لقاءات و مجالس علمية

المجلس العلمي الثامن والثلاثون بعد المئة

وليد السعيدان

الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد. اللهم اغفر لشيخنا ولوالديه ووالدينا والحاضرين اجمعين باب فيما باب في الواجب على المسلم ان يعتز بدينه. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:00:00ضَ

لم من تشبه بقوم فهو منهم. اخرجه ابو داوود وصححه ابن حبان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الامين وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين اما بعد - 00:00:26ضَ

فان من اعظم مقاصد هذا الدين اعزاز اهله ومن ينتسب اليه فلا تجد بابا من ابواب جلب الذل الا والدين يسده ولا تجد بابا من ابواب المهانة وانكسار النفس والشخصية الا والاسلام يحرمه - 00:00:45ضَ

فالاسلام يفتح امام اتباعه ابواب العز ويغلق امامهم ابواب الذل حتى وصل الامر بالاسلام الى ان يحرم الى ان الى ان الى ان يشدد في امر الدين. لان من موجبات ذل الانسان كثرة الديون عليه - 00:01:04ضَ

فكان النبي صلى الله عليه وسلم يستعيذ من قهر الرجال من غلبة الدين وقهر الرجال. لماذا؟ لانه من باب الذل. ومن ذلك تحريم سؤال الناس فاليد العليا خير من اليد السفلى ومن يتصبر يصبره الله ومن يستغني يغنيه الله ومن يتعفف ومن يستعفف يعفه الله عز وجل - 00:01:20ضَ

فلا تجد بابا من ابواب مجلبة الذل للانسان وانكسار شخصيته وان يطأه الناس باقدامهم على رقبته الا والاسلام يحرمه ويمنعه ويشدد فيه ويغلظ لماذا؟ لان من مقاصد الاسلام ان يبقى الانسان عزيزا - 00:01:40ضَ

والانسان في هذه الحياة انما وجوده عزته. فمتى ما ذهبت عزته فلا خير فيه ما دامت عزتك باقية عند نفسك وبين اهلك واقاربك وفي عشيرتك وعند اهل حيك وعند الناس اذا رأوك استبشروا واذا رأوك عظموك - 00:01:58ضَ

ولم يتجاوزوا مع شخصيتك الخطوط الحمراء التي لا ينبغي تجاوزها فاعلم انك موجود. الانسان يحس بانه موجود اذا رأى احترام الاخرين له وهذا الاحترام لا يبادلك الاخرون به الا اذا كنت عزيز الجناب. ولذلك اعظمنا عزة اكثرنا تطبيقا لمقتضيات الدين - 00:02:15ضَ

فتجد من فيه دين واستقامة على منهج الله فيه من العزة ما الله به عليم وكلما خالف الانسان امر الله كلما اصابه من الذل والمهانة والبعد عن الطريق عن طريق العز ما بقدر ما ابعد عن طريق الله عز وجل - 00:02:35ضَ

فهذا الحديث مفرع على هذه القاعدة وهي طلب العز وهي ان من موجبات الذل امام الاخرين ان تتشبه بهم. وان تخرج في شخصيتهم. وان تأكل كما يأكلون وتشرب كما يشرب - 00:02:51ضَ

وان تلبس كما يلبسون وان تمشي كما يمشون. فهذه من اعظم ما يجعل الاخرون يهينونك لانهم يعلمون انك امعة ظعيف الشخصية ليست شخصية استقلالية ولا ابتدائية وانما تترسم خطى غيرك لا تستطيع ان تبتدأ شخصية من عند نفسك ولا تستطيع ان تحاكي يعني - 00:03:07ضَ

الا غيرك لا انت انت موجود بغيرك. تأكل كما يأكل غيرك وتمشي كما يمشي غيرك وتلبس كما يلبس غيرك. وتركب كما يركب غيرك يعني تخرج في هدي غيرك وليس في هديك - 00:03:27ضَ

فانت متمثل غيرك وانت تعيش حياة غيرك. طيب اين انت؟ اين شخصيتك فجاء الاسلام بسد هذا الباب في قول النبي صلى الله عليه وسلم ومن تشبه بقوم فهو منهم. لان الاسلام يفرض على اتباعه ان يكونوا ذا شخصية - 00:03:42ضَ

مستقلة غير مستمدة من غير الاسلام وهدي الاسلام. فانت تأكل كما يريده كما يريد الاسلام. لا كما يريده فلان وفلان. وتمشي كما يريده الاسلام وتبيع وتشتري كما يريده الاسلام وتلبس كما يريده الاسلام. فما دمت على ذلك فانت عزيز. ولذلك من اعظم ما اذلت - 00:03:58ضَ

به هؤلاء الكفرة انهم رأوا كثيرا من اطياف المسلمين يترسمون خطاهم ويدعون الى الى الاخذ بحضارتهم او قذارتهم. وعلى ترسم خطاهم ويمدحون حضارتهم ويرفعونها. واذا جاء الواحد منهم يتكلم عن عن الحضارة الغربية في اكلها ولباسها ومراكبها حتى وتصفيفة شعرها تجده يتكلم - 00:04:18ضَ

بحرقة انه لا بد ان ينجرف المسلمون الى الى التشبه بهم. واذا جاء يتكلم عن المسلمين وحضارتهم وتاريخهم تجده يتكلم باستقذار وباشمئزاز وكانه يريد ان يستخفي ان يتكلم عنه ناس ليس لهم تاريخ وليس لهم عزة ولا مقدار - 00:04:44ضَ

فلما رأى الغرب منا ذلك وطؤونا باقدامهم ولم يعتبرونا الا دولا ثالثة ودول متخلفة ودول متأخرة لا متأخرة عن ركب الحضارة لا يقيمون لنا لا لانفسنا ولا لبيوت ولا لدولنا ولا لانظمتنا ولا يقيمون لنا وزنا ابدا. فاكثر القتلى من بلاد المسلمين واكثر الدماء - 00:05:02ضَ

التي تراق في بلاد المسلمين. واكثر الجيوش التي تحارب انما هي في اراضي المسلمين. فهم لا يرون العالم الاسلامي شيئا لماذا؟ لان لم يروا شخصية امامهم مستقلة. ولذلك اخوف ما يخيف هؤلاء الكفرة ان يروا الانسان معتزا بدينه ومعتزا بشخصيته - 00:05:26ضَ

وفخورا بتاريخ تاريخ دينه. فلا يجوز للانسان ان يتشبه بالكفار طلبا لاعزازه هو في نفسه وطلبا ديني وطلبا لاذلالهم هم. والله انهم يجدون في صدورهم من الضنك والحسرة والخيبة والخسارة والحرقة والحقد والكمد - 00:05:46ضَ

اذا رأوا انسانا معتزا بدينه لا يلبس كما يلبسون ولا يأكل كما يأكلون ولا يمشي كما يمشون ولذلك هم يروننا اتباعا وقطيعا من الغنم نتبعهم في كل شيء في كل في كل صادرة وفي كل والدة - 00:06:06ضَ

ولذلك لو تأملنا احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة لوجدناه حرم التشبه بهم حتى في احقر الاشياء في احقر الاشياء فامر ان نصلي في نعالنا واخبر ان العلة من هذا الامر ان اليهود لا تصلي لا في نعالها ولا في خفافها كما اخرجه ابو داوود باسناد صحيح من حديث شداد ابن اوس رضي الله عنه وارضاه - 00:06:25ضَ

بل نهى النبي صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ان يصلي الرجل مختصرا. وعللت عائشة ذلك كما في صحيح البخاري بانه فعل اليهود في صلاتهم وكره العلماء ان يشد الانسان على وسطه الزنار. لان هذا من طبيعة لباس اهل من طبيعة لباس النصارى. وحرم الشارع ان نأكل - 00:06:47ضَ

شمال لانه من طبيعة اكل الشيطان وتبعه على ذلك الكفار بل وحرم الشارع ان نحلق لحانا. لماذا؟ قال اوفوا اللحى. اعفوا اللحى اكرموا اللحى. وقصوا الشوارب خالفوا المشركين وفي رواية وخالفوا المجوس. بل وامر الا نطيل زبالات شواربنا سبالات اطراف الشارب ان لا نطيلها الا نطيلها - 00:07:09ضَ

لان ذلك فعل اليهود فتجد في احاديث كثيرة حتى في قضية الشعرة الواحدة لا تتشبه بهم. فكيف بمظهرك العام؟ كيف بطريقتك العامة؟ كيف بهديك؟ فاذا كان في الشعرة وفي بالنعل لا تتشبه بهم فيها - 00:07:33ضَ

ولكن سنة الله سابقة فقد اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اننا سوف نتبع سنن من كان قبلنا حذو القدة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه قالوا اليهود والنصارى قال فمن القوم الا اولئك - 00:07:48ضَ

لكن يبقى في المسلمين بقية خير ولله الحمد والمنة. والغيرة لم تمت في قلوبهم. فلا يزالون يجابهون الغرب الاستقلالية في شخصيتهم وعسى ان نكون واياكم من هؤلاء. فعلى الانسان الا يتشبه بغيره من الكفرة. ولان هدي الكفرة لا خير في - 00:08:03ضَ

خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ولكن نشكو الى الله عز وجل تخلف احوال كثير من المسلمين بترسمهم لخطى الكفرة فان قلت وما حكم التشبه بهم واقول التشبه بهم ينقسم الى قسمين - 00:08:23ضَ

الى التشبه المطلق ومطلق التشبه الا التشبه المطلق ومطلق التشبه اما التشبه المطلق في كل مكان من تعبداتهم وطقوس دينهم وعاداتهم فهذا كفر وردة مخرج من الملة بالكلية فيتشبه بهم في تعبداتهم فيلبس الصليب - 00:08:39ضَ

ويدخل كنائسهم ويصلي كصلاتهم وهو مسلم لكنه يتفق معهم في كل صادرة وواردة عقدية كانت او او عادية او عادية فان هذا كافر طالعوا الرقة الاسلام من عنقه بالكلية. واما مطلق التشبه كان تشبه بهم في نوع من اللباس او نوع من تسريحة الشعر - 00:08:57ضَ

او نوع في او في كيفية الاكل والشرب او في الطعام الذي يقدم مثلا او نحو ذلك او في طريقة تقديم الطعام يتشبه بهم في طريقة تقديم الطعام مثلا فان هذا قصاراه ان يكون حراما - 00:09:18ضَ

لان النبي صلى الله عليه وسلم قال من تشبه بقوم فهو منهم وكون الشارع ينسبك الى قوم كفار هذا دليل على التحريم. فانه لا يجوز لك ان تتشبه بهم فعلى الانسان ان يعتز بشخصية دينه وان يظهر بمظهر دينه رافعا رأسه مستقرا بانفه فانه يترسم - 00:09:32ضَ

خطى اعظم نبي واعظم شريعة انزلها الله عز وجل. اسأل الله ان يقينا والمسلمين من التشبه بهؤلاء الكفرة. ومن الترسم وراءهم فانكم لو نظرتم نظرة بسيطة الى كثير من احوال المسلمين لوجدتم - 00:09:53ضَ

البون الشاسع في قضية التشبهات فتشبه بهم نساؤنا في قضية لبس البنطال وفي قضية لبس البلوزة وفي قضية الخروج كاشفة وسافرة وفي قضية تسريحات الشعر في قضية هالبنطال باسماء مختلفة حيث ان ان الشاب يخرج وقد بان شيء من عجيزته - 00:10:10ضَ

او باء شيء من مؤخرته يعني ويخرج بشعر منتشر واذا ويمشي بين الناس وكأنه وكأنه يعني وكأن الفخر يحوم حوله فابعدت احوال كثير من المسلمين في قضية التشبه حتى وصلوا الى ما لا تحمد عقباه - 00:10:31ضَ

حتى لبس بعضهم الصليب ويتشبهون بهم في طريقة في طريقة النكاح بل اني والله يعني والله العظيم بحثت قضية لبس الدبلة فوجدت ان اصلها من النصارى لانها مستمدة من من عادات النصارى - 00:10:50ضَ

وان لها تعلقا بقضية عقدية وهي عقيدة لبس الدبلة هذا الذي يكون بين الرجل وامرأته وقد انتشر في فئام المسلمين فهم يعدون ثلاثة يقولون الله الابن روح القدس الاقنوم الاقاليم الثلاثة ثم يضع الدبلة في هذا - 00:11:04ضَ

مع انها مترتبة على ظن فاسد وهي انهم يعتقدون ان في هذا الاصبع عرقا متعلقا بنياط القلب فلا تزال المحبة موجودة ما دام خاتم موجودا ولذلك يعبر الانسان عن كراهيته لمخطوبته بخلع هذه الدبلة. فالشاهد انها - 00:11:23ضَ

انها مأخوذة من الكفار انها تشبه بالكفار ولذلك كل تشبه بالكفار في اللباس فحرام وكل تشبه بالكفار في الطعام والشراب فحرام وكل تشبه في الكفار سواء في هديهم الظاهر او في هديهم الباطن فانه يعتبر حراما - 00:11:41ضَ

ولا يظنن الانسان انه اذا تنازل انهم سيرضون عنه فوالله لا يزيدهم الا ان يطؤوه على رقبته. كما قال الله عز وجل ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى ايش؟ حتى تتبع ملتهم - 00:11:59ضَ

ولعل المعنى واضح فاذا يجب على الانسان ان يعتز بدينه وان يعتز مظهره الاسلامي وبلحيته وبثوبه القصير وبصلاته وبطريقة اكله واكله باليمين لا يتكلف الان يأكل بشوكة ولا ان يقطع اللحم بسكين - 00:12:12ضَ

اه تشبها بهم بل يعتز الانسان بدينه. ثماني اقسم بالله في اخر كلامي هذا ان من رآك منهم معتزا بدينك فوالله انهم يحترمونك والله انهم يحترمونك ويعظمونك وهؤلاء الذين يرونهم يترسمون خطاهم يطأونهم على اعناقهم بارجلهم ولا يقيمون لهم - 00:12:27ضَ

وزنا ولا قيمة والله اعلم بسم الله الرحمن الرحيم. باب ما جاء في فصل في فضل حفظ اوامر الله ونواهيه. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:48ضَ

يوما فقال يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك. واذا سألت فاسأل الله اذا استعنت فاستعن بالله. رواه الترمذي وقال حسن صحيح. الحمد لله هذا الحديث واظح - 00:13:08ضَ

ولكن فيه معان لا بد من ابرازها الاول انه يحوم حول قاعدة عظيمة جدا من قواعد الشريعة وانا احب ان اقدم القاعدة قبل ان نبدأ في اي حديث حتى حتى نتصور الحديث كاملا - 00:13:25ضَ

باذن الله القاعدة هي ان الجزاء من جنس العمل هذه قاعدة متفق عليها بين العلماء رحمهم الله تعالى وقد دلت عليها الادلة الكثيرة الجزاء من جنس العمل فحيث تعاملت مع الله عز وجل بنوع من التعامل - 00:13:39ضَ

فاعلم ان الله عز وجل سوف يعاملك بهذا التعامل. فاذا قدمت الاحسان قدم الله اليك الاحسان واذا قدمت العفو والصفح عن عباد الله عز وجل اعطاك الله عز وجل العفو والصبر - 00:13:58ضَ

كما قال الله عز وجل هل جزاء الاحسان الا الاحسان وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل انه قال انفق يا ابن ادم انفق عليك - 00:14:10ضَ

فكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل فمن اراد ان يعرفه الله عز وجل في شدته فليعرف الله عز وجل في رخائه اما اذا جاء وقت الرخاء فانك تنسى الله ثم اذا وقعت عليك ضرورة او شدة حينئذ تعرف الله؟ الجواب لا - 00:14:22ضَ

ولذلك اكثر من يخذله الله عز وجل في اوقات شدته هو من لم يعرفه في اوقات رخائه فاذا اعرف الله تعرف على الله عز وجل في في رخائك يعرفك الله عز وجل في شدته - 00:14:40ضَ

وكيف تتعرف على الله عز وجل؟ الجواب تتعرف عليه بمقتضى اسمائه وصفاته والتعبد له في ارضه بمقتضى اثار صفاته عز وجل فمن قام بشريعة الله وائتمر بامر الله وانتهى عن نهي الله في رخائه فاني اقسم بالله ان الله يكون امامه في شدته - 00:14:54ضَ

فلا تقع عليه شدة الا كشفها. ولا يقع في ضائقة الا فرجها. ولا يقع في هم الا نفسه في كرب الا نفسه. لماذا جزاء وفاقا جزاء وفاقا كما تدين تدان والجزاء من جنس العمل ومن قدم الخير فانه لن يجد امامه الا الخير - 00:15:14ضَ

فاعظم شيء يعيش الانسان به تعظيم اوامر الله عز وجل لانه متى ما عظمها عظم الله عز وجل امره وعظم شخصيته وعظم اقواله وعظم حاله وفرج كربته ونفس همه هذا هو معنى الحديث العام انه يريد ان يبين لنا انكم كما تدينون - 00:15:33ضَ

تدانون وكما تعملون تجزون وفيه جواز الارداف على الدابة ايضا اذا كانت تطيق ذلك وفيه عدم وفيه شيء مهم. وهو عدم احتقار عقلية هؤلاء الصغار وان الاخلاق والتربية الحسنة لا بد وان تزرع في في عقولهم وان تغرس في اذهانهم من صغرهم - 00:15:53ضَ

فابن عباس كان صغيرا وقت هذا الارداف الا ان النبي صلى الله عليه وسلم لم لم يحتقر عقليته. وغرز فيه هذه المعاني التوحيدية الايمانية والادبية الرفيعة التي تصحح علاقته مع الله عز وجل وتصحح سيره مع الله - 00:16:18ضَ

بان من تعرف على الله في الرخاء يعرفه في شدة. وان من عظم امر الله عز وجل عظم الله عز وجل جنابه ورفع قدره. واناخ امامه اسباب كونه فلا يجد شيئا في كون الله عز وجل صعبا ابدا - 00:16:36ضَ

فصغارنا يحتاجون الى مثل هذه الجرعات التربوية الايمانية خاصة وقد كثر جلوسهم مع هذه الاجهزة التي والله يبقون معها الساعات الطويلة تدس في اذهانهم الاشياء التافهة والاخلاق يعني والاخلاق الكاسدة والقيم التي التي سوف تنعكس على حياتهم فيما بعد بالويل والثبور - 00:16:50ضَ

فلا اقل من ان يجلس الاب مع اولاده جلسة خفيفة يعلمهم شيئا من المعاني التربوية يعرفهم بالله من هو الله يعرفهم بالنبي صلى الله عليه وسلم من هو هذا النبي - 00:17:13ضَ

ثم اضف الى هذا ان هذه الاجهزة قد خرجت من ابنائنا ملاحدة مع انهم لا ينطبق عليهم حكم الالحاد لصغر سنهم لكنهم اذا استمروا على هذه التربية في تلك الاجهزة سوف يتخرجون ملاحدة - 00:17:27ضَ

ولذلك رأينا طفلا صغيرا يوما من الايام يرجم المسجد يحذف المسجد بالحصاء ومنهم من يدخل في لعبة لا يستطيع ان يصل الى اواخرها الا بعد ان يمشي على المصحف. او يمشي على او يدخل في - 00:17:44ضَ

او يضاجع امرأة وهو يريد هذا الطفل ان يصل الى اواخر اللعبة فلذلك كفى عبثا بعقول ابنائنا بهذه الاجهزة التي نعطيهم اياها وتغيب عنهم عين الرقيب فمثل هذا الحديث ربينا على ان نهتم بهؤلاء الصغار في تنشئتهم وفي زرع المعاني والقيم الطيبة الايمانية التربوية التي سوف تنعكس على حياتهم - 00:18:01ضَ

غير يا بني اتق الله يا بني تعرف على الله يا بني خف الله يا بني لا يهمك لا يهمك هؤلاء يا بني كنا ملتزما بالصلاة ونحو ذلك تلك الكلمات التي وان رأيت انه لا يزال صغيرا الا ان والله جهاز الاستقبال عندهم شيء عظيم جدا وسوف - 00:18:25ضَ

وسوف تراها في شبابهم وفي كهولتهم ثم انتقل بعد ذلك الى قضيتين عقديتين قال اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فاستعن بالله. وذلك لان المتقرر عند علماء ان ازمة هذا العالم بين يدي الله عز وجل - 00:18:45ضَ

فلا يجلب الخيرات على الحقيقة الا الله ولا يدفع المضرات عن الحقيقة الا الله. وهذا من باب كمال تعليق القلوب بالله عز وجل ولذلك كل من رأى في غير الله عز وجل تدبيرا في الكون فانه ما عرف الله حق معرفته - 00:19:04ضَ

فينبغي الا تنظر الى من امامك الا كما قال الله عز وجل عبدا مملوكا لا يقدر على شيء. كبر منصبه او صغر. متى ما رأيت في المخلوقين تدبيرا لحياتك تكفى انت ما عرفت الله - 00:19:20ضَ

اوليس عند هؤلاء تدبير؟ الجواب بلى ولكنه ليس التدبير الاستقلالي الابتدائي وانما هو التدبير السببي بامر الله عز وجل. فلا ينبغي للقلوب ان غير الله في جلب خيراتها ولا في دفع مضراتها. فالله هو الذي يسخر لك اسباب كونه وهو الذي يوصل لك الخير على ايدي عباده - 00:19:33ضَ

لكن اياك ان يغفل قلبك عن الله عز وجل حدثني بالامس رجل صالح قال جاءني رجل بعد صلاة بعد صلاة العصر من يوم الجمعة في قضية عنده تحتاج الى ثلاثة الاف - 00:19:53ضَ

فرأيت من الرجل شدة تعلق قلبه بي. لان يقول لانه يعرفني انني اتصدق وعندي مال يعني فرم لما رأيت قلبه متعلقا بي تعلقا عظيما اردت ان اربيه على معنى من معاني الايمان وقلت له الان هذا - 00:20:08ضَ

وقت العصر في اخر ساعة من الجمعة وهي وقت استجابة. فاكثر من دعاء الله عز وجل فلعل الله عز وجل ان يأتيك بالفرج قبل ان تصلي المغرب فقال يا اخي عطني طيب قال لا انا لن اعطيك - 00:20:25ضَ

انا لن اعطيك الا حتى ان تسأل الله عز وجل. يقول فجلس في زاوية من الزوايا يدعو الله عز وجل ويبتهل ويبتهل. يقول فلما انا ذهبت عنه فلما رجعنا وهو امام المسجد - 00:20:40ضَ

فلما رجعنا ولصلاة المغرب فاذا الرجل لا يزال يبتهل الى الله عز وجل. من بعد صلاة العصر الى قبيل الى قبيل المغرب فالشاهد لما صلينا المغرب جئته وسلمت عليه فسلم علي بنبرات غير نبراته في العصر - 00:20:54ضَ

سلم علي بنفسية غير نفسيته الاصل وقلت بشر؟ قال الحمد لله شفى الله قلبي. قلت طيب مشينا اجل للصرافة اعطيك. قال لا لقد اغناني الله عز وجل الحاجة بتتأخر وبييسرها الله - 00:21:12ضَ

يقول والله هلت دمعتي يا ابو حسين يقول والله هلت دمعتي يقول سبحان الله متى ما علقت القلوب بالله عز وجل احست بالعزة واحست بالاستغناء ومن يتصبر يصبره الله ومن يستغني يغنه الله ومن يستعفف يعفه الله - 00:21:25ضَ

لكن المشكلة عندنا قلوبنا لا تنظر الى الله في في جلب مصالحها ولا في دفع مضراتها وانما تنظر اول ما تنظر الى هؤلاء المخلوقين وهؤلاء عبيد مربوبون لا يملكون شيئا - 00:21:43ضَ

ولذلك اذا وصلك الراتب في حسابك فالله هو الذي اوصله حقيقة ولكن يسر لك اسباب كونه على ايدي عباده واذا جاءك شيء من الالام على يد احد من الخلق فهذا لا يملك لك تدبيرا. الله الذي اراد لك الالم حقيقة. ولكن يسر وصوله على يد احد من مخلوقاته - 00:21:55ضَ

فاذا لا تنظر في جلب خيراتك الا الى الله والناس تنظر لهم الى انهم اسباب فقط. فمتى ما وصل العبد في قلبه في الى هذه الرتبة العالية الرفيعة فاقسم بالله انه سوف يكون على خير عظيم - 00:22:14ضَ

ذكر بعض الفضلاء قصة عجيبة في في هذا المجال. وهي ان انسانا دخل في المسجد في ضائقة بينه وبين اهله خرج من بيته ضائق صدره ليس عنده يعني ما يوفي به حاجة اهله فوجد باب المسجد مفتوحا فقال - 00:22:28ضَ

احسن من من طنين الزوجة والاولاد انا ما عندي شي فدخل المسجد وصلى ركعتين يدعو الله عز وجل فلما خرج فاذا احد فاذا يعني احد الجيران احد جيران المسجد طالع - 00:22:45ضَ

فرأى ذلك الرجل في المسجد في غير وقتها ورأى عليه علامات الحاجة وعلامات الهم والغم فمن باب فضول الناس سأله وقال ايش دخلك في المسجد في هذا الوقت قال والله الحمد لله قال وش يعني وش اللي عندك؟ فشكى له حاجته - 00:23:00ضَ

فالمهم هذا الرجل رحمه واعطاه شيئا من المال. يكفي حاجته وقال ارجوك يا اخي خذ هذا كرتي فمتى ما وقعت لك ضائقة او حاجة فاتصل علي فقال لا خل كرتك في مخباك - 00:23:18ضَ

قال ليه قال الذي اخرجك من بيتك حتى توفي حاجتي الان ها سيخرج غيرك لكن قلبي لن يعتمد عليك. اللي اخرجك لي في هذا الوقت حتى توفي حاجتي انما هو الله الذي دعوته - 00:23:36ضَ

واذا احتجت له مرة اخرى فهو موجود وقد لا تكون انت موجودا فمتى ما وصل العبد في تعليق قلبه بالله الى هذه الرتبة فلا يرى من امامه الا مجرد اسباب - 00:23:51ضَ

وان الذي يسبب الاسباب ويقدر الاقدار ويجري مجاري الكون انما هو الله متى ما وصل العبد الى هذه الرتبة والله العظيم انه سوف يكون على خير عظيم في الصحيحين من حديث جابر رضي الله تعالى عنه - 00:24:04ضَ

قال اتينا النبي قال خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى اذا كنا بعسفان في غزوة وكنا اذا اتينا على شجرة ظليلة تركناها لرسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:24:19ضَ

فجاء رجل من المشركين وسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم معلق بشجرة فاخذ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختلطه فقال اتخافني فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا - 00:24:32ضَ

قال ومن يمنعك مني قال الله يمنعني منك قال فتهدده اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى خاف فاغمد السيف وعلقه لم يعلق النبي صلى الله عليه وسلم قلبه بهذا الرجل ولم ينظر الى ان الاسباب متاحة الى ان - 00:24:48ضَ

ها؟ الى ان يقتله لم؟ لان تلك الاسباب لا تقوم في قلب المؤمن شيئا ابدا اذ انه يعلم ان وراها قوة هائلة وهي قوة الله فتلك الاسباب التي ترى ان فيها عطبك ربما بدعوة واحدة يقلبها الله عز وجل ان تكون سبب نجاتك - 00:25:06ضَ

ورب تلك الاسباب التي اعتمدت عليها في جلب خيراتك ربما يخذلك الله ويسحب بساط التوفيق من تحت قدميك فتكون سبب عطبك وهلاكك فلا تنظر الى الاسباب يا اخي شيئا ابدا وانما يعتمد قلبك في جلب خيراتك على الله عز وجل - 00:25:24ضَ

وفي دفع مضراتك على الله وهو الذي جعل النبي يقول لابن عباس اذا استعنت فاستعن بالله. حتى يلغي نظر قلبه للمخلوقين. واذا سألت فاسأل الله حتى يلغي نظر قلبه للمخلوقين والله اعلم - 00:25:39ضَ