التعليق على كتاب (مجالس شهر رمضان) لابن عثيمين

المجلس التاسع والعشرون: في التوبة - الشيخ عبدالرحمن البراك (26)

عبدالرحمن البراك

الحمد لله. صلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد اليوم موضوع عظيم. الا وهو التوبة الى الله من جميع الذنوب هذا واجب على المؤمنين والمؤمنات وقد امر الله بذلك المؤمنين والمؤمنات - 00:00:00ضَ

جميعا وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. يا ايها الذين امنوا توبوا الى الله توبة نصوحة على المسلم يجب على المسلم ان يتوب الى الله من جميع الذنوب صغيرها وكبيرها اي ذنب يقع منك نظرة بعينك او - 00:00:30ضَ

على لسانك يجب ان تبادر الى التوبة. ولا تتهاون. الذنوب نعم فيها صغائر وكبائر وكبائر والتوبة واجبة من الجميع. وهي اعظم سبب للمغفرة. فان الله يقبل التوبة بالتوبة من جميع الذنوب او كن هو ما دونه. يغفر الذنوب جميعا كما قال تعالى يا عبادي - 00:01:00ضَ

على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا. قال اهل العلم المراد لمن تاب اما من لم يتب فان كان الذنب شركا فانه لا يغفر. ان كان - 00:01:30ضَ

تلك او كبرا فانه لا يغفر. وان كان ما دون ذلك فهو تحت المشيئة. على حد قوله تعالى انه الله لا يغفر الذكر به. ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. فوطلوا - 00:01:50ضَ

انفسكم جميعا ايها المؤمنون والمؤمنات على التوبة من كل ذنب صغير وكبير فبادروا بالرجوع ولا تزوجوا لا تزوغوا تمهلوا. يعني بعدين فان الشيطان يزين للانسان تسويف في التوبة. ولعل ولعله يمنيه انه اذا تقدمت به السن يتوب ويعبد ربه - 00:02:10ضَ

ويراجع ويستدعي ما فات. وما يدريه الموت لن يجعل له الله حدا معلوما فانه فان الموت يأتي على الصغار والكبار ويأتي في اي سن يموت طفلا ويموت غلاما ويموت شابا ويموت كهلا - 00:02:40ضَ

ويموت وهكذا فالموت يأتي في كل سن وفي كل وقت نسأل الله ان يمن علينا وعليكم بالتوبة اوعى وان يعيذنا من من التسويف والتفريط والإمهال انه هو المال بذلك وهو على كل شيء - 00:03:10ضَ

اسألوا ربكم اسألوا ربكم ان يوفقكم للتوبة النصوح. قبل الموت. نزلوا تعالى ان يمن علينا وعليكم. ثم اذكر ان هذه الليلة اخر ليلة من رمظان ولله الحمد. الحمد لله على التمام - 00:03:30ضَ

ويقول اهل العلم ان ليلة القدر ترجى حسب ما جاءت به الادلة ترجى في جميع العشر من ليلة واحد وعشرين الى اخر ليلة كلها ترجى وهذه الليلة اخر ليلة ومع ذلك نقول يمكن ان تكون ليلة القدر - 00:03:50ضَ

فلا فلا تقصروا فيما تستطيعون من الدعاء والتوجه الى الله سبحانه وتعالى الذي يجيب الدعوات نسأل الله ان يجعل لنا نصيبا من هذه الليالي المباركة ويجعلنا ممن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا صلى الله - 00:04:10ضَ

وسلم على عبده ورسوله. وموضوعنا في الكتاب هو موضوع التوبة ونسمع نصه من فضيلة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله - 00:04:30ضَ

وصحبه اجمعين. قال رحمه الله تعالى الحمدلله الذين صاب من كل كائن على وحدانيته برهان انا وتصرف في خليقته كما شاء عزا وسلطانا. الله. واختار المتقين فوهب لهم امنا وايضا - 00:04:50ضَ

ايمانا وعم المذنبين بحلمه ورحمته عفوا وغفرانا. ولم يقطع ارزاقه لمعصيته جودا وامتنانا. روح اهل الاخلاص بنسيم قربه. وحذر يوم الحساب بجسيم كربه. وحسب حفظ السالك نحو رضاه في سربه. واكرم المؤمن اذ كتب الايمان في قلبه. الله. حكم في بريته - 00:05:10ضَ

فامر ونهى واقام بمعونته ما ضعف ووهى. وايقظ بموعظته من غفل وسهى دع المذنب الى التوبة لغفران ذنبه. رب عظيم لا يماثل الانام. وغني كريم لا احتاج الى الشراب والطعام. الخلق مفتقرون اليه وعلى الدوام. ومضطرون الى رحمته في - 00:05:40ضَ

الليالي والايام احمده حمد عابد لربه معتذر اليه من تقصيره وذنبه اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. شهادة مخلص من قلبه. واشهد ان محمدا عبده ورسوله المصفى من حزبه صلى الله عليه وعلى ابي بكر خير صحبه وعلى عمر الذي لا يسير - 00:06:10ضَ

الشيطان في سربه وعلى عثمان الشهيد لا في صفه لا في صف حربه وعلى علي معين في حربه وعلى اله واصحابه ومن اهتدى بهديه وسلم تسليما. اخواني اختموا شهر رمضان بالتوبة الى الله من معاصيه. والانابة اليه بفعل ما يرضيه. فان الانسان لا يخلو من - 00:06:40ضَ

وكل ابن ادم خطاء. وخير الخطائين التوابون. وقد حث الله في كتابه وحث نبيه صلى الله عليه وسلم في خطابه على استغفار الله تعالى والتوبة اليه. فقال سبحانه وان اغفروا ربكم ثم توبوا اليه. يمتعكم متاعا حسنا الى اجل مسمى. ويؤتي كل ذي فضل - 00:07:10ضَ

من فضلك وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير. وقال تعالى قل انما انا بشر مثلك يوحى الي انما الهكم اله واحد. فاستقيموا اليه واستغفروه. وقال تعالى توبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون. وقال سبحانه يا ايها الذين - 00:07:40ضَ

امنوا توبوا الى الله توبة نصوحا. عسى ربكم ان يكفر عنكم سيئاتكم. ويدخلكم جنات وقال تعالى ان الله يحب التوابين ويحب المتطهرين والايات في ذكر التوبة عديدة. واما الاحاديث فمنها عن الاغر بن يسار المزاني رضي الله عنه - 00:08:10ضَ

قال قال النبي صلى الله عليه وسلم يا ايها الناس توبوا الى الله واستغفروه فاني اتوب اليه في اليوم مئة مرة. رواه مسلم. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول - 00:08:40ضَ

قل اني لاستغفر الله واتوب اليه في اليوم اكثر من سبعين مرة. رواه البخاري. وعن انس ابن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لله اشد فرحا بتوبة عبده حين - 00:09:00ضَ

توبوا اليه من احدكم كان على راحلته بارض فلا فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فايس منها فاتى شجرة فاضجع في ظلها. وقد ايس من راحلته. فبينما هو كذلك اذ هو بها قائمة عنده. فاخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح. اللهم انت عبدي وانا - 00:09:20ضَ

اربك اخطأ من شدة الفرح. رواه مسلم. وانما يفرح سبحانه بتوبة عبده لمحبته للتوبة العفو ورجوع عبده اليه بعد هربه منه. وعن انس وابن عباس رضي الله عنهم ان رسول الله صلى الله - 00:09:50ضَ

وعليه وسلم قال لولا ان ان لابن لو ان لابن ادم واديا من ذهب احب ان يكون له واديان الا نيام لا افاه الا التراب ويتوب الله على من تاب. متفق عليه. فالتوبة هي الرجوع من معصية الله - 00:10:10ضَ

الى طاعته لانه سبحانه هو المعبود حقا. وحقيقة العبودية هي التذلل والخضوع للمعبود محبة وتعظيما. فاذا حصل من العبد شرود عن طاعة ربه. فتوبته ان يرجع اليه. ويقف ابي موقف الفقير الذليل الخائف المنكسر بين يديه والتوبة واجبة على الفور لا يجوز تأخير - 00:10:30ضَ

خيرها ولا التسويف ولا التسويف بها. لان الله امر بها ورسوله. واوامر الله ورسوله كلها على الفور والمبادرة لان العبد لا يدري ماذا يحصل له بالتأخير. فلعله ان يفاجئه الموت - 00:11:00ضَ

فلا يستطيع التوبة. ولان الاصرار على المعصية يوجب قسوة القلب وبعده عن الله عز وجل وضعفه في ايمانه فان الايمان يزيد بالطاعات وينقص بالعصيان. ولان الاصرار على المعصية يوجب والتشبث بها فان النفس اذا اعتادت على شيء صعب عليها فراقه. وحينئذ - 00:11:20ضَ

التخلص من معصيته ويفتح عليه الشيطان باب معاص اخرى اكبر واعظم مما ولذلك قال اهل العلم وارباب السلوك ان المعاصي بريد الكفر ينتقل الانسان فيها يا مرحلة مرحلة حتى يزيغان دينه كله نسأل الله العافية والسلامة. والتوبة - 00:11:50ضَ

التوبة النصوح التي تشتمل التي تشتمل على شرائط التوبة هي خمسة الاول ان تكون خالصة لله عز وجل. بان يكون الباعث لها حب الله وتعظيمه ورجع ثوابي والخوف من عقابه. فلا يريد بها شيئا من الدنيا ولا تزلفا عند مخلوق - 00:12:20ضَ

فان اراد هذا لم تقبل توبته لانه لم يتب الى الله وانما تاب الى الغرض الذي الثاني ان يكون نادما حزنا على ما سلف من ذنبه. يتمنى انه لم يحصل منه - 00:12:50ضَ

من اجل ان يحدث له ذلك الندم انابة الى الله وانكسارا بين يديه. ومقتا لنفسه التي بالسوء فتكون توبته عن عقيدة وبصيرة. الثالث ان يقلع عن المعصية فورا فان كانت المعصية بفعل محرم تركه في الحال. وان كانت المعصية بترك واجب فعله في - 00:13:10ضَ

حال ان كان مما يمكن قضاؤه كالزكاة والحج. فلا تصح التوبة مع الاصرار على المعصية. فلو قال انه تاب من الربا مثلا وهو مستمر على التعامل به لم تصح توبته. ولم تكن يا - 00:13:40ضَ

بالله واياته. لا تزيده من الله الا بعدا. ولو تاب من ترك الصلاة مع الجماعة. وهو مستمر على تركها لم تصح توبته. واذا كانت المعصية فيما يتعلق بحقوق الخلق. لم تصح التوبة منها حتى يتخلص من تلك الحقوق. فاذا - 00:14:00ضَ

انت معصيته باخذ مال للغير او جحده لم تصح توبته حتى يؤدي المال الى صاحبه ان كان حيا او الى ورثته ان كان ميتا فان لم يكن له ورثة اداه الى بيت المال. وان كان - 00:14:30ضَ

لا يدري من صاحب المال تصدق به له. والله سبحانه يعلم به. وان كانت معصيته مسلم وجاب ان يستحله من ذلك ان كان قد علم بغيبته اياه او خاف ان - 00:14:50ضَ

والا استغفر له واثنى عليه بصفاته المحمودة في المجلس الذي اغتابه فيه. فان ان الحسنات يذهبن السيئات وتصح التوبة من ذنب مع الاصرار على غيره. لان الاعمال تتبع لكن لا يستحق الوصف المطلق للتوبة وما يستحقه التائبون على - 00:15:10ضَ

الاطلاق من الاوصاف الحميدة والمنازل العالية حتى يتوب الى الله من جميع الذنوب تابعوني عازم على الا يعود في المستقبل الى المعصية. لان هذه ثمرة التوبة ودليل صدق صاحب فان قال انه تائب وهو عازم او متردد في فعل المعصية يوما ما لم تصح - 00:15:40ضَ

لان هذه توبة مؤقتة. يتحين فيها صاحبها الفرص المناسبة. ولا تدل على كراهتي للمعصية وفراري منها الى طاعة الله عز وجل. الخامس الا تكون بعد في انتهاء وقت قبول التوبة. فان كانت بعد انتهاء وقت القبول لم تقبل. وانتهاء وقت القبول - 00:16:10ضَ

وخاص لكل شخص بنفسه. فاما العام فهو طلوع الشمس من فاذا طلعت الشمس من مغربها لم تنفع التوبة ايات ربك لا ينفع نفسا ايمان ما لم تكن امنت من قبل او كسبت في ايمانها خيرا - 00:16:40ضَ

المراد ببعض الايات طلوع الشمس من مغربها فسرها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم. وعن ابن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تزال التوبة تقبل حتى - 00:17:10ضَ

تطلع الشمس من مغربها فاذا طلعت طبع على كل قلب بما فيه وكفى الناس العمل. قال ابن كثير حسن الاسناد. وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:17:30ضَ

ان تاب قبل ان تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه رواه مسلم. واما الخاص فهو عند فمتى حضر اجل الانسان وعاين الموت لم تنفعه التوبة. ولم تقبل منه. قال - 00:17:50ضَ

الله تعالى وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ان الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر يعني بروحه. رواه احمد والترمذي وقال حديث - 00:18:10ضَ

حسن ومتى صحت التوبة باجتماع شروطها وقبلت محا الله بها ذلك الذنب الذي تاب منه وان عظم قال الله تعالى قل يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة - 00:18:40ضَ

رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم. وهذه الاية في تائبين المنيبين الى ربهم المسلمين له. قال الله تعالى ومن يعمل سوءا او يظلم ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما. فبادروا رحمكم الله اعماركم - 00:19:00ضَ

توبة نصوح الى ربكم قبل ان يفجأكم الموت بلا تستطيعون الخلاص. اللهم وفقنا التوبة النصوح التي تمحو بها ما سلف من ذنوبنا ويسرنا لليسرى وجنبنا العسر اه واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين في الاخرة والاولى. برحمتك يا ارحم الراحمين - 00:19:30ضَ

وصلى الله وسلم على نبينا محمد واله وصحبه اجمعين. جزاك الله خير من اهم ما ينبغي للمسلم ان يعرف شروط التوبة شروط صحة التوبة وهي او الخمسة التي ذكرها الشيخ. ومن اهمها الاخلاص لله ان يتوب لله لا لامر اخر لا - 00:20:00ضَ

البقع والجلد المنفعة فمن فمن يشرب الخمر او الدخان مثلا اذا تاب من اجل ما فيه من الضرر. لم تكن توبته خالصة. ما تاب من من الخمر وتركه آآ تقربا الى الله - 00:20:30ضَ

وطلبا لرظاه انما تركه لما فيه من الظرر نصحه الاطبا فعمل بنصيحتهم فهذه ليست توبة ولا هو ليس له فيها اجر لانها لان كل عمل بشرطه بالاخلاص ان يكون لله - 00:20:50ضَ

ومن اهم هذه الشروط العزم على الا يعود فانه اذا لم يكن عازما صار مصرا على الذنب من عقد العزم على ترك العودة. لكن لو قدر ان يتوب ثم يعود بسبب غلبة النفس والشيطان - 00:21:10ضَ

فان توبته الاولى تقبل لانها كانت مستوفية فكونه ايضا خدع الشيطان مرة اخرى لا يقدح في توبته الاولى. فكلما اذنب الانسان عليه ان يتوب توبة المستوفية لهذه الشروط. واياكم ومن اهمها عدم - 00:21:30ضَ

تزوير المبادرة عدم التسويف. فانها من من مداخل الشيطان قناة الامهال والتزوير من مداخل الشيطان في امر التوبة وغيرها. فالمبادرة بادروا الله تعالى يقول سارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة. سابقوا الى مغفرة من ربكم وجنة. نسأل الله ان يمن علينا بالتوبة - 00:22:00ضَ

النصوح انه تعالى ولي ذلك والقادر عليه. والله اعلم - 00:22:30ضَ