السيرة - الدورة (2) المستوى (4)

المحاضرة 19 - السيرة - الدورة (2) المستوى (4) - د. حمزة بن ذاكر الزبيدي - برنامج أكاديمية زاد

حمزة بن ذاكر الزبيدي

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد والسيرة العلياء عطرة الشداد طيب يفوح لاهله في كل زمان بشرى لنا زاد الاكاديمية بالعلم كالازهار في البستان - 00:00:00ضَ

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبده ورسوله - 00:00:45ضَ

صلى الله عليه واله وصحبه اجمعين وبعد. فحياكم الله اخواني واخواتي من طلاب وطالبات العلم. في برنامج اكاديمية زاد في هذه الدورة الثانية وهذا المستوى الرابع من السيرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة واتم التسليم - 00:01:08ضَ

اه كنا قد درسنا في المستوى الاول ما يتعلق بسيرته صلى الله عليه وسلم من مولده الى وفاته وفي المستوى الثاني تطرقنا الى بعض شمائله صلى الله عليه وسلم وخصاله. سواء كانت في صورته الظاهرة - 00:01:29ضَ

اه او صورته الباطنة صلى الله عليه واله وسلم ثم انتقلنا الى المستوى الثالث الذي درسنا فيه اه تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع الفئات المختلفة المتنوعة من المجتمع الذي كان يعيش فيه النبي صلى الله عليه واله وسلم - 00:01:46ضَ

في هذا المستوى الرابع نتدارس ما يتعلق باحواله صلى الله عليه وسلم وما يعرض له من العوارض آآ بصفته بشر من البشر في غضبه وفرحه وحزنه وهمه وما يحب وما يكره يبغض صلى الله عليه واله وسلم - 00:02:07ضَ

اه كنا في المحاضرة السابقة قد تطرقنا الى شيء فيما يتعلق بتفكره صلى الله عليه واله وسلم وانه عليه الصلاة والسلام كان كثير التفكر وهذي من العبادات التي يتقرب بها الانسان الى الله عز وجل - 00:02:30ضَ

نتحدث في هذا اللقاء عن حال اخر من احواله عليه الصلاة والسلام. وهو ما يتعلق بحزنه صلى الله عليه وسلم هل يحزن صلى الله عليه وسلم؟ طبيعة النفس البشرية فيها هذه المشاعر - 00:02:51ضَ

الفرح والحزن الخوف المحبة الرجاء الغضب الرضا كلها من طبيعة النفس البشرية. وما كان صلى الله عليه وسلم الا بشر من البشر ولكنه كان سيد ولد ادم وصفوة الخلق كان يحزن صلى الله عليه وسلم ولكن حزنه - 00:03:09ضَ

كان في اكمل صورة وكان يقدمه وكان يعالجه بعلاجات الايمان والقرآن وهو من طبيعة النفس البشرية اه فمن ذلك حزنه صلى الله عليه وسلم لوفاة آآ بعض ابنائه او بنيه. كما حصل ان توفي ابراهيم عليه السلام ابن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:36ضَ

فلما قال ان العين لا تدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون ولا نقول الا ما يرضي ربنا يحصل وهذا شيء طبيعي جدا ولكن لا يتبعه اه تسخط لا في القول ولا ايظا يدرك ذلك القلب نوع من عدم الرظا عن الرب سبحانه وتعالى او - 00:04:05ضَ

آآ وجزع وانما يحصل هذا الالم النفسي في القلب وفي النفس تجاه هذه الاقدار المؤلمة ليقابلها الانسان بالصبر والاحتساب والرضا والتوكل على الله عز وجل اذا هذه واحدة من المجالات التي كان يعني او المواطن التي كان يحزن فيها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:32ضَ

آآ الحزن في ذاته ليس محمودا ولا مطلوبا يعني للنفس ان يسعى اليه او انه من المقامات الايمانية التي يسعى اليها الانسان مثل مقام المحبة الخوف من الله رجاء الله التوكل على الله هذي من المقامات والاحوال القلبية والاعمال - 00:05:01ضَ

هي التي يعني تطلب. اما الحزن القلب فليس من المقاصد اه ولم يأتي كما يقول ابن القيم رحمه الله ولم يأتي الحزن في القرآن الا منهيا عنه او منفيا منهي عنه - 00:05:22ضَ

او منفي المنهي عنه كقوله عز وجل ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين هذه الاية نزلت في غزوة احد بعد انتهاء غزوة احد وما حصل فيها من - 00:05:38ضَ

القتل في المسلمين وايضا الجراحات العظيمة وما حصل فيها من الام وايضا الهزيمة العسكرية آآ في تلك الغزوة وحتى ان النبي صلى الله عليه وسلم قد اه جرح عليه الصلاة والسلام وشج جبينه الشريف - 00:05:57ضَ

وكسرت رباعيته صلى الله عليه وسلم ودخلت حلق المغفر في وجنتيه عليه الصلاة والسلام وسقط في احدى الحفر التي حفرها ابو الفاسق وكانت الام آآ شديدة في تلك الغزوة لحكمة ارادها الله وابتلاء يبتلي به عباده المؤمنين الصابرين - 00:06:20ضَ

فانزل الله عز وجل بعد تلك الجراحات قوله سبحانه وتعالى ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون ان كنتم مؤمنين. فهذا نهي نهي من الله عز وجل ان يقع الحزن في قلوب آآ المؤمنين او ان يستمر في هذه القلوب - 00:06:44ضَ

او ان يقعد بهذا الحزن اه لان كما ذكر ان الحزن يقطع العبد عن المسير الى الله عز وجل ولا مصلحة فيه للقلب بل هو احب شيء الى الشيطان ان يحزن العبد ليقطعه عن سيره ويوقفه عن سلوكه. كما قال الله عز وجل انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين امنوا - 00:07:05ضَ

اي ليدخل على قلوبهم الحزن الشيطان يدفع للتناجي بالقول بين الاثنين دون الثالث ويوسوس له انهم يتحدثون عنه او في شيء يكيدون له او يضره او وانما يريد به ادخال الحزن في قلب هذا الانسان. فاذا ادخل عليه الحزن فان ذلك يقطعه عن سيره الى الله عز وجل - 00:07:33ضَ

ويثبته يثبته عن العمل يثبته عن المسارعة يثبته عن المسابقة ولذلك كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ودعواته في صباحه ومسائه انه كان يستعيذ بالله من الهم والحزن - 00:08:00ضَ

والعجز والكسل والجبن والبخل. وغلبة الدين وقهر الرجال كل هذه يعني من المعيقات التي تعيق الانسان عن ان يسير الى ربه عز وجل ان يعمل ان يسارع ان يسابق نعوذ بالله من الهم والحزن - 00:08:21ضَ

الهم للامور المستقبلية والغم للامور الحالية الحاضرة والحزن او الحزن للامور السابقة الماضية التي قد فاتت ولا مجال فيها لتصحيح او تغيير. فكان النبي صلى الله عليه وسلم في صباحه ومساءه من دعاءه انه يستعيذ يعوذ بالله - 00:08:42ضَ

ويلجأ الى الله عز وجل ان يحميه من آآ هذه آآ المتعوذات والا يجعلها تؤثر عليه في سيره الى الله عز وجل اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن واعوذ بك من العجز والكسل واعوذ بك من الجبن والبخل واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال. فذلك مما كان - 00:09:05ضَ

يستعيذ منه النبي صلى الله عليه واله وسلم اذا اه هذه اه يعني حزنه صلى الله عليه وسلم لفقد بعض ولده وهذا امر طبيعي لطبيعته البشرية صلى الله عليه وسلم لكنه - 00:09:30ضَ

لا يستمر عليه ولا اه يعني يتبعه شيء من القول او العمل لا القلب ولا الجارح ان يكون هناك يعني نوع من آآ المحظور من التسخط او التشكي او غيره بابي هو وامي صلى الله عليه واله وسلم - 00:09:45ضَ

هناك بعض المجالات التي كانت ايضا اه والاحوال التي كان يحزن فيها النبي صلى الله عليه وسلم. ومن ذلك ما كان يعني يقوله الاعداء لدعوته وله صلى الله عليه وسلم - 00:10:03ضَ

بعد الفصل نتطرق لشيء من التفاصيل حول هذا المجال قال تعالى كما يدعو حزبه ليكونوا من اصحاب السعيد. فالشيطان هو العدو الاول بني ادم يقعد لهم بكل طريق ويتخذ الى اضلالهم كل سبيل. ولا غاية له الا اهلاكهم وافسادهم - 00:10:20ضَ

فالواجب على المسلم ان يتخذ لنفسه من همزات الشيطان وقاية يتحصن بها من وساوسه ويدفع بها اباه ومكره قال ابن القيم رحمه الله ولا شيء احب الى الله من مراغمة وليه لعدوه واغاظته له. ومن اهم - 00:11:13ضَ

في سبل الشرعية للوقاية من همزات الشيطان الاستعاذة بالله تعالى. وطلب العون منه عليه. قال تعالى ربي اعوذ بك من همزات الشياطين. واعوذ بك ربي ان يحضر ملازمة ذكر الله تعالى. فان الشيطان يخنس عند ذكر الله تعالى ويتضائل ويضمحل - 00:11:33ضَ

صلى الله عليه وسلم اذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه. قال الشيطان لا مبيت لكم ولا عشاء. الاكثار من قراءة القرآن. خاصة سورة البقرة والاخلاص والمعوذتين واية الكرسي - 00:12:03ضَ

قال صلى الله عليه وسلم ان الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. معرفة خطوات الشيطان ومداخله واجتنابها والابتعاد عنها. وكل فحشاء وكل منكر فهو من خطواته واعماله. قال تعالى - 00:12:23ضَ

يا ايها الذين امنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فانه يأمر بالفحشاء المبادرة الى الندم والتوبة. واسراع الفيئة والرجوع الى الله تعالى. قال تعالى هلا ان الذين اتقوا اذا مسهم طائف من الشيطان تذكر - 00:12:43ضَ

واخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد فمن الاحوال التي قد وقع فيها الحزن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما حكاه ربه عز وجل - 00:13:23ضَ

في كتابه الكريم ومن ذلك قوله عز وجل قد نعلم انه لا يحزنك الذي يقولون فانهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بايات الله يجحدون اه انظر الى هذه المعالجة القرآنية لحالة من احوال النفس البشرية - 00:14:05ضَ

التي قد تعتني الانسان الذي يريد الخير الانسان المصلح قد نعلم انه ليحزنك الذي يقول. الله يعلم لان الله سبحانه وتعالى يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور وما يعتلج في هذه القلوب. فالله عز وجل - 00:14:29ضَ

يعني يخفف يسلي رسوله صلى الله عليه وسلم يخفف عنه هذه الالام وهذه الاحزان يكفيك ان الله يعلم ما يعتلج في هذا القلب من الم تجاه الحرص على الخير للناس ودعوتهم واستنقاذهم - 00:14:49ضَ

قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون الذي يقولون من تكذيبهم لله عز وجل من تكذيبهم لايات الله سبحانه من تكذيبهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا من اتهاماتهم الباطلة - 00:15:12ضَ

اه كاذب يقولون كذاب يقولون ساحر يقولون شاعر يقولون كاهن يقولون يريد رياسة يريد سيادة يريد مالا فرق بين الاباء وابنائهم والازواج وازواجهم شتى شملهم فرق جماعتهم كان شؤما عليهم - 00:15:30ضَ

كل هذا الكلام الذي يقولون الذي يقوله انه ليحزنك الذي قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون ما يقولون. وهذي يعني طبيعة النفس البشرية يعني النفس الانسان يتأثر لكن عليه ان يعرف كيف يتعامل مع هذا الاسلوب - 00:15:58ضَ

اسلوب السخرية اسلوب التهكم اسلوب الاتهام فهذا العلاج القرآني قد نعلم انه ليحزنك الذي يقولون. فانهم لا يكذبونك. هذه حقيقة هم يعلمون في قرارة انفسهم ان ما ان محمد صلى الله عليه وسلم صادق - 00:16:22ضَ

وان ما جاء به الحق وانهم على الباطل فانهم لا يكذبونك بمعنى انهم يعرفون حتى ابو جهل يعرف هذا يعرف ان محمدا صادق وانه لا يكذب وانه نبي وقد نقلت لنا السيرة وهو اعتى من واجه النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:42ضَ

بل كبراؤهم يعرفون ذلك ويتداولونه فيما بينهم ان النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن كاذبا وانه صادق وانه نبي وبين الله عز وجل قال ولكن الظالمين بايات الله يجحدون - 00:17:06ضَ

الجحود هو الانكار والرفظ مع الاقرار الداخلي. هناك داخليا وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ظلما وعلوا الظلم والعلو هو الذي دفعهم الى هذا الجحود والتنكر لرسالات الله عز وجل ولنبيه صلى الله عليه وسلم ولكتابه - 00:17:21ضَ

وردوا دعوته ولم يؤمنوا اذا هذه من الاحوال التي مرت على النبي صلى الله عليه وسلم فجاءه هذا الخطاب القرآني مسليا ومثبتا ومقدما العلاج الذي ينبغي ان يكون عليه الداعية والمصلح - 00:17:48ضَ

ومن ذلك ايضا قوله عز وجل ولقد نعلم انه يضيق صدرك بما يقولون يحصل هناك ظيق في الصدر بما يقوله الكافرون عنك تكذيبك سب الشتم سخرية الاستهزاء تهكم الاتهام ولعقد نعلم انه يضيق صدرك بما يقولون. اسمع العلاج - 00:18:09ضَ

فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين واعبد ربك حتى يأتيك اليقين هذه ثلاثة علاجات في هذه الحالة اذا قوبل بها المصلح كيف يتعامل مع السخرية الاستهزاء التهكم الاتهام بالباطل رد الحق - 00:18:39ضَ

رفض الحق معاندة الجحود المجادلة بالباطل ليدحثوا به الحق فكان التوجيه القرآني فسبح بحمد ربك. كثرة التسبيح تنزيه الله عز وجل وكن من الساجدين السجود ايضا وضع الجبين على الارض ساجدا لله خاضعا لله - 00:19:08ضَ

واقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد واعبد ربك حتى يأتيك اليقين استمر على عبادة الله عز وجل لا تنقطع لا تتوقف حتى يأتيك اليقين واليقين هنا هو الموت - 00:19:37ضَ

اذا حصل ضيق الصدر لما يقوله الكافرون وحصل ايضا ذلك الحزن في القلب بما يقول ايضا الكافرون وكان التوجيه والعلاج القرآني فهذه من الحالات التي وقع فيها الضيق والحزن في القلب لكن يعالج بطريقة قرآنية - 00:19:55ضَ

ولا شك ان هذه الامور مؤثرة فموسى عليه السلام كان من دعوته التي دعا ربه عز وجل وقد امروا ان يذهب الى فرعون فيدعوه الى عبادة الله عز وجل وتوحيده - 00:20:23ضَ

قال رب اشرح لي صدري ويسر لي امري واحلوا العقدة من لساني يفقه قولي واجعل لي وزيرا من اهلي هارون اخي اشدد به ازري واشركه في امري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا - 00:20:39ضَ

ثم قال الله عز قد اوتيت سؤلك يا موسى دفعة واحدة كل هذه الدعوات بكلمة واحدة قد اوتيت سؤلك يا موسى. ولقد مننا عليك مرة اخرى وهذا فضل الله عز وجل - 00:21:01ضَ

فسؤال الله عز وجل انشراح الصدر انشراح الصدر ان يكون الصدر منشرحا منفسحا متسعا للقيام بهذا العبء الثقيل رب اشرح لي صدري ويسر لامر تيسير الامور التي يقدم عليها الانسان - 00:21:15ضَ

هذا دعاء يسر الله له امره واحلل عقدة من لساني ان يكون لديه القدرة على البيان لان انحباس اللسان عن البيان يضيق له الصدر فلا يعبر الانسان عن مكنونات نفسه - 00:21:35ضَ

وايضا دعوته بان يجعل له وزيرا من اهله وهو هارون عليه السلام وجود المعين هذا مما يخفف المعاناة وينفث الهم والغم وايضا يذهب الحزن وجود المعين على الخير فمن الله عز وجل على نبيه - 00:21:56ضَ

موسى عليه الصلاة والسلام بهذه الدعوات واستجاب لها جميعا. رغم صعوبة المهمة وخطورتها مع فرعون فاذا هذه من الاحوال التي يضيق فيها يعني او ضاق فيها صدر النبي صلى الله عليه وسلم او ربما اصابه شيء من الحزن الذي لا لا يبقى وانما يعالج - 00:22:23ضَ

سريعا ويدفع سريعا على القلب وهذا الذي يهجم على النفس انما هو يعني لطبيعة بشرية تواجه الانسان فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيذنا واياكم والمسلمين من الهم والحزن والعجز والكسل - 00:22:49ضَ

فاصل ونواصل باذن الله عز وجل من نعم الله تعالى على عباده نعمة انزال المطر. فقد وصفه الله عز وجل بانه ماء طهور. فقال وانزلنا من السماء ماء طهورا. كما وصفه بانه ماء مبارك - 00:23:08ضَ

في قوله تعالى مباركا وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند نزوله المطر سنن قولية وسنن فعلية. فمن سننه القولية قوله عليه الصلاة والسلام اللهم صيبا نافعا وقوله مطرنا بفضل الله ورحمته. ويدعو الانسان بما شاء. قال صلى الله عليه وسلم تنتان لا ترد - 00:23:49ضَ

الدعاء عند النداء اي الاذان وتحت المطر. وكان عليه الصلاة والسلام اذا خشي ضرر المطر قال اللهم حوالينا ولا علينا ومن سننه الفعلية انه عليه الصلاة والسلام كان يكشف بعض بدنه - 00:24:29ضَ

اصيبه المطر ويقول لانه حديث عهد بربه الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه فمن الاحوال التي حزن فيها النبي صلى الله عليه وسلم آآ ما روته عائشة رضي الله تعالى عنها - 00:24:49ضَ

حالة فترة الوحي وانقطاعه. لما انقطع الوحي حزن النبي صلى الله عليه واله وسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت كان اول ما بدأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم الرؤيا الصادقة في النوم - 00:25:26ضَ

فكان لا يرى رؤيا الا جاءت مثل فلق الصبح يعني اول ما بدأ به صلى الله عليه وسلم من امر النبوة ما كان يراه من الرؤيا الصادقة يرى الرؤيا في المنام فيصبح وقد - 00:25:42ضَ

وقعت مثل فلق الصبح مثل انبلاج الصبح هذه من اول ما بدأ به النبي صلى الله عليه وسلم فكان الوحي له على التدريج حتى تأنس نفسه بما سينزل عليه من الوحي الثقيل - 00:25:57ضَ

قالت ثم حبب اليه الخلاء. بمعنى انه كان يختلي بنفسه في غار حراء ويتعبد الليالي ذوات العدد ويتزود كما قد آآ اشرنا الى ذلك وفي آآ المستوى الاول في سيرته صلى الله عليه واله وسلم - 00:26:12ضَ

فكان يلحق بغار حراء فيتحنث فيه اي يتعبد قبل ان يرجع الى اهله ويتزود لذلك يأخذ زاد من اهله ثم يعود مرة اخرى يتعبد ويتحنت في هذا الغار ويختلي يتفكر في ملكوت الله عز وجل. ويتأمل في خلق هذا الكون - 00:26:31ضَ

ويتأمل في حال الناس وهذه يعني اشواقه صلى الله عليه وسلم لربه حتى اكرمه الله عز وجل بذلك قالت ثم يرجع الى خديجة فيتزود بمثلها حتى فجاءه الحق فجاءه الحق - 00:26:51ضَ

اي الوحي اي جبريل عليه السلام ونزوله والقصة المعروفة في ظمه ثلاثا قال اقرأ قال ما انا بقارئ ثم غطه قال قال اقرأ قال ما انا بك الى ان قال له اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق. اقرأ وربك الاكرم. فجاءه الملك على القصة المعروفة - 00:27:09ضَ

ثم رجع الى اهله يرجف بها فؤاده ثم انه فتر الوحي فترة. يعني فترة من الزمن حتى حزن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. هنا اه الحزن كان لانقطاع الخير. لانقطاع الوحي من السماء. كانت - 00:27:31ضَ

متلهفة كانت الناس متشوقة كانت النفس متعلقة بهذا الوحي الذي ينزل من السماء ويأتي به جبريل رسولا من السماء الى رسول في الارض يوصل هذا الوحي هذا الكتاب العزيز. فكان حزن النبي صلى الله عليه وسلم لانقطاع هذا الوحي فترة. اخرجه البخاري ومسلم - 00:27:52ضَ

وقد كان هذا ايضا من الصحابة رضي الله تعالى عنهم فانه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه واله وسلم ذهب ابو بكر وعمر رضي الله عنهما لزيارة ام ايمن - 00:28:18ضَ

كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزورها فلما زاراها وسلما بكت رضي الله تعالى عنها فقالوا لها ان ما عند الله تعالى خير لرسوله صلى الله عليه واله وسلم كانهما يواسينها - 00:28:32ضَ

يعزيانها يسليانها ان نعم ان الانسان يحزن لوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن ما عند الله عز وجل من الخير والنعيم والمنزلة الرفيعة والمكانة العلية والمقام المحمود والوسيلة - 00:28:52ضَ

عند الله خير لنبيه صلى الله عليه وسلم. فقالت والله اني لاعلم ان ما عند الله خير لرسوله صلى الله عليه وسلم ولكني ابكي لانقطاع الوحي فهيجته فهيجتهما على البكاء - 00:29:10ضَ

يقول والله اني ابكي لانقطاع الوحي اللي كان ينزل من السماء كلام الله غظا طريا في كل احوالنا في كل شؤوننا في ايامنا في ليلنا في نهارنا في سلمنا في حربنا في احزاننا في افراحنا - 00:29:26ضَ

تنزل هذا الوحي غظا طريا يعالج حياة الناس ويبعث الحلول ويفتح مساحات وافاق وارشادا وهداية فلما تذكر هذا هيجهما ذلك على البكاء فبكيا. فاذا من المواطنة التي يحزن بها الانسان انقطاع الخير - 00:29:43ضَ

قطاع الخير كما حصل مثلا من انقطاع الوحي عنه صلى الله عليه وسلم كان بابا من الخير فانقطع فربما حزن الانسان ولكن الانسان اذا قطع او توقف باب او اغلق باب فانه يحتسب ذلك عند الله عز وجل ويرجو آآ فضلا من الله وفتح - 00:30:05ضَ

وتيسيرا وكما يقولون اه لا يغلق باب الا ويفتح من الخير الف باب وهذا يعني مهم جدا لكل الانسان في حياته. ربما الانسان يغلق امامه باب من ابواب الخير مثلا او بابا كان - 00:30:26ضَ

نتطلع اليه او يرجوه في علم الانسان ان هذا بقضاء الله وقدره ويؤمن بذلك وتطمئن نفسه ويعلم ان الله سيسهل له بابا اخر باذن الله عز وجل بل ابوابا الى الخير والفلاح والنجاح - 00:30:44ضَ

ايضا من الاحوال والمواطن التي حزن فيها الرسول صلى الله عليه وسلم واصابه الهم والحزن والغم ايضا لما ذهب الى اهل الطائف بعد ان خرج من مكة وقد ظاق الامر عليه - 00:31:01ضَ

يعني يستجب لدعوته لم يعني يدخل احد جديد. وكأنما فتر الناس في قبول هذا الحق وهذا الدين لم يزد على ما من امن من الصحابة والسابقين الاولين وضيق عليه صلى الله عليه وسلم فخرج الى الطائف يرجو ان يقبل اهلها - 00:31:17ضَ

وينصرونه ويؤونه ويدعوهم الى الله عز وجل وطلب منهم بعد ان قطع هذه المسافة المتعبة المضنية في تلك الجبال حتى وصل الى سادتهم اما ان يقبلوا واما ان يكتموا يمضي عنهم. ولكنهم ما فعلوا شيئا من ذلك. فلهم لم يقبلوا ولم يتركوا - 00:31:43ضَ

لحالي بل اذوه صلى الله عليه وسلم وسلطوا عليه الصبيان والسفهاء وكانوا يرمونه بالحجارة حتى دميت قدمه الشريفة اه صلى الله عليه وسلم وخرج يمضي على وجهه مهموما مغموما لا يدرك وما افاق الا وهو بقرن الثعالب. ما افاق من الهم الذي جثم على قلبه - 00:32:08ضَ

والغم الا بقرن الثعالب فلما رأى ذلك جاءه جبريل وقرأ عليه السلام وقال له هذا ملك ملك الجبال ارسله الله اليك السلام ويقول ان شئت ان اطبق عليه من اخشبين فعلت - 00:32:36ضَ

ويقضي عليهم ويدمرهم. قال لا ارجو ان يخرج الله من اصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا وقد كان وهذي من الاحوال التي قد التي حزن فيها النبي صلى الله عليه وسلم واصابه الهم والحزن والغم - 00:32:56ضَ

لاجل اه دعوة الله وعدم استجابة الناس. حتى اخبر فلعلك باخع نفسك. مهلك نفسك عدم تقبلهم فكان صلى الله عليه وسلم يصيبه الهم. يصيبه الحزن الشديد. فلعلك باخر مهلك نفسك. الا يكونوا مؤمنين - 00:33:13ضَ

يعني الا يؤمنوا الا يستجيبوا الا يقبلوا دعوتك الا يسلموا ارشده ربه ان عليك الا البلاغ عليك ان تبلغ دين الله فمن قبله نجا وافلح ومن رده فانما اثمه على نفسه - 00:33:33ضَ

ولا تذهب نفسك عليه فلا تذهب نفسك عليهم حسرات لا تتحسر عليهم هذه من المواطن التي قد وقع فيها آآ شيء من الحزن لرسول الله صلى الله عليه وسلم ايضا من الاحوال والمواقف التي حزن فيها النبي صلى الله عليه وسلم حزنه على مقتل زيد بن حارثة وجعفر بن ابي طالب وعبد الله بن رواحة - 00:33:52ضَ

في معركة مؤتة. هذه المعركة التي كانت اول اصطدام مع الروم معركة مؤتة والتي ارسل فيها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة من القادة وعقد الالوية لهم ان يكون قائدهم وحامل اللواء قال زيد - 00:34:17ضَ

فان قتل زيد فجعفر فان قتل جعفر فعبدالله بن رواحة وقد كان فلما بلغه الله عز وجل خبرهم وانهم قد استشهدوا جلسوا يعرف فيه الحزن. تقول عائشة وانا انظر من صائر الباب اي من شق الباب متفق عليه - 00:34:42ضَ

تنظر من شق الباب اليه صلى الله عليه وسلم وهو جالس يعرف في وجهه الحزن. الطبيعي الانسان الحزن في القلب لكن له اثار تكون على وجه الانسان على تعابير وجهه فيعرف من ذلك ما آآ يكون على الانسان. فهذه من المواطن - 00:35:03ضَ

التي حزن فيها صلى الله عليه وسلم يعني لمقتل اخوانه واصحابه رضي الله تعالى عنهم يعني يحزن الانسان على موت الصالحين من المفلحين والعلماء والصالحين وعباد الله المفلحين والاناس الذين خدموا - 00:35:22ضَ

الاسلام والمسلمين هؤلاء يعني ممن يحزن لفقدهم ويدعى اه لهم. فعرف فيه الحزن. وهذا ايضا من يعني من نباهة الانسان ايضا ان حسن تصرفه اه انه اذا رأى حزينا ان يسعى الى ادخال السرور عليه او السؤال او المواساة - 00:35:41ضَ

وكما قيل ولابد من شكوى لذي مروءة يواسيك او يسليك او يتوجع. يواسي ويعزي ويخفف او تسليك يذهب عنك هذا الحسن او يتوجعيه يشارك في هذه الالام وفي هذه الاحزان فان ذلك مما يخفف على آآ الانسان - 00:36:03ضَ

في بعض بعض اقول المواطن التي وقع فيها شيء من حزنه صلى الله عليه وسلم وكان حزنا في غاية الكمال من جهة سببه ومن جهة حاله صلى الله عليه وسلم. فالسبب كان اسبابا رفيعة آآ حزنه على يعني فقد صحابته وحزنه على اعراض الناس - 00:36:23ضَ

عن دعوته وحزنه على جرأتهم على الله عز وجل وعدم قبول اه دينه وحزنه على فقد ولده وهذا كله يعني من دواعي النفس آآ البشرية طبيعية. فنسأل الله سبحانه وتعالى ان يعيذنا واياكم والمسلمين اجمعين. من الهم والحزن ومن العجز - 00:36:43ضَ

والكسل ونعوذ بالله من الحزن والهم والغم. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والحمد الحمد لله رب العالمين. يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته - 00:37:06ضَ

ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد والسيرة العلياء عاطرة الشداد طيب يفوح لاهل كل زمان بشرى لنا اكاديمية للعلم كالازهار في البستان - 00:37:26ضَ