السيرة - الدورة (2) المستوى (4)

المحاضرة 13 - السيرة - الدورة (2) المستوى (4) - د. حمزة بن ذاكر الزبيدي - برنامج أكاديمية زاد

حمزة بن ذاكر الزبيدي

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد والسيرة العلياء عاطرة الشداد. طيب يفوح لاهل كل زمان بشرى لنا زاد لك - 00:00:00ضَ

بالعلم كالازهار في البستان ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه. ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا. من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. وان نبينا محمدا عبده ورسوله. صلى الله عليه واله - 00:00:40ضَ

وصحبه وسلم. اما بعد ايها الاخوة والاخوات حياكم الله طلبة العلم اه في برنامج اكاديمية زاد في دورته الثانية وفي هذا المستوى الرابع. من مقرر السيرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة واتم التسليم - 00:01:10ضَ

نتدارس فيه شيئا من احوال رسول الله صلى الله عليه وسلم فرحه وحزنه وضحكه وبكائه العديد من الاحوال التي تقلب فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم في واقع بشريته بابيه وامه صلى الله عليه واله وسلم - 00:01:27ضَ

وكنا قد تحدثنا في الدرس السابق عن شيء من احواله صلى الله عليه وسلم وبكائه وان احوال البكاء التي كانت تمر به صلى الله عليه وسلم متعددة متنوعة ومن ذلك ما اشرنا في اللقاء السابق - 00:01:47ضَ

بكاءه صلى الله عليه وسلم لفقد ابراهيم وهذا حزن وفقد طبيعي اه بشري آآ ولكن لا يقول الانسان كما اخبر الا ما يرضي ربه سبحانه وتعالى ان العين لتدمع شيء طبيعي - 00:02:03ضَ

وان القلب ليحزن. هذا شيء طبيعي. ولا نقول الا ما يرضي ربنا. وهذا الذي ينبغي ان يكون عليه المسلم ويفترق به بينه وبين من يعني يخرج عن دائرة ما اه اباح الله له سبحانه وتعالى - 00:02:21ضَ

وكذلك تعرضنا الى بكائه صلى الله عليه وسلم في الصلاة وهو يناجي ربه معظما له سبحانه وتعالى من الاحوال التي كان يبكي فيها النبي صلى الله عليه وسلم بكاؤه عليه الصلاة والسلام عند سماع القرآن ولو كان في غير صلاة - 00:02:38ضَ

ولو كان غير صلاة وكان النبي صلى الله عليه وسلم ايضا يحب ان يسمع القرآن من غيره ومن ذلك ان عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم اقرأ علي - 00:02:57ضَ

عبد الله بن مسعود عالم من كبار علماء الصحابة فقيه مفسر محدث امام جليل من سادات والطبقة الكبرى في العلماء علماء الصحابة رضي الله تعالى عنهم وله فقه عظيم وكان من اعلم الناس بالتفسير ايضا. وبكتاب الله عز وجل وتلقى القرآن من في رسول الله صلى الله عليه واله وسلم - 00:03:20ضَ

وكان يعرف مواقعه اماكن التنزيل زمن التنزيل واسباب التنزيل وهذي من موارد فقه العالم العالم بالوحي فكان من اعلم الصحابة رضي الله تعالى عنهم فقها تفسيرا وحديثا وايضا حالا وصلاحا. وكان اشبه الناس برسول الله صلى الله عليه واله وسلم - 00:03:50ضَ

وكان يقول لي قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم اقرأ علي قال مستغربا رضي الله تعالى عنه يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل يعني القرآن انزله الله تعالى عليك - 00:04:17ضَ

واسمعك الله اياه عن طريق جبريل عليه السلام اقرأ انا عليك انا العبد الفقير المسكين الذي تلقى منك وتعلم منك وسمعه منك وحفظه منك اقرأ عليك وعليك انزل قال اقرأ علي - 00:04:35ضَ

فاني احب ان اسمعه من غيري اقرأ علي فقرأ ابن مسعود رضي الله تعالى عنه من سورة النساء حتى اتى على قوله تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد - 00:04:55ضَ

وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم الارض ولا يكتمون الله حديثا قال حسبك يعني قف قال فانا نظرت اليه فاذا عيناه تذرفان - 00:05:14ضَ

تتدفقان وتسيلان بالدموع وكأنه صلى الله عليه وسلم كان يبكي بلا صوت كانت الدموع تجري من عينيه على خديه صلى الله عليه وسلم وما ذلك الا نتيجة لتأثر هذا القلب بالقرآن - 00:05:37ضَ

ففاضت العيون بالدموع خشية لله عز وجل. وتعظيما لامر الله سبحانه وتعالى وهذا فيه فوائد. اولا ان هذا موطن من المواطن وحال من الاحوال التي بكى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:05:58ضَ

وهي عند سماع تلاوة القرآن الكريم ولو في غير صلاة وايضا طلب الانسان وتحريه لسماع كتاب الله عز وجل وهذا والله فيه فائدة ايمانية وفائدة تربوية لايقاع الخشية في قلوبنا والخوف وترقيق هذه القلوب والارتقاء بها والسمو الايماني - 00:06:14ضَ

ان نسمع كلام الله عز وجل فيه الدواء وفيه الشفاء وفيه الهدى وفيه النور وفيه الرحمة وقل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون لن تجد ابلغ ولا اعظم تأثيرا - 00:06:43ضَ

واصلاحا لهذه القلوب من كتاب الله عز وجل علام الغيوب فيتحرى الانسان يجعل من ضمن برنامجه البناء لنفسه ان يكون له ورد من القرآن يسمعه ويتخير من القراء المجيدين تلاوة - 00:07:05ضَ

وايضا اصحاب الاصوات الطيبة الجميلة المؤثرة قد يكون انسان صوته جميلا لكنه ربما لا يحدث تأثيرا في القلب. وقد تسمع لانسان قد يكون صوته اقل جمالا ونداوة لكن اذا سمعت - 00:07:31ضَ

القرآن منه تشعر في سكينة ويرق القلب سماع الكتاب العزيز ويتأثر بالايات العظيمة. فيحرص الانسان كل ادرى بقلبه وكل ادرى بنفسه وبما يؤثر فيه فيجتمع ويتخير من القراء المجيدين ما يجعله وردا - 00:07:52ضَ

يستمر ما شاء الله ان يستمر عشر دقائق ربع ساعة ثلث ساعة نصف ساعة ما شاء الله له بحسب وقته ما تهيأ له ويسمع بحضور قلب وارادة الانتفاع بما يسمع - 00:08:16ضَ

والقرآن مؤثر عظيم ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى انه اذا اردت الانتفاع بالقرآن هناك اربعة شروط وذكر قال في قول الله عز وجل وهذه ذكرها في كتابه الفوائد تعليق ابن القيم رحمه الله تعالى على قول الله عز وجل ان في ذلك لذكرى - 00:08:37ضَ

لمن كان له قلب او القى السمع وهو شهيد ان في ذلك لذكرى لذلك اي في القرآن العظيم اذا هذا المؤثر لمن كان له قلب هذا المحل القابل للتأثير ان في ذلك لذكرى لمن كان له قلب او القى السمع - 00:09:02ضَ

وهنا الاصغاء الاصغاء وهو شهيد حضور القلب وعدم انشغاله انتفاء المانع اذا هذه اربعة امور لحدوث اثر القرآن الكريم في القلب وسنأتي لمزيد تفصيل لها بعد الفاصل الفقيه المجتهد صاحب الرأي والحجة والبيان. احد ائمة المذاهب الاربعة الفقهية ابو حنيفة النعمان ابن ثابت - 00:09:27ضَ

الكوفي اصوله من فارس ولد سنة ثمانين للهجرة. ورأى انس بن مالك رضي الله عنه نشأ بالكوفة كان يبيع الحرير وقد طلب العلم منذ صغره حتى نبغ وعلى ذكره فانقطع للتدريس والافتاء. وكان من شيوخه الذي - 00:10:10ضَ

لنتلقى العلم عنهم حماد بن ابي سليمان وعطاء بن ابي رباح والشعبي والاعرج وقتادة والزهري وغيرهم اما تلاميذ ابي حنيفة فكثيرون اشهرهم القاضي ابو يوسف ومحمد بن الحسن الشيباني وزفر بن الهذيل - 00:10:30ضَ

والحسن بن زياد اللؤلؤي ومنهم كذلك ولده حماد وعبد الرزاق بن همام ووكيع بن الجراح. وكان رحمه الله قوي الحجة ثاقب الذهن. من احسن الناس منطقا. وقد شهد له العلماء بالفقه والامامة. قال الامام ما لك - 00:10:50ضَ

لو حدثك ابو حنيفة عن السارية انها من ذهب لقام بحجته. وقال الامام الشافعي الناس في الفقه عيال على ابي حنيفة وقال ابو نعيم كان ابو حنيفة صاحب غوص في المسائل. وقال الذهبي الامامة في الفقه ودقائق - 00:11:10ضَ

حقائقه مسلمة الى هذا الامام. وهذا امر لا شك فيه. وقد جمع الى علمه وفقهه الورع والعبادة. قال عنه تلميذه ابو يوسف كان شديد الذب عن المحارم. شديد الورع. لا ينافس اهل الدنيا فيما بين ايديهم. طويل - 00:11:30ضَ

دائم الفكر. وقال ابو عاصم النبيل كان ابو حنيفة يسمى الوتد لكثرة صلاته. وقال مكي بن وابراهيم جالست الكوفيين فما رأيت اورع من ابي حنيفة. وقال عبدالله بن المبارك ما سمعت ابا حنيفة يقول - 00:11:50ضَ

اغتابوا عدوا له قط. واراده ابن هبيرة امير العراقين على القضاء فامتنع ورعى. ثم اراده بعد ذلك ابوه جعفر المنصور على القضاء فامتنع ايضا الى ان توفي وله سبعون عاما. كانت وفاته رحمه الله ببغداد - 00:12:10ضَ

سنة مائة وخمسين للهجرة. وهي السنة التي ولد فيها الامام الشافعي رحمه الله. من اقواله رحمه الله تعالى انما ادركت العلم بالحمد والشكر. فكلما فهمت ووقفت على فقه وحكمة قلت الحمد لله تعالى. فازداد - 00:12:30ضَ

حلمي الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه. وبعد اه قد ذكرنا ان من الاحوال التي كان فيها بكاء النبي صلى الله عليه وسلم عند سماعه للقرآن من غيره - 00:12:50ضَ

وذكرنا موقف عبد الله بن مسعود وتلاوته لسورة النساء على رسول الله وكيف انه بكى ورأوا ان عبد الله بن مسعود وان عيناه تذرفان وهذا في باب التأثر بالقرآن عند سماعه - 00:13:21ضَ

القرآن مؤثر القرآن مؤثر فاذا هذا الشرط الاول الركن الاول للانتفاع بالقرآن وجود المؤثر واداء القرآن هذا القرآن الذي بين ايدينا ولله الحمد والمنة وهذه من نعمة الله على اهل الاسلام وعلى هذه الامة - 00:13:38ضَ

ان هذا القرآن الذي بين ايدينا هو نفسه القرآن الذي انزله الله تعالى على جبريل الذي انزله وبلغه لرسول الله صلى الله عليه وسلم والذي تلاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على اصحابه والذي تناقله الصحابة - 00:13:55ضَ

والامة جيلا بعد جيل الى ان وصلنا محفوظ في السطور ومحفوظ في الصدور تحقيقا لقول الله عز وجل انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون بخلاف الامم الاخرى التي فقدت كتابها وحرفت كتابها وضاعت - 00:14:09ضَ

وتاهت وظلت وانحرفت فاكرمنا الله في هذه الامة بان حفظ لنا هذا الكتاب العزيز المهيمن على بقية الكتب والاديان هذا المؤثر موجود. القرآن موجود يبقى الركن الثاني وهو المحل القابل للاثر فليس كل محل قابل. هذا القلب ان لمن كان له قلب. طب الناس كلها عندها قلوب - 00:14:31ضَ

طب ليش ما يحدث التأثر؟ لا المقصود هنا القلب الحي القلب القابل ليست كل الاراضي قابلة للزراعة هناك الاراضي الصخرية هناك السباخ هناك السهول. هناك الاودية هناك الاماكن المالحة هناك وهناك وهناك - 00:14:58ضَ

ليس كل ارض قابلة للزراعة والاستصلاح الزراعي هذا القلب مثل الارض. هل هو قابل هذا المكان غير قابل. فالمقصود به القلب الحي هذا القلب يحتاج الى تطهير هذا القلب يحتاج الى تنقية - 00:15:19ضَ

يحتاج الى علاج من الامراض هذا الكوب فيه سائل ربما يكون شاي ربما يكون عصيرا ربما يكون قهوة هذا الاناء مثل القلب وما يوضع فيه فاذا اردنا ان نخرج ما فيه - 00:15:41ضَ

فعلينا ان نسق تريد ان يكون هنا عصير اذا تخرج ما فيه من الشاي ثم تغسله ثم تضع هذا العصير ما يمكن يكون مخلوطا لا ما ينتفع لو لو وضعته عليه مباشرة - 00:16:07ضَ

افراغ وتخلية هذا القلب من هذا الذي يشغله وادخال الشيء الذي نريده قلب ممتلئ بالامراض وبالجراثيم وبالشبهات وبالشهوات كيف سيحل القرآن هنا يخرج ما فيه من الفساد والمرض ثم يحل هذا الشيء النافع - 00:16:22ضَ

تخرج هذا الصديد وهذا القيح وهذي الجراثيم ثم تضع ذلك العسل الطيب وايضا هذه صورة. الصورة الثانية المكاثرة قد يكون هنا شاي اريد ان يكون هنا ماء فتضع عليه الماء - 00:16:46ضَ

ويبدأ حتى يفيض يبدأ في يقل تركيز المادة الثانية للشاي يقل تركيزها شيئا فشيئا وتزيد من هذا الماء وتزيد هذا الماء هذا بالاضافة هذي صورة التغيير بالاظافة يضيف ويكاثر ويكاثر ويكاثر حتى يتغير تركيبة هذا السائل - 00:17:06ضَ

يصبح ماء هذه صورة ثاني في عملية تنقية هذا القلب ليكون حيا وقابلا للقرآن العظيم والتأثر به حب الكتاب وحب الحان الغنى في قلب عبد ليس يجتمعان فلا بد من افراغ هذا القلب من المادة الفاسدة لتحل فيه المادة الصالحة ويحصل التأثر - 00:17:28ضَ

يقفان في الصف ويستمعان في صف واحد. وبجوار بعض وخلف امام واحد والصوت واحد والايات واحدة وذلك قلبه يجل ويخاف وعيناه تدمعان ولصدره ازيز كازي والاخر يهيم قلبه في اودية الدنيا او ربما لا يقع في قلبه شيء - 00:17:54ضَ

اذا هذا الركن الثاني المؤثر الاول وجود المؤثر هو القرآن موجود المحل الثاني المحل القابل للاثر وهو القلب الحي والثالث الاصغاء اقبال اصغاء الاذن واصغاء القلب والاقبال على هذا الكتاب العظيم - 00:18:20ضَ

ثم انتفاء الموانع مشتتات الابتعاد عن الموانع التي تمنع الانسان من التأثر من هذا القرآن بهذا القرآن اجتمعت حصل ذلك التأثر يتأثر القلب واذا تأثر القلب انقادت له الجوارح لان القلب هو ملك الجوارح - 00:18:42ضَ

واذا صلح القلب صلح سائر الجسد. واذا فسد القلب فسد سائر الجسد لذلك في التوجيه التربوي والاصلاح التربوي نبدأ بالقلوب وبالعقول وبالافئدة اولا ليحصل التأثير السلوكيات الظاهرة من الاقوال والافعال والاعمال وما يفعله الانسان. هذه نتيجة ما سكن في القلب - 00:19:11ضَ

وما استقر في العقل من قناعات وافكار وعقائد وايمان فاذا انفعل القلب بهذا الخير اثر في الجوارح القرآن مؤثر وكفى به علاجا ودواء للقلوب اذا هذا هو حال من احوال النبي صلى الله عليه وسلم وتأثره وبكائه عليه الصلاة والسلام عند سماعه لكتاب الله عز وجل - 00:19:38ضَ

ايضا من الاحوال التي بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم بكى على القبر عند القبر عند دفن بعض اصحابه رضي الله عنهم اجمعين عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة - 00:20:12ضَ

فجلس على شفير القبر شفير القبر حافته وطرفه صلى الله عليه وسلم فبكى حتى بل الثرى الله موقف مؤثر النبي صلى الله عليه وسلم يدفن احد اصحابه ثم يقف على شفير ذلك القبر - 00:20:31ضَ

ثم تذرف عيونه بالدموع صلى الله عليه وسلم ويبكي بكاء ودموعا غزيرة حتى يبل الثرى تراب بدموعه الشريفة صلى الله عليه وسلم ثم يقول يا اخواني لمثل هذا فاعدوا يا اخواني - 00:20:50ضَ

لمثل هذا فاعدوا يا اخواني لمثل هذا فاعدوا اخرجه ابن ماجة وحسنه الالباني هذا الحديث العظيم في حال من احوال بكاء النبي صلى الله عليه وسلم عند القبر وحق والله - 00:21:12ضَ

ان من كان له قلب حي وشهد انسان يدفن ويخرج من هذه الحياة لينتقل الى دار هي البرزخ بين الدنيا وبين الاخرة مرحلة يستقر فيها ثم ينتقل الى الدار الاخرة وفي هذه المرحلة وفي هذه الدار - 00:21:29ضَ

البرزخ وفيها الاهوال العظيمة فيعظ النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه يبكي لهذا المنظر. والله لو كان لنا قلوب حية وشهد الانسان جنازة وشهد انسان يدفن والله لو كان قلبه حيا لذرف بالدموع - 00:21:53ضَ

ونتذكر المصير ولذلك وعظ النبي صلى الله عليه وسلم اصحابه قائلا اي اخواني لمثل هذا فاعدوا لمثل هذا الموقف اعد لمثل هذا القبر وهذا المسكن الذي ستسكنه اعد تجهز وهذا الاعداد سيكون في حال حياتك في حال صحتك في حال - 00:22:12ضَ

لبقائك وعيشك في هذه الدنيا اعد لمثل هذا اليوم بتوبة صالحة اعد لهذا اليوم بتوبة نصوح اعد لهذا المكان وهذا الموقف بعمل صالح ترجو ثوابه عند الله. اعد لهذا الموطن ولهذا الموقف بالتخلص من - 00:22:33ضَ

مبيعات حقوق الناس ارجاعها التحلل من كان له عند اخيه مظلمة فليتحلل منه اليوم قبل ان لا يكون درهم ولا دينار وانما هي الحسنات والسيئات تحلل اذا التخلص من التبعات المالية وتبعات الاعراض والخصومات - 00:22:52ضَ

التخلص من التبعات التي بين العبد وبين ربه سبحانه وتعالى بالتوبة النصوح والاقبال على الله. اي اخواني لمثل هذا فاعدوا. هذه حقيقة كلنا سيسكن هذا القبر. كلنا سينتقل من هذه الدنيا الى هذه الحفرة - 00:23:12ضَ

ووالله لن ينفعه بعد ذلك الا عمله الصالح اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث ويتبعه ثلاثة اهله وماله وعمله. فيرجع اهله وماله ويبقى عمله الذي عمله. اي اخواني - 00:23:28ضَ

لمثل هذا فاعدوا اي اخواني لمثل هذا فاعدوا فهذا كان احد الاحوال التي بكى فيها النبي صلى الله عليه واله وسلم لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم - 00:23:48ضَ

ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين الايمان بالرسل ركن من اركان الايمان وواجب اعتقادي من اعظم الواجبات فالرسل هم المبلغون عن الله رسالته. والمقيمون على الخلق حجته. فارسال الرسل من اعظم نعم الله على خلقه - 00:24:21ضَ

وخصوصا محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الانبياء وافضل المرسلين. والايمان بالرسل التصديق بان الله تعالى بعث في كل امة رسولا منهم يدعوهم الى عبادة الله والكفر بما يعبد من دونه - 00:24:59ضَ

الاعتقاد بانهم جميعا صادقون. قد بلغوا جميع ما ارسلهم الله به. فلم يكتموا ولم يغيروا. الايمان بان دعوتهم جميعا قد اتفقت على التوحيد. قال تعالى وما ارسلنا من قبلك من - 00:25:19ضَ

واما الشرائع والاحكام فانهم يختلفون فيها. لقوله تعالى الاعتقاد بان من كفر برسالة واحد منهم فقد كفر بالجميع. قال تعالى فجعلهم الله لجميع الرسل مع انه لم يكن رسول غيره. حين كذبوه. الايمان بان الله ايدهم بالمعجزات الباهرة - 00:25:39ضَ

والايات الظاهرات التصديق بما صح عنه من اخبارهم. الايمان بان خاتمهم هو نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي بعده. قال تعالى ما كان محمد ابا احد من رجالكم الاعتقاد بانهم يتفاضلون في المنازل عند الله - 00:26:29ضَ

وان افضلهم محمد صلى الله عليه وسلم. وللايمان بالرسل ثمرات جليلة. منها العلم رحمة الله تعالى وعنايته بخلقه. حيث ارسل اليهم اولئك الرسل الكرام للهداية والارشاد شكر الله تعالى على هذه النعمة الكبرى. محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليق بهم. لان - 00:27:02ضَ

انهم رسل الله تعالى وصفوة عبيده. العلم بقدرة الله تعالى واصطفائه لبعض خلقه وتفضيله بعضهم على بعض. التمسك بما جاءوا به. فهو الطريق الموصل الى سعادة الدنيا. والاخرة الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد - 00:27:31ضَ

وقد ذكرنا من احواله صلى الله عليه وسلم في بكائه انه بكى لفقد ابنه ابراهيم وكذلك انه آآ بكى صلى الله عليه وسلم في صلاته وكان لصدره ازيز كازيز المرجل وهو يناجي ربه - 00:28:12ضَ

وبكى وهو يستمع القرآن آآ الكريم من احد الصحابة وهو عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه وبكى صلى الله عليه وسلم ايضا عند القبر لما يعلم صلى الله عليه وسلم من الاهوال وما ينتظر العبد في هذا المقام مقام البرزخ وما بعده - 00:28:29ضَ

ففاضت عيناه صلى الله عليه وسلم بالدموع وهذا البكاء انما هو نتيجة العلم لو تعلمون ما اعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. ولخرجتم الى الصعدات تجأرون الى الله نتيجة العلم لذلك العلماء لما كان يتلى عليهم من القرآن يخرون للاذقان يبكون ويزيدهم خشوعا - 00:28:52ضَ

ايضا من الحالات والاحوال التي كان يبكي فيها النبي صلى الله عليه وسلم بكاؤه صلى الله عليه وسلم رحمة بامته وخوفا عليها كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيما شفيقا بهذه الامة سواء من عاصرهم من الصحابة ومن جاء بعدهم - 00:29:26ضَ

حتى لما كان يقول قد اشتقنا الى اخوان قالوا اولسنا اخوانك يا رسول الله؟ قال انتم اصحابي. وانما اخواني اناس يأتون من بعدنا يؤمنون بي ولم يروني. اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين - 00:29:45ضَ

فكان يبكي شفقة على هذه الامة. وكان يبكي حبا لهذه الامة. وكان يبكي رحمة بهذه الامة عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في ابراهيم وهو يقول عليه السلام ربي - 00:30:03ضَ

انهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فانه مني ومن عصاني فانك غفور رحيم وقال عيسى عليه السلام كما في سورة المائدة ان تعذبهم فانهم عبادك وان تغفر لهم فانك انت العزيز الحكيم - 00:30:23ضَ

فلما تلاها النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه الشريفتين ورفع اليدين من اسباب اجابة الدعاء فرفع يديه وقال اللهم امتي امتي. اللهم امتي امتي. وبكى صلى الله عليه وسلم - 00:30:46ضَ

وقال الله عز وجل يا جبريل اذهب الى محمد وربك اعلم فسله ما يبكيك فاتاه جبريل عليه السلام فسأله فاخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو اعلم فقال الله يا جبريل - 00:31:04ضَ

اذهب الى محمد فقل انا سنرضيك في امتك ولا نسوؤك. اخرجه مسلم وهذي فيها اول شي اشارة الى شفقة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته وخوفه على امته من عذاب الله تعالى - 00:31:19ضَ

امتي امتي امتي امتي بل انه من شفقته ورحمته بهذه الامة انه ادخر دعوته المستجابة شفاعة لامته يوم القيامة. كل نبي دعا بدعوته واستجاب الله تعالى له الا نبينا وحبيبنا صلى الله عليه واله وسلم - 00:31:37ضَ

فانه ادخر دعوته المستجابة شفاعة لامته يوم القيامة بابي هو وامي صلى الله عليه واله وسلم يتلو القرآن ويتفهمه ويتدبره ويتأثر ويدعو. اللهم امتي امتي. اللهم امتي امتي فتأتيه البشارة. من الله سبحانه وتعالى - 00:31:55ضَ

عن طريق رسوله جبريل عليه السلام ان يا محمد سنرضيك في امتك ولا نسوءك امرين الامر الاول ان النبي ان الله تعالى سيرضي نبيه صلى الله عليه وسلم في امته - 00:32:16ضَ

والثاني انه لن يسوءه في هذه الامة. وامة النبي صلى الله عليه وسلم هناك امة الدعوة وامة الاستجابة والمقصود بهذه الامة هي امة الاستجابة التي استجابت لله تعالى. واستجابت لرسوله صلى الله عليه وسلم. اما امة الدعوة فهي امة الثقلين - 00:32:31ضَ

من الجن والانس رحمة للعالمين للناس كافة هذه امة الدعوة التي دعاها النبي صلى الله عليه وسلم وامة الاستجابة هي التي استجابت لرسول الله فرضيت بالله ربا وبالاسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا - 00:32:51ضَ

هذه الامة امة الاستجابة. وعد الله سبحانه وتعالى نبيه انه سيرظيه في هذه الامة وانه لن يسوءه فيهم اما ترضون ان تكونوا ثلث اهل الجنة فكبر الصحابة ثم قال الا ترضون ان تكونوا - 00:33:13ضَ

شطر اهل الجنة فكبر الصحابة فرحا بذلك ان تكون هذه الامة نصف نصف من يدخل الجنة من امة محمد صلى الله عليه وسلم. والنصف الباقي للامم السابقة كلها ممن امنوا برسلهم وبالكتب التي انزلت عليهم وبالرسل الذين ارسلوا اليهم - 00:33:31ضَ

ثم قال الا ترضوا ان تكونوا ثلثي اهل الجنة ان الجنة مئة وعشرين صفا. ثمانين الاهلي الاسلام من هذه الامة واربعون منها لبقية الامم الاخرى وحتى ان بعضهم قالوا زدنا يا رسول الله. فقال وثلاث حثيات من حثيات ربي - 00:33:52ضَ

الحثو في صفته البشرية ان يأخذ الانسان بيده هكذا التراب يضعها في التراب ثم يحثو بها هذه الحثوة البشرية وثلاث حذيات من حذيات ربي كما يليق بجلال الله تعالى سبحانه وتعالى - 00:34:19ضَ

فقال بعضهم زدنا يا رسول الله فقال عمر والله لحثوة من حثاة ربي لتكفي فما بالك بثلاث اذا هذا وعد من الله سبحانه وتعالى الرحيم لهذه الامة امة الاستجابة ان الله لا يسوؤها ولا يسوء نبيها صلى الله عليه وسلم - 00:34:40ضَ

وانه سيرضيه ولسوف يعطيك ربك فترظى سيرظيه ربه سبحانه وتعالى في هذه الامة آآ انه يعفو ويصفح ويغفر وهذا والله يوجب على الانسان مزيد عناية من الاهتمام والاقبال على ربه سبحانه وتعالى. لان المؤمن البصير الموفق هذه الاحاديث وهذه الاثار تدفعه - 00:35:00ضَ

الى ان يكون صالحا على صلاحه ويزيد طاعة الى طاعته. ليكون من هذه الامة المرحومة المقبولة لا يدفع ذلك الى ان يكون اشرا بطرا متنكبا للطريق مسرف على نفسه ثم يتمنى على الله الاماني - 00:35:31ضَ

اذا هذي وحدة من المواطن التي من المواطن التي بكى فيها رسول الله وسلم قال امتي امتي وهذا والله من ارجى الاحاديث بفضل هذه الامة والرجاء الذي يعني وعد الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم. ايضا من الاحوال التي بكى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند - 00:35:54ضَ

زيارة قبر امه امه امنة بنت وهب التي توفيت وابنها صغير فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر امه فبكى وابكى. بكى هو في نفسه صلى الله عليه وسلم - 00:36:17ضَ

وابكى من معه وحوله من الصحابة. فكانوا يبكون لبكائه ويبكون شفقة على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهكذا حينما تتناغم المشاعر مع من يحب الانسان. فبكاؤهم لبكاء رسول الله صلى الله عليه وسلم. فبكى وابكى من حوله. فقال استأذنت ربي - 00:36:36ضَ

في ان استغفر لها فلم يؤذن لي واستأذنت في ان ازور قبرها فاذن لي. فزوروا القبور فانها تذكر الموت اخرجه مسلم اذا هذه من المواطن التي بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:36:56ضَ

آآ ذكر القاضي عياض رحمه الله في شرحه على تلخيص مسلم وبكاؤه صلى الله عليه وسلم على ما فاته اي وذكر القاضي عياض آآ في كتاب المفهم وبكائي على طبعا في للقاضي عياض كتاب المفهم على - 00:37:13ضَ

صحيح مسلم كشرح القرطبي له تعليق ايضا على التلخيص. لكن المقصود هنا القاضي عياض وبكاؤه صلى الله عليه وسلم على ما فاته فاتها اي امه من ادراك ايامه والايمان به - 00:37:32ضَ

هذه بعض المواطن التي بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم وهذه بعض احواله عليه الصلاة والسلام في البكاء نسأل الله سبحانه وتعالى ان يرزقنا والاقتداء والتأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم وان يرزقنا واياكم مرافقته في الجنة والحمد لله رب العالمين - 00:37:48ضَ

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد والسيرة العلياء عطرة الشداد طيب يفوح لاهله في كل زمان بشرى لنا زاد اكاديمية للعلم كالازهار في البستان - 00:38:08ضَ

- 00:38:53ضَ