التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين الحمد لله الذي هدى بكتابه القلوب وانزله في اوجز لفظ واعجز اسلوب ما اعياد بلاغته البلغاء وابكمت فصاحته الفصحاء واذهلت روعته الخطباء - 00:00:00ضَ
فهو الحجة البالغة والدلالة الدامغة والنعمة الباقية والعصمة الواقية وهو شفاء الصدور. والحكم العدل فيما احكم وتشابه من الامور واشهد ان لا اله الا الله العزيز الغفور واشهد ان سيدنا محمدا عبد الله ورسوله - 00:00:22ضَ
اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد فان العلوم وان تباينت اصولها - 00:00:44ضَ
شرقت وغربت فصولها وتعددت وتنوعت ابوابها واحكامها. فانا لا اقلل من قدرها وشأنها. الا ان اعلاها قدرا واغلاها مهرا واقومها قيلا واوضحها سبيلا واصحها دليلا علم التفسير. فهو شمس ضحاها وبدر - 00:01:03ضَ
ولم لا وشرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع علم التفسير كلام ربنا الملك القدير الذي هو اسمعوا كل حكمة ومعدن كل فضيلة. واصل الاصول وطريق الوصول الى السعادة والنجاة في الدنيا والاخرة. بصحبة - 00:01:26ضَ
الحبيب الرسول صلى الله عليه وسلم. ونحن الليلة بحول الله وتوفيقه على موعد مع اللقاء الواحد والستين بعد المائتين وهو اللقاء السادس عشر من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران. وكنا قد توقفنا مع الاية الرابعة والاربع - 00:01:46ضَ
من الصورة مع قول ربنا جل وعلا لنبينا صلى الله عليه وسلم ذلك من انباء الغيب نوح اليك وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم وما كنت لديهم اذ يختصمون - 00:02:07ضَ
الله جل وعلا يقول لنبيه هذا الذي قصصناه عليك يا رسول الله. معنى الاية هذا الذي قصصناه عليك يا رسول الله. من اخبار مريم وزكريا انما هو من انباء الغيب - 00:02:29ضَ
الذي لم تشهده انت ولم يشهده احد من قومك ولم تعلمه من قبل وانما هو وحي الله تبارك وتعالى. الذي يعلم ما كان وما هو كائن وما سيكون والوحل اخبار - 00:02:46ضَ
من الله جل وعلا لنبي من انبيائه او رسول من رسله بما شاء بما شاء في خفاء عن طريق الملك او عن طريق الالهام او عن طريق الالقاء في الروعة - 00:03:05ضَ
ان روح القدس نفث في روعي كذلك الخطاب العلي المقام الصادق المرام البديع النظام في شأن مريم عليها السلام وزكريا نخبرك به ليكون دليلا على صدقك في بلاغك عن الله جل وعلا - 00:03:27ضَ
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم مع زكريا ومريم ما كان معاينا لفعلهم ما كان على علم بما جرى من شأنهم ولذلك قال سبحانه وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم ايهم يكفل مريم - 00:03:55ضَ
وما كنت لديهم اذ يختصمون وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم. الاقلام جمع قلم وهي التي كانوا يكتبون بها التوراة وقيل المراد بها السهام التي كانوا يقترعون بها وقد قال كثير من اهل العلم من اهل التفسير - 00:04:15ضَ
انه ذهبوا الى نهر الاردن وضربوا القرعة هنالك واتفقوا على ان يلقوا اقلامهم في نهر الاردن والقلم الذي يثبت ولا يجرفه ويحمله تيار الماء صاحب هذا القلم هو الذي سيكفل مريم عليها السلام - 00:04:41ضَ
فالقوا اقلامهم جميعا فاحتملها الماء واشترى فيها التيار الا قلم زكريا ثبت ولم يجرفه تيار الماء ولم يأخذه فاستحق زكريا بتقدير الملك العلي ان يكفل مريم وهو سيدهم نعم هو سيدهم - 00:05:09ضَ
ونبيهم وامامهم وكبيرهم وعالمهم صلوات الله عليه وعلى جميع اخواني من النبيين والمرسلين وما كنت لديهم اذ يلقون اقلامهم وما كنت لديهم في هذا الاقتراع الذي اراد به كل واحد منهم ان يكفل مريم عليها السلام - 00:05:40ضَ
وبعد البشارة بالاصطفاء والتطهير تأتي البشارة العظيمة بهذا الامر المعجز التي تفردت به مريم عليها السلام من بين نساء العالمين اختصها الله بالولد من غير اب اختصها الله بالولد من غير اب - 00:06:08ضَ
ليكون ذلك دليلا على طلاقة القدرة الالهية ولقد خلق الله ادم من غير اب ولا ام وخلق الله عيسى من ام دون اب وخلق الله حواء من ادم دون ام - 00:06:39ضَ
وخلق الله سائر الخلق من اب وام. ليعلم الخلق ان الخالق على كل شيء قدير وقال سبحانه اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك ما اروعها واعظمها واشرفها من بشارة - 00:07:07ضَ
اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين الاية رقم خمسة واربعين ما هذا الجلال وما هذا الجمال - 00:07:29ضَ
وما هذا التفضيل هذه بشارة من الملائكة لمريم عليها السلام بان الله جل وعلا يبشرها بولد منها يكون وجوده بكلمة من الله اي بقوله سبحانه وتعالى له كن فيكون اي بقول الله سبحانه وتعالى له اي لهذا الغلام وهذا الولد المبارك - 00:07:50ضَ
كن فيكون في الصحيحين من حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال من شهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وان محمدا عبده ورسوله - 00:08:25ضَ
وان عيسى عبد الله ورسوله وكلمته القاها الى مريم وروح منه. والجنة حق والنار حق ادخله الله الجنة على ما كان من العمل. وفي رواية ادخله الله الجنة من اي ابي وابها - 00:08:41ضَ
اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسى ابن مريم خلي بالك عشان تتعرف على معنى كلمة المسيح يعني ايه يعني ايه المسيح سمي المسيح - 00:09:04ضَ
على نبينا وعليه الصلاة والسلام مسيحا لانه كان لا يمسح ذا عاهة الا برئ باذن الله وسمي المسيح مسيحيا لان الجمال مسحه وظهر عليه في تألق وقيل سمي المسيح مسيحا - 00:09:33ضَ
لانه مسح بالطهر من الذنوب والعيوب وقيل سمي المسيح مسيحا لكثرة سياحته في الارض ونسبه ربنا جل وعلا الى امه مريم لانه لا اب له وهذا تشريف لامه لا يدانيه تشريف - 00:10:02ضَ
ان ينسب نبي من انبياء الله الكرام من اولي العزم الخمسة الى امه الطاهرة البتول العابدة عليها السلام ما يثني عليه ربه جل وعلا بقوله وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين - 00:10:31ضَ
وجيها اي له وجاهة له مكانة له شرف وقدر عند الله سبحانه وتعالى بما يحييه اليه من الوحي بما يوحيه اليه من الوحي ومن الكتاب وهو من المقربين عند ربنا سبحانه وتعالى - 00:10:58ضَ
يوم القيامة ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين ثناء الله على عيسى ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين الاية رقم ستة واربعين اي ويكلم عيسى الناس صغيرا وهو لا زال في مهده - 00:11:25ضَ
والمهد معروف لنا جميعا وهو الموضع الذي يمهد لنوم الطفل الرضيع فلقد انطقه الله جل وعلا وهو في مهده لتبرئة امه العابدة الطاهرة حين رموها اليهود بالفاحشة لانه لم يعقل احد منهم - 00:11:50ضَ
كيف تأتي بهذا الولد تحمله في لفائفه تحمل هذا الرضيع المبارك من غير اب من غير زوج هذا لا يتحمله العقل البشري قال الله جل وعلا فاتت به قومها تحمله - 00:12:13ضَ
قالوا يا مريم لقد جئت شيئا ثريا يا اخت هارون في الطاعة والعبادة والزهد والورع والطهر والعفاف يا اخت هارون ما كان ابوك امرأة سوء وما كانت امك بغية فاشارت اليه - 00:12:39ضَ
هذا الرضيع المبارك في مهده ولا فائثه فاشارت اليه قالوا كيف نكلم من كان في المهد صبيا قال اني عبد الله اول كلمات انطق الله بها عبده ورسوله عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام - 00:13:01ضَ
قال اني عبد الله اتاني الكتاب وجعلني نبيا وجعلني مباركا اينما كنت واوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيا وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا والسلام علي يوم ولدت ويوم اموت - 00:13:25ضَ
ويوم ابعث حيا. ايات جميلة من سورة مريم نأتي اليها ان قدر الله البقاء واللقاء على نبينا عليه الصلاة والسلام تكلم وهو رضيع في مهده وكذلك وكذلك يكلم الناس اهلا - 00:13:51ضَ
والكهن في اللغة ما اجتمع قوته وكمل شبابه وهو مأخوذ من قول العرب اجتهد النبات اذا قوي وتم نموه وذلك لن يكون الا بعد نزول عيسى على نبينا عليه الصلاة والسلام من السماء - 00:14:15ضَ
كعلامة للساعة من العلامات العشر الكبرى التي ذكرها نبينا صلى الله عليه وسلم. قال جل وعلا وانه لعلم ساعة فلا تمترن بها واتبعوني هذا صراط مستقيم. ابن عباس رضي الله عنهما قرأ - 00:14:38ضَ
وانه لعلم للساعة فانه لعلم للساعة اي علامة على نزول على اقتراب الساعة اي نزول عيسى علامة على اقتراب الساعة. هو من العلامات العشر الكبرى التي يتتابع بعضها وراء بعض - 00:14:56ضَ
الامارات اي العلامات خرزات منظومات في سلك. فان يقطع السلك يتبع بعضها بعضا فمن فضل الله جل وعلا على عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام انه يكلم الناس في المهد - 00:15:21ضَ
ويكلم الناس وهو كهل وهذه بشارة لامي عيسى لمريم عليها السلام انه سيعيش وانه سيكبر وانه سيصبح كهلا ومن الصالحين من الصالحين الذين صلح باطنهم وصلح ظاهرهم فهو منهم من عدادهم - 00:15:42ضَ
لانه على النهج الاصلح لانه على الطريق المستقيم الاقوم الاكمل في جميع احواله في مقامات الدين والدنيا في اعمال القلوب والجوارح قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير الاية الكريمة - 00:16:10ضَ
ويكلم الناس في المهد وكهلا ومن الصالحين من يدعو الى عبادة الله وحده لا شريك له ان يدعو الى عبادة الله وحده لا شريك له في حال صغره معجزة واية - 00:16:35ضَ
وفي حال كهوليته حين يوحي الله اليه بذلك ومن الصالحين اي في قوله وعمله فله علم صحيح وعمل صالح فلما سمعت مريم عليها السلام بشارة الملائكة لها بذلك قالت ربي انا يكون لي ولد ولم يمسسني بشر - 00:16:54ضَ
رب انى يكون لي ولد ولم يمسسنى بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء اذا قضى امرا فانما يقول له كن سيكون الله رقم سبعة واربعين كانها لما بشرت امتلأت بالعجب - 00:17:22ضَ
الذي دفعها بالاستعجال بهذا السؤال قالت ربي ايام من ربيتني باحسانك وتفضلت علي بامتنانك ان اي من اين وكيف يكون لي ولد ولم يمسسني بشر لا يوجد سبب لهذا الامر اصلا - 00:17:47ضَ
فجاء الجواب الفصل من الملك الحق العدل قال كذلك الله يخلق ما يشاء اذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء قادر على ان يخلق من غير اب ومن غير ام - 00:18:09ضَ
وعلى ان يخلق من اب دون ام وقادر على ان يخلق من ام دون اب وقادر على ان يخلق من اب وام فهو الملك الاعظم والقدوس الاجل الاكرم الذي اذا اراد شيئا فانما يقول له كن فيكون. قال سبحانه وما امرنا الا واحدة - 00:18:32ضَ
بالبصر ثم يبين الحق تبارك وتعالى جمال البشارة العظيمة لمريم عليها السلام بهذا المولود المبارك فيقول سبحانه ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل ما هذا الفضل فضل الله يؤتيه من يشاء - 00:18:58ضَ
والله ذو الفضل العظيم ويعلمه الكتاب والحكمة والتوراة والانجيل الاية رقم تمانية واربعين ما المراد بالكتاب هنا ويعلمه الكتاب؟ ما المراد بالكتاب؟ ما هو الكتاب الذي علمه الله عيسى ابن مريم على نبينا عليه الصلاة والسلام - 00:19:27ضَ
قال جمهور المفسرين ويعلمه الكتاب اي الكتابة او الكتب السابقة يبقى الكتاب هنا له معنيان المعنى الاول بمعنى الكتابة والمعنى الثاني بمعنى الكتب السابقة التي نزلها الله جل وعلا على انبيائه ورسله قبل عيسى - 00:19:48ضَ
ويعلمه الكتاب ويعلمه الحكمة والحكمة هي اصابة الحق في الاقوال والاعمال وقيل هي الشريعة والسنة التي يتكلم بها الانبياء في الامور الشرعية ويعلمه التوراة والتوراة هي المنزلة من عند الله على موسى عليه الصلاة والسلام - 00:20:16ضَ
فكان عيسى ابن مريم بعد تعليم الله تبارك وتعالى له التوراة كان اعلم الناس واعمل الناس بما في التوراة من بعد موسى عليهم جميعا صلوات الله وسلامه يعلمه التوراة ويعلمه الانجيل - 00:20:44ضَ
والانجيل لما ينزل بعد على عيسى لكنها بشارة لان الله جل وعلا سينزل على عيسى هذا كتابا الا وهو الانجيل ثم بشر سبحانه وتعالى بقوله بعد تعليمه للكتاب وللحكمة وللتوراة والانجيل - 00:21:06ضَ
قال ورسولا الى بني اسرائيل اني قد جئتكم باية من ربكم اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه سيكون طيرا باذن الله وابرئ الاكمه والابرص واحيي الموتى باذن الله - 00:21:28ضَ
وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم. ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين الاية رقم تسعة واربعين ما هذا الفضل ورسولا الى بني اسرائيل ان يجعله الله جل وعلا رسولا الى بني اسرائيل مؤيد بالايات - 00:21:48ضَ
مؤيدا بالمعجزات الباهرات الدالات على صدق نبوته ورسالته ثم اكد لهم هذا بما من الله عز وجل به عليه من هذه الايات الباهرات والمعجزات القاطعات على صدق نبوته ورسالته. فقال - 00:22:14ضَ
اني قد جئتكم باية من ربكم اني اخلق لكم من الطين كهيئة الطير فانفخ فيه سيكون طيرا باذن الله كأنه لما قال لهم اني قد جئتكم باية من ربكم اي بعلامة على صدق قولي وعلى صدق نبوتي ورسالتي - 00:22:41ضَ
قالوا له وما هذه الاية وما هذه العلامة وقال اني اخلق لكم من الطين اي اصور واقدر لكم من الطين شكلا كهيئة الطير ثم ينفخ فيه عيسى ستسري في هذا الطين - 00:23:02ضَ
الروح سيكون طيرا يطير امام اعينهم باذن الله جل وعلا بتمكين الله الملك الاعظم والقدوس الاجل الاكرم الذي له جميع صفات الكمال والجلال والجمال ولقد كان الغالب على اهل زمان عيسى - 00:23:25ضَ
البراعة في الطب لذا ايده الله جل وعلا بما يفوق طبهم وقال لهم الاكمه والابرص والابراء وتمام التخلص من الداء الابراء هو تمام التخلص من الداء الذي يضعف البدن ويوهن القوى - 00:23:49ضَ
وابرئ الاكمة الكمة ذهاب البصر في اصل الخلقة الذي يولد اعمى او يصيبه العمى قبل ان يميز الاشياء وان يدرك حقائق الامور اما البرص وهو مرض معروف بياض يصيب الجلد - 00:24:19ضَ
وكان عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام يبرئ من امراض عدة نعم من امراض عدة وانما خص الله جل وعلا هذين المرضين بالذكر لانهما في الغالب لا يبرأن بالدواء العمل يبرأ بدواء - 00:24:49ضَ
وكذلك البرص الا اذا شاء رب الارض والسماء وخص الله هذين المرضين بالذكر والا فان عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام كان يبرئ باذن الله المرضى من امراض كثيرة روحي الموتى باذن الله. اي اية اعظم من هذه - 00:25:13ضَ
هي ايات المعجزة الباهرة المبهرة التي تؤكد انه رسول من عند الله جل وعلا ولقد ايد الله سبحانه وتعالى كل نبي من انبيائه وكل رسول من رسله بمعجزة تناسب اهل زمانه - 00:25:38ضَ
ولقد برع الناس في زمن موسى على نبينا عليه الصلاة والسلام السحر فايد الله نبيه موسى بمعجزة ابطلت سحرهم وابهرت ابصارهم واستيقنوا انها من عند الله واوحينا الى موسى ان الق عصاك. فاذا هي تلقف ما يأفكون. فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون. فغلبوا هنالك - 00:25:59ضَ
وانقلبوا صاغرين والقي السحرة ساجدين قالوا امنا برب العالمين. رب موسى وهارون. قال فرعون امنتم به قبل ان اذن لكم ان هذا لمكر مكرتموه في المدينة. لتخرجوا منها اهلها فسوف تعلمون الى اخر الايات - 00:26:28ضَ
فايد الله جل وعلا نبيهم موسى بمعجزة ابطلت هذا السحر العتيد العنيد وابهرت ابصار السحرة فضلا عن ابصار القوم الذين شاهدوا هذا المشهد المروع واستيقنوا ان ما فعله موسى ليس سحرا - 00:26:47ضَ
وانما هو اعجاز خارق للقوانين والنواميس من عند الله جل وعلا اما في زمن عيسى عليه الصلاة والسلام فلقد برع الناس في الطب براعة شديدة جاءهم عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام بما لا يقدرون عليه - 00:27:12ضَ
وما لا يستطيع طبهم وعلمهم ان يرتقي اليه من اين للطبيب؟ مهما كانت براعة طبه ومهما كان تفوقه وتألقه وابداعه انى له القدرة على احياء الموتى وابراء الاكمه والابرص وكذلك لما بعث الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم - 00:27:37ضَ
في زمن الفصحاء والبلغاء واساطين اللغة وارباب البيان وفرسان العربية ايده رب البرية بكتاب عظيم احكمت اياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير. لو اجتمعت الانس والجن على ان يأتوا بمثله - 00:28:09ضَ
او بعشر سور مثله او بصورة واحدة من مثله ما استطاعوا ابدا ولو كان بعضهم لبعض الظهيرة ثم قال لهم عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم - 00:28:34ضَ
امر فوق طاقة العقل البشري حين يخرج احدهم من بيته ويقابله عيسى يخبره عيسى بما كان يأكله في بيته وما ادخره للايام المقبلة وانبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم اي اخبركم بما تأكلون في بيوتكم من الوان الطعام - 00:28:54ضَ
المختلفة بل وبما تدخرونه في بيوتكم للايام المقبلة ان في ذلك لاية لكم ان كنتم مؤمنين واي اية اعظم وادل على صدقه من هذا ومصدقا لما بين يدي من التوراة - 00:29:17ضَ
ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم الانبياء يصدق بعضهم بعضا فيما جاءوا به من الاصول. وان اختلفت الشرائع في بعض الاحكام والفروع التي تناسب قوم كل نبي ورسول ولاحل لكم بعض الذي حرم عليكم - 00:29:38ضَ
اي من الاطعمة كالشحوم وكل ذي ظفر كما في قوله تعالى وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر وكما في قوله تعالى فبظلم من الذين هادوا الذين هدوا يعني اليهود - 00:30:01ضَ
فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات احلت لهم ومن اهل العلم من قال انما احل لهم ما حرمته عليهم الاحبار ولم تحرمه التوراة انما احل لهم ما حرمته عليهم الاحبار. ولم تحرمه التوراة - 00:30:22ضَ
ثم قال عيسى على نبينا وعليه الصلاة والسلام. وجئتكم باية من ربكم فاتقوا الله واطيعون. اعاد تذكيرهم بالايات التي جاء بها من عند الله ليكون كلامه بعد ذلك مؤثرا في قلوبهم وعقولهم وطباعهم ثم خوافهم من الله جل وعلا من - 00:30:43ضَ
وامرهم بتقواه جل علاه ومن لوازم هذه التقوى ان يطيعوه فيما يأمرهم به من عند الله. وهي غاية بعثته ونبوته ورسالته ان يأمرهم بعبادة الله وحده لا شريك له. بل هي غاية كل نبي ورسول - 00:31:05ضَ
الذي جاء بهذه الصرخة ان اعبدوا الله ما لكم من اله غيره ان الله ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم نتوقف عند هذه الاية العظيمة لنكمل اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء - 00:31:29ضَ
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته خير المجالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلا. ويفسر القرآن بالقلم - 00:31:54ضَ
يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لترويح هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور كنور الخير بياني - 00:32:24ضَ