التعليق على رياض الصالحين

المجلس 39 في التعليق على رياض الصالحين |باب اليقين والتوكل1|أ.د.عمر المقبل|

عمر المقبل

يجوز للانسان ان يتعجل في اليوم وهذا الحديث الذي ذكره المصنف رحمه ومنها ايضا خاتمة الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله. وعلى اله واصحابه ومن والاه - 00:00:00ضَ

اما بعد فتوقف الحديث بنا في الدرس الماضي عند باب اليقين او باب في اليقين والتوكل. وان كنا علقنا على حديث آآ سهوا آآ في باب مضى والسبب اختلاف النسخة التي بين يدي لكن لا بأس كان التعليق - 00:00:24ضَ

وعلى ذاك الحديث آآ تعليقا مكررا في درس سابق ولكن آآ ان شاء الله تعالى في التكرار فائدة. لكن لا احب يعني ان نعيد الا آآ لضرورة والاصل ان نستمر في التعليق على احاديث هذا الكتاب المبارك - 00:00:44ضَ

الصالحين حسب ما جرت به العادة. اليوم آآ معنا هذا الباب وهو باب في اليقين والتوكل وكعادة المصنف رحمه الله يصدر هذا الباب بجملة من الايات الكريمة والاحاديث ثم بعد ذلك بالاحاديث وهذا غالب ابواب هذا الكتاب المبارك. واليقين والتوكل كلاهما عبادتان - 00:01:04ضَ

من اعظم العبادات القلبية بل هذه هاتان العبادتان من اعظم من اعظم العبادات التي تميزت بها الرسل عليهم الصلاة والسلام في مواجهة الشدائد والمكائد التي يكيدهم بها اعداؤهم فمثلا موسى عليه الصلاة والسلام لما خرج من مصر متجها الى ارض المقدس لما وقف - 00:01:32ضَ

على حافة البحر وشفيره قال اصحاب موسى انا لمدركون. فبما اجاب موسى عليه الصلاة والسلام قال كلا هذا اليقين. هذا اليقين. قال كلا لم؟ ان معي. هذه جملة تعليلية يعني - 00:02:02ضَ

ان معي ربي فلا يمكن ان يدركني عدوي. وقد وعدني بالنصر والنجاة. ان معي ربي سيهدين وبالفعل تم الامر استدرج ال فرعون وانجى الله تعالى موسى وقومه. وازلفنا ثم الاخرين - 00:02:20ضَ

وانجينا موسى ومن معه اجمعين. ثم اغرقنا بعد الباقين ان في ذلك لاية. وما كان اكثرهم مؤمنين. واما التوكل والايات في هذا كثيرة قصة إبراهيم عليه الصلاة والسلام لما القي في النار كما في اثر ابن عباس في البخاري قيل لما القي في النار - 00:02:40ضَ

لم يزد على ان قال حسبنا الله ونعم الوكيل. هذا في التوكل ايضا. وهو ايضا في اليقين لانه لم يقلها لم يقلها الا وهو موقن باثرها. وعظيم اه بركتها. والله عز وجل ذكر عن جملة من الرسل. بل جملة - 00:03:00ضَ

عموما وقال الذين كفروا لرسلهم لنخرجنكم من ارضنا او لتعودن في ملتنا. فاوحى الي ربهم لنهلكن الظالمين ولنسكننكم الارض من بعدهم الى اخر الايات. هذه الاية جاءت بعد قول الله عز وجل وعلى الله - 00:03:18ضَ

فليتوكل المؤمنون وما لنا الا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما اذيتمونا وعلى الله فليتوكل اذا اليقين هذا الذي ينزل في قلب العبد يجعله في غاية في غاية الطمأنينة - 00:03:38ضَ

وفي غاية الراحة وفي غاية ايضا الانس والبعد عن القلق والهم انظر مثلا الى ذاك الفقير الذي ضاقت عليه السبل وقدر عليه رزقه ضيق عليه رزقه لكنه يعيش عبادة بان كل شيء قد فرغ منه في شأن الرزق. موقن بهذا وموقن بانه لن - 00:03:58ضَ

خذ اكثر مما كتب له. وبانه لو ركض ركظا من اجل ان يحصل على لقمة عيش لم تكتب له فانه لن يحصل عليها. لن يحصل عليها. وان كتب له شيء والله لو تحامى اهل الارض كلهم على ان يمنعوه لن يستطيعوا ان يمنعوه منها. هذا اليقين هو الذي - 00:04:28ضَ

يجعل الانسان يعيش حياة الرضا. ولذلك تجد انسان من هؤلاء الفقراء من هؤلاء الذين يعبر عنهم بالبسطاء تجده في حالة من السرور وقرة العين ما لا تجده عند بعض الاغنياء - 00:04:55ضَ

وفضلا عن بعض الاثرياء تجد بعض الاغنياء والاثرياء لانه غير راض وغير موقن او قنوع وغير متوكل على الله عز وجل تجد قلبه معلق بالاسهم معلق بالبورصة العالمية معلق ليس بالله عز وجل - 00:05:11ضَ

تجده يعيش قلق وهم وهم عظيم. بينما الذي رزق هذه العبادات يعيش حياة اخرى وهذا يفسر لك قيمة وثمرة الايمان. وان السعادة الحقة هي بقدر ما يمتلئ قلبك من هذا الايمان - 00:05:29ضَ

ومن الشجرة التي تثمر هذه الاعمال القلبية. فالايمان اصله ثابت في قلب المؤمن وفرعه في السماء. يؤتي اكله كل حين باذن ربه. والاكل هنا يأتي بعبادات كثيرة الاخلاص اليقين التوكل الرضا الخشوع. آآ وغير ذلك من - 00:05:48ضَ

عبادات التي يظهر اثرها متى ايها الاخوة ليس في الرخاء. ففي الرخاء كل الناس تقريبا يتساوون. لكن يظهر اثرها في الشدائد. يظهر اثرها في الشدائد. قيل لانسان ان السعر ان الاسعار قد ارتفعت. وان رغيف الخبز اصبح بكذا وكذا. ارتفع سعره. فقال ما علقت - 00:06:08ضَ

قلبي يوما برغيف خبز ولا بسعر يرتفع او ينزل. انما علقت قلبي بالرزاق. جل وعلا. ولما ارادت امرأة ان تودع زوجها وهو يريد ان يغترب في طلب الرزق عوتبت هذه المرأة كيف تجعل زوجها هذا الشاب يتغرب وهي حديثة عهد بعرس - 00:06:38ضَ

من يقوم على شأنك ومن ومن؟ قالت اني لم اتزوج هذا الرجل لانه رزاق لا انما تزوجته لانه يجلب الرزق. فقط فما عهدت زوجي رزاقا. انما الرزاق الله ولما مات احد الاباء جاء احد المعزين يعزي امه بعد ان ترك اربعة اطفال - 00:07:02ضَ

فقال لها يا ام فلان لا تقلقي على رزقي اولاد فلان. فانه لم يكن رزاقا يوما من الدهر. انما كان كان جالبا للرزق الذي كتب لهم على يده. والا فهم بقوا ومات. مات هذا الذي يجلب الرزق - 00:07:30ضَ

لكن الرزاق حي لا يموت. فلا تقلقي عليهم لان لهم رزقا لم يأكلوه بعد وسيأكلون بيد ابيهم او بيد غير ابيهم. فلا تقلقي. ووالله يا اخوة اعرف هذه الحال والله ان هؤلاء لما مات ابوهم اتسع رزقهم اكثر مما كان ابوهم حيا - 00:07:50ضَ

والله اذا هذه المعاني ايها الاخوة والاخوات هذه العبادات القلبية متى ما سكنت القلب اطمئن ان وعاش الرضا وعاش اليقين وعاش حالة الاطمئنان. وبهذا تدرك شيئا من قوله عليه الصلاة والسلام في حديث العباس ابن عبد المطلب عند الامام مسلم في صحيحه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال ذاق طعم الايمان - 00:08:17ضَ

شف الايمان له طعم. لكن من يذوقه ذاق طعم الايمان. من من رضي بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا متى تذوق لذة الرضا عن الله؟ اذا ايقنت ان ما يقضيه الله لك خير مما تقضيه لنفسك. واذا - 00:08:47ضَ

ايقنت ان ما يزوى عنك من الدنيا ويحجب عنك من الدنيا خير لك مما يبسط فيها. لان الله لا يقضي لك وانت عبده المؤمن قضاء الا كان لك خير. ولهذا كان بعض السلف يقول - 00:09:11ضَ

ان الله ليرحم العبد اي المسلم يرحم العبد بزاوية الدنيا عنه كما يزوي احدكم او يمنع احدكم طفله من الجمرة التي تؤذيه لكن هذه منزلة لا يوفق لها كل احد. انما يوفق لها - 00:09:28ضَ

الموفقون ومن فعلا عرف هذه الحقائق القرآنية التي كررها الله سبحانه وتعالى في عدة مواضع من كتابه وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون. وفي - 00:09:50ضَ

سياق الحديث عن كراهية بعض الازواج للامساك بزوجاتهم لان بينهم اولاد وبينهم عشرة يقال عيش وملح فلا يريد ان يفارقها. لكنه يبقيها وهو ليس بذاك المرتاح. قال الله فعسى ان تكرهوا شيئا - 00:10:10ضَ

ويجعل الله فيه خيرا كثيرا. قال بعض السلف لعله يكره ابقاءها في عصمته فيرزقهم الله ولدا يكون صالحا نافعا لهم في الدنيا وفي الاخرة. هذا موجود واعرف انا حالاتي ايها الاخوة يعني وصل الامر فيها الى رغبة - 00:10:30ضَ

الزوج بالفراق. فجاء المصلحون ليصلحوا بين الزوجين. فرجع الزوج الى زوجه على شيء من الكره يقول لي الذي يحدثني بهذه القصة انا الذي دخلت في هذا الصلح. والله لقد رزق هذان الابوان باولاد - 00:10:50ضَ

صالحين وواحد منهم يعد في مصاف العلماء. اي والله. وهذا شيء كثير ومعروف. اذا هذه الحال ايها الاخوة هذه الحال حال الرضا حال اليقين آآ عبادة التوكل وهي صدق اللجا - 00:11:10ضَ

والتفويض للامر كله لله عز وجل. هذه اذا سكنت القلب فقد استجلب انواع الراحة. واذا غادرت القلب والله ليكونن من اشقى الناس ولو عاش في اكبر وافخم القصور واذا سكنت القلب عاش في حالة من الطمأنينة السرور والسعادة ولو كان يسكن في بيت متواضع جدا - 00:11:30ضَ

وبهذا يعني يمكن يعني اليقين لو اراد انسان ان يعبر عنه لم يعبر عنه بشيء اعظم مما اه اشرنا اليه في مواقف هؤلاء الاخيار من انبياء الله والرسل عليهم الصلاة والسلام. والله تعالى جعل اليقين ال - 00:11:56ضَ

شرطا من شروط الامامة في الدين. قال الله عز وجل وجعلنا منهم ائمة يهدون بامرنا لما صبروا وكانوا باياتنا يوقنون. وهذا المعنى يحتاجه كل مسلم والداعية الى الله وطالب العلم بشكل اخص - 00:12:16ضَ

لانه سيمر به في حياته مواقف يعني تبعث على اليأس. مثل ما يوجد اليوم في واقع المسلمين لو نظر الانسان اليها نظرا مجردا لاصيب بالاحباط ونتوقف ولقال ما فائدة درس اقوله الان واخواننا في حلب يمطرون ببراميل ويدمرون - 00:12:36ضَ

وما فائدة مثل هذا؟ الدرس وانا اعلم ان اناسا يموتون بالملايين من اخواننا المسلمين جوعا ويعيشون تحت نار الفقر. وماذا وماذا؟ لكنني ايضا ادفع هذا واقيم الدرس واحضر الدرس واستمع له - 00:13:00ضَ

هنا او في غيره وانا احمل قلبا يخفق بالدعاء والحب لهؤلاء وباليقين بان هذه الشدة لن تدوم ستنفرد لكن توقيتها ليس عندي. عند الله عز وجل. وعلي ان اسعى في اصلاح الحال بقدر ما استطيع. وان اعلم ان - 00:13:20ضَ

التكالب الذي سلط علينا من قبل اعدائنا نحن جزء من سببه. يجب ان ان نعترف بهذا حتى اذا رجعنا الى الله سبحانه وتعالى وتبنا اليه انفرجت هذه العلل وهذه المشاكل. فالله تعالى لما وقعت قصة احد قال لما تساءل الصحابة انى هذا؟ يعني - 00:13:40ضَ

منين جتني المصيبة؟ ما الذي حصل؟ قال الله عز وجل قل هو من عند انفسكم. ترى المخاطب بهذا الجيش يا اخوان فيه ابو بكر وعمر وعثمان علي وبقية الصحابة الكرام. فهل نظن اننا نحن بمعزل عن سنن الله عز وجل؟ لا والله. فمتى ما عادت الامة الى امر ربها - 00:14:00ضَ

اعاد الله لها مجدها. واذا تولت وليت او تولاها ارادل الامم. اليوم اليهود كما قال الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله لو بصق عليهم المسلمون كم عدد من ينتسب الاسلام؟ اكثر من مليار صح - 00:14:20ضَ

يقول الشيخ علي رحمه الله لو بصق المسلمون على هؤلاء اليهود لاغرقوهم من بساقهم لكنه الذل ولو رموهم بالنعال لاغرقوها دفنوهم لكنه الذل ان يتحكم في المسلمين حفنة ملايين. اقل من سكان يمكن القاهرة ما فيها كلام لكن يمكن انهم - 00:14:39ضَ

من سكان الرياظ اليوم قرابة ستة مليون ومع ذلك جثموا على صدور الامة لانها تفرقت وتشتت. اعود واقول يستحضر يحتاج المسلم ويضطر الى ان يستحظر هذه العبادة اليقين بان دين الله منصور. هذا من اعظم ما يجب ان يستحضره الانسان - 00:15:02ضَ

وكما قال ابن القيم والدين ممتحن ومنصور فلا تعجب فهذه سنة الرحمن. لكن الله تعالى يدين الناس ويقلب الأيام ليعرف الناس متى ينتصرون ومتى يخذلون. فمن اليقين الذي نحتاجه اننا نوقن بان نصر الله ات. وبان الدين منصور لكن هل نحن سنكون سببا في نصره ام لا - 00:15:22ضَ

ومن الامور التي نحتاج فيها هنا ان نتوكل على الله عز وجل حق التوكل ونفعل ما بوسعنا من الاسباب. فاذا فعلنا ما بوسعنا من الاسباب ولجأنا الى الله حقا وفوضنا الامر اليه لا الى امم تتحكم بنا ومجالس امن - 00:15:48ضَ

مجالس خوف ومجالس تعدي على حقوق المسلمين لا تعرف الا في تحقيق مصالح هذه الرؤوس الكبار التي تحكمت في عالم اليوم. اذا صدقنا في اللجأ الى الله نصرنا الله ولو كنا قلة. ولقد نصركم الله ببدر وانتم - 00:16:08ضَ

ادلة وانتم اذلة ضعاف مساكين ما كنتم تخططون للحرب ومع ذلك نصركم الله. هي القضية ايها الاخوة يقين توكل وصدق في اللجأ الى الله عز وجل وتعلق به سبحانه وتعالى. ما عن فعل ما امكن من الاسباب. غدا آآ في الاسبوع القادم - 00:16:27ضَ

باذن الله تعالى نعلق على ما تيسر من الايات الكريمة التي صدر المؤلف رحمه الله تعالى بها هذا الباب العظيم باب اليقين والتوكل نتوقف عند هذا الحد وبالله التوفيق وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:16:47ضَ