باحث

ينمو العلم ويتقدم. بتقنياته ومجالاته ومعه مطور ادواتنا في تقديم العلم الشرعي. اكاديمية زاد والسيرة العلياء عطرة الشداد طيب يفوح لاهل كل زمان بشرى لنا زاد لك بالعلم كالازهار في البستان - 00:00:00ضَ

ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. واشهد ان نبينا محمدا عبد الله - 00:00:48ضَ

الله ورسوله وصفيه وخليله وخيرته من خلقه ارسله ربه رحمة للعالمين. نشهد انه قد بلغ الرسالة وادى الامانة ونصح الامة وكشف الله به الغمة تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها الا هالك. صلوات ربي وسلامه عليه وعلى ال بيته الطيبين الطاهرين - 00:01:06ضَ

الغر الميامين والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين وبعد ارحب باخواني واخواتي من طلاب وطالبات العلم في برنامج اكاديمية زاد في دورته الثانية وفي هذا المستوى الثاني من مقرر السيرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة واتم التسليم - 00:01:30ضَ

في هذا المقرر في المستوى الثاني من دراسة السيرة النبوية ندرس ندرس شمائل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. ندرس صورته الظاهرة وما حباه الله من جمال الخلقة وكذلك ندرس صورته الباطنة. وما اتاه الله من الخلق العظيم - 00:01:51ضَ

وندرس كذلك هديه صلى الله عليه وسلم في كثير من شؤونه. وكما قال الله تعالى وان تطيعوه تهتدوا ولن ما فيه اسوة وقدوة صلى الله عليه وسلم لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الاخر وذكر - 00:02:12ضَ

الله كثيرا في هذا اللقاء باذن الله عز وجل نتحدث عن بكاء النبي صلى الله عليه وسلم هل البكاء صفة ايجابية ام صفة سلبية في الانسان هذه الصفة بحسبها وموطنها - 00:02:32ضَ

فان كانت في موطن الخشية من الله عز وجل وان كانت في موطن الرقة والعطف والرحمة فان ذلك صفة فان تلك الصفة صفة حسنة طيبة اه في الانسان واما ان كانت صفة - 00:02:50ضَ

في مواطن الجزع والهلع والتذمر والتشكي فان ذلك يعتبر صفة سلبية النبي عليه الصلاة والسلام على ما كان عليه من القوة وشدة آآ القوة ورباطة الجأش الا انه صلى الله عليه وسلم - 00:03:10ضَ

كان شديد الرقة رقيق القلب صلى الله عليه وسلم حنونا عطوفا رقيق القلب كان في اعلى درجات الانسانية والعطف والرقة لهذا القلب القلب القاسي من ابعد القلوب عن الله عز وجل - 00:03:30ضَ

يقسو فلا يقبل الحق يقسو فيرفظ الحق ويقبل الباطل آآ قاسي فلا ينبظ آآ رقة ولا رحمة ولا خشية وانما هو القسوة والغلظة والعياذ بالله النبي صلى الله عليه وسلم - 00:03:48ضَ

كان قويا من اشجع الناس صلى الله عليه وسلم. واقوى الناس بابي هو وامي صلى الله عليه وسلم. الا انه كان شديد الرقة في القلب حنونا رحيما صلى الله عليه وسلم. فيبكي في مواطن البكاء. يبكي في مواطن البكاء مما يحزن الانسان بطبعه البشري - 00:04:09ضَ

صلى الله عليه وسلم لما مات بعض بعض اصحابه صلى الله عليه وسلم لما رأى ما حل بعمه حمزة وآآ شوه جثته رضي الله تعالى عنه وارضاه لما مات احد آآ احفاده - 00:04:31ضَ

من بناته عليه الصلاة والسلام وهكذا كان يبكي في مواطن الحزن وكان يبكي ايضا في مواطن العبادة خشية لله تبارك وتعالى وصف ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الزاد - 00:04:51ضَ

هديه في البكاء فقال ان بكاء النبي صلى الله عليه وسلم كان من جنس ضحكه كان معتدلا لم يكن بشهيق ورفع صوت كما لم يكن ضحكه ضحكه قهقهة ما كان ضحكه صلى الله عليه وسلم قهقهة ولذلك ما كان بكاؤه آآ شهيقا ورفعا للصوت - 00:05:08ضَ

ولكن كانت عيناه تدمع حتى تهمل اي تتقاطر الدموع وتتحدر الدموع من عينيه الشريفتين على خدي الشريف صلى الله عليه وسلم واحيانا حتى تبل لحيته عليه الصلاة والسلام. ويسمع لصدره ازيز كازيز المرجل - 00:05:28ضَ

صوت الغليان وهذا سنأتي له بالتفصيل باذن الله عز وجل. وكان بكاؤه تارة رحمة للميت وتارة خوفا على امته وشفقة عليها. وتارة يكون بكاؤه من خشية الله تعالى وتارة عند سماع القرآن. وهو - 00:05:48ضَ

اشتياق ومحبة وخشية لله عز وجل واجلال مصاحبة بالخوف والخشية لله سبحانه وتعالى من تلك المواقف التي بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم بكاؤه في الصلاة. بكاؤه في الصلاة - 00:06:06ضَ

وهذا البكاء من خشية الله تعالى يستشعر فيه مقامه بين يدي الله عز وجل يستشعر فيه مناجاته لربه سبحانه وتعالى يتدبر فيها كلام الله خاضعا خاشعا راكعا ساجدا مبتهلا داعيا خائفا راجيا وجلا - 00:06:23ضَ

الله عليه وسلم فيوجل هذا القلب ويخشى الله ثم تتحدر الدموع من العيون خشية لله عز وجل وهذه الدموع غالية على الله سبحانه وتعالى. فانها سبب لان يكون العبد في ظل الله عز وجل يوم القيامة يوم لا ظل الا ظله - 00:06:49ضَ

عن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه قال اتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي يعني في صلاته ولصدره او ولجوفه ازيز كازيز المرجل. المرجل هو الاناء من النحاس - 00:07:09ضَ

يوضع فيه الماء ثم يغلى. صوت الغليان هذا الازيز هو صوت الغليان في هذا الاناء النحاسي يفور فيجد لصدره ازيز يعني فوران من شدة البكاء صلى الله عليه وسلم كان لا يظهره في صورة الشهيق ورفع الصوت ولكن يسمع له مثل ذلك الفوران لذلك الماء عند الغليان في - 00:07:24ضَ

الاناء النحاسي. ولجوفه ازيز كازيز المرجل من البكاء. اخرجه ابو داوود واحمد وصححه الالباني. اذا هذا بكاء الخشية من الله من الله عز وجل. وعند تلاوة القرآن وعند مناجاة الله عز وجل. وهذا مما - 00:07:52ضَ

عليه العبد ويثنى به على العبد كانوا لنا خاشعين واثنى الله عز وجل يخرون للاذقان يبكون اثنى على اولئك العلماء الخاشعين الخاضعين لله سبحانه وتعالى. فهذه واحدة من المواقف التي كان يبكي فيها النبي صلى الله عليه وسلم وهو في صلاته وهذا دليل على ان البكاء في الصلاة لا يبطلها على القول الراجح - 00:08:08ضَ

اذا كان هذا البكاء غالبا للانسان وكان من خشية الله عز وجل ايضا من المواقف التي نقلها الصحابة رضي الله تعالى عنهم ما اخرجه احمد وصححه الارنقوط في آآ ان علي ابن ابي طالب رضي الله عنه قال ما كان فينا فارس يوم بدر غير المقداد - 00:08:35ضَ

المقداد ولقد رأيتنا وما فينا الا نائم ولقد رأيتنا وما فينا الا نائم. الا رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرة يصلي ويبكي حتى اصبح يصف علي هذا الموقف في يوم بدر - 00:08:57ضَ

ان النبي صلى الله عليه وسلم كانوا كل في تلك الليلة القى الله عليهم النوم امانة. القى عليهم الله النعاس امنة. اما حال النبي صلى الله عليه وسلم فكان يصلي من - 00:09:16ضَ

الليل ويدعو ربه ويستغيث ويدعو ويبتهل ان ينصر الله عز وجل هذه الامة المسلمة وهذه العصبة المسلمة من الصحابة رضي الله تعالى عنهم في اول معركة مع الكفر يوم الفرقان يوم التقى الجمعان. ليصلي ويدعو ويبكي - 00:09:27ضَ

وهذا من المواطن التي يحمد ويثنى فيها على البكاء عند الدعاء عند الطلب من الله عند رجاء الله عز وجل فهذه من المواطن التي يرق فيها القلب ويخشع طلبا لفرج - 00:09:46ضَ

من الله سبحانه وتعالى. مواطن اخرى بعد الفاصل اقرأ انها اول كلمة نزلت من القرآن الكريم على قلب النبي الامين. صلى الله عليه وسلم. ان الامم طريقة هي الامم القائدة. لان القراءة والمعرفة تطرد الجهل والتخلف والخرافة. وقد بلغ حب العلماء - 00:10:01ضَ

هائل القراءة مبلغا عظيما. قيل لاحدهم عند موته ما تشتهي قال النظرة في حواشي الكتب وقد اظهرت بعض الدراسات ان حوالي سبعين بالمئة من معلومات الانسان يحصل عليها عن طريق القراءة. ويتعلم الباقي بالاستماع والتجربة وغير ذلك. ولكي تكون قراءتك واعية - 00:10:40ضَ

ببدأ بالمرحلة التأسيسية. حيث تنتقي كتب اهل السنة التي تضمن بها سلامة العقيدة. واذا قابلتك مصطلحات غامضة فاسأل عنها العلماء ولدفع النفور من القراءة. ابدأ بالكتب السهلة قبل الصعبة. وبالمختصرات قبل المطولات - 00:11:07ضَ

ولدفع الملل استرح وارح عينيك وتحرك بين الحين والاخر ويمكن اذا مللت من كتاب ان تقرأ في غيره ولدفع شرود الذهن عليك بالصبر والمجاهدة. والبعد عن المؤثرات الخارجية. واستخدم الترقيم والتلوين - 00:11:29ضَ

لتمييز العبارات المهمة. واكتب الحواشي والتعليقات. ولخص الكتاب واستفد بما تقرأ لتكون ممن قال الله فيهم الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الالباب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله واله وصحبه ومن والاه - 00:11:49ضَ

كنا تحدثنا انه من المواطن التي بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم في موطن الصلاة ومناجاته لربه عز وجل وموطن اخر في مناجاته ودعائه وابتهاله لربه ان ينصر الاسلام والمسلمين. فكان يدعو الله تعالى ويبكي. اظهار الفاقة - 00:12:38ضَ

والفقر والحاجة بين يدي الرب سبحانه وتعالى فيكون هذا سببا من اسباب اجابة الدعاء وتنزل النصر باذن الله سبحانه وتعالى من المواطن ايضا بكاؤه صلى الله عليه وسلم عند سماع القرآن عند سماع القرآن - 00:13:00ضَ

فانه صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح قال لعبدالله بن مسعود رضي الله عنه اقرأ علي فاستعجب ابن مسعود يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل القرآن انزل عليك يا رسول الله - 00:13:21ضَ

وتلقيناه منك يا رسول الله وانت خير من يقرأ ويتلو ويرتل مو من اجمل الناس صوتا. واخشاهم لله تعالى. قال اقرأ علي فاني احب ان اسمعه من غيري وهذا فيه فضل الاستماع الى تلاوة القرآن الكريم. حتى لو كان الانسان حافظا لكتاب الله متقنا مجودا - 00:13:38ضَ

يستحب له ويشرع ويسن ان يجعل له وردا لسماع القرآن الكريم قال فتلا عليه ابن مسعود من اول سورة النساء حتى بلغ قول الله تعالى فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد - 00:14:01ضَ

وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يوم القيامة تأتي الامم ويأتي الانبياء شهودا على اقوامهم ويأتي النبي صلى الله عليه وسلم شهيدا على هذه الامة فلما استشعر النبي صلى الله عليه وسلم هذا الموقف العظيم اهوال يوم القيامة واجتماع الامم - 00:14:20ضَ

وحشرها وجمعها بين يدي الله عز وجل. واتيان الانبياء والرسل شهودا على اقوامهم انهم بلغوا الرسالة وشهودا عليهم باعمالهم وكان ذلك الموقف بكاء من هول ذلك اليوم العظيم وتلك المواقف الرهيبة وايضا من رحمته وشفقته على امته ان يأتي شاهدا عليها باعمالها يوم القيامة - 00:14:46ضَ

في هذا الحديث يستفاد من الدروس يستحب للانسان ان يستمع الى القرآن الكريم من قارئ حسن الصوت مجود للقرآن قراءته تبعث على تحريك القلب ودمع العين وحدوث الخشوع فان هذا مما يرتجى منه - 00:15:16ضَ

اولا اجر السنة. ان هذا العمل سنة يؤجر عليه الانسان عند الله عز وجل اقتداء واهتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم ثانيا ان ذلك من اسباب رقة القلب وخشية الانسان لله عز وجل حين يسمع كلام الله عز وجل - 00:15:40ضَ

ثالثا ان ذلك سبب في زيادة ايمان العبد حينما يسمع ايات الله تتلى عليه بصوت ندي وقراءة طيبة مجودة مرتلة فان هذا يبعث رقة القلب وخشوعه ودمع العين فيزيد مستوى الايمان في قلب العبد. وهذه من الامور المطلوبة للانسان ان يحرص عليها - 00:15:57ضَ

وقد يغفل كثير من الناس عن ذلك. يا اخي كما يا اخي ويا اختي كما ان الانسان يجعل لنفسه وردا وحزبا من القرآن يقرأه في يومه تلاوة او في صلاته فليجعل له ورد من القرآن او اوقات - 00:16:20ضَ

يستمع فيها الى قراءة قارئ حسن الصوت مجود قراءته تبعث على الخشوع والخضوع والرقة يسمع ذلك ويحافظ على هذا الورد ليكون سببا في زيادة ايمانه. كم مقطع من القرآن كان سببا لتوبة انسان - 00:16:37ضَ

كم من تلاوة استمع اليها الانسان كانت سببا لرقة قلبه ودمع عينه وزيادة ايمانه كم من تلاوة سمعها الانسان فاخرجته من دائرة المعصية والخطيئة التي احاطت به اجعل لك وردا من القرآن تأنس به بسماع كلام رب العالمين. فيخشع قلبك ويرق وتدمع عينك ويزيد - 00:16:56ضَ

ويذكرك الله تعالى في من عنده. اذا هذا من المواطن التي بكى فيها النبي صلى الله عليه واله وسلم من المواطن ايضا التي بكى فيها النبي عليه الصلاة والسلام بكاؤه عند الموت. بكاؤه عند الموت. عن اسامة ابن زيد رضي - 00:17:21ضَ

الله عنهما قال كان ابن لبعض بنات النبي صلى الله عليه وسلم يقضي يعني يحتضر واحد من ابناء بنات النبي صلى الله عليه وسلم. يعني من احفاده. فارسلت اليه ان يأتيها اي هذه بنت رسول الله ارسلت الى ابيها ليأتي - 00:17:42ضَ

فارسل اليها احدا يبلغها يقول ان لله ما اخذ وله ما اعطى وكل الى اجل مسمى فلتصبر ولتحتسب لله ما اخذ. هذه انفسنا لله عز وجل. فان هو الذي يأخذها سبحانه وتعالى. وله ما اعطى فان الذي اعطى هو الله والذي اخذ هو الله - 00:17:58ضَ

وما المال والاهلون الا ودائع ولابد يوما ان ترد الودائع. هذه وديعة من الله انفسنا واهلينا وزوجاتنا واولادنا واحبابنا كل هادي عطايا من الله. هو الذي اعطى وهو الذي يأخذ. وهذا من التعزية - 00:18:21ضَ

تعزية للانسان اه يعني يطيب خاطره ويذهب شيئا من حزنه. ان لله ما اخذ وله ما اعطى وكل الى اجل مسمى. يعني ما حصل هو الله وكلنا له اجل مسمى اذا بلغ هذا الاجل - 00:18:39ضَ

سيمضي الى الله عز وجل فلتصبر ولتحتسب. الصبر هو حبس النفس عن الجزع حبس النفس عن الجزع والتشكي والتسخط على الله عز وجل والعياذ بالله وايضا ولتحتسب ما معنى تحتسب؟ يعني تطلب الاجر او ترجو اجر - 00:18:55ضَ

ان يخلفها الله ان يأجرها الله عز وجل على هذه المصيبة. وان تجعل ذلك في ذات الله عز وجل ومن الادعية ايضا اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها - 00:19:16ضَ

ام سلمة رضي الله تعالى عنها لما يعني كانت مع حبيبها وزوجها ابو سلمة وكانت لا ترى مثله من مودته ومحبته وعطفه وحنوه واحسانه. لما مات ابو سلمة جيء اليه فقيل له قولي ان النبي صلى الله عليه وسلم يقول - 00:19:30ضَ

من قال فقد اخلف الله عليه اذا قال الانسان اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيرا منها. فقالتها وقالت ومنك ابي سلمة. من الذي فاخلفها الله عز وجل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم - 00:19:48ضَ

الذين اذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا اليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون اذا من المواطن التي بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم هذا الموطن فارسلت اليه ابنته واقسمت عليه الا ان يأتي فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام معه - 00:20:04ضَ

ومعاذ ابن جبل وابي ابن كعب وعباد ابن الصامت قال فلما دخلنا ناولوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي ونفسه تقلقل اي تضطرب هذا الصبي في يد النبي صلى الله عليه وسلم ونفسه تضطرب يعني في موطن النزع وهذا موطن عظيم ومؤلم ومحزن في غاية الالم ويبعث - 00:20:24ضَ

على الرحمة فبكى الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا المشهد ولهذا المنظر رحمة ورقة دمعت عيناه صلى الله عليه وسلم فقال قال سعد ابن عبادة اتبكي يا رسول الله؟ كانه استغرب هذا الموت فقال انما يرحم الله من عباده الرحماء. هذا دليل اخرجه البخاري ومسلم - 00:20:45ضَ

هذا دليل الرحمة دليل ان هذا القلب رحيم دليل ان هذا القلب قلب انسان ان يرى امامه طفل صغير لا يملك لنفسه دفعا ولا ضرا ولا نفعا ونفسه تقعقع في صدره - 00:21:05ضَ

يرق لهذا الموت. يرحمه. يشفق عليه فبكى صلى الله عليه وسلم وقال انما يرحم الله من عباده الرحماء. فهذا بكاء الرحمة. وعن انس بن مالك رضي الله عنه قال شهدنا ابنة - 00:21:22ضَ

لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورسول الله جالس على القبر. فرأيت عينيه تدمعان نشاهد ابنته تدخل الى هذا القبر فتدمع عينه رحمة وشفقة بابنته. هذا قلب رحيم. وهذا قلب الاب. وهذا شيء طبيعي طبعي في النفوس السوية - 00:21:36ضَ

فبكى اي دمعت عيناه صلى الله عليه وسلم حين دفنت ابنته بين يديه. فهذه من المواطن التي بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم. هناك مواطن اخرى بعد الفاصل نواصل - 00:21:57ضَ

انيق المنظر طيب المخبر. مجالسته انفع مجالسة. ومؤانسته امتع مؤانسة. انه الكتاب. من خلاله نجالس العلماء والصالحين. قيل لابن المبارك الا تجلس معنا؟ قال ما اجلس الا مع الصحابة والتابعين - 00:22:13ضَ

يعني قراءة سيرهم. وقد كان العلماء مشغوفين بالكتب شراء وقراءة. قال ابن الجوزي ما اشبع من مطالعة الكتب واذا رأيت كتابا لم اره فكأني وقعت على كنز. ولو قلت اني طالعت عشرين الف مجلد كان اكثر - 00:22:50ضَ

طالب العلم لا تخلو مكتبته من الكتب الاساسية في شتى العلوم ففي التفسير مثلا تفسير السعدي وتفسير ابن كثير وفي العقيدة كتاب التوحيد والطحاوية والواسطية مع بعض الشروح. وفي الحديث - 00:23:12ضَ

الكتب الستة مع اهم شروحها. وهكذا بقية العلوم. وقبل الشراء استشر اهل الخبرة ليدلوك على اهم الكتب وافضل الطبعات. لا سيما ما حققه العلماء الثقات كالالباني وبكر ابي زيد احرص على التنويع في شراء الكتب. ولا تقتصر على فن واحد او فنين. واعتن بكتب النوازل الفقهية والعقدية - 00:23:30ضَ

ولا تبخل باعارة الكتاب وحافظ عليه ان استعرته. ولا تستكثر ما تنفقه في شراء الكتب. وصدق من قال تلك النفائس لو تباع بوزنها ذهبا لكان البائع المغبونا الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد - 00:23:58ضَ

ما زلنا نتحدث عن المواطن التي بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم. وليس آآ استقصاؤها كلها لان ذلك كثير لكن نعرض بعض المواطن التي بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم بكاء شرعيا - 00:24:37ضَ

ومن تلك المواطن بكاؤه صلى الله عليه وسلم حينما زار قبر امه بالابواء وقف على قبر امه وزار قبرها ثم بكى وابكى من حوله صلى الله عليه واله وسلم وهذا بكاء - 00:24:54ضَ

طبيعي وبكاء رقة وعطف واشفاق هذا مما يشرع. ايضا بكى النبي صلى الله عليه وسلم في المقبرة المقبرة عن البراء رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة. فجلس على شفير القبر اي على حافة القبر - 00:25:15ضَ

صلى الله عليه وسلم حتى بل الثرى خشية ورقة وخوف من هذا الموطن الذي سنرد اليه جميعا من هذا المنزل الذي سندخله جميعا هذا القبر ينتظرك وينتظرني وينتظرها وينتظر الجميع هذا القبر هذا المنزل - 00:25:37ضَ

فبكى النبي صلى الله عليه وسلم بكاء حتى بل الثرى من شدة هذا البكاء ثم قال يا اخواني لمثل هذا فاعدوا. يا اخواني لمثل هذا فاعدوا يا اخواني لمثل هذا فاعدوا - 00:25:58ضَ

هذا والله الذي يستحق الاعداد اليوم نتكلم جميعا وقبل اليوم وبعد اليوم الناس تتكلم. الاعداد للمستقبل الاعداد للمستقبل. وما المستقبل والله الا الاخرة نعم لا بأس بالاستعداد لمستقبل الدنيا. وان يحسن الانسان ويخطط ويرتب ويأخذ بالاسباب. ولكن عليه ايضا ان يهتم بالمستقبل - 00:26:14ضَ

الحقيقي وهو لقاء الله عز وجل ووهذا القبر الذي ينتظر فيه المحنة والسؤال والابتلاء. اي اخواني لمثل هذا فاعدوا. استعد يا اخي لدخول هذه الحفرة. استعد يا اخي للسؤال في هذه الحفرة استعد للابتلاء والامتحان الذي يكون في هذه الحفرة نسأل الله عز وجل السلامة والعافية. نعوذ بالله من فتنة القبر - 00:26:38ضَ

ونعوذ بالله من عذاب القبر ونسأل الله عز وجل ان يجعلنا واياكم ممن يأتي امنا يوم القيامة. وان يجعلنا واياكم ممن يوقى فتنة القبر ويوقى عذاب القبر اخواني لمثل هذا فاعدوا وبكى صلى الله عليه وسلم في هذا الموطن. وهذا من المواطن التي تستحق البكاء واسفي ووعجبي لاناس يتحدثون - 00:27:03ضَ

ويضحكون ويتكلمون في امور الدنيا وهم يشيعون في الجنازة. وهم في المقبرة وهم حول القبر باي قلوب هؤلاء وباي عقل اين هؤلاء من شأن حال النبي صلى الله عليه وسلم - 00:27:26ضَ

بل ان السلف كانوا يقولون اذا شيعوا جنازة ما يدرون من اهل الميت من كثرة الباكين ومن ظاهرهم الحزن كل واحد يفكر اين يكون مصيره؟ لما اكون مثله لما يذهب بي الى هذه الحفرة والى هذا القبر - 00:27:44ضَ

هذا الذي ينبغي ان يكون شأننا علينا ان نراجع انفسنا في هذا الجانب. ونسأل الله عز وجل ان يحيي قلوبنا وان يصلح فساد قلوبنا وان يعيد الى هذه القلوب حياته الحقيقية من الرقة والخوف من الله عز وجل واستشعار مثل هذه المواطن الرهيبة - 00:28:00ضَ

عثمان رضي الله عنه كان يبكي عند القبر اكثر مما يبكي بذكر الجنة والنار وقيل له فقال ان القبر اول منازل الاخرة واذا نجى نجا من القبر فما بعده اسهل منه - 00:28:19ضَ

كان المحك كان الفلترة الاولى هنا الاختبار الاول نسأل الله السلامة والعافية. فهذا من المواطن التي بكى فيها النبي صلى الله عليه وسلم ايضا بكى عليه الصلاة والسلام لموت اصحابه - 00:28:33ضَ

وكما ذكرنا سابقا لما رأى عمه حمزة قد قتل وشوهت جثته ومثل بها بكى صلى الله عليه وسلم وغضب لذلك غضبا شديدا. وايضا لما بكى عثمان بن مظعون عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله - 00:28:48ضَ

وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو من الاولين رظي الله تعالى عنه من الاولين الذين امنوا وصدقوا برسول الله صلى الله عليه وسلم من اوائل من اسلم لما مات قبله النبي صلى الله عليه وسلم وهو ميت وجعل يبكي يبكي. او قال عيناه تهرقان اي تذرفان - 00:29:06ضَ

دموعا وتسيل دموعها وعثمان بن مظعون رظي الله عنه هو ايظا اخ للنبي صلى الله عليه وسلم من الرظاعة فبكاه النبي صلى الله عليه وسلم رحمة وشفقة لاصحابه قبلهم وهو ميت - 00:29:26ضَ

وهذا من حبه لاصحابه صلى الله عليه وسلم ودعا له وبقى لفراقه رحمة وشفقة بابي هو وامي صلى الله عليه واله وسلم فهذا يدل على مشروعية يعني لو بكى الانسان على فراق احبابه واصحابه واخوانه وقرابته انه لا تثريب عليه في ذلك بدون - 00:29:45ضَ

رفع صوت وصياح وشق جيب آآ تشكي وتسخط على الله وعلى قدر الله سبحانه وتعالى وايضا لما مات ابنه ابراهيم ان العين لتدمع وان القلب ليحزن وانا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون. ولا نقول الا ما يرضي الرب. بابي وامي صلى الله عليه وسلم. كان انسان غاية في الانسانية والرقة - 00:30:08ضَ

والعطف والشفقة وكان ابا رحيما شفيقا وبكى ودمعت عينه واثبت هذا الحزن ثم قال لا نقول الا ما يرضي الرب سبحانه وتعالى وبكاؤه صلى الله عليه وسلم لم يكن في يعني على صورة بكاء - 00:30:35ضَ

اه التسخط والعياذ بالله او الجزع وانما كان في سورة اه الرحمة والعطف والشفقة وايضا الخشية لله سبحانه وتعالى. وكثير من المواقف التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:30:55ضَ

صلى من الليل كان يبكي عليه الصلاة والسلام يبكي حتى يبل لحيته من البكاء وقد غفر الله له ما تقدم من ذنبه ويسألونه اهله اهله زوجة افعل هذا وقد غفر لك يا رسول الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال افلا اكون عبدا شكورا - 00:31:19ضَ

وبكى في مواطن الدعاء كثيرا عليه الصلاة والسلام وهو راجيا لربه عز وجل مستغيثا سائلا راجيا عليه الصلاة والسلام وبكى لفقد بعض ابنائه وبناته واحفاده عليه الصلاة والسلام واصحابه رحمة وشفقة بهم - 00:31:45ضَ

صلى الله عليه وسلم وبكى وهو يدعو ربه لنصر الاسلام والمسلمين في غزوة بدر وكل هذه مواطن تدل على انه صلى الله عليه وسلم قد بكى لكن هديه في البكاء - 00:32:06ضَ

كان من احسن الهدي فكان يبكي في موطن البكاء الذي يحمد عليه وكان ايضا بكاء ليس فيه آآ رفع صوت ولا فيه تسخط والعياذ بالله على امر الله عز وجل. انما كان هو بكاء - 00:32:19ضَ

الخشية لله عز وجل عند سماع القرآن وعند الصلاة وكذلك بكاء العطف والرحمة والشفقة لما مات بعض اصحابه عن ابن عباس رضي الله عنه قال اخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم له - 00:32:36ضَ

ابنة له تقضي اي تحتضر فاحتضنها. صلى الله عليه وسلم. فوضعها بين يديه فماتت وهي بين يديه وصاحت ام ايمن رضي الله او عنها. فقال صلى الله عليه وسلم اتبكين عند رسول الله؟ يعني ترفعين صوتك بالبكاء - 00:32:56ضَ

وقالت الست الست اراك تبكي؟ يعني انا انت برضو تبكي يا رسول الله. قال اني لست ابكي. يعني ان يعني اللي هو رفع الصوت والجلجلة بالبكاء قال انما هي رحمة - 00:33:12ضَ

هذه الدموع هذا الالم الداخلي. هذه الدموع التي تجري من العينين هذه رحمة من الله. اما رفع الصوت بهذا البكاء فهذا منهي عنه. ان المؤمن بكل خير على كل حال. ان نفسه تنزع من بين جنبيه وهو يحمد الله تعالى. الله اكبر - 00:33:25ضَ

وفي الحديث عجبا لامر المؤمن ان امره كله له خير ان اصابته سراء شكر فكان خيرا له وان اصابته ضراء صبر فكان خيرا له. وهل هناك اشق من ضراء الموت - 00:33:46ضَ

التي سماها الله مصيبة مصيبة اه معاذ رضي الله عنه وبلال وكثير من الصحابة اثر عنهم انهم وقت احتضارهم كانوا يقولون غدا نلقى الاحبة محمدا وحزبه وبعضهم لما بكى قال والله ما ابكي على فراق دنياكم - 00:34:00ضَ

ولا لغرس الاشجار الدور والانهار ولكن لظمأ النهار مكابدة الليل ومزاحمة العلماء بالركب في طلب العلم. هذا الذي يبكى عليه المؤمن على كل خير حتى يلقى ربه سبحانه وتعالى فيرضيه عز وجل - 00:34:23ضَ

اسأل الله سبحانه وتعالى باسمائه الحسنى وصفاته العلى ان يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة وان يجعلنا ممن اذا ذكر الله وجلت قلوبهم واذا تليت عليهم اياته زادتهم ايمانا وان يجعلنا ممن يبكي من خشية الله - 00:34:47ضَ

حبا وخوفا واجلالا وخشية لله تبارك وتعالى فيلحقنا بعباده الصالحين واولياءه المتقين. والحمد لله رب تلك العنود روسها ميسورة في صرح علم الراسخ الاركاني بشرى ندى - 00:35:05ضَ