باحث

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهذا حديث عن النجاة من الفتن - 00:00:01ضَ

اسبغ الله على الخلق نعما ظاهرة وباطنة واصطفى نعمة هي انفس النعم واعلاها منحها لمن شاء من عباده وحرم منها الكثير وهم يتمنونها قال سبحانه ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين - 00:00:24ضَ

وهي اكثر النعم عرضة للزوال قال عليه الصلاة والسلام ان القلوب بين اصبعين من اصابع الله يقلبها كما يشاء رواه الترمذي وكان يعقوب عليه السلام يوصي اولاده بالحفاظ عليها يا بني ان الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن الا وانتم مسلمون - 00:00:46ضَ

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه بان يديمها ويقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك رواه احمد ومن دعاء الراسخين في العلم ربنا، لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا - 00:01:15ضَ

وكل مسلم مأمور بالدعاء في صلاته بالحفاظ على هذه النعمة بها سعادة الدارين قال تعالى اهدنا الصراط المستقيم قال ابن القيم رحمه الله العبد لا يستغني عن تثبيت الله له طرفة عين - 00:01:35ضَ

والله امر عباده ان يسألوه الثبات على الهداية يا عبادي كلكم ضال الا من هديته. فاستهدوني اهدكم رواه مسلم والفتن كثيرة وقد تزيل تلك النعمة قال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:57ضَ

اني لارى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر متفق عليه وهي تزعزع قلوب العباد الا من عصم الله ومن استشرف اليها اخذته والحي لا تؤمن عليه فتنة قال الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:02:18ضَ

تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودا عودا فاي قلب اشربها نكت فيه نكتة سوداء. رواه مسلم وقد تخرج المرء عن دينه في يومه. قال عليه الصلاة والسلام بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم - 00:02:40ضَ

يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا او يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا. رواه مسلم قال النووي رحمه الله وهذا لعظم الفتن ينقلب الانسان في اليوم الواحد هذا الانقلاب - 00:03:04ضَ

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الفتن في صلاته يقول اللهم اني اعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات متفق عليه وقد امر امته بالتعوذ منها فقال تعودوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن. رواه مسلم - 00:03:26ضَ

وفتنة النساء ان لم تحذر زلت بالرجل القدم. قال عليه الصلاة والسلام ما تركت بعدي فتنة اضر على الرجال من النساء متفق عليه ولما كانت الفتنة بهن عظيمة امرهن الله بالقرار في البيوت وعدم الخروج منها الا لحاجة - 00:03:51ضَ

فان مست الحاجة الى الخروج فليكن على تبدل وتستر تام وبعد عن الاختلاط بالرجال قال ابن القيم رحمه الله ولا ريب ان تمكين النساء من اختلاطهن بالرجال اصل كل بلية وشر - 00:04:16ضَ

وهو اعظم اسباب نزول العقوبات العامة والمال فتنة هذه الامة قد يدخل المرء في الدين وقد يخرجه منه والعدل ان يؤخذ من حله ويجعل في اليد لا في القلب وينتفع به في مرضات الله - 00:04:38ضَ

وتتبع المتشابه من الاحكام والاخذ بالرخص في الحلال والحرام والتحايل والارتكاب المحرم فساد للدين قال الله لنبيه فلذلك فادعو واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم قال سليمان التيمي رحمه الله - 00:04:59ضَ

لو اخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله والتهاون بصغائر الذنوب هلاك للعبد. قال عليه الصلاة والسلام اياكم ومحقرات الذنوب. فانهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه. رواه احمد والبعد عن الله بالعصيان والتقصير في الواجبات من اسباب الغواية. قال تعالى فلما زاغوا ازاغ - 00:05:23ضَ

الله قلوبهم والعجب بالعمل والنفس معصية قد يعاقب عليها بالتحول عن الثبات يوسف عليه السلام استعان بالله وحده في العصمة من الزلل فعصم والا تصرف عني كيدهن اصب اليهن واكن من الجاهلين - 00:05:55ضَ

فاستجاب له ربه فصرف عنه كيدهن والاستعجال في رؤية ثمرة الخير يورث الفتور ثم الانقطاع. والواجب الاخلاص ومداومة العمل واليأس من اصلاح مجتمع لظهور الخطايا فيه عجز في النفس بعث النبي صلى الله عليه وسلم وحول الكعبة اصنام واوثان - 00:06:18ضَ

فما صده عن ذلك عن نصح قومه ومع كثرة الفتن وتغير الاحوال تشتد الحاجة الى الثبات على الدين. وقد ذم الله من يضعف تمسكه وبالدين عند فتنة ظهرت او معصية فشت - 00:06:46ضَ

قال سبحانه ومن الناس من يعبد الله على حرف فان اصابته خير اطمأن به وان اصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والاخرة ذلك هو الخسران المبين وتلاوة كتاب الله والاكثار من ذكره ثبات على الدين - 00:07:05ضَ

قال جل شأنه قل نزله روح القدس من ربك بالحق ليثبت الذين امنوا وهدى وبشرى للمسلمين ومن اكثر من الطاعات وابتعد عن السيئات كان اشد ثباتا. قال سبحانه ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم واشد تثبيتا - 00:07:29ضَ

والمداومة على العمل الصالح يقوي الايمان قال عليه الصلاة والسلام ان احب الاعمال الى الله ما دوم عليه وان قل. رواه مسلم قال النووي رحمه الله ويثمر القليل الدائم بحيث يزيد على الكثير المنقطع اضعافا كثيرة - 00:07:56ضَ

ومجالسة العلماء تحيي القلوب. وتحث على العمل. والصاحب الصالح معين على الخير ان ضعف صاحبه عن الطاعة قواه وان زلت قدمه لمحرم نهاه قال تعالى يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين - 00:08:20ضَ

وفي قصص الانبياء رفع للهمم ووثوق باليقين قال سبحانه وكلا نقص عليك من انباء الرسل ما نثبت به فؤادك والرضا بالمكتوب من المصائب والمتاعب ركن من الدين به الطمأنينة والسرور - 00:08:43ضَ

والمؤمن اصبر الناس على البلاء. واثبتهم على الدين في الشدائد وارضاهم نفسا في الملمات والقناعة بما قسم حسن ظن بالله يورث التعلق به والتمسك بدينه قال عليه الصلاة والسلام قد افلح من اسلم ورزق كفافا وقنعه الله بما اتاه - 00:09:06ضَ

رواه مسلم والايمان يخلق كما يخلق الثوب وتجديده بالتوبة في كل وقت وحين ورجاء ما عند الله من النعيم يجمح النفس عن اتباع الهوى والدعاء امر لازم على المسلم وصفاء التوحيد وتعليمه اعظم سبب في الثبات على الدين - 00:09:34ضَ

اصحاب الكهف لما قاموا فقالوا ربنا رب السماوات والارض لن ندعوا من دونه الها. قال الله عنهم وربطنا على قلوبهم والاكثار من نوافل العبادات من الصلاة والصدقة والعمرة والاحسان الى المحاويج - 00:10:00ضَ

يحفظ من الفتن في الحديث القدسي ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه فاذا احببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها. رواه البخاري - 00:10:21ضَ

ومن حفظ جوارحه حسنت خاتمته على الدين قال القرطبي رحمه الله سوء الخاتمة لا تكون لمن استقام ظاهره وصلح باطنه ما سمع بهذا ولو علم به وانما تكون لمن كان له فساد العقل - 00:10:46ضَ

او اصرار على الكبائر واقدام على العظائم ومن تمسك بالدين ثبته الله في مدلهمات الامور ومجاهدة النفس عن الهوى ومنعها من الالتفات الى الصوارف عن الهدى من الثبات على الدين - 00:11:08ضَ

ولا تتم سلامة القلب مطلقا حتى يسلم من شر يناقض التوحيد وبدعة تنافي السنة وشهوة تخالف الامر وغفلة تناقض الذكر وهوى يناقض الاخلاص والسعيد من هداه الله وثبته على الدين حتى الممات - 00:11:29ضَ

نسأل الله عز وجل ان يثبتنا واياكم على هذا الدين حتى نلقاه. وان يعصمنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:52ضَ