خطب الجمعة

تأملات في غزوة بدر (الجزء الثالث)

أمجد سمير

ان الحمد لله تعالى نحمده. ونستعين به ونستغفره. ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له. ومن يضلل فلا هادي له. واشهد ان لا اله الا الله وحده - 00:00:00ضَ

لا شريك له. واشهد ان محمدا عبده ورسوله. يا ايها الذين امنوا اتقوا الله حق ولا تموتن الا وانتم مسلمون. يا ايها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها. وبث منهما رجالا كثيرا ونساء - 00:00:20ضَ

الله الذي تساءلون به والارحام. ان الله كان عليكم رقيبا. يا ايها الذين يا من اتقوا الله وقولوا قولا سديدا. يصلح لكم اعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم. ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما. اما بعد فان اصدق الحديث كتاب الله تعالى - 00:00:50ضَ

واحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم. وشر الامور محدثاتها. وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار. ثم اما بعد. فهذه بفضل الله وتوفيقه ومنه النقطة الثالثة في هذه السلسلة المباركة والتي نحاول جاهدين ان نتعرض فيها لبعض الفوائد والعوظ - 00:01:20ضَ

في قصة غزوة بدر قال تعالى في سورة الانفال وهي السورة التي تتحدث عن هذه الغزوة يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. واعلموا ان ان الله يحول بين المرء وقلبه وانه اليه تحشرون. واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا - 00:01:50ضَ

منكم خاصة. واعلموا ان الله شديد العقاب. واذكروا اذ انتم قليل مستضعف يخافون في الارض تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم. فاواكم ايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون. يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول وتكونوا امانتكم وانتم تعلمون - 00:02:20ضَ

واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة. وان الله عنده اجر عظيم. يا ايها الذين امنوا ان تتقوا الله يجعل لكم فرقانا ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم. والله ذو والله ذو الفضل العظيم - 00:02:50ضَ

واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك. ويمكرون ويمكر الله. والله خير الماكرين فهذا هو الدرس الثالث المستفاد من هذه الغزوة. وهو قول الله عز وجل يا ايها الذين - 00:03:10ضَ

لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. الدرس الثالث عباد الله هو ان امر الله عز وجل وامر النبي صلى الله عليه وسلم هو الحياة. وان ظننت انت بادي الرأي. ان فيه الهلاك فاعلم انك مخطئ. بل امر الله عز وجل - 00:03:30ضَ

وامر النبي صلى الله عليه وسلم ابدا لا يأتي الا بالخير. الصحابة رضي الله عنهم لما وعده الله عز وجل احدى الطائفتين اما العير واما النفير ثم افلتت العير فايقنوا انه النفير انه الحرب القتال - 00:04:00ضَ

ماذا كان حالهم؟ قص الله عز وجل علينا حالتهم فقال كما اخرجك ربك من بين بيتك بالحق وان فريقا من المؤمنين لكارهون. يجادلونك في الحق بعدما تبين كانما يساقون الى الموت وهم ينظرون. كان الصحابة يتمنون - 00:04:30ضَ

ان يحرزوا العيد. وهي غير ذات الشوكة التي ذكرها الله عز وجل كان امر الله قدرا مقدورا. قدر الله عز وجل ان يكون الحرب. ان يكون النفير فوقع ما اراده الله عز وجل - 00:05:00ضَ

فجادل الصحابة النبي صلى الله عليه وسلم ذلك انهم انما خرجوا لاحراز العير. وما تأهبوا للنفي فجادلوا النبي صلى الله عليه وسلم نرجع الى المدينة فنأتي بالمدد اخذوا يجادلون قال تعالى كأنما يساقون الى الموت وهم ينظرون. وهذه اشد الاحوال على النفس - 00:05:26ضَ

ان يسحب المرء الى موته وهو ينظر الى اسباب هذا الموت يعلم انه وساق للموت والهلكة. وهم ينظرون ذلك ان عدد الصحابة كان قليلا. والعدد كما تعلمون كانت قليلة والظهر ايضا كان قليلا. وقريش - 00:05:56ضَ

خرجت بطرا ورئاء الناس كما قال الله عز وجل خرجوا في كامل كي يجيدوا هذه الدعوة. اذا سالت كفة الميزان قوم خرجوا لاحراز العير. لم يستعدوا للنفير واخرون خرجوا بحديدهم وعدتهم وجمعهم. ليبيدوا هذه الفئة - 00:06:29ضَ

كان الصحابة كانوا ثلاثمائة وبضع عشرة رجل. وبضع عشرة رجل والكفار كانوا ما بين التسعمائة والالف. سالت الكفة. بالنظر الى اسباب الارض الاسباب الدنيوية السافلة. الصحابة لا امل لهم ابدا - 00:07:09ضَ

النصر ابدا فاذا بالله عز وجل بعد عدة ايات وهذه الصورة انما نزلت بعد الغزوة بعد ان انتصر الصحابة. يصحح المفاهيم سبحانه وتعالى يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. اياكم ان تظنوا - 00:07:39ضَ

ان الله عز وجل يأمر بما فيه هلاككم وعبادتكم. لا. بل اذا استجبتم لامر الله عز وجل وامر النبي صلى الله عليه وسلم اتاكم الفرج والنصر. وان ظننتم انتم بادي الرأي ان هذا هو الموت - 00:08:09ضَ

وانظر الى الطباق بين لفظتي كانما يساقون الى الموت. ولفظت لما يحييكم هذا هو الذي يوضح المعنى. هم كانوا يظنون ان هذا القتال فيه الموت فيه فيه الابادة لهم. فاذا بالله عز وجل يصحح هذا المفهوم. لا. طالما ان هذا هو امر - 00:08:29ضَ

الله عز وجل لكم فاعلموا يقين ان فيه الحياة لا الموت. وكان من الممكن ان يأتي النظم الشريف بان يجعل هذه الاية تلو تلك. فيقول الله عز عز وجل مثلا يجادلونك في الحق بعدما تبين كأنما يساقون الى الموت وهم ينظرون. يا ايها - 00:08:59ضَ

الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. فلم يأتي النظم الشريف على هذا النسق. بل فصل الله عز وجل بين هذه الاية وتلك بسبع عشرة اية. لماذا ذلك ان الله عز وجل لما قص حالة القوم بانهم كانهم يساقون الى الموت - 00:09:29ضَ

هم ينظرون اخز يعدد البشريات. بشريات النصر التي اتت من عند الله عز وجل لهم والتي هي كالمقدمة للنصر. سم ختم هذه البشريات بقوله استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. فقال الله عز وجل بعد قوله مباشرة كانما يساق - 00:09:59ضَ

الى الموت وهم ينظرون. قال تعالى واذ فعلكم الله احدى الطائفتين انها لكم. وهذه اول بشرى وعدهم الله عز وجل احدى الطائفتين. فافلتت العير فكان النفير. فهم موعودون من قبل الله - 00:10:29ضَ

عز وجل مسبقا بالنصر. واذ يعدكم الله احدى الطائفتين انها لكم. وتودون ان غير ذات الشوكة نقول لكم انتم تريدون هذا. ولكن الله عز وجل ماذا يريد؟ ويريد الله ان يحق الحق بكلماته ويبقى - 00:10:49ضَ

ادابر الكافرين. ليحق الحق ويبطل الباطل ولو كره المجرمون. ثم قال الله عز وجل اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بالف من الملائكة مردفين. وهي البشرى الثانية. وما جعله الله الا بشرى. ولتطمئن قلوبكم به وما النصر الا من عند الله ان الله عزيز حكيم. اذ يغشيكم - 00:11:09ضَ

النعاس وهي البشرى الثالثة. ان انزل الله عز وجل عليهم النعاس في موطن الخوف اذ يوصيكم النعاس وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به. الى اخر الاية وهي البشرى الرابعة - 00:11:39ضَ

انزال الماء الذي طهر الله عز وجل به الصحابة وسبت به اقدامهم اذ يوحي ربك الى الملائكة اني معكم. واعظم بها من بشرى. ان الله عز وجل معك الذين امنوا سالقي في قلوب الذين كفروا الرعب. وهذه ايضا من البشريات. فاضربوا فوق الاعناق واضربوا - 00:11:59ضَ

كل بنان فهذه بشرى ان الملائكة انما نزلت للقتال. ثم تمضي الايات ويقول الله عز وجل ذلكم وان الله موهن كيد الكافرين. وهي خاتمة البشريات. كل هذه بشريات من اسم الله عز وجل يزف عن الصحابة رضي الله عنهم بشوات للنصر والتمكين. فاذا - 00:12:29ضَ

قرأت هذه الايات علمت ان الامر ليس على ما يظنه القوم على ما يظنه الصحابة رضي الله عنهم اذا الامر هو الحياة والامر فيه نجاة وفيه سعة لهذا الدين ونشر لهذا الدين. فكان من المناسب ان - 00:12:59ضَ

يختم الله عز وجل هذه الايات بقوله يا ايها الذين امنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم. وها انتم قد رأيتم كيف ان الله عز وجل لما امركم بالقتال ظننتم انه الموت ثم كان عاقبة امركم الحياة - 00:13:19ضَ

القصر والظفر برقابهم. فهذا هو الدرس المستفاد. ان امر الله عز وجل وامر النبي صلى الله عليه وسلم ابدا لا يكون فيه الهلكة ابدا. وان ظننت انت ظنا منك بالنظر - 00:13:39ضَ

من الاسباب الدنيوية السافلة. ان ظننت ان فيه الهلكة. لذلك اخبر الله عز وجل بعد هذه الاية عن موقفين الموقف الاول قول الله عز وجل واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض. تخافون ان يتخطفكم الناس فاواكم - 00:13:59ضَ

وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات لعلكم تشكرون. هذا هو الموقف الاول. اما الموقف الثاني فقوله تعالى واذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك. ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين. هذان الموقف - 00:14:29ضَ

ان ذكرهم الله عز وجل بعد هذه الاية مباشرة. ليثبت هذه العقيدة في قلوب المؤمنين الموحدين. ان امر الله عز وجل وان نظرت انت الى الاسباب الدنيوية فظلمت بالنظر اليها انه الهلكة فاعلم انه ليس كذلك. فالموقف الاول - 00:14:49ضَ

هو موقف استضعاف المؤمنين في مكة. على احد التفسيرين. واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض اي في قريش. واذكروا اذ انتم قليل مستضعفون في الارض تخافون ان يتخطفن الناس اي كفار قريش. وانظر الى لفظة يتخطفكم الناس. لتعلم مدى الذل ومدى - 00:15:19ضَ

في استضعاف الذي كان يعيشه الصحابة. بالنظر الى الاسباب الدنيوية. اي شيء يمنع سار قريش من ان يجيدوا هؤلاء اي شيء لا شيء. فكان ماذا لما صبروا على امر الله عز وجل. كثير من الناس ربما يظن انهم يداهنون هؤلاء. يظهرون غير - 00:15:49ضَ

وما يبطنون ما فعل الصحابة هذا؟ بل اوذوا في سبيل الله عز وجل اشد الايذاء فصبروا. في ربوع مكة هذا كفار قريش ابا بكر وعثمان وصهيب وياسر وسمية النار وخباز الى غير هؤلاء من الصحابة الكرام. بل لم يسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم من اذيته - 00:16:19ضَ

فناله من ذلك اوفر نصيب. قليل مستضعفون في الارض يخافون. هذه كانت حالتهم فاذا بالله عز وجل من الكفار. ويمنعهم من ان يبادوا عن بكرة ابيهم بل يقول الله عز وجل فاواكم وايدكم بنصره ورزقكم من الطيبات. كل هذا بعد الاستضعاف في الارض - 00:16:49ضَ

اي سبب دنيوي يدل على هذا المعنى؟ لا سبب. النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرض نفسه في المواسم قولوا للناس من يؤويني لابلغ رسالة ربي فلا يجد احدا. ثم كان من امر بيعة العقبة - 00:17:19ضَ

اتعلمون بيعة العقبة الاولى اتى فيها اثنى عشر رجلا. من الانصار مين يسرب؟ فكان على يديهم فتح فتح المدينة. ثم تلا ذلك هجرة النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه اليها. هل كان يتصور احد ان تتم الامور على هذا الشكل - 00:17:39ضَ

ابدا عصابة قليلة مستضعفة تخاف ان تتخطف. فاذا بالله عز عز وجل ينصرهم ويأويهم ويرزقهم من الطيبات والتي من جملتها الغنائم والالفان فكأن الله فكأن الله عز وجل يقول للصحابة كما نصركم الله عز وجل في هذا - 00:18:09ضَ

وانتم مستضعفون. كذلك قادر على ان ينصركم في هذا في غزوة بدر. وانتم ترون حالكم حالة تضعاف بل نصركم وخروجكم من مكة ابلغ في المعنى لو تدبرتم من نصيبكم في بدر. بدر خرجتم ومعكم السلاح. خرجتم في عدد ما كنتم قليل. ما كنتم - 00:18:39ضَ

قليل. هذا هو الموقف الاول. الذي يثبت الله عز وجل به هذا المعنى في قلوب الصحابة اما الموقف الثاني قوله تعالى اذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك او يقتلوك او يخرجوك ويمكرون ويمكر - 00:19:09ضَ

الله والله خير الماكرين. وهذا الموقف الذي تعلمونه جميعا هو اجتماع الكفار في دار الندوة ليبحثوا امر النبي صلى الله عليه وسلم ودعوته. فخلصوا الى رأي ابي جهل عليه لعنة الله. ان - 00:19:29ضَ

تأخذ من كل قبيلة شابا وسيطا حسيبا ويأخذ كل منهم سيفا وينتظرون النبي صلى الله عليه وسلم حتى يخرج اليهم فيضربونه ضربة رجل واحد. فيتفرق دمه بين القبائل. فيقبل قومه الدين - 00:19:49ضَ

وينتهون من امر النبي صلى الله عليه وسلم. ايضا اذا نظرت الى الاسباب الارضية اي شيء يمنعه منه؟ شباب واقفون على باب المنزل على باب بيت النبي صلى الله عليه - 00:20:09ضَ

وسلم كل منهم شاهر بسيفه فقط ينتظرون خروجه صلى الله عليه وسلم. وليس له من يمنعه من الصحيح اي سبب ارضي يخلص هذا الرجل من ايدي هؤلاء؟ لا سبب فاذا بالله عز وجل ينقذ النبي صلى الله عليه وسلم من بين ايديهم كما تعلمون القصة. فهذا ايضا موقف - 00:20:29ضَ

يثبت هذا المعنى في القلوب. النبي صلى الله عليه وسلم في كل هذا انما هو مستجيب لامر الله عز وجل فمحال ان يسلمه الله عز وجل لعدوه محامي. ذلك فانه استجاب لامر الله عز وجل. وامر الله عز وجل هو الحياة. هو الحياة. وان ظننت انت كما قلنا انه - 00:20:59ضَ

الهلاك والموت اعلم انه الحياة. قد لا تدري من اين تأتيك الحياة او من اين يأتيك الفرج؟ لكن عليك ان تتيقن انك فبمجرد ان تستجيب لله عز وجل اولا تأتيك البشريات من الله. كما اتت الصحابة بمجرد ان امتثلوا الامر. ثانيا - 00:21:29ضَ

ان تعلم ان هذا الامر فيه حياتك ونجاتك. فيه الخير ولابد. الله عز وجل لما ذكر القتال قال كتب عليكم القتال وهو كره لكم. قتال اي اشلاء تمزق ودماء تهراق. واطفال تيتم ونساء ترمم. كره - 00:21:49ضَ

كتب عليكم القتال وهو كره لكم. لكن من الذي كتب القتال؟ الله عز وجل. فلذلك قال تعالى عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. وعسى ان تحبوا شيئا وهو شر لكم. لماذا؟ لان الله يعلم وانتم لا تعلمون - 00:22:19ضَ

الله عز وجل هو الذي يعلم ما حقيقة هذا الامر؟ هو الذي يعلم. انت تنظر بعين قاصرة انت تنظر بعين قاصرة تنظر الى الاسباب المادية السفلية. لكن الله عز وجل هو الذي يعلم. والله يعلم - 00:22:40ضَ

وانتم لا تعلمون. فالنبي صلى الله عليه وسلم انجاه الله عز وجل من ايدي الكفار. فخرج من بين ايديهم وهم واقفون على باب البيت. خرج من بين ايديهم وقال شاهت الوجوه كما تعلمون ورمى عليهم بهذه - 00:23:00ضَ

كما تعلمون القصة جميعا. اقول قولي هذا واستغفر الله العظيم لي ولكم الحمد لله رب العالمين. له الحمد الحسن والثناء الجميل واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له. يقول الحق وهو يهدي السبيل. واشهد ان محمدا عبده ورسوله صلى الله - 00:23:20ضَ

وعليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا. ثم اما بعد فكذلك من هذه المواقف التي تثبت هذا المعنى في النفوس. موقف موسى عليه السلام لما خرج فارا ببني اسرائيل من فرعون وملأه ان يفتنهم - 00:23:50ضَ

ثم الجأهم الفرار الى ساحل البحر. فنظر اصحاب موسى فاذا فرعون وقومه على اثرهم فما كان منهم الا ان صاحوا انا لمدركون. وهذا امر طبيعي. البحر امامك وفرعون وملأه من الخلف اين المفر؟ ايضا بالنظر الى اسباب الدنيا لا مفر - 00:24:16ضَ

لا مانجة هلاك محقق. فصاح القوم انا لمدركون. فاذا بموسى يقف يتعجب منه الناس. قال كلا. ان معي ربي سيهدين. اين الهداية؟ اين بحر امامك وفرعون خلفك. اين النجاة؟ موسى وهو يقول هذه الكلمة لم يكن يعلم بعد اين النجاة - 00:24:46ضَ

لم يكن يعلم لكنه قال هذه الكلمة واثقا بالله عز وجل. ذلك ان موسى عليه السلام انما خرج بامر الله ومستحيل ان يخرج بامر الله. سم الله عز وجل يسلمه لعدوه. مستحيل. مستحيل ان يخرج بامر الله عز - 00:25:16ضَ

ثم يكون هذا الامر فيه هلاكه. ابدا. قال هذه الكلمة بقلب واثق بالله عز وجل وكل علي. قال كلا ان معي ربي سيهدين. فبمجرد ان سبت موسى اتاه الوحي من الله عز وجل ان - 00:25:40ضَ

اضرب بعصاك البحر فانفرق فكان كل فرق كالطود العظيم. من كان يتصور هذا يعني انت اذا نظرت الى مفردات جيش موسى تضحك. فرعون خرج بجنوده الجرارة للقضاء على هذه في الشرذمة جيش موسى ما هي مفرداته؟ موسى والعصا هذا هو الجيش. فقط - 00:26:00ضَ

لكن الله عز وجل مع موسى واذا وجدت الله فما فقدت شيئا. واذا فقدت الله فما وجدت شيئا. فالله عز وجل كان معه قالها واثقا به سبحانه وتعالى كلا ان معي ربي سيهدين. فهداه الله عز وجل ان يضرب بعصاك البحر - 00:26:29ضَ

فكان ما تعلمون كذلك من هذه المواقف العجيبة والعجيب في الامر ان هذا الموقف انما خرج من امرأة تلكم المرأة هي هذا رضي الله عنها. لما ذهب ابراهيم عليه السلام بهاجر وابنه اسماعيل - 00:26:54ضَ

ووضعهما عند عند تلك الدوحة الشجرة العظيمة. كما في قصة بناء البيت عند البخاري. وقفا راجعا تبعته هاجر وقالت يا ابراهيم اين تذهب وتتركنا في هذا الوادي؟ الذي ليس فيه انس ولا شيء - 00:27:22ضَ

فلم يجبها. فكررت عليه يا ابراهيم اين تذهب وتتركنا في هذا الوادي؟ الذي ليس فيه انس ولا شيء. امرأة وصبي صغير فلم يجبها. فقالت له الثالثة يا ابراهيم اين تذهب وتتركنا في هذا الوادي؟ الذي ليس فيه انس ولا شيء - 00:27:43ضَ

فلم يجب فتفطنت المرأة الذكية. فقالت يا ابراهيم االله امرك بهذا؟ هل هذا هو امر الله الله عز وجل فقال نعم. قالت اذا لن يضيعنا. وفي رواية قالت هو حسبي - 00:28:08ضَ

موقف عجيب تخيل نفسك يا عبد الله انك انت في هزا الموقف. هل كنت فعلا تقول هذه الكلمات ربما قلت هذه الكلمات؟ وانت في بيتك على فراشك المسير. لكن اذا وضعت في الموقف ذاتك. هل تقول هذه الكلمات - 00:28:29ضَ

هل عندك هل عندك هذه الثقة بالله ان الله عز وجل لن يضيعك طالما انت تمتثل امره قالت المرأة اذا لن يضيعنا وما كان معها الا جراب الا جراب من تمر وسقاء من ماء. اذا - 00:28:50ضَ

يوشك التمر ان ينفذ والماء ان ينفذ فيجف الضرع فيهلك الولد. وينتهي امر اسماعيل لكن المرأة وقفت بتوكل على الله وثقة في الله عز وجل. وان امتثال امر الله عز وجل ابدا لن يكون فيه الهلكة. فقالت اذا لن - 00:29:10ضَ

ضيعنا لن يضيعنا. ترى ضيعها الله عز وجل. في نهاية القصة لما سعت بين الصفا والمروة والقصة معروفة سمعت صوتا فقالت صه تريد نفسها اي انصتي واستمعي الى هذا الصوت. فاذا الملك - 00:29:35ضَ

جاء فضرب الارض بعقبه فانفجر الماء ماء زمزم فقال لها جبريل لا تخشي الضيف اول كلمة لا تخشي الضيعة لن تضيعي. لانك امتسلتي امر الله عز وجل وامر الله عز وجل ليس فيه الضياع ابدا. لا تخشي الضيعة فانها هنا بيت يبنيه هذا الغلام وابوه. وان - 00:29:58ضَ

الله لا يضيع اهله. احفظوا هذه الكلمة. ان الله لا يضيع اهله. واهل الله عز وجل هم يمتثلون لاوامره. اهل الله عز وجل هم المجتنبون لنواهيه. فاذا كنت من اهل الله عز وجل. اذا كنت - 00:30:28ضَ

ممن ينتصر الامر ويجتنب النهي؟ ابشر. فان الله لا يضيع اهله. كيف يضيعك الله عز وجل؟ وانت ما امتسلت الا ابتغاء مرضاته. تراه يضيعك تراه يسلمك لعدوك. ابدا. اذا قلنا مثلا - 00:30:48ضَ

لرجل يعمل في مجال محرم وهو يعلم ذلك. كمن يعمل مثلا في بنك ربوي يقرض ويقترض بالربا وهو يعلم ان عمله حرام. وان تمسك بقول هذا او ذاك هو يعلم في داخلة نفسه هذا الامر - 00:31:08ضَ

وقلت له ان ما لك حرام وراتبك الذي راتبك الذي تأخذه هذا حرام. واحسن احواله انه مال مختلط فاترك هذا العمل لله. اترك هذا العمل لله. او رجل يعمل في تقديم الخمور او غير ذلك من الاعمال. او رجل يضع ماله في البنك. ويأخذ هذه الفائدة الربوية. التي اجمع - 00:31:28ضَ

جميع المجامع الفقهية على حرمته. بالاجماع ما خالف مجمع واحد في العالم الاسلامي في ذلك. ما خالف وقلت له اخرج ما لك من هذا المكان ما هو حالك مع هذا الامر؟ وهو امر من الله عز وجل - 00:31:58ضَ

تسمع من اذا اضيع ويضيع الاولاد وهذا المال الذي انفق منه وهذا الكلام الذي لا طائل من ورائه. لو انتقلت امر الله عز وجل لن يضيعك. الله عز وجل رزقك - 00:32:20ضَ

انت تعصيه افتراه يضيعك وانت تطيعه؟ ابدا. اذا ظننت هذا بربك ظننت به ظن السوء. اذا ظننت بربك انه يضيعك اذا انتفلت امره. فقد ظننت بربك ظن السوء هذه الفائدة التي تأخذها انما هي رزق من الله. وان كانت محرمة فهي رزق من الله ساقه اليك. اذا - 00:32:39ضَ

من رزقك وانت تعصيه. فاذا اتقيت الله عز وجل واتبعت امر الله عز وجل يخذلك ويتركك تميتك يضيع اولادك؟ ابدا. ابدا كثير من الناس عكس القضية اذا قلت له هذا يقول ائتيني ببديل وانا اترك هذا فورا. انت بذلك قد عكست الاية. الله عز وجل - 00:33:09ضَ

قال ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. هذه هي الاية. اذا ايهما اول التقوى ام الرزق؟ التقوى. انت تقول ائتني برزق وانا اتقي. والله عز وجل يقول لك اتق وانا - 00:33:39ضَ

بالرزق. ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب. هل عندك هذا اليقين منذ قليل سألتك هل اذا كنت في موقف هاجر هل هل تستطيع ان تتلفظ بهذه الكلمات - 00:34:01ضَ

في هذا الموقف الذي هو ايسر من موقفها بكثير انت تحيا بعد بين الناس. هاجر كانت وحدها وهي امرأة ومعها طفلها الرضيع. لا مان ولا الطعام ولا شراب ولا مورد للرزق لا شيء - 00:34:24ضَ

فما ان علمت ان هذا هو امر الله الا قالت اذا لن يضيعنا. فاذا علمت انت ان هذا هو امر الله فامتثل وقل اذا لن يضيعنا واجعل نصب عينيك دائما قولا. جبريل عليه السلام ان الله لا يضيع اهله. اللهم اغفر لنا ذنوبنا - 00:34:46ضَ

واسرافنا في امرنا. وثبت اقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين. اللهم اهلك الظالمين بالظالمين. واخرجنا من بينهم سالمين. اللهم انصر اخواننا المجاهدين اللهم انهم حفاة فاحمدوا عراة فاكسوه. دعا فاطعمهم مغلوبون فانتصر. اللهم عليك بمن حال دوننا ودون نصرة اخواننا. اللهم يسر لنا - 00:35:07ضَ

السبل الى نصرتهم. اللهم ارزقنا شهادة في سبيلك. اللهم ارزقنا شهادة في سبيلك. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة. وقنا عذاب النار واقم الصلاة - 00:35:27ضَ