التفريغ
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين اما بعد الله جل وعلا ان يتقبل منا ومنكم وان يجعلنا ممن قام ليلة القدر ايمانا واحتسابا - 00:00:00ضَ
ويغفر لنا انه هو الغفور الرحيم نقف اليوم ايها الاخوة في الله مع سورة من الصور العظيمة وهي سورة الواقعة وهذه السورة هي من السور التي سميت باسم من اسماء يوم القيامة - 00:00:21ضَ
وذلك لتحقق وجود هذه القيامة ووقوعها فعبر عنها بالواقعة وهذه السورة العظيمة تركز على اصناف الناس في يوم القيامة مع ما تبينه وتثبته فيما يتعلق بقضية البعث الكبرى وهي سورة جامعة للتذكير بالله والدار الاخرة كما قال مسروق - 00:00:43ضَ
من اراد ان يعلم نبأ الاولين والاخرين واهل الجنة واهل النار واهل الدنيا واهل الاخرة فليقرأ سورة الواقعة وقد افتتحت السورة باذا وهي اداة شرط وغالب السور التي تفتتح بهذه الاداة تكون - 00:01:15ضَ
او يكون موضوعها متعلقا بيوم القيامة السماء اذا السماء انشقت واذا الشمس كورت واذا زلزلت الارض زلزالها ومنها ما له نوع صلة بالحديث عن ما يتعلق بيوم القيامة كاذا جاءك المنافقون واذا جاء نصر الله والفتح - 00:01:38ضَ
وان لم تتمحض في الحديث فيه وهذه الافتتاحية افتتاحية قوية تشويقية لما يأتي بعدها وهي تقرر وقوع هذه الاحداث التي ذكرها الله جل وعلا وتقطع اي شك عند اي متشكك فيها - 00:01:59ضَ
ومن الوقفات في هذه السورة وهي وقفة عظيمة بعد قوله تعالى اذا وقعت الواقعة ليس لوقعتها كاذبة خافضة رافعة خافضة رافعة قال الحسن وقتادة وغيرهما تخفض اقواما الى اسفل سافلين في الجحيم - 00:02:21ضَ
وان كانوا في الدنيا اعزاء وترفع اخرين الى اعلى عليين في النعيم المقيم وان كانوا في الدنيا وظعاء وهذه الاية اية عظيمة الخص مشهد منازل الناس مقارنة مقارنة بين الدنيا - 00:02:44ضَ
والاخرة وقد صلى عمر بن عبدالعزيز رحمه الله ليلة فقرأ الواقعة فلما بلغ خافضة رافعة اخذ يرددها ويبكي حتى الصباح حافظة رافعة فلما سئل قال ان الواقعة اذا وقعت خفضت اناسا والله لا يرفعون ابدا - 00:03:09ضَ
ورفعت اناسا والله لا ابدا وهذا هو الميزان الحق هذه هي الرفعة الحقيقية وظعة الحقيقية وصدق الله انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللاخرة اكبر درجات واكبر تفضيلا من الناس من يرفعه الله كما هو شأن الذين امنوا والذين اوتوا العلم. قال تعالى يرفع الله الذين امنوا منكم والذين اوتوا العلم - 00:03:39ضَ
درجات ومن الناس من يخفضه الله مهما بلغ فيكون كامثال الذر يطأه الناس يوما يوم القيامة وهذا الشأن وهو شأن الخفظ والرفع هو في حقيقة الامر يؤكد الميزان الشرعي في النظر الى الناس والا يكون ذلك مبني - 00:04:13ضَ
على التباس او ما يحتف بهم من امور الدنيا وانما الميزان هو تقوى الله سبحانه وتعالى الوقفة الثانية قوله وكنتم ازواجا ثلاثة فاصحاب الميمنة ما اصحاب الميمنة واصحاب المشأمة ما اصحاب المشأمة والسابقون السابقون اولئك المقربون في جنات - 00:04:36ضَ
النعيم قلة من الاولين وقليل من الاخرين. ثلة من الاولين من صدر هذه الامة وقليل من اخرها والسابقون هنا اخروا في الذكر لكنهم قدموا في المنزلة وهم الذين استبقوا الخيرات وسارعوا الى مغفرة من ربهم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين. هؤلاء - 00:05:05ضَ
السابقون هؤلاء السابقون هم من قربهم الله جل وعلا كما قال اولئك المقربون وذلك لانهم في الدنيا لله فقربهم في الاخرة له سبحانه وتعالى وسابقوا في الدنيا الى الاعمال الصالحة فسبقوا واكرموا في الاخرة لان الجزاء من جنس العمل لان - 00:05:31ضَ
جاء من جنس العمل وهذا في حقيقة الامر يشير الى ان الناس هم من حيث الاقبال على الله وطاعته صنفان. اما ان يكونوا من السابقين نسأل الله جل وعلا ان نكون منهم او يكونوا ممن هم دونهم وهم من اهل الميمنة كما قال - 00:05:58ضَ
سبحانه وتعالى اما القسم الثالث فهم اهل النار واصحاب المشأمة ما اصحاب المشأمة وهذا التقسيم قد جاء في سورة الرحمن كما اشرنا بالدرس او في الجلسة الماضية حيث قال تعالى ولمن خاف مقام ربه جنتان - 00:06:23ضَ
ثم ذكر اوصاف تلك الجنة ثم قال اه في اه اه الاية او اه المقطع الذي بعده ومن دونهما جنة فالاول للمقربين والثاني لاهل اليمين ثم تستمر الايات في ذكر شيء من نعيم هؤلاء وهذا النعيم قد وجد او ذكر في ايات وسور كثيرة - 00:06:42ضَ
فليس الذكر هنا حاصرا بل هو على سبيل التمثيل والا فكما قرأ امامنا قبل قليل في سورة الرحمن مثلا وفي سورة الطور قد بين الله جل وعلا نعيم هؤلاء واصنافا اخرى مما ذكر هنا قال على سرر موظونة - 00:07:08ضَ
منسوجة من ذهب متكئين عليها متقابلين وانظر الى كمال النعيم والعناية بالتفاصيل فهم في جلستهم لان المعروف ان سرر الجنة ليست للنوم وانما هي للحديث والجلوس فهم في جلوسهم لا يتدابرون وانما يتقابلون وذلك لتكرمتهم - 00:07:29ضَ
نعيمهم وفيه اشارة الى ان التدابر في الحديث بين المتحادثين ليس من قبيل الاكرام ولا من خلق الاسلام كيف اذا كان التدابر في كل احوالهم ولذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التدابر فقال لا - 00:07:54ضَ
تدابروا ثم يقول تعالى يطوف عليهم ولدان مخلدون باكواب واباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفي هذا بيان لان بيان لنعيم اهل الجنة حيث يطوف عليهم هؤلاء الولدان المخلدون - 00:08:14ضَ
والتي والذين جاء وصفهم ايضا كأنهم لؤلؤ مكنون فلان كان هذا حال الخدم فكيف بحال المخدوم وهم هؤلاء الولدان ايضا يطوفون بخمر لذة للشاربين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وهذا هو الفرق لا يصدعون فلا يصيبهم صداع ولا الم من شربها ولا ينزفون فلا تذهب عقولهم معها - 00:08:36ضَ
وهذا من اعظم الفرق بين خمر الدنيا وخمر الاخرى. فان خمر الدنيا يذهب او تذهب معه لذة بالمه غول عقله ونزفه فلا يكاد المرء يعقل بعده نسأل الله السلامة والعافية وهذا - 00:09:07ضَ
في حقيقة الامر مما يتألم معه المرء عندما يجده فاشيا بين بعض ابناء المسلمين لا سيما في هذه الازمنة وهو من اكبر الكبائر ومن شربها في الدنيا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لم يشربها - 00:09:30ضَ
في الاخرة واني اظن ان من اعظم اسباب انتشار الخمر في الازمان المتأخرة هو قنوات الفسق التي تبث كثيرا من المشاهد التي تطبع شرب الخمر بين الممثلين وامثالهم من الفسقة والماجنين. حتى بعدها بعض ابناء المسلمين كسائر الاشربة - 00:09:49ضَ
واستمراء النظر الى الحرام سواء كان ذلك من مشاهد الفسق والمجون والخلاعة او من مشاهد شرب الحرام او قوله كل هذا مما يكسر الحاجز دون المؤمن ودون تقحم تلك المآثم - 00:10:14ضَ
ولذلك كان الحديث كما مر معنا حول غض البصر للمرأة والرجل حاجزا دون ان يقع ذلك في دون ان يقع المسلم او المسلمة في تلك المستنقعات ذلك ازكى لهم. ان الله خبير بما يصنعون - 00:10:32ضَ
ويستمر ايضا الوصف لهؤلاء فيقول جل وعلا وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون ما يريدون من الاطعمة يأتيهم من غير آآ ان يقصدوا اليه وحور عين كامثال اللؤلؤ المكنون - 00:10:52ضَ
وفي سورة الرحمن قبل قليل كأنهن الياقوت والمرجان وفي سورة الصافات كانهن بيض مكنون وفي السورة نفسها في اوصاف اهل الميمنة انا انشأناهن انشاء فجعلناهن ابكارا يتحببون الى ازواجهم عربا اترابا مستويات - 00:11:15ضَ
متقاربات وهذا كله من نعيم اهل الجنة نسأل الله جل وعلا من واسع فضله وانشائهن انشاء اعادتهن كاحسن حال بعد ان كن في الدنيا اقل اقل من ذلك ثم يقول تعالى جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما الا قيلا سلاما سلاما - 00:11:42ضَ
هذا من كمال نعيمهم ان لا يمس اذانهم شيء من الكلام الذي لا ينفع او يكون كلاما محرما حقيرا بل انما يسمعون سلام بعضهم على بعض قد سلموا من المأثم في اخراهم كما كانوا في - 00:12:09ضَ
دنياهم وهكذا تستمر اوصاف نعيم اهل آآ الجنة نسأل الله جل وعلا الفضل والمنة ثم تنتقل الى اوصاف اهل النار التي يكفي فيها انهم في سموم وحميد وظل من يحموم لا بارد ولا كريم - 00:12:35ضَ
فلا يستقر لهم مقام ولا يصلح لهم ثم تدبر معي قوله تعالى انهم كانوا قبل ذلك مترفين. وكيف ان الترف الدنيا سبب للغفلة التي توقع المرأة في العذاب والعقاب في الاخرى. وقد ورد الترف في القرآن ما يقارب - 00:12:57ضَ
ثمان مرات كلها على سبيل الذنب ليعلم المؤمن انه انما يتبلغ من الدنيا ما يوصله الى الاخرة وان انغماسه في الدنيا سيكون على حساب الاخرى ولو كانت الدنيا لو كانت الدنيا تعين احدا على دينه اذا انغمس فيها لاعطي النبي صلى الله عليه - 00:13:20ضَ
وسلم منها وقد كان عليه الصلاة والسلام يغيب عن بيته الهلال والهلالان والثلاثة ليس شيء فيه الا الاسودان التمر والماء اني لا اقول لنحرم انفسنا من كل شيء لكن لنتبلغ قدر ما يمكن لنتقلل قدر ما يقربنا الى الله ولا يشغلنا ولا يشغلنا عنه سبحانه - 00:13:48ضَ
وتعالى. يقول الشيخ محمد العثيمين رحمه الله كلمة جميلة في هذا يقول الجسد اذا ترفه تعقدت الروح اذا ترفه الجسد تعقدت الروح لان هذا فعلا يحول دونها ودون ان تتصل - 00:14:17ضَ
بالله احسن الاتصال ثم يقول بعدها سبحانه وتعالى نحن خلقناكم فلولا تصدقون. نحن خلقناكم فلولا تصدقون وذلك جوابا على تكذيبهم البعث وردا على مقولتهم ائذا متنا وكنا ترابا وعظاما ائنا - 00:14:35ضَ
اه لمبعوثون وفي الاية الاخرى لمدينون. والله يقول في السورة نفسها ولقد علمتم النشأة الاخرى فلولا تذكرون والوقفة هنا ايضا تتبين بجواب الله جل وعلا عليهم وكيف كان جوابا مقنعا للعقل - 00:15:05ضَ
سليم فقد بين الله انه هو الذي خلقهم وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو اهون عليه. خلقهم اول مرة كانت تلك هي النشأة الاولى فهل يعجز عن ان يعيدهم سبحانه وتعالى - 00:15:25ضَ
ثم تشير ايضا الايات الى بعض الحجج البينات على قدرة الله وعلى تفرده بالخلق والبعث والاحياء والاماتة فيقول تعالى افرأيتم ما تحرثون؟ افرأيتم ما تمنون! اانتم تخلقونه ام نحن الخالقون - 00:15:42ضَ
لا يكون من الانسان الا ان يدع تلك القطرة من المني اليمنى في رحم المرأة ثم يخلق الله تعالى تلك القطرة ما فيها من اغشية واوعية واوردة وغدد وتفاصيل دقيقة فيقول - 00:16:05ضَ
تعالى اانتم تخلقونه؟ اانتم خلقتم هذا المخلوق ام نحن الخالقون في سورة الطور ام خلقوا من غير شيء هل خلقهم من غير شيء؟ ام هم الخالقون تعالى الله جل وعلا عن ان يشاركوه في مثل هذا. اذا مثل هذا الاسلوب لا شك انه اسلوب بليغ مؤثر. ثم - 00:16:27ضَ
يقول جل وعلا بعده افرأيتم ما تحوثون؟ اانتم تزرعونه ام نحن الزارعون لا يكون من الحارث الا ان يضع البذرة في الارض ثم هو سبحانه وتعالى يخلقها كاحسن ما يكون التخلق تحت الارظ - 00:16:53ضَ
ثم تخرج طعاما سائغا للشاربين اليس هذا دالا على قدرته سبحانه وتعالى لو نشاء جعل لجعلناه حطاما ولم يقل لو نشاء لم ننبت لان ان باته ثم تحطيمه اشد وقعا على نفوس - 00:17:13ضَ
وابلغ في بيان قدرته سبحانه وتعالى. افرأيتم الماء الذي تشربون؟ من اين لنا هذا الماء؟ اانتم انزلتموه من المزن ام نحن المنزلون؟ الله هو الذي انزله من السماء لو نشاء جعلناه اجاجا. ولم يقل لو نشاء لم ننزله بل ان ذلك اشد على النفس ان ينزل الماء - 00:17:33ضَ
ثم لا يمكن للمرء ان ينتفع منه لكونه مالحا لا يستساغ. فانظر الى قدرة الله الاولى والاخرى هكذا تستمر الايات حتى يقسم سبحانه وتعالى بمواقع النجوم فيقول فلا اقسم بمواقع النجوم وهو اسلوب من اساليب العرب لتأكيد القسم. لا اقسم بهذا البلد - 00:17:59ضَ
وفيه اشارة الى تكرار القسم وكأنه قال اقسم اقسم في مواقع النجوم وهذا القسم بمواقعها ذلك انها تهدي الحيارى. كما تقدم ايضا معنا في السورة معنا في السورة السابقة فهكذا القرآن يهدي القلوب الحائرة الى الرحيم الرحمن ثم يبين سبحانه وتعالى ان هذا - 00:18:25ضَ
قسم على تنزيل القرآن وعلى تعظيمه ويقول ايضا لا يمسه الا المطهرون. يقول شيخ الاسلام ان كان القرآن لا يمسه او لا تمسه الا الايدي المتطهرة. فكذلك معانيه لا تتلقاها الا - 00:18:51ضَ
القلوب الطاهرة وكما قال عثمان لو شبعت قلوبنا لو طهرت قلوبنا ما شبعت من كلام الله سبحانه وتعالى ثم اختم بهذه الوقفة وهي قوله تعالى فلولا اذا بلغت الحلقوم وانتم حينئذ تنظرون ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون - 00:19:11ضَ
عند الموت يقول الله جل وعلا بملائكته اي التي تنزع روح هذا الميت اقرب ممن هم حوله من اهله اقاربه ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون. فلولا ان كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين - 00:19:36ضَ
ان كانت لكم قدرة وان لم تكونوا عندئذ ممن سيدانون ويجزون في يوم البعث ارجعوا هذه الروح التي تقعقع الان من هذا الميت واني لا انسى قصة ذكرها احد الاطباء لاحد حكام - 00:20:00ضَ
هذا الزمن يقول لما اجتمع على هذا الحاكم في بلاد افريقيا اكثر من تسعة اطباء يريدون فقط ان يحولوا بينه وبين الموت وكانت روحه تتحشرج حاولوا بكل ما يمكنهم ما كان من احد الاطباء وكان مسلما الا ان قرأ هذه الاية فلولا - 00:20:25ضَ
ان كنتم غير مدينين ترجعونها ان كنتم صادقين خرجت روحه من بين ايديهم كلهم خرجت مع كل املاكه وحكمه وقدرته لانه لا يمكن ان يحول شيء دون ذلك ودون امر الله سبحانه وتعالى عندها اما ان - 00:20:55ضَ
من المقربين فروح وريحان وجنة نعيم واما ان يكون من اصحاب اليمين فسلام لك من اصحاب اليمين اللهم اجعلنا من هؤلاء واولئك يا رب العالمين واما ان كان من المكذبين الضالين فنزل - 00:21:19ضَ
من حميم وتصلية جحيم. ان هذا لهو حق اليقين الذي يجب على كل مرئ ان يقره في قلب وعقله حتى يستقر فيكون يقينا فسبح باسم ربك العظيم ونزهه وعظمه سبحانه وتعالى فان تسبيحه - 00:21:38ضَ
وتعظيمه والتقرب اليه هو من اعظم الاسباب التي توصل الى المنازل العلا وتقي المرء من مثل تلك العقوبات. نسأل الله جل وعلا ان عنا وعنكم السيئات وان يتقبل منا ومنكم وان ينزلنا اعلى المنازل والدرجات. وصلى الله وسلم على نبينا محمد - 00:21:58ضَ