التفسير - الدورة (2) المستوى (4)

المحاضرة 5 - التفسير - الدورة (2) المستوى (4) - د. قشمير محمد القرني - برنامج أكاديمية زاد

قشمير محمد القرني

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد كتاب الله رح قلوبنا خير الدروس تعلم القرآن بشرى لنا زاد اكاديمين - 00:00:00ضَ

بالعلم كالازهار في البستان ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له - 00:00:40ضَ

واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صلي وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد وعلى اله واصحابه اجمعين سبحانك لا علم لنا الا ما علمتنا انك انت العليم الحكيم اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما ما شاء الله كان - 00:01:07ضَ

ونعوذ بالله من حال اهل النار اللهم لا سهل الا ما جعلته سهلا وانت تجعل الحزن اذا شئت سهلا اللهم ارزقنا الاخلاص والتوفيق والقبول والعون انك ولي ذلك والقادر عليه - 00:01:35ضَ

ثم اما بعد ايها الاحبة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وحية اهلا بكم في هذا اللقاء المتجدد في هذه الاكاديمية المباركة عبر مادة التفسير التي نعيش فيه واياكم مع كلام الله تبارك وتعالى - 00:01:54ضَ

وقد تعودنا ان نأخذ في كل لقاء صورة جديدة او مقطعا من المقاطع التي تحوي وحدة موضوعية متكاملة ونحن في هذه الحلقة كما تعودنا سنعيش مع سورة من سور قصار المفصل - 00:02:17ضَ

هذه السورة ايها الاحبة الكرام هي سورة القدر سورة القدر التي افتتحت بقول الله تبارك وتعالى انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة القدر سورة القدر ايها الاحبة الكرام - 00:02:39ضَ

من السور المكية في قول اكثر اهل التفسير اكثر اهل التفسير يرون ان سورة القدر من السور المكية وسبق ان مر معنا ان المكي من القرآن الكريم على الصحيح هو ما كان نزوله قبل هجرة النبي - 00:03:07ضَ

صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وقالت طائفة من اهل العلم انها من السور المدنية بل قالوا انها اول سورة نزلت في المدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه واله - 00:03:31ضَ

وصحبه وسلم كان نزولها كما يذكر الامام الثعالب وغيره من اهل العلم بعد سورة عبس بعد سورة عبس وقبل سورة الشمس واما عدد كلماتها وثلاثون كلمة واما عدد حروفها مائة واثنى عشر حرفا - 00:03:52ضَ

وسبق ان مر معنا ان هذا العد للكلمات والحروف نأخذ فيه ايضا اختيار الامام الثعلبي رحمه الله تعالى هذه السورة ايها الاحبة الكرام من اهم ما تحدثت عنه بل وركزت عليه وهي الوحدة الموضوعية - 00:04:22ضَ

الموجودة في هذه السورة المباركة هو الكلام عن ليلة القدر الكلام عن ليلة القدر هذه الليلة المباركة التي يعرف كل مؤمن ومؤمنة عظيم امرها وجلالة قدرها وسمو رتبتها بل ويتحرى المسلمون في كل الدنيا - 00:04:44ضَ

هذه الليلة المباركة ليسعدوا بما فيها من البركات والرحمات المنزلة من رب الارض والسماوات فكانت هذه الصورة المباركة تتحدث عن فضل او عن شيء من فضل هذه السورة المباركة اعني ليلة القدر - 00:05:11ضَ

افتتح الحق تبارك وعز وجل هذه السورة بقوله انا انزلناه في ليلة القدر انا انزلناه في ليلة القدر لاحظ كيف ان الله تبارك وتعالى يخفي ويبهم هذا الامر المنزل في هذه الليلة في ليلة القدر - 00:05:32ضَ

ما هو هذا الامر الذي انزله الله تبارك وتعالى في ليلة القدر. لم يأت به واضحا بينا صريحا وانما جاء بالظمير الذي يشير اليه انا انزلناه ما هو القرآن الكريم لم لم يذكر - 00:06:03ضَ

لان كل مسلم ومسلمة يعلم ذلك ففي هذا تنويه بشرف هذا القرآن وعلو وسمو مكانته اذ قد بلغ من المعرفة والمكانة والمنزلة ما لا يجعله يذكر صريحا بل يذكر بالظمير - 00:06:21ضَ

انا انزلناه ثم يأتي الحق تبارك وتعالى بذكره لهذا الانزال بالنون التي تدل على العظمة انا انزلناه ان ما قال اني او انني انزلته. يقول انا وهذه تدل على العظمة - 00:06:43ضَ

وعظمة المنزل سبحانه وتبارك وتعالى لهذا القرآن تدل على عظمة ما نزل. وهو القرآن الكريم الذي هو كلام الله تبارك وعز وجل ويلاحظ طالب العلم ان الله تبارك وتعالى اذا جاء في باب الصفات - 00:07:05ضَ

اي يريد ان يذكر صفة من الصفات فانه يأتي بهذه النور التي تدل على العظمة. فهنا مثلا قال انا انزلناه وجاء بصفة الانزال فناسب ان يكون معها هذه النون التي تدل على العظمة - 00:07:31ضَ

ولكنه اذا جاء في ذكر الوحدانية فانه يأتي بالظمير الذي يدل على المفرد كما جاء سياق القرآن في قصة موسى لما كلمه الله تبارك عز وجل فقال تبارك وتعالى لموسى لما كلمه في اول امره قال انني - 00:07:49ضَ

انا الله لا اله الا انا فاعبدني. واقم الصلاة لذكري. انني ولم يأت بهذه النون التي هنا والتي تدل على العظمة لما؟ لان هنا الكلام عن صفة التنزيل لهذا القرآن الكريم. فناسب ان يعظم نفسه تبارك وتعالى ليبين عظيم ما - 00:08:12ضَ

وهناك لان الامر يدل على الوحدانية ناسب ان يأتي بالافراد انني انا الله انا انزلناه انزلناه الله عز وجل يقرر في هذه الاية ان القرآن الكريم منزل من عنده تبارك وتعالى - 00:08:32ضَ

اذا قال الحق تبارك وتعالى انا انزلناه. هذي فيها اشارات. الاشارة الاولى ان القرآن الكريم منزل من عند الله غير مخلوق منزل من عند الله تبارك وتعالى غير مخلوق كسائر خلق الله لان القرآن كلام الله - 00:08:57ضَ

تبارك وتعالى وكلامه صفة من صفاته عز وجل وتبارك وتقدس الاشارة الثانية في هذا ابطال قول من يقول ان القرآن الكريم مختلق من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وانما تقوله هو او تقوله بشر او انما هو اساطير الاولين كما - 00:09:17ضَ

الحال ليس هذا كله وانما هو منزل من عند الله تبارك وتعالى وللحديث بقية ان شاء الله بعد الفاصل الاقراض والاقتراض من جملة المعاملات السائدة بين الناس. وقد جاءت الشريعة الاسلامية ببيان احكامها بما يحفظ الحقوق ويضمن - 00:09:42ضَ

مصالح الناس دون جور او اجحاف. والقرض هو دفع مال لمن ينتفع به على ان يرد بدله. ولا خلاف بين المسلمين في مشروعه نوعيته فهو مباح للمقترض وسنة مستحبة للمقرض. وذلك لما فيه من الاحسان الى المسلم وسد حاجته وتنفيس كل - 00:10:15ضَ

فيدخل في عموم قوله تعالى. واحسنوا ان الله يحب المحسنين. وقد يكون الاقراض واجبا احيانا. كما اذا كان المقترض مضطرا ولا تندفع ضرورته الا بالقرض. فيجب حينئذ على من كان قادرا - 00:10:35ضَ

من غير ضرر عليه. وقد يكون محرما احيانا. كما اذا كان المقترض يقترض لعمل محرم. ومن اهم احكام القرن انه عقد تمليك فلا يتم الا ممن يجوز له التصرف ولا يتحقق الا بالايجاب والقبول. كل قرض جره - 00:10:55ضَ

نفعا فهو ربا فليس للمقرض ان يشترط زيادة في ماله الذي اقرضه. او يشترط منفعة كسكن او ايجارة او اعارة او غير ذلك من المنافع اذا رد المقترض احسن مما اخذ من المقرض او اعطاه زيادة دون شرط او قصد صح ذلك لانه - 00:11:15ضَ

تبرع من المقترض وحسن قضاء. من المعاملات الربوية المحرمة ما تقوم به البنوك من عقد قروض نظير فائدة محددة تأخذها زيادة على مبلغ القرض. يجوز للمقرض ان يأخذ رسوما عن خدمات القروض بشرط الا تزيد عن الاجرة الفعلية - 00:11:35ضَ

التي يتكلفها المقرض وكل زيادة على الخدمات الفعلية محرمة. لانها من الربا. الاصل انه لا اثم على صاحب المال ان رفع قضاء قرابة شيء من ما له لمن سأله ذلك. الا اذا كان القرض واجبا ومتعينا عليه. ومن كان في ساعة من امره واحب ان - 00:11:55ضَ

تجاوز عن معسر فليتجاوز لعل الله يتجاوز عنه. عن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قال كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه اذا اتيت معسرا فتجاوز عنه. لعل الله يتجاوز عنا. فلقي - 00:12:15ضَ

ان الله فتجاوز عنه الحمد لله. حياكم الله ايها الكرام عدنا اليكم وكنا نتحدث قبل الفاصل عن الاية الاولى من سورة القدر التي قال فيها الحق تبارك وتعالى ان انزلناه - 00:12:35ضَ

في ليلة القدر انا انزلناه اي القرآن الكريم في ليلة القدر القرآن الكريم انزله الله تبارك وتعالى في ليلة القدر. ما المراد بهذا الانزال قال بعض اهل التفسير انزلناه في ليلة القدر اي كان بداية نزوله - 00:13:10ضَ

كان بداية نزوله في ليلة القدر ثم تتابع نزوله بعد ذلك في ثلاث وعشرين سنة الى وفاة الى وفاته صلى الله عليه واله وصحبه وسلم وقال بعض اهل التفسير انا انزلناه - 00:13:39ضَ

اي انزلناه من اللوح المحفوظ الى السماء الدنيا في ليلة القدر انزلناه بواسطة جبريل عليه السلام هذا القرآن الكريم كله كاملا في ليلة القدر انزل من اللوح المحفوظ الى بيت العزة - 00:14:02ضَ

في السماء الدنيا ثم بعد ذلك اخذ ينزل على رسول الله صلى الله عليه واله وصحبه وسلم منجما مفرقا على حسب الوقائع والاحداث وهذا القول هو قول اكثر اهل التفسير - 00:14:24ضَ

هذا القول هو قول اكثر اهل التفسير اي انه نزل جملة كاملة الى السماء الدنيا ثم نزل بعد ذلك مفرقا. كما قال تعالى وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة - 00:14:42ضَ

كذلك لنثبت به فؤادك وردتناه ترتيلا انا انزلناه في ليلة القدر المراد بالقدر قال بعض اهل التفسير وهو قول الاكثر ان القدر هنا مأخوذ ها او هو بمعنى الفضل والشرف - 00:14:59ضَ

والمكانة فسميت بليلة القدر لشرفها لمكانتها عند الله تبارك عز وجل وقال بعض اهل التفسير سميت بليلة القدر من التقدير اي ان الله عز وجل يقدر فيها يقدر فيها يعني ارزاق الخلائق ومقاديرهم وما يكون - 00:15:24ضَ

فيها من خير او شر. يعني ينزله تبارك وتعالى من اللوح المحفوظ ليبقى مع الملائكة الموكلين بهؤلاء البشر لتصريف امورهم فيكون نزول هذه المقادير التي ارادها الله تبارك وتعالى في ليلة - 00:15:53ضَ

القدر كما قال تبارك وتعالى فيها يفرق كل امر حكيم. انا انزلناه في ليلة مباركة انا كنا منزلين فيها يفرق كل امر حكيم اذا الحديث ايها المباركون كما قلنا عن ليلة القدر - 00:16:11ضَ

هذه الليلة ذات المكانة ذات المنزلة ذات الشرف ذات الرفعة العظيمة نالت شرفها بنزول القرآن فيها انتبه يا رعاك الله هذه الليلة ليلة القدر نالت هذا الشرف نالت هذه المكانة - 00:16:32ضَ

ليس لذاتها وانما لنزول القرآن فيها والقرآن الكريم كلنا يعلم انه انزل في رمضان كما قال الله تبارك وتعالى شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان - 00:16:52ضَ

اذا اولا القرآن الكريم انزل في رمضان وانزل في ليلة القدر التي هي ليلة من ليالي هذا الشهر المبارك واكتسبت هذه الليلة هذا الشرف وهذه الرفعة وهذه المكانة بنزول القرآن الكريم - 00:17:13ضَ

فيها قال الله تبارك وتعالى لاحظ بعد هذه الاية قال وما ادراك ما ليلة القدر هذا الاسلوب القرآني يراد به تفخيم الامر وتعظيمه اذا سمعت في كتاب الله تبارك وتعالى مثل هذه الكلمات - 00:17:34ضَ

مثل هذه الجملة القارعة ما القارعة؟ وما ادراك ما القارعة الحاقة ما الحاقة؟ وما ادراك ما الحاقة؟ هنا يقول الله عز وجل انا انزلناه في ليلة القدر وما ادراك ما ليلة - 00:17:56ضَ

هذه الكلمة يؤتى بها للتهويل. لتفخيم الامر لتعظيمه لبيان سموه وعلو رتبته وقد ذكرنا قبل الان ان هذه اللفظة وما ادراك ما ليلة القدر او وما ادراك ما الحاقة او وما ادراك ما القارحة وما شابه ذلك - 00:18:12ضَ

يأتي جوابها بعدها مباشرة واما اذا جاءت وما يدريك فانه في الغالب لا يأتي الجواب بعدها كما قال تبارك وتعالى وما يدريك لعله يزكى كما في سورة عبس وقد بينا هذه القاعدة وذكرنا عليها الامثلة وقررنا عدد الايات التي وردت - 00:18:34ضَ

وما ادراك وما يدريك كما هو في تفسيرنا لسورة عبس فليراجع في مظانه هناك قال الله عز وجل وما ادراك ما ليلة القدر ما هو الجواب؟ قال الله عز وجل ليلة القدر - 00:18:58ضَ

خير من الف شهر. الله اكبر الله تبارك وتعالى هنا بدأ يجيب عن ذلك السؤال الذي وجه قبل لحظات فذكر اولا ان ليلة القدر من عظيم رتبتها ومكانتها انها خير - 00:19:19ضَ

من الف شهر ما المراد بهذه الخيرية؟ المراد بها خيرية العمل الصالح فيها يعني ذاك الذي يصلي في ليلة القدر يقوم الليل ذاك الذي يقرأ القرآن في ليلة القدر ذاك الذي يتصدق في ليلة القدر - 00:19:41ضَ

ذاك الذي يحسن خلقه في ليلة القدر. ذاك الذي يبر والديه او يصل رحمه او يفعل اي باب يلج منه الى رحمة الله في ليلة عمله ذاك العمل الصالح في ليلة القدر خير من ان يعمل الف شهر. يعني قرابة اربعة وثمانين سنة - 00:20:00ضَ

قرابة اربعة وثمانين سنة يعني صلاة ركعتين في ليلة القدر يا ولي الله تعدل صلاتك في اربع ثمانين سنة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. اسأل الله - 00:20:23ضَ

الا يحرمنا واياكم من فضله وجوده وكرمه هذا التحفيز هذا الاخبار عن هذه الخيرية هو في الحقيقة محفز لاهل الايمان. نعم هذه الامة المباركة اعمار افراد قليلة فاعمار هذه الامة ما بين الستين الى السبعين قارن هذا مع اعمار - 00:20:43ضَ

اناس كانوا يعيشون في ازمنة الغابرة فكان يبلغ عمر الواحد منهم مئات السنين يبلغ عمر الواحد منهم مائة السنين فيعيش ثمان مئة تسع مئة الف سنة فقد يقول انسان تلك الامم نالت من العمر ما يهيئها للعمل الصالح الذي تكسب به عظيم الاجور اكثر منا - 00:21:05ضَ

يقول الله عز وجل وان قلل اعمار هذه الامة لكنه اعطاها من الاعمال الصالحة ما تضاعف به الحسنات ما تضاعف به الحسنات حتى ان العبد المؤمن التقي النقي الحريص على الخير يستطيع ان يصل من خلال عمله - 00:21:28ضَ

يستطيع ان يصل من خلال عمله الصالح الى حال ذاك الذي عاش مئات بل الاف السنين قبلنا هذا كما قلنا فضل الله تبارك وتعالى فعل المؤمن ان يسابق وان ينافس في هذا المظمار وفي هذا الميدان العظيم الذي جعله الله تبارك وتعالى. وللحديث بقية ان شاء الله - 00:21:49ضَ

بعد الفاصل كل ابن ادم خطاء. وخير الخطائين التوابون. من طبيعة بني ادم الوقوع في الذنوب. لكن خيرهم من يفزع الى التوبة فمن تاب الى الله فرحنا بتوبته وهنأناه عليها. فان الله تعالى لما تقبل توبة كعب ابن ما لك استقبله النبي - 00:22:14ضَ

صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور. وقال ابشر بخير يوم مر عليك منذ ولدتك امك والتائب منكسر يحتاج الى من يلطف به حتى يثبت على طريق الهداية. قال تعالى - 00:22:48ضَ

ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حول ونفتح له باب الامل ونبشره بسعة رحمة الله وانه يقبل التائبين. قال تعالى ولا نوبخه ولا نعنفه بذنب قد تاب منه. قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تكونوا عون الشيطان على - 00:23:08ضَ

فيكم ولكن قولوا اللهم اغفر له. اللهم ارحمه ولا نعيره بسالف ذنبه ولو بعد حين قال الحسن البصري رحمه الله كنا نحدث انه من عير اخاه بذنب قد تاب الى الله منه ابتلاه الله عز وجل به - 00:23:48ضَ

وندله على ما يثبته على طريق الهداية. كتلاوة القرآن وذكر الله تعالى وصحبة الاخيار فجر الاشرار ونواليه بالزيارة والسؤال عنه. ونصطحبه معنا الى مجالس العلم والفضل. ولنستر عليه ولا نخبر بما علمنا من معاصيه. وننصحه ان يستر نفسه. قال النبي صلى الله عليه وسلم من ستر مسلما - 00:24:08ضَ

ستره الله في الدنيا والاخرة. وينبغي ان نساعد التائب على معيشته. فمن تاب من وظيفة محرمة نسعى له في وظيفة مباحة ومن تاب من كسب محرم نوفر له باب كسب حلال. فالمساعد التائب والمشارك في التوبة - 00:24:38ضَ

فانها واجبة على الجميع. وكلنا يرجو الاعانة عليها. قال تعالى وتوبوا الى الله جميعا ايها المؤمنون لعلكم تفلحون مرحبا بكم ايها المباركون. احمدوا الله اليكم. احييكم مرة اخرى بعد هذا الفاصل وكنا قبله نتحدث عن الايات من سورة القدر - 00:24:58ضَ

التي يذكر فيها الحق تبارك وتعالى شرف ليلة القدر فذكر اول شرف لها وهي انها خير من الف شهر ثم قال تبارك وتعالى تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل امر - 00:25:43ضَ

سلام هي حتى مطلع الفجر في تلك الليلة المباركة في تلك الليلة الموعودة اسأل الله ان يوفقنا واياكم لها وان نكون من اهلها في كل عام في تلك الليلة من بركاتها - 00:26:09ضَ

من شرفها ان الله تبارك وعز وجل ينزل ملائكة السماء فيها نزولا كبيرا جدا. يختلف عن باقي الليالي الملائكة تتنزل وهم معنا بامر الله تبارك وتعالى. ولكنهم في تلك الليلة المباركة - 00:26:25ضَ

يكون نزولهم اكثر جدا جدا جدا من غيرها من الليالي ولهذا تكون تلك الليلة من بركاتها في نزول الملائكة فيها ليلة مضيئة ليلى بليجة طلقة ترى فيها من النور في السماء ترى فيها من الخير والبركات. الامر الكبير بسبب نزول هؤلاء - 00:26:48ضَ

الملائكة الى السماء الدنيا بل والى الارظ الى السماء الدنيا بل والى الارض تنزل الملائكة. ثم قال عز وجل والروح من ضمن هؤلاء الملائكة الذين ينزلون الروح من هو الروح - 00:27:13ضَ

انه جبريل عليه السلام سيد الملائكة ومقدمهم وامامهم وقائدهم جبريل عليه السلام هذا الملك العظيم الموكل بانزال الوحي على انبياء الله ورسله عليه وعلى سائر ملائكة الله السلام يتنزل في تلك الليلة المباركة. مع تلك الكوكبة الرائعة من ملائكة الله عز وجل - 00:27:31ضَ

وتأمل يا عبد الله الله عز وجل يذكر هذا الخاص وهو الروح بعد العام. قال تنزل الملائكة ثم قال والروح. مع ان الروح جبريل عليه السلام هو من الملائكة. ولكن الله تبارك وتعالى - 00:28:01ضَ

ولا يفرده بالذكر فيذكر الخاص بعد العام لشرفه ولمكانته ولسمو رتبته عليه وعلى سائر انبياء الله ورسله السلام تنزل الملائكة والروح فيها فيها يعني في ليلة القدر فيها يعني في ليلة - 00:28:16ضَ

القدر والروح فيها كل ذلك هذا النزول لهؤلاء الملائكة العظام قال باذن ربهم كان نزولهم اي هؤلاء الملائكة باذن ربهم فلا يكون شيئا في ملك الله تبارك وعز وجل الا باذنه. وهنا وقفة - 00:28:42ضَ

على طالب العلم ان يستوعبها الاذن من الله تبارك وعز وجل في امر من الامور اما ان يكون اذنا شرعيا واما ان يكون اذنا كونيا قدريا الاذن الشرعي الديني هو - 00:29:07ضَ

اذن الله تبارك وتعالى وامره بعمل من الاعمال الصالحة التي يحبها وقد يقع هذا الامر وقد لا يقع الله عز وجل امر بالصلاة واذن بها والصلاة محبوبة عند الله تبارك وتعالى - 00:29:28ضَ

فقد تقع من العبد وقد لا تقع اما الاذن الكوني القدري فهي امور قد يحبها الله وقد لا يحبها تبارك وتعالى ولكنه يأذن بها يريدها تبارك وتعالى اذنا كونيا قدريا ووقوعها امر محتم لابد - 00:29:49ضَ

منه ومن ذلك نزول هؤلاء الملائكة فان الاذن بنزولهم هنا اذن كوني قدري لابد ان يكون وهو امر متحتم في تلك الليلة المباركة تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم. قال من كل امر - 00:30:12ضَ

هذا النزول من هؤلاء الملائكة من كل امر يعني من قدر الله تبارك عز وجل الذي قدره في الازل يعني ارواح العباد. اجالهم ارزاقهم ما يكون من ضر ونفع وخير وبلاء وما شابه ذلك. هذا مقدر عند الله عز وجل قبل خلق السماوات والارض - 00:30:36ضَ

بخمسين الف سنة كتب ذلك في اللوح المحفوظ. وهو عنده تبارك وتعالى هناك. في ليلة القدر تتنزل هذه دار لما سيكون في عام كامل فتكون عند اولئك الملائكة الموكلين بمثل - 00:31:00ضَ

هذه الاعمال ثم ذكر تبارك وتعالى ايضا شيئا من شرف هذه الليلة المباركة وعظيم منزلتها فقال سلام هي هذه الليلة ليلة السلام اي سالمة من كل سوء ومن كل بلاء. فلا يقدر فيها باذن الله عز وجل الا كل خير - 00:31:20ضَ

ولا يكون فيها الا كل بر. فهي ليلة سالمة باذن الله تبارك وتعالى. سلام هي هذا الضمير هنا ذكرنا ان كلمات هذه السورة ثلاثون كلمة هي هذه جاءت في الموضع السابع والعشرين - 00:31:44ضَ

هي الكلمة السابعة والعشرين وهنا ينسب لابن عباس ولغير ابن عباس ان هذه الكلمة هذا الظمير سلام هي هو هذا الظمير يعود على ليلة القدر فقوله هي في الموضع السابع والعشرين قال هو مما ها يستأنس به على ان ليلة القدر - 00:32:06ضَ

في السابع والعشرين لما؟ لان موضع هذه الاشارة موضع هذا الظمير هنا في الكلمة السابعة والعشرين وهذا من التفسير الاشاري الذي سبق ان تحدثنا عنه في المستوى يعني الاول اول ما تحدثنا عن علوم القرآن ومررنا بالكلام عن التفسير الاشاري وفصلنا - 00:32:32ضَ

القول فيه ما بين المنع بالكلية او القبول بالكلية او التوسط وهو الامر الذي بفظل الله تعالى اخترناه هناك فليراجع في مظانه لمن اراد ذلك اذا سلام هي قلنا هذا فيه لمحة واشارة الى ان ليلة القدر في ليلة السابع والعشرين وهذا القول هو قول اكثر الفقهاء - 00:32:57ضَ

فاكثر الفقهاء على ان ليلة السابع والعشرين هي ليلة القدر وانها ليلة ثابتة لا تتغير ولا تتبدل في كل عام هي ليلة السابع والعشرين. وعلى ذلك كان يقسم ابي ابن - 00:33:22ضَ

رضي الله عنه وارضاه كان يقسم انها ليلة السابع والعشرين وذهبت طائفة اخرى من اهل العلم الى انها ليلة تتنقل فاخفاها الله تبارك عز وجل على عباده ليجتهدوا في العبادة فهي ليلة تتنقل لكن - 00:33:39ضَ

يعني هي في العشر الاواخر من رمضان هي في رمضان قطعا وفي العشر الاواخر منه اكد وفي الليالي الوترية اكد كذلك ففي الليالي الوترية يكون امرها اكد واكد بفضل الله تبارك وعز وجل ولا شك ان ارجاها عند الجميع هي ليلة السابع - 00:34:00ضَ

والعشرين سلام هي في هذه الليلة المباركة ليلة القدر حتى مطلع الفجر حتى مطلع الفجر يعني فضلها بركتها ما فيها من تنزل الخيرات وتنزل البركات يستمر بفظل الله تبارك وتعالى - 00:34:20ضَ

الى الفجر ليلة القدر ايها الاحبة الكرام جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضلها الحديث العظيم الذي في الصحيح الذي يقول فيه عليه الصلاة والسلام من قام - 00:34:42ضَ

ليلة القدر ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه غفر له ما تقدم من ذنبه فعل المؤمن انا اقولها بصدق على المؤمن الا ينصرف الى مسألة تحديد الوقت بل عليه ان ينصرف الى العمل الصالح. فمن قام مثلا من قام العشر الاواخر من رمضان - 00:34:58ضَ

فانه قطعا قد وافى ليلة القدر وهو المطلوب الذي يرجوه كل واحد منا هنا نكون قد انتهينا بفضل الله عز وجل من الحديث عن سورة القدر. سائلين الله تعالى ان ينفعنا واياكم بما قلنا وبما نسمع - 00:35:26ضَ

انه على ذلك قدير. وبالاجابة جدير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد - 00:35:45ضَ

بالعلم كالازهار في البستان - 00:36:12ضَ