التعليق على منظومة سلم الوصول إلى مباحث علم الاصول

المجالس العلمية | سلم الوصول إلى مباحث علم الأصول | درس 30 / 39 | أ.د. أحمد القاضي

أحمد القاضي

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى. اما بعد فقد تقدم معنا ذكر مراتب الايمان بالقدر. وذكر انقسام الناس في هذا الباب الى طرفين ووسط. فاهل السنة جماعة وسط في افعال في افعال الله تعالى - 00:00:07ضَ

بين الجبرية الذين غلوا في اثبات افعال الله حتى سلبوا العبد فعله ومشيئته. وبين القدرية الذين غلبوا في اثبات افعال العباد حتى قالوا العبد يخلق فعل نفسه اما اهل السنة والجماعة فقالوا للعبد مشيئة وارادة لكنها داخلة تحت مشيئة الله وارادته - 00:00:27ضَ

بدليل قول الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين. فكانوا وسطا بين طرفان وعدلا بين عوجين وهدى بين ضلالتين والايمان بالقدر هو نظام التوحيد كما قال ابن عباس فلا فلا يمكن ان يحقق الانسان التوحيد الايمان - 00:00:53ضَ

ولذا قال ابن عباس فمن كذب بالقدر فقد نقض تكذيبه توحيده فلا يمكن ان يكون الانسان موحدا وهو مكذب بالقدر كيف يزعم ان العبد يشارك الله اه ويستقل او يستقل عنه بمشيئة او خلق - 00:01:19ضَ

ولاجل ذا اطلق النبي صلى الله عليه وسلم في حديث يصححه او يحسنه بعض اهل العلم ويجعله بعضهم موقوفا على القدرية انهم مجوس هذه الامة لماذا لماذا كان فيهم شبه بالمجوس؟ لان المجوس - 00:01:43ضَ

من عموم بني ادم هم الذين يثبتون خالقين اله النور يخلق الخير في زعمهم واله الظلمة يخلق الشر. فلا يعرف من بني ادم احد اثبت خالقين الا التنوير او الثانوية من المجوس - 00:02:05ضَ

وهؤلاء القدرية الذين يقول قائلهم العبد يخلق فعل نفسه يثبت خالقين مع الله بعدد الناس فكأن كل كل انسان يستقل بخلق افعاله بنفسه دون الله. تعالى الله عما يقولون وشبهتهم في ذلك ايها الكرام ارجو ان تنتبهوا لها. شبهتهم في ذلك انهم يقولون - 00:02:22ضَ

كيف يقدر الله تعالى عليهم ثم يعذبهم او يثيبهم اذا هم لا يكونون مستحقين للعقوبة ولا مستحقين للثواب اذا كان ذلك مقضي عليهم مقدر عليهم منذ الازل وهذه شبهة ساقطة - 00:02:48ضَ

والجواب عنها سهل. وهو ان يقال ان الله سبحانه انه لا تعارض بين قدر الله السابق واثبات افعال العباد لما لان هؤلاء العباد المكلفين لا يعلمون بسابق كتابهم فما احد منهم اطلع على اللوح المحفوظ ووجد فيه انه قد قضي عليه بكذا وكتب عليه كذا وكذا - 00:03:07ضَ

بل اخفي عنهم ذلك واظهر لهم الشرع. وقيل لهم اعملوا واتاهم الله تعالى من الادوات والالات ما يتمكنون به من الفعل او الترك فهم فيما يأتون وما يذرون يفعلونه بمحض اختيار وسبق اصرار. وبهذا يكونون مستحقين للثواب والعقاب - 00:03:36ضَ

وتنحل بذلك اه شبهة هؤلاء بل وتنحل ايضا شبهة الجبرية فان الجبرية اه يستدلون القدر السابق او بعضهم يستدل بالقدر السابق على ترك الواجبات وفعل الطاعات. على ترك الواجبات وفعل المحرمات. ويقول هذا قدر الله - 00:03:58ضَ

كما تسمعون من بعض البطالين والعطالين في هذه الازمنة من اذا قيل له يا فلان اتق الله وصلي. اركع مع الراكعين. قال لو كتب الله لي صلاة لصليت. الا تؤمنون - 00:04:26ضَ

القدر واذا شرب خمرا او اكل ربا ووعظ وقيل له اتق الله ولا تشرب الخمر ولا تأكل الربا فماذا يقول؟ يقول هذا امر قد كتبه الله. هذا امر قد قضاه الله في الازل. فيحتج بقدر الله على معصية الله - 00:04:42ضَ

فهل يتم لهم الاستدلال بالقدر على دعواهم؟ الجواب لا هذه الدعوة دعوة قديمة قد حكاها الله تعالى عن المشركين الاوائل. فقال سبحانه سيقول لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. اليس كذلك؟ هل هناك فرق بين مقالتهم - 00:05:02ضَ

قالت من حكينا من بعض المعاصرين لا فرق. كلهم يستدل بالقدر السابق. سيقول الذين اشركوا لو شاء الله ما ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. هو فعلا لو شاء الله ما اشركوا ولا اباءهم ولا حرموا من شيء. لكن هل يتم لهم الاستدلال - 00:05:29ضَ

ويصح منهم الاحتجاج بالقدر السابق ام لا؟ الجواب لا فقد رد الله تعالى عليهم في الاية بثلاثة ردود فقال اولا كذلك كذب الذين من قبلهم كسبنا الله مقالتهم كذبا والكذب هو مخالفة الخبر للواقع - 00:05:49ضَ

ثم قال ثانيا حتى ذاقوا بأسنا ولو كان لهم حجة في القدر ما اذاقهم الله بأسه. لان الله حكم عدل مقسط لا يظلم مثقال ذرة ثم جاءت الثالثة الناسفة لشبهتهم ودعواهم فقال قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟ اي هل اطلعتم على كتابكم - 00:06:12ضَ

فوجدتم في اللوح المحفوظ انكم تشركون وتحلون ما حرم الله وتحرمون ما احل الله؟ هل اطلعتم طبعا لم يطلعوا ولم يشاهدوا. وانما فعلوا ما فعلوا بمحض اختيار وسبق اسراء ومعاداة ومخالفة للرسول - 00:06:34ضَ

اذا ما حقيقة امركم ان تتبعون الا الظن وان انتم الا تخرصون فهكذا قل مثل ذلك في وجه كل مبطل مجادل آآ يريد ان يحتج بقدر الله على معصية الله - 00:06:55ضَ

اذا قال لك هذا امر قد كتبه الله. قل له متى علمت؟ ان هذا كتاب الله عليك. اقبل الفعل ام بعده هل يستطيع ان يقول قد علمت هذا قبل ان افعل - 00:07:11ضَ

لا وانى له ذلك. لا يستطيع. انما علم ان هذا قدر الله عليه بعد صدور الفعل منه. وهو قبل ان يصدر منه الفعل قيل له اياك ثم اياك. هذا حرام تأثم به ويريدك النار - 00:07:24ضَ

اتى ما اتى عن علم وبينة فصار حقيقة بالعقوبة والعذاب فلا اظن لا ظلم وما ربك بظلام للعبيد خرج النبي صلى الله عليه وسلم مرة باصحابه في جنازة رجل فجلس وجلسوا حوله - 00:07:40ضَ

وقال ما منكم من احد الا وقد كتب مقعده من الجنة او النار فقالوا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل ارأيتم هذا الخاطر يمكن ان يخطر حتى لدى افضل الناس وهم الصحابة - 00:08:04ضَ

لما اخبرهم النبي صلى الله عليه وسلم بان الله قد فرغ من العباد وقضى منذ الازل فريقا في الجنة وفريق في السعي قال ما منكم من احد الا وقد كتب مقعدهما من الجنة واما من النار. قالوا اذا يا رسول الله افلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ يعني - 00:08:23ضَ

سائرون الى ما قضي علينا فهل اجابهم وقال لهم لا بأس اتكلوا على كتابكم ولا تشقوا على انفسكم. لم يفعل ذلك مع انه بالمؤمنين رؤوف رحيم من قال لهم لا اعملوا فكل ميسر لما خلق له - 00:08:45ضَ

اعملوا فكل ميسر لما خلق له. ثم تلا قول الله تعالى فاما من اعطى واتقى وصدق بالحسنى سنيسره لليسرى. واما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى لا تجد اجمل واجمع من الاجوبة النبوية والقناعات القرآنية - 00:09:06ضَ

تجد كلاما مختصرا جامعا مانعا يغني عن شرح كثير. كقول الله تعالى لمن شاء منكم ان يستقيم وما تشاؤون الا ان يشاء الله رب العالمين بينما يخبط المتكلمون في هذه القضايا ويشرقون ويغربون ولا يخرجون بطائل بل يزيدون الامر عناية وضلالة - 00:09:30ضَ

الاجوبة القرآنية والنبوية في غاية الوضوح والبيان. فاستمسك بها ففيها برد اليقين وانفلاج الصدور ومما يجاب به على هؤلاء الذين يحتجون بقدر الله على معصية الله في ترك الواجبات او فعل المحرمات ان يقال له ان يقال لهم - 00:09:52ضَ

انتم في اموركم الدنيوية لا تحتجون بالقدر السابق بل تبحثون وتفعلون ما عن ما يلائمكم. فاذا اقبل الشتاء لبستم الملابس الثقيلة واذا جاء الصيف تخففتم منها لم؟ قالوا لو لم نفعل ذلك لاصابنا البرد لقلنا - 00:10:16ضَ

فلو قلنا لهم ان كان الله كتب عليكم بردا فسوف يصيبكم ولو لم تستدفئوا. ما قبلوا ذلك لو قيل لاحدهم اقعد في بيتك ولا تتجشم مشقة الخروج في نحر الظهيرة في شدة الحر او - 00:10:36ضَ

في الصباح في شدة البرد فان كان فاذا كان الله قد كتب لك رزقا فسيأتيك ولو في قعر بيتك. هل يقبل ام يذهب يزاحم بمنكبيه وركبتيه ويقدم اوراقه في كل دائرة ويبحث عن العلاوات والترقيات مع ان كل شيء بقدره - 00:10:55ضَ

فهم في امورهم الدنيوية لا يعتمدون على القدر السابق اذا اصيب احدهم بمرض ماذا يصنع؟ يذهب الى الاطباء يشتري الادوية فلو قيل له لا تفعل يا فلان ان كان ان الله قد كتب لك شفاء فستشفى ولو لم تذهب لطبيب ولو لم تتعاطى - 00:11:14ضَ

اه دواء يقال كلا لا بد من فعل اسباب توصلني الى الشفاء كل هذا حاصل مع انهم يحتجون بقدر الله في الامور الدينية هذا تناقض بل ارأيت لو قلت لاحدهم - 00:11:37ضَ

لا تكلف نفسك بالمهر والزواج وتكاليف النفقات على الزوجة. ان كان الله قد قسم لك ذرية فسيأتون اليك ويطرقون عليك الباب ويقولون نحن اولادك وقيل هذا لعد ذلك ظرب من الجنود - 00:11:55ضَ

وقال لا لا يمكن ان تحصل ذرية الا بزوجة ونكاح الى اخره حتى تحصل الذرية فهم في امورهم الدنيوية المعاشية لا يحتجون بالقدر. فكيف يحتجون به بالقدر في امورهم الدينية - 00:12:16ضَ

يقال لهم يا سبحان الله الذي نصب الاسباب الدنيوية المعاشية هو الذي نصب الاسباب الدينية الشرعية فعليكم ان تأخذوا بالاسباب لتصلوا الى المسببات وتأملوا يا ايها الكرام ويا ايتها الكريمات ومن بلغ كيف ان الله تعالى لم يجعل للعباد حجة يمكن ان يحتجوا بها على الله - 00:12:34ضَ

حجة واحدة وهي الحجة الرسالية. فقال سبحانه رسولا مبشرين ومنذرين. لان لا يكون للناس على الله حجة بعد لو كان في الاحتجاج بالقدر حجة لا مكان لهذه الاية فائدة صح - 00:13:01ضَ

رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسول. الشيء الوحيد الذي يمكن ان يعتمده الله ويقبله ان يقول قائل ما جاءنا من بشير ولا نذير فلهذا ارسل الله الرسل - 00:13:20ضَ

لانه لا احد احب اليه العذر من الله اعذر الى عباده فلو كان في القدر حجة لما كان في ارسال الرسل فائدة فهذا معنى تنبه له وعموما فان هؤلاء متناقضون في الواقع مع انفسهم. ولكن شبهاتهم هذه - 00:13:36ضَ

لا تنطلي على اهل العلم والايمان. فلما رفع سارق الى امير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. امر بقطع يده فصاح السارق وقال يا امير المؤمنين انما سرقت بقدر الله - 00:13:57ضَ

لكن على من؟ على عمر؟ فقال عمر رضي الله عنه ونحن نقطع يدك بقدر الله قال شيخنا مضيفا وبشرع الله يعني ان يده تقطع بقدر الله. وبشرع الله لان الله تعالى قال والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما - 00:14:12ضَ

لا يمكن لاحد ان يبطل الشرائع والاسباب بدعوى القدر بهذا يتبين ان امر القدر بين واضح صاف عند اهل العلم والايمان واعلموا يرعاكم الله ان الناس في العلاقة بين الشرع والقدر قد انقسموا الى اربعة اقسام مشركية - 00:14:31ضَ

ومجوسية وابليسية ثم القسم الرابع هم اهل الحق دائما هذي معضلة العلاقة بين الشرع والقدر اما المشركية فهم الذين اقروا بالقدر وانكروا الشرع وانما سموا مشركية تشبيها لهم بالمشركين الذين قالوا لو شاء الله ما اشركنا ولا اباؤنا ولا حرمنا من شيء. ان اطعموا - 00:14:54ضَ

ولو يشاء الله اطعمه فهم مقرون بالقدر لكنهم رادون للشرع بحجة اه اقرارهم بالقدر. فمن شابههم في هذه الامة فيقال عنهم مشركية. من يقابلهم في هذه الامة الجبرية طيب الصنف الثاني - 00:15:25ضَ

المجوسية وهم الذين اقروا بالشرع وانكروا القدر ويقابلهم في هذه الامة القدرية. فالقدرية من المعتزلة ومن سبقهم يعظمون الامر والنهي ولكنهم ينكرون القدر ينكرون القدر ويقولون من اثبت القدر السابق فقد وصف الله بالظلم اذ كيف يقدر ويقضي ثم يعذب - 00:15:47ضَ

فلهذا يقولون العبد يخلق فعل نفسه فسموا مجوسية تشبيها لهم بالمجوس الذين اثبتوا خالقين الصنف الثالث الابليسية نسبة الى شيخهم ابليس وذلك ان ان هؤلاء يقرون بالشرع وبالقدر. لكن يزعمون ان بينهما تناقضا - 00:16:14ضَ

وان هذا خلاف الحكمة كما وقع من ابليس. ابليس كان يقول فبعزتك لاغوينهم اجمعين ارأيتك هذا الذي كرمت علي خلقتني من نار وخلقته من طين. مقر بان لله القدر السابق. ومقر ايضا بان من من شأن الله ان - 00:16:41ضَ

يأمر وينهى؟ ااسجد لمن خلقت طينا لكنه يرى ان ذلك خلاف الحكمة. وان ذلك تناقض فمن شابه هؤلاء من الزنادقة في هذه الامة فانه ينمى الى هذه الفئة كما يقع من بعض من يعترض على - 00:17:03ضَ

الكتاب ويزعم ان فيها تناقضا كقول احدهم يد بخمس مئين عسجد وديت ما بالها قطعت في ربع دينار فيجيبه احد اهل السنة عز الامانة اغلاها وارخصها ذل الخيانة فافهم حكمة الباري - 00:17:22ضَ

فهؤلاء موجودون وهم الذين يزعمون التناقض بين الشرع والقدر وكيف وكيف الى اخره وينشرون اه الشبهات والشائعات بقي اهل الحق وهم الذين اقروا بالشرع والقدر على وجه لا لا تناقض فيه ولا تعارض - 00:17:41ضَ

في هذا قال الناظم رحمه الله والسادس الايمان بالاقدار فايقنا بها ولا تماري لما حضرت عبادة ابن الصامت رضي الله عنه الوفاة دعا بابنه وقال يا بني انك لن تبلغ طعم الايمان ولن تذوق حلاوته. حتى تعلم ان ما اصابك لم يكن ليخطئك. وما اخطأك لم يكن - 00:18:01ضَ

ليصيبك يا بني انك لو مت على غير هذا ما افلحت ابدا فعليك يا عبد الله ان تؤمن بالقدر. ثم اعلموا يا رعاكم الله ان الايمان بالقدر له ثمرات عظيمة. لو لم يكن منها الا - 00:18:26ضَ

السكينة والطمأنينة التي يسكبها في قلب صاحبه لكفى. تأملوا قول الله تعالى ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها. ان ذلك على الله يسير. ما الثمرة - 00:18:42ضَ

لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما اتاكم. يعني لا تفرحوا فرح اشر وبطأ. والله لا يحب كل مختال فخور تجد المؤمن اذا اصابته مصيبة تجلد وتصبر وقال انا لله وانا اليه راجعون. ما اصاب من مصيبة الا باذن الله. ومن يؤمن بالله يهدي قلبه. قال علقمة - 00:19:01ضَ

هو العبد تصيبه المصيبة في علم انها من عند الله فيرضى ويسلم. يقول في خاطره هذا امر قد قضاه الله منذ الازل وكتبه قبل ان يخلق السماوات والارض بخمسين الف سنة. لا فائدة من الندم والتحسر. هذا امر مقضي مكتوب - 00:19:26ضَ

حتى انك لتجد من بعض العامة الذين لا يضعون سوادا في بياض عندهم من اليقين ما ليس عند بعض حملة الالقاب الاسماء فهذا امر ايماني يقيني يلقيه الله تعالى في القلب - 00:19:47ضَ

ايضا ولا تفرحوا بما اتاكم يعلم الانسان اذا وقع له امر مفرح ان هذا ابتلاء من الله. تأملوا بين قارنوا بين رجلين قارون وسليمان. قارون اتاه الله من الكنوز ما ان مفاتحه لتنوء بالعصبة. اولي القوة. فقط المفاتيح المفاتيح لا يكاد يحملها تسعة رجال. فكيف - 00:20:03ضَ

فلما قال له قومه لا تفرح ان الله لا يحب الفرحين. شمخ بانفه وقال انما اوتيته على علم عندي بحذقي ودهائي وكياستي وحسن تدبيري كما يفعل بعض الناس الان الذين يجرون معهم مقابلات في الفضائيات وغيره - 00:20:30ضَ

عن سيرتهم الذاتية يأخذ يطنب في امجاده الشخصية ولا يقول ولا كلمة ان الفضل لله هذا المشهد يتكرر بينما سليمان عليه السلام في مجلسه ايكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين؟ فينبغي عفريت من الجن - 00:20:51ضَ

قل انا اتيك به قبل ان تقوم من مقامك. الله اكبر. من صنعاء اليمن الى بيت المقدس ينقل عرش ملكة سبأ في ظحوة قبل ان يقوم من مقامه. لا هناك عرظ اعلى - 00:21:09ضَ

قال الذي عنده علم من الكتاب انا اتيك به قبل ان يرتد اليك طرفك. يعني في غمضة عين وانتباهتها فاذا العرش بين يديه ماذا قال؟ كيف كانت ردة فعله قال هذا من فضل ربي ليبلوني اشكر ام اكفر. هكذا موقف المؤمن عند الابتلاء - 00:21:23ضَ

هذا هو معنى قول الله تعالى. فاما الانسان اذا ما ابتلاه ربه فاكرمه ونعمه فيقول ربي اكرمك. انا كريم على الله. انا من عنصر مميز واما اذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي اهانن انا هين على الله ليس لي حظ انا تعيس انا كذا انا كذا من هذه - 00:21:43ضَ

مباراة المحبطة التي تسمعونها احيانا. فقال الله تعالى كلا اي ليس الامر كما تظنون. فليس عطاؤنا دليل الكرامة وليس منعنا دليل الهوان. بل الامر كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صهيب قال عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير. ان اصابته سراء - 00:22:07ضَ

وشكر فكان خيرا له. وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وليس ذلك لاحد الا للمؤمن اه ثم انه قال لا نوءى ولا عدوى ولا طير ولا عما قضى الله تعالى حولا. يبين رحمه الله ان هذه الامور التي كانت - 00:22:31ضَ

يعتقدها اهل الجاهلية مؤثرة بطبعها انها لا حقيقة لها. فلا نوم اشارة الى الذين كانوا يعتقدون انهم يمطرون بالانواء كما وقع للنبي صلى الله عليه وسلم مرة اصحابه حينما اصابه - 00:22:53ضَ

مطر في الحديبية فقال اتدرون ماذا قال ربكم؟ قالوا الله ورسوله اعلم. قال اصبح من عبادي مؤمن بي وكافر. فمن قال مطرنا بنا كذا وكذا فهو كافر بي مؤمن بالكوكب. ومن قال مطرنا بفظل الله ورحمته فهو مؤمن بي كافر بالكوكب. ولا - 00:23:10ضَ

اي لا يجوز ان يعتقد الانسان ان العدوى مؤثرة بطبعها لكن لا شك ان العدوى سبب من الاسباب. ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم ان تورد الابل الممرضة على الابل الصحاح - 00:23:30ضَ

ولا طير لا علاقة للطيور السعد والنحس كما كان يعتقده اهل الجاهلية في الجوانح والجوانح بالبوم والغراب وغير ذلك فلا طير. عما قضى الله تعالى حول لا غول لا هامة لا ولا صفر - 00:23:45ضَ

كانوا يقولون اذا تغولت الغيلان وهي اشكال تتراءى لهم في البرية فيعتقدون بها وكذا الهامة ولا صفر اما ان يراد به الشهر او غيره فكانوا يتشائمون بشهر صفر كما بذا اخبر سيد البشر. فالشرع الحنيف يصون العقل عن الخرافات والخزعبلات والظنون آآ السيئة - 00:24:05ضَ

يحفظ العقل والوجدان والظمير والقلب من ان يكون في مهب الريح تتلاعب به هذه الخرافات ونسأل الله تعالى ان يرزقنا علما نافعا وعملا صالحا ويقينا راسخا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:24:32ضَ