التفريغ
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فخذوه بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد - 00:00:00ضَ
وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته ايها الاخوة والاخوات وحياكم الله الى حلقة جديدة من برنامجكم الهدي النبوي في رمضان نحاول في هذه الحلقة باذن الله تعالى ان نسلط الضوء على معنى تربوي جميل. ورائع - 00:00:56ضَ
كان النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه رضوان الله تعالى عليهم من الرجال والنساء كانوا يمارسونه وكان له الاثر العظيم في معي ذلك الجيل الذي لم ولن يتكرر تلخص الربيع بنت معود رضي الله تعالى عنها هذا المعنى التربوي في الحديث الذي رواه الشيخان عنها. فتقول رضوان الله - 00:01:12ضَ
تعالى عليها ان النبي صلى الله عليه وسلم ارسل غداة عاشوراء يوما كان عاشوراء صيامه واجبا ارسل غداة عاشوراء من كان منكم او من اصبح منكم صائما فليتم صومه. ومن افطر فليمسك - 00:01:37ضَ
قالت رضي الله تعالى عنها فكنا نصومه ونأمر صبياننا او نصوم صبياننا حتى اذا بكى احدهم اعطيناه اللعبة من العهن يعني يتلهى بها حتى يحين وقت الافطار ان هذا المشهد الذي لخصته لنا الربيع بنت معوذ رضي الله عنها وعن ابيها - 00:01:54ضَ
ليشيروا الى معنى تربوي جليل ينبغي ان يلحظه المربون في مثل هذا الشهر الكريم وقبل ان نشير الى شيء من هذه المعاني لا يخفى على الجميع ان الصوم على الاطفال ليس بواجب وهذا باجماع اهل العلم رحمهم الله تعالى. لكن للشرع - 00:02:15ضَ
في مسألة التربية على الطاعة منذ الصغر اي قبل ان يبلغ الانسان وقبل ان يجري عليه قلم التكليف ولهذا نجد مثلا حث الشارع على الصلاة منذ سبع سنين الامر بها والتأكيد عليها حتى يبلغ الانسان يعني يتمرن عليها قرابة - 00:02:37ضَ
سبع سنوات قبل ان يبلغ حتى اذا وصل الى مرحلة البلوغ واذا هو قد تشربها واعتاد عليها كذلك نلحظ ايضا في هذا الحديث حرصا من الشرع على تربية الصبيان. وانتم تلاحظون ان الصبي يبكي - 00:02:56ضَ
وهذا يعني انه يتألم من الجوع فاخذ منه اهل العلم وهو منزع لطيف في الفقه والتربية ان الاذى الذي يلحق الطفل الصغير من جراء التربية على الطاعة اذا كان شيئا معتادا فانه لا بأس به ولا يعتبر هذا - 00:03:13ضَ
التعذيب او من الاذى او من التكليف بما لا يطاق لكن لو قدر ان الصوم يؤثر على الصبي تأثيرا بينا فان هذا له بحث اخر ولا ينبغي ان ان يقصر عليه او - 00:03:31ضَ
ان يجبر عليه انما البحث فيما اذا لم يكن هناك مشقة كما يقع في ايام البرد او ربما يكون الصبي متقدما في السن اي قبل بقليل فان هؤلاء غالبا خصوصا اذا كان اكثر وقته تحت المكيفات ويمضي اكثر نهاره في النوم فانه لا يكاد يلحقه شيء من ذلك - 00:03:45ضَ
الملحظ الفقهي والتربوي ايضا في هذا الحديث ان التربية على الطاعة بشكل عام جاء الشرع بالتدرج فيها بينما في باب المنهيات كما ينص على ذلك الفقهاء فانه لا تدرج في ذلك. بمعنى انه لا يراعى او لا يسمح للصبي - 00:04:05ضَ
بالوقوع في المحرمات وهو صغير وان كان لا يجري عليه قلم التكليف. منعا له من التعلق بها ادنى تعلق بينما الطاعات لان فيها ثقلا ولان فيها تكليفا ولان فيها نوعا من المشقة فانه يدرب عليها شيئا فشيئا ولا شك ان - 00:04:28ضَ
هذا اثر من اثار حكمة الله سبحانه وتعالى. ومظهر من مظاهر عظمة هذه هذه الشريعة الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يمارسون هذا النوع من التربية. ونحن نعلم ما البيئة التي كان يعيشها الصحابة؟ هل هم هل - 00:04:47ضَ
وسائل تكييف هل عندهم وسائل ترفيه كما يوجد في عصرنا هذا وينعم به غالب اطفالنا؟ الجواب لا اذا اطفالنا الذين هم تحت انظارنا والذين يعيشون يعيشون بيننا في هذه النعمة التي ينعم بها غالب الاطفال - 00:05:06ضَ
ينبغي ان ان يكون حرصنا على غرس هذه المعاني اكثر واكثر وان وهذا مهم جدا ان نذكرهم بقدوتهم من ابناء الصحابة واطفالهم رضوان الله تعالى عليهم. وانظر الى اولئك الاطفال الذين رباهم - 00:05:24ضَ
الصحابة رضوان الله عليهم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كيف اصبحوا بعد هم حمدة الشريعة؟ لقد كان من اولئك الصبيان الذين يربون على الصيام والحسين وعبدالله بن الزبير والنعمان بن بشير ومحمود بن الربيع وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم الذين نفع الله تعالى بهم الامة فيما بعد - 00:05:39ضَ
ذلك ومنهم ايضا ابن عباس الحضر البحر رضوان الله تعالى عليهم اجمعين. ان التربية ايها الاخوة معنى شامل كامل لا يقتصر على قول ولا ينحصر في عبادة معينة لكنه معنى شامل يتحين فيه المربي كل فرصة - 00:06:00ضَ
ليربي فيها من تحته على هذه المعاني الكبار. وايضا نلحظ في موسم الحج جاء في صحيح مسلم من حديث ابن عباس رضي الله تعالى عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبا بالروحاء - 00:06:20ضَ
فقال من القوم؟ قالوا المسلمين فقالوا من انت؟ قال انا رسول الله. عليه الصلاة والسلام فرفعت امرأة اليه صبيا فقالت يا رسول الله الهذا حج؟ قال نعم وله ولك اجر - 00:06:35ضَ
وفي هذا من الفقه ان اجر الحج للصبي ان الاجر في الحج للصبي نفسه وليس لوالديه كما يعتقد العامة لكن للوالدين التربية والحث على الخير. الشاهد من هذا الحديث ان النبي صلى الله عليه وسلم لم ينكر على المرأة اتيانها بهذا الصبي للحج مع انه نوع من الجهاد - 00:06:51ضَ
ونوع من المشقة فاذا نلحظ الصلاة فيها حث. الصيام فيه حث. الحج فيه حث فهي اذا مدرسة متكاملة يعني فيها الاسلام بغرس هذه المعاني وحب هذه الاركان في نفوس في نفوس الصبيان. وصدق - 00:07:11ضَ
حين قال وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوده على ما كان عوده ابوه ايضا من المعاني التي تستشف من سلوك الصحابة رضوان الله تعالى عليهم اجمعين. في هذا المعنى انه جزء من تأويل - 00:07:29ضَ
وتطبيق وتنفيذ امر الله تبارك وتعالى بقوله يا ايها الذين امنوا قوا اجعلوا بينكم وبين النار وقاية. قوا انفسكم واهليكم نارا ولا شك ان الاطفال والصبيان هم من الاهل. نارا وقودها الناس والحجارة. يقول - 00:07:47ضَ
ابن عباس وقايتهم بتعليمهم وتربيتهم. وتعويدهم على الصلاة والصوم. نص على ذلك ابن عباس رضي الله تعالى عنهما سبب واضح جدا ان غرس هذه المعاني يعني بناء ابنية يعني تقوية شجرة التقوى في قلب الانسان - 00:08:04ضَ
لتنبت شجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي اكلها كل حين باذن ربها. ايضا ايها الافاضل مما ينبغي التنويه آآ به في هذه العجانة سؤال نطرح سؤالين في هذا المقام. المقام الاول كيف نربيهم على ذلك - 00:08:24ضَ
الاول يعني ربما اختصر جواب هذا السؤال بامرين. الاول وجود القدوة الحسنة التي يتعلم فيها الصبيان من منهم هذه المعاني الجليلة ولا شك ان الانسان يفرق بين طفل يعيش بين والدين يعظمان هذه الشريعة والشعيرة شعيرة الصيام ويرى الطفل من والديه تعظيما كبيرا فالوالد - 00:08:48ضَ
بقراءة القرآن طيلة الوقت في المسجد وفي قيام رمضان. الام كذلك يراها ما بين ركوع وسجود وتلاوة للقرآن ودعاء تضرع مع قيامها بشيء من اعمال البيت كذلك ايضا الملحظ الاخر هو غرس ثمرة هذا الصيام. بمعنى ان الطفل لو قيل له تعال يا بني - 00:09:13ضَ
اتريد ان تكون كاطفال الصحابة؟ الجواب نعم. اذا لقد كان اطفال الصحابة رضوان الله تعالى عليهم وهم في سنك يا بني يصومون. ما رأيك ان تصوم وغدا بلا شك انه حينئذ سينشط لهذا من المرغبات ايضا وهو ثالث اذكره الان هو انه اذا صام ينبغي ان يذكر له هذا الفضل العظيم - 00:09:35ضَ
الذي رواه الشيخان من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه على قول في تأويله من صام يوما في سبيل الله باعد الله وبين النار كم سبعين خريفا واود ان انبه هنا الى ملحظ تربوي يخطئ فيه بعض الاباء وهم يحثون ابناءهم على هذه الشعيرة العظيمة شعيرة الصيام - 00:09:56ضَ
اه وقد سمعناه ونحن صغار. احيانا يأتي الطفل خصوصا في هذا النهار الطويل والحر الشديد. فيقول لوالدي انا تعبان من الصوم يقول الوالدان خلاص انت ما دام صمت الى الظهر فلك نصف الاجر نصف اليوم. خلاص تصوم الى هذا ولك نصف الثواب وتفطر الان - 00:10:21ضَ
فنقول لهم لا احملوهم على او بينوا لهم المعنى الحق فنقول له اذا تعبت اليوم اذا غدا تصوم اما اليوم فلا صيام لك. لكن ان شاء الله انك مأجور على نية الخير - 00:10:41ضَ
بمعنى اننا نكون واضحين معهم حتى يتربى الطفل على التقوى والصدق لان الكذب بهذه الطريقة سيكون اثره سلبيا اذا كبر الطفل وشعر ان والديه كانا يكذبان عليه ختاما ايها الافاضل مما يعزز في نفس الطفل آآ الحرص على هذه العبادة وايضا من فوائد تربية - 00:10:53ضَ
على ذلك انه بالصيام ينشط باذن الله تعالى الى عبادات اقل منه فان الصيام بلا شك فيه مشقة ظاهرة فاذا صام نستطيع بعد ذلك ان نعوده على عبادات اخرى اقل منه كلفة. ايها الافاضل هذه ومضة وهذه وقفة عابرة - 00:11:15ضَ
مع هدي الصحابة رضي الله تعالى عنهم الذين كانوا يمتثلون امر النبي صلى الله عليه وسلم في تصويم الصبيان. فنعم القدوة هم فلنسر طريقهم ولنسلك منهجهم سلك الله بي وبكم سبيلهم وجمعني واياكم بهم في دار كرامته والى ان القاكم في حلقة قادمة - 00:11:35ضَ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اعوذ بالله من الشيطان الرجيم - 00:11:55ضَ