السيرة - الدورة (2) المستوى (1)

بدء الوحي والقيام بالدعوة - المحاضرة 5 - السيرة - المستوى الأول 2 - الشيخ حمزة بن ذاكر الزبيدي

حمزة بن ذاكر الزبيدي

يا راغبا في كل علم نافع ينمو العلم ويتقدم. تقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد والسيرة العلياء عاطرة الشداد طيب يفوح لاهل كل زمان بشرى لنا زادنا كاذبين - 00:00:00ضَ

بالعلم كالازهار في البستان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فحياكم الله ايها الاخوة والاخوات - 00:00:40ضَ

المباركين في هذا البرنامج برنامج اكاديمية زاد في مقرر السيرة النبوية في هذا اللقاء الخامس والذي اسأل الله تبارك وتعالى ان يرزقنا واياكم العلم النافع والعمل الصالح ونحن نتدارس سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم - 00:01:02ضَ

احب ان اشير في هذا اللقاء الى الاجزاء التي يمكن ان نقسم بها حياة النبي صلى الله عليه واله وسلم يمكن ان تقسم الى ثلاثة آآ اقسام رئيسية القسم الاول وهو ما يقارب من اربعين سنة. عاشها النبي صلى الله عليه وسلم ما قبل النبوة - 00:01:22ضَ

حفظه الله تعالى وعصمه ونشأ فيها خير نشأة ورعاه الله تعالى وكفاه واواه وحفظه وكان على آآ خير سيرة وعلى خير الصفات واجمل السجايا وكان محببا الى قومه صلى الله عليه واله وسلم واشتهر بجميل الخصال حتى كان يعرف بينهم بالصادق الامين - 00:01:43ضَ

جاء الامين جاء الامين صلى الله عليه وسلم ومارس حياته كبقية الناس من جهة آآ ممارسته لعمله اشتغل برعي الغنم وهو غلام صغير وكذلك آآ اشتغل بالتجارة وكان على آآ خير الاخلاق بعيدا عن كل اوظار الجاهلية وآآ معبوداتهم كان بعيدا عن ذلك - 00:02:09ضَ

ككله وبعيدا عن اخلاقهم وكما وصفه ربه كان على خلق عظيم. هذه المرحلة الاولى او الجزء الاول من حياته صلى الله عليه وسلم الجزء الثاني هو بعد ان اكرمه الله تعالى بالنبوة - 00:02:36ضَ

وهي آآ المرحلة المكية التي استمرت ثلاث عشرة سنة. قضاها النبي صلى الله عليه وسلم في مكة مع اصحابه وكان لها احوالها التي سنعرض لها باذن الله تعالى والقسم الثالث - 00:02:51ضَ

آآ المرحلة المدنية وهي بعد هجرته صلى الله عليه وسلم الى المدينة الى آآ ارتقائه الى ربه بالرفيق الاعلى ووفاته صلى الله عليه وسلم. هذه المرحلة الثالثة استمرت عشر سنوات - 00:03:07ضَ

اه كانت هي مرحلة ما اشبه بالغزوات والكفاح اه من اجل العقيدة ونشر اه الاسلام هذه هي الاقسام الثلاثة والاجزاء الثلاثة الرئيسية لحياته صلى الله عليه وسلم لما بلغ عليه الصلاة والسلام - 00:03:24ضَ

اربعين سنة وهي سن الاشد واغلب ما كان يوحى الى الانبياء ويرسلون في مثل هذه السن السن اه الاشد وسن الرشد لما قارب صلى الله عليه وسلم الاربعين سنة حبب اليه الخلاء - 00:03:43ضَ

ان يخلو بنفسه ويختلي بنفسه بعيدا عن ضوضاء الحياة. وبعيدا عن آآ الناس وازعاجهم واشغالهم فكان صلى الله عليه وسلم يأخذ معه السويق والماء ويذهب الى غار حراء. وهذه منطقة تبعد تقريبا من نحو ميلين من مكة - 00:04:04ضَ

يقضي فيها صلى الله عليه وسلم شهر رمضان يخلو فيها شهرا كاملا عليه الصلاة والسلام يقضي هذا الوقت في العبادة التفكر وهذه العبادة كان مما يقال انه على دين ابراهيم عليه السلام - 00:04:29ضَ

بقايا دين ابراهيم. وقيل ان العبادة كانت هي عبادة التفكر والتأمل في ملكوت الله تعالى. فان هذا نوع من العبادة التي تبعث الانسان على ان يقرأ الكون المسطور هذا هذا الكتاب المسطور الكتاب ايضا الكون المفتوح هذا الكون هو عبارة عن كتاب كبير - 00:04:47ضَ

يتأمل فيه الانسان في ملكوت الله تعالى وهذا مما يقوده الى اه الايمان والبحث عن الحقيقة كان صلى الله عليه وسلم غير مطمئن تماما. لما كان عليه قومه من عبادتهم لغير الله تعالى. واقبالهم على عبادة الاصنام - 00:05:11ضَ

وعلى ما كانوا عليه من الاحوال وبعض الخصال التي كانت تألف منها النفوس اه السوية والفطر المستقيمة كانت لا تقبلها وكان صلى الله عليه وسلم غير راض عن تلك الممارسات غير مطمئن لها لكنه ايضا في نفس الوقت صلى الله عليه وسلم لم يكن يكن لديه المنهج - 00:05:31ضَ

واضح اه او الهداية الكاملة الطريق الذي يريده الله تبارك وتعالى وكما قال الله سبحانه وتعالى في سورة الضحى ووجدك ضالا فهدى. ووجدك ضالا فهدى. وهذا في معرض الامتنان على رسول - 00:05:55ضَ

الله صلى الله عليه وسلم يمتن عليه ربه سبحانه وتعالى انه وجده ما كان يدري الطريق التي تعبد او او الطريقة التي يعبد بها الله تبارك وتعالى. او السبيل الموصل اليه سبحانه وتعالى حتى هداها الله. وهذا هو المقصود - 00:06:13ضَ

لذلك بهذا الضلال وجدك ضالا لا تدري الطريق ولا تدل آآ الهداية كما قال الله سبحانه وتعالى وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان - 00:06:30ضَ

لم تكن يا محمد تدري او تعلم ما الكتاب ولا الايمان لا الهداية ولا الطريق المستقيم ولا السبيل القويم الى الله عز وجل ولا الدين الصحيح حتى ارشدك الله تبارك - 00:06:46ضَ

وتعالى واوحى اليك هذا النور واوحى اليك هذا الروح منه سبحانه وتعالى اه كانت هذه الفترة وهي فترة الخلوة آآ بالنفس بعيدا عن ضوضاء الحياة بعيدا عن صخب الناس وهذا مما يشغل الانسان فان الانسان اذا - 00:07:00ضَ

آآ مال الى شيء من العزلة والتفكر مزيد النظر والتأمل في احواله وفي ملكوت الله تبارك وتعالى وفي شأن الناس من حوله وقضى وقتا يتأمل فيه في هذا الكون الفسيح فان ذلك مما ترق له النفس - 00:07:25ضَ

ويصفو له القلب ويتوافق مع الفطرة وتتناغم هذه الفطرة مع هذا الكون الذي تنظر اليه فترى ان كل شيء في هذا الكون يسبح بحمد الله عز وجل قادوا هذا الى ان تكون هذه الخلوة - 00:07:48ضَ

وهذه العبادة عبادة التفكر والتأمل والنظر في ملكوت الله تعالى والتي ارشد الله تعالى اليها عباده في كتابه الكريم افلم ينظروا في ملكوت السماوات والارض وامر الناس اه بعد ذلك ان ينظروا في هذا الكون متأملين متدبرين لعظيم خلق الله تبارك وتعالى فان النظر في عظمة هذا الكون - 00:08:09ضَ

يدل على عظمة الخالق. اولا يدل على وجود خالق وايضا يدل على عظمة هذا الخالق هذا الابداع العظيم. وهذا التصميم المبهر وهذه الدقة في هذا الكون تبعث على تعظيم الله تبارك وتعالى. فكانت هذه الصورة - 00:08:33ضَ

وهذه الخلوة تهيئة وتوطئة في هذا القلب ولهذا الفؤاد ولهذه النفس ان تتلقى الوحي عن الله تبارك وتعالى وكان يعني هي فترة اشبه بالتهيئة للاستعداد لحمل هذه الامانة امانة الرسالة - 00:08:53ضَ

الى البشرية التي كانت تعاني ما تعاني. وكانت على حالة كما اخبر الله واخبر رسوله صلى الله عليه وسلم ان الله نظر الى اهل الارض فمقتهم عربهم وعجبهم الا بقايا من اهل الكتاب. لما كانوا عليه من الاحوال من البعد - 00:09:16ضَ

عن بقايا الرسالات وعن الرسالات وعن ما اراده الله سبحانه وتعالى لهذه البشرية من عبادته والاتصال به سبحانه وتعالى فكانت تلك الخلوة التي استمرت قريبا من ثلاث سنوات آآ تهيئة لتلقي الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:09:35ضَ

اه بعد الفاصل باذن الله تبارك وتعالى نشير البدايات الاولى لنزول هذا الوحي المبارك على رسولنا صلى الله عليه واله وسلم بشرى لنا زاد اكاديمية للعلم كالازهار في البستان ما اوثق العلاقة بين العلم والعمل. العلم شجرة والعمل ثمرة - 00:09:58ضَ

والعلم يهتف بالعمل فان اجابه والا ارتحل قال النبي صلى الله عليه وسلم القرآن حجة لك او عليك اي تنتفع به ان تلوته وعملت به والا فهو حجة علي. وانما يراد العلم لاجل العمل - 00:10:30ضَ

قال ابو الدرداء لا تكونوا بالعلم عالما حتى تكون به عاملا. وقد ذم الله تعالى من لا يعملون بالعلم فقال اتأمرون الناس بالبر وتاب تنسون انفسكم وانتم تتلون الكتاب افلا تعقلون - 00:10:53ضَ

وقال صلى الله عليه وسلم مثل العالم الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه كمثل السراج يضيء للناس. ويحرق نفسه. والعلم النافع يورث خشية الله. قال تعالى يخشى الله من عباده العلماء - 00:11:17ضَ

قال ابن مسعود ليس العلم بكثرة الرواية. ولكن العلم الخشية والخشية تنير العقل قال تعالى واتقوا ويعلمكم الله اي ان تقوى والله وسيلة الى حصول العلم. فمن صدق العلم بالعمل كان قدوة للمتعلمين - 00:11:45ضَ

ومن خالف فعله قولا كان من الممقوتين يا ايها الذين امنوا لم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتا ما لا تفعلون حياكم الله ايها الاخوة والاخوات مرة اخرى ونحن نقبس من سيرة هذا النبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم - 00:12:12ضَ

لما اراد الله تعالى خيرا بهذه البشرية واراد لها الرحمة واراد لها الخير كانت تلك اللحظات العظيمة وهي اعظم لحظة تاريخية تتصل فيها الارض بالسماء بعد ان استكمل النبي صلى الله عليه وسلم من عمره المبارك - 00:12:57ضَ

اربعين سنة جاءه جبريل امين السماء في غار حراء وهو على حاله من التأمل والتفكر. فلما جاءه ضمه اليه وغطه كما في الاثر الذي رواه البخاري وكان ضغطا شديدا وقال يا محمد اقرأ - 00:13:20ضَ

قال ما انا بقارئ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يكتب ولم يكن يقرأ صلى الله عليه واله وسلم قال اقرأ طالما انا بقارئ وغطه الثانية اشد من الاول. قال اقرأ. قال ما انا بقارئ - 00:13:43ضَ

وغطه الثالث اشد من تلك وقال اقرأ. قال ما انا بقارئ. فقال جبريل عليه السلام اقرأ باسم ربك الذي خلق الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم. اقرأ بسم ربك الذي خلق - 00:14:02ضَ

انها افتتاح عظيمة لهذا الوحي حالة عظيمة تلتقي فيها الارض بالسماء ينزل فيها امين السماء على امين اهل الارض يحمل له رسالة الله تبارك وتعالى امرا له بالقراءة. اقرأ باسم ربك الذي خلق. خلق الانسان من علق - 00:14:24ضَ

اقرأ وربك الاكرم الذي علم بالقلم علم الانسان ما لم يعلم هذه كانت اول الايات وهي التي نبئ بها النبي صلى الله عليه واله وسلم اول ما بدأت به الامة - 00:14:48ضَ

هي امة اقرأ واول ما نزل من الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ انها قراءة بسم الله تبارك وتعالى الذي خلق واحسن الخلق وخلق الانسان وعلمه ايضا - 00:15:05ضَ

البيان وعلمه الكتابة وعلم بالقلم فهي امر بالقراءة التي تكون بسم الله تبارك وتعالى كان هذا موقف شديد على النبي صلى الله عليه وسلم فرجع صلى الله عليه وسلم الى بيته - 00:15:20ضَ

الى زوجه الوفية الى خديجة رضي الله عنها رجع وقلبه يرجف مما رأى. هذه حالة لاول مرة تعرض للنبي الكريم صلى الله عليه واله وسلم فرجع اليهم وقال زملوني زملوني. وهي التجميل الالتفاف - 00:15:39ضَ

بالثوب من شدة الخوف الهلع وشدة ما لقي الانسان والخوف على نفسه. فلما سألته خديجة عن بعد ان هدأت روعة وهذه من حكمتها رضي الله تعالى عنها وهي العاقلة الكاملة - 00:15:59ضَ

رضي الله عنها وارضاها لما هدأت روعه ورأت انه قد سكن واخذته الى صدرها ودفأته بهذا الثوب لما هدأ روعه سألته عن الامر فقال والله وذكر لها ما رأى وقال والله لقد خشيت على نفسي اي خشي على نفسه الموت او ربما خشي على نفسه من جهة عقله مما حصل له - 00:16:17ضَ

من هذا الامر المهول وهو نزول الوحي عليه الصلاة والسلام فقالت خديجة خديجة رضي الله تعالى عنها وكانت حكيمة موفقة قالت له كلا والله ما يخزيك الله ابدا انظر الى التثبيت - 00:16:43ضَ

والتطمين في هذا الانسان الذي يرى شيئا مخيفا مرعبا على نفسه يسمع هذه الكلمات التي تطمئن قلبه وتثبت فؤاده وتقول له كلا والله لا يخزيك الله ابدا ولديها من المبررات - 00:17:01ضَ

ليس كلاما على عواهني وانما له شواهد كلا والله ما يخزيك الله ابدا انك لتصل الرحم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق وتكسب المعدوم وذكرت له من فضائله صلى الله عليه وسلم واحواله التي كان عليها من مساعدة الاخرين ومساندة الناس - 00:17:20ضَ

القريب والبعيد والمحتاج وغير المحتاج ويصل الجميع صلى الله عليه وسلم هذا الانسان الكريم الوفي الكامل الذي له دوره الايجابي في المجتمع الذي يعيش فيه. قالت له كلا والله ما يخزيك الله ابدا - 00:17:45ضَ

ثم اخذت النبي صلى الله عليه وسلم وذهبت به الى ابن عمها ورق ابن نوفل. وكان امرأ قد تنصر وكتب الكتاب العبراني وكان يكتب من الكتاب من بقايا اهل الكتاب - 00:18:03ضَ

آآ جاءت بالنبي صلى الله عليه وسلم وقالت اسمع من ابن اخيك ما يرى. فذكر النبي صلى الله عليه وسلم ما يرى وقال آآ وقال ورقة ابن نوفل وكان كبيرا في السن وقد عمي وكان ممن يكتب الكتاب العبراني - 00:18:20ضَ

قال والله هذا الناموس الذي انزل على موسى عليه السلام هو جبريل الذي نزل على موسى عليه السلام هذا الناموس الذي نزل على موسى يا ليتني فيها جذعا ليتني اكون شابا - 00:18:38ضَ

ليتني اكون حيا اذ يخرجك قومك هنا الان ورقة ابن نوفل يتحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم عن امور مستقبلية لكنها هي سنة من سنن الله الجارية في دعوات الانبياء - 00:18:57ضَ

والمصلحين قال له ليتني اكون فيها الجذع. يتمنى ان ورقة ان يكون شابا في تلك الفترة. لماذا؟ لينصر النبي صلى الله عليه وسلم ويقوم بدوره في نصرة النبي صلى الله عليه وسلم ونصرة دينه - 00:19:15ضَ

ليتني اكون حيا اذ يخرجك قومك. وهنا يتفاجأ النبي صلى الله عليه وسلم من هذه العبارة وقال اومخرجيهم يستفهم هل سيخرجونني وقد جاءهم بالحق وجاؤهم بالخير وعلى ما كان عليه هو صلى الله عليه وسلم من حسن التعامل والاخلاق والفضائل على ماذا يخرجون - 00:19:31ضَ

او مخرجيهم فقال ورقة نعم ما جاء احد قط بمثل ما جئت به الا عودي واخرج الا عودي واخرج ليتني اكون فيها جدعا اذ يخرجك قومك واكون فيها حيا. اذا انصرك نصرا مؤزرا - 00:19:49ضَ

ينصرك نصرا مؤزرا هذا اللقاء مع هذا الرجل الذي لديه العلم وورقة لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم هو توفي ولم يدرك بعد ذلك آآ بقية الاحداث لكن النبي صلى الله عليه وسلم اخبر انه من اهل الجنة وان له جنتان - 00:20:12ضَ

وان له جنتان وهو يصدق عليه انه ممن امن بكتابه وامن برسول الله صلى الله عليه وسلم فيكون آآ فضلا من الله وكرما انه ممن يكون له جنتان. جنتان في هذا اللقاء توضيح لبعض الامور - 00:20:34ضَ

التي ينبغي ان يكون على من سلك سالك سلك طريق الانبياء ان يكون على وعي بها قال له ما جاء احد بمثل ما جئت به الا عود لابد شياطين الانس - 00:20:53ضَ

وشياطين الجن ان يقفوا بالمرصاد لدعوة الله ولدعوة النبي صلى الله عليه واله وسلم وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين سواء كانوا سواء كانوا من مجرمي الانس او من مجرمي الجن - 00:21:11ضَ

يوحي بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا. ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون وتحقق ما استشرفه اه ورقة بن نوفل وهي سنة من سنن الله تعالى اه قضية المجابهة وقضية المعاداة لهذه الدعوة ولهذه الرسالة العظيمة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم. حتى يكون ذلك - 00:21:30ضَ

اكثر تثبيتا وتطمينا لقلب النبي صلى الله عليه وسلم. وايضا تهيؤا واستعدادا ان هذه هي ضريبة آآ الدعوة الى الله تعالى. وضريبة حمل رسالة الله الى البشرية فكانت هذه اللحظة التاريخية - 00:21:57ضَ

اعظم نقلة حدثت في تاريخ البشرية هذه اللحظة التي نزل فيها جبريل بالوحي من السماء الى النبي صلى الله عليه وسلم كانت اعظم لحظة تاريخية بل هي اعظم نقطة تحول - 00:22:15ضَ

في تاريخ البشرية جمعاء بمجيء النبي صلى الله عليه وسلم فكان رحمة على البشرية وكان نورا وكان استنقاذا لهذه البشرية من دياجير الظلمات الى الانوار الحسية والمعنوية التي جاء بها صلى الله عليه وسلم - 00:22:32ضَ

الى الروح والوحي والهداية والشفاء فاصل ونواصل آآ في رحاب سيرة المصطفى صلى الله عليه واله وسلم ربما تحب احد الابناء او البنات اكثر من اخوتهما اما لبره او ادبها او غير ذلك - 00:22:52ضَ

ولكن هل يجوز ان تفضل من تحب في العطية وتخصه بالهدايا دون الاخرين لنستمع الى هذه القصة التي جرت لصحابي جليل النعمان بن بشير يقول رضي الله عنه سألت امي ابي بعض الموهبة لي من ما له - 00:23:24ضَ

فوهبها لي فقالت لا ارضى حتى تشهد النبي صلى الله عليه وسلم فاخذ بيدي وانا غلام فاتى بي النبي صلى الله عليه وسلم فقال له يا بشير الك ولد سوى هذا؟ قال نعم. فقال اكن لهم وهبت لهم مثل هذا؟ قال لا - 00:23:44ضَ

قال فلا تشهدني اذا فاني لا اشهد على جور ففي هذا الحديث تحذير من تفضيل احد الابناء على اخوته وانه من الجور والظلم ولم يفرق بين الذكر والانثى وذلك لما يؤدي اليه من الكراهية والنفور بينهم - 00:24:08ضَ

ولا حرج في الميل القلبي لاحد الاولاد دون غيره لان ذلك امر ليس في مقدور العبد وانما الذي يحرم ان يفضل المحبوب على غيره بالعطايا. دون سبب شرعي. فان حصل مثل هذا التفضيل وجب رد - 00:24:30ضَ

قضية او اعطاء الاخرين مثل اخيهم ويجوز التفضيل بين الاولاد. اذا كانت هناك اسباب وجيهة تدعو الى ذلك كان يخص احد اولاده لمرض اصابه او فقر وحاجة المت به او لاشتغاله بطلب العلم. ونحوه من الفضائل - 00:24:47ضَ

وللوالد ان يمنع العطية عمن يستعين بها على معصية الله تعالى. ويعطيها لمن يستحقها. قال تعالى تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان اتقوا الله ان الله شديد العقاب - 00:25:07ضَ

الحمد لله بعد ان اكرم الله تعالى هذه الامة عموما واكرم نبيه صلى الله عليه وسلم بهذه النبوة وبهذا الوحي وبهذه الرسالة ستر الوحي فترة من الزمن قيل انها وهي الاقرب انها ثلاثة ايام. وقيل ابعدها اربعين يوما - 00:25:38ضَ

وقد ذكر بعض اهل العلم حكمة استشفوها اه لتوقف الوحي وفترته في هذا الوقت فقالوا ليذهب الروع والخوف والفزع الذي بلغ من النبي صلى الله عليه وسلم في لقائه بجبريل - 00:26:17ضَ

وكان هذه من الحكم التي يحاول ان يستشفها العلماء. كما ذكر ذلك ابن حجر رحمه الله تعالى في فتح الباري وقيل ايضا انه من الحكم بعد ان يهدأ روعه صلى الله عليه وسلم ان يبدأ مزيدا من التشوف - 00:26:36ضَ

والشوق الى عودة ذلك الوحي مرة اخرى وانتظاره فان الانسان لما يكون على شوق لتلقي الشيء فانه يكون مقبلا عليه اكثر وعيا له اكثر تقبلا له واخذانا. بعكسه لما يكون الانسان - 00:26:55ضَ

اه بعيدا عن ذلك التشوق. فقالوا ان من الحكم التي تستشف لفترة الوحي ان يكون اهدأ لروع النبي صلى الله عليه وسلم واذهب للحالة التي كان عليها وكذلك ايضا ليكون مزيد من التشوف - 00:27:13ضَ

والشوق لدى النبي صلى الله عليه وسلم لتلقي هذا الوحيد بل بعد تلك الفترة من الوحي وبينما النبي صلى الله عليه وسلم آآ يسير في طريق يقول جاورت صلى الله يقول صلى الله عليه وسلم جاورت بحراء ثم هبطت جاور صلى الله عليه وسلم شهرا - 00:27:30ضَ

في حراك عدده عليه الصلاة والسلام ثم هبطت اي من آآ غار حراء الى الارض. قال فسمعت صوتا ربما يقول يا محمد يا نبي الله يا رسول الله قال فالتفت عن يميني فلم ارى شيئا - 00:27:56ضَ

ثم التفت عن يساري فلم ارى شيئا التفت من ورائي وامامي فلم ارى شيئا فرفعت رأسي ورفعت رأسي فرأيت شيئا فاذا الملك الذي جاءني بحراء هو جبريل عليه السلام جالس على كرسي بين السماء والارض - 00:28:14ضَ

وقد غطى الافق ففزع النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الصورة العظيمة المهولة لهذا الخلق العظيم وهو جبريل عليه السلام الذي جاءه في غار حراء بالوحي قال رأيته على كرسي بين السماء والارض وقد غطى - 00:28:37ضَ

الافق فجئت وفاجئت وفجئت منه رعبا حتى هويت الى الارض بمعنى انه سقط صلى الله عليه واله وسلم من شدة ذلك المنظر المخيف له عليه الصلاة والسلام. فرجع الى بيته وجاء الى خديجة وقال زملوني زملوني دثروني دثروني - 00:28:56ضَ

وصبوا علي ماء بارد. وصبوا علي ماء بارد حتى يذهب هذا الخوف ويذهب هذا الرعب ويطمئن الانسان على نفسه فدثروه صلى الله عليه واله وسلم وصبوا عليه الماء البارد ليزيد هدوءا واطمئنانا ويذهب عنه ما كان يجد من الخوف والوزع الفزع وحق له صلى الله عليه وسلم لما رأى فنزلت - 00:29:20ضَ

تلك الايات العظيمة يا ايها المدثر وهو خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم على حالته تلك. يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وثيابك فطهر والرجز فاهجر ولا تمنن تستكثر ولربك فاصبر - 00:29:49ضَ

كانت هذه الايات هي الايات التي بعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبها ارسل عليه الصلاة والسلام يا ايها المدثر قم فانذر ولا تكن من القاعدين قم فانذر الانذار هو اعلام مع تخويف - 00:30:08ضَ

خوف الناس بعذاب الله وما هم مقبلين عليه وحذرهم مما هم عليه من عبادة غير الله تعالى وادعهم الى الله عز وجل. يا ايها المدثر قم فانذر وربك فكبر وربك - 00:30:27ضَ

لا غيره سبحانه وتعالى تخصيصا تقديم المعمول يفيد التخصيص ومزيد الاهتمام والعناية وربك فكبر اي ربك عظمه فلا تشرك به شيئا وتعبده وتوحده وتعظمه سبحانه وتعالى وربك فكبر وثيابك فطهر - 00:30:44ضَ

تطهير الثياب من النجاسات والاوظار والاوساخ وتطهير القلوب من التعلق بغير الله عز وجل وتطهير النفوس من التوجه بالعبادة لغير الله. فمعنى ذلك هو توحيد الله عز وجل والتطهر من الشرك - 00:31:07ضَ

التطور من انواع النجاسات جميعها سواء النجاسات الحسية التي تعلو الثياب والابدان والارض وكذلك النجاسات المعنوية نجاسة الكفر فامر صلى الله عليه وسلم بذلك وثيابك فطهر والرجز فاهجر الاصنام عبادة غير الله - 00:31:24ضَ

فاهجرها ابتعد عنها لا تعبدها ولا تحظر اعيادها ولا اه تقرها والرز فاهجر انقطاع عنها والبعد عنها وعدم الالتفات اليها وعدم توقيرها واحترام والرز فاهجر فكانت هذه الدعوات ولا تمنن تستكثر - 00:31:45ضَ

لا تمن بشيء تبذله لله عز وجل او تستكثره في حق ربك عز وجل. فان المنة لله والفضل لله سبحانه وتعالى. لا تستكثر الجهد الذي تبذله في دعوة الله عز وجل - 00:32:08ضَ

ولا تستكثر العطاء الذي تمنحه للاخرين الذي هو رزق الله تعالى الذي اعطاك اياه وخولك اياه ان تبذله لوجه الله تعالى لعون الاخرين. ولا تمنن تستكثر. لا تستكثر عطاءك الذي تقدمه. بل تحمد الله عز وجل الذي اعطاك - 00:32:23ضَ

والذي منحك لان تكون ممن يعطي ولا تكن ممن يأخذ. فلا تستكثر شيئا تقدمه لله عز وجل فان الله وما له اكثر ومنة الله تعالى على عباده اعظم ولربك فاصبر - 00:32:43ضَ

لربك سبحانه لا سواه لا ترجع عدا فاصبر اصبر على هذه الدعوة واصبر على هذه الرسالة. واصبر على تبليغ دين الله عز وجل. واصبر على القيام بامر الله سبحانه وتعالى. واصبر على حمل هذه الرسالة - 00:32:59ضَ

لو العبء الثقيل واصبر على التواء النفوس. واصبر على النفوس الصادة. واصبر على تلك النفوس المدبرة. واصبر على تلك النفوس المستهزئة واصبر على كل ما يصيبك في سبيل الله تعالى. وعلى كل ما تلقاه. ولربك وحده سبحانه وتعالى فاصبر. واصبر وما صبرك الا - 00:33:16ضَ

فاصبر الصبر الجميل اذا كانت هذه الايات بمثابة الجرعة الكبيرة التي يتلقاها النبي صلى الله عليه وسلم الداعي الاول للقيام بهذه الرسالة والقيام بهذه الامانة والقيام بهذا الحمل الثقيل. فقام صلى الله عليه - 00:33:36ضَ

سلم بها حق القيام فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيا عن امته قام صلى الله عليه وسلم فلم يقعد وعمل فلم يفطر صلى الله عليه وسلم وكان يعمل جاهدا في سبيل الله - 00:33:59ضَ

حتى فتح الله به قلوبا غلفا واعين عميا واذانا صما وهدى الله به من الظلالة وبصر به من العمى وفظل به صلى الله عليه وسلم على كثير ممن خلق تفضيلا. ونقل الله به هذه الامة امة الاسلام - 00:34:16ضَ

ونقل به العرب على وجه الخصوص وامة الاسلام نقلها نقلة عظيمة بفظل وبركة رسالة هذا النبي العظيم صلى الله عليه عليه واله وسلم. الذي يقرأ في احوال العرب واحوال العالم ما قبل بعثته صلى الله عليه وسلم - 00:34:35ضَ

ثم ينظر الى تلك النقلة والقفزة النوعية الهائلة التي احدثها صلى الله عليه وسلم في تلك اه اه رعاة الغنم يتحولون الى رعاة الامم. يقودون يعرف مقدار ذلك الجهد العظيم الذي بذله الحبيب صلى الله عليه واله وسلم. نسأل الله تبارك وتعالى باسمائه الحسنى - 00:34:54ضَ

وصفاته العلى ان يسير بنا على طريقه. وان يأخذ بنواصينا لنستقيم على منهجه وهديه صلى الله عليه وسلم وان يرزقنا آآ شفاعته وان يحشرنا تحت لوائه صلى الله عليه واله وسلم وان يرزقنا مرافقته في الجنة - 00:35:18ضَ

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين تلك العنود روسها ميسورة في صرح علم الراسخ الاركاني بشرى ندى للعلم كالازهار في البستان - 00:35:40ضَ