التفريغ
السَّلام عليكم - 00:00:00ضَ
عام (2011) نُشِرَتْ دراسةٌ من جامعة سوانسي "Swansea"، - 00:00:01ضَ
قِيل أنَّها الأكبر عن اعتناق البَريطانيِّين للإسلام، - 00:00:04ضَ
وتَلَقَّفَتْها صحفٌ كالإندبندنت "The Independent" البريطانيَّة تحت عنوان: - 00:00:08ضَ
(النِّساء والإسلام: الزِّيادة المستمرَّة للـ"Convert") - 00:00:12ضَ
أي: المُعتنقات للإسلام - 00:00:16ضَ
قالت الدِّراسة أنَّ عدد البريطانيِّين - 00:00:18ضَ
الذين اعتنقوا الإسلام في السَّنوات العشر الماضية كان (100) ألف، - 00:00:21ضَ
بزيادةٍ كبيرةٍ عن السَّنوات العشر التي سبقتها، أي من (1991) إلى (2001) - 00:00:26ضَ
والتي أسلم فيها (60) ألف بريطانيّ - 00:00:33ضَ
المُلْفِتُ للنَّظر أنَّ ثلاثة أرباع هؤلاء المسلمين الجدد هُنَّ من النِّساء - 00:00:36ضَ
وفي بحثٍ منشورٍ عام (2017) شَمِلَ دولًا أوروبيَّةً عديدةً، - 00:00:42ضَ
تحدَّث البحث عن أعدادٍ كبيرةٍ ممَّن اعتنقوا الإسلام في ألمانيا، وكذلك في فرنسا، - 00:00:47ضَ
ودولٍ أخرى أوروبيَّةٍ - 00:00:52ضَ
وكانت الملاحظة مرَّةً أخرى: أنَّ النِّساء أكثر اعتناقًا للإسلام من الرِّجال - 00:00:55ضَ
لماذا يا تُرى؟! - 00:01:02ضَ
هل حضرتَ معنا حلقة (تحرير المرأة الغربيَّة)؟ - 00:01:03ضَ
هل رأيتَ الصَّحراء التي ضاعتْ فيها هذه المرأة؟ - 00:01:07ضَ
إذا كانت سليمة الفطرة - 00:01:11ضَ
فماذا تتوقَّع منها أنْ تفعل بمجرَّد أنْ تعثر -وسْط هذا المشهد البائس- على واحة الإسلام؟ - 00:01:12ضَ
وترى إِنصاف الإسلام لها، وتنظيمَهُ لعلاقتها بربها، - 00:01:19ضَ
ثم بنفسها ومجتمعها، ببوصلة وحيٍ محفوظٍ، لا أهواءِ ساسةٍ وأصحاب رؤوس أموالٍ مُسْتَغِلِّين - 00:01:23ضَ
لذلك فلاحِظْ: أكثر دولٍ يُقبِل نسائها على الإسلام هي: بريطانيا، ألمانيا، فرنسا - 00:01:31ضَ
وهي أكثر دولٍ رأينا فيها معاناة المرأة في حلقة (تحرير المرأة الغربيَّة) - 00:01:38ضَ
المهندس (فاضل سليمان) قابل عددًا من النِّساء اللواتي اعتنقنَ الإسلام - 00:01:45ضَ
ليَنشر بعدها وثائقيَّةً بعنوانٍ غريبٍ: "Islam in Women" (الإسلام في النِّساء) - 00:01:49ضَ
عكس العنوان المعتاد: (المرأة في الإسلام) - 00:01:56ضَ
لماذا يا تُرى؟ لماذا (الإسلام في المرأة)؟ أو (الإسلام في النِّساء)؟ - 00:02:00ضَ
قال: لأنَّ هناك ظاهرةً تَكَرَّرَتْ مع عددٍ من النساء اللواتي قابلهنَّ - 00:02:04ضَ
يسأل الواحدة: متى أسلمتِ؟ فتقول له: لا تَقُل لي متى أسلمتِ، - 00:02:10ضَ
بلْ قل لي: متى اكتشفتِ الإسلام الذي بداخلك؟ - 00:02:16ضَ
متى اكتشفتِ الإسلام الذي بداخلك: تعبيرٌ عظيمٌ عن حقيقة أنَّه دين الفطرة - 00:02:20ضَ
هذا الإقبال على الإسلام كلُّه -يا كرام- ووضعُ المسلمين كما تَرَون، - 00:02:27ضَ
هذا كلُّه وصورة الإسلام تُشَوَّه يوميًّا في وسائل الإعلام والأفلام - 00:02:31ضَ
هذا كلُّه والتي تَدخلُ في الإسلام تَعلم أنَّها تَعْتَنِق دينًا مُضْطَهدًا محارَبًا عالميًا، - 00:02:36ضَ
وتعلم ما ستتعرَّض له بمجرَّد أنْ تَضع الحجاب - 00:02:43ضَ
هذا كلُّه وعامَّة المسلمين لا يخطر ببالهم أصلًا واجب دعوة الآخرين إلى الإسلام، - 00:02:47ضَ
بل ومنهم مَن يحتفلون مع أهل الأديان في مناسباتهم الدِّينيَّة - 00:02:54ضَ
بدلًا من دعوتهم إلى الدِّين الحقِّ! - 00:02:59ضَ
ولاحِظْ أنَّ أعداد اللواتي يُسلِمنَ زادتْ بعد عام (2001)، - 00:03:02ضَ
في العِقْد الذي تلا أحداث (سبتمبر) مباشرةً - 00:03:05ضَ
أحداثٌ كان يُتوَقَّعُ أنْ تُعْطيَ نتيجةً عكسيَّةً - 00:03:09ضَ
لكن، مجرَّد التفات نظر هؤلاء النِّساء إلى وجود دينٍ اسمه (الإسلام) - 00:03:12ضَ
وتَنامِي فضولهنَّ للتعرِّف عليه، - 00:03:18ضَ
وشيءٌ من زيادة نشاط المسلمين في الدَّعوة بعدها، كان له هذا الأثر الكبير - 00:03:21ضَ
تُرى ما هي الأشياء التي جذَبتْ هؤلاء الغربيَّات إلى الإسلام، - 00:03:27ضَ
وجَعَلَتْهنَّ يَعْتَنِقْنَه رغم كلِّ الصُّعوبات؟ - 00:03:32ضَ
طُرِحَ هذا السُّؤال في وثائقيَّة (الإسلام في المرأة) أو (الإسلام في النساء) - 00:03:35ضَ
وقد تستغربين -أيَّتها المؤمنة- إذا علمتِ أنَّ ما جذب كثيرًا من الغربيَّات للإسلام - 00:03:40ضَ
هو نفس التَّشريعاتِ التي جعلتْ بعض المسلمات يتَشكَّكْن في الدِّين أو يَترُكْنَه مع الأسف - 00:03:46ضَ
أوامر ربانيَّة تتَحَرَّج منها بعض المسلمات، إمَّا لاختلال المعايير لديهنَّ، - 00:03:54ضَ
أو لسوء تطبيق هذه التَّشريعات على أرض الواقع - 00:04:00ضَ
أمَّا المرأة الغربيَّة فقد خاضتِ التَّجربة، ذاقتْ المرارة، خُدِعت كثيرًا، واسْتُغِلَتْ كثيرًا - 00:04:04ضَ
سَلَكَتْ هذا الطريق إلى نهاياته، رَأَتْ عواقبه ومآلاته - 00:04:11ضَ
علِمتْ أساليب شياطين الإنس في إغرائها بسلوك هذا الطَّريق - 00:04:16ضَ
جرَّبتْ الحِيرة والضياع طويلًا، فإذا سَلِمَتْ فِطرتها، ورَأتْ شرائع الإسلام - 00:04:20ضَ
كان سهلًا عليها أنْ ترى فيها الحقَّ والعدل الذي لم تَرَهُ كثيرٌ من المسلمات - 00:04:27ضَ
لكنْ، حَسْبَ الدِّراسة التي نَشرتْ عنها (الإندبندنت) - 00:04:33ضَ
فأكثر المسلمات الجديدات يشتكينَ من حالةٍ من الارتباك - 00:04:36ضَ
لا يَتَلَقَّينَ دعمًا تعليميًّا كافيًا، فيُطالعْنَ بأنفسهنَّ عن الإسلام ويتَشتَّتن - 00:04:42ضَ
وعددٌ منهنَّ يشتكينَ من حالة العُزلة، - 00:04:49ضَ
ويشتكينَ أنَّهنَّ عندما أسلمنَ اسْتُقْبِلنَ في البداية بحفاوةٍ من المسلمين، - 00:04:51ضَ
لكنْ بعدها لا يوجد اهتمامٌ بهنَّ، الكلُّ ينشغل عنهُنْ - 00:04:56ضَ
بينما في الأديان الأخرى -الرَّئيسيَّة- هناك برامج منظَّمةٌ لإرشاد مُعْتَنِقيها الجُدد - 00:05:02ضَ
وكأنَّني بالمرأة الغربيَّة المسلمة تقول: - 00:05:09ضَ
أين أنتِ يا من وُلِدتِ مسلمةً لتنقذي أمثالي من النِّساء؟ وتَنْتَشِلي غيري من طريق الضَّياع؟ - 00:05:12ضَ
أين أنتِ لتضرِبي مثلًا لنساء العالم بنجاحكِ في علاقاتكِ الأسريَّة؟ - 00:05:18ضَ
وتعاونكِ مع الرَّجل على البرِّ والتقوى؟ وحُسن تربيتكِ لأبنائك؟ - 00:05:23ضَ
لتقوموا بالمهمَّة التي افترضها الله عليكم إذْ قال لكم: ﴿كنتم خير أمَّةٍ أُخْرِجَتْ للنَّاس﴾ [القرآن 3 : 110] - 00:05:27ضَ
أين أنتِ؟ - 00:05:34ضَ
قرآنٌ قرأتُ ترجمته، ونبيٌّ قرأتُ سِيرته التي مر عليها (14) قرنًا فأسلمت؛ - 00:05:35ضَ
لأنَّه دينٌ يجذب الناس بنفسه - 00:05:42ضَ
أين أنتِ لتجسِّدي ما قرأتُه في القرآن والسُّنة - 00:05:44ضَ
فتكوني قدوةً حيَّةً معاصرةً لبنات جنسي المحتاجات إليك؟ - 00:05:47ضَ
قصَّرتِ في دعوتي ومع ذلك اهتديتُ بفضل الله، أين أنتِ لتقدِّمي ليَ الدَّعم النَّفسيَّ والعلميَّ؟ - 00:05:51ضَ
وتُشْعِريني بأنَّ لي عُزوةً وأُنسًا وأهلًا في هذا الدِّين؟ - 00:05:57ضَ
ألا تغارينَ -أيَّتها المسلمة- على دينك؟ - 00:06:01ضَ
أَمَا أدركتِ أنَّه: (يا له من دينٍ لو أنَّ له رجالًا ونساءًا)؟ - 00:06:03ضَ
أين أنتِ عنَّا يا مسلمة؟ - 00:06:08ضَ
تصوَّر وتصوَّري صدمة هذه المسلمة الغربيَّة التي تصرخ بهذا السؤال: - 00:06:10ضَ
أين أنتِ عنَّا يا مَنْ وُلِدْتِ مسلمةً؟ - 00:06:16ضَ
فتتفاجأ بأنَّ هذه المسلمة قد بدأتْ تسلك نفس الطَّريق الذي فَرَّتْ المسلمةُ الغربيَّةُ منه! - 00:06:19ضَ
تُصِرُّ المسلمة أصلًا على خوض التَّجربة بكامل فُصولها، بدل أن تَتَّعِظ بغيرها - 00:06:27ضَ
تصوَّري صدمة الغربيَّة عندما تَرى مِنَ المسلمات المُتَشَكِّكةَ في عدل الإسلام وإنصافه لها - 00:06:34ضَ
رأت سوء تطبيقٍ لبعض أوامر الله؛ فكرهت أمرَ الله نفسَه - 00:06:42ضَ
فلن تشارك في دعوة غيرها للإسلام، بلْ هي نفسُها بحاجةٍ إلى من يدعوها - 00:06:47ضَ
عندما تَرى منهنَّ التَّائهةَ المحتارة في البحث عن إثبات الذَّات - 00:06:52ضَ
عندما تَرى منهنَّ المشغولة بمشاكلها الشَّخصيَّة - 00:06:56ضَ
تشتكي ظُلم الرجل لها، وقد يشتكي هو ظُلمَها له، - 00:06:59ضَ
ونسيت تمامًا أنَّها مِن خير أمَّةٍ أُخْرِجَت للنَّاس - 00:07:04ضَ
بل، ومنهنَّ مَنْ تترك الإسلام وترتدُّ عنه - 00:07:08ضَ
﴿وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾ [القرآن 47: 38] - 00:07:12ضَ
ومِن المسلمات -بلا شكِّ- مَنْ يَقُمْنَ بواجبهنَّ، ويتعاونَّ على البرِّ والتقوى، - 00:07:17ضَ
والدَّعوة في الأسرة، المدرسة، الجامعة، أعمالِهنَّ، مجتمعاتِهنَّ... - 00:07:22ضَ
مسلماتٌ مؤمناتٌ، الواحدة منهنَّ نبيلة الشُّعور، عالية الهمَّة، واسعة الأفق، - 00:07:27ضَ
نَظرتها شموليَّة؛ ليستْ فرديَّةً ولا أنانيَّة - 00:07:32ضَ
تُدركُ أنَّه كما وقع ظُلمٌ على النِّساء فقد وقع ظُلمٌ على الرِّجال وعلى الأطفال - 00:07:36ضَ
في زمنٍ ضَعُفَ فيه التَّمسُّك بالوحي، فأصبح الظُّلم شعار المرحلة - 00:07:42ضَ
فليس هدفها إنقاذ نفسها فحسب، - 00:07:47ضَ
بلْ وإصلاح أُسْرَتها ومجتمعها، وأمَّتها، بل والبشريَّة - 00:07:50ضَ
مؤمناتٌ، متوازناتٌ، عاليات الهمَّة موجوداتٌ، لكنهنَّ قليلاتٌ - 00:07:55ضَ
وكلٌّ يختار لنفسه من هذه الأصناف السَّابقة ما يريد - 00:08:02ضَ
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّـهِ ۖ وَاللَّـهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15) - 00:08:07ضَ
إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (16) وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّـهِ بِعَزِيزٍ﴾ [القرآن 35: 15-17] - 00:08:13ضَ
لذلك، فسنسير في سلسلةٍ لكِ أيَّتها المؤمنة - 00:08:20ضَ
سلسلةٍ قصيرةٍ مكثَّفةٍ من الحلقات لن تُوَفِّيَ الموضوع حقَّه، - 00:08:24ضَ
لكنْ نسأل الله أنْ يجعلها مصابيح هدايةٍ، - 00:08:29ضَ
حتى نعود بعد استكمالها إلى السَّير في واحدةٍ من أهمِّ محطَّات (رحلة اليقين) - 00:08:32ضَ
هذه السِّلسلة التي بدأنا بها هي لكِ أيَّتها المؤمنة - 00:08:38ضَ
هدفها مساعدتكِ على أنْ تَتبَوَّئي المكان المناسب في تحمُّل المسئوليَّة العظمى تِجاه دين الله - 00:08:42ضَ
فمَهَمَّتك في الإعانة على هداية البشريَّة ليست مَهمَّةً تطوُّعيَّةً، بلْ واجبٌ - 00:08:49ضَ
إهمالُكِ لهذا الواجب قد يكون من عقوباته القدريَّة: أنْ تُشْغَلي بالهموم والمشاكل - 00:08:54ضَ
والتَّظالم مع النَّاس ومع جنس الرِّجال - 00:09:00ضَ
والمرأة في المجتمعاتِ غيرِ المسلمة، المرأة المسلمة - 00:09:04ضَ
التي تُقَصِّر في دَورِها الدَّعويِّ في تلك المجتمعات وإعانةِ الرجل على دوره أيضًا؛ - 00:09:07ضَ
قد تُبْتَلى بمن يَضْطَهدها لأجل دينها ويَحْرِمُها حقوقها الدِّينيَّة هناك - 00:09:12ضَ
سنسير -بإذن الله- في سلسلةٍ تساعد على بَلْورة نظرتكِ لنفسك - 00:09:19ضَ
ولدينك ولعلاقتك بربِّك وبأبناء جنسك البشريِّ، - 00:09:23ضَ
وتساعدك لتَستَكْشفي ما يمكن أن يكون قد دخل على منظومتنا النَّفسيَّة -رجالًا ونساءً- - 00:09:26ضَ
فأَحْدَثَ نزاعًا داخل الصَّفِّ المسلم والأسرة المسلمة، - 00:09:34ضَ
وجعلنا متأثِّرين بدعوات الضَّلال، بدل أن نكون هُداةً مُهْتَدين - 00:09:38ضَ
فنسأل الله تعالى أنْ يجعل في هذه السِّلسلة نفعًا وبركةً ويقينًا - 00:09:43ضَ
﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ - 00:09:48ضَ
وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ ۚ - 00:09:55ضَ
أُولَـٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّـهُ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [القرآن 9: 71] - 00:10:00ضَ
والسَّلام عليكم ورحمة الله - 00:10:05ضَ