سؤالات الصحابة

برنامج #سؤالات_الصحابة (9 - 30 ) "سؤالات الصلاة (4) " أ.د. عمر المقبل

عمر المقبل

بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع الدكتور عمر المقبل ان يقدم لكم هذه المادة ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس الله يبسط الرزق لمن يشاء ان الله بكل شيء عليم - 00:00:00ضَ

نتناوله باذن الله تعالى في هذه الحلقات نماذج من سؤالات اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم للنبي عليه الصلاة والسلام تلك الاسئلة التي كشفت عن علوم جمة من هذه السلسلة سلسلة سؤالات الصحابة رضوان الله عليهم - 00:00:53ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته معشر الاخوة والاخوات. واحييكم الى هذه الحلقة الجديدة التي تندرج ضمن سلسلة في هذه الحلقات - 00:01:14ضَ

بعنوان الصحابة سبق لنا في حلقات مضت اه ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم اه عرضوا جملة من الاسئلة في باب الصلاة. ولا زال الحديث مستمرا آآ في ذكر جملة من اسئلتهم المتعلقة بهذا الركن العظيم. ومن ذلك حديث عبد الله بن زيد بن عاصم - 00:01:34ضَ

الانصاري رضي الله تعالى عنه انه ذكر ان النبي صلى الله عليه وسلم شقي اليه الرجل يجد الشيء في بطنه او يخيل اليه انه يجد الشيء فهل يخرج من صلاته - 00:01:55ضَ

او يخيل اليه انه يجد الشيء في بطنه. فقال النبي عليه الصلاة والسلام لا ينصرف لو قال لا يخرج كما في رواية اخرى حتى حتى يسمع صوتا او يجد ريحا - 00:02:11ضَ

هذا الحديث كما يقول النووي وغيره من اهل العلم اصل عظيم من اصول احاديث الاحكام ذلك انه الواقع من الادلة التي آآ اخذها العلماء رحمهم الله تعالى وبنوا عليها القاعدة الكبرى وهي من قواعد الشريعة اليقين لا يزول بالشأن - 00:02:23ضَ

فان الاصل ان يستصحب الانسان الحالة التي هو عليها ولا ينتقل عنها الا بيقين مماثل فهذا الانسان الذي شكى الى النبي صلى الله عليه وسلم انه يخيل اليه بمعنى انه يتوهم او يظن انه وجد شيئا في بطنه قد يكون سمع قرقرة او شيء من - 00:02:44ضَ

هذا القبيل فظن ان ذلك هو خروج لشيء ينقض آآ او ينتقض به الوضوء فاراد النبي عليه الصلاة والسلام ان يقطع هذه الخيالات او هذه الظنون التي ليست مبنية على يقين وربطها بشيء متيقن - 00:03:02ضَ

ويدرك باحد الحاستين فقال لا ينصرف حتى يسمع صوتا فربطه بحاسة السمع او يجد ريحا لان الخارج بين السبيلين او هذه الظنون والخيالات انما تدرك بخلاف البول والغائط كما هو معلوم. انما تدرك باحد هذين الامرين - 00:03:19ضَ

فاذا وجد اليقين اه فان الانسان حينئذ له ان ينصرف. اما مجرد التوهم او الظن فان الانسان لا يبني عليه شيئا فهذا الحديث العظيم اخذ منه العلماء تقعيدا كبيرا كما اشرت انفا - 00:03:38ضَ

وجعلوا هذا الحديث مطردا في كثير من ابواب العلم بل في في كل ابواب العلم التي آآ تعتبرها مسائل متصلة بهذه القضية وهي الشك او اليقين ولهذا كان من فقه الامام البخاري رحمه الله تعالى انه ذكر هذا الحديث في كتاب البيوع وبوب عليه بقوله باب من لم يرى - 00:03:54ضَ

باب من لم يرى الشبهات في البيوع مقصوده من ذلك ان الانسان قد يعرض له عارض او قد يأتيه الشيطان كما اشرنا في اكثر من حلقة قد يأتيه الشيطان لا من باب الشهوات لكن - 00:04:17ضَ

الشبهات. فيقول له قد يكون هذا المال مسروقا مثلا قد يكون هذا المال مغصوبا فحينئذ لا يلتفت الانسان الى هذه الوساوس بل الاصل ان الانسان الذي تشتري منه ان الاصل انه قد تملك هذه السلعة التي بيده - 00:04:32ضَ

وما سوى ذلك فهو خارج عن الاصل فلا ينتقل عن العارض الى الاصل ولا ولا يعتمد على الشك المخالف اليقين وهذا الحديث ايضا من فوائده ومن اه فقه العلم ومن الفقه الذي فيه ان الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:04:48ضَ

لم يكونوا كما قلنا في اكثر من مناسبة يترددون في سؤال النبي عليه الصلاة والسلام عن اي شيء يشكل عليهم وفي هذا ايضا حرصهم رظي الله تعالى عنهم على ان تكون صلاتهم سالمة كل السلامة من اي شيء يكدر عليها - 00:05:07ضَ

ذلك ان هذه الخيالات او الظنون ظنوا انها قد تؤثر على صلاتهم فلما سألوا النبي عليه الصلاة والسلام اجابهم بهذا الجواب الشافي وانظروا الى بركة السؤال ايها الاخوة والاخوات. كيف يفتح الله عز وجل به بابا من العلم - 00:05:25ضَ

فان قوله عليه الصلاة والسلام هذا اخذ منه العلماء احكاما كثيرة لا تعد ولا تحصى فما من مسألة لها صلة بقضية الشك واليقين سواء في ابواب العقائد او في الطهارة او في الصلاة او في الزكاة او في الحج او في الصيام - 00:05:39ضَ

او في البيوع الا ويفزع العلماء رحمة الله تعالى عليهم الى هذا الحديث يأخذ منه هذا الحكم العظيم وهو ان الاصل براءة الذمة وهو ان الاصل عماد اليقين ولا ينتقل عنه لمجرد الشك - 00:05:56ضَ

ايضا من الاسئلة التي سألها الصحابة رضي الله تعالى عنهم وارضاهم في آآ موضوع الصلاة رواه الامام مسلم في صحيحه من حديث ابن طلحة اليعمري رحمة الله عليه وهو احد التابعين قال لقيت ثوبان رضي الله تعالى عنه - 00:06:12ضَ

فسألته عن احب عمل الله او يقرب الى الله عز وجل ويكون سببا في دخول الجنة قال فسألته فسكت ثم سألته الثالثة. فقال اني سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا السؤال - 00:06:29ضَ

فقال له النبي عليه الصلاة والسلام عليك او قال اعني على نفسك بكثرة السجود انك لن تسجد لله تعالى سجدة الا رفعك الله بها درجة وحط عنك بها خطيئة قال معدان رحمه الله فلقيت ابا ذر فحدثته بهذا الحديث فقال لي كما قال ثوبان - 00:06:44ضَ

وفي هذا الحديث من العلم التربية حرص التابعين رضي الله تعالى عنهم على البحث عن الاعمال التي توصل الى رضوان الله عز وجل وهذا يعني من باب اولى وقد تكرر معنا في هذه الحلقات حرص الصحب الكرام رضوان الله عليهم على هذه القضية وقد مر معنا - 00:07:04ضَ

نماذج من ذلك من ابن مسعود واسئلة ابي هريرة وغيرهم من اصحاب النبي عليه الصلاة والسلام وهنا نلحظ ايضا فائدة تربوية. وهي فائدة علمية ايضا ثوبان لما سأل النبي عليه الصلاة والسلام لم يقل يا رسول الله مثلا ادع لي ان اكون كذا واتكل على دعاء النبي عليه الصلاة والسلام كلا - 00:07:25ضَ

بالمقابل ايضا لم يكن النبي عليه الصلاة والسلام ليعلق الناس بمجرد دعاء او امنية كلا من ربطهم بقضية مهمة وهي قضية العمل فان الايمان لابد ان يترجم عن عمل. والدعوة لابد ان يبرهن على صحتها - 00:07:46ضَ

فمن كان يحب ان يكون قريبا من الله عز وجل. ومن كان يحب ان يبلغ رضوان الله تعالى فليعفر هذه الجبهة في الارض تعظيما لله عز وجل واجلالا له ورغبة في محبته - 00:08:02ضَ

وعلم من هذا ان الصلاة هي احب ما يتقرب به العباد الى الله عز وجل وهي اكثر الاعمال التي توصل الى هذه الغاية ولئن كانت الفرائض محدودة حيث لا يستطيع الانسان ان يزيد فيها فان الله سبحانه وتعالى فتح للعباد ابوابا من النوافل - 00:08:16ضَ

بحيث يكثر الانسان من هذه السجدات التي بمجرد ما ان يسجد حتى يرفعه الله درجة ويضع عنه خطيئة. فهذه ثمرة عظيمة فلو تأمل الانسان في النوافل لوجد مثلا ان الشرع - 00:08:36ضَ

حث على السنن الرواتب وهي اثنى او اثنتا عشرة ركعة وكذلك ايضا حث على سنة الضحى واقلها ركعتان وليس اه اكثرها حد كذلك ايضا شرع للانسان ان يقوم الليل. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في اليوم والليلة فرضا ونفلا ما مجموعه اربعون ركعة. والمجال مفتوح - 00:08:51ضَ

لما هو اكثر من ذلك وقد كان بعض السلف يجتهد في ذلك اجتهادا كثيرا. وكان من حبهم للصلاة رضي الله تعالى عنهم ان احدهم قال لولا ان الله تعالى نهانا ان نصلي في اوقات النهي لصلينا - 00:09:12ضَ

وهكذا فلتكن النفوس كبيرة واذا كانت النفوس تعبت في مرادها الاجسام. فمن احب رضوان الله من اراد ان يبلغ هذه المنزلة فعليه بكثرة السجود فانه لن يسجد لله سجدة الا رفعه الله بها درجة - 00:09:27ضَ

درجة عنده درجة في الجنة وحط عنه بها خطيئة فهو كالذي يقترب من الجنة ويبتعد من النار كلما سجد لله تبارك وتعالى على كلما سجد لله تبارك وتعالى سجدة وفي هذا الحديث ايضا من الفقه ايضا - 00:09:43ضَ

ان هذا التابعي الجليل اراد ان يزيد طمأنينة فسأل صحابيا اخر وعلم من هذا ان هذه المسألة من العلم كانت معروفة بين الصحابة رضوان الله تعالى عليهم اجمعين ومن جملة الاسئلة ايها الاخوة والاخوات التي سأل عنها الصحابة رضي الله تعالى عنهم - 00:09:59ضَ

ما رواه ابن ابي ليلى اه رحمه الله تعالى قال لقيني كعب ابن عجرة رضي الله عنه فقال له الا اهدي لك هدية قال خرج علينا النبي عليه الصلاة والسلام - 00:10:19ضَ

فقلنا يا رسول الله قد عرفنا كيف نسلم عليك. فكيف نصلي عليك؟ يعني في الصلاة. قال قولوا اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد - 00:10:35ضَ

اللهم بارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد وهذا الحديث فيه من العلم حرص الصحابة رضي الله عنهم على الاستفصال عن الامر المجمل - 00:10:47ضَ

فان الله تبارك وتعالى لما قال في كتابه ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين امنوا صلوا عليه وسلموا تسليما اما السلام فمعلوم السلام عليك ايها النبي او السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:10:59ضَ

لكن هذا الامر المجمل بالصلاة لم يعرفوا صفته. فسألوا عنه وهذا شأن طالب العلم. اذا ورد الامر المجمل في نص ما فان عليه ان يبحث عن تفسيره فنحن مثلا امرنا في القرآن الكريم في مئات المواضع بان نصلي لكن كيف نصلي؟ نبحث عن ذلك في صفة صلاته عليه الصلاة والسلام - 00:11:14ضَ

امرنا بالصيام امرنا بالحج نفتش عن ذلك في السنة. الصحابة رضي الله عنهم فعلوا هذا الامر فقال لهم النبي عليه الصلاة والسلام قولوا اللهم صلي على محمد الى اخره وهنا سؤال - 00:11:35ضَ

ما المقصود دعائنا وقولنا اللهم صلي على محمد للعلماء في ذلك اقوال لعل من اقربها ما قاله ابو العالي الرياحي كما اخرجه عنه البخاري رحمه الله في صحيحه وهو ثناء الله عز وجل على النبي صلى الله عليه وسلم في الملأ الاعلى عند الملائكة - 00:11:47ضَ

فنحن حينما نقول اللهم صلي على محمد فاننا نقول اللهم اثني على نبيك. يا ربنا في الملأ الاعلى عند الملائكة الكرام وثمة ايضا سؤال اخر حينما نقول اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد - 00:12:03ضَ

ما المقصود باله ايضا في هذه المسألة اقوال لعل من اقربها اتباعه على دينه ويدخل في هذا دخولا اوليا من كان من ال بيته في النسب وهو من اتباعه عليه الصلاة والسلام على دينه كالعباس وعلي ابن ابي طالب والحسن والحسين وغيرهم من اصحاب النبي - 00:12:19ضَ

عليه الصلاة والسلام وقولنا حين نقول وبارك على محمد البركة هي كثرة الخير وهنا ايضا سؤال يعني كثير من الناس يقول ما معنى كما؟ المعنى هنا للتعليل وهو نوع من التوسل بافعال الله عز وجل السابقة. فنحن نسأل الله كما صلى على نبيه الخليل - 00:12:38ضَ

عليه الصلاة والسلام فاننا نسأله ونتوسل اليه بفعله السابق ان يصلي على محمد وعلى ال محمد عليهم صلوات الله وسلامه وبركاته هذا ايها الاخوة والاخوات ما تيسر ذكره في هذه الحلقة - 00:12:58ضَ

ولم تنتهي بعد سؤالات الصحابة رضي الله عنهم في هذا الركن العظيم ثمة اسئلة اخرى لعلنا نستكملها ان شاء الله تعالى في الحلقة القادمة. والى ان القاكم استودعكم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:13:14ضَ

ولئن سألتهم من خلق السماوات والارض وسخر الشمس قمر ليقولن ان الله الله يبسط الرزق لمن يشاء ان الله بكل شيء عليم - 00:13:31ضَ