التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر قمر ليقولن الله الله يبسط الرزق لمن يشاء - 00:00:00ضَ
ان الله بكل شيء عليم نتناوله باذن الله تعالى في هذه الحلقات. نماذج من سؤالات اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم. للنبي عليه الصلاة والسلام تلك الاسئلة التي كشفت عن علوم جمة من هذه السلسلة سلسلة سؤالات الصحابة رضوان الله عليهم - 00:00:39ضَ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله. نبينا وامامنا وسيدنا محمد ابن عبد الله وعلى اله وصحبه اجمعين. اما بعد احييكم ايها الاخوة والاخوات - 00:01:14ضَ
الى هذه الحلقة الاخيرة من برنامجكم سؤالات الصحابة نستكمل فيها ما ابتدأناه في الحلقة الماضية من سؤالات الصحابة رضي الله تعالى عنهم في ابواب الادب ومن ذلك ان ابا ذر رضي الله عنه كما في صحيح مسلم - 00:01:29ضَ
سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل يسمع الثناء من الناس على العمل يعمله من الخير وقال عليه الصلاة والسلام تلك عاجل بشرى المؤمن وهذا الحديث لا شك انه دليل على حرص الصحابة رضي الله عنهم على قضية سلامة اعمالهم من الرياء ومن القوادح التي - 00:01:44ضَ
فان الانسان بطبيعته وفطرته يفرح بالثناء والمدح الذي قد يسمعه فخشي ابو ذر رضي الله عنه ان يكون هذا الفرح منافيا للاخلاص فازال النبي عليه الصلاة والسلام هذا اللبس بهذا الجواب الذي في الواقع انه آآ يعني فرج لكل مسلم - 00:02:05ضَ
ذلك ان الانسان كما اشرت انفا بطبيعته يحب المدح فلولا هذا السؤال لربما بقي هذا الحكم مستغلقا. وبقي فيه اشكال فان الانسان يخلص ويجتهد في مدافعة حظ نفسه ويجتهد في اخفاء العمل وقد يحتاج في بعض الاعمال الى ان يظهرها فيسمع الثناء من الناس فقد يظن ان مثل هذا - 00:02:27ضَ
يقدح رضي الله عن ابي ذر وجزاه الله عنا خيرا حينما سأل هذا السؤال الذي كشف الله به تعالى آآ حقيقة غمة تغم قلوب على اخلاص اعمالهم وفي هذا الحديث ايضا ان الله سبحانه وتعالى يكرم بعض عباده بالبشارة في الدنيا قبل الاخرة - 00:02:47ضَ
وقد قال الله سبحانه وتعالى عن الخليل عليه الصلاة والسلام واجعل لي لسان صدق في الاخرين ومن ذلك ومن ذلك اللسان او المعنى معنى واجعل لي اللسان صدق في الاخرين يعني ثناء حسنا بين الناس - 00:03:10ضَ
فمن فظل الله عز وجل على عبده ان ينشر له الذكر الحسن بين الناس وهذا يقتضي من العبد ان يكون صادقا مع الله سبحانه وتعالى. وان يكون حريصا على الاعمال الصالحة - 00:03:23ضَ
التي يهدي بها الخلق ويدعو بها الى الحق وان ضعف عن ذلك فلا اقل من ان يصدق مع الله عز وجل فكم من الناس عبير فضلهم وان لم يكن لهم كثير عمل وسبب ذلك صدقهم مع الله سبحانه وتعالى في السر وفي الخلوات - 00:03:35ضَ
ومن الاسئلة ايضا التي طرحها الصحب الكرام رضي الله تعالى عنهم في شأن الادب وفيما يتعلق بهذه المسائل ما رواه الامام مسلم في صحيح عن حنظلة بن ابي عامر رضي الله تعالى عنه - 00:03:52ضَ
آآ انه لقي مرة ابا بكر الصديق وقال يا ابا بكر نافقت قال وما ذاك؟ قال انا نكون عند النبي عليه الصلاة والسلام فنسمع الذكر وقراءة القرآن نجد من الطمأنينة والايمان شيئا عظيما فاذا ذهبنا الى اولادنا وزوجاتنا وعافسناهم - 00:04:05ضَ
نقص ايماننا وقال ابو بكر والله اني لاجد الذي تجد فذهبوا الى النبي عليه الصلاة والسلام يستفتونه كعادتهم في سؤالهم عن العلم وسؤالهم عما يشكل عليهم وعن ما يعرض لهم - 00:04:26ضَ
وقال النبي عليه الصلاة والسلام ان لم ان لو تدوموا على ما انتم عليه لصافحتكم الملائكة في الطرقات والمعنى انه لا يمكن للانسان ان يكون في هذه الحال المتألقة ايمانيا على طول الخط - 00:04:39ضَ
وهذه الحال التي يمكن ان نسميها حال من الصفاء والرقي في الايمان آآ الحالة التي تشبه في هالحالة الملائكية فقال النبي عليه الصلاة والسلام ولكن ساعة وساعة يا حنظلة ولكن ساعة وساعة ولكن ساعة وساعة. وهذا في الواقع آآ من آآ الادلة الكثيرة التي تدل على موافقة الشرع للفطرة. وانه - 00:04:53ضَ
كما يلبي الشرع حاجة الروح الى الذكر والى الاعمال الصالحة فهو يلبي ايضا حاجة الروح او حاجة العقل والقلب الى اللعب مع الاولاد والى المزاح معهم. وكذلك ايضا الحال مع الزوجة. وهذا لا شك انه سيؤثر قليلا - 00:05:19ضَ
بمعنى انه يؤثر تأثيرا ليس تأثيرا مذموما ولكنه تأثير فطري فالانسان في مجلس الذكر حاله ليس كحاله اذا كان يبتسم او يضحك او يمازح ومع هذا هو في هذا وفي ذاك موافق للشريعة. ومن وفق للاحتساب في ادخال السرور على اولاده وهو يمزح معهم او ادخال السرور على زوجته - 00:05:39ضَ
معها فانه بذلك يعظم اجره وثوابه وفي قوله هنا ساعة وساعة فهمها بعض الناس على غير وجهها وظن او استعملها في الواقع على غير ما اراد النبي عليه الصلاة والسلام - 00:05:59ضَ
وظن ان قضية ساعة وساعة اي ساعة للطاعة وساعة للمعصية وهذا لا يمكن ابدا ان تأتي به الشريعة. فان النبي عليه الصلاة والسلام ما بعث الا من ان ينهى الناس عن ما حرمه الله سبحانه وتعالى. بدءا من الشرك وانتهاء باصغر الذنوب. وهذا كله من الجناية في فهم هذه النصوص - 00:06:13ضَ
فمسألة ساعة وساعة المقصود انه ليس مطلوبا من الانسان ان يكون جادا في كل اوقاته او يكون على حال من الايمان في آآ اعلى مستوياته في كل الاحوال لا كما اشرنا انفا فهذا هو فهم هذه الجملة من الحديث النبوي. ومن الاسئلة ايضا التي طرحها الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:06:32ضَ
في ما يتعلق بهذه المسائل ان رجلا كما في الصحيح من حديث ابي هريرة سأل النبي عليه الصلاة والسلام من احق الناس بحسن صحابتي قال النبي عليه الصلاة والسلام امك. قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال امك. قال ثم من؟ قال ابوك - 00:06:55ضَ
وهذا في الواقع يعني حديث آآ جليل يتعلق ببر الوالدين. وانهم مع عظيم حقهم الا ان حق الام ذلك ان النبي عليه الصلاة والسلام لما جاء جاءه هذا الرجل وسأله هذا السؤال اجابه في مقام التفظيل لان لفظة من احق - 00:07:10ضَ
الناس بحسن صحابتي اجابوا بهذا الجواب ثلاث مرات امك ثم امك ثم امك وملحظ هذا التفضيلي ظاهر بين فان الام حملته وتعبت في ذلك تعبا عظيما وهذا امر تدركه النساء وقد اشار القرآن اليه. كذلك تعبت في ارضاعه - 00:07:30ضَ
وكذلك ايضا ما قذف الله سبحانه وتعالى في قلبها من الرحمة والعاطفة التي في الغالب هي اعلى من الاب بطبيعة المرأة وتكوينها النفس والعاطفي وكذلك العكس فيما يتعلق بالرجل. وفي كل من المرأة والرجل عاطفة لا شك اقصد الوالدين - 00:07:49ضَ
هذا صريح في الاية الكريمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا لكن لما كان للام او الام تمر بهذه المتاعب وبهذه المشاق وخصوصا في سنواته الاولى فان التصاقه بامه اكبر واشد آآ في مرحلة التغيير - 00:08:09ضَ
في مرحلة التنظيف في مرحلة الرظاع وهذي مشاق لو قيل للرجل يوما من الدهر تولها لما استطاع ولما اطاق ولو وجد في ذلك مشقة عظيمة جدا من اجل ذلك عظم الله تعالى شأن الام - 00:08:26ضَ
وامر ببرها وفي كل خير وفي كل من الوالد والوالدة حق او لكل من الوالدين حق عظيم على الانسان ان يرعى هذا الحق وان آآ يحفظه هنا ايضا نلحظ نقطة اخرى - 00:08:41ضَ
وهي انه مع تعظيم الشريعة لحق الام الا ان الملاحظ وهذا شيء مشاهد في الواقع ان كثيرا من الناس وخصوصا من الشباب هداهم الله تجد لان امه رقيقة عاطفية لينة سمحة - 00:08:56ضَ
لا تكاد ترفع صوتها على ولدها ومع ذلك يقصر في حقها بحجة انها لم تطلب او لم تقل شيئا لا وتجده يهاب والده ويعطيه من الحق والرعاية اكثر ربما خوفا وربما لغير ذلك من الاسباب. والواقع ان هذا - 00:09:11ضَ
وكل بر تبر به والدك فان امك احق به ولا يعني هذا التقصير في حق الوالد بل الواجب ان يبر الوالد وان تبر الوالدة لكن حق الوالدة اعظم واكثر. وحق الوالدين عظيم - 00:09:30ضَ
حتى ولو كان على غير ديننا قال الله عز وجل وان جاهداك على ان تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما هذا فيما يتعلق بالدين لكن صاحبهما في - 00:09:46ضَ
معروفة وتصور انت الان لو ان لك والدا او والدة عفا الله واياكم من ذلك لكن لنتصور هذي الحال قد وضع في كل غرفة من غرف البيت صنم من الاصنام - 00:09:59ضَ
ومع ذلك امرك الله سبحانه وتعالى ان تحسن صحبتهما لان حقهما الفطر باقي وفضلهما موجود. لكن ان دعاك الوالد او الوالدة الى معصية الله عز وجل فهنا يقدم حق الله تبارك وتعالى - 00:10:11ضَ
ايضا من الاسئلة التي سألها الصحب الكرام رضوان الله عليهم فيما يتعلق بهذه المسائل او الادب ان الصحابة رضي الله عنهم كما في الصحيحين قالوا يا رسول الله من اكرم الناس؟ قال اتقاهم. قالوا ليس عن هذا نسألك - 00:10:27ضَ
قال يوسف ابن نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم. قالوا ليس عن هذا نسألك. قال فعن معادن العرب تسألوني خيارهم في الجاهلية - 00:10:40ضَ
ديارهم في الاسلام اذا فقهوا وهنا في هذه التساؤلات التي سألها الصحب الكرام رضي الله عنهم اجابة على آآ يعني او تقرير من النبي في جوابه لقضية واضحة في الشريعة - 00:10:54ضَ
اول قضية سألوا عنها ظنوا ان ان او ظن النبي صلى الله عليه وسلم انهم يسألون عن الكرم الشرعي وعن منزلة الانسان فاجابهم بمنطوق القرآن الكريم ان اكرمكم عند الله اتقاكم - 00:11:09ضَ
فلما لم يعني وضحوا انهم لا يريدون هذا السؤال اجابهم بجواب اخر وما يتعلق بشرف النسب الذي جمع مع النسب شرف التقوى وقالوا ليس عن هذا نسألك وانما نسألك عن معادن الناس - 00:11:21ضَ
وهنا لما شبه النبي صلى الله عليه وسلم الناس بالمعادن فهذا تشبيه دقيق جدا لان الناس فيهم من هو كالذهب وفيهم من هو كالفضة وفيهم من هو كالخزف وفيهم من هو كالتراب او كالنحاس ونحو ذلك - 00:11:34ضَ
وهم معادن يتفاوتون لكن ما ميزانهم؟ وما ميزان المفاضلة والخيرية بينهم؟ قال خيارهم في الجاهلية في الاسلام لكن بشرط واحد وهو اذا فقهوا ومن فقه او فقه في دين الله عز وجل فان ذلك احرى ان يكون عابدا لله تبارك وتعالى على على بصيرة - 00:11:49ضَ
هذه هي الموازين الشرعية التي يوزن بها الناس. اما الموازين الجاهلية بتفضيل الناس لمجرد انسابهم او لمجرد قربهم من شيخ او من الامير او الحاكم او نحو ذلك فهذه لا قيمة لها في الشريعة ابدا - 00:12:09ضَ
ولهذا نجد في القرآن شيئا من ذلك آآ عجبا فان الله تعالى انزل سورة كاملة في شأن عم النبي عليه الصلاة والسلام المباشر ابو لهب في ذمه الى يوم القيامة يقرأها صغار المسلمين وصبيانهم في اول ما يحفظون. هي رابع سورة من آآ اخر المصحف يحفظها الصبيان تبت يدا ابي لهب - 00:12:25ضَ
ويحفظون في سورة الاحزاب ان الله تعالى عاتب نبيه صلى الله عليه وسلم في رجل آآ كان عبدا من العبيد يباع ويشترى وهو زيد ابن ثابت اه اه رضي الله تعالى عنه وارضاه - 00:12:47ضَ
والد اسامة ابن اه والد اسامة حب النبي عليه الصلاة والسلام وابن حبه اي دلالة اعظم من هذه الدلالة على ان الشرع يلاحظ في هذا الموازين الشرعية وانه لا لا يمدح احد آآ - 00:13:02ضَ
بنسبه آآ مجردا ولا يذم انما المدح والثناء والفخر بقدر قرب الانسان من الله عز وجل وتحقيقه للتقوى هذه ايها الاخوة والاخوات خاتمة هذه السؤالات والتي آآ حاولت ان انتقي منها جملة من الاسئلة فيما مر معنا من ابواب. وما تركته من هذه الاسئلة كثير جدا. لكن - 00:13:18ضَ
حل فيما ذكرناه اشارة آآ يغني عن طول العبارة ولعل فيها لفتا للنظر الى التأمل في هذه السؤالات وتنوعها وارجو ان نكون قد خرجنا من هذه السؤالات امور عامة على الاقل. من اهمها حرص الصحب الكرام رضي الله عنهم على العلم. ومنها فضلهم علينا. حينما طرحوا هذه - 00:13:43ضَ
اسئلة التي كشف الله عز وجل بها علما كثيرا ومنها ايضا ان نحرص على التفقه في هذه الاسئلة ونقلها لغيرنا وطرحها على ابنائنا وبناتنا ونشرها في بيوتنا. فان ذلك من نشر الخير والعلم والسنة. ومن اهمها ايضا ايها الاخوة - 00:14:05ضَ
اننا نحرص ونحن نقرأ هذه الاسئلة على ان آآ او ان نكون نخرج من هذه الاسئلة بيقين تام بشمولها هذه الشريعة. فانتم لاحظتم اننا ابتدأنا في اول الحلقات بالاسئلة المتعلقة بالعقائد ثم الطهارة ثم الصلاة ثم الزكاة ثم الصيام ثم الحج. الى ان وصلنا - 00:14:23ضَ
الى الاسئلة المتعلقة بالادب لنزداد يقينا بشمول هذه الشريعة واصلاحها للظواهر والبواطن. اسأل الله عز وجل الذي هدانا هذا الدين ان يثبتنا عليه حتى نلقاه. كما اسأل عز وجل ان يسلك بي وبكم جميعا سبيل الصحب الكرام رضي الله عنهم وارضاهم. وان - 00:14:43ضَ
واياكم في جنات النعيم بهم وبمحمد عليه الصلاة والسلام استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس والقمر الله يبسط الرزق لمن يشاء - 00:15:03ضَ
- 00:15:44ضَ