يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فكنا توقفنا - 00:00:00
عند اول اية في باب الصبر التي اوردها المؤلف رحمه الله تعالى. نقف مع ما تيسر من الايات في بقية آآ في في مع بقية الايات التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى. قال رحمه الله وقال تعالى ولنبلونكم - 00:00:25
بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين هذه الاية الكريمة في سورة البقرة ذكرت بعد قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر الصلاة ان الله مع الصابرين. ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون - 00:00:45
ولا نبلونكم. وهذه الاية تبين سنة كونية من سنن الله عز وجل في الخلق. وهو ان الله جل وعلى يبتلي من يشاء من عباده بنقص في الامن ونقص في الامن الغذائي وهو - 00:01:15
الجوع وكذلك ايضا ما يحصل من النقص في الاموال قد يبتلى الانسان بذهاب بعض ماله سواء بسرقة او بتلف في بعض مثلا جزء من بيته او ان يحصل اصطدام لسيارته مثلا وغير ذلك. والانفس بذهابها - 00:01:35
او موتها. ولكن وكذلك الثمرات ايضا قد تصيب المزرعة او الحديقة او الفلاحة يصيبها افة سماوية تذهب لثمرتها. فما الواجب امام هذا الابتلاء؟ لم يقل الله عز وجل في هذه الاية - 00:01:55
اصبروا لا فاصبروا كلا لانه سبق هذه الاية امر بذلك بقوله تعالى واستعينوا والصلاة. فلما امر بالصبر لم يعده هنا مرة اخرى بل اعاد شيئا يخفف الالم عن الانسان المكلوم والمفجوع فقال وبشر الصابرين. وبشر الصابرين. من هؤلاء؟ الصابرون - 00:02:15
او ما صفتهم؟ ما حالهم؟ الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا اي نحن انا لله وانا انا اليه راجعون. فنحن انفسنا اموالنا ثمراتنا. كل ذلك هو الى الله من الله والى الله - 00:02:45
قال الله سبحانه وتعالى عن المال وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. فالمال الذي بيدي ويدك هو عارية امانة. ينظر الله الله تعالى كيف نستعمله ونستخلفه؟ فاذا ذهب وتلف فانما هو مال ذهب عنك لانه ليس ملكا لك على سبيل التأبيد - 00:03:05
بل رزقك الله عز وجل بعد ان لم يكن بيدك وسيعود الى حيث اراد الله عز وجل. كذلك النفس النفس التي بين جنبيك انما هي امانة. ولدك زوجتك اه ابوك امك كل هؤلاء انفسهم الى الله سبحانه وتعالى - 00:03:25
ولهذا الله عز وجل يقول انا لله وانا اليه راجعون. فنحن مملوكون لله مربوبون له متعبدون له. واليه راجعون قال الله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة. فالواجب على الانسان في هذا المقام هو - 00:03:45
صبر اما ان يصبر صبر الكرام او يسلو سلو البهائم جاء احدهم الى بعض السلف فقال له احذر اكتسب ابنك فقد مات. قال قد علمت قال كيف علمت وانا اول انسان اخبرك؟ قال قد علمت - 00:04:05
لان الله عز وجل قال ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات ثم ذكر الاية التي بعدها ايضا. فاسترجع وصبر واحتسب. وهذا هو الواجب على الانسان. لانه اما ان يصبر وينال اجر الصبر. واما ان يجزع - 00:04:25
فيأثم ولا يصيبه من الاجر شيء. وفي الوقت نفسه ايضا لا تعود له مصيبته. الميت لن يعود حيا النقص الذي حصل في المزرعة مثلا او السيارة لن يعود كما كان قبل المصيبة. فالعقل والنقل يدل على ان الاحرى - 00:04:45
الانسان ان يصبر. وسيأتينا ان شاء الله حديث المرأة التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم. وهي على قبر فقال لها اتقي الله واصبري. قالت انك لم تبتلى او لم آآ تصاب بمصيبتي فتركها النبي صلى الله عليه وسلم. فلما ولى قالوا الم تعرفيه؟ قالت لا. قالوا هذا رسول الله - 00:05:05
وقالت يا رسول الله لم اعرفك. قال انما الصبر عند الصدمة الاولى. لان الانسان اذا لم يصبر عند الصدمة الاولى فانه وبعد ايام بعد اشهر سيكون الامر عاديا هو وغيره من الناس يسلون وينسون ويمشون في مدارج الحياة. وسيأتي ان شاء الله تعالى - 00:05:25
ثم قال رحمه الله وقال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. وهذه والله ايها الاخوة من اعظم الايات اتى المحفز على الصبر اتدرون لماذا؟ لان الله تعالى جعل الحساب في هذا الاجر مفتوحا. ولله المثل - 00:05:45
اعلى ولله المثل الاعلى. لو جاءك تاجر من التجار وقال يا فلان قد عرفت عرفت ان حالتك المادية وسط. ها وهذا الشيك مفتوح وانت تعرف انه يملك عشرات المليارات. اكتب ما تشاء. كم تتوقع ان تأخذ من ماله - 00:06:05
مهما كتبت فستكتب رقما محدودا. اليس كذلك؟ رقم معين. تكتب مليون مليار عشر مليارات مائة مليار سيبقى رقما مفتوحا اه محدودا. وايضا هذا المال ان لم يعني ان استنفذته واتلفت - 00:06:25
افتح باي صورة ذهب عليك. وان لم تتلف وتستنفذ فستموت وتتركه. لكن انظر الفرق مع الفارق انا اريد ان اقرب الفكرة ان يقول لك رب العالمين. الذي عنده الحسنات. وهو الذي جاز على السيئات. والذي عنده - 00:06:45
والنار يا عبدي اذا صبرت فاجرك عندي بغير حساب. ماذا تتوقع ان يكون الاجر؟ شيء لا يخطر على البال وهذا احد اهم اسرار تفظيل الصوم على غيره من العبادات. لماذا؟ قال الله تعالى في الحديث القدسي - 00:07:05
كل عمل ابن ادم له الا الصوم فانه لي وانا ايش؟ اجزي به. طيب اذا جزى به الله عز وجل ايش تتوقع جزاء الكريم ايش ماذا تتوقع؟ جزاء الوهاب الكريم سبحانه وبحمده؟ شيء عظيم جدا. شيء عظيم. لا يمكن ان يخطر على - 00:07:25
ولهذا اقول الله يعني هذه الاية من اعظم ما تسلي المكلوم المفجوع المصاب سواء مصيبة يعني يسيرة او بمصيبة عظيمة. اذا عرف انه سيقدم على الله وسيوفيه الله اجره بغير حساب - 00:07:45
بغير حساب. يعني اطلق لخيالك وفكرك العنان وليتصور ما هذا الاجر. والله لو بقيت اياما تتخيل لم تستطيع ان تصل الى هذا المستوى لماذا؟ لانه ثواب الكريم الوهاب جل وعلا. ثم قال وقال تعالى - 00:08:05
ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور. ان ذلك لمن عزم الامور. ويفسرها قوله تعالى وما الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. فمعنى عزم الامور اي امورها القوية امورها - 00:08:25
شديدة امورها التي هي على اعلى مراتب الثناء والمدح فان الانسان اذا صبر على من اتى اذى واعتدى عليه وهذه الاية جاءت في سورة الشورى اه وسبقها قوله عز وجل وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح - 00:08:45
فاجره على الله انه لا يحب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب اليم ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور. فيصبر - 00:09:05
الانسان قد يقول اصبر وهل انال الاجر؟ نعم ان صبرت نلت اجرا لكن اعلى منها وهي التي لاجلها والعلم عند الله ختمت الاية بقوله لمن عزم الامور ان تصبر وتغفر. وتغفر. والمغفرة مأخوذة من المغفر. والمغفر هو الذي - 00:09:25
المقاتل هو الذي يضعه المقاتل ليتقي به ضرب السهام. ولانه يغفر اي يخفي ماذا المقاتل حتى لا يصيبه شيء. في الزمن السابق. المغفرة كذلك يستر الله عز وجل عليك ذلك. ويزيله عنك بحيث - 00:09:45
لا يصيبك اثره. لا يصيبك اثر هذا الذنب. وهذه مرتبة عالية جدا. وهي الاصل. لكن ان ترجح في بعض المرات ان المغفرة او ان المغفرة او العفو ليس من صالح او ليس من المصلحة في حق هذا المخطئ - 00:10:05
فليس فليس ذلك هو الخيار المرجح او بعبارة اخرى ليس في كل مقام يحسن العفو عن المخطئ لماذا؟ لان الله يقول فمن عفا واصلح. فمن عفا واصلح. فالذي ينفع معه العفو بحيث هذي اول مرة - 00:10:25
زلة انسان له سوابق ممتازة وحسنة لكن هذه وقعت منه زلة. فهنا يحسن العفو عنه. لكن يأتي مجرم يأتي انسان آآ معتدي في انسان تكررت منه الاساءة كلما عفي عنه ظن ان الطرف الاخر ايش؟ ظعيف او انسان ما له كرامة او ان الجهة الاخرى - 00:10:45
اذا كانت جهة اه تنفيذية انهم غير قادرين على ظبط الامن مثلا او على اه الردع المجرمين ونحو ذلك. فهنا لا يحسن العفو عنه لماذا؟ لان عفوه سيزيد الطين بلة. سيزيد الطين بلة. لكن الاصل ان العفو هو المقدم - 00:11:05
الا اذا ترجحت مصلحة في عدم العفو فلا يعفى لان المقصود هو تحقيق مراد الله عز وجل في العفو وفي عدم العفو ثم قال رحمه الله وقال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين. وهذه الاية كان ينبغي ان يعني تتقدم قليلا - 00:11:25
وتكون ضمن الايات التي اشرنا اليها قبل قليل وعلقنا عليها في قوله تعالى ولنبلونكم ولنبلون ولنبلونكم بشيء من وقد سبق الكلام عليها قبل قليل. ثم قال وقال رحمه وقال تعالى ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين - 00:11:45
ونبلو اخباركم. الاحظ ايها الافاضل يا من تقرأون القرآن لاحظوا ارتباط الصبر بالبلاء. ارتباط الصبر بالبلاء هذا يؤكد على ان دعوى الصبر حال الرخاء ها قد يدعيها كل احد. يمكن ان يلقي الانسان محاضر - 00:12:05
في الصبر او خطبة في الصبر. لكن المحك الحقيقي متى؟ عند البلاء. عند البلاء. فكيف يتعامل يأتي هذا الامر وهو الصبر ليلبسه ويتدرع به من اجل ان يحقق مراد الله تبارك وتعالى - 00:12:25
فلا يجزع ولا يسخط ولا ييأس ولا يظهر يظهر من العبارات او يتلفظ بعبارات تدل على شيء مما مما ذكرت ذكر ان الامام الشافعي رحمه الله ذكر هذا الذهبي في ترجمته في سير على النبلاء ان تلميذه - 00:12:45
تونس ابن عبد الاعلى دخل عليه وقد اشتد به المرض. فانظروا ايها الاخوة كيف كيف يعالج الائمة احوالهم بالقرآن الكريم. قال يا يونس اقرأ علي ما بعد العشرين ومئة من سورة ال عمران. ففتحها - 00:13:05
تونس واذا هي تتحدث عن مصاب المسلمين في غزوة احد. في غزوة احد. فقراتها حتى اتممتها. وانتم تعلمون ان تمامها قوله عز وجل ها يا ايها الذين امنوا ايش؟ اصبروا وش بعد؟ وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون - 00:13:25
وهكذا المؤمن ايها الاخوة هكذا المؤمن عند الشدائد وفي كل حال يعيش مع القرآن. ليس القرآن مجرد احرف وانما هو واقع يعاش يداوى به مرض القلب. يداوى به الجزع يداوى به اليأس يداوى به القنوط. يداوى به القنوط - 00:13:45
فانظروا الى هذا الامام الجليل رحمه الله كيف عالج هذه الحالة التي هو فيها بهذا بهذا العلاج الذي امر به في تلميذه ويذكر ايضا ان احد العلماء دخل على الامام احمد رحمه الله وهو في مرضه الذي يموت فيه مات فيه رحمه - 00:14:05
الله فوجده يتأوه ويقول اه اه فقال له يا ابا عبد الله بلغني عن بلال ابن سعد وهو احد التابعين ان الانين يكتب. ان الانين يكتب. فقال ابنه عبد الله - 00:14:25
اما سمعته يئن بعدها. وفي موقف مقارب لبعض السلف انه دخل يعود مريضا. وقد اشتد به الوجع وهو يقول اه اه فقال ثم ماذا؟ تأوه ثم ماذا؟ يعني خفيت ان كنت تقولها على سبيل الجزع فبئس ما صنعت. وان كنت تقولها على سبيل التألم فلن يعني - 00:14:45
يعني معنى كلامه فماذا يصنع بك هذا؟ يعني اذا تأوهت هل يفيدك او لا؟ طبعا هي القصة المقصود بها العبرة ما هي؟ ان هؤلاء يرشدون الى المقامات العليا والا لو قال الانسان اه او اني وجع فانه لا يذم ولا يعاب. لكن هذه مقامات - 00:15:15
يرشد اليها الانسان اذا تمكن من هذه العبادة العظيمة وهي الصبر. تأوهت ثم ماذا؟ تأوهت ثم ثم ماذا فكأنهم يشيرون الى انك تحبس شكواك الى الله عز وجل. تحبس شكواك الى الله. ولا بأس ان تفضي بحالك - 00:15:35
لا على سبيل الجزع وانما على سبيل ولا على سبيل التشكي والتبرم وانما على سبيل مشاركة الهم. تحدث زوجتك تحدث اخاك الذي اصطفيته وصار من خاصة اصحابك تفضي الى احد ابنائك ونحو ذلك. وقد قال الاول ولا بأس من شكوى او - 00:15:55
لابد من شكوى الى ذي مروءة يواسيك او يسليك او يتوجع. يواسيك او يسريك او يتوجع. فالانسان احيانا قد يضيق ذرعا ببعض فاذا حدث غيره ممن يحبه ويثق به يشعر كأنه تقاسم الالم معه. مع ان الالم باق. لكن ليكن - 00:16:15
هذا لا على سبيل الجزع ولا على سبيل التسخط بل على سبيل الاخبار المحظي ولعله ايضا من باب ايضا التماس الحل ان كانت المسألة فيها مشكلة ونحو ذلك. لكن على سبيل المرض اذا كان من باب الاخبار فلا بأس به. وسيأتينا ان شاء الله حديث ابن مسعود في الصحيحين - 00:16:35
قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فاذا هو يوعك وعكا شديدا. كحة شديدة سعال شديد. فقلت يا رسول الله انك لتوعك وعقا شديدا. قال نعم اني اوعك كما يوعك رجلان منكم. قلت يا رسول الله - 00:16:55
ذلك بان لك اجر مرتين؟ قال نعم. صلى الله عليه وسلم. سيأتي معنا ان شاء الله تعالى. اذا ايها الافاضل هذه الاية الكريمة لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم. فالابتلاء ياتي لتمحيص الصفوف. وليس - 00:17:15
خاصا فقط في مجال الامراض كما ذكرنا او نقص الاموال والانفس والثمرات هذي اشياء حسية يشترك فيها من؟ المسلمون والكفار لكن ثمة مقامات من الابتلاء يتعرض لها اهل الايمان ليمحصوا ويكونوا كالذهب الخالص. كثير من الناس - 00:17:35
قد يدخل ساحة المعركة والجهاد. لكن يدخل وفي قلبه دخن. يدخل وفي قلبه مرض. يدخل وهو يريد مصلحة او حظا دنيويا فتأتي محن وابتلاءات ها ليمحص الله فيها هؤلاء من هؤلاء. والله عز وجل يقول في سورة ال عمران - 00:17:55
وفي غزوة احد منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. والله عز وجل يقول في نفس السورة آآ بل في سورة البقرة ام حسبتم ان تدخلوا الجنة. ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا - 00:18:15
حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الا ان نصر الله الا ان نصر الله قريب. في سورة ال عمران لما ذكر الله هزيمة احد وما وقع اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها اي في غزوة بدر اسر المسلمون في بدر كم؟ سبعين وقتلوا سبعين في احد - 00:18:35
قتل من المسلمين ماذا؟ سبعين. فصارت المصيبة على النصف. فذكرهم الله بها وقال اولما اصابتكم مصيبة يعني في غزوة احد قد اصبتم يعني في غزوة بدر قلتم ان هذا منين اتتنا الهزيمة؟ قال الله قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير - 00:18:55
وقال الله وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في في سبيل الله او ادفعوا هذا امتحان وابتلاء. قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم. هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان - 00:19:15
الاية المقصود ان الناس درجات ومقامات وباختصار انواع الابتلاء نوعان ابتلاء عام في القضايا الحسية. نقص في الاموال والانفس والثمرات ونقص في الجوع ونقص عفوا نقص في الابتلاء بشيء من الخوف والجوع. وهذا لا يكاد يسلم منه احد. يعني اعني ان يبتلى بشيء من هذه ولو - 00:19:35
لم تكن الا مصيبة الموت. والنوع الثاني وهو الذي يختص الله عز وجل به العاملين لدينه. العاملين لدينه. الذين تصدوا لمقامات الجهاد سواء كان الجهاد العلمي ببيان الشريعة الذين يبلغون رسالات الله ويخشون ولا يخشون احدا الا الله - 00:20:05
او في مقام الجهاد والسنان. وحمل السلاح على اعداء الله عز وجل. فان هذه مقامات تدخل فيها حظوظ النفس ويدعي فيها كثير من الناس انه صادق. فتأتي تأتي الابتلاءات والمحن لتميز الصادق من الكاذب - 00:20:25
ومن قرأ اول سورة العنكبوت ادرك هذه الحقيقة بجلاء. قال الله عز وجل مصورا هذه الدعوة ومبينا هذه الحقيقة. ومن الناس من يقول امنا بالله. فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. انظروا يا اخوان كيف القرآن عجيب - 00:20:45
ولئن جاء نصر من ربك ليقولون انا كنا معكم. يرد الله على هؤلاء الكذبة اوليس الله باعلم بما في للعالمين وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين. وقال الله عز وجل في سورة الحج ومن الناس - 00:21:05
من يعبد الله على حرف. الحرف هو حافة الشيء وطرفه. مثل ما ترون الان حافة هذه الطاولة والماصة. يعبد الله على هذه الصورة. هو الان ان يرى نفسه او يضع نفسه في هذا الموقف من باب ايش؟ بزعمه انه يؤمن نفسه. فان كانت الغلبة لاهل الايمان رحمة - 00:21:25
ها والا سقط. ومن الناس من يعبد الله على حرف. فان اصابته فتنة فان اصابه خير ايش؟ اطمأن به. الحمد لله الامور زين. كل شيء وانا معكم. مع اهل الايمان. مع اهل الاسلام. مع اهل الجهاد. دعوة لان الامر امن. ما - 00:21:45
في امتحان ولا ابتلاء. وان اصابته فتنة انقلب على عقبيه. انقلب سقط. من خسر الدنيا والاخرة. ذلك هو الخسران المبين. ذلك هو الخسران المبين. فالمقصود ايها الاخوة ان باب الصبر عظيم وجليل. والايات التي ساقها المصنف رحمه الله تشير الى شيء من هذه المعاني. وحديث القرآن عن الصبر حديث عظيم بديع - 00:22:05
يعني يستحق ان يوقف معه وقفات كثيرة. لكن هذه اشارات يعني اشرنا الى بعضها من خلال هذه الايات التي ساقها المصنف رحمه الله في المجلس القادم باذن الله تعالى اه نبدأ بالتعليق على اول احاديث الباب وهو حديث ابي ما لك الحارث بن عاصم الاشعري رضي الله عنه - 00:22:35
وما تيسر من الاحاديث بعده. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم الصدق معه في الظاهر والباطن. ونسأله جل وعلا العافية في الدنيا والاخرة. واذا ابتلينا ان نصبر. اللهم انا نسألك العافية. اللهم انا نسألك العافية. اللهم انا نسألك العافية - 00:22:55
واذا ابتليتنا اللهم املأ قلوبنا لك صبرا واملأ السنتنا لك شكرا برحمتك يا ارحم الراحمين وصلي اللهم وسلم وبارك على ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:23:15
التفريغ
يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد فكنا توقفنا - 00:00:00
عند اول اية في باب الصبر التي اوردها المؤلف رحمه الله تعالى. نقف مع ما تيسر من الايات في بقية آآ في في مع بقية الايات التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى. قال رحمه الله وقال تعالى ولنبلونكم - 00:00:25
بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين هذه الاية الكريمة في سورة البقرة ذكرت بعد قول الله عز وجل يا ايها الذين امنوا استعينوا بالصبر الصلاة ان الله مع الصابرين. ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله اموات بل احياء ولكن لا تشعرون - 00:00:45
ولا نبلونكم. وهذه الاية تبين سنة كونية من سنن الله عز وجل في الخلق. وهو ان الله جل وعلى يبتلي من يشاء من عباده بنقص في الامن ونقص في الامن الغذائي وهو - 00:01:15
الجوع وكذلك ايضا ما يحصل من النقص في الاموال قد يبتلى الانسان بذهاب بعض ماله سواء بسرقة او بتلف في بعض مثلا جزء من بيته او ان يحصل اصطدام لسيارته مثلا وغير ذلك. والانفس بذهابها - 00:01:35
او موتها. ولكن وكذلك الثمرات ايضا قد تصيب المزرعة او الحديقة او الفلاحة يصيبها افة سماوية تذهب لثمرتها. فما الواجب امام هذا الابتلاء؟ لم يقل الله عز وجل في هذه الاية - 00:01:55
اصبروا لا فاصبروا كلا لانه سبق هذه الاية امر بذلك بقوله تعالى واستعينوا والصلاة. فلما امر بالصبر لم يعده هنا مرة اخرى بل اعاد شيئا يخفف الالم عن الانسان المكلوم والمفجوع فقال وبشر الصابرين. وبشر الصابرين. من هؤلاء؟ الصابرون - 00:02:15
او ما صفتهم؟ ما حالهم؟ الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا اي نحن انا لله وانا انا اليه راجعون. فنحن انفسنا اموالنا ثمراتنا. كل ذلك هو الى الله من الله والى الله - 00:02:45
قال الله سبحانه وتعالى عن المال وانفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه. فالمال الذي بيدي ويدك هو عارية امانة. ينظر الله الله تعالى كيف نستعمله ونستخلفه؟ فاذا ذهب وتلف فانما هو مال ذهب عنك لانه ليس ملكا لك على سبيل التأبيد - 00:03:05
بل رزقك الله عز وجل بعد ان لم يكن بيدك وسيعود الى حيث اراد الله عز وجل. كذلك النفس النفس التي بين جنبيك انما هي امانة. ولدك زوجتك اه ابوك امك كل هؤلاء انفسهم الى الله سبحانه وتعالى - 00:03:25
ولهذا الله عز وجل يقول انا لله وانا اليه راجعون. فنحن مملوكون لله مربوبون له متعبدون له. واليه راجعون قال الله تعالى ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم اول مرة. فالواجب على الانسان في هذا المقام هو - 00:03:45
صبر اما ان يصبر صبر الكرام او يسلو سلو البهائم جاء احدهم الى بعض السلف فقال له احذر اكتسب ابنك فقد مات. قال قد علمت قال كيف علمت وانا اول انسان اخبرك؟ قال قد علمت - 00:04:05
لان الله عز وجل قال ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والانفس والثمرات ثم ذكر الاية التي بعدها ايضا. فاسترجع وصبر واحتسب. وهذا هو الواجب على الانسان. لانه اما ان يصبر وينال اجر الصبر. واما ان يجزع - 00:04:25
فيأثم ولا يصيبه من الاجر شيء. وفي الوقت نفسه ايضا لا تعود له مصيبته. الميت لن يعود حيا النقص الذي حصل في المزرعة مثلا او السيارة لن يعود كما كان قبل المصيبة. فالعقل والنقل يدل على ان الاحرى - 00:04:45
الانسان ان يصبر. وسيأتينا ان شاء الله حديث المرأة التي مر بها النبي صلى الله عليه وسلم. وهي على قبر فقال لها اتقي الله واصبري. قالت انك لم تبتلى او لم آآ تصاب بمصيبتي فتركها النبي صلى الله عليه وسلم. فلما ولى قالوا الم تعرفيه؟ قالت لا. قالوا هذا رسول الله - 00:05:05
وقالت يا رسول الله لم اعرفك. قال انما الصبر عند الصدمة الاولى. لان الانسان اذا لم يصبر عند الصدمة الاولى فانه وبعد ايام بعد اشهر سيكون الامر عاديا هو وغيره من الناس يسلون وينسون ويمشون في مدارج الحياة. وسيأتي ان شاء الله تعالى - 00:05:25
ثم قال رحمه الله وقال تعالى انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب. وهذه والله ايها الاخوة من اعظم الايات اتى المحفز على الصبر اتدرون لماذا؟ لان الله تعالى جعل الحساب في هذا الاجر مفتوحا. ولله المثل - 00:05:45
اعلى ولله المثل الاعلى. لو جاءك تاجر من التجار وقال يا فلان قد عرفت عرفت ان حالتك المادية وسط. ها وهذا الشيك مفتوح وانت تعرف انه يملك عشرات المليارات. اكتب ما تشاء. كم تتوقع ان تأخذ من ماله - 00:06:05
مهما كتبت فستكتب رقما محدودا. اليس كذلك؟ رقم معين. تكتب مليون مليار عشر مليارات مائة مليار سيبقى رقما مفتوحا اه محدودا. وايضا هذا المال ان لم يعني ان استنفذته واتلفت - 00:06:25
افتح باي صورة ذهب عليك. وان لم تتلف وتستنفذ فستموت وتتركه. لكن انظر الفرق مع الفارق انا اريد ان اقرب الفكرة ان يقول لك رب العالمين. الذي عنده الحسنات. وهو الذي جاز على السيئات. والذي عنده - 00:06:45
والنار يا عبدي اذا صبرت فاجرك عندي بغير حساب. ماذا تتوقع ان يكون الاجر؟ شيء لا يخطر على البال وهذا احد اهم اسرار تفظيل الصوم على غيره من العبادات. لماذا؟ قال الله تعالى في الحديث القدسي - 00:07:05
كل عمل ابن ادم له الا الصوم فانه لي وانا ايش؟ اجزي به. طيب اذا جزى به الله عز وجل ايش تتوقع جزاء الكريم ايش ماذا تتوقع؟ جزاء الوهاب الكريم سبحانه وبحمده؟ شيء عظيم جدا. شيء عظيم. لا يمكن ان يخطر على - 00:07:25
ولهذا اقول الله يعني هذه الاية من اعظم ما تسلي المكلوم المفجوع المصاب سواء مصيبة يعني يسيرة او بمصيبة عظيمة. اذا عرف انه سيقدم على الله وسيوفيه الله اجره بغير حساب - 00:07:45
بغير حساب. يعني اطلق لخيالك وفكرك العنان وليتصور ما هذا الاجر. والله لو بقيت اياما تتخيل لم تستطيع ان تصل الى هذا المستوى لماذا؟ لانه ثواب الكريم الوهاب جل وعلا. ثم قال وقال تعالى - 00:08:05
ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور. ان ذلك لمن عزم الامور. ويفسرها قوله تعالى وما الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. فمعنى عزم الامور اي امورها القوية امورها - 00:08:25
شديدة امورها التي هي على اعلى مراتب الثناء والمدح فان الانسان اذا صبر على من اتى اذى واعتدى عليه وهذه الاية جاءت في سورة الشورى اه وسبقها قوله عز وجل وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا واصلح - 00:08:45
فاجره على الله انه لا يحب الظالمين ولمن انتصر بعد ظلمه فاولئك ما عليهم من سبيل انما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الارض بغير الحق اولئك لهم عذاب اليم ولمن صبر وغفر ان ذلك لمن عزم الامور. فيصبر - 00:09:05
الانسان قد يقول اصبر وهل انال الاجر؟ نعم ان صبرت نلت اجرا لكن اعلى منها وهي التي لاجلها والعلم عند الله ختمت الاية بقوله لمن عزم الامور ان تصبر وتغفر. وتغفر. والمغفرة مأخوذة من المغفر. والمغفر هو الذي - 00:09:25
المقاتل هو الذي يضعه المقاتل ليتقي به ضرب السهام. ولانه يغفر اي يخفي ماذا المقاتل حتى لا يصيبه شيء. في الزمن السابق. المغفرة كذلك يستر الله عز وجل عليك ذلك. ويزيله عنك بحيث - 00:09:45
لا يصيبك اثره. لا يصيبك اثر هذا الذنب. وهذه مرتبة عالية جدا. وهي الاصل. لكن ان ترجح في بعض المرات ان المغفرة او ان المغفرة او العفو ليس من صالح او ليس من المصلحة في حق هذا المخطئ - 00:10:05
فليس فليس ذلك هو الخيار المرجح او بعبارة اخرى ليس في كل مقام يحسن العفو عن المخطئ لماذا؟ لان الله يقول فمن عفا واصلح. فمن عفا واصلح. فالذي ينفع معه العفو بحيث هذي اول مرة - 00:10:25
زلة انسان له سوابق ممتازة وحسنة لكن هذه وقعت منه زلة. فهنا يحسن العفو عنه. لكن يأتي مجرم يأتي انسان آآ معتدي في انسان تكررت منه الاساءة كلما عفي عنه ظن ان الطرف الاخر ايش؟ ظعيف او انسان ما له كرامة او ان الجهة الاخرى - 00:10:45
اذا كانت جهة اه تنفيذية انهم غير قادرين على ظبط الامن مثلا او على اه الردع المجرمين ونحو ذلك. فهنا لا يحسن العفو عنه لماذا؟ لان عفوه سيزيد الطين بلة. سيزيد الطين بلة. لكن الاصل ان العفو هو المقدم - 00:11:05
الا اذا ترجحت مصلحة في عدم العفو فلا يعفى لان المقصود هو تحقيق مراد الله عز وجل في العفو وفي عدم العفو ثم قال رحمه الله وقال تعالى واستعينوا بالصبر والصلاة ان الله مع الصابرين. وهذه الاية كان ينبغي ان يعني تتقدم قليلا - 00:11:25
وتكون ضمن الايات التي اشرنا اليها قبل قليل وعلقنا عليها في قوله تعالى ولنبلونكم ولنبلون ولنبلونكم بشيء من وقد سبق الكلام عليها قبل قليل. ثم قال وقال رحمه وقال تعالى ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين - 00:11:45
ونبلو اخباركم. الاحظ ايها الافاضل يا من تقرأون القرآن لاحظوا ارتباط الصبر بالبلاء. ارتباط الصبر بالبلاء هذا يؤكد على ان دعوى الصبر حال الرخاء ها قد يدعيها كل احد. يمكن ان يلقي الانسان محاضر - 00:12:05
في الصبر او خطبة في الصبر. لكن المحك الحقيقي متى؟ عند البلاء. عند البلاء. فكيف يتعامل يأتي هذا الامر وهو الصبر ليلبسه ويتدرع به من اجل ان يحقق مراد الله تبارك وتعالى - 00:12:25
فلا يجزع ولا يسخط ولا ييأس ولا يظهر يظهر من العبارات او يتلفظ بعبارات تدل على شيء مما مما ذكرت ذكر ان الامام الشافعي رحمه الله ذكر هذا الذهبي في ترجمته في سير على النبلاء ان تلميذه - 00:12:45
تونس ابن عبد الاعلى دخل عليه وقد اشتد به المرض. فانظروا ايها الاخوة كيف كيف يعالج الائمة احوالهم بالقرآن الكريم. قال يا يونس اقرأ علي ما بعد العشرين ومئة من سورة ال عمران. ففتحها - 00:13:05
تونس واذا هي تتحدث عن مصاب المسلمين في غزوة احد. في غزوة احد. فقراتها حتى اتممتها. وانتم تعلمون ان تمامها قوله عز وجل ها يا ايها الذين امنوا ايش؟ اصبروا وش بعد؟ وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون - 00:13:25
وهكذا المؤمن ايها الاخوة هكذا المؤمن عند الشدائد وفي كل حال يعيش مع القرآن. ليس القرآن مجرد احرف وانما هو واقع يعاش يداوى به مرض القلب. يداوى به الجزع يداوى به اليأس يداوى به القنوط. يداوى به القنوط - 00:13:45
فانظروا الى هذا الامام الجليل رحمه الله كيف عالج هذه الحالة التي هو فيها بهذا بهذا العلاج الذي امر به في تلميذه ويذكر ايضا ان احد العلماء دخل على الامام احمد رحمه الله وهو في مرضه الذي يموت فيه مات فيه رحمه - 00:14:05
الله فوجده يتأوه ويقول اه اه فقال له يا ابا عبد الله بلغني عن بلال ابن سعد وهو احد التابعين ان الانين يكتب. ان الانين يكتب. فقال ابنه عبد الله - 00:14:25
اما سمعته يئن بعدها. وفي موقف مقارب لبعض السلف انه دخل يعود مريضا. وقد اشتد به الوجع وهو يقول اه اه فقال ثم ماذا؟ تأوه ثم ماذا؟ يعني خفيت ان كنت تقولها على سبيل الجزع فبئس ما صنعت. وان كنت تقولها على سبيل التألم فلن يعني - 00:14:45
يعني معنى كلامه فماذا يصنع بك هذا؟ يعني اذا تأوهت هل يفيدك او لا؟ طبعا هي القصة المقصود بها العبرة ما هي؟ ان هؤلاء يرشدون الى المقامات العليا والا لو قال الانسان اه او اني وجع فانه لا يذم ولا يعاب. لكن هذه مقامات - 00:15:15
يرشد اليها الانسان اذا تمكن من هذه العبادة العظيمة وهي الصبر. تأوهت ثم ماذا؟ تأوهت ثم ثم ماذا فكأنهم يشيرون الى انك تحبس شكواك الى الله عز وجل. تحبس شكواك الى الله. ولا بأس ان تفضي بحالك - 00:15:35
لا على سبيل الجزع وانما على سبيل ولا على سبيل التشكي والتبرم وانما على سبيل مشاركة الهم. تحدث زوجتك تحدث اخاك الذي اصطفيته وصار من خاصة اصحابك تفضي الى احد ابنائك ونحو ذلك. وقد قال الاول ولا بأس من شكوى او - 00:15:55
لابد من شكوى الى ذي مروءة يواسيك او يسليك او يتوجع. يواسيك او يسريك او يتوجع. فالانسان احيانا قد يضيق ذرعا ببعض فاذا حدث غيره ممن يحبه ويثق به يشعر كأنه تقاسم الالم معه. مع ان الالم باق. لكن ليكن - 00:16:15
هذا لا على سبيل الجزع ولا على سبيل التسخط بل على سبيل الاخبار المحظي ولعله ايضا من باب ايضا التماس الحل ان كانت المسألة فيها مشكلة ونحو ذلك. لكن على سبيل المرض اذا كان من باب الاخبار فلا بأس به. وسيأتينا ان شاء الله حديث ابن مسعود في الصحيحين - 00:16:35
قال دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فاذا هو يوعك وعكا شديدا. كحة شديدة سعال شديد. فقلت يا رسول الله انك لتوعك وعقا شديدا. قال نعم اني اوعك كما يوعك رجلان منكم. قلت يا رسول الله - 00:16:55
ذلك بان لك اجر مرتين؟ قال نعم. صلى الله عليه وسلم. سيأتي معنا ان شاء الله تعالى. اذا ايها الافاضل هذه الاية الكريمة لنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو اخباركم. فالابتلاء ياتي لتمحيص الصفوف. وليس - 00:17:15
خاصا فقط في مجال الامراض كما ذكرنا او نقص الاموال والانفس والثمرات هذي اشياء حسية يشترك فيها من؟ المسلمون والكفار لكن ثمة مقامات من الابتلاء يتعرض لها اهل الايمان ليمحصوا ويكونوا كالذهب الخالص. كثير من الناس - 00:17:35
قد يدخل ساحة المعركة والجهاد. لكن يدخل وفي قلبه دخن. يدخل وفي قلبه مرض. يدخل وهو يريد مصلحة او حظا دنيويا فتأتي محن وابتلاءات ها ليمحص الله فيها هؤلاء من هؤلاء. والله عز وجل يقول في سورة ال عمران - 00:17:55
وفي غزوة احد منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الاخرة. والله عز وجل يقول في نفس السورة آآ بل في سورة البقرة ام حسبتم ان تدخلوا الجنة. ولما يأتيكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستهم البأساء والضراء وزلزلوا - 00:18:15
حتى يقول الرسول والذين امنوا معه متى نصر الله؟ الا ان نصر الله الا ان نصر الله قريب. في سورة ال عمران لما ذكر الله هزيمة احد وما وقع اولما اصابتكم مصيبة قد اصبتم مثليها اي في غزوة بدر اسر المسلمون في بدر كم؟ سبعين وقتلوا سبعين في احد - 00:18:35
قتل من المسلمين ماذا؟ سبعين. فصارت المصيبة على النصف. فذكرهم الله بها وقال اولما اصابتكم مصيبة يعني في غزوة احد قد اصبتم يعني في غزوة بدر قلتم ان هذا منين اتتنا الهزيمة؟ قال الله قل هو من عند انفسكم ان الله على كل شيء قدير - 00:18:55
وقال الله وما اصابكم يوم التقى الجمعان فباذن الله وليعلم الذين نافقوا وقيل لهم تعالوا قاتلوا في في سبيل الله او ادفعوا هذا امتحان وابتلاء. قالوا لو نعلم قتالا لاتبعناكم. هم للكفر يومئذ اقرب منهم للايمان - 00:19:15
الاية المقصود ان الناس درجات ومقامات وباختصار انواع الابتلاء نوعان ابتلاء عام في القضايا الحسية. نقص في الاموال والانفس والثمرات ونقص في الجوع ونقص عفوا نقص في الابتلاء بشيء من الخوف والجوع. وهذا لا يكاد يسلم منه احد. يعني اعني ان يبتلى بشيء من هذه ولو - 00:19:35
لم تكن الا مصيبة الموت. والنوع الثاني وهو الذي يختص الله عز وجل به العاملين لدينه. العاملين لدينه. الذين تصدوا لمقامات الجهاد سواء كان الجهاد العلمي ببيان الشريعة الذين يبلغون رسالات الله ويخشون ولا يخشون احدا الا الله - 00:20:05
او في مقام الجهاد والسنان. وحمل السلاح على اعداء الله عز وجل. فان هذه مقامات تدخل فيها حظوظ النفس ويدعي فيها كثير من الناس انه صادق. فتأتي تأتي الابتلاءات والمحن لتميز الصادق من الكاذب - 00:20:25
ومن قرأ اول سورة العنكبوت ادرك هذه الحقيقة بجلاء. قال الله عز وجل مصورا هذه الدعوة ومبينا هذه الحقيقة. ومن الناس من يقول امنا بالله. فاذا اوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله. انظروا يا اخوان كيف القرآن عجيب - 00:20:45
ولئن جاء نصر من ربك ليقولون انا كنا معكم. يرد الله على هؤلاء الكذبة اوليس الله باعلم بما في للعالمين وليعلمن الله الذين امنوا وليعلمن المنافقين. وقال الله عز وجل في سورة الحج ومن الناس - 00:21:05
من يعبد الله على حرف. الحرف هو حافة الشيء وطرفه. مثل ما ترون الان حافة هذه الطاولة والماصة. يعبد الله على هذه الصورة. هو الان ان يرى نفسه او يضع نفسه في هذا الموقف من باب ايش؟ بزعمه انه يؤمن نفسه. فان كانت الغلبة لاهل الايمان رحمة - 00:21:25
ها والا سقط. ومن الناس من يعبد الله على حرف. فان اصابته فتنة فان اصابه خير ايش؟ اطمأن به. الحمد لله الامور زين. كل شيء وانا معكم. مع اهل الايمان. مع اهل الاسلام. مع اهل الجهاد. دعوة لان الامر امن. ما - 00:21:45
في امتحان ولا ابتلاء. وان اصابته فتنة انقلب على عقبيه. انقلب سقط. من خسر الدنيا والاخرة. ذلك هو الخسران المبين. ذلك هو الخسران المبين. فالمقصود ايها الاخوة ان باب الصبر عظيم وجليل. والايات التي ساقها المصنف رحمه الله تشير الى شيء من هذه المعاني. وحديث القرآن عن الصبر حديث عظيم بديع - 00:22:05
يعني يستحق ان يوقف معه وقفات كثيرة. لكن هذه اشارات يعني اشرنا الى بعضها من خلال هذه الايات التي ساقها المصنف رحمه الله في المجلس القادم باذن الله تعالى اه نبدأ بالتعليق على اول احاديث الباب وهو حديث ابي ما لك الحارث بن عاصم الاشعري رضي الله عنه - 00:22:35
وما تيسر من الاحاديث بعده. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا واياكم الصدق معه في الظاهر والباطن. ونسأله جل وعلا العافية في الدنيا والاخرة. واذا ابتلينا ان نصبر. اللهم انا نسألك العافية. اللهم انا نسألك العافية. اللهم انا نسألك العافية - 00:22:55
واذا ابتليتنا اللهم املأ قلوبنا لك صبرا واملأ السنتنا لك شكرا برحمتك يا ارحم الراحمين وصلي اللهم وسلم وبارك على ورسولك نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:23:15