فضل المدينة وآداب سكناها وزيارتها (مكتمل)
المجلس (3) | فضل المدينة وآداب سكناها وزيارتها | الشيخ عبدالمحسن العباد | #الشيخ_عبدالمحسن_العباد
التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:02ضَ
وارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فبلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله واصحابه ومن سلك سبيله اهتدى بهذه الى يوم الدين اما بعد - 00:00:20ضَ
وفي الدرسين الماضيين كنا قد قرأنا آآ من كتاب فظل المدينة واداب سكناها وزيارتها ما يتعلق بفظلها عموما وذكر الاحاديث الواردة في فضل هذه المدينة المباركة. وهي كثيرة وقد ذكرنا منها جملة مما كان في الصحيحين او في احدهما - 00:00:33ضَ
ثم بعد ذلك ذكرنا ما يتعلق بفضل هذا المسجد المبارك مثل الرسول صلى الله عليه وسلم وهو خاص بهذا المسجد وذلك من جهة كونه لا تشد الرحال الا اليه مع المساجد مع المسجد الحرام والمسجد الاقصى - 00:00:54ضَ
وكذلك بيان الحديث الذي فيه بيان فضل الصلاة فيه وانها خير من الف صلاة فيما سواه الى المسجد الحرام وكذلك ما يتعلق بالروضة الشريفة التي هي بين البيت والمنبر وان ما يتعلق وان لها تميز بالنسبة للنافلة دون الفريضة - 00:01:12ضَ
وذكرت جملة تتعلق بهذا المسجد المبارك ما آآ يحسن التنبيه عليها وقد جرى الكلام في ذلك ثم ما يتعلق بمسجد قباء واستحباب الصلاة فيه واستحباب بقصده لمن وصل الى المدينة وان النبي صلى الله عليه وسلم جاء عنه من قوله وفعله ما يدل على فضل الصلاة فيه - 00:01:36ضَ
وبعد ذلك نتابع من حيث وقفنا بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبد الله ورسوله. نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد قال شيخنا حفظه الله تعالى واما الاداب المتعلقة بسكنى المدينة فان من وفقه الله لسكنى هذه المدينة المباركة - 00:02:00ضَ
طيبة الطيبة عليه ان يستشعر انه ظفر بنعمة عظيمة ومنة جسيمة فيشكر الله على هذه النعمة على هذا الفضل والاحسان وعليه ان يستشعر ان كثيرين من سكان المعمورة يشتد شوقهم الى ان يظفروا بالوصول - 00:02:25ضَ
الى مكة والمدينة والبقاء فيهما ولو فترة يسيرة. وفيهم من يجمع النقود القليلة بعضها الى بعض سنوات طويلة لتتحقق له هذه الامنية. واذكر ان احد علماء الهند ذكر ان الحجاج الهنود فيما مضى - 00:02:45ضَ
كانوا يأتون على السفن الشراعية ويمكثون في البحر في طريقهم الى مكة والمدينة مدة طويلة. وان جماعة منهم كانوا وفي سفينة فلما رأوا البر الذي فيه مكة والمدينة سجدوا لله شكرا على ظهر السفينة - 00:03:05ضَ
اه اه هناك اداب فعلى الانسان ان يتحلى بها سواء كان من سكانها او من الوافدين اليها او الزائرين لها اداب يتحلى بها ثم قبل ذكر هذه الاداب بيان عظم شأن الوصول الى هذه المدينة - 00:03:24ضَ
وان ذلك خير عظيم ومكسب كبير يظفر به من وفقه الله عز وجل للوصول اليه فعلى الانسان ان يحمد الله عز وجل على هذه النعمة اذ جعله متمكنا من سكناها او وفقه للوصول اليها والصلاة في هذا المسجد المبارك والصلاة في مسجد قباء ثم - 00:03:49ضَ
زيارة القبور المشروعة زيارتها في هذه المدينة نعمة عظيمة تحصل لمن يسر الله له ذلك فعليه ان يشكر الله سبحانه وتعالى ومن المعلوم ان كثيرين من الناس يشتد شوقهم الى الوصول الى الى مكة والمدينة - 00:04:12ضَ
ويجمعون النقود القليلة مع القليل مع القليل حتى يتجمع شيء كثير يتمكنون به من الوصول الى مكة والمدينة ومنهم من يموت ولم تتحقق امنيته ومنهم من تتحقق امنيته وهذه القصة التي اشرت اليها عن بعض مشايخ الهند - 00:04:32ضَ
التي ذكرها انهم كانوا يأتون على السفن الشرعية والسفن الشرعية كما هو معلوم كانت تسير على حسب الريح وتسري على وجود الريح واذا كان هناك ريح يعني بقيت السفن كما قال الله عز وجل يسكن الريح ان يشاء يسكن الريح فيظللن الرواكد على ظهره - 00:04:53ضَ
يعني تبقى للسفن على على ظهر البحر ما دام ما هناك ريح تسوقها. والان صارت هذه السفن مثل المدن الكبيرة تحمل عشرات الالاف من الناس وتحمل مئات الاطنان من السلع وتمشي بالوقود - 00:05:14ضَ
فيسر الله عز وجل للناس الوصول الى الحرمين والى الوصول اليهما بيسر وسهولة. فنعمة عظيمة من حصل له ذلك ولمن تيسر له ذلك لا في تلك المدة التي كانوا يأتون على السفن الشرعية - 00:05:33ضَ
ويمكثون مددا طويلا في الطريق يقول انهم لما رأوا البر الذي فيه مكة والمدينة سجدوا لله شكرا على ظهر السفينة. سجد شكر لانهم رأوا البر الذي في مكة والمدينة فهذا فهذه حال من لا يحصل لهم الوصول الى مكة والمدينة - 00:05:50ضَ
اذا ظفروا للوصول اليها فانهم يحصل لهم هذا الاهتمام وهذه العناية وهذا الفرح الشديد الذي يحصل منهم الشكر لله عز وجل سجودا من اجل انهم ظفروا بهذه النعمة العظيمة حيث رأوا البر الذي في مكة والمدينة - 00:06:10ضَ
نعم وان لسكنى هذه المدينة ادابا منها اولا ان يحب المسلم هذه المدينة لفضلها ولمحبة النبي صلى الله الله عليه وسلم اياها. روى البخاري في صحيحه عن انس رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم كان اذا - 00:06:30ضَ
قدم من سفر فنظر الى جدرات المدينة اوضع راحلته. وان كان على دابة حركها من حبها من اداب سكنى المدينة ان الانسان يحب يحب هذه المدينة لفظلها ولما ورد فيها من احاديث تدل على فضلها ولمحبة النبي صلى الله عليه وسلم اياها - 00:06:53ضَ
ولمحبة النبي عليه الصلاة والسلام اياها فانه كان اذا قدم ورأى جدران المدينة اوظع راحلته يعني اسرع الايظاع هو الاسراع واذا كان على دابة حركها يعني جعلها تتحرك وتسرع لحبه اياها - 00:07:14ضَ
يعني كل ذلك فرحا وابتهاجا لكونه رآها وكونه وصل اليها صلوات الله وسلامه وبركاته عليه المسلم يحب هذه المدينة من اجل فضلها ومن اجل محبة النبي صلى الله عليه وسلم اياها. ومن المعلوم ان الانسان يحب ما يحبه الله ورسوله. يحب ما يحبه الله ورسوله - 00:07:31ضَ
عليه الصلاة والسلام. وهذه المدينة الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحبها وقد جاء عنه احاديث كثيرة تدل على فضلها وذلك يقتضي المحبة لها ثانيا ان يحرص المسلم على ان يكون في هذه المدينة مستقيما على امر الله ملتزما بطاعة الله وطاعة رسوله صلى الله - 00:07:51ضَ
عليه وسلم شديد الحذر من ان يقع في البدع والمعاصي فان الحسنات في هذه المدينة لها شأن عظيم والبدع والمعاصي فيها ذات خطر كبير. فان من يعصي الله في الحرم ذنبه اعظم واشد ممن يعصيه في غير الحرم. والسيئات - 00:08:14ضَ
لا تضاعف فيه بكمياتها ولكنها تضخم وتعظم بفعلها في الحرم قم من اداب سكنى هذه المدينة وكذلك البقاء في هذه المدينة ان الانسان يكون مستقيما على طاعة الله ورسوله. عليه الصلاة والسلام - 00:08:34ضَ
يمتد الاوامر ويجتنب النواهي ويصدق الاخبار. هذا هو شأن المسلم دائما وابدا في كل مكان ولكنه في هذه المدينة وهي المدينة التي اه اه هاجر اليها رسول الله عليه الصلاة والسلام ومنها شع النور - 00:08:49ضَ
واضاء المعمورة ودخل الناس في هذا الدين الحنيف وكل خير وصل الى الناس انما ظهر من هذه المدينة وانتشر من هذه المدينة على ايدي الجيوش المظفرة التي انطلقت منها هداية - 00:09:06ضَ
الى الصراط المستقيم واخراجهم من الظلمات الى النور. الانسان يكون في هذه المدينة على استقامة. وعلى ملازمة للتقوى وعلى حذر من الوقوع في البدع والمعاصي. البدع التي هي احداث في الدين. وتعبد الله تعبد لله عز وجل بغير ما شرع - 00:09:23ضَ
انما بالبدع والمحدثات التي حذر منها الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام حيث قال من احدث في امرنا ما ليس منه ورد وقال من عمل عملا ليس عليه امرنا فرد وقال عليه الصلاة والسلام فانه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ - 00:09:43ضَ
اياكم ومحدثات الامور فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة احذروا من البدع التي هي اه تعبد الله عز وجل بشيء لم يشرعه وكذلك المعاصي التي هي وقوع في المحرمات - 00:10:03ضَ
لان يترك الانسان الاوامر التي امر بها ويقع في المعاصي التي حرمها الله عز وجل بان يحصل منه زنا او شرب خمر او اه كذب او ايذاء لاحد من الناس او سرقهما الى ذلك او تعامل بالربا او اه اي - 00:10:18ضَ
امر من الامور المحرمة التي حرمها الله عز وجل يحذر البدع ويحذر المعاصي. يحذر البدع التي هي محدثات في الدين وتعبد لله عز وجل على غير هدى والمعاصي التي هي مجانبة لما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم بترك بترك ما امر به الانسان او - 00:10:38ضَ
الوقوع فيما حرمه الله عز وجل. ومن المعلوم ان الطاعات والمعاصي الطاعات لابد من صبر عليها ولو شقت على النفوس والمعاصي لا بد من صبر عنها ولو مالت اليها النفوس - 00:10:58ضَ
الطاعات لابد من الصبر عليها ولو ولو شقت على النفوس لان العاقبة حميدة والمعاصي يجب آآ الحذر منها ولو مالت اليها النفوس لان العاقبة وخيمة لانها جدة تعقبها حسرة وشيء آآ ظنه الانسان مفيدا او رأى الانسان مفيد ولكنه يعقبه عذاب ويعقبه آآ آآ - 00:11:14ضَ
جزاء من الله عز وجل على ما حصل منه من سوء ويحذر الانسان ان يكون فيها تاركا للاوامر وان يكون واقعا في المعاصي ثمان الحسنات لها شأن في الحرم ولها ميزة - 00:11:41ضَ
وكما ان المعاصي لها خطر والمعاصي لا تضاعف وسيئات لا تظاعف باعدادها بان تكون السيئة سيئتين وانما السيئة الواحدة في الحرم تختلف عن السيئة في غير الحرم لانها السيئة في الحرم تظخم وتعظم وتكون عظيمة وهي سيئة واحدة. ولكنها لكونها في الحرم صارت اعظم من السيئة في غير الحرم. لان - 00:12:01ضَ
من يعصي الله في حماه وفي حرمه ليس كمن يعصيه وهو بعيدا عن الحرم فالسيئات لا تضاعف بكمياتها وانما تظخم بكيفياتها وخطرها وشدة شأنها وشدة خطورتها الانسان يكون في هذه المدينة المباركة حذرا اه حريصا على الاتيان بالطاعات ولو شقت على النفوس وحريصا على الابتعاد - 00:12:28ضَ
عن المعاصي ولو مالت اليها النفوس ثالثا ان يحرص المسلم في هذه المدينة على ان يكون له نصيب كبير من تجارة الاخرة التي تكون الارباح فيها اضعاف المضاعفة وذلك بان يصلي ما امكنه من الصلوات في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ليحصل الاجر العظيم الموعود - 00:12:57ضَ
به في قوله صلى الله عليه وسلم صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة فيما سواه الا المسجد الحرام رواه بخاري ومسلم. ومن الاداب لساكن المدينة ان الانسان اذا سكنها يحرص على ان يكون له نصيب من تجارة الاخرة فيها - 00:13:24ضَ
لان فيها تجارة اخرة وهو هذا المسجد المبارك الذي صلت فيه اضعافا مضاعفة خير من الف صلاة. الفريضة خير من الفريضة والنافلة خير من الف نافلة فهذا ربح ومكسب وتجارة رابحة من تجارة الاخرة. فالذي يسكن مدينة لا يهمل ولا يستهين بهذا بهذه بهذه الارباح - 00:13:43ضَ
ويفرق بشيء من هذه الارباح بحيث يكون ساكنا فيها ولا يأتي لهذا المسجد ويصلي فيه ويتقرب الى الله عز وجل فيه مع ان فظله عظيم فضل صلاته عظيم والحسنات ليست والحسنات تضاعف والصلاة تضاعف فيه ليست بالمئات ليست بالعشرات - 00:14:05ضَ
الاحاد بل بالمئات بل يتجاوز الالف صلاة كما قال عليه الصلاة والسلام صلاة في مسجدي هذا خير من الف صلاة خير من الف صلاة يعني انها تزيد على الف صلاة او انها تفوق الف صلاة في غيره من المساجد الا المسجد الحرام. فلا يليق - 00:14:27ضَ
قم الانسان الذي يكون ساكنا في هذه المدينة ان لا يكون له نصيب من هذه التجارة الرابحة ومن هذه المكاسب الكبيرة العظيمة التي هي على هذا الوصف الذي بينه الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في هذا الحديث الشريف - 00:14:47ضَ
رابعا ان يكون المسلم في هذه المدينة المباركة قدوة حسنة في الخير لانه يقيم في بلد شع منه النور وانطلق منه الهداة المصلحون الى انحاء المعمورة فيجد من يفد الى هذه المدينة في ساكنيها القدوة الحسنة - 00:15:05ضَ
بالصفات الكريمة والاخلاق العظيمة. فيعود الى بلده متأثرا مستفيدا لما شاهده من الخير والمحافظة على طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. وكما ان الوافد الى هذه المدينة يستفيد خيرا وصلاحا بمشاهدة - 00:15:26ضَ
القدوة الحسنة في هذا البلد المبارك فان الامر يكون بالعكس عندما يشاهد في المدينة من هو على خلاف ذلك فبدلا من ان يكون مستفيدا حامدا يكون متضررا ذاما ثم من اداب سكنى هذه المدينة المباركة مدينة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. اما من يكون فيها يحرص على ان يكون قدوة حسنة في الخير - 00:15:46ضَ
حيث يقتدي به غيره وحيث يعني يتابعه غيره وحيث يثني عليه غيره ويحمده ويحرص على ان يكون مثله ليكون قدوة لغيره في الخير يحرص الانسان على ان يقتدى به للخير. وذلك بان يكون مستقيما على طاعة الله وطاعة رسوله عليه الصلاة والسلام. لانه بذلك يكون نفع نفسه - 00:16:12ضَ
ونفع غيره نفع نفسه بكونه عمل صالحا واستقام على الطاعة ونفع غيره بكونه ينظر اليه ويقتدي به ويؤثر ذلك فيه ومن المعلوم ان القدوة الحسنة لها تأثير عظيم. ولهذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام كان هو الاسوة والقدوة الحسنة كما قال الله عز وجل فيه فقد - 00:16:35ضَ
لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. وعلى اكثير من ذلك يحذر ان يكون قدوة سيئة. وان يكون على غير استقامة. وان يكون - 00:16:55ضَ
متلبسا بالبدع والمعاصي وان يكون يظهر عليه تظهر عليه المعصية والتلبس بالمعصية فاما الذي يأتي هذه المدينة ويرى من يكون كذلك فانه لا يستفيد قدوة حسنة وانما قد يتضرر وقد يسهل عليه الامر - 00:17:10ضَ
قل مادام المدينة هؤلاء اهلها اذا الناس من باب اولى انهم يتباعدون عن عن عن الاستقامة واذا كان هذا شأن من كان في المدينة فاذا الذي في غير المدينة يعني اه يستهين بهذا الامر ويستهون هذا الامر ويقول ما دام ان الناس - 00:17:30ضَ
كذلك اذا نحن كذلك نكون مثلهم الانسان يحرص على ان يكون قدوة في الخير لا ان يكون قدوة في الشر خامسا ان يتذكر المسلم وهو في هذه المدينة انه في ارض طيبة هي مهبط الوحي ومأرز الايمان ومدرج - 00:17:50ضَ
الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام من المهاجرين والانصار. درجوا على هذه الارض وتحركوا فيها على واستقامة والتزام بالحق والهدى. فيحذر ان يتحرك عليها تحركا يخالف تحركهم. بان يكون - 00:18:13ضَ
فيها على وجه يسخط الله عز وجل ويعود عليه بالمضرة والعاقبة الوخيمة في الدنيا والاخرة. ثم من اب في هذه المدينة ان الانسان يستشعر ان هذه المدينة وهذه الارض التي يطأ عليها قد يطأ فيها رسول الله عليه الصلاة والسلام - 00:18:33ضَ
ومشى عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام ومشى عليها الصحابة الكرام الذين هم خير القرون. الذين ما كان قبلهم مثلهم ولا يكون بعدهم مثلهم قوم اختارهم الله لصحبة نبيه عليه الصلاة والسلام وجعلهم الواسطة بينه وبين الناس. ما عرف الناس حقا ولا هدى ولا كتابا ولا سنة الا عن طريق - 00:18:53ضَ
الكرام الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام واصحابه الكرام درجوا في هذه المدينة وتحركوا في هذه المدينة. ومشوا في هذه المدينة وتنقلوا في هذه المدينة فالانسان الذي يكون فيها يتذكر ما ما من كان يسير عليها ومن كان يتحرك عليها وهم الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه ومن تبعهم باحسان - 00:19:12ضَ
فيحرص على ان يكون تحركه فيها على وجه ينفعه. وعلى وجه على وجه يعود عليه بالخير. لا يكون تحركه تحركا قذفوا تحركهم بان يكون متحركا بالمعاصي والبدع والمنكرات والمحدثات التي ما انزل الله بها - 00:19:34ضَ
من سلطانك بل يكون اه يستشعر يعني اه اه سيرهم فيها ومشيهم فيها وتعرقهم فيها ونشأتهم فيها وقيامه فيها وكونهم اه وكونه شاع منها النور وطلق منها الهداة المصلحون فيحرص الانسان على ان يكون اه مستقيما لا يكون - 00:19:54ضَ
ويحرص على ان يكون من خير الخلف لخير السلف. لا ان يكون آآ شر خلف لخير سلف لا ان يكون حلفا شرا لمن هم لمن اه لمن هم اه خير سلف. بل يكونوا من خير سلف لخير من خير خلف لخير سلف - 00:20:14ضَ
لان يكون الاخيار الذين كانوا فيها اه وهم الصحابة ومن صار على منهاجهم ثم يكون على منهج وعلى طريقة وعلى هيئة تخالف ما كانوا عليه فيكون ذلك يعود عليه بالمضرة ويعود عليه بالخسران والعاقبة الوقيمة. نعم - 00:20:33ضَ
سادسا ان يحذر من وفقه الله لسكنى المدينة ان يحدث فيها حدثا او يؤوي محدثا فيتعرض للعن. لانه ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه قال المدينة حرم. فمن احدث فيها حدثا او اوى محدثا فعليه - 00:20:54ضَ
لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل منه يوم القيامة عدل ولا صرف. رواه مسلم من حديث ابي هريرة رضي الله عنه وهو في الصحيحين من حديث علي رضي الله عنه - 00:21:14ضَ
ثم من الاداب في هذه المدينة ان الانسان يحذر من الابتداع فيها ومن الاحداث فيها وكذلك من المعاصي لان كما سلفنا الاحداث في الدين في اي مكان هو خطير. ولكنه اذا كان في المكان المقدس فهو اخطر - 00:21:29ضَ
لهذا النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث من احدث به حدثا او هو محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل يوم القيامة - 00:21:47ضَ
فهذا يدل على خطورة الاحداث في الدين. والاحداث في الدين هو الاتيان بالبدع والمعاصي التي ما انزل الله بها من سلطان لان الانسان في في في عبادته يجب ان يكون سائرا على ما كان عليه رسول الله عليه الصلاة والسلام واصحابه. لا ان يأتي ببدعة لان من - 00:21:56ضَ
شرط العمل الصالح المقبول عند الله ان يكون توفر فيه امران ان يكون خالصا لله وان يكون مطابقا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلو كان العمل خالصا لوجه الله ولكنه مبنيا على بدعة - 00:22:13ضَ
ومبنيا على محرمات ومن مبني على على محدثات ما انزل الله بها من سلطان فانه يكون مردودا عليه لقوله صلى الله عليه وسلم من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. من احدث في امرنا ما ليس منه رد يعني مردود عليه - 00:22:29ضَ
ان عمل عملا ليس عليه امراة رد ونحن في امرنا ما ليس منه رد. ولو كان العمل عليهم في السنة ولكن اشرك به مع الله غيره وصرف منه شيء لغير الله - 00:22:47ضَ
فانه يكون مردودا على صاحبه لقول الله عز وجل وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا وقوله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن من عمل عملا اشرك فيه معي غيري تركته وشركه. فلابد من الاخلاص لله ولابد من المتابعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:22:57ضَ
واخلاص العبادة لله هو مقتضى شهادة ان لا اله الا الله يعني اخلاص العبادة لله ومخرجاته ان محمد رسول الله الا يعبد الله الا طبقا لما شرع رسول الله عليه الصلاة والسلام. لا يعبد بالبدع والمحدثات والمنكرات التي ما انزل - 00:23:18ضَ
الله بها من سلطان بعض الناس يمكن يقول ما دام انا قصدي طيب وانا يعني قصدي الخير لو كان ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم يعني ما في بأس ما دام انا قصدي - 00:23:35ضَ
طيب وما دام قصدي حسن هذا كلام غير صحيح لابد مع حسن القصد ان يكون العمل ثابتا في السنة في الكتاب والسنة لابد مع حسن القصد ان يكون على السنة لا يكون ما - 00:23:47ضَ
على بدعة ولا يكون على امور محدثة وعلى امور ما انزل الله بها من سلطان لان هذا هو مقتضى اشهد ان محمدا رسول الله عليه الصلاة والسلام. لان محمد رسول الله معناها طاعته فيما امر وتصديقه فيما اخبر واجتناب ما نهى عنه زجر والا يعبد الله الا بما شرع. والا يعبد الله الا بما شرع لا يعبد بالبر - 00:24:01ضَ
البدع والمحدثات ومما يوضح ان العمل آآ المبتدع لا يفيد صاحبه ولو كان قصده حسنا ان احد الصحابة الكرام رظي الله عنه كما ثبت في الصحيحين اه ضحى ذبح اضحيته قبل صلاة العيد - 00:24:21ضَ
يريد من وراء ذلك ان اهله يطبخون اللحم ويكون اذا فرغوا من الصلاة واذا هو جاهز لان الناس مشتهون للحم يشتهون اللحم ويرغبون فيه فتكون ذبيحته اول ما يؤكل بعد صلاة العيد - 00:24:42ضَ
طيب لكن لما كان عمله ليس وفقا للسنة لان الربح الاضاحي انما يكون بعد صلاة العيد ما يكون قبل صلاة العيد ما وقع في الوقت قال له الرسول صلى الله عليه وسلم شاتك شاة لحم - 00:25:00ضَ
لأنه اضحية ما هي قربة يعني مثل الذبيحة اللي تذبحها في محرم وصفر من اجل تاكل لحمها ذبح الاضاحي يكون في اربعة ايام تبدأ من يوم العيد بعد صلاة العيد الى اخر ايام التشريق اللي هو اليوم الثاني عشر الى المغرب من اخر ايام التشريق هذه ايام الذبح - 00:25:14ضَ
فاذا ذبح الانسان قبلها معنى ذلك انه ما ذبح وانما ذبيحته مثل مثل الذبح في الايام العادية وفي الايام الاخرى. قال له شاتك شاة لحم يعني انا مي مظحية فهذا الرجل قصده طيب - 00:25:35ضَ
وقصده من احسن القصود يريد ان الرسول صلى الله عليه وسلم واصحابه يأكلون منها لكن لما لانفقع طبقا للسنة قال له شاتك شافعة قال بعض اهل العلم وفي هذا الحديث دليل - 00:25:52ضَ
على امن العمل لا ينفع صاحبه الا اذا الا اذا وقع وفقا للسنة ولا يكفي ان يكون قصد صاحبه حسنا اي انهما حسن القصد لابد ان يكون متابعا للسنة لابد ان يكون متابعا للسنة - 00:26:06ضَ
ومما يدل على ذلك ايضا ان ابا عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه صاحب رسول الله عليه الصلاة والسلام وهو من كبار الصحابة جاء الى المسجد وفيه اناس متحلقون - 00:26:25ضَ
حلق ومعهم حصى كل واحد معه مجموعة من الحصى وفي الحلقة رجل يقول سبحوا مئة سبحان الله سبحان الله ساكن سبحان الله سبحان الله ويعدهم في العصر واذا فرغوا من المئة قال هللوا مئة لا اله الا الله لا اله الا الله - 00:26:41ضَ
واذا فرغوا قال كبروا مئة الله اكبر الله اكبر واعدهم بالحصد فوقف على رؤوسهم عبد الله بن مسعود وقال ما هذا؟ ما هذا يا هؤلاء عدوا عدوا سيئاتكم فانا ظامن حسناتكم شيء - 00:27:02ضَ
عدوا سيئاتكم يعني هذا عمل منكر هذا عمل محدث انتم فيه مسيئون ولستم محسنين لان السنة ليست بهذه الطريقة وهين الناس يعملون مثل هذا العمل عدوا سيئاتكم فانا ظامن ان لا يضيع من حسناتكم شيء - 00:27:17ضَ
قالوا سبحان الله يا ابا عبد الرحمن ما اردنا الا الخير قالوا قال رضي الله عنه وكم من مريد للخير لم يصبه وكان من مريد للخير لم يصبه اذا لابد مع حسن القصد ان يكون العمل صالحا - 00:27:37ضَ
وان يكون عليه في السنة ما يكون مبنيا على بدعة وعلى امور محدثة ما انزل الله بها آآ من سلطان اذا لابد من الاخلاص ولابد من المتابعة لابد من ان يكون العمل خالصا لله وان يكون مطابقا لسنة رسول الله صلوات الله وسلامه وبركاته عليه. نعم - 00:27:54ضَ
سابعا الا يتعرض في المدينة لقطع شجر او اصطياد صيد. لما ورد في ذلك من الاحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم كقوله صلى الله عليه وسلم ان ابراهيم حرم مكة واني حرمت المدينة ما بين لابتيها لا يقطع - 00:28:15ضَ
رضاها ولا يصاد صيدها. رواه مسلم من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما. وروى مسلم ايضا من حديث سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال اني احرم ما بين لابتي المدينة ان يقطع عضاهها - 00:28:35ضَ
او يقتل صيدها وفي الصحيحين عن عاصم بن سليمان الاحول قال قلت لانس احرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قال نعم ما بين كذا الى كذا لا يقطع شجرها من احدث فيها حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين - 00:28:55ضَ
وفي الصحيحين عن ابي هريرة رضي الله عنه انه كان يقول لو رأيت الضباء بالمدينة ترتع ما ذعرتها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بين لابتيها حرام. والمراد بالشجر الذي يحرم قطعه هو الذي انبته الله عز - 00:29:15ضَ
اما ما زرعه الناس وغرسوه فان لهم قطعة ثم من من الاداب المتعلقة بسكنى المدينة او زيارة المدينة ان الانسان لا يتعرظ فيها لقطع الشجر ولا لصيد الصيد بان صيد - 00:29:35ضَ
لان من دخلها كان امنا والصيد اذا دخل كان امنا فلا يصاد ولا يزعج ايضا وينفر بحيث يخرج من الحرم ثم الناس يلحقونه ويقيدونه ويقولون احنا ما صديناه في الحرم صديناه ظرا بل يترك ولا يتعرظ له لا بصيد باصطياد ولا بازعاج - 00:29:52ضَ
ولا بتنذير كما جاء عن ابي هريرة لو رأيت الظباع ترتع بالمدينة ما ذعرتها ما ذعرتها؟ لان النبي صلى الله عليه وسلم حرم ما بين ذهبتيها. النبي عليه الصلاة يصيدها ولا يقطع عظاه. العظة هو الشجر - 00:30:15ضَ
وكما ان الله جعل الصيد امن في الحرمين بمكة والمدينة فانه حرم ايضا قطع الشجر لان لان الصيد لان الشجر والنبات هو غذاء الصيد فلو قطع الشجر حصد النبات الذي فيه ما يجد يدخل ثم يخرج لانه ما لقى شيئا يأكله - 00:30:31ضَ
لكن الصيد اذا دخل هو امن وعنده قوته. هذا حتى القوت منع من اخذه. حتى قوت الصيد نهي عن اخذه وانا الصيد اذا جاء للحرم يجد طعامه وغذاءه وهو هذا النبات الذي حرم على الناس - 00:30:56ضَ
حرم على الناس اخذه وحرم على الناس قطعه. فهذا من مزايا الحرمين. لا يصاد السج ولا يقطع الشجر فالانسان لا يشيد الصيد ولا يزعجه وايضا لا يتعرض لطعامه الذي هو الشجر والنبات. لا يتعرض لاطعامه لطعامه - 00:31:13ضَ
الذي هو الشجر والنبات بل من من دخل الحرم فانه يكون امنا ومن دخلها من الطيور والصيد انه يجد طعامه ويجد قوته عنده ولا يجوز لاحد ان يزعجه وان ينفره حتى يخرج من الحرام. ثم ان الذي لا - 00:31:33ضَ
قطعوا الشجرة شجره هو الشجر الذي الذي انبته الله عز وجل والنبات الذي انبته الله. واما اهل المدينة ومكة اذا غرسوا نخلة او غرسوا شجرا او غرسوا او زرعوا آآ يعني زرعا فلهم ان يقطعوه. لانهم يزرعونه ليستفيدوا منه. وان - 00:31:53ضَ
انما الذي لا يجوز قطعه ويحرم التعرظ له هو الشجر الذي ينبته الله وكذلك النبات الذي ينبته الله وما زرعه الناس من الزرع وغرسوه من الغرس من اجل ان يعرفوا بهائمهم او من اجل ان ينتفعوا فان هذا سائغ وجائز ولا بأس - 00:32:13ضَ
ثامنا ان يصبر المسلم على ما يحصل له فيها من ضيق عيش او بلاء او لأواء. لقوله صلى الله عليه وسلم حديث ابي هريرة رضي الله عنه لا يصبر على لأواء المدينة وشدتها احد من امتي الا كنت له شفيعا يوم القيامة - 00:32:33ضَ
او شهيدا رواه مسلم وفي صحيح مسلم ايضا ان ابا سعيد مولى المهري جاء ابا سعيد الخدري رضي الله عنه ليالي الحرة فاستشاره في الجلاء من المدينة وشكى اليه اسعارها وكثرة عياله واخبره الا صبر له على جهد المدينة - 00:32:55ضَ
ولأوائها فقال له ويحك لا امرك بذلك اني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يصبر احد على لأوائها فيموت الا كنت له شفيعا يوم القيامة اذا كان مسلما - 00:33:15ضَ
ثم من اداب هذه المدينة المباركة واداب سكناها ان الانسان يصبر على لأوائها وشدتها اذا حصل له وهو شدة وضيق عيش فانه لا يقول خلاص انا انتقل الى الاماكن التي فيها كثرة الرزق وقد مر في فضائل المدينة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال والمدينة - 00:33:33ضَ
خير لهم لو كانوا يعلمون. يعني الذين فكروا او الذين يفكرون بان ينتقلوا من المدينة اذا صار فيها اه ظيق عيش الى الاماكن اللي يكون فيها ويكون فيها سعة الرزق. قال عليه الصلاة والسلام والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون. وقال من صبر على وشدتها كنت له شهيدا او شفيعا - 00:33:53ضَ
يوم القيامة ولهذا لما جاء هذا الرجل الى ابي سعيد الخدري رضي الله عنه صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يستشيره في الذهاب عن المدينة والجلاء عنها لانه كثير العيال واسعار المدينة مرتفعة ويعني الشيء الذي يحصله من المادة قليل - 00:34:13ضَ
جاء يستشير ابا سعيد الخدري رضي الله عنه فقال ويحك لا امرك بهذا لا امرك بهذا ويحك لا امرك بهذا يعني لا اشير عليك بانك تنتقد عن المدينة وانما عليك ان تصبر ثم اخبر بالحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال لا يصبر على الهواء وشدة من صبر على شدتها فيموت اذا - 00:34:33ضَ
شفيعا او شهيدا يوم القيامة اذا كان مسلما وهذا يدلنا على رجوع آآ سلف هذه الامة الى اصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام يستشيرونهم ويستفيدون من علمهم وفيه بيان ما كان عليه اصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام رضي الله عنهم وارضاهم من الدلالة على الخير والتبصير بالحق والهدى والاخبار بسنن الرسول - 00:34:53ضَ
وعليه الصلاة والسلام وبيانها للناس وارشادهم الى ما يعود عليهم من خير ونهيهم عن الشيء الذي يعود عليهم للمضرة تاسعا ان يحذر ايذاء اهلها فان ايذاء المسلمين في كل مكان حرام ولكنه في البلد المقدس اشد واعظم - 00:35:16ضَ
فقد روى البخاري في صحيحه عن سعد ابن ابي وقاص رضي الله عنه انه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول لا تكيدوا اهل المدينة احد الا الماع كما ينماع الملح في الماء. وهو روى مسلم في صحيحه عن ابي هريرة رضي الله عنه انه قال - 00:35:38ضَ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من اراد اهل هذه البلدة بسوء يعني المدينة اذابه الله كما يذوب الملح في الماء. ثم من ادابه ان الانسان لا يؤذي فيه احدا - 00:35:58ضَ
وايذاء الناس حرام في كل مكان ولكنه في الحرم يكون اشد واعظم كما عرفنا ان الجرم في الحرم ليس كالجرم في غير الحرم اذية الناس في كل مكان حرام. والله عز وجل يقول في كتابه العزيز والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا واثما مبين - 00:36:13ضَ
ولكن مثل هذا الايذاء اذا وقع في الحرام يكون امره اخطر وامره اشد ولهذا جاء عن النبي عليه الصلاة والسلام احاديث لا يكيد اهل المدينة احد الا لماع يعني الا الاماعة كما يمنع الملح في الماء يعني لانه يذوب - 00:36:32ضَ
ويضمحل ويتلاشى مثل ما يتلاشى الملح اذا وظع في الماء والسكر اذا وظع في الماء فانه يذوب ويصير ماء واذا معنى ذلك انه آآ يذوب وينتهي وهذا اشارة الى الى الى يعني فظاعة عمله والى شدة - 00:36:52ضَ
ما حصل منه من الايذاء في هذه المدينة المباركة مدينة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام عاشرا الا يغتر ساكن المدينة بكونه من سكانها فيقول انا من سكان المدينة فانا على خير فان - 00:37:11ضَ
جرد السكنى اذا لم يكن معها عمل صالح واستقامة على طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وبعد عن الذنوب والمعاصي لا يفيده شيئا بل يعود عليه بالضرر. وفي موطأ الامام وفي موطأ الامام ما لك ان سلمان الفارسي - 00:37:29ضَ
الله عنه قال ان الارض لا تقدس احدا وانما يقدس الانسان عمله وسنده فيه انقطاع لكن معناه صحيح وهو خبر مطابق للواقع. وقد قال الله عز وجل ان اكرمكم عند الله اتقاكم. ومن المعلوم ان المدينة في مختلف - 00:37:49ضَ
العصور فيها الاخيار وفيها الاشرار. فالاخيار تنفعهم اعمالهم. والاشرار لم تقدسهم لم تقدسهم المدينة. ولم ارفع من شأنهم وهذا كالنسب فمجرد كون الانسان نسيبا بدون عمل صالح فان ذلك لا ينفعه عند الله لقوله - 00:38:09ضَ
به صلى الله عليه وسلم ومن بطأ به عمله لم يسرع به نسبه. رواه مسلم في صحيحه. فمن اخره عمله عن دخول الجنة لم يكن نسبه هو الذي يسرع به اليها. ثم من اداب سوق المدينة ان الانسان لا يغتر بسكر المدينة - 00:38:29ضَ
فيقول خلاص انا ما دمت في المدينة انا على خير ثم يقع في المعاصي ويقع في المحرمات بل هذا يعود عليه بالمضرة والمدينة لا تقدس احدا يقدس الانسان عمله العمل الصالح هو الذي يقدس الانسان وهو الذي يرفع من شأن الانسان - 00:38:47ضَ
وهو الذي يكون صاحبه اه اه مثابا عند الله عز وجل كما قال ان اكرمكم عند الله اتقاكم. ان اكرمكم عند الله اتقاكم ومن المعلوم ان المدينة على مختلف العصور والدهور فيها الاخيار فيها الاشرار. ففي زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فيها المنافقون فيها فيها منافقون - 00:39:03ضَ
يظهرون الايمان ويبطنون الكفر. ومع ذلك ما نفعهم كونهم في المدينة بل هم في الدرك الاسفل من النار كما اخبر الله عز وجل في القرآن مسكناهم المدينة ما تنفعهم اذا كانوا ليسوا على حق وعلى هدى وعلى استقامة - 00:39:23ضَ
وكذلك ايضا في جميع الاوقات وفي مختلف الازمان يكون فيها الاخيار وفيها الاشرار وفي اخر الزمان كما جاء في الحديث الدجال اذا جاء يطوف المدن ويصل الى المدن الى مكة والمدينة - 00:39:41ضَ
فان الملائكة تمنعه وتحول بينه وبين دخولها. فاذا جاء الى المدينة نزل في سبخة اه خارج المدينة فلا يدخلها لكن الذين هم على على طريقته يخرجون اليه كما ثبت في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ترجوا في المدينة ثلاث رجفات - 00:39:57ضَ
كان الدجال في السبخة التي حولها خرجوا في المدينة ثلاث رجفات فيخرج اليه كل كافر وكافرة وكل منافق ومنافقة يخرجون الدجاج لاصحابه اصحاب الدجال الدجالين يظهرون للدجال وما من اه وفقهم الله عز وجل فانهم يلقون في المدينة ويخلصهم الله منه ولا يصل اليهم اذى ولا يصل اليهم اذاه - 00:40:20ضَ
والا فان الاشرار موجودين في كل زمن موجودين في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم الرسول صلى الله عليه وسلم وبعده وفي كل وقت وفي كل حين وفي اخر الزمان كما جاء في هذا الحديث - 00:40:45ضَ
الذي جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام. ولهذا جاء عن سلمان الفارسي رحمته رضي الله تعالى عنه وارضاه ومن اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. قال ان البلد المقدس لا يقدس احدا - 00:40:56ضَ
وانما يقدس الانسان عمله لو كان المدينة تقدس احدا لقد يستطيع المنافقين مقدسات الكفار والمنافقين لكن لا يقدس الانسان الا عمله وعلى هذا فالانسان يحرص على ان يكون مستقيما على طاعة الله وطاعة رسوله - 00:41:06ضَ
عليه الصلاة والسلام وهذا هو الذي ينفعه في الدنيا والاخرة الحادي عشر ان يستشعر المسلم وهو في هذه المدينة انه في بلد شع منه النور وانتشر منه العلم النافع الى انحاء - 00:41:23ضَ
المعمورة فيحرص على تحصيل العلم الشرعي الذي يسير به الى الله على بصيرة ويدعو غيره اليه على بصيرة لا سيما اذا كان طلب العلم في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث ابي هريرة رضي الله عنه انه سمع رسول الله صلى الله عليه - 00:41:39ضَ
عليه وسلم يقول من دخل مسجدنا هذا يتعلم خيرا او يعلمه كان كالمجاهد في سبيل الله ومن دخله ولغير ذلك كان كالناظر الى ما ليس له. رواه احمد وابن ماجة وغيرهما وله شاهد عند الطبراني من حديث - 00:41:59ضَ
اهل ابن سعد رضي الله عنه ومن اداب سكنى المدينة والورود اليها ان الانسان يحرص على ان يتعلم فيها العلم النافع الذي يسير به الى الله عز وجل على بصيرة وعلى هدى. لا سيما اذا كان هذا التعلم في هذا المسجد المبارك. مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:42:19ضَ
ويكون الانسان جمع بين الحسنيين مكث في مكان الصلاة فيه خير من الف صلاة وايضا يحصل علما نافعا ينفعه آآ في سيره الى الله عز وجل وفي آآ تعبده لله عز وجل فيستفيد ويفيد - 00:42:37ضَ
وهذا الامر كما وهذه الفوائد وهذه الاداب ليست مختصة بالساكرين بل الوافدون اليها والزائرون اليها يتأدبون هي الآداب وفي وهذه المسألة الاخيرة التي يتعلم العلم حضور الحجاج لمجالس العلم ودروس العلم واستفادة - 00:42:53ضَ
فوائد يستفيدونها ثم يرجعون الى بلادهم مستفيدين مفيدين افادوا انفسهم ثم يفيدون غيرهم فيقولون حضرنا جلوس الحرمين وسمعنا كذا وكذا وعلمنا كذا وكذا وفهمنا كذا وكذا فيكونون بذلك آآ استفادوا وافادوا - 00:43:13ضَ
وهذا هو انفس شيء يهدى الانسان ان كونه يهدي لاقاربه ومعارفه يعني هدايا مالية طيبة مثل ماء زمزم او يعني اه مصحف او كتاب علم او ما الى ذلك انما هو مفيد هذه هدايا طيبة. ولكن كونه ايضا - 00:43:37ضَ
ليستفيد يعني علما بحضوره مجالس العلم ثم يرجع الى بلده ويفيد الناس هذا الهدايا وانفس الهدايا وقد ثبت في صحيح البخاري عن كعب ابن عجرة رضي الله عنه انه ان عبد الرحمن ابن ابي لهب - 00:43:56ضَ
اذا قال لقيني كامل ابن عجرة عبد الرحمن ابن ابي ليلة من التابعين عجرة من اصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام فقال كعب لعب لعبدالرحمن الا اهدي لك هدية الا اهدي لك هدية؟ سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:44:16ضَ
عرظ عليه ان يهدي الهدية ونص على انه سمعها فعرف فعرف بهذا ان الهدية هدية علم ما هي هدية مال لان قولي سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم دل على انها هدية علم وهدية هدى وهدية وهدية دلالة على الخير وارشاد الى الصراط المستقيم - 00:44:33ضَ
الا اهدي لك هدية وكان من وراء ذلك كعب رضي الله عنه يريد من وراء ذلك ان عبدالرحمن يتهيأ ويستعد ويشرئب يشد نفسه الى سماع ما يلقى عليه حتى يستوعبه وحتى لا يفوت منه شيء - 00:44:51ضَ
وهذا من كمال من كمال نصح الصحابة رضي الله عنهم وارضاهم وحرصهم على تبليغ العلم وسلوك الوسائل التي تمكن السامع من اخذه واستيعابه لانه مهد بهذا التمثيل الا اهدي لك هدية سمعت بها من رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:45:14ضَ
لا شك ان الذي يسمع هذا الكلام يعني يتهيأ ويستعد ويتشوف ويتشوق الى ان يأخذ هذا يسمع هذا الكلام ويستوعبه ولا يفوت منه شيء قال قلت بلى فاهدها الي ثم انه بين الهدية قال خرج علينا رسول الله هذه الهدية خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا يا رسول الله قد علمنا كيف نسلم عليك فكيف - 00:45:33ضَ
عليك قال قولوا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال - 00:46:03ضَ
انك حميد مجيد انتهت الهدية هذه هي الهدية فهذه الهدايا النفيسة التي آآ يحرص عليها ويفرح بها لانها هدايا تفيد في الدار الاخرة لان هدايا المال تفيد في الدنيا وهي طيبة - 00:46:13ضَ
ولكن الهدايا التي تفيد في الاخرة اهم وانفس. ولهذا يقول الله عز وجل وتزوجوا فان خير التقوى. يعني الناس عندما يريدون الحج يتزوجون لسفرهم بان يأخذوا ما ما يحتاجون اليه من النقود - 00:46:30ضَ
الذي به ياكلون ويشربون ويركبون. ثم قال فان فان خير الجاد التقوى ارشد الى زاد الاخرة وهو تزوج للاخرة بالاعمال الصالحة. فكما ان السفر في الدنيا يحتاج الى زاد فسفر الاخرة يحتاج الى زاد. وزاد - 00:46:44ضَ
هي المتاع والنقود وزاد الاخرة تقوى الله والاعمال الصالحة وتزودوا فان خير الزاد التقوى. اذا هذه هي الهدايا النفيسة وهذه الهدايا الثمينة والانسان يمكن ان يكون قد اعتاد امرا محرما - 00:47:05ضَ
لانه ما يعرف حكمه في الشرع مثال ذلك ما ابتلي به كثير من الناس من مصافحة النساء الاجنبيات هذي حرام لا يجوز الرسول صلى الله عليه وسلم جاء عنه انه كان عندما يبايع اصحابه كان يبايع الرجال بان يده بايديهم - 00:47:21ضَ
واما النساء لا يبايعهن بالايدي وانما يبايعهن بالكلام. فتأتي المرأة وتقول يا رسول الله ابايعك على كذا وكذا يقول عليه الصلاة والسلام قد بايعناك كلاما لا مصافحة ولا مست يده صلى الله عليه وسلم يد امرأة لا تحل له عليه الصلاة والسلام. وقد جاء ايضا التحذير والوعيد الشديد في من يمس امرأة ليس - 00:47:43ضَ
يعني ليست من محارمه فالانسان عندما يسمع يعني شيء من الفوائد ثم يرجع وعلى العادة تأتي المرأة وتمد وهيديها تقول لا انا حصل لنا شيء جديد علمنا وحججنا وفقنا الله عز وجل للحج واكتسبنا علما وعلمنا بان الرسول صلى الله عليه وسلم نهى - 00:48:08ضَ
عن مصافحة النساء وعن ان الرجل يعني تمسه يده تمس يد امرأة لا تحل له. فنحن من الان فانا من الان لا افعل في المستقبل ما تمد المرأة يدها اليك مرة اخرى - 00:48:28ضَ
الذي تعودت منك انها تمد يدها وانت تمد يدك في المستقبل لا تمد يدها اليك. وانما يكفي ان تقول السلام عليك يا فلان ويقول وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته دون ان ان يشد على يدها وتشد على يده - 00:48:42ضَ
او دون ان يقبض يدها او تقبض يده. الحاصل ان هذه هي الهداية الثمينة النفيسة التي يحرص الانسان عليها ولا بأس ان يهدي ما هو نافع وما هو مفيد من امور الدنيا - 00:48:56ضَ
كماء زمزم او كمصاحف او كتب علم او قماش او ما الى ذلك من الاشياء المفيدة النافعة فهذه جملة من اداب هذه المدينة وسكن هذه المدينة وكذلك الوافدين على هذه المدينة. ونسأل الله عز وجل ان يوفقنا جميعا لما فيه رضاه - 00:49:09ضَ
وان يجعلنا من يستمعوا القول فيتبعوا احسنه انه سبحانه وتعالى جواز كريم. وصلى الله وسلم وبارك على نبيه ورسوله نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. وهذا الكتاب الذي نقرأ به - 00:49:30ضَ
هو موجود يوزع بالمجان في اطراف الحرم في مواقع ثمانية آآ فيها دعاة يعني يبينون وللزائرين يعني ما يسألون عنه في امور دينهم. وعندهم هذا الكتاب يوزع فيمكن كل انسان ان ان يظفر به وان - 00:49:42ضَ
عليه جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم ونفعنا الله بما قلته - 00:50:02ضَ