السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد حياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بتوفيق الله ومدده - 00:00:00
على موعد مع اللقاء السابع والثمانين بعد المئتين من لقاءات التفسير ومع اللقاء الثاني والاربعين من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران وكنا قد توقفنا بفضل الله جل وعلا في اللقاء الماضي - 00:00:20
عند الاية الثمانية والستين بعد المئة مع قول الحق تبارك وتعالى الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا قل فادرأوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين ولقد قال عبدالله بن ابي بن سلول واصحابه - 00:00:38
لاخوانهم اي لاشباههم واشكالهم النفاق قالوا لو اطاعونا اولئك الذين قتلوا ولن يخرجوا لقتال قريش ولم يلقوا بانفسهم الى القتل والموت لو اطاعونا لما قتلوا فامر الله جل وعلا نبيه، صلى الله عليه وسلم، ان يرد عليهم - 00:01:00
وقال له قل قد رأوا عن انفسكم الموتى ان كنتم صادقين اي فادفعوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين فيما ادعيتموه وزعمتموه فلا يغني حذر من قدر وكل مقتول يقتل باجله - 00:01:32
لا يستأخر من القدر ولا من الاجل ولا يتقدم ولا يتأخر عن اجله الذي قدره الله جل وعلا له ساعة واحدة. بل لحظة واحدة فالموت حتم عند انتهاء الاجل الذي حدده الله جل وعلا وان طال هذا الاجل - 00:01:56
فما كل مقاتل يموت وما كل قاعد في بيته يسلم وينجو؟ واولئك المنافقون لم يكتفوا بالتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والانهزام والانسحاب وما احدثه ذلك من رجة عنيفة في صفوف المؤمنين لم يكتف اولئك المنافقون بذلك - 00:02:21
من راحوا يجعلون من صانعيهم هذا حكمة ومصلحة ويجعلون من طاعة الله ورسوله والجهاد معه والصبر والثبات حوله يجعلون منهم مغرما ومضرة والقاء للنفس في التهلكة رد الله جل وعلا كيدهم - 00:02:48
وثبت قلوب المؤمنين حول سيد النبيين صلى الله عليه وسلم وعلمهم ان الموت مقدور مستور لا يؤجله ويمنعه قعود ولا يقدمه تعجله جهاد او خروج ثم يطمئن الله جل وعلا قلوب اوليائه من المؤمنين - 00:03:13
بان من قتلوا منهم في سبيل الله ليسوا امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ويا لها من بشارة عظيمة وقال سبحانه ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون - 00:03:39
فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين - 00:04:04
ايات جميلة اي لا تحسبن يا رسول الله صلى الله عليه وسلم او لا تحسبن ايها السامع لهذا النداء الرباني والخطاب الالهي لا تحسبن قول المنافقين ان من قتلوا في سبيل الله اموات - 00:04:23
قد فقدوا الحياة وخسروا كل شيء وصاروا عدما لانهم القوا بانفسهم الى التهلكة والى القتل والى الموت. كلا هذا كذب بل هم احياء عند ربهم جل جلاله والتدبر قول ربنا عند ربهم - 00:04:44
يا لها والله من عندية ومعية شريفة كريمة هم يحيون حياة لا يعلم حقيقتها الا الله فرحين مسرورين بما اعطاهم الله جل وعلا من فضله مستبشرين باخوانهم الذين يستشهدون ويقتلون في سبيل الله بعدهم - 00:05:05
هم لا يخافون مما امامهم ولا يحزنون على ما تركوه وراءهم وعلى ما فاتهم مستبشرون مسرورون بلحوق من خلفهم من اخوانهم المجاهدين الصابرين الصادقين ليشاركوهم هذا الفضل وهذا العطاء وهذا النعيم - 00:05:30
الذي تفضل به عليهم رب العالمين جل وعلا قال سعير بن جبير رحمه الله لما دخلوا الجنة اي اولئك الشهداء لما دخلوا الجنة ورأوا ما فيها من الكرامة التي اعدها الله للشهداء - 00:05:56
قالوا يا ليت اخواننا الذين في الدنيا يعلمون ما رأيناه وما اعده الله عز وجل لنا من الكرامة هم يودون ان يعرف اخوانهم في الدنيا ذلك حتى يحرصوا على الشهادة في سبيل الله - 00:06:18
فيصيب ما اصابه اخوانهم اولئك من الخير واخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبره الله جل وعلا بامرهم وبما هم فيه بالفعل من الكرامة واخبرهم ربهم جل وعلا انه - 00:06:36
قد بلغ واخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك وبامركم وبما انتم فيه فاستبشروا بذلك كذلك قوله تعالى ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم وقد ثبت في الصحيحين عن انس رضي الله عنه - 00:07:03
في قصة اصحاب بئر معونة السبعين الذين قتلوا من الانصار في غداة واحدة وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت على الذين قتلوهم ويدعوا الله عليهم قال انس ونزل فيهم قرآن قرأناه - 00:07:26
حتى رفع ام بلغوا عنا قومنا ان لقينا ربنا ورضي عنا وارضانا. الله الله الله الله ان بلغوا عنا قومنا ان لقينا ربنا فرضي عنا وارضانا في رواية مسلم ومسند احمد - 00:07:48
من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اصيب اخوانكم باحد جعل الله ارواحهم في اجواف طير خضر الله اكبر في اجواف طير خضر - 00:08:11
تلد انهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي الى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا يا ليت اخواننا يعلمون ما صنع الله لنا. وفي لفظ قالوا من - 00:08:35
يبلغ اخواننا اننا احياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب وقال الله سبحانه وتعالى لهم انا ابلغهم عنكم فانزل الله جل جلاله هذه الايات العظيمة - 00:09:03
الكريمة في مسند احمد وسنن الترمذي بسند حسن من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا جابر ما لي اراك منكسرا - 00:09:25
فقلت يا رسول الله استشهد ابي وترك عيالا ودينا وقال عليه الصلاة والسلام الا ابشرك بما لقي الله به اباك قلت بلى يا رسول الله وقال عليه الصلاة والسلام ويا لها ورب الكعبة من بشرى - 00:09:45
ويا لها ورب الكعبة من كرامة ومكانة قال الا ابشرك بما لقي الله به اباك قلت بلى يا رسول الله. قال يا جابر ما كلم الله احدا قط الا من وراء حجاب - 00:10:07
واحيا الله اباك تكلمه كفاحا اي مواجهة بغير حجاب وقال يا عبدي فمن علي فمن علي اعطك فقال عبدالله والد جابر رضي الله عنهما قال يا رب تحييني فاقتل فيك ثانية - 00:10:25
يريد ان يعود الى الدنيا لينال حلاوة الشهادة مرة ثانية في سبيل الله جل وعلا وقال الرب تبارك وتعالى له قد سبق مني انهم لا يرفعون يعني لا يرجعون الى الدنيا مرة ثانية - 00:10:48
فقال عبدالله اي ربي فابلغ من ورائي. فانزل الله جل وعلا هذه الايات العظيمات الكريمات. وفي رواية عبدالله بن مسعود في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن قوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا. بل احياء عند ربهم يرزقون. فقال - 00:11:06
ارواحهم ارواحهم في جوف طير قبر لها قناديل معلقة بالعرش يسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل فاطلع اليهم ربهم اطلاعه وقال هل تشتهون شيئا؟ وقالوا اي شيء نشتهي؟ - 00:11:32
ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل الله بهم ذلك ثلاث مرات فلما رأوا انهم لن يتركوا من ان يسألوا قالوا يا رب نريد ان ترد ارواحنا في اجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة اخرى. فلما رأى - 00:11:59
انه ليس لهم حاجة تركوا يا لهم من فضل وشرف في مسند احمد ايضا عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نفس تموت لها عند الله خير - 00:12:24
يسرها ان ترجع الى الدنيا ان الشهيد ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها ان ترجع الى الدنيا الا الشهيد. فانه يسره ان يرجع الى الدنيا. فيقتل مرة - 00:12:44
اخرى لما يرى عند ربه جل وعلا من فضل الشهادة وبعد ان عينوا النعمة والفضل ورأوا وفاء ما وعدوا به من عظيم الاجر وجزيل الثواب وفرحوا واستبشروا فبين الله جل وعلا ذلك - 00:13:01
وقال سبحانه يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين وتدبروا جمال القرآن ولقد قرر الحق تبارك وتعالى قوله يستبشرون لبيان ان الاستبشار ليس لعدم الخوف والحزن فحسب - 00:13:27
بل وكذلك بنعمة الله وفضله ومن اهل التفسير من سادتنا من قال ان الاستبشار الاول متعلق بحال اخوانهم الذين لم يلحقوا بهم من خلفهم والاستبشار الثاني متعلق بحالهم انفسهم. وان الله جل وعلا - 00:13:52
لا يضيع اجر المؤمنين كما لا يضيع اجر الشهداء العاملين. والمجاهدين الصابرين الصادقين الثابتين ثم مدح الحق جل جلاله المؤمنين الصادقين الذين استجابوا لامر سيد النبيين مع ان جراحهم لا زالت تنزف - 00:14:14
مع ان الامهم لا تحتمل لكن حينما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج معه بعد محنة احد لمتابعة وملاحقة جيش المشركين مع جراحيم والامهم وشدة ابتلائهم وعظيم كربهم وحزنهم - 00:14:37
على ما فقدوا من اخوانهم فاستجابوا فورا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد ما اصابهم القرح ونسأل بهم الضر والاذى والمهم الغم والهم واثخنتهم الجراح وقال سبحانه في بيان فضل هؤلاء - 00:15:01
الصادقين الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل - 00:15:24
المراد بكلمة الناس في قوله الذين قال لهم الناس تدبر معي اقوال اهل الفضل في هذه اللفظة بهذه الكلمة الذين قال لهم الناس ما المراد بالناس في هذا الموطن قالوا المراد بالناس نعيم بن مسعود - 00:15:49
واطلق على نعيم وحده لفظ الناس لانهم من جنس الناس ومن العام الذي يراد به الخاص فهو من العام الذي يراد به الخاص وقوله سبحانه ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله - 00:16:14
يحسدون الناس المراد بالناس هنا رسول الله. المراد رسول الله ام يحسدون الناس اي ان يحسدون رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما اتاه الله من فضله. كما قال كثير من اهل الفضل والعلم - 00:16:35
فلقد لقي ابو سفيان نعيم ابن مسعود وطلب منه ان يلحق بالمدينة ليثني المسلمين وقد جعل له جعلا عشرة من الابل فاتى نعيم المدينة فوجد المسلمين يتجهزون الخروج لملاقاة ابي سفيان وجيش المشركين - 00:16:53
وقال له ابن عيم ما هذا بالرأي ما هذا بالرأي يعني ليس هذا من الحكمة ثم قال مثبطا لهم اتوكم في دياركم وقراركم فلم يفلت منكم الا شريد وتريدون ان تخرجوا اليهم - 00:17:19
وقد جمعوا لكم عند الموسم فوالله لا يفلت منكم احد ووقع هذا التهديد وهذا التخويف وهذا الكلام في قلوب قوم منهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك - 00:17:40
والذي نفسي بيده لاخرجن ولو وحدي فخرج ومعه سبعون راكبا من الصحابة يرددون حسبنا الله ونعم الوكيل قال ابن القيم رحمه الله خرج صلى الله عليه وسلم في الف وخمسمائة - 00:18:05
كيف يجمع بين القولين خرج في سبعين وخرج في الف وخمسمائة يجمع بين هذا القول وبين ذاك القول بانه صلى الله عليه وسلم خرج اولا ومعه سبعون من اصحابه ثم تبعه الباقون - 00:18:31
حين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماضيا مع هؤلاء الفضلاء الذين ثبتوا معه وخرجوا معه صلى الله عليه وسلم في الف وخمسمائة هذا هو المراد بالقول الناس الذين قال لهم الناس - 00:18:51
في القول التاني قالوا المراد بالناس هنا هم ركب عبد القيس هذا رتب مر بابي سفيان دسهم الى المسلمين ليجبنوهم ليخوفوهم ليقللوا من عزيمتهم وارادتهم وضمن ابو سفيان لركب عبدالقيس جعلا اي عطاء - 00:19:13
الجعل بضم الفيم هو ما يجعل على عمل معين. جعل له جعلا وضمن لهم جعلا على ان يذهبوا الى المسلمين ويخوفوهم ويثبطوهم تقللوا همتهم ويقعدوهم حتى لا يخرجوا للملاقاة ابي سفيان والمشركين. هذا قول ثان. اما القول الثالث - 00:19:41
المراد لقوله تعالى الذين قال لهم الناس القول الثالث هم المنافقون هم المنافقون اي قال المنافقون للمؤمنين هذا القول حتى لا اخرجوا لملاقاة ابي سفيان والمشركين الذين قال لهم الناس - 00:20:03
اي قال المنافقون للمؤمنين والموحدين. لا تخرجوا لملاقاة القوم الذين قال لهم الناس ان الناس ما المراد بكلمة الناس الثانية في قوله تعالى ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم. المراد ابو سفيان ومن معه من اصحابه من - 00:20:28
المشتركين الذين جمعوا للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين لاستئصال شأفتهم وللقضاء عليهم. الذين قال لهم الناس ان الناس اي في مكة بقيادة ابي سفيان قد جمعوا لكم الجيش واعدوا لكم العدة وجهزوا لكم تجهيزا قويا لاستئصالكم - 00:20:53
عليكم فما زادهم هذا القول الا ايمانا بالله جل وعلا. وثقة فيه سبحانه وتوكلا عليه وتفويضا اليه واقدم بيقين وثبات لم يتأخروا مع انهم قد اسخنوا بالجراح مع انهم يتألمون اشد الالم - 00:21:17
وهذا دليل يا اخواني على ان الايمان يزيد وينقص الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. هذا دليل قرآني واضح على ان الايمان - 00:21:41
يزيد وينقص هذا معتقد اهل السنة نسأل الله جل وعلا ان يحيينا على معتقد اهل السنة. وان يختم لنا بهذا المعتقد حتى نلقى نبينا صلى الله عليه وسلم انه لي ذلك والقادر عليه. فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل - 00:22:04
جل جلاله فينا فينا ما يهمنا من امر اولئك الذين جمعوا لنا ونعم الوكيل الذي توكل اليه الامور وتفوض اليه الامور وهو القدر وحده جل وعلا على ان ينصرنا على عدونا - 00:22:25
على قلة عددنا وعتادنا وعلى كثرة عتادهم وعددهم ويكفينا سبحانه وتعالى بفضل فضله وقدرته وقوته هو وحده القادر على ان يكفينا شرهم وكيدهم وبغيهم وظلمهم بالقاء الرعب والفزع في قلوبهم. فهو جل جلاله الذي يتولى امور اوليائه وامور عباده المؤمنين المتقين - 00:22:49
الذين يلجأون اليه ويعتمدون عليه هو وحده القادر على ان يكفيهم ويغنيهم ويرضيهم وينصرهم وهو جل جلاله لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء وهو على كل شيء قدير - 00:23:17
الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل احرص على هذا الدعاء احرص على هذا الدعاء وهو من اعظم واشرف الادعية الواردة في القرآن والسنة - 00:23:36
حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم على نبينا عليه الصلاة والسلام حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. والحديث رواه البخاري وغيره - 00:23:55
من حديث ابن عباس رضي الله عنه حسبنا الله ونعم الوكيل. دعاء جميل ما تضرع به احد بصدق واخلاص الا وجبره الله ما تضرع به مكروب او مظلوم او مقهور او مهموم او خائف الا امنه الله - 00:24:18
وحماه ومن كل ظلم وهم وحزن وقهر سلمه ونجاه حسبنا الله ونعم الوكيل. انظر الى النتيجة بعد قولهم هذا بصدق وبعد اعتقادهم هذا المعتقد بيقين انظر الى الثمرة والى النتيجة - 00:24:44
تنقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم الله ما اشرفها من بشارة وما اعظمها من كرامة لاولئك المؤمنين الصادقين المتضرعين لرب العالمين بهذا الدعاء. اي فخرجوا - 00:25:06
الى المشركين ورجعوا بنعمة عظيمة لا يقدر قدرها. ولا يحد فضلها وشرفها من الله جل جلاله واي نعمة اعظم واشرف من ان يزيد الله ايمانهم من ان يوفقهم الله لسرعة الاستجابة لامر ربهم - 00:25:28
ولامر نبيهم وهم في غاية الحب لله ولرسوله وفي غاية الرضا عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم انقلبوا بنعمة من الله وفضل اما الفضل فسره بعض سادتنا بالربح - 00:25:51
استدلوا برواية عند البيهقي وغيره عن ابن عباس ان عيرا مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراها فربح مالا وقسمه بين اصحابه قول ذلك هو الفضل. فانقلبوا بنعمة من الله - 00:26:12
وفضل وانا ارى ان الفضل عمه واشمل واعظم من الربح المادي بكثير فاي فضل اشرف واجل واعظم من ان يتفضل الله تبارك وتعالى عليهم بالنجاة. والسلامة ولم يمسسهم سوء. وينالوا رضوان الله. فانقلبوا بنعمة - 00:26:30
من الله وفضل لم يمسسهم سوء. واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم كفاهم شرفا ان الله جل جلاله قد وصف فضله عليهم بانه عظيم تدبر القرآن كفاهم شرفا ان الله جل جلاله - 00:26:55
قد وصف فضله عليهم بانه عظيم وقد اعطاهم فوق ما يأملون واعظم مما يرجون فليبشر المؤمنون المستجيبون لامر الله ورسوله وليخسر المخذولون المتخلفون المنهزمون عن الله ورسوله ولما تفضل عليهم جل وعلا - 00:27:17
بالسلامة والنجاة والرضا والفضل والنعمة اتبع ذلك بما يزيدهم بصيرة من ان المخوف لهم كيده ضعيف وامره هين خفيف وشأنه سافل سخيف وقال جل جلاله انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه - 00:27:49
فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ما احوجنا ورب الكعبة لهذه الاية العظيمة ما حجى المؤمنين اليوم في يوم اصيبت فيه الامة بهزيمة نفسية قاتلة الله جل جلاله يبشر اهل الايمان - 00:28:17
انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين اي اعلموا ايها المؤمنون الموحدون ان المثبط لكم والمخوف لكم انما هو الشيطان بوسوسته وشركه وباوليائه من الكافرين والمنافقين - 00:28:45
نعم فالشيطان يعظمهم في اعينكم وفي قلوبكم لترهبوهم لتخافوهم الا تخافوا ايها الموحدون الصادقون وايها المؤمنون المخلصون لا تخافوا اولياء الشيطان ولا تجبنوا عن لقائهم الا تخافوهم لان وليهم الشيطان - 00:29:10
وخافوا الله جل جلاله لان وليكم الرحمن تمتثل امره واجتنبوا نهيه واطيعوا رسوله ولا تتخلفوا عنه ابدا وجاهدوا معه وسارعوا الى امتثال ما يأمركم به واجتناب ما ينهاكم عنه. هذا - 00:29:37
ان كنتم مؤمنين وخافوني ان كنتم مؤمنين. لان الخوف من الله وحده من مقتضيات الايمان من مقتضيات الايمان ومن اهل الفضل من قال في معنى الاية الكريمة الشيطان يخوف اولياءه الذين يطيعون - 00:29:58
هنا هو يؤثرون امره ويخافونه. معنى جميل معنى ثاني للاية جميل جدا. انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. اي الشيطان يخوف اولياءه الذين يطيعونه ويؤثرون امره ويخافونه. اما اولياء الرحمن اما اولياء الله جل جلاله فانهم لا يخافون - 00:30:16
الا من الله وحده لا خوف من الشيطان ولا ينقادون لامره ولا يطيعون مراده وهم لا يخافون الا الله لان الايمان يقتضي ان يؤثروا خوف الله تعالى وحده بلا منازع ولا شريك على خبث الناس - 00:30:43
تدبر معي هذه الجملة التي اقولها فما فارق الخوف قلبا الا خرب ما فارق الخوف قلبا الا خرب قال ذو النون الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف من الله - 00:31:03
فاذا زال عنهم الخوف من الله ضلوا الطريق وليس الخائف من يبكي ويمسح عينيه بل الخائف هو من يترك ما يخاف ان يحاسبه الله عليه ولذا فرض الله على عباده المؤمنين ان يخافوه وحده. فقال جل جلاله وخافوني ان كنتم مؤمنين. وقال سبحانه في موضع اخر - 00:31:26
اياي فارهبون. بل ومدح المؤمنين بصفة الخوف فقال يخافون ربهم من فوقهم. وقال جل جلاله ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون. والذين هم بايات ربهم يؤمنون. والذين هم بربهم لا يشركون - 00:31:52
والذين اوتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون وبعد ان مدح الحق تبارك وتعالى المسارعين الى طاعته. والى طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. وختم ذلك بالنهي عن الخوف من اولياء الشيطان. اعقبه - 00:32:12
بذم المسارعين في الكفر بذم المسارعين الى الضلال ونهى عن الحزن من اجلهم وقال سبحانه ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة - 00:32:34
ولهم عذاب عظيم نتوقف عند هذه الاية الكريمة لنواصل السير في هذا البستان اليانع الماتع في اللقاء المقبل ان قدر الله اللقاء والبقاء. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد - 00:32:59
على اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والمجالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلى ويفسر القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظلك - 00:33:15
هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على نور الخير بياني - 00:33:51
التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وعلى اله وصحبه ومن والاه وبعد حياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بتوفيق الله ومدده - 00:00:00
على موعد مع اللقاء السابع والثمانين بعد المئتين من لقاءات التفسير ومع اللقاء الثاني والاربعين من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران وكنا قد توقفنا بفضل الله جل وعلا في اللقاء الماضي - 00:00:20
عند الاية الثمانية والستين بعد المئة مع قول الحق تبارك وتعالى الذين قالوا لاخوانهم وقعدوا لو اطاعونا ما قتلوا قل فادرأوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين ولقد قال عبدالله بن ابي بن سلول واصحابه - 00:00:38
لاخوانهم اي لاشباههم واشكالهم النفاق قالوا لو اطاعونا اولئك الذين قتلوا ولن يخرجوا لقتال قريش ولم يلقوا بانفسهم الى القتل والموت لو اطاعونا لما قتلوا فامر الله جل وعلا نبيه، صلى الله عليه وسلم، ان يرد عليهم - 00:01:00
وقال له قل قد رأوا عن انفسكم الموتى ان كنتم صادقين اي فادفعوا عن انفسكم الموت ان كنتم صادقين فيما ادعيتموه وزعمتموه فلا يغني حذر من قدر وكل مقتول يقتل باجله - 00:01:32
لا يستأخر من القدر ولا من الاجل ولا يتقدم ولا يتأخر عن اجله الذي قدره الله جل وعلا له ساعة واحدة. بل لحظة واحدة فالموت حتم عند انتهاء الاجل الذي حدده الله جل وعلا وان طال هذا الاجل - 00:01:56
فما كل مقاتل يموت وما كل قاعد في بيته يسلم وينجو؟ واولئك المنافقون لم يكتفوا بالتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والانهزام والانسحاب وما احدثه ذلك من رجة عنيفة في صفوف المؤمنين لم يكتف اولئك المنافقون بذلك - 00:02:21
من راحوا يجعلون من صانعيهم هذا حكمة ومصلحة ويجعلون من طاعة الله ورسوله والجهاد معه والصبر والثبات حوله يجعلون منهم مغرما ومضرة والقاء للنفس في التهلكة رد الله جل وعلا كيدهم - 00:02:48
وثبت قلوب المؤمنين حول سيد النبيين صلى الله عليه وسلم وعلمهم ان الموت مقدور مستور لا يؤجله ويمنعه قعود ولا يقدمه تعجله جهاد او خروج ثم يطمئن الله جل وعلا قلوب اوليائه من المؤمنين - 00:03:13
بان من قتلوا منهم في سبيل الله ليسوا امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون ويا لها من بشارة عظيمة وقال سبحانه ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا بل احياء عند ربهم يرزقون - 00:03:39
فرحين بما اتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم الا خوف عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين - 00:04:04
ايات جميلة اي لا تحسبن يا رسول الله صلى الله عليه وسلم او لا تحسبن ايها السامع لهذا النداء الرباني والخطاب الالهي لا تحسبن قول المنافقين ان من قتلوا في سبيل الله اموات - 00:04:23
قد فقدوا الحياة وخسروا كل شيء وصاروا عدما لانهم القوا بانفسهم الى التهلكة والى القتل والى الموت. كلا هذا كذب بل هم احياء عند ربهم جل جلاله والتدبر قول ربنا عند ربهم - 00:04:44
يا لها والله من عندية ومعية شريفة كريمة هم يحيون حياة لا يعلم حقيقتها الا الله فرحين مسرورين بما اعطاهم الله جل وعلا من فضله مستبشرين باخوانهم الذين يستشهدون ويقتلون في سبيل الله بعدهم - 00:05:05
هم لا يخافون مما امامهم ولا يحزنون على ما تركوه وراءهم وعلى ما فاتهم مستبشرون مسرورون بلحوق من خلفهم من اخوانهم المجاهدين الصابرين الصادقين ليشاركوهم هذا الفضل وهذا العطاء وهذا النعيم - 00:05:30
الذي تفضل به عليهم رب العالمين جل وعلا قال سعير بن جبير رحمه الله لما دخلوا الجنة اي اولئك الشهداء لما دخلوا الجنة ورأوا ما فيها من الكرامة التي اعدها الله للشهداء - 00:05:56
قالوا يا ليت اخواننا الذين في الدنيا يعلمون ما رأيناه وما اعده الله عز وجل لنا من الكرامة هم يودون ان يعرف اخوانهم في الدنيا ذلك حتى يحرصوا على الشهادة في سبيل الله - 00:06:18
فيصيب ما اصابه اخوانهم اولئك من الخير واخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم اخبره الله جل وعلا بامرهم وبما هم فيه بالفعل من الكرامة واخبرهم ربهم جل وعلا انه - 00:06:36
قد بلغ واخبر نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك وبامركم وبما انتم فيه فاستبشروا بذلك كذلك قوله تعالى ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم وقد ثبت في الصحيحين عن انس رضي الله عنه - 00:07:03
في قصة اصحاب بئر معونة السبعين الذين قتلوا من الانصار في غداة واحدة وقام رسول الله صلى الله عليه وسلم يقنت على الذين قتلوهم ويدعوا الله عليهم قال انس ونزل فيهم قرآن قرأناه - 00:07:26
حتى رفع ام بلغوا عنا قومنا ان لقينا ربنا ورضي عنا وارضانا. الله الله الله الله ان بلغوا عنا قومنا ان لقينا ربنا فرضي عنا وارضانا في رواية مسلم ومسند احمد - 00:07:48
من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما اصيب اخوانكم باحد جعل الله ارواحهم في اجواف طير خضر الله اكبر في اجواف طير خضر - 00:08:11
تلد انهار الجنة وتأكل من ثمارها وتأوي الى قناديل من ذهب معلقة في ظل العرش فلما وجدوا طيب مأكلهم ومشربهم وحسن مقيلهم قالوا يا ليت اخواننا يعلمون ما صنع الله لنا. وفي لفظ قالوا من - 00:08:35
يبلغ اخواننا اننا احياء في الجنة نرزق لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب وقال الله سبحانه وتعالى لهم انا ابلغهم عنكم فانزل الله جل جلاله هذه الايات العظيمة - 00:09:03
الكريمة في مسند احمد وسنن الترمذي بسند حسن من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا جابر ما لي اراك منكسرا - 00:09:25
فقلت يا رسول الله استشهد ابي وترك عيالا ودينا وقال عليه الصلاة والسلام الا ابشرك بما لقي الله به اباك قلت بلى يا رسول الله وقال عليه الصلاة والسلام ويا لها ورب الكعبة من بشرى - 00:09:45
ويا لها ورب الكعبة من كرامة ومكانة قال الا ابشرك بما لقي الله به اباك قلت بلى يا رسول الله. قال يا جابر ما كلم الله احدا قط الا من وراء حجاب - 00:10:07
واحيا الله اباك تكلمه كفاحا اي مواجهة بغير حجاب وقال يا عبدي فمن علي فمن علي اعطك فقال عبدالله والد جابر رضي الله عنهما قال يا رب تحييني فاقتل فيك ثانية - 00:10:25
يريد ان يعود الى الدنيا لينال حلاوة الشهادة مرة ثانية في سبيل الله جل وعلا وقال الرب تبارك وتعالى له قد سبق مني انهم لا يرفعون يعني لا يرجعون الى الدنيا مرة ثانية - 00:10:48
فقال عبدالله اي ربي فابلغ من ورائي. فانزل الله جل وعلا هذه الايات العظيمات الكريمات. وفي رواية عبدالله بن مسعود في صحيح مسلم ان النبي صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن قوله تعالى ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتا. بل احياء عند ربهم يرزقون. فقال - 00:11:06
ارواحهم ارواحهم في جوف طير قبر لها قناديل معلقة بالعرش يسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي الى تلك القناديل فاطلع اليهم ربهم اطلاعه وقال هل تشتهون شيئا؟ وقالوا اي شيء نشتهي؟ - 00:11:32
ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا ففعل الله بهم ذلك ثلاث مرات فلما رأوا انهم لن يتركوا من ان يسألوا قالوا يا رب نريد ان ترد ارواحنا في اجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة اخرى. فلما رأى - 00:11:59
انه ليس لهم حاجة تركوا يا لهم من فضل وشرف في مسند احمد ايضا عن انس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نفس تموت لها عند الله خير - 00:12:24
يسرها ان ترجع الى الدنيا ان الشهيد ما من نفس تموت لها عند الله خير يسرها ان ترجع الى الدنيا الا الشهيد. فانه يسره ان يرجع الى الدنيا. فيقتل مرة - 00:12:44
اخرى لما يرى عند ربه جل وعلا من فضل الشهادة وبعد ان عينوا النعمة والفضل ورأوا وفاء ما وعدوا به من عظيم الاجر وجزيل الثواب وفرحوا واستبشروا فبين الله جل وعلا ذلك - 00:13:01
وقال سبحانه يستبشرون بنعمة من الله وفضل وان الله لا يضيع اجر المؤمنين وتدبروا جمال القرآن ولقد قرر الحق تبارك وتعالى قوله يستبشرون لبيان ان الاستبشار ليس لعدم الخوف والحزن فحسب - 00:13:27
بل وكذلك بنعمة الله وفضله ومن اهل التفسير من سادتنا من قال ان الاستبشار الاول متعلق بحال اخوانهم الذين لم يلحقوا بهم من خلفهم والاستبشار الثاني متعلق بحالهم انفسهم. وان الله جل وعلا - 00:13:52
لا يضيع اجر المؤمنين كما لا يضيع اجر الشهداء العاملين. والمجاهدين الصابرين الصادقين الثابتين ثم مدح الحق جل جلاله المؤمنين الصادقين الذين استجابوا لامر سيد النبيين مع ان جراحهم لا زالت تنزف - 00:14:14
مع ان الامهم لا تحتمل لكن حينما دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم للخروج معه بعد محنة احد لمتابعة وملاحقة جيش المشركين مع جراحيم والامهم وشدة ابتلائهم وعظيم كربهم وحزنهم - 00:14:37
على ما فقدوا من اخوانهم فاستجابوا فورا لرسول الله صلى الله عليه وسلم من بعد ما اصابهم القرح ونسأل بهم الضر والاذى والمهم الغم والهم واثخنتهم الجراح وقال سبحانه في بيان فضل هؤلاء - 00:15:01
الصادقين الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما اصابهم القرح للذين احسنوا منهم واتقوا اجر عظيم الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل - 00:15:24
المراد بكلمة الناس في قوله الذين قال لهم الناس تدبر معي اقوال اهل الفضل في هذه اللفظة بهذه الكلمة الذين قال لهم الناس ما المراد بالناس في هذا الموطن قالوا المراد بالناس نعيم بن مسعود - 00:15:49
واطلق على نعيم وحده لفظ الناس لانهم من جنس الناس ومن العام الذي يراد به الخاص فهو من العام الذي يراد به الخاص وقوله سبحانه ام يحسدون الناس على ما اتاهم الله من فضله - 00:16:14
يحسدون الناس المراد بالناس هنا رسول الله. المراد رسول الله ام يحسدون الناس اي ان يحسدون رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما اتاه الله من فضله. كما قال كثير من اهل الفضل والعلم - 00:16:35
فلقد لقي ابو سفيان نعيم ابن مسعود وطلب منه ان يلحق بالمدينة ليثني المسلمين وقد جعل له جعلا عشرة من الابل فاتى نعيم المدينة فوجد المسلمين يتجهزون الخروج لملاقاة ابي سفيان وجيش المشركين - 00:16:53
وقال له ابن عيم ما هذا بالرأي ما هذا بالرأي يعني ليس هذا من الحكمة ثم قال مثبطا لهم اتوكم في دياركم وقراركم فلم يفلت منكم الا شريد وتريدون ان تخرجوا اليهم - 00:17:19
وقد جمعوا لكم عند الموسم فوالله لا يفلت منكم احد ووقع هذا التهديد وهذا التخويف وهذا الكلام في قلوب قوم منهم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك - 00:17:40
والذي نفسي بيده لاخرجن ولو وحدي فخرج ومعه سبعون راكبا من الصحابة يرددون حسبنا الله ونعم الوكيل قال ابن القيم رحمه الله خرج صلى الله عليه وسلم في الف وخمسمائة - 00:18:05
كيف يجمع بين القولين خرج في سبعين وخرج في الف وخمسمائة يجمع بين هذا القول وبين ذاك القول بانه صلى الله عليه وسلم خرج اولا ومعه سبعون من اصحابه ثم تبعه الباقون - 00:18:31
حين رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ماضيا مع هؤلاء الفضلاء الذين ثبتوا معه وخرجوا معه صلى الله عليه وسلم في الف وخمسمائة هذا هو المراد بالقول الناس الذين قال لهم الناس - 00:18:51
في القول التاني قالوا المراد بالناس هنا هم ركب عبد القيس هذا رتب مر بابي سفيان دسهم الى المسلمين ليجبنوهم ليخوفوهم ليقللوا من عزيمتهم وارادتهم وضمن ابو سفيان لركب عبدالقيس جعلا اي عطاء - 00:19:13
الجعل بضم الفيم هو ما يجعل على عمل معين. جعل له جعلا وضمن لهم جعلا على ان يذهبوا الى المسلمين ويخوفوهم ويثبطوهم تقللوا همتهم ويقعدوهم حتى لا يخرجوا للملاقاة ابي سفيان والمشركين. هذا قول ثان. اما القول الثالث - 00:19:41
المراد لقوله تعالى الذين قال لهم الناس القول الثالث هم المنافقون هم المنافقون اي قال المنافقون للمؤمنين هذا القول حتى لا اخرجوا لملاقاة ابي سفيان والمشركين الذين قال لهم الناس - 00:20:03
اي قال المنافقون للمؤمنين والموحدين. لا تخرجوا لملاقاة القوم الذين قال لهم الناس ان الناس ما المراد بكلمة الناس الثانية في قوله تعالى ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم. المراد ابو سفيان ومن معه من اصحابه من - 00:20:28
المشتركين الذين جمعوا للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين لاستئصال شأفتهم وللقضاء عليهم. الذين قال لهم الناس ان الناس اي في مكة بقيادة ابي سفيان قد جمعوا لكم الجيش واعدوا لكم العدة وجهزوا لكم تجهيزا قويا لاستئصالكم - 00:20:53
عليكم فما زادهم هذا القول الا ايمانا بالله جل وعلا. وثقة فيه سبحانه وتوكلا عليه وتفويضا اليه واقدم بيقين وثبات لم يتأخروا مع انهم قد اسخنوا بالجراح مع انهم يتألمون اشد الالم - 00:21:17
وهذا دليل يا اخواني على ان الايمان يزيد وينقص الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا. وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. هذا دليل قرآني واضح على ان الايمان - 00:21:41
يزيد وينقص هذا معتقد اهل السنة نسأل الله جل وعلا ان يحيينا على معتقد اهل السنة. وان يختم لنا بهذا المعتقد حتى نلقى نبينا صلى الله عليه وسلم انه لي ذلك والقادر عليه. فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل - 00:22:04
جل جلاله فينا فينا ما يهمنا من امر اولئك الذين جمعوا لنا ونعم الوكيل الذي توكل اليه الامور وتفوض اليه الامور وهو القدر وحده جل وعلا على ان ينصرنا على عدونا - 00:22:25
على قلة عددنا وعتادنا وعلى كثرة عتادهم وعددهم ويكفينا سبحانه وتعالى بفضل فضله وقدرته وقوته هو وحده القادر على ان يكفينا شرهم وكيدهم وبغيهم وظلمهم بالقاء الرعب والفزع في قلوبهم. فهو جل جلاله الذي يتولى امور اوليائه وامور عباده المؤمنين المتقين - 00:22:49
الذين يلجأون اليه ويعتمدون عليه هو وحده القادر على ان يكفيهم ويغنيهم ويرضيهم وينصرهم وهو جل جلاله لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء وهو على كل شيء قدير - 00:23:17
الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل احرص على هذا الدعاء احرص على هذا الدعاء وهو من اعظم واشرف الادعية الواردة في القرآن والسنة - 00:23:36
حسبنا الله ونعم الوكيل قالها ابراهيم على نبينا عليه الصلاة والسلام حين القي في النار وقالها محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا له ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل. والحديث رواه البخاري وغيره - 00:23:55
من حديث ابن عباس رضي الله عنه حسبنا الله ونعم الوكيل. دعاء جميل ما تضرع به احد بصدق واخلاص الا وجبره الله ما تضرع به مكروب او مظلوم او مقهور او مهموم او خائف الا امنه الله - 00:24:18
وحماه ومن كل ظلم وهم وحزن وقهر سلمه ونجاه حسبنا الله ونعم الوكيل. انظر الى النتيجة بعد قولهم هذا بصدق وبعد اعتقادهم هذا المعتقد بيقين انظر الى الثمرة والى النتيجة - 00:24:44
تنقلب بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم الله ما اشرفها من بشارة وما اعظمها من كرامة لاولئك المؤمنين الصادقين المتضرعين لرب العالمين بهذا الدعاء. اي فخرجوا - 00:25:06
الى المشركين ورجعوا بنعمة عظيمة لا يقدر قدرها. ولا يحد فضلها وشرفها من الله جل جلاله واي نعمة اعظم واشرف من ان يزيد الله ايمانهم من ان يوفقهم الله لسرعة الاستجابة لامر ربهم - 00:25:28
ولامر نبيهم وهم في غاية الحب لله ولرسوله وفي غاية الرضا عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم انقلبوا بنعمة من الله وفضل اما الفضل فسره بعض سادتنا بالربح - 00:25:51
استدلوا برواية عند البيهقي وغيره عن ابن عباس ان عيرا مرت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاشتراها فربح مالا وقسمه بين اصحابه قول ذلك هو الفضل. فانقلبوا بنعمة من الله - 00:26:12
وفضل وانا ارى ان الفضل عمه واشمل واعظم من الربح المادي بكثير فاي فضل اشرف واجل واعظم من ان يتفضل الله تبارك وتعالى عليهم بالنجاة. والسلامة ولم يمسسهم سوء. وينالوا رضوان الله. فانقلبوا بنعمة - 00:26:30
من الله وفضل لم يمسسهم سوء. واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم كفاهم شرفا ان الله جل جلاله قد وصف فضله عليهم بانه عظيم تدبر القرآن كفاهم شرفا ان الله جل جلاله - 00:26:55
قد وصف فضله عليهم بانه عظيم وقد اعطاهم فوق ما يأملون واعظم مما يرجون فليبشر المؤمنون المستجيبون لامر الله ورسوله وليخسر المخذولون المتخلفون المنهزمون عن الله ورسوله ولما تفضل عليهم جل وعلا - 00:27:17
بالسلامة والنجاة والرضا والفضل والنعمة اتبع ذلك بما يزيدهم بصيرة من ان المخوف لهم كيده ضعيف وامره هين خفيف وشأنه سافل سخيف وقال جل جلاله انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه - 00:27:49
فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين ما احوجنا ورب الكعبة لهذه الاية العظيمة ما حجى المؤمنين اليوم في يوم اصيبت فيه الامة بهزيمة نفسية قاتلة الله جل جلاله يبشر اهل الايمان - 00:28:17
انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه فلا تخافوهم وخافوني ان كنتم مؤمنين اي اعلموا ايها المؤمنون الموحدون ان المثبط لكم والمخوف لكم انما هو الشيطان بوسوسته وشركه وباوليائه من الكافرين والمنافقين - 00:28:45
نعم فالشيطان يعظمهم في اعينكم وفي قلوبكم لترهبوهم لتخافوهم الا تخافوا ايها الموحدون الصادقون وايها المؤمنون المخلصون لا تخافوا اولياء الشيطان ولا تجبنوا عن لقائهم الا تخافوهم لان وليهم الشيطان - 00:29:10
وخافوا الله جل جلاله لان وليكم الرحمن تمتثل امره واجتنبوا نهيه واطيعوا رسوله ولا تتخلفوا عنه ابدا وجاهدوا معه وسارعوا الى امتثال ما يأمركم به واجتناب ما ينهاكم عنه. هذا - 00:29:37
ان كنتم مؤمنين وخافوني ان كنتم مؤمنين. لان الخوف من الله وحده من مقتضيات الايمان من مقتضيات الايمان ومن اهل الفضل من قال في معنى الاية الكريمة الشيطان يخوف اولياءه الذين يطيعون - 00:29:58
هنا هو يؤثرون امره ويخافونه. معنى جميل معنى ثاني للاية جميل جدا. انما ذلكم الشيطان يخوف اولياءه. اي الشيطان يخوف اولياءه الذين يطيعونه ويؤثرون امره ويخافونه. اما اولياء الرحمن اما اولياء الله جل جلاله فانهم لا يخافون - 00:30:16
الا من الله وحده لا خوف من الشيطان ولا ينقادون لامره ولا يطيعون مراده وهم لا يخافون الا الله لان الايمان يقتضي ان يؤثروا خوف الله تعالى وحده بلا منازع ولا شريك على خبث الناس - 00:30:43
تدبر معي هذه الجملة التي اقولها فما فارق الخوف قلبا الا خرب ما فارق الخوف قلبا الا خرب قال ذو النون الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف من الله - 00:31:03
فاذا زال عنهم الخوف من الله ضلوا الطريق وليس الخائف من يبكي ويمسح عينيه بل الخائف هو من يترك ما يخاف ان يحاسبه الله عليه ولذا فرض الله على عباده المؤمنين ان يخافوه وحده. فقال جل جلاله وخافوني ان كنتم مؤمنين. وقال سبحانه في موضع اخر - 00:31:26
اياي فارهبون. بل ومدح المؤمنين بصفة الخوف فقال يخافون ربهم من فوقهم. وقال جل جلاله ان الذين هم من خشية ربهم مشفقون. والذين هم بايات ربهم يؤمنون. والذين هم بربهم لا يشركون - 00:31:52
والذين اوتون ما اتوا وقلوبهم وجلة انهم الى ربهم راجعون. اولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون وبعد ان مدح الحق تبارك وتعالى المسارعين الى طاعته. والى طاعة رسوله صلى الله عليه وسلم. وختم ذلك بالنهي عن الخوف من اولياء الشيطان. اعقبه - 00:32:12
بذم المسارعين في الكفر بذم المسارعين الى الضلال ونهى عن الحزن من اجلهم وقال سبحانه ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة - 00:32:34
ولهم عذاب عظيم نتوقف عند هذه الاية الكريمة لنواصل السير في هذا البستان اليانع الماتع في اللقاء المقبل ان قدر الله اللقاء والبقاء. وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد - 00:32:59
على اله واصحابه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته والمجالس مجلس القرآن درس يبين حكمة الرحمن يسمو بارواح العباد الى العلى ويفسر القرآن بالقرآن يا طالب التفسير هذا الكوثر فانهل لتروي ظلك - 00:33:15
هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى نور على نور الخير بياني - 00:33:51