ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:00
صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما يروي الامام مسلم وغيره من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر - 00:00:22
وكان اذا سافر باصحابه ومعه اصحابه ترفق بهم. واحسن الطريق معهم وشرع الله جل وعلا له ان يقصر الصلاة تخفيفا او تخفيفا عن عباده المؤمنين كرما منه سبحانه وتعالى. قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في - 00:00:39
سفر فنزلنا منزلا نزل الصحابة في منزل يحطون فيه رحلهم قال فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتظر ومنا من هو في جشره الصحابة نزلوا هذا المنزل وفي اول نزولهم - 00:01:02
بعض الصحابة يصلح خداعه يصلح خيمته وبعض الصحابة يصلح ادوات الرمي التي يجاهدون بها وبعض الصحابة يربط دابته ويسوسها ولم يكن من هديه عليه الصلاة والسلام انه اول ما ينزل - 00:01:29
يدعو الناس الى الكلام بل ينتظر حتى يستقر الناس وحتى تسكن نفوسهم وحتى يرتاح من معه في سفره ولكنه هذه المرة يقول عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما فبينما الناس في شغلهم - 00:01:51
على غير العادة اذ امر عليه الصلاة والسلام رجلا ان ينادي بالناس الصلاة جامعة فقام هذا الرجل وصاح في هذه الصحراء التي نزل النبي فيها وهو في سفره فنادى باعلى صوته الصلاة جامعة الصلاة جامعة - 00:02:12
ولم يكن عليه الصلاة والسلام يأمر بهذه الدعوة وبهذا النداء الصلاة جامعة. اي هلموا واقبلوا الا اذا حزبه امر. والا اذا كان الامر له شأن فانطلق الصحابة وتركوا خيامهم وتركوا دوابهم وتركوا ما بايديهم واحاطوا به عليه الصلاة والسلام - 00:02:35
هل سيخبرهم ان العدو قريب منهم هل سيخبرهم انه جاءه امر لا بد ان يفعلوه الان بل سيحدثهم باصول وسيحدثهم بامر يتصل باخر هذه الامة كما يتصل باولها لما احاطوا به عليه الصلاة والسلام قام - 00:03:01
فقال ايها الناس انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم. هذا حق اوجبه الله على الانبياء. لانهم دعاة الى الهدى والى - 00:03:25
هوب اوجب الله على كل نبي ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وان ينذرهم شر ما يعلمه لهم فقال هذه الكلمة انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم - 00:03:48
وينذرهم شر ما يعلمه لهم ثم قال لهم متحدثا عن هذه الامة قال وان امتكم هذه هذه الامة امة محمد صلى الله عليه وسلم. قال وان امتكم هذه جعل عافيتها في اولها - 00:04:09
وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها جعل عافية هذه الامة في اولها يوم كان نبيها عليه الصلاة والسلام بين ظهرانيهم وفي اول هذه الامة وفي صدر هذه الامة قبل ان تظهر الفتن - 00:04:31
وسيصيب اخر هذه الامة بلاء وامور تنكرونها اي امور ينكرها الناس ويختلفون فيها ويتنازعون فيها ويفتتنون فيها قال وان امتكم هذه جعل عافيتها في اولها وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها. ما هو هذا البلاء الذي سيصيب اخر الامة - 00:04:53
هي الفتن ولكن ما هو المنجى من هذه الفتن يتحدث عليه الصلاة والسلام في بقية كلامه مع اصحابه فيقول فتجيء الفتنة تجيء الفتنة فتمر الفتنة وكانها شيء قائم قال تجيء الفتنة - 00:05:23
فيقول المؤمن ولم يقل عليه الصلاة والسلام فيقول الناس وانما يقول المؤمن ويخاف الناس حتى المؤمن يخاف من هذه الفتنة يوم تخطر الفتن وتكون عريضة مؤثرة في شأن عامة المسلمين - 00:05:45
قال وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي فتذهب ذهبت الفتنة وما هلك المؤمن بل بقي ثم تجيء الفتنة الثانية فيقول المؤمن هذه مهلكتي بطبيعة الانسان يخاف والخوف في اصله خلق شريف. اذا كان خوفا من الله وخوفا من القبيح. وخوفا من السوء - 00:06:05
قال وتجيء الثانية فيقول المؤمن هذه مهلكتي فتذهب وهنا في هذا السياق يتبين لنا من كلام النبي عليه الصلاة والسلام ان المؤمن اقوى من الفتنة مهما كانت المؤمن يبقى ولكن الفتنة تذهب - 00:06:36
ولكن المؤمن الذي يبقى وتذهب الفتنة هو المؤمن حقا هو الذي صدق الله هو الذي توكل على الله هو الذي استبصر في الامر فعبد الله عز وجل وقال القول وفعل الفعل على بصيرة وليس على جهل او هوى من هوى النفس التي قد يحيط بالانسان - 00:06:58
يقول عليه الصلاة والسلام فتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي فتذهب وتجيء الفتنة الثانية. فيقول المؤمن هذه مهلكتي فتذهب ثم تذهب الفتن ويبقى المؤمن صادقا صالحا مقيما على امر الله عز وجل ولكن نبينا عليه الصلاة والسلام - 00:07:24
ما قال فيقول الرجل وانما قال فيقول المؤمن فالذي تذهب الفتنة ويبقى هو المؤمن حقا هو المؤمن صدقا هو المتوكل على الله عز وجل هو الصادق في امره المتبع لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:07:49
الفتن تكلم عنها عليه الصلاة والسلام وفجأ اصحابه في بعض الاحوال يوم يتكلم عنها. يقوم عليه الصلاة والسلام فيشرف من على بيت من بيوت المدينة فينظر من خلال البيوت هل سيرى رجالا او سيرى احدا او مارا كلا - 00:08:11
ينظر فيعجب الصحابة لماذا ينظر في السكك؟ ولماذا ينظر في الطرقات من خلال البيوت فماذا يقول لهم عليه الصلاة والسلام والحديث في الصحيح في البخاري وغيره فيقول اني لارى مواقع الفتن - 00:08:34
بيوتكم كمواقع القطر يوم تخوض الفتنة في الناس ولا يستبصر بها الناس وقد قال بعض العلماء الحكماء من ائمة السلف كسفيان وغيره ان الفتنة اذا اقبلت لا يعرفها الا العلماء - 00:08:52
فاذا ادبرت عرفها العامة ولهذا ينبغي ان يستمسك باهل العلم اهل العلم الراسخين الصادقين الربانيين الذين اتقوا الله عز وجل والذين اتاهم الله العلم الراسخ في كتاب الله وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:09:14
ولهذا اذا رجعنا الى ذلك المشهد الذي ذكره عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما يوم قال عليه الصلاة سلام فتذهب الفتنة ويبقى المؤمن بايمانه صادقا ثابتا. لماذا؟ لانه امن - 00:09:38
والله عز وجل يثبت المؤمن الم يقل الحق جل وعلا في كتابه يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكن الذي يهلك في الفتنة هو الذي يفتح لنفسه بابا - 00:10:00
قال الله عز وجل ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء قال عليه الصلاة والسلام وهو يذكر لنا المنهج الذي نستعصم به من الفتن فانك لو سألت اي واحد من المسلمين ماذا تبتغي - 00:10:20
قال ابتغي رضا الله وان ازحزح عن النار وان ادخل الجنة هذا مبتغى كل مسلم. قال عليه الصلاة والسلام لما ذكر الفتنة في هذا المشهد الذي احاط به اصحابه قال فمن احب ان يزحزح عن النار - 00:10:42
ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر من صدق التوحيد وصدق الايمان وصدق التوكل على الله عز وجل فان هذا هو اصل الامر هذا حق الله على العباد ان يؤمنوا به. وان يوحدوه وان يعبدوه وحده لا شريك له - 00:11:01
وبقي مع هذا حق العباد بعضهم على بعض قال فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه - 00:11:26
لو قيل لاساتذتي علم الاخلاق وعلم الاجتماع وما الى ذلك من انواع العلوم التي انتشرت باسمائها الاكاديمية وغيرها تحدثوا عن نظام الاخلاق وقولوا لنا في الاخلاق فما يستطيع هؤلاء ولو اجتمعوا ان يقولوا ككلمته عليه الصلاة والسلام - 00:11:46
يلخص العلاقة بين الناس في الحقوق بكلمة بكلمة تؤمن بها الفطرة ويقبلها العقل ويراها عادلا مستقيما لا زيادة فيه ولا نقصان. يوم يقول وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه - 00:12:12
اذا قيل لك كيف تعامل الناس واذا سألت كيف تعامل الناس فيقال لك عامل الناس بما تحب ان يعاملك الناس به هل هناك اعدل من هذا النظام في التعليم وفي الكلام وفي الاختصار وفي الوضوح وفي قبول الفطرة وفي قبول العقل لا - 00:12:32
قال وليأت الى الناس اي ليعامل الناس بالذي يحب ان يؤتى اليه انت لا تحب ان الناس يسيئون معاملتك. فالناس كذلك لا يحبون ان تسيء معاملتهم. انت لا تحب ان الناس يكذبون عليك - 00:12:59
فالناس كذلك لا يحبون ان تكذب عليهم الناس لا يحبون ان تأذيهم ان تؤذيهم بكلمة او فعل او اشارة او همز او لمز او ما الى ذلك فالناس كذلك لا يحبون هذا. كل ما لا تحبه لنفسك - 00:13:17
من سيء الامر فان الناس ايضا لا يحبونه لانفسهم قال فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه هذه الجملة الجامعة في الاخلاق - 00:13:37
وفي التعامل وفي الحقوق لو اقام المسلمون عليها فيما بينهم لصلحت احوالهم واجتمعت كلمتهم وصاروا على رشد في امرهم لو ان كل واحد من المسلمين عامل اخاه المسلم بما يحب ان يعامل به لاستقام الامر - 00:13:59
ولا اجتمعت الكلمة ولنزلت الرحمة لان الله يقول فبما رحمة من الله لنت لهم ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم قال وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه - 00:14:23
هكذا يرسم عليه الصلاة والسلام اجتماع المؤمنين واجتماع المسلمين وبالمناسبة والحديث عن هذه الفتن التي خافها رسول الله على امته الفتنة منها ظاهر وباطن في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قام - 00:14:48
فصعد المنبر واستقبل الناس فلما استقبلهم ما تكلم بل قال لهم ايها الناس تعوذوا بالله من الفتن فقال الصحابة رضي الله تعالى عنهم نعوذ بالله من الفتن فقال لهم تعوذوا بالله من الفتن - 00:15:11
ما ظهر منها وما بطن الفتن منها ظاهر والفتن منها باطن والمؤمن ينبغي له بل يجب عليه ان يتعلق بالله عز وجل وان سأل ربه ان يكفيه شر الفتن ما ظهر منها وما بطن - 00:15:33
لما فتحت البلاد في عهد عمر وخلافة امير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه كان رظي الله عنه مع ان البلاد فتحت في عهده وفي خلافته كان يتحسس من الامر وكان رظي الله عنه وجلا ان تخوض الفتنة وهو حي - 00:15:55
فكان يجمع الصحابة احيانا يسألهم عن احاديث الفتن فمرة جمعهم كما في الصحيح وغيره جاء مع عمر رضي الله تعالى عنه وجوها من الصحابة فلما اجتمعوا ماذا اراد منهم امير المؤمنين - 00:16:17
قال ايكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن هاتوا احاديث الفتن. حدثوني باحاديث الفتن فذكروا له او ذكر بعض الصحابة له بعض الحديث ذكروا له فتنة المال وفتنة الولد - 00:16:36
فهذه امرها عند عمر بين. انما اموالكم واولادكم فتنة. هذه بينة عند عمر ولكن عمر رضي الله تعالى عنه كان يخشى الفتن العامة التي تحيط بالعامة من المسلمين فقال عمر رضي الله عنه - 00:16:55
تلك يعني فتنة المال والولد تكفرها الصلاة والصوم والصدقة ولكن ايكم سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر حينما تكون انت في وسط البحر فيموج البحر وتصير حركة المد والجزر على قوة لا تستطيع ان تسيطر على توازنك - 00:17:15
ولا على نفسك قال ولكن ايكم سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر وقام صاحب سر رسول الله قام الحافظ للسر لسر محمد عليه الصلاة والسلام. قام حذيفة ابن اليمان رضي الله تعالى عنه. فقال انا يا امير - 00:17:40
المؤمنين فقال عمر انت لله ابوك هات اي حدثني قال حذيفة فحدثته حديثا ليس بالاغاليط. اي فصل له الامر وقال حذيفة في حديثه وعمر ينصت وعمر يترقب الا يكون الحديث يشير الى فتنة وعمر حي - 00:18:04
الله تعالى عنه قال حذيفة فحدثته حديثا ليس بالاغاليط. وحدثته ان بينك وبينها يا عمر بابا يوشك ان يكسر فلما قال حذيفة هذه الكلمة اقشعر جلد عمر وتأثر واوقفه فقال يا حذيفة - 00:18:27
اعد فقال يا امير المؤمنين ان بينك وبينها بابا يوشك ان يكسر فقال عمر اكسرا لا ابالك اهكذا سمعت الحديث انه يكسر فلو انه فتح لعله كان يعاد لو فتح الباب فانه ممكن ان - 00:18:52
يغلق مرة ثانية ولكن حذيفة وهو يروي عن رسول الله قال وحدثته ان بينك وبينها بابا يوشك ان يكسر فقال عمر اكسرا لا ابا لك فلو انه فتح لعله كان يعاد واطرق عمر - 00:19:16
وعرف انه هو الباب هو الباب هو باب الاسلام رضي الله عنه. هو الذي ادب الناس وساس الناس بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولذلك ما كان عليه الصلاة والسلام ينطق عن الهوى يوم قال في حديث العربان - 00:19:36
ابن سارية في المسند وغيره عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عمر رضي الله تعالى عنه مهدي وهو المحدث في الاسلام قال وحدثته ان بينك وبينها بابا يوشك ان يكسر - 00:19:54
فصار هذا الحديث في نفس عمر وفي اخر ايام عمر بدأ يفكر فيه كثيرا حتى انه رضي الله تعالى عنه قري في منامه رؤيا رأى في منامه اعني عمر رضي الله تعالى عنه ان ديكا جاء فنقره ثلاث نقرات - 00:20:13
فلما رأى عمر هذه الرؤيا فهم انها الاجل وانه القتل فقام كما في حديث معدان ابن ابي طلحة ليعمر في الصحيح قام عمر على المنبر فقال للناس ايها الناس وقد جمع وجوه الصحابة والكبار من بقية اصحاب رسول الله صلى الله عليه - 00:20:38
جمعهم لهذا الامر وقال لهم ايها الناس اني رأيت اي في المنام كأن ديك النقرني ثلاث نقرات واني لا اراه الا حضور اجلي عمر فسر الامر بانه حضور الاجل وان اقواما يأمرونني ان استخلف - 00:21:02
ومن ثقته رضي الله عنه ان الله حافظ دينه مهما كانت الفتن قال وان الله لم يكن مضيعا دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به نبيه. الله يحفظ الدين ولكن الله قال لعباده في القرآن كلمة ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم - 00:21:27
والا فاذا صدق المسلمون ربهم وانابوا اليه وتوكلوا عليه واتبعوا سنة نبيه واجتمعوا على الحق فان ان الله يكفيهم هذه الفتن شرها وظاهرها وباطنها قال وان اقواما يأمرونني ان استخلف وان الله لم يكن مضيعا دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به نبيه فان عجل بي امر - 00:21:52
اي ان قتلت او مت فعجل بي الامر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله وهو عنه امراظ ثم حصل ما حصل وقتل عمر على على يد ذلك الرجل الفاجر المنافق الظالم - 00:22:19
الكافر الذي قتل عمر ولما بلغ عمر انه هو الذي قتل قال الحمد لله الذي لم يجعل قتلي على يد رجل مسلم من الفتن ايها الاخوة التي نبهنا عليه الصلاة والسلام - 00:22:38
الا نقع فيها هي الفتنة عن السنة فحينما يفتن العبد والانسان على الاقتداء بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام فانه يتخبط في امور كثيرة من الجهل في جهل القول وجهل العمل. فربما اتى امرا وربما - 00:22:58
عزما وربما كدح كدحا ولكنه ليس على هدى من الله في صحيح مسلم وغيره من حديث عبدالله ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انه لم يكن نبي قبلي - 00:23:21
الا كان له من امته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بامره ما بعث الله نبيا الا كان له من امته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بامره قال ثم تخلف من بعدهم خلوف - 00:23:39
يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فليكن هذا المقام الذي اشار اليه الرسول صلى الله عليه واله وسلم مقاما لكل مسلم ان يتقي الله وان يتبصر في دينه - 00:24:01
وان يقتدي بهدي الرسول عليه الصلاة والسلام فان الله عز وجل وعد وهو سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد فقال في كتابه وعدا والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا اذا اقبل العبد واجتهد - 00:24:22
واراد الخير واخلص الدين لله واخلص ارادته لوجه الله وابتغى العلم والحق فان الله وعد ان يهديه السبيل هذه الفتن التي حدث بها رسول الله عليه الصلاة والسلام المستعصم من الوقوع فيها هو التمسك - 00:24:45
بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو اجتماع كلمة المسلمين لان الله جل وعلا امرنا بامرين اثنين هما جماع الدين ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه نهى رسول الله عليه الصلاة والسلام - 00:25:09
ان ينقص في شرع الله وفي اقامة دين الله ولكنه عليه الصلاة والسلام بين ان من اقامة دين الله وشرعه ان يجتمع على الحق والا تتفرق الامة شيعا واحزابا يعدو بعضهم على بعض ويغلو بعضهم في بعض وربما كفر بعض - 00:25:30
بعضا وربما لعن بعضهم بعضا فان هذا من شر الوبال لما نزل قول الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم - 00:25:52
قال عليه الصلاة والسلام اعوذ بوجهك استعان بوجه ربه ان ينزل على هذه الامة عذاب من فوقهم. فاعاذه الله او من فقل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم. او من تحت ارجلكم - 00:26:11
فقال اعوذ بوجهك ولما جاء قوله في تمام الاية او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بعض بأس ويذيق بعضكم بأس بعض قال عليه الصلاة والسلام سألت ربي ثلاثا فاعطاني اثنتين وما اعطاني الثالثة - 00:26:34
ولذلك اخبر عليه الصلاة والسلام ان هذا الشيطان الذي يلاحق هذه الامة قد انتهى امره وذهب شأنه وذهبت ريحه ان يعود المصلون الى الاشراك فيرتدوا عن دينهم بل لا تزال طائفة على الحق ظاهرين على التوحيد وعلى الايمان - 00:26:56
ولكنه عليه الصلاة والسلام قال كلمة كما في الصحيح ان الشيطان قد ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ليس الشيطان وتفظل الله واخز الله هذا الشيطان ان يعود المصلون في جزيرة العرب فيرتدوا اجمعين عن - 00:27:20
ان الشيطان قد ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن ماذا بقي؟ قال ولكن في التحريش بينهم فهذا التحريش بين الامة وهذه اللأواء وهذا الجهد وهذه الشحناء بين المسلمين يجب - 00:27:40
وعلى كل مسلم ان يراقب الله عز وجل وان يتقي الله فيكون اخا لاخيه المسلم ويكون صادقا مع اخوانه المسلمين والا يكون سببا في نشر فتنة بين المسلمين والا يكون سببا في ظلم احد من عباد الله المؤمنين - 00:28:01
وقد ودع عليه الصلاة والسلام الدنيا وترك امته ولكنه تركهم على السنة وتركهم على المحجة البيضاء ولكن الشأن هو في اقتداء هذه الامة بنبيها بل بوصية فيها التي اوصاها بها يوم تخوض هذه الفتن في الناس - 00:28:27
ويبين عليه الصلاة والسلام ان هذه الفتن لا تضر اهل الايمان اذا صدقوا الله عز وجل هذا الحديث ايها الاخوة وغيره من الاحاديث التي حدث بها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:49
يبين فيها ان الاستمساك بهديه وسنته هو الذي يعصم من هذه الفتن ويبين الله جل وعلا في كتابه في ايات تتلى ان من اخص مقامات التشريع نهيه جل وعلا العباد ان يقولوا على الله ما لا يعلمون - 00:29:07
والا فانه عليه الصلاة والسلام يوم كان حيا لا تقع الفتنة العامة لانه حي ويبين ويقطع الامر ولكن ربما التبس الامر من بعده ربما التمس الامر من بعده ولكن من صدق لا يلتبس عليه الامر لانه وان ذهب عليه الصلاة والسلام فما ذهبت - 00:29:30
سنته وكتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه محفوظ بحفظ الله عز وجل له ولذلك في حديث ابي موسى الاشعري قال عليه الصلاة والسلام النجوم امنة للسماء - 00:29:53
فاذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد وانا امنة لاصحابي. فاذا ذهبت اتى اصحابي ما يوعدون واصحاب امنة لامتي. فاذا ذهب اصحابي اتى امتي ما توعد للصحيح عنه عليه الصلاة والسلام عن ابي موسى يقول هذه الكلمات النجوم امنة للسماء - 00:30:14
وانا يعني نفسه عليه الصلاة والسلام امنة لاصحابي واصحابي امنة لامتي قال فاذا ذهبت اتى اصحابي ما يوعدون واذا ذهب اصحابي اتى امتي ما توعد وقد ذهب عليه الصلاة والسلام وذهب اصحابه - 00:30:43
فهذه الامة سيأتيها موعد الله. وما ذكره رسول الله ولكن الله عز وجل لطيف بعباده ولكن الله عز وجل رحيم بعباده ما تركهم عن مستعصم وعن مستمسك بل جعل له فرقانا وهديا - 00:31:05
ان هم اخذوا به وتمسكوا به وتركوا حظ النفس وتركوا العلو في الارظ وتركوا الحظوظ الشخصية التي ربما تدخل حتى على بعظ الذين فيهم صلاح وتقوى ولذلك لما كثرت الفتنة في صدر الاسلام في اواخر عهد الصحابة وما بعد ذلك - 00:31:24
قال الامام ابن تيمية رحمه الله كلاما ان مقاما من الهوى الخفي قد يعرض لنفوس بعض الصالحين في مثل هذا المقام. يكون هوى ولكنه خفي ربما الا يتفطن له الكثير من الناس - 00:31:48
فاذا هذا المستمسك الراشد الذي جعله عليه الصلاة والسلام هديا للامة يجب على الامة ان تستمسك به وان تبتعد عن حظ الدنيا وحظ النفس لان الله جل وعلا جعل العباد - 00:32:05
فريقين منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة والعلو في الارض ليس مقاما لاهل الايمان وانما ذكره الله مقاما للظالمين الباغين ان فرعون على في الارض واما المؤمنون فانهم الاعلون. ولكنه ليس العلو الارظي الذي فيه تسلط او تكبر او ظلم لاحد - 00:32:25
من عباد الله المسلمين ولهذا يقول الله لعباده المؤمنين ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ولكن ثمة فرق بين العلو الايماني كما قال ابن القيم وغيره وبين العلو الشيطاني الذي كان عليه فرعون - 00:32:51
والعلو في الارظ والركظ حظوظ النفس واثارها وما تمليه نفس الانسان عليه فان النفس امارة سوء الا ما رحم الله جل وعلا نسأل الله ان يرحمنا برحمته - 00:33:10
التفريغ
ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب اليه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:00
صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم تسليما يروي الامام مسلم وغيره من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر - 00:00:22
وكان اذا سافر باصحابه ومعه اصحابه ترفق بهم. واحسن الطريق معهم وشرع الله جل وعلا له ان يقصر الصلاة تخفيفا او تخفيفا عن عباده المؤمنين كرما منه سبحانه وتعالى. قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في - 00:00:39
سفر فنزلنا منزلا نزل الصحابة في منزل يحطون فيه رحلهم قال فنزلنا منزلا فمنا من يصلح خباءه ومنا من ينتظر ومنا من هو في جشره الصحابة نزلوا هذا المنزل وفي اول نزولهم - 00:01:02
بعض الصحابة يصلح خداعه يصلح خيمته وبعض الصحابة يصلح ادوات الرمي التي يجاهدون بها وبعض الصحابة يربط دابته ويسوسها ولم يكن من هديه عليه الصلاة والسلام انه اول ما ينزل - 00:01:29
يدعو الناس الى الكلام بل ينتظر حتى يستقر الناس وحتى تسكن نفوسهم وحتى يرتاح من معه في سفره ولكنه هذه المرة يقول عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما فبينما الناس في شغلهم - 00:01:51
على غير العادة اذ امر عليه الصلاة والسلام رجلا ان ينادي بالناس الصلاة جامعة فقام هذا الرجل وصاح في هذه الصحراء التي نزل النبي فيها وهو في سفره فنادى باعلى صوته الصلاة جامعة الصلاة جامعة - 00:02:12
ولم يكن عليه الصلاة والسلام يأمر بهذه الدعوة وبهذا النداء الصلاة جامعة. اي هلموا واقبلوا الا اذا حزبه امر. والا اذا كان الامر له شأن فانطلق الصحابة وتركوا خيامهم وتركوا دوابهم وتركوا ما بايديهم واحاطوا به عليه الصلاة والسلام - 00:02:35
هل سيخبرهم ان العدو قريب منهم هل سيخبرهم انه جاءه امر لا بد ان يفعلوه الان بل سيحدثهم باصول وسيحدثهم بامر يتصل باخر هذه الامة كما يتصل باولها لما احاطوا به عليه الصلاة والسلام قام - 00:03:01
فقال ايها الناس انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم. هذا حق اوجبه الله على الانبياء. لانهم دعاة الى الهدى والى - 00:03:25
هوب اوجب الله على كل نبي ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم وان ينذرهم شر ما يعلمه لهم فقال هذه الكلمة انه لم يكن نبي قبلي الا كان حقا عليه ان يدل امته على خير ما يعلمه لهم - 00:03:48
وينذرهم شر ما يعلمه لهم ثم قال لهم متحدثا عن هذه الامة قال وان امتكم هذه هذه الامة امة محمد صلى الله عليه وسلم. قال وان امتكم هذه جعل عافيتها في اولها - 00:04:09
وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها جعل عافية هذه الامة في اولها يوم كان نبيها عليه الصلاة والسلام بين ظهرانيهم وفي اول هذه الامة وفي صدر هذه الامة قبل ان تظهر الفتن - 00:04:31
وسيصيب اخر هذه الامة بلاء وامور تنكرونها اي امور ينكرها الناس ويختلفون فيها ويتنازعون فيها ويفتتنون فيها قال وان امتكم هذه جعل عافيتها في اولها وسيصيب اخرها بلاء وامور تنكرونها. ما هو هذا البلاء الذي سيصيب اخر الامة - 00:04:53
هي الفتن ولكن ما هو المنجى من هذه الفتن يتحدث عليه الصلاة والسلام في بقية كلامه مع اصحابه فيقول فتجيء الفتنة تجيء الفتنة فتمر الفتنة وكانها شيء قائم قال تجيء الفتنة - 00:05:23
فيقول المؤمن ولم يقل عليه الصلاة والسلام فيقول الناس وانما يقول المؤمن ويخاف الناس حتى المؤمن يخاف من هذه الفتنة يوم تخطر الفتن وتكون عريضة مؤثرة في شأن عامة المسلمين - 00:05:45
قال وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي فتذهب ذهبت الفتنة وما هلك المؤمن بل بقي ثم تجيء الفتنة الثانية فيقول المؤمن هذه مهلكتي بطبيعة الانسان يخاف والخوف في اصله خلق شريف. اذا كان خوفا من الله وخوفا من القبيح. وخوفا من السوء - 00:06:05
قال وتجيء الثانية فيقول المؤمن هذه مهلكتي فتذهب وهنا في هذا السياق يتبين لنا من كلام النبي عليه الصلاة والسلام ان المؤمن اقوى من الفتنة مهما كانت المؤمن يبقى ولكن الفتنة تذهب - 00:06:36
ولكن المؤمن الذي يبقى وتذهب الفتنة هو المؤمن حقا هو الذي صدق الله هو الذي توكل على الله هو الذي استبصر في الامر فعبد الله عز وجل وقال القول وفعل الفعل على بصيرة وليس على جهل او هوى من هوى النفس التي قد يحيط بالانسان - 00:06:58
يقول عليه الصلاة والسلام فتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي فتذهب وتجيء الفتنة الثانية. فيقول المؤمن هذه مهلكتي فتذهب ثم تذهب الفتن ويبقى المؤمن صادقا صالحا مقيما على امر الله عز وجل ولكن نبينا عليه الصلاة والسلام - 00:07:24
ما قال فيقول الرجل وانما قال فيقول المؤمن فالذي تذهب الفتنة ويبقى هو المؤمن حقا هو المؤمن صدقا هو المتوكل على الله عز وجل هو الصادق في امره المتبع لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:07:49
الفتن تكلم عنها عليه الصلاة والسلام وفجأ اصحابه في بعض الاحوال يوم يتكلم عنها. يقوم عليه الصلاة والسلام فيشرف من على بيت من بيوت المدينة فينظر من خلال البيوت هل سيرى رجالا او سيرى احدا او مارا كلا - 00:08:11
ينظر فيعجب الصحابة لماذا ينظر في السكك؟ ولماذا ينظر في الطرقات من خلال البيوت فماذا يقول لهم عليه الصلاة والسلام والحديث في الصحيح في البخاري وغيره فيقول اني لارى مواقع الفتن - 00:08:34
بيوتكم كمواقع القطر يوم تخوض الفتنة في الناس ولا يستبصر بها الناس وقد قال بعض العلماء الحكماء من ائمة السلف كسفيان وغيره ان الفتنة اذا اقبلت لا يعرفها الا العلماء - 00:08:52
فاذا ادبرت عرفها العامة ولهذا ينبغي ان يستمسك باهل العلم اهل العلم الراسخين الصادقين الربانيين الذين اتقوا الله عز وجل والذين اتاهم الله العلم الراسخ في كتاب الله وفي سنة نبيه صلى الله عليه وسلم - 00:09:14
ولهذا اذا رجعنا الى ذلك المشهد الذي ذكره عبدالله ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما يوم قال عليه الصلاة سلام فتذهب الفتنة ويبقى المؤمن بايمانه صادقا ثابتا. لماذا؟ لانه امن - 00:09:38
والله عز وجل يثبت المؤمن الم يقل الحق جل وعلا في كتابه يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الاخرة ولكن الذي يهلك في الفتنة هو الذي يفتح لنفسه بابا - 00:10:00
قال الله عز وجل ويظل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء قال عليه الصلاة والسلام وهو يذكر لنا المنهج الذي نستعصم به من الفتن فانك لو سألت اي واحد من المسلمين ماذا تبتغي - 00:10:20
قال ابتغي رضا الله وان ازحزح عن النار وان ادخل الجنة هذا مبتغى كل مسلم. قال عليه الصلاة والسلام لما ذكر الفتنة في هذا المشهد الذي احاط به اصحابه قال فمن احب ان يزحزح عن النار - 00:10:42
ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر من صدق التوحيد وصدق الايمان وصدق التوكل على الله عز وجل فان هذا هو اصل الامر هذا حق الله على العباد ان يؤمنوا به. وان يوحدوه وان يعبدوه وحده لا شريك له - 00:11:01
وبقي مع هذا حق العباد بعضهم على بعض قال فمن احب ان يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه - 00:11:26
لو قيل لاساتذتي علم الاخلاق وعلم الاجتماع وما الى ذلك من انواع العلوم التي انتشرت باسمائها الاكاديمية وغيرها تحدثوا عن نظام الاخلاق وقولوا لنا في الاخلاق فما يستطيع هؤلاء ولو اجتمعوا ان يقولوا ككلمته عليه الصلاة والسلام - 00:11:46
يلخص العلاقة بين الناس في الحقوق بكلمة بكلمة تؤمن بها الفطرة ويقبلها العقل ويراها عادلا مستقيما لا زيادة فيه ولا نقصان. يوم يقول وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه - 00:12:12
اذا قيل لك كيف تعامل الناس واذا سألت كيف تعامل الناس فيقال لك عامل الناس بما تحب ان يعاملك الناس به هل هناك اعدل من هذا النظام في التعليم وفي الكلام وفي الاختصار وفي الوضوح وفي قبول الفطرة وفي قبول العقل لا - 00:12:32
قال وليأت الى الناس اي ليعامل الناس بالذي يحب ان يؤتى اليه انت لا تحب ان الناس يسيئون معاملتك. فالناس كذلك لا يحبون ان تسيء معاملتهم. انت لا تحب ان الناس يكذبون عليك - 00:12:59
فالناس كذلك لا يحبون ان تكذب عليهم الناس لا يحبون ان تأذيهم ان تؤذيهم بكلمة او فعل او اشارة او همز او لمز او ما الى ذلك فالناس كذلك لا يحبون هذا. كل ما لا تحبه لنفسك - 00:13:17
من سيء الامر فان الناس ايضا لا يحبونه لانفسهم قال فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الاخر وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه هذه الجملة الجامعة في الاخلاق - 00:13:37
وفي التعامل وفي الحقوق لو اقام المسلمون عليها فيما بينهم لصلحت احوالهم واجتمعت كلمتهم وصاروا على رشد في امرهم لو ان كل واحد من المسلمين عامل اخاه المسلم بما يحب ان يعامل به لاستقام الامر - 00:13:59
ولا اجتمعت الكلمة ولنزلت الرحمة لان الله يقول فبما رحمة من الله لنت لهم ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم قال وليأتي الى الناس الذي يحب ان يؤتى اليه ومن بايع اماما فاعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه - 00:14:23
هكذا يرسم عليه الصلاة والسلام اجتماع المؤمنين واجتماع المسلمين وبالمناسبة والحديث عن هذه الفتن التي خافها رسول الله على امته الفتنة منها ظاهر وباطن في الصحيح انه عليه الصلاة والسلام قام - 00:14:48
فصعد المنبر واستقبل الناس فلما استقبلهم ما تكلم بل قال لهم ايها الناس تعوذوا بالله من الفتن فقال الصحابة رضي الله تعالى عنهم نعوذ بالله من الفتن فقال لهم تعوذوا بالله من الفتن - 00:15:11
ما ظهر منها وما بطن الفتن منها ظاهر والفتن منها باطن والمؤمن ينبغي له بل يجب عليه ان يتعلق بالله عز وجل وان سأل ربه ان يكفيه شر الفتن ما ظهر منها وما بطن - 00:15:33
لما فتحت البلاد في عهد عمر وخلافة امير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه كان رظي الله عنه مع ان البلاد فتحت في عهده وفي خلافته كان يتحسس من الامر وكان رظي الله عنه وجلا ان تخوض الفتنة وهو حي - 00:15:55
فكان يجمع الصحابة احيانا يسألهم عن احاديث الفتن فمرة جمعهم كما في الصحيح وغيره جاء مع عمر رضي الله تعالى عنه وجوها من الصحابة فلما اجتمعوا ماذا اراد منهم امير المؤمنين - 00:16:17
قال ايكم سمع النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن هاتوا احاديث الفتن. حدثوني باحاديث الفتن فذكروا له او ذكر بعض الصحابة له بعض الحديث ذكروا له فتنة المال وفتنة الولد - 00:16:36
فهذه امرها عند عمر بين. انما اموالكم واولادكم فتنة. هذه بينة عند عمر ولكن عمر رضي الله تعالى عنه كان يخشى الفتن العامة التي تحيط بالعامة من المسلمين فقال عمر رضي الله عنه - 00:16:55
تلك يعني فتنة المال والولد تكفرها الصلاة والصوم والصدقة ولكن ايكم سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر حينما تكون انت في وسط البحر فيموج البحر وتصير حركة المد والجزر على قوة لا تستطيع ان تسيطر على توازنك - 00:17:15
ولا على نفسك قال ولكن ايكم سمع الرسول صلى الله عليه وسلم يذكر الفتن التي تموج موج البحر وقام صاحب سر رسول الله قام الحافظ للسر لسر محمد عليه الصلاة والسلام. قام حذيفة ابن اليمان رضي الله تعالى عنه. فقال انا يا امير - 00:17:40
المؤمنين فقال عمر انت لله ابوك هات اي حدثني قال حذيفة فحدثته حديثا ليس بالاغاليط. اي فصل له الامر وقال حذيفة في حديثه وعمر ينصت وعمر يترقب الا يكون الحديث يشير الى فتنة وعمر حي - 00:18:04
الله تعالى عنه قال حذيفة فحدثته حديثا ليس بالاغاليط. وحدثته ان بينك وبينها يا عمر بابا يوشك ان يكسر فلما قال حذيفة هذه الكلمة اقشعر جلد عمر وتأثر واوقفه فقال يا حذيفة - 00:18:27
اعد فقال يا امير المؤمنين ان بينك وبينها بابا يوشك ان يكسر فقال عمر اكسرا لا ابالك اهكذا سمعت الحديث انه يكسر فلو انه فتح لعله كان يعاد لو فتح الباب فانه ممكن ان - 00:18:52
يغلق مرة ثانية ولكن حذيفة وهو يروي عن رسول الله قال وحدثته ان بينك وبينها بابا يوشك ان يكسر فقال عمر اكسرا لا ابا لك فلو انه فتح لعله كان يعاد واطرق عمر - 00:19:16
وعرف انه هو الباب هو الباب هو باب الاسلام رضي الله عنه. هو الذي ادب الناس وساس الناس بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولذلك ما كان عليه الصلاة والسلام ينطق عن الهوى يوم قال في حديث العربان - 00:19:36
ابن سارية في المسند وغيره عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عمر رضي الله تعالى عنه مهدي وهو المحدث في الاسلام قال وحدثته ان بينك وبينها بابا يوشك ان يكسر - 00:19:54
فصار هذا الحديث في نفس عمر وفي اخر ايام عمر بدأ يفكر فيه كثيرا حتى انه رضي الله تعالى عنه قري في منامه رؤيا رأى في منامه اعني عمر رضي الله تعالى عنه ان ديكا جاء فنقره ثلاث نقرات - 00:20:13
فلما رأى عمر هذه الرؤيا فهم انها الاجل وانه القتل فقام كما في حديث معدان ابن ابي طلحة ليعمر في الصحيح قام عمر على المنبر فقال للناس ايها الناس وقد جمع وجوه الصحابة والكبار من بقية اصحاب رسول الله صلى الله عليه - 00:20:38
جمعهم لهذا الامر وقال لهم ايها الناس اني رأيت اي في المنام كأن ديك النقرني ثلاث نقرات واني لا اراه الا حضور اجلي عمر فسر الامر بانه حضور الاجل وان اقواما يأمرونني ان استخلف - 00:21:02
ومن ثقته رضي الله عنه ان الله حافظ دينه مهما كانت الفتن قال وان الله لم يكن مضيعا دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به نبيه. الله يحفظ الدين ولكن الله قال لعباده في القرآن كلمة ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم - 00:21:27
والا فاذا صدق المسلمون ربهم وانابوا اليه وتوكلوا عليه واتبعوا سنة نبيه واجتمعوا على الحق فان ان الله يكفيهم هذه الفتن شرها وظاهرها وباطنها قال وان اقواما يأمرونني ان استخلف وان الله لم يكن مضيعا دينه ولا خلافته ولا الذي بعث به نبيه فان عجل بي امر - 00:21:52
اي ان قتلت او مت فعجل بي الامر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله وهو عنه امراظ ثم حصل ما حصل وقتل عمر على على يد ذلك الرجل الفاجر المنافق الظالم - 00:22:19
الكافر الذي قتل عمر ولما بلغ عمر انه هو الذي قتل قال الحمد لله الذي لم يجعل قتلي على يد رجل مسلم من الفتن ايها الاخوة التي نبهنا عليه الصلاة والسلام - 00:22:38
الا نقع فيها هي الفتنة عن السنة فحينما يفتن العبد والانسان على الاقتداء بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام فانه يتخبط في امور كثيرة من الجهل في جهل القول وجهل العمل. فربما اتى امرا وربما - 00:22:58
عزما وربما كدح كدحا ولكنه ليس على هدى من الله في صحيح مسلم وغيره من حديث عبدالله ابن مسعود ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انه لم يكن نبي قبلي - 00:23:21
الا كان له من امته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بامره ما بعث الله نبيا الا كان له من امته حواريون واصحاب يأخذون بسنته ويقتدون بامره قال ثم تخلف من بعدهم خلوف - 00:23:39
يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون فليكن هذا المقام الذي اشار اليه الرسول صلى الله عليه واله وسلم مقاما لكل مسلم ان يتقي الله وان يتبصر في دينه - 00:24:01
وان يقتدي بهدي الرسول عليه الصلاة والسلام فان الله عز وجل وعد وهو سبحانه وتعالى لا يخلف الميعاد فقال في كتابه وعدا والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا اذا اقبل العبد واجتهد - 00:24:22
واراد الخير واخلص الدين لله واخلص ارادته لوجه الله وابتغى العلم والحق فان الله وعد ان يهديه السبيل هذه الفتن التي حدث بها رسول الله عليه الصلاة والسلام المستعصم من الوقوع فيها هو التمسك - 00:24:45
بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم وهو اجتماع كلمة المسلمين لان الله جل وعلا امرنا بامرين اثنين هما جماع الدين ان اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه نهى رسول الله عليه الصلاة والسلام - 00:25:09
ان ينقص في شرع الله وفي اقامة دين الله ولكنه عليه الصلاة والسلام بين ان من اقامة دين الله وشرعه ان يجتمع على الحق والا تتفرق الامة شيعا واحزابا يعدو بعضهم على بعض ويغلو بعضهم في بعض وربما كفر بعض - 00:25:30
بعضا وربما لعن بعضهم بعضا فان هذا من شر الوبال لما نزل قول الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم قل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم - 00:25:52
قال عليه الصلاة والسلام اعوذ بوجهك استعان بوجه ربه ان ينزل على هذه الامة عذاب من فوقهم. فاعاذه الله او من فقل هو القادر على ان يبعث عليكم عذابا من فوقكم. او من تحت ارجلكم - 00:26:11
فقال اعوذ بوجهك ولما جاء قوله في تمام الاية او يلبسكم شيعا ويذيق بعضكم بعض بأس ويذيق بعضكم بأس بعض قال عليه الصلاة والسلام سألت ربي ثلاثا فاعطاني اثنتين وما اعطاني الثالثة - 00:26:34
ولذلك اخبر عليه الصلاة والسلام ان هذا الشيطان الذي يلاحق هذه الامة قد انتهى امره وذهب شأنه وذهبت ريحه ان يعود المصلون الى الاشراك فيرتدوا عن دينهم بل لا تزال طائفة على الحق ظاهرين على التوحيد وعلى الايمان - 00:26:56
ولكنه عليه الصلاة والسلام قال كلمة كما في الصحيح ان الشيطان قد ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ليس الشيطان وتفظل الله واخز الله هذا الشيطان ان يعود المصلون في جزيرة العرب فيرتدوا اجمعين عن - 00:27:20
ان الشيطان قد ايس ان يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن ماذا بقي؟ قال ولكن في التحريش بينهم فهذا التحريش بين الامة وهذه اللأواء وهذا الجهد وهذه الشحناء بين المسلمين يجب - 00:27:40
وعلى كل مسلم ان يراقب الله عز وجل وان يتقي الله فيكون اخا لاخيه المسلم ويكون صادقا مع اخوانه المسلمين والا يكون سببا في نشر فتنة بين المسلمين والا يكون سببا في ظلم احد من عباد الله المؤمنين - 00:28:01
وقد ودع عليه الصلاة والسلام الدنيا وترك امته ولكنه تركهم على السنة وتركهم على المحجة البيضاء ولكن الشأن هو في اقتداء هذه الامة بنبيها بل بوصية فيها التي اوصاها بها يوم تخوض هذه الفتن في الناس - 00:28:27
ويبين عليه الصلاة والسلام ان هذه الفتن لا تضر اهل الايمان اذا صدقوا الله عز وجل هذا الحديث ايها الاخوة وغيره من الاحاديث التي حدث بها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:49
يبين فيها ان الاستمساك بهديه وسنته هو الذي يعصم من هذه الفتن ويبين الله جل وعلا في كتابه في ايات تتلى ان من اخص مقامات التشريع نهيه جل وعلا العباد ان يقولوا على الله ما لا يعلمون - 00:29:07
والا فانه عليه الصلاة والسلام يوم كان حيا لا تقع الفتنة العامة لانه حي ويبين ويقطع الامر ولكن ربما التبس الامر من بعده ربما التمس الامر من بعده ولكن من صدق لا يلتبس عليه الامر لانه وان ذهب عليه الصلاة والسلام فما ذهبت - 00:29:30
سنته وكتاب الله لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه محفوظ بحفظ الله عز وجل له ولذلك في حديث ابي موسى الاشعري قال عليه الصلاة والسلام النجوم امنة للسماء - 00:29:53
فاذا ذهبت النجوم اتى السماء ما توعد وانا امنة لاصحابي. فاذا ذهبت اتى اصحابي ما يوعدون واصحاب امنة لامتي. فاذا ذهب اصحابي اتى امتي ما توعد للصحيح عنه عليه الصلاة والسلام عن ابي موسى يقول هذه الكلمات النجوم امنة للسماء - 00:30:14
وانا يعني نفسه عليه الصلاة والسلام امنة لاصحابي واصحابي امنة لامتي قال فاذا ذهبت اتى اصحابي ما يوعدون واذا ذهب اصحابي اتى امتي ما توعد وقد ذهب عليه الصلاة والسلام وذهب اصحابه - 00:30:43
فهذه الامة سيأتيها موعد الله. وما ذكره رسول الله ولكن الله عز وجل لطيف بعباده ولكن الله عز وجل رحيم بعباده ما تركهم عن مستعصم وعن مستمسك بل جعل له فرقانا وهديا - 00:31:05
ان هم اخذوا به وتمسكوا به وتركوا حظ النفس وتركوا العلو في الارظ وتركوا الحظوظ الشخصية التي ربما تدخل حتى على بعظ الذين فيهم صلاح وتقوى ولذلك لما كثرت الفتنة في صدر الاسلام في اواخر عهد الصحابة وما بعد ذلك - 00:31:24
قال الامام ابن تيمية رحمه الله كلاما ان مقاما من الهوى الخفي قد يعرض لنفوس بعض الصالحين في مثل هذا المقام. يكون هوى ولكنه خفي ربما الا يتفطن له الكثير من الناس - 00:31:48
فاذا هذا المستمسك الراشد الذي جعله عليه الصلاة والسلام هديا للامة يجب على الامة ان تستمسك به وان تبتعد عن حظ الدنيا وحظ النفس لان الله جل وعلا جعل العباد - 00:32:05
فريقين منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة والعلو في الارض ليس مقاما لاهل الايمان وانما ذكره الله مقاما للظالمين الباغين ان فرعون على في الارض واما المؤمنون فانهم الاعلون. ولكنه ليس العلو الارظي الذي فيه تسلط او تكبر او ظلم لاحد - 00:32:25
من عباد الله المسلمين ولهذا يقول الله لعباده المؤمنين ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ولكن ثمة فرق بين العلو الايماني كما قال ابن القيم وغيره وبين العلو الشيطاني الذي كان عليه فرعون - 00:32:51
والعلو في الارظ والركظ حظوظ النفس واثارها وما تمليه نفس الانسان عليه فان النفس امارة سوء الا ما رحم الله جل وعلا نسأل الله ان يرحمنا برحمته - 00:33:10