التفريغ
ان معرفة اسماء الله تعالى وصفاته تلم شعث القلب. وتفتح للعبد افاقا واسعة. للتلذذ بالطاعة والعبادة وترفع حجب الغفلة والشك والاعراض. فمن كان بالله اعرض كان بالله كان منه اخوف. كان منه اخوف - 00:00:00ضَ
وبحبه اقرب وعن معصيته ابعد. وفي رجاء رحمته اطلب. وفي رجاء رحمته تفضل يا ابني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وطابت اوقاتكم بالمسرات اسماء الله سبحانه وتعالى الحسنى وصفاتها العلا وصفاته العلا - 00:00:27ضَ
كلها تجتمع في اضفاء التعظيم الواجب لله جل جلاله اسماء الله في كتابه الكريم جاءت لتعريفنا بربنا الخالق العظيم ومهما تعددت اسماؤه سبحانه وتعددت اوصافه التي دلت عليها اسماؤه الحسنى - 00:00:55ضَ
فاننا لن نزداد لربنا الا تعظيما ولن نزداد به الا معرفة واجلالا. فتعالى الله جل جلاله وتقدست اسماؤه من اسماء ربنا العظيم الكريم سبحانه وتعالى اسم العزيز وهذا الاسم وحده - 00:01:17ضَ
يعطي في قلب العبد معنى عظيما يدفع به الى الاعتزاز بربه العزيز ربنا عز وجل سمى نفسه بالعزيز في مواضع متعددة كثيرة من كتابه الكريم وجاءت ايضا في اوصاف يصف ربنا فيه نفسه بالعزة وهو رب العزة جل في علاه - 00:01:37ضَ
ربنا عزيز حكيم عزيز غفور عزيز ذو انتقام عزيز عز فارتفع وذل كل شيء لعظمته وخضع ربنا عزيز وكل شيء ينتسب الى الله عز وجل ويتصل به فله من العزة نصيب - 00:02:00ضَ
وصف الله كتابه بانه عزيز فقال سبحانه وانه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد - 00:02:23ضَ
ولا جرم كتاب الله عزيز لانه كلام العزيز سبحانه وتعالى وكل من اقترب من ربه واقتبس شعبة من عز الله وجلاله فهو عزيز. سبحانه وتعالى يعز من يشاء ويذل من يشاء فهو المعز لانه عزيز سبحانه وتعالى - 00:02:42ضَ
واهل الايمان انما ينالون العزة بايمانهم لانهم عباد العزيز سبحانه وتعالى من كان يريد العزة فلله العزة جميعا. وانما يبتغي اهل الايمان عزتهم في دنياهم وعزتهم هم في اخراهم من ربهم العزيز. فيستنزلون نصره ويحتمون بحماه ويلتجئون متقوين - 00:03:07ضَ
ربهم العزيز سبحانه وتعالى وقد عتب القرآن على من ينتسب الى الاسلام ولو في الظاهر. فاذا به تناله شعبة النفاق انتماء اليهم والاحتواء بين ظهرانيهم. فيأتي كتاب الله عز وجل مفندا مثل هذا الادعاء. قال الله عز - 00:03:35ضَ
وجل ايبتغون عندهم العزة فان العزة لله جميعا ذل هو في ابشع صوره عند مبتغي العزة من غير العزيز سبحانه فكيف بمبتغي العزة من خصم العزيز جل جلاله والله انها الذلة في ابشع صورها واحقر مراتبها - 00:03:59ضَ
يا كرام ربنا عزيز وامتلاء قلوبنا وافئدتنا المؤمنة بالله بهذا المعنى. لن يزيدها الا اعتزازا بايمانها. المسلمون اعزة اقوياء بربهم مهما كانت الاسباب بين ايديهم لا توحي بشيء من معاني القوة او الغلبة او - 00:04:22ضَ
الانتصار يوم بدر خرج نبينا صلى الله عليه وسلم بثلاثمائة وبضعة عشر اتلاقيهم قريش بالف رجل مقاتل مدجج بالسلاح والخيول والركائب ما خرجوا لقتال لكن الله اراده لقد رصد القرآن سخرية المنافقين عندما قالوا - 00:04:46ضَ
اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم وصفوه بانه غرور حين تلتقي الفئة المؤمنة القليلة باضعاف اضعاف اعدادها من اهل الكفر لكنها النظرة المسلوبة من الايمان التي تجهل معنى عزة العزيز سبحانه وتعالى. ونصرته لاوليائه واهل دينه من المؤمنين - 00:05:10ضَ
عندما تقتصر النظرة على الحسابات المادية في العدة والعتاد وتخفي تماما وتتجاهل او تجهل اثر الايمان رصيده في حساب اللقاء بين الصفوف وحسابات المعارك فكان الجواب في كلمتين في القرآن الكريم - 00:05:40ضَ
اذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض غر هؤلاء دينهم. كان الجواب ومن يتوكل على الله فان الله عزيز حكيم اذا هي العزة يا اهل الايمان ربنا عزيز ومن معاني العزة عزة القوة. والله عز وجل قال عزيز ذو انتقام - 00:05:59ضَ
فربنا قوي وهو عزيز سبحانه. وجاء معنى العزة بالقوة في مثل قوله تعالى اذ ارسلنا اليهم اثنين فكذبوه فعززنا بثالث. اي فقوينا رسالتهم وبعثتهم الى قومهم ومن معاني عزة الله سبحانه عزة الغلبة - 00:06:23ضَ
والانتصار. فربنا سبحانه غالب لا يغلب قاهر لا يقهر. ذلت المخلوقات لعظمته. وخضعت لسلطانه وجبروته وقدرته. سبحانه وبحمده لا نحصي ثناء عليه ومن معاني عزة ربنا العزيز جل جلاله وتقدست اسماؤه عزة بمعنى الانتصار - 00:06:45ضَ
عزة بمعنى الغلبة عزة بمعنى الانفراد بالخلق والتدبير. كل ذلك مندرج في اسم ربنا سبحانه وتعالى العزيز ايا اهل الايمان نحن بايماننا اعزة بالله لان لنا ربا عزيزا عزة ترفع انوفنا عن مواطن الذل والخضوع والخنوع لغير ربنا العزيز. عزة تزيدنا بربنا ايمانا وبدينه - 00:07:10ضَ
استمساكا وبكل ما وهب لعباده ثقة واطمئنانا. لن نركن في دنيانا الى شيء من الاسباب ذات القوة النصر والتمكين الا بايماننا بربنا العزيز الحميد نحن بهذا نتلافى شعورا قد يصيب فئة مؤمنة في ظرف ما وزمان ما ومكان ما - 00:07:40ضَ
عندما يشعرون انهم في مقابل اعداء دينهم وخصوم عقيدتهم انهم فئة مستضعفة ذليلة مغلوبة مقهورة. تلك حسابات ونظرة مادية وحكم على اسبابها انما المعنى الحقيقي هو الانتصار الكبير. هو المبادئ والثبات عليها. هو مآلات الامور وحسابات المصائب بين يدي ربنا - 00:08:05ضَ
عزيز سبحانه وتعالى اننا احوج ما نكون امة الاسلام الى فقه معنى اسم الله سبحانه وتعالى العزيز لتمتلئ بها صدورنا اولا ثم لنقذفها في افئدة اجيالنا وناشئتنا ثانيا لنملأ بها سمع الامة وبصرها وجوانحها وارواحها ان لنا ربا عزيزا - 00:08:32ضَ
ونتذكر على الدوام مقولة الفاروق امير المؤمنين عمر رضي الله تعالى عنه. نحن قوم اعزنا الله اسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره اذلنا الله وليبقى منا على ذكر دوما قول ربنا سبحانه وتعالى من كان يريد العزة - 00:08:59ضَ
فلله العزة جميعا فاستمسكوا باسباب العزة من اوسع ابوابها عند ربنا العزيز واطلبوا العزة في اسمى معانيها واشرف مراتبها بطاعتنا وعبوديتنا لربنا العزيز ان العزة تكمن في قربنا من طاعة ربنا العزيز - 00:09:21ضَ
وامتثالنا لامره وتحقيقنا لوعده ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم. ذلك بان الله مولى الذين امنوا وان الكافرين لا مولى لهم عزة تحتاجها الامة المسلمة اليوم ايما احتياج تملأ بها قناعتها وصدرها اطمئنانا ورضا. ثم لتنظر بعد عواقب الامور. اللهم فابدل ذل امتنا - 00:09:43ضَ
اعز وقهرها نصرا انت خير حافظا وانت ارحم الراحمين - 00:10:13ضَ