تأملات في قصار السور

تأملات في سورة العصر | الشيخ عبد الله السعد

عبدالله السعد

بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين نحمده سبحانه وتعالى ونثني عليه الخير كله نشكره على نعمه كاسرة وافضاله المتتابعة ونسأله المزيد من فضله فنشكره شكرا عظيما وكثيرا وكبيرا وقد تأذن بزيادة لمن شكروا - 00:00:00ضَ

ونصلي ونسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه. والتابعين لهم باحسان الى يوم الدين اما بعد فحكي عن الامام الشافعي رحمه الله تعالى انه قال لو لم ينزل الله عز وجل على - 00:00:25ضَ

عباده الا سورة العصر لوسعتهم او لكفتهم وذلك ان هذه السورة على وجازتها وقلة اياتها قد احتوت على المطالب التي طالب الله عز وجل بها العباد واحتوت على الصفات التي من اتى بها فانه يكون ناديا يوم القيامة. جعلنا الله واياكم منهم. امين. ومن تخلف عنها - 00:00:47ضَ

هذه الصفات فنعوذ بالله يكون خاسرا في يوم القيامة وليس هناك في القرآن سورة اقصر منها الا سورة ماذا يا شيخ واسع الا سورة الكوثر. نعم الله تعالى يقول في مفتتح هذه السورة والعصر - 00:01:23ضَ

فيقسم جل وعلا بالعصر والله تعالى يقسم بما يشاء من مخلوقاته جل وعلا كما اقسم بالضحى والليل اذا سجى و غير ذلك مما اقسم به عز وجل. واما العباد فلا يجوز لهم القسم الا بالله - 00:01:48ضَ

من كان حالفا فلا يحلف الا بالله. فلا يجوز الحلف بغير الله والله تعالى اذا اقسم بشيء يدل على عظم هذا الشيء وشرف هذا الشيء ولا شك ان العصر له - 00:02:12ضَ

آآ اهمية عظمى وله مكانة كبرى. هل هناك يعني لا شك ان الوقت والزمان آآ له واهمية كبرى. الناس يعملون في هذا الوقت وفي هذا الزمان ولذا يعني ليس هناك احد الا ان يشاء الله. الا واذا نزل به الموت يتمنى انه ماذا - 00:02:32ضَ

انه يرجع وان يعطى زيادة من الوقت ان كان صاحب عبادة وطاعة يريد ان يزداد من العبادة والطاعة. وان كان صاحب دنيا يريد ماذا ان يزداد من دنياه ويريد ان يقضي اشغاله - 00:03:00ضَ

وان ينتهي من اعماله فلا شك ان العصر له مكانة عظمى والعصر ان الانسان لفي خسر يخبر الله عز وجل ان جنس الانسان خاسر وقدم الخسارة والعلم عند الله على من - 00:03:21ضَ

ينجو يوم القيامة لان والله اعلم ان اغلب الناس خاسرون في يوم القيامة نعوذ بالله من ذلك وان تطع وان تطع اكسر من في الارض يضلوك عن سبيل الله وقليل ما هم وقليل من عبادي الشكور. وما امن معه الا قليل - 00:03:46ضَ

قيل انهم اثنعش شخص الذين امنوا معه اي مع نوح عليه السلام فلعل لهذه النكتة والعلم عند الله قدمت الخسارة نعوذ بالله من الخسارة والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا - 00:04:12ضَ

هنا ربنا عز وجل بين من يكون ناجيا يوم القيامة جعلنا الله واياكم منهم ووالدينا واهالينا وذوياتنا وهم المتصفون باربع صفات اول هذه الصفات هو الايمان فالايمان هو الاساس الذي تنبني عليه سائر الاعمال - 00:04:36ضَ

وهو القاعدة التي تجعل عليها باقي الطاعات فالايمان هو الاصل. الاصيل والركن الوثيق ومنه تنبثق سائر الاعمال والطاعات وتنبني عليه والمقصود بالايمان كما تعلمون هو الايمان بالله جل وعلا. وما يتفرع عن ذلك - 00:05:04ضَ

نعم والايمان له اوكان وهي التي جاءت في حديث جبريل ان تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الاخر وبالقدر خيره وشوه فله ستة اوكان كما ان له شعب ما هي يا شيخ احمد بن محمد ال علي - 00:05:34ضَ

الشعب كم عددها نعم احسنت اعلاها قول لا اله الا الله وادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياة شعبة من الايمان وكم عددها يا شيخ عوني نعم الامام بضع وستون شعبة او بضع وسبعون شعبة. ولفظ البخاري بظع وستون وهو الاقرب. بظع وستون شعبة - 00:06:00ضَ

نعم هذه الشعب اول ما يدخل فيها الاو كان وغير ذلك. ولذا ادناها اماطة الاذى عن الطريق والحياء من شعب الايمان واماطة الاذى عن الطريق والحياة ليست من اوكان الايمان - 00:06:34ضَ

فكل شعبة فهي ركن ولا كل ركن فهو شعبة. كل ركن فهو شعبة وليس العكس ليس كل شعبة هي ركن بينما كن وكن فهو شعبة نعم ولعله والله اعلم والرسول عليه الصلاة والسلام لم يذكر هذه - 00:06:58ضَ

الشعب وانما جاءت مفوقة في الايات والاحاديث. ولذا يقول ابو حاتم ابن حبان البستي يقول نظرت في فاستخرجت شعب الايمان ونظرت في السنة فاستخرجت شعب السنة وجمعت شعب الايمان التي جاءت في القرآن والتي جاءت في السنة وحذفت المتكرر فبلغ تسعة وسبعين - 00:07:24ضَ

شعبة بلغ تسعة وسبعين شعبة يا ايها الاخوان الايمان يعني ينبغي علينا ان ننتبه اليه في اكثر من عمر الامر الاول هو ايجاده وبحمد الله قد فطر الله عز وجل عباده على الايمان به - 00:07:51ضَ

في الصحيحين من حديث ابي هريرة ما من مولود الا ويولد على الفطرة. قال الله تعالى فطرة الناس آآ فطرة الله التي فطر الناس عليها. لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم - 00:08:15ضَ

فالانسان بحمد الله مفطور على الايمان. هذا واحد. الامر الثاني ان الانسان عليه ان يسعى الى ان يزداد هذا الايمان عليه ان يسعى الى زيادة هذا الايمان وزيادة هذا الايمان بالطاعات والعبادات - 00:08:32ضَ

يزداد هذا الايمان وينمو وبالتفكر ولذا عند هناد بن السري في كتابه الزهد باسناد صحيح عن ام الدرداء. تقول ان غالب انه غالب عبادة ابي تبدأ لعل الشيخ عبدالله الثنيان ينتبه - 00:08:50ضَ

تقول ان غالب عبادة ابي الدرداء رضي الله تعالى عنه هو التفكر ان في خلق السماوات والارض واختلاف الليل والنهار مازا قبل الاية لاولي الالباب الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم. ويتفكرون - 00:09:08ضَ

في خلق السماوات والارض. ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك. فقنا عذاب النار. فالتفكر يا ايها الاخوان يؤدي كزيادة الايمان كما ان الاعمال الصالحة تؤدي الى زيادة الايمان. فنحن بحاجة ماسة الى ان نقوي هذا الايمان - 00:09:30ضَ

وهنيئا لمن زاد ايمانه وقوي يقينه ولذا قال تعالى ليزداد الذين امنوا ايمانا فالله عز وجل يريد من عباده ان يزدادوا ايمانا. فيظهر لهم الايات جل وعلا حتى يزدادوا ايمانا ويقينا. فهذه قضية مهمة جدا. الامر الثالث الذي ينبغي ان ننتبه له تجاه الايمان هو المحافظة - 00:09:51ضَ

وعليه هو المحافظة عليه ان الرجل يعمل بعمل اهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها الا الا دي راح فيصبغ عليه الكتاب فيدخل النوم نعوذ بالله من ذلك نعوذ بالله من ذلك فيدخل النوم فنعوذ بالله من النار فعلينا ان نسعى الى المحافظة على هذا الايمان. وقد جاء في الحديث الصحيح - 00:10:22ضَ

المخرج في مسلم ان الانسان في اخر الزمان ينام عفوا نعم ينام ثم يصبح ينام مؤمنا ثم يصبح كافرا ويصبح كافرا ويمسي مؤمنا او كما جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:10:51ضَ

فالمسألة خطيرة يعني في ظرف ساعات يكون مسلم وقد يكون ماذا؟ كافر نعوذ بالله من ذلك نعم فعلينا ان نسعى الى المحافظة على هذا الايمان. والايمان شيء منه يتعلق في الاعتقاد في القلب وشيء منه - 00:11:15ضَ

باللسان وشيء يتعلق منه بالاو كان بعمل الجوارح وليس هذا محل بسط ذلك والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات. وهذه اعمال الجوارح لابد من عمل الصالحات - 00:11:36ضَ

ولا يصح الايمان بدون عمل الصالحات. الذي لا يصلي ولا يصوم ولا يحج ولا يزكي ولا يقرأ القرآن ولا يذكر الله ولا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر ولا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا هذا مثل ابليس - 00:11:56ضَ

نعوذ بالله من ذلك. هذا مثل ابليس نعوذ بالله من ذلك. نعم. فلابد من عمل الصالحات وعمل الصالحات من الايمان ونداء الايمان هو اعتقاد بالقلب. ونطق باللسان وعمل بالاوكان. ولكن اخرجت الاعمال الصالحة - 00:12:14ضَ

وزلك لاهميتها وعلى حسب ومكانة الانسان وايمانه اه قربه من ربه عز وجل على حسب قيامه هذه هي الاعمال الصالحة وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق نعم وصى بعضهم بعضا بالحق ولذا جاء في الصحيحين من حديث اسماعيل ابن ابي خالد عن قيس ابن ابي حازم عن جرير ابن عبد الله البجلي قال بايعت - 00:12:34ضَ

رسول الله صلى الله عليه وسلم على اقام الصلاة. وايتاء الزكاة والنصح لكل مسلم فاذا بذل النصيحة واجب واجب وحتى تنجو من عذاب الله لا بد ان تبذل النصيحة. هذا نص القرآن - 00:13:08ضَ

وتواصوا ماذا؟ بالحق وتواصوا بالصبر. هذا نص القرآن وتواصوا بالحق. فلا بد من بذل النصيحة. ولذا يقول عليه الصلاة والسلام كما في حديث حسان ابن عطية عن ابي كبشة عن عبدالله بن عمرو وهو في البخاري بلغوا عني ولو اية هذا - 00:13:25ضَ

قول الرسول صلى الله عليه وسلم بلغوا عني ولو اية من يؤمنكم منكرا فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان وفي حديث عبد الله بن مسعود وليس وراء ذلك حبة خردل من من ايمان - 00:13:45ضَ

الذي لا ينكر حتى بقلبه هذا ما عنده ايمان الذي عند شرب الماء مع شرب الخمر سوا هذا ما ليس عنده ايمان نعوذ بالله والذي عنده النكاح الصحيح مثل آآ الزنا هذا نعم ليس عند - 00:14:05ضَ

نعوذ بالله من ذلك نعم فالتواصي بالحق هذا امر واجب حتى اه يكون الانسان من الناجين جعلنا الله واياكم ممن يتواصى بالحق او رابع التواصي بالصبر وايضا لابد من الصبر وتعلمون من الصبر ما هو واجب - 00:14:23ضَ

نعم منه ما هو واجب الصبر على الطاعات هذا امر واجب. نعم لابد منه والا اذا الانسان لم يصبغ وترك الطاعات والعبادات فهو نعوذ بالله في نار جهنم عافانا الله واياكم من ذلك. نفعنا الله واياكم بهذه السورة العظيمة - 00:14:45ضَ

وبغيرها من سور القرآن العظيم ورزقنا واياكم الاتصاف بصفات اهل الايمان واهل الاحسان واهلي الاسلام واهل النجاة في يوم القيامة جعلنا الله واياكم ممن يتصف بصفاتهم حل باخلاقهم ونعوذ بالله من صفات اهل النار هذا وبالله تعالى التوفيق والحمد لله اولا واخرا - 00:15:05ضَ