضية كبرى عليها مدار السعادة - 00:01:27ضَ

في الدنيا وفي الاخرى قضيتنا او موضوعنا حديثنا ايها الكرام عن الهداية واساس نظرنا في هذا وتلك الاية العظيمة التي نرددها كل يوم مرات وكرات يرددها المسلم لا لا يقل عن سبعة عشرة مرة - 00:01:55ضَ

في كل يوم وليلة فلا يزال لسانه يردد ويكرر ويقول اهدنا الصراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم اهدنا الصراط المستقيم كان النبي عليه الصلاة والسلام اذا قام من الليل قال اللهم رب جبرائيل - 00:02:29ضَ

واسرافيل ميكائيل عالم الغيب والشهادة انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني بما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم موضوع حديثنا هو هذه الاية العظيمة - 00:02:59ضَ

وهذا الدعاء العظيم الجليل في اعظم سورة سؤال الله تعالى الهداية اهدنا الصراط المستقيم جاءت هذه الاية الكريمة والطلب الاوحد بان كل خير فهو انطوي تحت هذه النعمة الكبرى نعمة الهداية - 00:03:33ضَ

وكل شر فهو وفي السلامة منه ايضا كل شر السلامة منه ايضا تنطوي تحت هذه النعمة نعمة الهداية هذه هذه الاية الكريمة لعلنا في بداية حديثنا نضع اسئلة لعلنا لعلنا نفكر - 00:04:04ضَ

تعين هذه الاسئلة لعلها تعيننا استحضار هذه المسائل حول هذه الاية العظيمة واجوبتي العلماء حول هذه الاسئلة اولا اهدنا الصراط المستقيم ما معنى الهداية فما المقصود بها في الاية ما معنى الهداية - 00:04:39ضَ

وما المقصود بها في الاية ثم كيف يقول الداعي وهو واحد؟ اهدنا اهدنا هو واحد القارئ والداعي يقول اهدنا وهو واحد والاية على صيغة الجمع ثم يكون المؤمن في احسن حالاته حين يصلي - 00:05:05ضَ

بل قرأها اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف يقول المهتدي اهدنا كيف يقول المهتدي اهدنا ثم ما معنى الصراط وكيف جاء بيانه - 00:05:31ضَ

في هذه السورة العظيمة بوصفه اولا بانه مستقيم ثم بوصفه بسالكيه صراط الذين انعمت عليهم ثم بوصفه ايضا وبيانه التحذير من ضده غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولذلك فان الكلام عن هذه الاية والكلام - 00:05:56ضَ

عن الهداية فيها سوف يقودنا الكلام الى نهاية السورة ثمة امر ما علاقة هذه الاية بما تقدمها من الايات الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. ما لك يوم الدين. اياك نعبد - 00:06:23ضَ

واياك نستعين الى اخر السورة ثم ايضا ثمة اسئلة صراط الذين انعمت عليهم هل يمكن معرفتهم على سبيل التعيين في كتاب الله تعالى في موضع اخر او مواضع اخرى معرفة الذين انعم الله عليهم على سبيل التعيين - 00:06:44ضَ

انعمت عليهم ثم كيف اضاف النعمة اليه؟ فقال انعمت عليهم واضاف الضلال الى الى الضالين فقال الضالين ثم ما الحكمة ما الحكمة في قوله غير المغضوب عليهم ولم يقل غير الذين غضبت عليهم كما قال الذين انعمت عليهم - 00:07:09ضَ

ثم ما الحكمة في قوله غير المغضوب عليهم ولا الضالين ولم يقل غير المغضوب عليهم ولا الضالين هذه اسئلة لعلها تثير عندنا تساؤلات واستفهامات يرجو الله عز وجل ان يهدينا - 00:07:36ضَ

في الكلام عن الهداية صراطه المستقيم هذه الاية جاءت في اعظم سورة لابد ان نشير الى هذا قال الله عز وجل قال النبي عليه الصلاة والسلام لابي سعيد ابن المعلى لاعلمنك سورة - 00:07:58ضَ

هي اعظم السور في القرآن هي اعظم السور في القرآن والحديث في الصحيح في صحيح البخاري يقوله عليه الصلاة والسلام لابي سعيد ابن المعلى لاعلمنك هي اعظم السور في القرآن - 00:08:23ضَ

الحمد لله رب العالمين. هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي اوتيه جعل الله تعالى هذه السورة العظيمة التي تضمنت طلب الهداية جعلها الله تعالى ركنا عظيما في اعظم الفرائض بعد توحيد الله تعالى - 00:08:43ضَ

وهو الصلاة قال عليه الصلاة والسلام كما في الصحيح لا صلاة لمن لم يقرأ في فاتحة الكتاب بل ان الله عز بل ان رسول الله صلى الله عليه وسلم تم هذه السورة - 00:09:12ضَ

صلاة سورة الفاتحة التي تضمنت هذه الاية العظيمة التي فيها الدعاء والتضرع بالهداية الى الصراط بالهداية اهدنا الصراط المستقيم سمى نبي الله صلى الله عليه وسلم هذه السورة سماها صلاة - 00:09:32ضَ

بل سماها الله تعالى صلاة سماها الله تعالى صلاة ففي الصحيح من حديث ابي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قال الله تعالى حديث قدسي قال الله تعالى - 00:09:55ضَ

قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ما المقصود؟ ما المراد كيف قسمت الصلاة؟ ما المقصود؟ ما المراد؟ جاء البيان في نفس هذا الحديث القدسي الجليل وهو في الصحيح - 00:10:15ضَ

فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدني عبدي تبين المقصود لقوله الصلاة بين المقصود بقوله قول الله تعالى قسمت الصلاة بان المراد هو الفاتحة التي تضمنت - 00:10:35ضَ

هذا الدعاء الاجل الاعظم اهدنا الصراط المستقيم ولعلي اقف معك واقف معك وقفة لو مسلم وهو يقف بين يدي الله تعالى في صلاته واستحضر انه وهو يقرأ ان الله جل جلاله - 00:10:56ضَ

تيبو وان الله تعالى اذكر ثناءه عليه كيف ستكون حالنا في صلاتنا لو لو استحضرنا هذا المعنى العظيم جاء في هذا الحديث في الصحيح فاذا قال العبد الحمد لله رب العالمين - 00:11:32ضَ

قال الله تعالى حمدني عبدي حين يقف المصلي بين يدي الله لو كان يستحضر هذا المعنى العظيم الاجل وهو يقف في الصلاة بين يدي الله وهو يقف ويقرأ الحمدلله رب العالمين - 00:11:53ضَ

ثم يستحضر هذا المعنى وان الله جل جلاله يقول عنه حمدني عبدي كيف ستكون حاله في الخشوع والخضوع والتضرع وهو يستحضر ان الله جل جلاله يجيبه. واذا قال الرحمن الرحيم قال الله تعالى - 00:12:10ضَ

اثنى علي عبدي واذا قال ما لك يوم الدين قال مجدني عبدي واذا قال اياك نعبد لاحظ بارك الله فيك بدأت السورة بالثناء العظيم على الله الجليل. الحمدلله كأن سائلا يسأل - 00:12:30ضَ

وما وما الله؟ رب العالمين يدخل في القلب من الهيبة شيء عظيم فانه رب العالمين. ثم تأتي الاية التي تليها في عظيمين جليلين الرحمن الرحيم ثم يأتي يذكر بانه مالك - 00:12:54ضَ

او ملك يوم الدين بعد الثناء على الله تعالى وحمده وتمجيده يأتي الميثاق الميثاق العظيم اياك نعبد اي لا نعبد غيرك نخلص العبادة لك وحدك لا شريك لك واياك نستعين فنحن ونحن نقول هذا الميثاق فنحن نعلم - 00:13:16ضَ

انه لا حول لنا ولا قوة ولا قدرة الا بك يا رب هذا معنى لا حول ولا قوة الا بالله. اي لا تحول من حال الى حال. ولا قوة ولا قدرة على شيء - 00:13:46ضَ

اذا لم يكن عون من الله اذا لم يكن عون من الله للفتى فاول ما يجني عليه اجتهاد اياك نعبد واياك نستعين هنا يأتي بعد هذا فاذا قال هذا المؤمن وقرأ هذا قال الله تعالى هذا بيني وبين عبدي هذا ميثاق - 00:14:02ضَ

فيقول الله تعالى ولعبدي ما سأل ولعبدي ما سأل هنا بعد هذا الوعد الرباني الجليل الكريم ولعبدي ما سأل الله جل جلاله يهدي عباده وهم وقوف بين يديه من يدعو بهذا الدعاء بعد ان - 00:14:23ضَ

قال سبحانه في هذا الحديث يقول جوابا للقارئ وهو وهو يقرأ اياك نعبد واياك نستعين. يقول الله تعالى له ولعبدي ما سأل هو جل جلاله هدانا لهذا فجعل هذه الاية في هذا الموضع اهدنا الصراط المستقيم - 00:14:51ضَ

صراط الذين انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال الله تعالى هذا لعبدي ولعبدي ما سأل قال الامام ابن القيم رحمه الله فما الظن فما الظن بفاتحة الكتاب التي لم ينزل في القرآن - 00:15:14ضَ

ولا بالتوراة ولا في الانجيل ولا في الزبور مثلها هي اعظم ما انزل الله على رسله على الاطلاق وثمة ملحظ لعلي اشير اليه اشارة سريعة اذا حدثك انسان بقصة حدثك بقصة - 00:15:37ضَ

ثم كررها عليك مرة ثانية ثم ثالثة ثم رابعة الخامسة سادسة فانك تتضايق جدا وتملوا جدا من تكرار هذا الكلام والقصة لكن تأمل هذا الاعجاز العظيم هذا الاعجاز تأمل هذا الاعجاز العظيم - 00:16:00ضَ

هذه السورة العظيمة الجليلة. يكررها المؤمن في كل ركعة من صلاته ولا يمل بل كلما كررها وتدبرها في قلبه حلاوة وازداد فيها اطمئنان صلاة في رمضان كنا في رمضان بعض الناس يصلي من الليل ما شاء الله ان يصلي - 00:16:25ضَ

ويقرأ ما شاء الله ان يقرأ في كل ركعة يقرأ الحمد لله رب العالمين في الحرم ثلاثا وعشرين ركعة غير الفرائض. وفي كل ركعة يقرأ هذه السورة ولا يزداد المؤمن لقراءتها او لسماعها الا اطمئنانا وانشراح صدر. هذا اعجاز وهذا لا يكون - 00:16:52ضَ

الا كلام رب العالمين جل جلاله هذه الهداية التي جاءت في هذا الموضع في هذا الموضع العظيم اهدنا الصراط المستقيم جاءت في موضع عظيم وفي هذا اشارة هذا اشارة الى ادب من ادب الدعاء - 00:17:18ضَ

الى ادب من ادب الدعاء. نحن نطلب الله عز وجل وندعوه كل حوائجنا يطلبه وندعوه كل حوائجنا لكن ثمة اداب واسباب اذا عمل بها المؤمن كان جديرا بان يجاب دعاؤه - 00:17:51ضَ

اذا عمل هذه الاسباب كان جديرا ان يجاب دعاءه. ومن اعظم ذلك ما جاء هنا في هذه السورة العظيمة فمن اعظم اسباب اجابة الدعاء من اعظم اسباب ادب الطلب والدعاء - 00:18:14ضَ

من رب الارض والسماء ان يقدم المؤمن بين يدي طلبه وان يقدم بين يدي دعائه الثناء والتمجيد لله رب العالمين وما اعظم هذا الثناء الذي تضمنته هذه السورة العظيمة يبدأ بالحمد - 00:18:33ضَ

الحمد الحمد لله رب العالمين الاقرار بالربوبية. ثم باسمائه جل وتعالى وما تضمنته من الصفات الرحمن الرحيم وما تضمنت وما تضمنه هذا الاسمان الجليلان من الرحمة ثم تمجيد الله عز وجل مالك يوم الدين - 00:18:55ضَ

ثم العبودية لله تعالى بعد هذا كله جاء الدعاء اهدنا الصراط المستقيم فما اعظم الاستفادة من هذا من هذا المنهج القرآني. ان يقدم المؤمن بين يدي دعائه تعظيما لله عز وجل - 00:19:21ضَ

وثناء على الله عز وجل فانه اذا اثنى على الله عظم الله وسبح الله ثم دعاه كان ذلك جديرا باذن الله ان ان يستجاب يقول ابن القيم رحمه الله يقول ومن ساعده التوفيق واعين بنور البصيرة حتى وقف على اسرار هذه السورة. وما اشتملت عليه من التوحيد. ومعرفة الذات والاسماء - 00:19:44ضَ

والصفات والافعال واثبات الشرع والقدر والميعاد وتجريد توحيد الربوبية والالهية وكمال التوكل والتفويض الى الى من له الأمر كله واليه يرجع الامر كله. هذه المعاني كلها تضمنتها هذه السورة يقول والافتقار اليه في طلب الهداية. الافتقار حينما يقول المؤمن - 00:20:19ضَ

اهدنا الصراط المستقيم اقولها وهو يستحضر الحاجة الحاجة وقد قال قبلها اياك واياك نستعين. الافتقار اليه في طلب الهداية التي هي اصل سعادة الدارين اصل سعادة الدارين وعلم ارتباط معانيها بجلب مصالحهما. ودفع مفاسدهما وان العاقبة المطلقة التامة والنقم - 00:20:42ضَ

نعمة الكاملة منوطة بها موقوفة على التحقق بها. قال اغنته عن كثير من الادوية والرقى. واستفتح بها من الخير ابوابه. ودفع بها من الشر تقدم قبل قليل الاشارة الى ان دعاء الهداية كما انه يتضمن كل - 00:21:12ضَ

كل نعمة من الله عز وجل فانه يتضمن الاستعاذة من الشرور لان من اهتدى ولان من اهتدى واتقى وقاه الله كلما كل ما يؤذيه في دنياه او اخرى هنا نقف وقفة - 00:21:35ضَ

ايضا ما كلمة هدى اهدنا اصلها اصل فعلها هدى اصله اصله معناها في لغة العرب على سبيل الايجاز والاختصار ثم ما المقصود ثم ما هي الهداية ما معنى الهداية في كتاب الله عز وجل؟ فانها تكررت كثيرا في القرآن الكريم - 00:22:03ضَ

ثم الهداية التي جاء ذكرها في كتاب الله عز وجل اصل كلمة هدا في لغة العرب يعود الى معنيين اثنين اما الاول انه بمعنى ارشد الطريق هذا هاد يهدي الطريق ارشد الى الطريق - 00:22:36ضَ

والمعنى الثاني بعثة لطف بعثة لطف ومنه الهدية الهدية اهداه هدية بعث اليه او اسلمه شيئا فيه نوع من اللطف المودة ونحو ذلك الاول المعنى الاول قد يدخل فيه قوله هديته الطريق هداية - 00:23:05ضَ

تقدمت لارشده الى الطريق يقال الهدى لا في الضلالة فلان ظل الطريق ضاع ما يدري اين الطريق ظل في طريقه ما يدري ظل في ظل في الصحراء ظل في الغابة لم يعد يعرف الطريق - 00:23:38ضَ

وضاع في طريقه ضاع في طريقه وضل ولا يعرف الطريق ويخشى يهلك انه لا يعرف الطريق وقد يهلك اذا لم يكن يعرف الطريق والسبيل ولذلك يقال الهدى ضد الضلالة الاصل الاخر - 00:23:56ضَ

ما اهديت من لطف الى ذي مودة قالوا اهديت اهداء ولعلك ان شاء الله ولو شيئا يسيرا فان الهدية تجلب المودة قال النبي عليه الصلاة والسلام ما هي معاني الهداية في كتاب الله عز وجل - 00:24:16ضَ

يا سبيل لاننا نجد في كتاب الله عز وجل نفيا بانواع من الهداية مثلا دعوني اطرح عليكم هذا السؤال الله عز وجل قال للنبي عليه الصلاة والسلام انك لا تهدي - 00:24:42ضَ

انك لا تهدي من احببت. انك لا تهدي صريح هذا النص هذه الاية الكريمة فيها الصراحة الواضحة انك لا تهدي من احببت وفئات اخرى يقول الله تعالى له وانك لتهدي - 00:25:01ضَ

في هذه المؤكدات وانك لتهدي الى صراط مستقيم يقول الله عز وجل في موضع اخر عن فرعون يخاطب موسى قال فمن ربكما يا موسى؟ قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى - 00:25:17ضَ

في الاية الاخرى والذي قدر اذا عرفنا معاني الهداية تنزل كل معنى بما يناسبه في الايات. اذا وردت اية فهمناها بحسب بحسب المعنى المناسب لها من معاني الهداية ما تضمنه قول الله عز وجل - 00:25:39ضَ

موسى قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى اعطى كل شيء خلقه اعطى كل اي اعطاه من الخلق والتصوير لما خلق له اعطاه خلقه على اعطاه خلقه اعطى كل شيء خلقه فخلقه كذلك - 00:26:11ضَ

ثم هدى ثم هدى هنا وكذلك في الاية الاخرى والذي قدر هذه الهداية بداية كل مخلوق لما فيه اسباب بقائه وحياته ما خلق له كل مخلوق وهو خلق الدواب والانعام كل شيء. الله خالق كل شيء. فخلق كل شيء - 00:26:36ضَ

ثم جبله وفطره وهداه وجعله مسخرا الحيوان والطير والدود كله مخلوق يا علاء والطفل الصغير فيه اول ساعة يخلق فيها في اول يوم يولد فيه يبدأ يبكي حتى يلقم الثدي فيبدأ يرضع. الله عز وجل فطره - 00:27:05ضَ

وخلقه على هذه وجبله على ان يبحث وان يتناول اسباب بقائه واسباب حياته فهداه جل وتعالى الى ما خلق له. وهكذا الطير سواء وغير ذلك قال ابن القيم في هذه الاية الكريمة قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه - 00:27:32ضَ

ثم هدى قال فاعطاء الخلق ايجاد والهداية التعليم والدلالة على سبب بقائه وما يحفظه ويقيمه. من يعلم المولود في اول لحظات حياته حين يخرج من بطن امه من يطلب ويبدأ يرضع حتى يكون في ذلك حياته الله جل جلاله - 00:27:54ضَ

هكذا سائر المخلوقات فهذه الهداية العام هذه الهداية هداية عامة في كل المخلوقات الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدأ اي ثم هداه اعطى كل شيء خلقه ثم هدى اي ثم هداه - 00:28:18ضَ

كذلك والذي قدر والتقدير الايجاد والخلق. ثم هدى كل موجد وكل مخلوق لما به اسباب حياته. واسباب بقائه وتعالى ما اعظمه. هذا المعنى الاول للهداية وهذه ايتان مثال على هذا - 00:28:39ضَ

المعنى الثاني المعنى الثاني للهداية الهداية في كتاب الله عز وجل بداية البيان الدعوة الدلالة الارشاد وهذا المعنى هو الذي قال الله تعالى فيه صلى الله عليه واله وسلم وانك بهذه المؤكدات - 00:29:04ضَ

وانك لتهدي الى صراط مستقيم وانك لتهدي هذا الخطاب صريح لنبيه صلى الله عليه وسلم في هذه المؤكدات بانه صلى الله عليه واله وسلم يهدي الى صراط مستقيم صراط الله الذي له ما في السماوات وما في الارض - 00:29:31ضَ

هذه الهداية هي هداية الدلالة والبيان والدعوة والحد والحظ والترغيب هذه يقول للنبي عليه الصلاة والسلام وتكون ايضا لاتباعه فانهم يهدون الناس اي يدعونهم الى صراط الله تعالى كما قال الله تعالى والذين يمسكون بالكتاب - 00:29:57ضَ

المعنى الثالث الهداية وهو معنى لا يملكه ولا يقدر عليه الا رب الارض والسماء جل جلاله قال سبحانه اكرم خلقه عليه قال سبحانه لاكرم رسله صلى الله عليه وسلم انك لا تهدي - 00:30:28ضَ

من احببت لكن الله يهدي نعم فهذه هداية لا يملكها الا الله عز وجل قال سبحانه من يضلل الله فلا هادي له من يضلل الله فلا هادي له. ما معنى هذه الهداية - 00:30:55ضَ

هذه الهداية ان يقذف الحق في القلب وان يجعل هذا القلب مستجيبا مؤمنا هذه الهداية لا يمكن ان تكون الا لله تبارك وتعالى ولنطبق هذا يسيرا تطبيقا يسيرا على قصة النبي صلى الله عليه واله وسلم - 00:31:20ضَ

مع عمه ابي طالب فانه كان يدعوه ويدل ويرشده وهو على فراش الموت. يا عم كلمة قل كلمة احاج لك بها عند الله يوم القيامة كان اخر ما قال هو على ملة عبد المطلب - 00:31:44ضَ

قال الله تعالى لنبيه وكان النبي عليه الصلاة والسلام يحب ان يهتدي عمه فقال الله تعالى له انك لا تهدي من احببت. ولكن الله يهدي من يشاء هذه الهداية التي نفاها عن نبيه عليه الصلاة والسلام. واثبتها لله وحده - 00:32:04ضَ

بداية التوفيق قبول الحق التوفيق لقبول الحق للايمان هذه لا يملكها الا الله جل جلاله وورد في كتاب الله عز وجل في موضع واحد ذكر هذين النوعين الهداية بمعنى البيان والدلالة والدعوة - 00:32:26ضَ

هدى الهدى بمعنى البيان والدلالة والدعوة والهدى بمعنى التوفيق له. قال الله تعالى واما تمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى لاحظ واما تموت فهديناهم اي هدى البيان والدلالة ارسل الله اليهم رسولا - 00:32:53ضَ

جعل له اية كل هذه بداية دلالة وارشاد ودعاهم صالح عليه السلام لكن ما الذي حصل؟ قال فاستحبوا العمى على الهدى الهداية الاولى في قوله واما ثمود. فهديناهم اي بينا لهم - 00:33:22ضَ

والهداية الثانية في قوله فاستحبوا العمى على الهدى اي قبول الهدى انقياد له كذلك ايضا قول الله تعالى والله لا يهدي القوم الظالمين هل معنى ذلك لا يهدي القوم الظالمين لا يبين لهم؟ لا. هل معنى ذلك لا يدعوهم؟ لا. هل معنى ذلك لا يقيم عليهم الحجج والبراهين - 00:33:46ضَ

والدلائل لا. وانما المقصود والله لا يهدي القوم الظالمين. اي لا يقذف الهدى بقلوبهم عقوبة لظلمهم قال ابن جرير امام المفسرين قد علم بذلك قد علم بذلك قوله والله لا يهدي القوم الظالمين. يقول رحمه الله قد علم بذلك انه لم يعني ان لا يبين للظالمين الواجب عليه الواجب عليهم. من فرائض - 00:34:15ضَ

وكيف يجوز ان يكون ذلك معناه؟ وقد عم بالبيان جميع المكلفين من خلقه الله عز وجل وقد عم بالبيان جميع المكلفين من خلقه ولكنه عنى جل وعز الا يوفقهم ولا يشرح للحق والايمان صدورهم - 00:34:41ضَ

كذلك قول الله عز وجل ان الله لا يهدي من هو مسرف كذاب وقال والله لا يهدي القوم الظالمين يقول ابن القيم معلوم انه لم ينفي هدى البيان والدلالة الذي تقوم به الحجة - 00:35:04ضَ

فانه حجته على عباده الى ان قال فانه سبحانه يخبر انه قسمك هدايته للعبد قسمين. قسم قسما لا يقدر عليه غيره نسأل الله ان يهدينا نسأل الله ان يهدينا وقسما مقدور للعباد. مقدور للعباد - 00:35:22ضَ

الدعوة والدلالة والارشاد. فقال في القسم المقدور للعبد انك لتهدي الى صراط مستقيم وقال في غير المقدور للعبد انك لا تهدي من احببت. وقال من يضلل الله فلا هادي له - 00:35:42ضَ

هذه ثلاثة انواع من الهداية الاول الهداية العامة لجميع الخلق فطروا على ما به حياتهم وبقاؤهم الثانية هداية الدلاتي والارشاد الثالثة بداية التوفيق والالهام التوفيق ديال الحق وقبوله والانقياد له - 00:36:01ضَ

ثمة ايضا ايات جاء فيها الهداية بمعنى اخر ذكره ابن القيم والمعنى الرابع كذلك يكون في الاخرة هو حصيلة الهداية في الدنيا او ردها من اهتدى في الدنيا كان على الصراط المستقيم - 00:36:21ضَ

في الاخرة يهدى الى جنات النعيم ومن رفض الهداية في الدنيا ورفض الاستقامة على الصراط المستقيم وابى وكان من الجاحدين ابا الهداية رفظ الهداية فانه في الاخرة يهدى ولكن الى صراط الجحيم - 00:36:40ضَ

قال الله تعالى احشروا الذين ظلموا وازواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهم الى صراط الجحيم الى صراط الجحيم قال تعالى في هذه للكافرين قال تعالى والذين قتلوا في سبيل الله المؤمنين والشهداء والذين قتلوا في سبيل الله فلن يضل اعمالهم - 00:37:04ضَ

يهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عن ربها لهم. على احد اوجه التفسير. قال بعض العلماء اي سيهديهم الى طريق الجنة وهكذا فهذا المعنى الرابع ونتيجة للهداية في الدنيا قول رفضها نتيجة للهداية في الدنيا - 00:37:30ضَ

او لرفضها نسأل الله العفو والعافية وقال الله تعالى عن اهل الجنة ونزعنا ما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الانهار وقالوا الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي - 00:37:56ضَ

لولا ان هدانا الله ابن جرير في تفسير هذه الاية الحمدلله الذي وفقنا للعمل الذي اكسبنا هذا الذي نحن فيه من كرامة الله وفضله وصرف عنا عذابه قال ابن القيم بناء على هذا - 00:38:19ضَ

قال ابن القيم كلمة موجزة جامعة فسؤال الهداية متضمن في حصول كل خير والسلامة من كل شر. انتهى كلامه. اعيد كلامه باهميته قال فسؤال الهداية متضمن لحصول كل خير والسلامة - 00:38:40ضَ

والسلامة من كل تذكر حفظك الله ورعاك حين تقول في صلاتك اهدنا الصراط المستقيم ان هذه الدعوة اقولها تطلبها ترجوها تدعو بها وهي متضمنة للفلاح والنجاح والصلاح والسعادة في الدار في الدنيا والاخرة - 00:39:06ضَ

قال ابن القيم ايضا فمن هدي في هذه الدار الى صراط الله المستقيم. الذي ارسل به رسله وانزل به كتبه هدي هناك الاخرة هدي هناك الى الصراط المستقيم الموصل الى جنته ودار ثوابه. وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط - 00:39:33ضَ

الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر ثبوت قدم نسأل الله الثبات يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة - 00:39:56ضَ

قال ابن القيم وعلى قدر ثبوت قدم العبد على هذا الصراط. الان في هذه الدنيا في هذه الدار ايها الكرام كم من الفتن خصوصا في عصرنا هذا فتن الشبهات تقديم مفاهيم جديدة للدين - 00:40:19ضَ

تقديم فائع اعادة القراءة كما يقولون للقرآن والسنة مفاهيم جديدة لا تتعارض مع معطيات اخر كما يقال مفاهيم جديدة وتبديل وتحريم. فتن الشبهات وما اكثرها. وكذلك ايضا فتن الشهوات وما - 00:40:38ضَ

ولعل فتن الشهوات لم تزخرف في عصر ولا دهر كما زخرفت في هذا العصر هنا حاجة العبد الى الهداية حاجة عظيمة جليلة يقول رحمه الله وعلى قدر ثبوت قدم العبد - 00:41:01ضَ

على هذا الصراط الذي نصبه الله لعباده في هذه الدار يكون ثبوت قدمه على الصراط المنصوب على متن جهنم وعلى قدر سيره على هذا الصراط يعني في الدنيا يكون سيره على ذلك الصراط - 00:41:20ضَ

ولينظر ولينظر الشبهات والشهوات التي تعوقه عن سيره على هذا الصراط المستقيم فانها الكلاليب التي بجنابتي ذاك الصراط تخطفه وتعوقه عن المرور عليه. فان كثرت هنا وقويت فكذلك هي هناك - 00:41:37ضَ

هنا اذا استسلم الانسان والشهوات التي تحرفه عن الصراط المستقيم والثبات عليه. كذلك الكلاليب التي تكون عليه تحفه هناك في الدار الاخرة ثم يقول وما ربك ظلام للعبيد سؤال الهداية - 00:42:03ضَ

متضمن بحصول كل خير والسلامة من كل شر معان عظيمة جليلة لكن لعلنا عند هذا الحد هذا المعنى العظيم الاجل الهداية الافتقار اليها والحاجة اليها الحاح على الله تعالى فما احرانا - 00:42:26ضَ

ما احرى المؤمن حين يقرأ هذه الاية في صلاته او خارج صلاته يستحضر هذا المعنى العظيم ان يستحضر هذا المعنى العظيم توفيق للهداية لعلي وانا اختم هذه الكلمة على سؤال مهم - 00:43:13ضَ

تقدم انفا ان معاني الهدايات اربع كما ذكر ابن القيم رحمه الله فما هو المقصود الهداية في هذه الاية حين يقرأ المؤمن اهدنا الصراط المستقيم اي انواع الهدايات يقصد هل يقصد الهداية - 00:43:33ضَ

بداية الى اسباب بقائه ومعاشه لم يقصد الهداية يا رب دلني وارشدني الى طريق الحق وبينه لي حتى لا يلتبس علي لم يقصد يا ربي وفقني واقذف الهدى في قلبي - 00:43:53ضَ

ما الذي يقصد المقصود والله تعالى اعلم هذه الهداية المطلوبة. اهدنا الصراط المستقيم يا رب بين للحق فلا يلتبس عليه يا رب ارشدني الى الحق فلا يلتبس يا رب وفقني لدلائل وحدانيتك - 00:44:12ضَ

والوهيتك ودلائل الحق ودلائل الايمان فلا تلتبس عليه يا رب اشرح صدري لهذه الدلائل حتى تكون في ستكون في قلبي وتخالط بشاشة قلبي. وايضا هذا المعنى الاول وايضا اهدنا الصراط المستقيم. يا رب اقذف الهدى في قلبي - 00:44:34ضَ

ولا هداية لمن لم تهده ولا توفيق لمن لم توفقه فيستحضر المؤمن هذين المعنيين وهو يدعو هذا الدعاء ويستحضر ذلك الوعد الكريم من الرب الجليل الذي وعد كما في الصحيح هذا لعبدي ولعبدي ما - 00:44:56ضَ

ارشدنا هدانا لان نقول اهدنا لعلنا نكتفي هذا القدر وارجو الله عز وجل واياكم وسمعنا واسأله تعالى ان يهدينا صراطه المستقيم ندعو الله عز وجل بما كان يدعو به صلى الله عليه وسلم - 00:45:17ضَ

استيقظ كان اذا استيقظ من الليل قال اللهم رب جبرائيل ميكائيل عالم الغيب والشهادة. انت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق باذنك انك تهدي من تشاء الى صراط مستقيم - 00:45:45ضَ

ثمة اسئلة اذكر ببعضها مصدر الهداية هل يستطيع الانسان ان يحصله بذاته وبجهده وباسبابه ام ان الهداية بيد الله عز وجل مطلقا دخلة للعبد فيها مطلقا هذا سؤال مهم ثم - 00:46:08ضَ

اهدنا الصراط ما معنى الصراط كيف يكون بيان الصراط غير ذلك من المعاني لعلنا ان شاء الله عنها في لقائنا القادم اسأل الله تعالى اسأل الله تعالى ان يهدينا واياكم صراطه - 00:46:29ضَ

وان يثبتنا على الحق والهدى حتى نلقاه وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى اله وصحبه الحمد لله رب العالمين السلام عليكم ورحمة الله - 00:46:48ضَ