التفسير - المستوى الثالث

المحاضرة 7 - التفسير - تفسير سورة البروج (22:17) - المستوى الثالث - الشيخ محمد صالح المنجد

محمد صالح المنجد

يا راغبا في كل علم نافع. ينمو العلم ويتقدم. تقنياته ومجالاته ومعه طور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد كتاب الله رح قلوبنا خير الدروس تعلم القرآن بشرى لنا زدنا كاذبين - 00:00:00ضَ

بالعلم كالازهار في البستان. بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اشهد ان لا اله الا الله الملك الحق المبين. واشهد ان محمدا عبده ورسوله الامين - 00:00:40ضَ

صلى الله عليه وعلى اله وصحبه. ايها الاخوة والاخوات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحن في الدرس السابع من سلسلة محاضرات مادة التفسير في اكاديمية زاد. سبق في الدرس الماضي - 00:01:04ضَ

الكلام عن قوله تعالى ان بطش ربك لشديد الايات وكنا في تفسيرها ان الله تعالى ذكر شدة بطشه والبطش هو الاخذ بعنف وشدة وانه سبحانه لا يعجزه شيء فهو المبدئ المعيد الذي - 00:01:21ضَ

يحدث خلقه ابتداء ثم يميتهم. ثم يعيدهم احياء بعد مماتهم كهيئتهم قبل مماتهم فهو سبحانه ويحيي ويميت بلا ممانع ولا مدافع بينا معنى قوله الغفور الودود انه يغفر لمن تاب اليه ويوده ويحبه - 00:01:42ضَ

والله يحب التوابين ويحب عبده بعد المغفرة والود اصفى الحب والطفه ولما ذكر تعالى انه غفور ودود بين عظمته وتمام سلطانه بذكر عرشه العظيم وانه فعال لما يريد فقال ذو العرش المجيد او ذو العرش المجيد - 00:02:08ضَ

فالمجيد اما صفة للعرش واما صفة لله سبحانه وتعالى واذا كنا ذو العرش المجيد يعني صفة للعرش فهذا العرش عظيم خلقه الله تعالى عال على جميع الخلائق واذا قلنا ذو العرش المجيد يعني المجيد صفة لي ذو - 00:02:37ضَ

المجيد من اسماء الله تعالى المجيد بمعنى صاحب المجد العظيم والممجد ايضا لكثرة صفات كماله وسعتها وعدم احصاء الخلق لها وكثرة خيره ودوامه وقوله تعالى فعال لما يريد اي مهما اراد فعله - 00:03:05ضَ

لا يعجزه شيء يريده ولا يمتنع منه شيء طلبه ولا يغالبه ولا يغلبه غالب ولا معقب لحكمه فلا يسأل عما يفعل وهم يسألون وذلك لعظمته وقهره وحكمته وعدله في هذا الدرس نختم الكلام عن تفسير السورة باذن الله تعالى قال عز وجل هل اتاك حديث الجنود - 00:03:40ضَ

فرعون وثمود لا يزال سياق الايات في تسوية النبي صلى الله عليه وسلم ومواساته ما الحقه المشركون به من الاذى وتهديد ووعيد هؤلاء المشركين من ان يحل بهم ما حل بالامم السابقة المكذبة. وان الذي نصر رسله من قبل - 00:04:09ضَ

سينصر رسوله صلى الله عليه وسلم من بعد وفي هذا التقوية بعزيمة صلى الله عليه وسلم وشحذ لهمته في الدعوة الى الله وتبليغ رسالاته فيقول عز وجل هل جاءك يا محمد صلى الله عليه وسلم حديث الجنود - 00:04:34ضَ

وهل هنا بمعنى قد هل اتاك حديث الجنود هذا استفهام تقريري يعني قد جاءك واتاك خبر الجموع الكافرة المكذبة الذين تجندوا على الله ورسله واوليائه اه بالاذى والمكر لقد علمت يا محمد صلى الله عليه وسلم - 00:04:54ضَ

خبر هؤلاء فان كان قد اتاك علم ذلك وعرفت ما احل الله بهم من البأس وانزل عليهم من النقمة التي ما ردها احد عنهم لما نزلت بهم عندما كذبوا انبياء الله ورسله - 00:05:22ضَ

فاصبر ان الله قادر على ان يلحق بهم الذين اذوك ما الحق باولئك فاصبر كما صبر الرسل من قبلك وبلغ كما بلغوا فان عاقبة من لم يصدقك ويؤمن بك ويعاديك - 00:05:39ضَ

كعاقبة هؤلاء الجنود المذكورين الذين عرفت خبرهم وفي الاية تقرير لقوله تعالى ان بطش ربك لشديد والجنود جمع جند وهو العسكر المتجمع للقتال. اذا في اللغة العسكر المتجمع للقتال يسمى جندا - 00:06:09ضَ

وجمع جند جنود اطلق ذلك على الامم التي تجمعت لمقاومة الرسل وقد قال عز وجل جند ما هنالك مهزوم من الاحزاب وهؤلاء قد تجمعوا لقتال النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الاحزاب ثم هزمهم الله عز وجل - 00:06:39ضَ

وقد بين الله عز وجل في الاية من هم الجنود هل اتاك حديث الجنود فرعون وثمود فذكر فرعون اكتفى بذكره مع انه واحد لكن المقصود هو وجنوده واتباعه لانه كان - 00:07:07ضَ

ملكهم ورئيسهم وهم تبع له وتحت طاعته وامرته المعنى هل اتاك حديث الجنود فرعون وجيشه وقومه وثمود القبيلة كلها التي قاومت نبيها صالح والاستفهام في الاية هل اتاك حديث الجنود ايضا في معنى التنبيه - 00:07:38ضَ

قلنا هذا يعني اه استفهام تقريري يعني قد اتاك وايضا يحمل معنى التنبيه لان آآ الشيء اذا جاء باسلوب الاستفهام انتبه الانسان له اكثر لا شك ان هؤلاء الجنود آآ جيش عرمرم - 00:08:10ضَ

هل اتاك حديث الجنود الجنود فيها يعني بيان ان هؤلاء آآ جنود مجندة بسلاح عظيم وعدد كبير وبطش وجبروت فرعون وثمود طبعا الاية وان كانت موجهة للنبي صلى الله عليه وسلم هل اتاك لكن تضمن بتهديدا ووعيدا للمشركين الذين كذبوا محمدا - 00:08:37ضَ

صلى الله عليه وسلم بانه قد يحل بهم قد يحل بهم محل اولئك وهنا سؤال ما الحكمة من ذكر فرعون وثمود على الخصوص من الامم المكذبة والامم المكذبة كثيرة الجواب - 00:09:11ضَ

بعد الفاصل ان شاء الله الزواج هو الصلة التي ارتضاها الاسلام لاعفاف النساء والرجال. واستمرار النسل لمواصلة اعمار الارض واصلاحها وهو عقد مودة فيه سكن للنفس وارتياح للقلب قال تعالى ومن اياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا - 00:09:37ضَ

تسكن اليها وجعل بينكم مودة ورحمة. والمرأة المسلمة حين تقبل على الزواج فهي تقدم على مرحلة جديدة في حياتها. تعد مرحلة مهمة وجليلة الشأن فلابد ان تعرف متطلبات نجاحها فان جزءا كبيرا من سعادة بيتها واستقراره بيديها - 00:10:17ضَ

ان هي احسنت التهيؤ والاستعداد لهذا الامر ومن حسن الاستعداد الاهتمام بحسن الاختيار على اسس صحيحة واهمها الدين والخلق. الاستخارة والاستشارة للوصول الى القرار الاقرب الى الصواب الاستفادة من فترة الخطبة في التأكد من مصداقية الخاطب وسلوكه - 00:10:44ضَ

الاستعداد نفسيا وبدنيا لمسؤوليات وشؤون بيت الزوجية اثراء فهمها ووعيها بمرحلة الزواج ومتطلبات نجاحها. سواء بالقراءة او بتجارب الناجحات ووصاياهن او بالالتحاق بدورات تثقيفية في هذا الامر معرفة حقوقها وما يجب عليها تجاه زوجها - 00:11:09ضَ

وان حسن تبعلها لزوجها ليس لنجاح زواجها فقط بل هو قربة وعبادة لله تعالى. ولتعلم المرأة ان بيت الزوجية هو مملكتها الجميلة ومستقر سعادتها ومحضن اطفالها. وبحسن تصرفها في تدبيره ورعايته - 00:11:35ضَ

تتضاعف سعادتها وتنال رضا الله وجميل ثوابه الحمد لله حياكم الله. مرة اخرى ايها الاخوة والاخوات والطلاب والطالبات ختمنا الفاصل السابق بسؤال ما الحكمة من ذكر فرعون وثمود على الخصوص من الامم المكذبة - 00:11:57ضَ

والجواب اولا لان ثمود في بلاد العرب وقصتهم عند كفار قريش وكفار العرب مشهورة وهم يمرون على مساكنهم النهار بالليل اما امر فرعون فانه كان مشهورا عند اهل الكتاب وغيرهم - 00:12:33ضَ

ومعلوم ان المعادين للنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك الوقت كانوا اما من مشركي العرب او من اهل الكتاب من اليهود اساسا وغيره فرعون طبعا من المتأخرين في الاهلاك - 00:13:00ضَ

بالنسبة لثمود فموت قبل فرعون بمدة فاتى لهم بمثل في الاهلاك من قوم من العرب يعرفونهم ويمرون على مساكنهم بالليل والنهار في طريق سفرهم واتى لاهل الكتاب بخبر يعرفونه جيدا - 00:13:25ضَ

في اهلاك الله لفرعون وهذا فيه تهديد ووعيد شديد لقريش ومشركي العرب الذين كذبوا النبي صلى الله عليه وسلم ولليهود وغيرهم ممن وقفوا له بالمرصاد وجحدوا نبوته فهو يقول لهؤلاء لكل المكذبين بالنبي عليه الصلاة والسلام لستم اشد قوة من فرعون وثمود - 00:13:56ضَ

ومع ذلك اصابهم الدمار والهلاك ووقع عليهم العذاب ثانيا فرعون وثمود من اكبر الامم التي كذبت رسل الله اما قوم فرعون فتألبوا على موسى عليه السلام الذي بعثه الله لاعتق بني اسرائيل من ذل العبودية لفرعون - 00:14:26ضَ

ولما دعاهم موسى عليه السلام الى عبادة الله غاب ذلك فرعون الذي زعم انه اله القبط وابن الهتهم واما ثمود فالله قد اعطاهم قدرة وقوة وكانوا ينحتون من الجبال بيوتا فارهين - 00:14:50ضَ

حاذقين متكبرين ويتخذون من القصور سهولا وعندما كذبوا صالحا عليه السلام رسولهم اهلكهم الله برجفة وصيحة فهلكوا عن بكرة ابيهم واصبحوا في ديارهم جاثمين خامدين ميتين ولما ذكر ذلك اعقبه سبحانه بقوله بل الذين كفروا في تكذيب - 00:15:15ضَ

والله من ورائهم محيط لما ذكر ما ذكر من التهديد قال بل هؤلاء المشركين في شك وريب وكفر وعناد وسيستمرون في التكذيب ولا تنفع معهم الايات ولا تجزي لديهم العظات ولا يعتبرون بما حل بمن قبلهم من الامم المكذبة - 00:15:48ضَ

من الويلات كفرعون وقومه وثمود وغيرهم وهذا هو حال الكفار ونهجهم مع المؤمنين في جميع الازمنة المعنى بل الذين كفروا من مشركي مكة وغيرهم في تكذيب لك بل الحال والشأن - 00:16:21ضَ

والواقع انهم في تكذيب لك وتكذيب لله ولكتابه القرآن ولا يعتبرون بما حصل لمن قبلهم من الكفرة هم اعرضوا على الاعتبار بما اصاب فرعون وثمود واصروا على التكذيب والسبب الذي اهلك الله فرعون وثمود من اجله - 00:16:49ضَ

فكذبوك وكذبوا بما جئت به من القرآن فانت قلت الايات من الكلام عن حال الامم السابقة الى اعراض قريش عن الاعتبار بحال هذه الامم وانهم مستمرون على التكذيب منغمسون فيه - 00:17:25ضَ

وهذا فيه بيان لما كانت عليه او كان عليه مشركو العرب من الطغيان لاحظ قوله في تكذيب داخلون في هذا التكذيب مشروع التكذيب يعني لم يقل يكذبون وقد ذكرت في اية اخرى - 00:17:46ضَ

بل الذين كفروا يكذبون ليس فقط ان هذا من افعالهم لكنهم منغمسون فيه اشد الانغماس فقال هنا في تكذيب بل الذين كفروا في تكذيب هذه حالهم المطبقة والتكذيب محيط بهم من كل جانب - 00:18:20ضَ

منغمسون فيه انغماسا لا يترك لعقولهم مسلكا لتعمل وتعتبر ابدا اه ما الفرق بين بل الذين كفروا في التكذيب وبل الذين كفروا في تكذيب تكذيب بدون الف ولام تنكير يدل على التعظيم والتهويل - 00:18:49ضَ

يعني بل الذين كفروا في تكذيب عظيم فقومك لا يقلون تكذيبا عن ثمود فهم غرقى في التكذيب مغمورون فيه ويستحقون العذاب ولذلك جاءت تكملة التهديد بقوله والله من ورائهم محيط - 00:19:14ضَ

محيط عليم محيط باخبارهم واعمالهم آآ محيط ليس فقط آآ بالعلم وبالقدرة ايضا محيط بهم احاطة فيها محاصرة لهم من كل جانب لا يمكن ان يفلتوا منه ولا ان يخرجوا - 00:19:51ضَ

لا عن سلطانه ولا عن علمه ولا عن عقابه بالتالي فهذه كقوله تعالى ان ربك لبالمرصاد فهو قادر ان ينزل بهم ما انزل بفرعون وثمود من العذاب لا يعجزه شيء ولا يمنعه احد - 00:20:22ضَ

فقدرته مشتملة عليهم وهو سبحانه محيط بهم وباعمالهم يحصيها عليهم وسيجازيهم بها فهو قادر قاهر لا يفوتونه ولا يعجزونه وفي الاية وعيد شديد وتهديد للكافرين من عقوبة من هم في قبضته وتحت تدبيره - 00:20:45ضَ

وهنا سننتقل النقلة الى زمننا وعالمنا لما نرى اليوم طغيان الكفرة والتكذيب من هذه الامم للاسلام والتمرد على الله والمعاندة لشرعه ودينه والمعاداة للمسلمين والحرب على الله ورسوله ودينه وعباده المؤمنين - 00:21:14ضَ

سنقول الكلام هذا نفسه بشأن كفار عصرنا ان الله محيط بهم. وانه مهما بلغوا من القوة ومهما صعدوا الى الكواكب ومهما امتلكوا انواع السلاح في قيعان البحار وافاق السماء وانحاء الارض فانهم لن يخرجوا عن قبضة الله ولا عن تدبيره - 00:21:56ضَ

لا يخرجون عن سلطانه ولا عن قدرته. وان الله محيط بهم. اينما كانوا برا وبحرا وجوا الان هم في مرحلة المهلة الامهال وسيأخذهم عز وجل ولن يفلتهم قد يسلط بعضهم على بعض - 00:22:33ضَ

في حرب عظيمة وقد يصيبهم بانهيار اقتصادي شامل يذهب باموالهم ومكاسبهم وما بنوه وجنوه وقد يسلط عليهم افات من عنده من السماء او الارض كيسحتهم بعذاب وقد يسلط على بعضهم بعض عباده - 00:23:09ضَ

على اية حال كل التهديدات التي جاءت في القرآن للكفرة والمشركين تسقط اليوم على كفرة عصرنا فاين هم من بأس الله نسأل الله سبحانه وتعالى ان يعز الاسلام والمسلمين وان ينصر - 00:23:46ضَ

الدين واهله على المشركين وقفة قصيرة ثم نعود اليكم ان شاء الله من صمت نجا كف عليك هذا فليقل خيرا او ليصمت. توجيهات نبوية كريمة بحفظ اللسان وامساكه عن الشر والاذى. فالمسلم الحق من سلم المسلمون من لسانه ويده. لذا فان من كمل عقله - 00:24:17ضَ

هو امسك لسانه الا من خير. فاللسان كالنفس ان لم تشغله بالحق انشغل بالباطل. فمن اشغاله بالحق ان يكون في الذكر والدعاء وتلاوة القرآن والامر بالمعروف والنهي عن المنكر وتعليم العلم والدعوة الى الله تعالى - 00:24:56ضَ

والا فسينشغل بالغيبة والنميمة والكذب. وقول الزور ونشر الباطل والقول على الله بغير علم. ولكلا انشغالين جزاء. قال عليه الصلاة والسلام ان العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا - 00:25:16ضَ

يرفعه الله بها درجات وان العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم. فكل ما خرج منه يرصد يكتب ويجمع ويحفظ. لينشر يوم الدين فاما خيرا يجازى عليه اجرا وثوابا. واما شرا يجازى عليه - 00:25:36ضَ

من وعذابا قال تعالى ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد. فالمسلم العاقل اشد ما يكون حذرا من زلات لسانه فانه مما يورث الندامة يوم القيامة. فما اعظم الحسرات! حين يرى الانسان - 00:25:59ضَ

حسناته وقد ذهبت الى ميزان غيره. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اتدرون ما المفلس؟ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع فقال ان المفلس من امتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة - 00:26:21ضَ

ويأتي قد شتم هذا وقذف هذا واكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته. وهذا من حسناته فان فنيت حسناته قبل ان يقضى ما عليه اخذ من خطاياهم فطرحت عليه - 00:26:42ضَ

ثم طرح في النار الحمد لله حياكم الله ايها الاخوة والاخوات و نحن في آآ ختام تفسير سورة البروج بل الذين كفروا في تكذيب والله من ورائهم محيط. من ورائهم - 00:27:04ضَ

ماذا تعطي هذه الكلمة من ورائهم من ورائهم وهم في غفلة عنه من ورائهم وقد احاط بهم من ورائهم يتربص بهم وسينزل بهم بأسه وهم لا يشعرون من ورائهم محيط - 00:27:34ضَ

حتى اذا ارادوا الفرار والافلات لا يمكنهم ذلك. سيجدون الاحاطة التامة كل هذا مواساة للمؤمنين وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم وانتقال من حكاية احوال الاولين في التكذيب واهلاك الله لهم الى هؤلاء المتأخرين - 00:28:05ضَ

ثم ان الله سبحانه وتعالى قال بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ بل هذي فيها الانتقال هذا في رد على تكذير الكفار للقرآن وابطال بل فيها ابطال لقول الكفار - 00:28:33ضَ

بان القرآن شعر وكهانة وسحر فقال بل هو قرآن مجيد نلاحظ هنا يعني ان الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بانه المجيد ووصف عرشه بانه المجيد ووصف القرآن كتابه بانه مجيد - 00:29:02ضَ

بل هو قرآن مجيد هذا الذي جئتهم به يا محمد صلى الله عليه وسلم فكذبوا به كتاب شريف عظيم كريم كثير الخير والعلم والبركة اعظم كتب الله المنزلة وابلغ هذه الكتب في نظمه واعجازه وهديه واحكامه - 00:29:24ضَ

كيف يكذبون به كيف يكفرون به اذا كان الكتاب بهذه المنزلة فلماذا يتمردون عليه ويصادمونه ويعادونه القرآن جاءهم بدلائل بينة كيف يستمرون في التكذيب به ويصفونه بانه اساطير الاولين وافك مفترى وقول كاهن وقول شاعر - 00:29:53ضَ

ولذلك رد الله كلامهم الباطل ونوه بالقرآن في مجده وشرفه وجمعه صفات الكلام صفات الكمال في الكلام هذا القرآن لا شك ان المؤمن به وحامله ومن يقوم به ويتلوه حق تلاوته ويعمل به ويمتثل لامره ونهيه - 00:30:34ضَ

سيكون له نصيب من المجد والعزة الكرامة والرفعة فهذا من جزاء من يؤمن به ويقبل عليه بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ يعني مثبت في لوح محفوظ عند الله - 00:31:20ضَ

هذا اللوح العظيم الذي خلقه الله الله اللوح والقلم قبل ان يخلق السماوات والارض فالقرآن هذا في الملأ الاعلى محفوظ في اللوح عند الله لا زيادة ولا نقصان ولا تحريف ولا تبديل ولا تطاله وتناله الايدي - 00:31:50ضَ

ايدي المحرفين مهما فعلوا في الدنيا الان من محاولات كم محاولة فعلوا في تحريف القرآن كلها بطلت ما راجت من يعني ما آآ ما صارت مطبقة ولا آآ ان الناس اخذوا بها لا بقي القرآن في صدور المؤمنين يتناقلونه جيلا عن جيل من صغارهم الى كبارهم - 00:32:16ضَ

وما استطاع الكفرة ما استطاعوا كل ما رغم كل المحاولات وكل استعمال وسائل التقنية اليوم في محاولات تحريف القرآن كل كل وسائل التقنية ما اجدت شيئا بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ والله تعالى جعله ايضا محفوظا في صدور عباده - 00:32:49ضَ

بل هو ايات بينات في صدور الذين اوتوا العلم وقد قال تعالى في ايات اخرى انه لقرآن كريم في كتاب مكنون مكنون مصون محفوظ وهذا هو اللوح المحفوظ لا يمس الا المطهرون - 00:33:20ضَ

وقال وانه في ام الكتاب لدينا لعلي حكيم وايضا في صحف الملائكة في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بايدي سفرة كرام بررة آآ في لوح محفوظ او في لوح محفوظ قرأ نافع وحده من السبعة - 00:33:44ضَ

محفوظ بالرفع صفة لقرآن بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ فاذا هو قرآن مجيد محفوظ في لوح فالقرآن نفسه محفوظ كما قال تعالى انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون - 00:34:15ضَ

قرأ الباقون بقية السبعة في لوح محفوظ بالجر صفة للوح فاللوح ايضا محفوظ عند الله محفوظ من وصول الشياطين اليه محفوظ من ايدي العابثين اللوح نفسه محفوظ من الشياطين لا يمكنهم - 00:34:41ضَ

ان يصلوا اليه قال تعالى عن القرآن وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون انهم عن السمع لمعزولون فالقرآن اذا محفوظ من شياطين الانس ومحفوظ من شياطين الجن - 00:35:09ضَ

لا تقدر الشياطين على ان تنال منه ولا ان تزيد فيه ولا ان تنقص فالقرآن محفوظ واللوح الذي كتب فيه القرآن عند الله محفوظ انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون - 00:35:30ضَ

ومن حفظه حفظ محله وحفظ من الزيادة والنقصان وحفظ معانيه من التحريف وحفظ الفاظه من التبديل كل انواع الحفظ وهذا من خصائص القرآن التي ليست للكتب السابقة التي وقع فيها التبديل والتغيير - 00:35:53ضَ

الكتمان قال تعالى عن اليهود من الذين هادوا يحرفون الكلمة عن مواضعه. وقال فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلمة عن مواضع وقال عن تحريف النصارى يا اهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب - 00:36:20ضَ

تحرفوه بوسائل كثيرة حتى منها النسيان والاهمال غير انهم يكتبون هذا يكتبون يقولون هذا من عند الله وما هو من عند الله تكفل الله بحفظ القرآن طبعا نحن نؤمن باللوح المحفوظ - 00:36:44ضَ

ولا يلزمنا ان نعرف آآ من اي مادة هو ولا ان نتنطع في آآ تفصيل اشياء ما اخبرنا الله عنها يقول القيم رحمه الله اشتملت هذه السورة على اختصارها اه اشتملت هذه السورة على امور - 00:37:08ضَ

على وصفه سبحانه بالعزة المتضمنة للقدرة والقوة وعدم النظير وما نقبوا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد والحمد المتضمن لصفات الكمال مع محبتي والهيتي عز وجل الحميد وملكه السماوات والارض المتضمن لكمال غناه وسعة ملكه الذي له ملك السماوات والارض - 00:37:28ضَ

وشهادة على كل شيء المتضمن لعموم الاطلاع على ظواهر الامور وبواطنها واحاطة بصره بمرئياتها وسمعي من مسموعاتها وعلمي بمعلوماتها والله على كل شيء شهيد ووصف بشدة البطش المتضمن لكمال القوة والعزة والقدرة ان بطش ربك لشديد - 00:37:49ضَ

وتفرده بالابداع والاعادة المتضمن لتوحيد الربوبية وتصرفي في المخلوقات بالابداع والاعادة والقيادة لقدرته فلا يستعصي عليه منها شيء. انه هو يبدأ ويعيد ووصف بالمغفرة المتضمن لكمال جوده واحسانه وغناه ورحمته - 00:38:07ضَ

ووصف بالودود المتضمن لكونه حبيبا الى عبادي محبا لهم ووصف بانه ذو العرش الذي لا يقدر قدره سواه وان عرشه المختص به لا يليق بغيره ان يستوي عليه ووصف بالمجد المتضمن لسعة العلم والقدرة والملك والغنى والجود والاحسان والكرم - 00:38:25ضَ

وكوني فعالا لما يريد المتضمن لحياته وعلمه وقدرته ومشيئته وحكمته سبحانه هذه السورة كتاب مستقل في اصول الدين العقيدة في التوحيد ختمها بالتحذير والوعيد وهل اتاك حديث الجنود وان الكفار - 00:38:48ضَ

المتأخرين في احاطته سبحانه وتعالى وختمها بان كلامه مجيد احق بالمجد من كل كلام كما ان المتكلم به له المجد كله فهو مجيد وكلام مجيد وعرش مجيد سبحانه وتعالى نسأل الله عز وجل - 00:39:18ضَ

ان يجعلنا ممن امن بالقرآن وعمل به انه سميع مجيب الى لقاء قادم استودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يأتيك ميسورا باي مكان صافي يروي غلة الظمان هذا كتاب الله رح قلوبنا خير الدروس تعلم - 00:39:47ضَ

- 00:40:36ضَ