التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي هدى بكتابه القلوب وانزله في اوجز لفظ واعجز اسلوب فاعيت بلاغته البلغاء وابكمت فصاحته الفصحاء واذهلت روعته الخطباء فهو الحجة البالغة. والدلالة الدامغة والنعمة الباقية. والعصمة الواقية - 00:00:01ضَ
وهو شفاء الصدور والحكم العدل فيما احكم وتشابه من الامور. واشهد ان لا اله الا الله العزيز الغفور القادر سبحانه قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي - 00:00:27ضَ
ولو جئنا بمثله مددا. والقائل جل جلاله ولو ان ما في الارض من شجرة اقلام والبحر يمده من بعده سبعة ابحر ما نفلت كلمات الله. ان الله عزيز حكيم. واشهد ان سيدنا محمدا عبد الله ورسوله وصفي - 00:00:46ضَ
الله وخليله البشير النذير السراج المزهر المنير. خير الانبياء مقاما. واحسن الانبياء كلاما. لبنة التمام ومسك الختام رافع الاصر والاغلال والداعي الى خير الاقوال والاعمال والاحوال مشى طوال ايامه ولياليه وعاش طوال ايامه ولا يليه - 00:01:06ضَ
يمشي على شوك الاسى ويخطو على جمر الكيد والعنت يلتمس الطريق لهداية الضالين وارشاد الحائرين وتعليم الجاهلين حتى قوم المعوج وامن الخائف وطمأن القلق ونشر اضواء وانوار هذا الدين كما تنشر الشمس ضياءها في رابعة النهار - 00:01:34ضَ
اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله الطيبين وازواجه امهات المؤمنين واصحابه الغر المحجلين. وصل علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين. وبعد وحياكم الله جميعا ايها الاخوة والاخوات - 00:02:01ضَ
واسأل الله جل وعلا الذي جمعني بحضراتكم على شاشة قناة الرحمة المباركة اسأله سبحانه ان يجمعنا في الاخرة مع سيد الدعاة وامام النبيين في جنته ودار مقامته انه ولي ذلك ومولاه - 00:02:23ضَ
احبتي في الله ان العلوم وان تباينت اصولها وشرقت وغربت فصولها وتعددت ابوابها وتنوعت احكامها فانا لا اقلل من قدرها وشأنها الا ان اعلاها قدرا واغلاها مهرا واقومها قيلا واوضحها سبيلا - 00:02:43ضَ
واصحها دليلا علم التفسير فهو شمس ضحاها وبدر دجاها ولما لا وشرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع علم التفسير كلام ربنا الملك القدير الذي هو منبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة. واصل الاصول وطريق الوصول الى السعادة والنجاة في الدنيا والاخرة. بصحبة الحبيب - 00:03:11ضَ
للرسول صلى الله عليه وسلم هذه احبابي ليلة الاثنين الموافقة للتاسع والعشرين من شهر شوال للعام الواحد والاربعين واربعمئة والف الموافقة واحد والعشرين من شهر يونيو لعام الفين وعشرين ونحن الليلة بطول الله وحوله على موعد مع اللقاء الرابع والعشرين بعد المئتين - 00:03:46ضَ
من لقاءات تفسيرنا لسورة البقرة ومع الاية الثالثة والاربعين بعد المئتين. مع قول الله جل وعلا الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت. فقال لهم الله موتوا ثم احياهم - 00:04:19ضَ
ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون من هؤلاء من هؤلاء القوم الذين تركوا ديارهم وخرجوا خوفا من الموت اما بسبب الطاعون واما بسبب القتال هل اماتهم الله تبارك وتعالى بسبب او بغير سبب - 00:04:41ضَ
وما سبب ذلك وما هي مدة موتهم وهل احياهم الله تبارك وتعالى مرة واحدة؟ ام فردا بعد فرض وهل هذه القصة لاشخاص حقيقيين ام هو مجرد مثل ضربه رب العالمين لامة سيد النبيين صلى الله عليه وسلم. اسئلة كثيرة - 00:05:10ضَ
طرحها سادتنا وائمتنا من علماء التفسير ولكن اسمحوا لي مع اجلالي وحبي وتقديري لسادتنا وائمتنا وعلمائنا الذين اجابوا على كل هذه الاسئلة وغيرها اقول ذكروا اقوالا لا دليل عليها من اية قرآنية محكمة - 00:05:34ضَ
ولا من سنة نبوية صحيحة متقنة ونحن نفسر القرآن بالقرآن وبسنة النبي عليه الصلاة والسلام او بقول صحابي جليل من اصحاب النبي فهم اعرف الخلق بمراد الله ومراد رسوله. صلى الله عليه وسلم - 00:06:04ضَ
فمنهم من سادتنا وعلمائنا رضي الله عنهم ورحمهم جميعا وجزاهم عنا خير الجزاء منهم من قال ان هؤلاء قوم من بني اسرائيل من قرية يقال لها دوردان خرجوا خوفا من الطاعون - 00:06:26ضَ
خوفا من الوباء فاماتهم الله تبارك وتعالى حين نزلوا واديا بعيدا عن قريتهم اماتهم جميعا ثم احياهم ليعلموا ان الله، عز وجل، هو الذي خلق الموت والحياة وليعتبر بهم من بعدهم - 00:06:49ضَ
ومن اهل العلم من قال ان ملكا من ملوك من ملوك بني اسرائيل امر جنوده ان يخرجوا للقتال فقالوا لا لن نخرج لان الارض التي تأمرنا ان نخرج للقتال فيها ارض موبوءة بالطاعون - 00:07:13ضَ
ولن نذهب الى هذه الارض ما دام الطاعون فيها حتى يزول ومن اهل العلم من قال ان حزقيال النبي وهو نبي من انبياء بني اسرائيل ندب قومه في بني اسرائيل ليخرجوا معه للقتال - 00:07:36ضَ
في سبيل الله فجبنوا وخافوا وقالوا لن نخرج معك فتضرع حزقيالو الى الكبير المتعال بالدعاء وقال اللهم اله يعقوب واله موسى ترى معصية عبادك تدلهم على نفاذ قدرتك وانهم لا يخرجون من قبضتك - 00:08:00ضَ
وارسل الله عليهم الموت جميعا كموت نفس واحدة ثم دعا نبي الله حزقيال ربه تبارك وتعالى مرة اخرى فاحياهم لتكون معجزة لهذا النبي الكريم دالة على صدقه وانه مرسل من قبل الله جل وعلا - 00:08:39ضَ
ثم ليعتبر هؤلاء بان الله على كل شيء قدير وليعتبر بهم من بعدهم من الامم هذه اقوال ذكرها السادة والائمة جزاهم الله عنا خير الجزاء ومن جميل ما قاله الامام ابن عطية - 00:09:02ضَ
في المحرر الوجيز وهو من التفاسير المحترمة المحرر الوجيز للامام بابن عطية وقد اثنى عليه شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى اي على تفسيره قال رحمه الله وهذا القصص كله لين الاسانيد - 00:09:22ضَ
لينوا الاسانيد وانما اللازم من الاية ان الله تبارك وتعالى يخبر نبيه صلى الله عليه وسلم عن قوم من البشر خرجوا من ديارهم فرارا من الموت او فرارا من القتال او الجهاد - 00:09:49ضَ
فاماتهم الله تبارك وتعالى ثم احياهم ليريهم جل وعلا هم وكل من جاء من بعدهم ان الاماتة انما هي بيد الله لا بيد غيره وارجو ان نفرق بين القتل والاماتة - 00:10:13ضَ
ارجو ان نفرق بين القتل والاماتة فاراد الله ان يعلم هؤلاء ومن بعدهم الى ان يرث الله الارض ومن عليها ان الاماتة بيد الله جل وعلا لا بيد غيره. فلا معنى اذا لخوف خائف من الموت - 00:10:38ضَ
ولا لغرور مغتر بقوته فلا معنى لخوف خائف من الموت ولا لغرور مغتر بقوته وجعل الله هذه الاية وهذا هو الشاهد يا اخواني جعل الله هذه الاية الكريمة مقدمة بين يدي امره سبحانه وتعالى - 00:10:57ضَ
للمؤمنين من امة سيد النبيين صلى الله عليه وسلم بالجهاد في سبيل الله هذا هو الغرض هذا هو المقصود الاعظم من الاية لان الله جل جلاله يقدم بهذه الاية بين يدي امره لامة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:21ضَ
بالجهاد في سبيل الله فالهدف اخذ العظة والعبرة تدبروا معي لو علم الله جل وعلا في ذكر هذه التفاصيل من هؤلاء؟ وما اعدادهم وما هي ارضهم؟ وما هي المدة التي ماتوا فيها - 00:11:46ضَ
وهل ماتوا جميعا؟ واحياهم الله جميعا؟ ام فردا فردا في الاماتة والاحياء الى غير ذلك من الاسئلة لو علم الله جل جلاله في ذكر هذه التفاصيل خيرا لامة البشير النذير - 00:12:09ضَ
خيرا في عقيدتهم وعبادتهم وشريعتهم ومعاملاتهم لذكره ورب الكعبة بيانا واضحا مفصلا لكن العبرة هي ان نأخذ العبرة لكن الهدف هو ان نتجه نحو الهدف هو ان نأخذ العظة من هذه القصة - 00:12:25ضَ
وان نعلم علم اليقين ان المراد انما هو تصحيح الاعتقاد بان الموت والحياة بيد الله. قال جل علاه تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير. الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. الذي خلق - 00:12:52ضَ
خلي بال حضرتك الموت فقدم جل وعلا الموت على الحياة الذي خلق الموت والحياة فالله جل وعلا هو خالق الموت والله جل وعلا هو خالق الحياة ليبتلينا الدنيا دار ابتلاء - 00:13:14ضَ
وبوتقة اختبار ليست دار نعيم وليست دار جزاء انما هي دار عمل قال تعالى تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا. وهو العزيز الغفور - 00:13:32ضَ
وان الله تعالى قادر على الاماتة كما كان ولا زال جل وعلا قادرا على الخلق سبحانه وتعالى لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء هذا درس عقدي كانوا ينكرونه - 00:13:57ضَ
ولا زال هناك في الارض في القرن الحادي والعشرين الان من ينكره والله تبارك وتعالى هو القادر على الاماتة والاحياء لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء ومن ارق الاحاديث - 00:14:18ضَ
ما رواه البخاري واحمد وغيره. من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال في الحديث القدسي قال جل جلاله كذبني ابن ادم. لا حول ولا قوة الا بالله - 00:14:35ضَ
ولم يكن له ذلك وشتمني ابن ادم ولم يكن له ذلك اتغضب ان يشتمك احد من الخلق وقد شتم الخلق خالقهم في نص الحديث وبنص القرآن اتغضب اذا سبك احد - 00:14:52ضَ
اتغضب اذا شتمك احد؟ لا تغضب واحمق الخلق من ظن ان كل الخلق سيررضون عنه ويجمعون عليه. احمق الخلق من ظن ان كل الخلق سيرضون عنه وسيجمعون عليه فها هم - 00:15:13ضَ
الخلق يشتمون خالقهم ويسبون خالقهم وها هم الخلق يشتمون سيد الخلق المصطفى ويسبون حبيب الحق المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا تحزن يا اخي فلا تحزن حزنا يقعدك عن العمل - 00:15:34ضَ
وعن السعي لدين الله جل وعلا يقول الله سبحانه كذبني ابن ادم ولم يكن له ذلك وشتمني ابن ادم ولم يكن له ذلك اما تكذيبه اي فقوله لن يعيدني كما بدأني - 00:15:56ضَ
وليس اول الخلق باهون علي من اعادته يعني الذي خلق من العدم قادر على ان يعيد من موجود بل قادر على كل شيء يا اخي انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون - 00:16:18ضَ
كل ابن ادم يبلى الا عجب الذنب في موجود كل ابن ادم يبلى الا عجب الذنب منه خلق ابن ادم ومنه يركب والحديث رواه مسلم. وعجب الذنب عظمة دقيقة لا تزيد عن حبة العدس - 00:16:37ضَ
في اخر السلسلة الفقرية في ظهر كل انسان على هذه البسيطة يقول الله جل جلاله كذبني ابن ادم ولم يكن له ذلك وشتمني ابن ادم ولم يكن له ذلك اما تكذيبه اياي فقوله - 00:16:57ضَ
لن يعيدني كما بدأني وليس اول الخلق باهون علي من اعادته. واما شتمه اي فقوله اتخذ الله ولدا. وانا الاحد الصمد الذي لم الد ولم اولد ولم يكن لي كفوا احد - 00:17:19ضَ
قال جل وعلا وقالوا اتخذ الرحمن ولدا لقد جئتم شيئا ادا تكاد السماوات وتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا. ان دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن ان يتخذ ولدا. ان كل من في السماوات والارض الا اتي الرحمن عبدا. لقد - 00:17:38ضَ
وعدهم عدا وكلهم اتيه يوم القيامة فردا ومن العظات والعبر في الاية الكريمة ان الامر كله لله وان ما قدره الله جل علاه حتما سيكون وان ما قدره الله جل علاه حتما سيكون - 00:18:03ضَ
لا يتخلف ولا يتأخر. انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. وان الحذر من الموت لا يمنعه تدبروا هذه اخواني واخواتي خذ بالاسباب نعم لا تهمل ولا تستهتر - 00:18:27ضَ
ولا تعرض نفسك للتهلكة ولا تعرض غيرك للتهلكة الامر جلل الامر جلل خذ بالاسباب لكن اعلم ان الحذر من الموت لا يمنعه وان الخوف والجبن لا يدفعه لا يمنعان قضاء - 00:18:48ضَ
ولا يبقيان حياة قال جل جلاله قل ان الموت الذي تفرون منه فانه ملاقيكم ثم تردون الى عالم الغيب والشهادة. فينبئكم بما كنتم تعملون. قال جل جلاله قل لو كنتم في بيوتكم - 00:19:11ضَ
لبرز الذين كتب عليهم القتل الى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور القعود عن الجهاد لا يمنع الموت لمن قدر الله عليه الموت - 00:19:29ضَ
وما تدري نفس باي ارض تموت قال سبحانه واينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة قل لن ينفعكم الفرار ان فررتم من الموت او القتل فاذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون - 00:19:56ضَ
ايات كثيرة جدا في كتاب الله جل وعلا وفي الحديث الجميل الذي رواه ابو نعيم في الحلية من حديث ابي امامة بسند صحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:20:18ضَ
ان روح القدس يعني جبريل ان روح القدس نفث في روعي اي في صدري وقلبي ان نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها واجلها فاتقوا الله واجملوا في الطلب ولا يحملن احدكم استبطاء الرزق - 00:20:37ضَ
ان يطلبه بمعصية الله فان ما عند الله لا ينال الا بطاعته يا سلام! ما اروعه واجمله! من حديث اسمحوا لي ان اكرره على حضراتكم مرة اخرى. قال صلى الله عليه وسلم ان روح القدس - 00:21:00ضَ
نفث في روعي ان نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها واجلها فاتقوا الله واجملوا في الطلب ولا يحملن احدكم استبطاء الرزق ان يطلبه بمعصية الله. فان ما عند الله لا ينال الا بطاعته - 00:21:16ضَ
هذه هي الدروس والعظات والعبر فالله جل جلاله هو واهب الحياة وهو وحده الذي يسلب الحياة وفضله جل وعلا على خلقه متحقق في السلب والعطاء في المنح والمنع. بالله عليك تدبر مني هذا - 00:21:39ضَ
وفضل الله جل وعلا على خلقه متحقق السلبي والعطاء والمنع والمنح ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون لكن الله جل جلاله امرنا وتعبدنا بالاخذ بالاسباب - 00:22:03ضَ
ما تفردش صدرك بقى للموت وتقول انا عاوز اموت. لا ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة اطلاقا بل خذ بالاسباب وكن على يقين انك متعبد بالاخذ بها. لكن الاسباب ذاتها لا تمنع قدرا قدره الله - 00:22:34ضَ
فالاسباب وحدها لا تضر ولا تنفع ولا ترزق ولا تمنع الا بامر مسبب الاسباب جل جلاله ومن جميل ما احفظ لامام جليل هو سهل بن عبدالله التشتري رحمه الله يقول - 00:23:04ضَ
التوكل على الله حال النبي والاخذ بالاسباب سنة النبي. فمن كان على حال النبي فلا يتركن سنة النبي التوكل على الله حال النبي سيد المتوكلين. لكن هل ضيع سيد المتوكلين سببا من الاسباب لم يأخذ به؟ لا ورب الكعبة - 00:23:30ضَ
بل اخذ بجميع الاسباب طوال حياته ليعلم الامة حقيقة التوكل على الله جل جلاله قاتل بين درعين وادخر قوت عام لاهله. صلى الله عليه وسلم وانتم تعلمون ماذا صنع يوم الهجرة. الى غير ذلك - 00:23:58ضَ
الشاهد ان الله جل جلاله هو واهب الحياة وهو الذي يسلب الحياة وفضله جل وعلا متحقق على كل الناس بالسلب والعطاء والمنح والمنع سواء ولكنه جل جلاله تعبدنا وامرنا ان نأخذ بالاسباب - 00:24:17ضَ
وان نبتعد عن المهالك وان نتحرز من المخاوف وان نستفرغ الوسع والطاقة بالتوقي من كل مكروه ومن كل سبب قد يؤدي الى اتلاف النفس واهلاكها قال جل جلاله وانفقوا في سبيل الله. ولا تلقوا بايديكم الى التهلكة. واحسنوا - 00:24:41ضَ
ان الله يحب المحسنين. وقال جل جلاله ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما. ومن يفعل ذلك عدوانهم وظلما. فسوف نصليه نارا. وكان ذلك على الله يسيرا. وما اجمل واروع - 00:25:06ضَ
كلمة الامام العادل كلمة عمر ابن الخطاب رضي الله عنه حين قال لابي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه وهم والله اسيادنا وهم والله اسيادنا وهم تاج على رؤوسنا رضي الله عنهم جميعا. حين قال له - 00:25:24ضَ
امين الامة ابو عبيدة ابن الجراح حين ابا فاروق الامة ان يدخل الى عمواس الى بلاد الشام بعد ما سمع بانتشار الطاعون بها فقال له امير الامة ابو عبيدة فرارا من قدر الله يا امير المؤمنين - 00:25:46ضَ
قال لو قالها غيرك يا ابا عبيدة نعم نفر من قدر الله الى قدر الله نفر من قدر الله في البلاء والطاعون الى قدر الله في الصحة والعافية وهو القائل عليه الصلاة والسلام لا عدوى ولا طيرة - 00:26:06ضَ
لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر وفر من المجذوم فرارك من الاسد لا عدوى ولا طيرة اي لا عدوى بذاتها انما الامر كله موكول الى مشيئة الله وقدرته وارادته. ولا طيرة لا تشاؤم - 00:26:23ضَ
ولا هامة والهامة نوع من الطيور يقال له البومة. كانت اذا نعقت او اخرجت هذا الصوت تشاءم الناس قبل ذلك كفناها النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك ولا سفر هو المراد بشهر صفر. كانوا يتشائمون بهذا الشهر. فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا - 00:26:43ضَ
وفر من المجذوم فرارك من الاسد وحينما جاء في وفد بني ثقيف رجل مريض بالجذام قال له النبي عليه الصلاة والسلام ارجع فقد بايعناك او قد بايعناك فارجع ولم يدخل الرجل مجذوم على النبي وهو سيد المتوكلين على الله. نريد ان نفهم النصوص القرآنية والنبوية فهما دقيقا - 00:27:06ضَ
حتى لا نسيء الاستدلال فضلا عن سوء الفهم فسوء الفهم عن الله ورسوله اصل كل بدعة وضلالة. نشأت في الاسلام قديما وحديثا. واصل كل خلاف في الاصول وفي الفروع فيجب علينا - 00:27:33ضَ
ان نفهم مراد الله وان نفهم مراد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذلك من خلال اقوال سادتنا وائمتنا من علمائنا ابتداء بالصحابة رضي الله عنهم. ومن سار على دربهم الى يومنا هذا فمنهج اهل السنة ورب الكعبة - 00:27:53ضَ
امان لاهل الارض وامان لشبابنا وما احوج العقلاء في الامة ان ينشروا هذا المنهج وهذا المذهب بين شبابنا واولادنا حتى لا يتعلموا غيره في الظلام وتحت السراديب ليأتي علمهم وتعلمهم مظلما بظلام البيئة التي - 00:28:15ضَ
تلقوا فيها او منحرفا بانحراف السراديب التي تربوا فيها فمنهج اهل السنة نور كله. وخير كله وحق كله. لكننا نريد ان نحمل المطلق على المقيد عامة على الخاص وان نقدم الناسخ على المنسوخ وان نحمل - 00:28:43ضَ
المجمل على المبين وان نفهم الدليل وان نقف على مراتب الدليل وان نحقق مناطات الدليل الى غير ذلك من الاصول الجليلة التي ربانا عليها وعلمنا اياها ائمتنا من اهل السنة والجماعة. نسأل الله ان يجعلنا واياكم منهم بمن - 00:29:06ضَ
وكرمه وان يختم لنا ولكم بخاتمة التوحيد والايمان وان يحشرنا معهم ومع سيد النبيين وامام المرسلين انه ولي ذلك والقادر عليه قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا بعد الاخذ بالاسباب قل هذا - 00:29:26ضَ
خذ بالاسباب قل ليصيبنا الا ما كتب الله لنا. هو مولانا. وعلى الله فليتوكل المتوكلون. لو انكم تتوكلون على الله حق توكله حق توكله حق التوكل ان تبذر البذر في الارض - 00:29:45ضَ
الخصبة بعد حرثها واعدادها وتهيئتها والاعتناء بالبذرة والزرع الى ان يثمر. هذا حق التوكل حق التوكل ان تأخذ باسباب القوة في كل النواحي القوة الايمانية وان تأخذ القوة العلمية والعملية - 00:30:02ضَ
والاقتصادية والروحية والعلمية الى غير ذلك لو انكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصة انظر الى اخذ الطير بالاسباب تغدو اي تخرج في الصباح الباكر تبحث عن رزقها. خماصا وبطونها فارغة - 00:30:23ضَ
وتروح بطانا ترجع وقت الروحة اي وقت المساء. وقد رزقها الله سبحانه وتعالى هو الذي يرزق كل دابة في الارض. وما من دابة في الارض الا على الله رزقها. ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين - 00:30:49ضَ
وفي السماء رزقكم وما توعدون فورب السماء والارض انه لحق مثلما انكم تنطقون نعم الله جل وعلا يخاطب نبيه صلى الله عليه وسلم في هذه الاية الكريمة ويقول الم تر الى الذين خرجوا من - 00:31:07ضَ
ديارهم وهم الوف حذر الموت خوفا من الموت سواء كان بسبب وباء او بسبب قتال حذر الموت فقال لهم الله موتوا الله الله. فقال لهم الله موتوا انما امره اذا اراد شيئا يقول ان يقول له كن فيكون سبحانه وتعالى - 00:31:27ضَ
فقال لهم الله موتوا ثم احياهم الله جل وعلا يخبر نبيه عن قوم خرجوا من ديارهم خوفا من الموت بسبب الوباء او الطاعون فاماتهم الله تبارك وتعالى ثم احياهم ليعلمهم وليعلم من جاء بعدهم ان الله جل وعلا وحده هو القادر على الاحياء - 00:31:50ضَ
وهو القادر على الاماتة نعم قال صلى الله عليه وسلم من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته وكلمته القاها الى مريم بروح منه - 00:32:16ضَ
الامام احمد يقول كان عيسى عليه السلام بالكلمة وليس هو الكلمة. كان بالكلمة اي بقول الله كن فكان انما قوله انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. فاحياهم الله تبارك وتعالى اي ليري الله جل وعلا عباده - 00:32:40ضَ
كمال سلطانه ومطلق قدرته وتمام عظمته ومشيئته. وانه سبحانه وتعالى القادر على كل شيء وستعجبون اذا قلت لحضراتكم في سورة البقرة ذاتها ذكر الله جل وعلا في خمسة مواضع قدرته على احياء الموتى. في سورة البقرة فقط - 00:33:00ضَ
الموضع الاول في قوله تعالى في الاية السادسة والخمسين في قوم موسى ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون. الموضع الثاني في الاية الثالثة والسبعين في قوله تعالى في قصة البقرة فقلنا اضربوهم ببعضها كذلك يحيي الله الموتى. ويريكم اياته لعلكم تعقلون. الموضع الثالث في الاية الثالثة - 00:33:23ضَ
والاربعين بعد المئتين وهي اياتنا التي نفسرها فقال لهم الله موتوا ثم احياهم. الموضع الرابع في قوله تعالى في الاية التاسعة والخمسين بعد او كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها. قال ان يحيى هذه الله بعد موتها؟ فاماته الله ثم مائة عام - 00:33:49ضَ
من ثم بعث الاية والموضع الخامس في سورة البقرة في الاية الستين بعد المائتين في قوله تعالى واذ قال ابراهيم رب ارني كيف تحيي الموتى. قال اولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي. قال فخذ اربعة من الطير فصرهن اليك. ثم اجعل على كل - 00:34:09ضَ
جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم ان الله على كل شيء قدير نعم الله على كل شيء قدير. فالاحياء والاماتة بيد الله. قال الله سبحانه الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم اي الم تعلم يا محمد خبر هؤلاء الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف مؤلفة وكثرة - 00:34:29ضَ
خوفا من الموت فاماتهم الله ثم احياهم ان الله لذو فضل على الناس ولكن اكثر الناس لا يشكرون. ففضله على جميع خلقه ايجادا وامدادا واحسانا ورحمة وجودا وبرا سبحانه وتعالى. اما اولئك ففضله عليهم انه احياهم ليعتبروا بعد ذلك وليعودوا اليه - 00:34:55ضَ
جل وعلا. واما من جاء من بعدهم ففضله عليهم ان يعتبروا وان يعلموا ان الله تبارك وتعالى على كل شيء قدير وانهم يعيشون ثم يموتون ثم يبعثون ليقفوا بين يديه ليستنهض بذلك هممهم وعزائمهم - 00:35:23ضَ
لامتثال امره واجتناب نهيه. والوقوف عند حدوده سبحانه وتعالى. ولكن اكثر الناس لا يشكرون. لا الله جل وعلا بما يكافئ نعمه وبما يوافي مزيده. واذ تأذن ربكم لان شكرتم لازيدنكم. لكن الشكر - 00:35:42ضَ
واهله قلة لكن الشكر قليل لكن اهل الشكر ايضا قلة وقليل من عبادي الشكور. نسأل الله ان يجعلنا من هؤلاء القليل وقليل من عبادي الشكور فمهما شكر الشاكرون هم مقصرون - 00:36:03ضَ
فمهما شكر الشاكرون وهم مقصرون عن الوفاء فكيف بمن غفل اصلا عن صاحب المنن والفضل والعطاء اكثر الخلق عاجزون عن الوفاء فكيف بمن غفل اصلا عن شكر صاحب الفضل والمن والعطاء. ولكن اكثر الناس - 00:36:26ضَ
لا يشكرون وبعد ان بين الحق تبارك وتعالى ان الاحياء والاماتة بيده وان الخوف والجبن لا يمنعان قضاء ولا يقربان اجلا يأمر الحق تبارك وتعالى بعد ذلك امة النبي صلى الله عليه وسلم وهذا هو الهدف الاسمى والاعظم من ذكر هذه القصة بين يدي هذا الامر. فيقول جل وعلا - 00:36:53ضَ
وقاتلوا في سبيل الله واعلموا ان الله سميع عليم وهذا ما نعيش معه باذن الملك سبحانه في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء اسأل الله جل وعلا في هذه الساعة المباركة - 00:37:20ضَ
ان يحفظ مصر واهلها اسأل الله ان يجعل مصر في كنفه وامانه وستره وضمانه والا يحرم مصر نعمة الماء ولا نعمة الرخاء ولا نعمة الامن ولا نعمة الاستقرار وان يحفظ جميع بلاد المسلمين - 00:37:37ضَ
وان يحقن دماء اهلنا واخواننا في ليبيا وان يؤلف بين قلوبهم وان يجمعهم على الحق والهدى على قلب رجل واحد وان يحقن دماء اهلنا من المسلمين في سوريا وفي ليبيا - 00:37:59ضَ
وفي اليمن وفي فلسطين وفي كل مكان على وجه الارض اللهم ارفع الغمة عن الامة وارفع الوباء عن اهل الارض اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا. ولا انسى في هذه اللحظة المباركة - 00:38:18ضَ
ان اتضرع واتذلل بالدعاء لاولادي لابنائي وبناتي من طلاب الثانوية العامة اسأل الله عز وجل ان يعلمهم وان يذكرهم ما نسي. وان يعلمهم ما جهل. وان يفتح عليهم. وان ينزل على قلوبهم برد السكينة - 00:38:38ضَ
والطمأنينة والامان وان يرزقهم النجاح والتوفيق والسداد واعلى الدرجات. ويسأل الله ان يحفظهم في لجانهم من وباء ومن البلاء ومن الامراض واسأل الله جل وعلا ان يقر عيون اسرهم جميعا بحفظهم ونجاتهم من المرض ومن الوباء وبنجاحهم بتفوق ان شاء رب - 00:38:58ضَ
الارض والسماء. اسأل الله جل وعلا ان يحفظ اولادنا وان يربيهم لنا وان يقيهم شر الفتن. ما ظهر منها ما بطن. وان واياكم في الدنيا والاخرة. وان يتقبل منا ومنكم جميعا صالح الاعمال. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله - 00:39:26ضَ
وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته خير المجالس مجلس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلا. ويفسر القرآن بالقلم يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لترويض ظلت الظمآن هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على - 00:39:46ضَ
- 00:40:31ضَ