كلمات منوعة

باب ماجاء في التوبة من الحسنات

وليد السعيدان

من الليلة الطيبة التي اسأل الله عز وجل ان يجعلها ليلة مباركة علينا وعلى المسلمين وان ينصر اخواننا في كل مكان وان ينظر لهم بعين رأفته ورحمته وان يؤيدهم ونسددهم بتسديد وان ينصرهم بعزه ونصره. هنا مصطلح خفيف قبل ان نبدأ سافتح لكم المجال اه تفكرون في الاسئلة يعني - 00:00:00ضَ

وهي التوبة من الحسنات. فان المصطلح الدارج الذي الذي يطرق اذاننا كثيرا هو التوبة من السيئات. كيف يقول العلماء التوبة من الحسنات؟ باب ما جاء بالتوبة من الحسنات. ماذا يقصدون بذلك؟ وهل الحسنة يتاب منها؟ وكيف تكون التوبة من الحسنة؟ نحب ان نناقش هذه المسألة وابدي ما فيها عندي - 00:00:20ضَ

ثم اترك المجال لكم. كما انه يشرع التوبة من السيئة فانه لا فانه يشرع ايضا التوبة من الحسنة. والتوبة من الحسنة لها عدة صور. الصورة الاولى ان يتوب الانسان من التقصير في فعل الحسن. وانتم تعرفون ان اعظم العبادات الصلاة واول ذكر يشرع بعد السلام استغفر الله ثلاثا. ثم يقول - 00:00:40ضَ

اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام. فما الذي فعله في صلاته حتى يبدأ اذكارها بالاستغفار. واذا اطلق الاستغفار فان التوبة تدخل معه تبعا كما ان التوبة اذا اطلقت عن الاستغفار دخل معها الاستغفار تبعا فالتوبة استغفار والاستغفار توبة فما الذي فعل - 00:01:00ضَ

وقد كان ساجدا بين يدي الله راكعا بين يدي الله قارئا لكلام الله. ذاكرا داعيا ثم يفجأ المصلي بان يستغفر ثلاثا. واول اول واول درجات الالحاح في الدعاء التثليث. يعني كأن الله عز وجل امره بالاستغفار والالحاح على الاستغفار. ولو كان في ادنى - 00:01:20ضَ

مراحله. ذلك لان الانسان قد لا يكون قام بالحسنة التي هي الصلاة على الوجه المأمور به شرعا. فيكون ذلك الاستغفار لتلك الثغرات التي حصلت في تلك العباد. هذا يسمونها توبة في الحسنة. فالانسان يقدم حسنة بين يدي الله عز وجل ثم يبادر بعدها يباشرها - 00:01:40ضَ

استغفار معلنا عند ربه انه وان قدمت الحسنة فانني لم اقدمها على الصورة التي تريد بل لا بد فيها من النقص ومن التقصير فارجوك يا ربي ان تغفر لي ما - 00:02:00ضَ

فيها من الزلل والخلل والتقصير. هذا يسميه العلماء التوبة في الحسنات. الصورة الثانية التوبة من الحسنة التي كان يظن ابد انها حسنة. وفي الحقيقة انها ليست بحسنة. كاعمال اهل البدع الذين قضوا فيها شوطا عظيما وكبيرا من عمرهم - 00:02:10ضَ

يظنون انهم بافعالهم يجنون الحسنات ويتقربون الى رب الارض والسماوات فيذلون فيها مهج انفسهم واوقاتهم واموالهم يبذلون فيها موجة المال والنفس ومهجة الوقت ويتعبدون بها لله عز وجل ازمنة طويلة ثم يتبين يتبين لهم باخرة انهم ليسوا على شيء - 00:02:30ضَ

وقال الله عز وجل قل هل ننبئكم بالاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا وقد استدل السلف الصالح بهذه الاية على اعمال اهل البدع انهم وان قدموها فان الله لا يقبلها. فهذا هو التوبة من الحسنات لكنها ليست الحسنة التي هي - 00:02:50ضَ

في عرف الشرع حسنة وانما في ظن صاحبها انها حسنة. فادخل العلماء ذلك من جملة التوبة من الحسنات. وهنا صورة ثالثة وعظيمة جدا. وهي التو من الحسنة في نسيان فضل الله عز وجل عليك في القيام بها. فان من الناس من يفعل الحسنة وينسبها الى نفسه الى - 00:03:10ضَ

الى قوته الى جهده الى حرصه الى ايمانه الى خوفه من الله عز وجل الى رغبته في التعبد الى حسن تدبيره وتخطيطه فحينئذ يردها الله عز وجل. فكل من اعجب بحسنته بعد ايقاعها فهو على خطر على خطر عظيم من من ان ترد - 00:03:30ضَ

ولذلك قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ولا تمنن تستكثر. اي كلما استكثرت من الطاعات والقربات فاياك ان تجد في قلبك شيئا من المنة. والمنة على الله عز وجل بفعل الحسنة لا يقوم الا اذا نسي العبد فظل الله عليه فيها. وان الله عز وجل هو الذي - 00:03:50ضَ

دله عليها واخذ بناصيته لها ويسرها عليه. كما قال عليه الصلاة والسلام وانها ليسيرة على من يسرها الله عليه. فكم من انسان وانت تزاول هذه الحسنة ما وفقه الله عز وجل لها؟ فكم في اماكن الدور التي يعصى الله - 00:04:10ضَ

عز وجل فيها من من افراد يعصون الله وكم يشرب الخمر من افراد وكم يزني من من من عباد الله من افراد وانت قد اخذ الله بنا بناصيتك ووهداك لهذه الحسنة فاياك ان تنسى فضل الله عليك. فمتى ما تحرك قلبك نفسك الامارة بالسوء وشيطان بعد فعل حسنة عظيمة وكبيرة - 00:04:30ضَ

اياك ان ترضى بهذا الوالد فانه والد شر. والد سوء من الشيطان فاستكن لله عز وجل واخفض رأسك وتمتم في كلمات تقولها فيما بينك وبين الله معترفا بانك لو لم توفقني لها لما فعلتها. لو لم تهدني لها لما فعلت وان من - 00:04:50ضَ

قائل ما يقوله اهل الجنة بعد دخول الجنة. الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله. يعترفون بفضل الله عز وجل حتى ولو بعد دخوله مع ان من دخلها فانه لا يخرج منها ومع ذلك يعترفون فهذا من اعظم ما يحبه الله عز وجل - 00:05:10ضَ

كانت القلب بعد فعل الحسنة. استشعار عظيم فضل الله عز وجل عليك بعد فعل الحسنة. هذا من اعظم الشعور الذي يحبه الله عز وجل من العبد. فان قلت وهل ثمة ما يشهد لها من القرآن؟ اقول نعم. تأمل معي قول الله عز وجل في هالامور الثلاث. والذين يؤتون ما اتوا وقلوبهم وجلة. سألت عائشة - 00:05:30ضَ

الله تعالى عنها وسؤالا وعددت بعض المعاصي اهم الذين يسرقون ويشربون الخمر؟ قال لا يا ابنة الصديق. قال هم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ويخافون الا يقبل منهم. يعني انهم مهما قدموا تلك الطاعات العظيمة لله عز وجل فلا تزال قلوبهم خائفة. ان لا - 00:05:50ضَ

تكون قد فعلوها. فان قلت طيب كيف نجمع بين هذا الشعور وبين حسن الظن بالله؟ فاقول ان الشعور ينقسم الى قسمين. شعور صادر منك الى الله وشعور صادر منك عن الى نفسك. فحسن الظن بالله عز وجل هو ذلك الشعور الذي يصدر منك الى الله. فاياك ان تسيء تسيء الظن بربك. انك اذا قمت بالتعبد - 00:06:10ضَ

الوجه الذي امرك به فاياك ان تسيء الظن بربك وانه سيخلف موعده في القبر. هذا من باب احسان الظن اذا اتجه قلبك الى من؟ الى الله عز وجل. لكن اذا اتجه - 00:06:30ضَ

فنظر قلبك الى نفسك فاياك ان تنظر لها بعين حسن الظن. واياك ان تنظر لها بعين الامان والاطمئنان فما سلم في دينه من اطمأن لنفسه او وثقا بها فان النفس انما تذكر مورد في مورد في موارد الذم في كتاب الله عز وجل. فلا اشكال فنحمل الايات التي توجب حسن الظن بالله عز وجل في الشعور - 00:06:40ضَ

الذي يصدر من العبد الى ربه ولا يحمل تلك الايات التي فيها ان العبد وان فعل فلابد ان يستشعر التقصير والنقص في ذلك الشعور فيما بين العبد وبين بين نفسه - 00:07:00ضَ

فهذه الصور يسميها العلماء التوبة من الحسنات. ومنها المنة على الخلق بالحسنة فيما بينك وبينهم. وقد نبهنا الله عز وجل كذلك الامر الخطير الذي يوجب فساد العمل. يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا ايش؟ صدقاتكم بالمن والاذى. فاي عمل فعلته لاحد من - 00:07:10ضَ

الناس دعوته الى الله فاياك ان تمن عليه بالهداية. او تصدقت عليه فاياك ان تمن عليه بالصدقة. فان وقع شيء من ذلك فبادر. بادر بالتوبة منها. هذان من التوبة ان تتوب الى الله عز وجل مما تعلق بحسنتك من هذا المن والاذى الذي قد يكون مفسدا لها ومذهبا لاجلها بل موجبا بل يكون - 00:07:30ضَ

لماذا؟ لعقوبة الله عز وجل. ولكن هذا استشعار العارفين فان اهل المعصية ممن لم يعرفوا الله ما حق معرفته تقصر معرفتهم الى التوبة من السيئات. ولكن من كملت معرفة قلبه لله عز وجل وصار دائما - 00:07:50ضَ

في مطالعة الله عز وجل متعرفا على الله بمقتضى اسمائه وصفاته فان الله يكافئه ها بان يصرف قلبه من التوبة من ان السيئات الى الحسنات فيكون ما عنده شيء من السيئات بحيث انه يصرف قلبه له وانما لا يزال قلبه مشغولا المحافظة على حسناته - 00:08:10ضَ

التي فعلها. المحافظة على حسنته التي فعلها. لا يرد عليها اي شيء يقدمها لربه بنورها الكامل. لا يعقبها من ولا يعقبها عجب ولا يعقبها اذى ولا يعقبها شيء من التقصير ولا يعقبها شيء من يعني - 00:08:30ضَ

الرؤية رؤيتها وانتم تعرفون ان المحافظة على المحافظة على السيئات هي درجة اعظم ثقلا اعظم من مجرد التوبة من السيئات. فهما حالان حال المقصرين ممن قصرت معرفتهم على متابعة السيئات والتوبة منها فقط. حال العارفين ممن انتهوا من - 00:08:50ضَ

مسألة السيئات وصارت قلوبهم متطلعة الى المحافظة على الحسنات بالتوبة الى الله عز وجل من كل ما قد يعلق بهذه الحسنة من ما يذهب اصل اجرها او ينقص كماله. هذا هو مصطلح التوبة من الحسنات. احببت ان اقدمه لكم. اسأل الله ان يجعلنا واياكم من الموفقين دائما وابدا - 00:09:10ضَ