كلمات منوعة

بواعث الإخلاص في القلب الشيخ وليد السعيدان

وليد السعيدان

الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان حفظه الله يقدم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله - 00:00:15ضَ

صلى الله عليه وعلى اله واصحابه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين ثم اما بعد. فيسعدني ويشرفني في هذه الدقائق المعدودة ان نلتقي على وجه غير وجه المباشرة باخوان لنا نحبهم في الله ولهم في قلوبنا عظيم التقدير والاحترام - 00:00:45ضَ

والمنزلة لن يتذاكر شيئا من من العلم الموروث عن كتاب ربنا جل وعلا وسنة نبينا صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم والمحاضرة او الكلمة في هذه الدقائق المعدودة سوف تكون عن امر خطير جدا وهو امر الاخلاص في القلب. فلا يخفى على الجميع - 00:01:05ضَ

عظمة هذا الامر الكبير ولا يخفى علينا ايضا آآ كبر العقوبة المترتبة على ذهابه من فالاخلاص هو شرط العبادات كلها. فلا يقبل الله جل وعلا من العبادات الا ما كان خالصا لوجهه الكريم. ولذلك قال الله - 00:01:25ضَ

الله جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء. فالله لم يأمرنا بالعبادة فقط بل امرنا بالعبادة حال كوننا مخلصين في عبادته جل وعلا. وقال النبي صلى الله عليه وسلم انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرئ ما نوى. الحديث وهو - 00:01:45ضَ

حديث متفق عليه معروف لديكم. فيا احبتي في الله كلمتنا اليوم عن بواعث الاخلاص في القلب. فاذا استشعرنا اهمية الاخلاص وانه شرط من شروط العمل فلا بد ان نبحث عن الاسباب التي تعيننا على تحقيق الاخلاص على على تحقيق الاخلاص في القلب - 00:02:05ضَ

قد قرر اهل العلم رحمهم الله تعالى اسبابا اسباب اسبابا واشياء ان رعاها العبد في العمل فانه سيعان على الاخلاص ان شاء الله تعالى وهي كما يلي الاول كثرة دعاء الله جل وعلا بان يجعل عمله خالصا لوجهه الكريم. فان الدعاء سلاح المؤمن وهو - 00:02:25ضَ

واعظم ما يحقق هذا الامر. فعلى العبد ان ان يلح على ربه جل وعلا بصدق وتفان ان يعينه على تحقيق اعلى مراتب الاخلاص وليتحرى العبد اوقات الاجابة التي ورد بها الدليل. كالدعاء في ساعة الاجابة يوم الجمعة وفي السجود مثلا وفي ثلث الليل الاخر وفي - 00:02:45ضَ

وفي الازمنة الفاضلة كرمضان والعشر الاواخر منه ويوم عرفة ونحو ذلك وفي الامكنة الفاضلة كمكة والمشاعر والمدينة فلابد من الالحاد على الله جل وعلا في طلب الاخلاص وان يكون هو ديدنك دائما. فلرب دعوة صادقة يعلم الله تعالى من قلب صاحبها الصدق تكون سببا - 00:03:05ضَ

لسعادته في دنياه واخراه. وقال بعض السلف رحمهم الله تعالى ان العبد ليبلغ بدعائه ما لا يستطيعه بعمله. فالدعاء الدعاء ايها المسلمون لا سيما الدعاء بالاخلاص. ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم ان قلوب بني ادم كلها بين اصبعين من اصابع - 00:03:25ضَ

كقلب واحد يقلبها كيف يشاء. ثم يقول عليه الصلاة والسلام اللهم مقلب القلوب ثبت قلبي على طاعتك. واعظم الطاعة اخلاص في الاعمال. فمن فتح له باب الدعاء بالاخلاص في العمل فقد فتح له باب عظيم من ابواب الخير والبر والتوفيق. فاوصيكم ونفسي المقصرة - 00:03:45ضَ

وبهذا الامر فانه اكد ما يحقق لك هذا المطلوب الاعظم والذي هو الاخلاص لله جل وعلا في سائر الاعمال والاقوال. الباعث الثاني اي من بواعث الاخلاص ان يستشعر العبد قبل العمل. وفي اثناء العمل ان الله تعالى مطلع على ما يكنه صدره وعالم به جل وعلا - 00:04:05ضَ

وانه لا يخفى عليه. فكيف يراعي العبد نظر الناس ويهمل نظر الرب جل وعلا؟ فان محط نظر الناس هو ما يظهر من العمل واما محط نظر الرب فهو ما يدور في الباطن من النوايا. فكيف يقبل العبد على تصحيح ما هو محط نظر الناس رغبة فيهم او رغبة منه - 00:04:25ضَ

ولا يقبل على تصحيح ما هو محط نظر الرب رغبة فيما عنده من الثواب ورهبة فيما عنده من العقاب هذا لا يجوز ابدا. ولكن كما قال تعالى يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم. فهو يستخفي من ذم الناس بتصحيحه لما هو محط نظرهم وهو الاعمال الظاهرة ولا - 00:04:45ضَ

تخفي من ذم الله جل وعلا بتصحيح ما هو محط نظره وهو الباطن. ثم يرجو العبد بعد ذلك ثواب الله تعالى وعظيم نواله وهذا لا يكون ابدا ولذلك فان من بواعث الاخلاص في القلب الا يراقب العبد نظر الناس ابدا. وانما يراقب ويستشعر نظر الرب جل وعلا. كما قال النبي - 00:05:05ضَ

صلى الله عليه وسلم في مرتبة الاحسان ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك. وانا ظامن ان شاء الله تعالى لمن راعى هذا الامر والذي قبله ان يكون في يوم من الايام ممن يضرب به المثل في الاخلاص في الاعمال والاقوال. الباعث الثالث من - 00:05:25ضَ

الاخلاص ان يعلم العبد ان الاخلاص من فروظ اه من فروظ الشرع في العمل. وانه شرط في قبول الاعمال كلها. وان لا تصح الا به وان تعبه الذي تعبه في العمل لن يكون له ثمرة في الاخرة ولا في الدنيا الا بالاخلاص. بل ان - 00:05:45ضَ

فله الذي فعله بلا اخلاص في الحقيقة وبال وعقوبة عليه. ولذلك اريد منك ان تسأل نفسك ايها الاخ الكريم. ما الذي ما الذي جعلك تأتي الى المسجد فلا جرم انك ستقول طاعة الله تعالى فيما امر به. فاقول لك فالدافع لك على المجيء هو امتثال الامر. فاذكر - 00:06:05ضَ

فاذكر كذلك ان الاخلاص مما امرك الله تعالى به. فكما انك افلحت في القيام بواجب الظاهر وهو الصلاة وافعال الصلاة. فيجب وعليك كذلك ان تفلح في تحقيق المأمور في الباطن وهو الاخلاص. فكلاهما انت مأمور به وكلاهما انت مسؤول عنه يوم القيامة. ومحاسب عليه - 00:06:25ضَ

جميعا بل ان الحساب على امر البواطن اشد واعظم وانكى. فان اردت ان تصلي فذكر نفسك دائما انك مأمور بالصلاة ومأمور قم بالاخلاص في الصلاة. وان اردت ان تزكي فاستشعر دائما انك مأمور بالزكاة ومأمور بالاخلاص في الزكاة. وان اردت ان تصوم فاستشعر - 00:06:45ضَ

انك مأمور بالامرين جميعا بالصيام وبالاخلاص في الصيام. وكذلك اذا اردت ان تحج او تعتمر او تربي لحيتك او تقصر ثيابك اتباعا للسنة فاستشعر انك مأمور بهما جميعا بفعل ذلك بفعل هذه العبادة وبالاخلاص فيها لله جل وعلا - 00:07:05ضَ

فانتبه لهذا الامر ايها الحبيب المبارك فانه مهم جدا. والغفلة عنه هي التي اوجبت الفساد لكثير من الاعمال. ولذلك يقول الله جل وعلا وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. فهم مأمورون بالعبادة هذا اولا ومأمورون بالاخلاص في العبادة لله جل وعلا. الباعث - 00:07:25ضَ

فالرابع من بواعث الاخلاص في القلب ان تذكر نفسك ايها الحبيب دائما بعقوبة من عمل لغير الله تعالى او شرك في نية التعبد. او راقب الناس في عمله فان الرياء عقوبته وخيمة في الدنيا والاخرة. وتذكير النفس بهذه العقوبة قد يكون من الزواجر لها - 00:07:45ضَ

عن النوايا الفاسدة في العمل. قال الله جل وعلا من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الاخرة الا النار. وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. وهذا وهذا كاف في - 00:08:05ضَ

القلب عن العمل لغير لغير الله جل وعلا. واسمع الى هذا الحديث الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان اول الناس يقضى عليه يوم القيامة رجل استشهد يعني مات في ارض المعركة فاتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال قاتلت - 00:08:25ضَ

وفيك حتى استشهدت قال كذبت ولكنك قاتلت لان يقال جريء فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار والعياذ بالله ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فاوتي به فعرفه نعمه فعرفها. قال فما عملت فيها؟ قال تعلمت العلم وعلمته - 00:08:45ضَ

وقرأت فيك القرآن قال كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال قارئ فقد قيل ثم امر به فسحب على وجهه حتى القي في النار. ورجل وسع الله عليه واعطاه من اصناف المال كله. فاتي به فعرفه نعمه - 00:09:05ضَ

قال فما عملت فيها؟ قال ما تركت من سبيل تحب ان تنفق ان ينفق فيها الا انفقت فيها لك. قال كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل ثم يؤمر ثم يؤمر فيسحبه فيطرح على وجهه في النار. فان من تأمل هذا الحديث حق التأمل - 00:09:25ضَ

فانه يتبين لها له مدى عظيم امر النية. فان هذه الاعمال المذكورة في الحديث هي هي من اكبر الاعمال التعبدية. وكان الواجب ان ينتفع بها صاحبها الى اعلى الدرجات. الا انها خسفت بصاحبها في اسفل سافلين. فكيف هذا؟ انه بسبب فساد البواطن والبواعث - 00:09:45ضَ

النيات على فعلها هو الذي اوجب له ذلك. والا فلو كانت هذه الاعمال الطيبة الكبيرة مقرونة بنية خالصة فناهيك عن الخير الذي سيكون لصاحبها لكن لما تخلفت النية عنها صارت شؤما ووبالا وعذابا وعقوبة على فاعلها. فلو تدبر العبد هذه العقوبة وغيرها - 00:10:05ضَ

من العقوبات الواردة في شأن الرياء لكفى بها زاجرة. والمهم الذي اريد قوله هنا هو ان من دواعي الاخلاص واسبابه تذكير النفس الرياء ومغبته. الامر الخامس او الباعث الخامس تنبيه النفس واقناعها دائما بان الخلق عن بكرة ابيه - 00:10:25ضَ

هم لا يملكون لها نفعا ولا ضرا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا ولا قنطيرا ولا قطميرا. ولن ينفعها مدحهم وان الى يوم القيامة ان كان الله غاضبا عليها. ولن يضرهم ولن يضرها ذمهم لها وان ذموها الى يوم القيامة - 00:10:45ضَ

ان كان الله تعالى راضيا عنها. فالخلق ليس بيدهم شيء. فكيف يقبل القلب على مرائتهم بالعمل؟ تحسبا لنفعهم من مدح او وشهرة وهم لا يملكون هذا فلا بد اذا ايها الاحباب من قطع القلب عن النظر الى الخلق. اقنع نفسك دائما انهم ليسوا بشيء - 00:11:05ضَ

فلا يملكون لك ثوابا ولا عقابا ولا جنة ولا نارا. فلماذا اراقب الخلق في اعمالي؟ فهذا الامر من انفع ما يكون في قطع تصنعي بالاعمال للناس لان العبد لم يراقب الناس في العمل الا رجاء شيء منهم اما جلب منفعة له او دفع مضرة عنه فاذا - 00:11:25ضَ

اذا كان العبد جازما بان الله تعالى وحده هو المالك للنفع والضر والثواب والعقاب. وان المخلوقين لا يملكون من ذلك شيئا فلا يمكن ابدا ان يلتفت القلب لاحد منهم وانما سيكون سابحا في طلب مرضاة ربه جل وعلا. ومراقبا له وحده وهذا - 00:11:45ضَ

هو حقيقة الاخلاص؟ السبب السادس من اسباب بواعث الاخلاص في القلب ان يعلم العبد علم اليقين بان الجزاء والحساب يوم القيامة لا يكون على الدعاوى وانما يكون على حقائق الاعمال. بالنظر الى بواطنها والبواعث عليها. فالحساب يوم - 00:12:05ضَ

قيامتي على السرائر والظواهر تبع لها. كما قال تعالى يوم تبلى السرائر. فالاحكام في الدنيا على الظواهر والسرائر تبع لنا واما في الاخرة فهو بالعكس فالحساب يوم القيامة لن يكون على دعواك بانك قد صليت او زكيت او حججت او او اعتمرت - 00:12:25ضَ

او بررت والديك او تصدقت او صمت ونحو هذه الدعاوى لا لن يكون الحساب على هذا في بادئ الامر. فالامر اعظم واشد من ذلك لان هذا اليوم هو يوم فضيحة الباطن. فالحساب لن يكون على ما اظهرته من العمل وتصنعت به للناس. بل سيكون على نيتك - 00:12:45ضَ

في هذه الاعمال والسريرة التي دفعتك للعمل. فاعد للسؤال جوابا وللجواب صوابا. فلو ان العبد تذكر هذا العمل وفي اثناء العمل وحال هجوم داعي الرياء عليه لكان الحال تغيرت والقلوب صفت من هذه القذارة. اعني قذارة الرياء - 00:13:05ضَ

والتصنع للخلق. ومن اسباب بواعث الاخلاص ايضا وهو السبب السابع ان يقبل العبد على التعرف على الله جل وعلا بمقتضى اسمائه وصفاته. فان ذلك يورث رجاءه وحده وخوفه وحده. فان من عرف الله تعالى عرف - 00:13:25ضَ

انه المستحق لان يطاع فلا يعصى وان يذكر فلا ينسى. وان يشكر فلا يكفر. وان يوحد بارادة العمل فلا ايشرك معه غيره؟ ولذلك فالعارفون بالله تعالى هم المحققون لمقامات الاخلاص. واما الجاهلون به جل وعلا فهم - 00:13:45ضَ

مقبلون على تصحيح ظواهر الاعمال لارظاء الناس فقط. فمن اراد الاخلاص حقا فليتعرف على الله جل وعلا بمقتضى دراسة العقيدة على منهج سلف الامة. السبب الثامن من اسباب بواعيث الاخلاص الحرص الكامل على اخفاء - 00:14:05ضَ

الاعمال ما استطعت الى ذلك سبيلا. واعني بها تلك النوافل التي ليس من السنة فعلها في الجماعة. فعلى العبد الحريص على اعماله ان تكون اعماله التطوعية في السر لا في العلانية. فتكون نوافله القبلية والبعدية في البيت ما استطاع الى ذلك سبيلا - 00:14:25ضَ

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم افضل صلاة المرء في بيته الا المكتوبة. وقيام الليل كذلك يكون في الخفاء بعيدا عن عن الاعين وكذلك صيام التطوع يكون في الخفاء ولا يدري عنه احد. وكذلك الذكر في الصباح والمساء ايضا يكون في الخفاء بينك - 00:14:45ضَ

وبين نفسك بلا جهل به وهكذا في سائر الاعمال التطوعية. فان هذا ادعى للاخلاص وابعد عن الرياء. وهكذا كان ابو سلف الامة كما سيأتينا شيء من صور حرصهم على تحقيق الاخلاص ان شاء الله تعالى. السبب التاسع من اسباب بواعث الاخلاص في - 00:15:05ضَ

القلب المجاهدة والمدافعة والصبر واحتساب الاجر في ذلك. فان النفس تحتاج الى مجاهدة. والنية تحتاج الى مدافعة ومصابرة واحتساب اجر فان الله تعالى يقول والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا واعظم المجاهدة - 00:15:25ضَ

مجاهدة الشيطان وما يلقيه على القلب والروح من النوايا الفاسدة والبواعث الخبيثة. اعظم المجاهدة مجاهدة النفس الامارة بالسوء ومجاهدة الهوى فامامك اعداؤ كثر امامك ابليس وامامك الدنيا وامامك نفسك والهوى - 00:15:45ضَ

ولابد من اعداد العدة والحذر الكامل والمواجهة القوية والصبر والمصابرة والاستعانة بالله تعالى. ومن صدق مع الله الله تعالى فلن يخذله الله ابدا ولن يخيبه مطلقا. ومن التجأ الى الله فلن يسلمه لعدوه والله المستعان. السبب العاشر - 00:16:05ضَ

من اسباب بواعث الاخلاص في القلب الحرص على الاطلاع التام على سير سلف هذه الامة من الصحابة والتابعين وتابعين وائمة الهدى كيف كانوا يحرصون على تحقيق الاخلاص؟ وكيف كانوا يعانون في تحقيقه الامور الصعاب والمشقة - 00:16:25ضَ

كبيرة فانهم خير سلف خير سلف لامتهم. فعلى العبد ان يقرأ ما دونه العلماء في ذلك. لعله ان يقتدي بهم وان كونوا خير اسوة لهم في تحقيق مراتب الاخلاص والتقوى. فان من عاش مع سلف الامة فانه سيفوز بما فازوا من المراتب العليا - 00:16:45ضَ

والمنازل السامية فهذه بعض الامور المعينة على الاخلاص لعلنا نتذكرها دائما في اعمالنا. وتتمة لهذه المحاضرة وفيما تبقى من هذه الدقائق نذكر لكم ايها الاحبة شيئا من سير واقوال سلف - 00:17:05ضَ

امتي في مسألة الاخلاص والحرص على تصحيح سير العمل الى الله جل وعلا. فهذا الزبير بن العوام رضي الله تعالى عنه يقول من استطاع ان تكون له خبيئة من عمل صالح فليفعل. يوصي رضي الله تعالى عنه وارضاه ان يحرص - 00:17:25ضَ

مسلم على ان تكون له خبيئة من عمل صالح خبيئة يعني مستخفيا بالعمل لا يطلع عليها احد. وعن ابي العالية الله تعالى قال قال لي اصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا تعمل لغير الله فيكلك الله الى من - 00:17:45ضَ

قلت له وسئل حمدون القصار رحمه الله تعالى ما بال كلام السلف انفع من كلامنا؟ فقال رحمه الله لانهم تكلموا لعز الاسلام ورضى الرحمن. يعني تكلموا بنية صادقة واخلاص كامل. ونحن نتكلم - 00:18:05ضَ

في عز النفوس وطلب الدنيا ورضا الخلق. فاذا ما حصلت البركة في كلام السلف الا لانه كلام نابع عن اخلاص. لارادة وجه الله ورضاه والدار الاخرة. واما كثير من المتأخرين في هذا الزمان فكلامهم كثير لكن لا بركة فيه. لماذا؟ لانهم ما ارادوا بكلامهم الا عزا - 00:18:25ضَ

النفوس وطلب الدنيا ورضا الخلق وعن بديل العقيلي رحمه الله تعالى قال من اراد بعمله وجه الله اقبل الله بوجهه واقبل بقلوب العباد اليه. ومن عمل لغير الله تعالى صرف الله عنه وجهه وصرف قلوب العباد عنه - 00:18:45ضَ

وقال محمد بن القاسم رحمه الله تعالى صحبت محمد بن اسلم فلم اره يصلي ركعتين الا يوم الجمعة يعني قصدها النافلة. يقول فلم اره يصلي ركعتين نافلة الا يوم الجمعة. وسمعته كذا وكذا مرة يحلف ويقول لو - 00:19:05ضَ

قدرت ان اتطوع حيث لا يراني ملكاي لفعلت. يعني انه ان الناس قد استخفى عنهم ولكنه كان يتمنى الا يرائي حتى الملائكة يقول لو انني استطيع ان اختبئ في مكان لا يراي ملكاي اللذان يكتبان آآ الحسنات والسيئات لفعلت - 00:19:25ضَ

كل ذلك من باب تحقيق الاخلاص والحرص على عدم اظهار العمل. آآ وكان رحمه الله تعالى يدخل بيتا محمد ابن اسلم وهو من سادات سلف الامة وائمتها في الاخلاص والعبادة والزهد والورع. يقول وكان رحمه الله يدخل بيتا ويغلق عليه الباب - 00:19:45ضَ

يصلي ويبكي ولا ندري ماذا يصنع في هذا البيت. يعني يغلق عليه الباب ولا يسمع الناس له بكاء ولا ولا يرون له صلاة ولا يدرون ما الذي يصنعه في هذا البيت؟ يقولون حتى سمعنا ابنا له صغيرا يحكي بكاءه. يعني يبكي كمثل بكائه فعرفوا انه يبكي من خشية - 00:20:05ضَ

الله جل وعلا. وكان رحمه الله تعالى اذا اراد ان يخرج بعد طول القيام وطول البكاء والسهر حرص على غسل وجهه وتبديل ثيابه وان يكتحل حتى لا يرى حتى لا يرى عليه احد طول السهر واحمرار العين بالبكاء. الله اكبر هكذا - 00:20:25ضَ

كان سلف الامة وائمتها فلذلك بلغوا ظربوا اروع المثل في مسألة الاخلاص. وقال الحسن رحمه الله تعالى ادركت اقواما ما كان احدهم يستطيع ان يعمل عملا فيعلنه. لانهم علموا ان احرز العملين من الشيطان عمل السر. الشيطان - 00:20:45ضَ

احرصوا على افساد الاعمال الظاهرة. واما افساد الاعمال الباطنة فان الشيطان لا يستطيع افساد نية صاحبها. لانه مستخف بها عن اعين الناس لا مدخل للشيطان في افساد النية. ويقول وعن الحسن رضي الله عنه قال ان كان الرجل ليجلس المجلس فتجيئه عبرة - 00:21:05ضَ

فيردها يعني تعلو قلبه قلبه الخشية من الله جل وعلا في هذا في مجلس الذكر فتسبقه عبرته. يقول فيردها حتى لا يرى الناس هذه الدمعة تنزل من عينه فيحصل الرياء. فاذا خشي ان تسبقه يعني تغلبه وتخرج ولا يستطيع ان يدفعها. قام من المجلس حتى - 00:21:25ضَ

لا يرى الناس هذه الدمعة. وكان بعض السلف رحمهم الله تعالى اذا دخل عليهم احد وهم يقرأون القرآن من المصحف. بادروا بتغطية صحابي في ثيابهم واخفائه عن عين الداخل. وعن نصير رحمه الله تعالى قال ما تطوع الربيع بن خثيم في مسجد الحي - 00:21:45ضَ

الا مرة واحدة وهو من سادات السلف. يعني ان تطوعه قبل الصلاة وبعده كله كان في بيته تحسبا وتحريا الاخلاص في العمل. وكان بعض السلف رحمهم الله تعالى يبكون على فراش النوم ان عرض لهم شيء يبكيهم من - 00:22:05ضَ

تأمل او خاطرة فتبتل الوسائد فلا تدري زوجة احدهم عن بكائه لانها لا تسمع له لا شهقة ولا عبرة وهي بجواره كل ذلك من باب الاخلاص واخفاء الاعمال. واتى ابو امامة رضي الله تعالى عنه الى المسجد يوما من الايام. فرأى - 00:22:25ضَ

رجلا يبكي وهو ساجد فضربه في قدميه وقال انت انت لو كان هذا في بيتك يعني كونك تبكي وتظهر عبرتك في المسجد امام الناس هذا قد يستطيعه كل احد. فوصاه الا يكون ذلك امام الناس بل قال لو كان هذا في بيتك لكان ادعى لان تصدق نيتك - 00:22:45ضَ

وافق باطنك مع ظاهرك. وكان ابو العالية رحمه الله تعالى قد تعلم القراءة فاتقنها والكتابة فاتقنها وما علم اهله الذين يعيش بينهم وما رأوا في ثيابه حبرا ولا في اصابعه حبرا. كل ذلك من باب الاخلاص في طلب في طلب العلم - 00:23:05ضَ

لله جل وعلا. وقال الربيع بن خثيم رحمه الله تعالى. كل عمل لا يراد به وجه الله فانه يضمحل يعني يعني يظمر ويضعف وينتهي ويتلاشى. وكان ابن ابي ليلى رحمه الله يصلي من الليل. فاذا دخل عليه - 00:23:25ضَ

الداخل فجأة نام على فراشه يوهمه بانه كان نائما. قال الذهبي رحمه الله تعالى ينبغي للعالم بان يتكلم بحسن نية وقصد. فان اعجبه كلامه فليصمت. فان اعجبه صمته فليتكلم. ولا - 00:23:45ضَ

لا يفتر عن محاسبة عن محاسبة نفسه فان النفس تحب الظهور. وقال احمد رحمه الله تعالى الامام احمد بن حنبل رحمه الله رفع ابن المبارك الا بخبيئة كانت له. وابنه يعني يعني الامام احمد رحمه الله يثبت ان ابن المبارك لم يبلغ هذه الدرجات العليا في - 00:24:05ضَ

العلم وهذه الدرجات العليا في الفهم وفي وفي علو المنزلة الا بعمل كان يخفيه بينه وبين الله لا يدري عنه احد. وكان بعض السلف رحمهم هم الله تعالى يخفون الصدقة على الفقير. فكانوا لا يخرجونها الا في الليل. ويضعونها عند باب الفقير - 00:24:25ضَ

ويعرضون فلا يدري الفقير من ذا جاء بهذه الصدقة حتى يموت احدهم فتنقطع الصدقة في علم انها في علم انها من انا ابن فلان. وكانوا رحمهم الله تعالى يكرهون المدح. ويكرهون الثناء اشد من كل شيء. فلا يرظون ان يمدحهم احد في مجالسهم - 00:24:45ضَ

وكانوا ينهون عن ذلك اشد النهي. وقال الفضيل ابن عياض رحمه الله تعالى من استوحش من الوحدة واستأنس بالناس لم يسلم من الرياء. يعني يندبنا الفضيل ابن عياض الى ملازمة الوحدة في الاعمال. يعني الى الاستخفاء بالاعمال - 00:25:05ضَ

من استخف من استوحش من الاستخفاء بالعمل فان هذا لخلل وفساد في قلبه فلا بد ان يقع في الرياء والتصنع للخلق. وكان الحسن رحمه الله الله تعالى يعظ الناس مرة فانتحب رجل من الحاظرين يعني بكى رجل وارتفع صوته فالتفت اليه الحسن - 00:25:25ضَ

وقال له اما والله ليسألنك الله عن هذا ماذا اردت به؟ يعني سيسألك الله عن هذه الدموع وهذا الانتحاب الذي اظهرته امام الناس ما الذي قصدت ونويت به؟ قال الامام احمد رحمه الله تعالى آآ احب لكل من عمل عملا - 00:25:45ضَ

من صلاة او صيام او صدقة او اي نوع من انواع البر ان تكون النية متقدمة في ذلك في ذلك العمل. وسئل الامام احمد رحمه الله تعالى كيف يعالج العبد نيته؟ فقال اذا اراد عملا الا يريد به وجه الناس. وقد - 00:26:05ضَ

وقد صنف الامام ابو بكر بن ابي الدنيا رحمه الله مصنفا سماه كتاب الاخلاص والرياء. وقال يحيى ابن كثير ابن ابي كثير رحمه الله تعلموا النية فان النية ابلغ من العمل. وعن زبيد اليامي رحمه الله تعالى قال اني - 00:26:25ضَ

ان تكون لي نية في كل شيء حتى في الطعام والشراب. وعنه انه قال انوي في كل شيء الخير حتى قروجك الى الكناسة يعني الى الى المكان الذي تقضى فيه الحاجة حتى يعني يندبنا الا الا نترك النية في كل فعل من - 00:26:45ضَ

اهلنا ويقول داود الطائي رحمه الله تعالى رأيت الخير كله يجمعه حسن النية وكفاه به خيرا وان لم ينصب. يعني وان لم يزدد في العمل فحسن النية كاف عن زيادة العمل والتكفير منه. وقال رضي الله - 00:27:05ضَ

تعالى عنه وارضاه البر همة التقي ولو تعلقت جميع جوارحه بحب الدنيا لردته نيته يوما الى اصله الطيب قال سفيان الثوري رحمه الله تعالى مبينا عظمة مجاهدة النية وانها تحتاج الى صبر ومدافعة. قال ما عالجت شيئا اشد - 00:27:25ضَ

علي من نيتي لانها تتقلب علي. وقال يوسف بن اسباط رحمه الله تعالى تخليص النية من فسادها اشد على العالمين من طول الاجتهاد. يعني ان الانسان قد يستطيع تصحيح المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم لانها عمل ظاهر. واما تخليص النية من - 00:27:45ضَ

الرياء والسمعة وحب الظهور والشهرة فانه من اصعب ما يواجه العبد. لكنه ليس عسيرا لكنه ليس امرا مستحيلا بل هو امر يسير من يسره على من يسره الله عليه. قال بعض السلف رحمه الله من سره ان يكمل له عمله فليحسن نيته - 00:28:05ضَ

من سره ان يكمل له عمله فليحسن نيته فان الله تعالى يأجر العبد اذا حسنت نيته حتى لقمة يعني حتى اللقمة يضعها في فمه اذا كانت نيته في وضعها في فمه حسنة اجره الله جل وعلا عليها. يقول ابن المبارك رحمه الله - 00:28:25ضَ

تعالى رب عمل صغير تعظمه النية ورب عمل كبير تصغره النية. فظواهر الاعمال ليست بمهمة عند الشرع وانما المقصود هو البواعث والنيات والمقاصد في هذا العمل. قال ابن عجلان رحمه الله تعالى لا يصلح - 00:28:45ضَ

العمل الا بثلاث. التقوى لله. والنية الحسنة والاصابة. والمراد بالاصابة يعني المتابعة بالنية الحسنة يعني الاخلاص الى الله جل وعلا. يقول الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى آآ انما يريد الله عز وجل منك - 00:29:05ضَ

امكانيتك وارادتك. يعني ان النية والارادة هي اول محط نظر الرب جل وعلا من العبد. فالاعمال بين العباد لا تتفاضل الظاهرية بل تتفاضل عند الله جل وعلا بنيات اصحابها وبواعثهم. فلرب رجلين يصليان في وقت يصليان صلاة الظهر في وقت - 00:29:25ضَ

واحد متجاورين فهذا ترتفع صلاته لها نور لا تقف الا تحت العرش. وهذا تلف كما يلف الثوب الخلق ثم ترمى في وجهه فعل الظاهري واحد لم يختلف ولكن النية والباعث هو الذي صحح عمل هذا وابطل عمل هذا. قال الامام الفضيل رحمه الله - 00:29:45ضَ

الا في قول الله جل وعلا ليبلوكم ايكم احسن عملا؟ قال اخلصه واصوبه. قال اخلصه واصوبه فقيل له يا ابا علي ما اخلصه واصوبه؟ فقال ان العمل اذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل. واذا كان صوابا ولم يكن - 00:30:05ضَ

خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا صوابا. والخالص ما كان لله عز وجل والصواب ما كان على السنة فهذه نماذج من سير سلف الامة وائمتها في شدة حرصهم واهتمامهم الكبير على - 00:30:25ضَ

مسألة على مسألة السنة على مسألة النية والباعد والقصد. فكان السلف رحمهم الله تعالى حريصين اشد الحرص على تصحيح النية. والا تكون نيته الا لله تعالى فكانوا لا يقولون قولا ولا يعملون عملا الا بعد استحضار نيته. فجعلت البركة في اقوالهم واعمالهم واعمالهم - 00:30:45ضَ

فقدت اقوالهم نورا يستضاء بها في الظلمات. وحكما تسير بها الركبان وتأنس بها القلوب والارواح. وصارت اعمالهم مثلا يقتدى به يقتدي بها من بعدهم. فضربوا اروع الامثلة في الاعمال لانهم قبل ذلك ظربوا اروع الامثلة في تحقيق نياتها - 00:31:05ضَ

وتصحيحها. فلم يكن السلف رحمهم الله تعالى يوقعون العمل كيفما اتفق لا وانما كانت اعمالهم صادرة عن نيات تنبعث من القلوب وبالزكية الصافية التي امتلأت خشية وايمانا وتقوى. وتضلعت من علوم الكتاب والسنة. وهذا هو الفيصل بيننا وبين القوم. فان الصيام هو - 00:31:25ضَ

صيام في الصورة والظاهر ولكن القلوب والبواعظ تختلف. والصلاة هي الصلاة في الظاهر ولكن القلوب والبواعث تختلف. وهكذا في سائر اهل البر فالنية اجرها عظيم. وخطر فسادها جسيم. فالله الله ايها الاخوان في تصحيحها. والله الله ايها الاحبة المباركون في مراقبتها - 00:31:45ضَ

وعدم الغفلة عنها ويوضح هذا ان الحساب كما ذكرنا ان الحساب يوم القيامة انما يكون على السرائر. فالاعمال كالجسد والنية ولا خير في جسد بلا روح والاعمال صور والنيات حقائق ولا خير في صورة بلا حقيقة والاعمال فروع والنية - 00:32:05ضَ

اصول وجذور ولا يستقيم الفرع بلا اصل ولا جذر. ولذلك فاننا نستثقل التعبدات آآ في كثير من احياننا لاننا لم احضر نية التعبد فيها بارك الله لنا ولكم فيما نقول ونسمع ونسأله جل وعلا ان يرزقنا الاخلاص في الاقوال والاعمال وان يحشرنا مع المخلصين - 00:32:25ضَ

صادقين في اعمالهم واقوالهم وان يجعل ظواهرنا كبواطننا وبواطننا كظواهرنا ونعوذ به جل وعلا من الرياء والسمعة والشهرة واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم - 00:32:45ضَ

جزى الله خيرا الشيخ على ما قدم ونبقى مع الاسئلة هذا سائل يقول بارك الله فيكم هل نشاط العبد بالعبادة عند رؤية العابدين يعد من الرياء هذا امر فيه تفصيل اذا كان سبب هذا النشاط هو الاقتداء - 00:33:05ضَ

اذا كان سبب هذا النشاط هو الاقتداء والتعاون على البر والتقوى فهذا ليس من الرياء. فهذا ليس من الرياء. ولذلك ولذلك شرع الله جل وعلا صلاة صلاة الفريضة جماعة في المسجد ليعين بعضهم بعضا ويقتدي بعضهم ببعض ويساعد بعضهم بعضا ويوجه بعضهم بعضا وينشط بعضهم اذا - 00:33:25ضَ

رأى بعضا. فاذا كان هذا النشاط الذي اتاك انما مبدأه التعاون على البر والاقتداء في الخير فهذا ليس من الرياء بل هو امر محمود لا حرج فيه واما اذا كان الباعث في قلبك على العمل انما هو التصنع والمراءات وارادة المدح والثناء فهذا هو الذي تكلمنا عن - 00:33:45ضَ

عن التحذير منه قبل قليل فالامر لا يؤخذ بالجواز مطلقا ولا بالمنع مطلقا ولا بالمدح مطلقا ولا بالذم مطلقا وانما الامر موقوف على الاستفصال فان كان الباعث هو آآ الاقتداء الحسن لان النفس تنشط اذا رأت من يتعبد فتعبد الله جل وعلا معهم لانهم يعبدون الله - 00:34:05ضَ

فهذا امر طيب ولذلك في حديث الذي قتل تسعة وتسعين نفسا وكملهم بالمئة قال له العالم ولكن انطلق الى ارض كذا وكذا فان بها قوما يعبدون يريدون الله فاعبد الله معهم. فالمراد انه ينشط ويثبت اذا رأى العابدين. واما اذا كان هذا الحماس الذي اتاك في العبادة. وهذا التعبد - 00:34:25ضَ

الذي فعلته انما مبدأه مراعاة الناس وانما مبدأه حب المدح منهم والثناء عليك فان هذا هو الذي حذر منه سلف الامة وهو وهو الذي يسمونه الرياء والشهرة. نعوذ بالله من هذه النية ونعوذ بالله من هذا القصد. وهذا سائل يسأل ويقول ورد ان - 00:34:45ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم كان من دعائه في السفر قوله استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. فهل هذا الدعاء خاص بالسفر فقط؟ ام في اي حال للاستوداع؟ والله انا لا اعلم هذا الدعاء بهذه الصيغة الا اذا اراد الانسان سفرا. لانه لم يثبت عن النبي - 00:35:05ضَ

صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم انه كان يقول ذلك الا عند ارادة السفر. فاذا اراد احدهم سفرا قال له ذلك استودع الله دينك وامانتك وخواتيمك فيما عملك او كما قال النبي صلى الله عليه وسلم. ولكن من المعلوم ان استيداع الله جل وعلا قسمان استيداع مطلق واستيداع مقيد. فالعبد اذا لم - 00:35:25ضَ

فاذا فالعبد اذا لم يكلأه الله بعنايته ورعايته ضل وهلك وخسر واصابه البوار. فان العبد يحتاج الى الله جل وعلا في كل حالاته في كل اقواله في كل في كل تصرفاته فهذا يسمونه الاستيداع المطلق. فاذا قلت للعبد استودعك الله - 00:35:45ضَ

والمقصود به الاستيداع المطلق فان هذا امر مطلوب للمسافر وغير المسافر. فكلنا ونحن في بيوتنا وعلى فروشنا وفي غرف نومنا وفي وبين اهلنا نحتاج ان ان نكون ممن كلأهم الله بعنايته ممن كلأهم الله برعايته ممن كلأهم الله - 00:36:05ضَ

حفظه ونصرته ممن كلأهم الله جل وعلا بحسن بحسن آآ بحسن الرزق وبحسن الحفظ وغير ذلك. فكلنا الى ان نكون مودعين من قبل الله جل وعلا. واما الاستيداع الخاص المقيد فهو الدعاء الذي ندعو به للمسافر اذا سافر فانه يحتاج الى زيادة - 00:36:25ضَ

يحتاج الى زيادة يعني ان ان ان نستودع ان نستودع الله دينه الذي يحمله في قلبه ونستودع امانته. لان الانسان في السفر قد اه يعني اذا اذا اذا انفلت الانسان من روابط الاسرة ومن روابط البلد ومن روابط الحسب والنسب وذهب الى بلاد لا يعرفها. فلربما يتجرأ على شيء - 00:36:45ضَ

من الذنوب والمعاصي ويخف ايمانه وتضعف امانته فيحتاج الى استيداع زائد غير استيداع غير الاستيداع العام. فالاستيداع العام يدعى به لكل احد لان العبد مفتقر الى الله في كل حالاته كما قال السلف العبد مفتقر الى الله لافتقار الذاتي كما ان الله هو الغني عن عباده - 00:37:05ضَ

الغنى الذاتي. فنحن مفتقرون في اكلنا الى الله وفي شربنا الى الله وفي حفظنا الى الله وفي كلأتنا الى الله. ولذلك الله جل وعلا هو الذي يكلؤنا بالليل والنهار. قل - 00:37:25ضَ

من يكلأكم بالليل والنهار من الرحمن فهذا هو الاستدعاء. ولكن المسافر يحتاج الى استيداع زائد يحتاج الى استيداع مقيد وهو الاستيداع الخاص. فاذا الاستيداع العام يدعى به لكل احد واما الاستيداع الخاص فانه يخص به المسافر. وهذا سائل يقول - 00:37:35ضَ

ما هو حكم العمل في مقهى الانترنت؟ هل هو حلال ام حرام؟ اه ان العمل في هذه المقاهي لا يعطى حكما عاما من لا بالمنع ولا ولا بالمنع ولا بالجواز ولا بالمدح ولا بالذم وانما هذا يختلف باختلاف حال هذا المقهى والعمل الذي يقوم - 00:37:55ضَ

به. فاذا كانت اعماله لا تشتمل على شيء من المحرمات ولا المفاسد الخالصة او الراجحة. فانه حينئذ يكون العمل فيه جائزا. اذا كان مثلا هذا المقهى لا يدخل آآ الا على المواقع الطيبة الاسلامية او المواقع المباحة كالمواقع التي يكون فيها تعليم الطبخ مثلا للنساء - 00:38:15ضَ

او تعليم فن القيادة للرجال مثلا او تعليم الصنائع للرجال التي التي هي جائزة في ذاتها فالعمل في هذا المقهى جائز طيب ولا حرج فيه. واما اذا كان هذا المقهى يشتمل على على عرظ امور محرمة. ويشتمل على التمكين من الدخول في المواقع الاباحية الممنوعة - 00:38:35ضَ

شرعا فلا جرم ان العمل فيه محرم. لان القاعدة تقول ان وسائل الحرام حرام. والقاعدة تقول انما افضى الى الممنوع ممنوع والقاعدة تقول ان ما حرم بالكل حرم بالجزء. فاذا فاذا وكذلك يقول الله جل وعلا قبل ذلك - 00:38:55ضَ

على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان. ولذلك حرم السلف رحمهم الله تعالى بيع السلاح في الفتنة لانه اعانة على قتل النفس وحرم العلماء بيع البيض لمن يلعبون القمار لانه اعانة لهم على بيع القمار. وحرم العلماء رحمهم الله - 00:39:15ضَ

البيع بعد نداء الجمعة الثاني لانه مشغل عن الطاعة. فاذا كل وسيلة تفظي الى الممنوع حالا او مآلا فانها ممنوعة العمل في مقاهي الانترنت يختلف باختلاف ما يعرض فيها وما يتمكن الرواد من عرضه فيها. فان كان لا يعرض فيها ولا يمكن الزائر لها - 00:39:35ضَ

الا في عرظ المواقع الطيبة التي تعين على احقاق الحق وابطال الباطل او تعليم الصنائع المباحة فان هذا امر لا حرج فيه العمل فيه لا بأس به لا بأس به. واما اذا كان هذا المقهى يشتمل على امور محرمة. فانه لا يجوز لان المتقرر عند العلماء انه لا يجوز التعاون على الاثم - 00:39:55ضَ

العدوان والله اعلم. وهذا يقول نريد توضيح يا شيخ بارك الله فيكم الفرق بين الرياء وبين التحدث بنعمة الله في قوله تعالى فاما بنعمة ربك فحدث. الفرق بينهما امر يعود الى قلب المتكلم. الفرق بينهما امر - 00:40:15ضَ

الى قلب المتكلم. فان كان يقصد بهذا التحدث ان يكون فان كان الباعث له على هذا التحدث اظهار شكر الله جل وعلا على هذه النعمة فهذا امر مطلوب. هنا مثلا يأتيه ولد او مثلا يصلي او مثلا يزكي او مثلا يتصدق ثم يريد ان - 00:40:35ضَ

ان يتكلم بهذا الامر حثا للقلوب على شكر الله جل وعلا واظهارا لفضله وعظيم الثناء عليه جل وعلا وحمده وشكره. فهذا امر طيب. فهو لا يريد بهذا الاظهار ان فهو لا يريد بهذا الاظهار مدحا ولا ثناء يرجع له. هو لا يريد باظهار النعمة والتحدث بها حمدا ولا - 00:40:55ضَ

ولا شكرا يرجع له وانما يريد الحمد ان يكون كله لله وان يكون الثناء كله لله وان يكون الشكر كله لله جل وعلا. فمن فمن ان تحدث بشيء من نعم الله عليه كزيادة في علم او حفظ متن او غير ذلك من انواع البر التي قام بها فتحدث بها. فان كان يريد بها - 00:41:15ضَ

هذا التحدث ان يشكر الله وان يحمد الله وان يثنى على الله جل وعلا بما هو اهله فهذا امر طيب وهو داخل في قوله واما بنعمة ربك فحدث واما ان كان يقصد به مدحا يرجع اليه. وثناء يرجع له هو في ذاته. وشهرة يشتهر بها فان هذا امر لا يجوز - 00:41:35ضَ

انه من التصنع للخلق واظهار واظهار الرياء. فالامر يرجع الى الباعث له على الحديث. فان كان الحديث فان كان الباعث له على ذلك كاظهار فضل الله عليه حتى يشكر الله ويثنى عليه ويحمد فهذا امر لا حرج فيه وهو امر مأمور به شرعا وهو من شكر اللسان. واما اذا كان المقصود باظهار - 00:41:55ضَ

نعمتي يعني اياكي اعني واسمعي يا جارة. يعني امدحوني. يعني امدحوني او اثنوا علي فان هذا امر لا يجوز وهو من الرياء. وكما قال العلماء رحمهم الله تعالى صاحب الدار ادرى بما فيه. انت يا صاحب القلب وصاحب الحديث ادرى بما قام في قلبك - 00:42:15ضَ

من المقاصد والبواعظ هذا هو التفصيل الذي تتخرج عليه هذه المسألة. اخر سؤال في هذه المحاضرة يقول شخص تعود على صيام الاثنين والخميس. لكن احيانا لا يصومهما حتى لا تكون عادة ويخاف من الرياء. فهل هذا العمل صحيح او لا - 00:42:35ضَ

اه هنا مزلقان خطيران ينبغي التنبه لهما. المزلق الاول هو الاظهار هو العمل من اجل الناس. والمزلق ان ترك العمل من اجل الناس. فينبغي للانسان الا يعمل للناس ولا ان يترك العمل من اجل الناس. فاذا كان العمل مشروعا في ذاته كصيام - 00:42:55ضَ

صيام الاثنين والخميس. فعلى العبد امرين. الامر الاول ان ان يحاول المحاولة الكاملة ان يستخفي بهذا العمل وان لا يظهره امام احد والا لاحد كائنا من كان. بل لو استطاع ان يخفي هذا الامر حتى عن زوجته او عن اولاده فهو امر طيب. لكن المشكلة عاد من اللي بيصلح له الفطور - 00:43:15ضَ

وين بروح يشتري فطور منه والناس ما يفطرون للمغرب. فالمهم انه اذا يعني ان يحاول المحاولة الكاملة ان يستخفي بهذا العمل. لكن لا ينبغي له وترك هذا العمل من اجل خوف وقوعه في الرياء لان هذا ترك للعمل المشروع من اجل الناس. فالعبد لا يجوز له ان يعمى ان ينشئ العمل - 00:43:35ضَ

مراعاة للناس ولا ان يترك العمل من اجل الناس. وهذا هو المراد بقول سلف الامة وائمتها العمل من اجل الناس رياء وترك العمل من لاجل الناس شرك يعني انه رياء ايضا يعني ولذلك يقول بعض السلف احذروا الريائين فسئل عنهما فقال الرياء الرياء الاول العمل لاجل - 00:43:55ضَ

الناس او ترك العمل لاجل الناس. فعلى العبد ان يجتهد في العمل المشروع وان يبادر به وان يستخفي به وان لا يكون الباعث له على هذا الا ارادة الله والدار الاخرة ثم بعد ذلك عليه ان يستمر على العمل وان يداوم عليه وان يتقي الله في الاستمرار عليه - 00:44:15ضَ

الا ينقطع عنه من اجل نظر احد او من اجل الخوف من الرياء لان الشيطان له دوران مع الانسان لا يبالي بايهما ظفر. اما ان يجعل انك تنشأ العمل للناس فهذا امر طيب عند الشيطان. الامر الثاني ان يقطعك عن العمل من اجل مراة الناس. يعني من اجل من اجل - 00:44:35ضَ

التخويف من الرياء فهو اما ان يرغبك في الرياء فتعمل من اجل الرياء واما ان يخوفك من الرياء تخويفا يمنعك من العمل. فالشيطان له مع الانسان وسدا لهذه الذريعة وقطعا للطريق على الشيطان نقول لا تعمل لاجل الناس ولا تترك العمل من - 00:44:55ضَ

للناس وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ورزقنا واياكم الفقه في دينه والعمل بشريعته واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. الموقع الرسمي لفضيلة الشيخ وليد بن راشد السعيدان. دبليو دبليو دبليو دوت - 00:45:15ضَ

اسعدان - 00:45:35ضَ