بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد ايها المستمعون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فهذا حديث عن تربية الابناء - 00:00:00ضَ

زينة الحياة الدنيا الابناء الصالحون الناشئون في طاعة ربهم الذين لا تكاد تعرف لهم نزوة ولا تعهدوا منهم هفوة والذين يستبقون في ميادين الصالحات ويسارعون في الخيرات هؤلاء هم الذين يتطلع اليهم كل اب صالح - 00:00:22ضَ

يرغب ان تقر عينه بصلاح ذريته لذا على الاباء ان يهتموا بتربية الابناء والباسهم لباس الايمان وتحصينهم بدروع التقوى والعناية بالنشأ مسلك الاخيار وطريق الابرار ولا تفسد الامة ولا تهلك الا حين تفسد اجيالها - 00:00:48ضَ

ولا ينال الاعداء منها الا اذا نالوا من شبابها وصغارها وصلاح الذرية محل اهتمام الانبياء والمرسلين قبل وجودهم. وبعد مجيئهم فمن دعاء زكريا عليه السلام رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء - 00:01:16ضَ

وخليل الرحمن عليه السلام يقول رب هب لي من الصالحين والصالح من عباد الله يبتهل الى الله رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت علي وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه - 00:01:42ضَ

واصلح لي في ذريتي من الابناء ينشأ العلماء العاملون والدعاة المصلحون والعباد القانتون والزهاد الورعون واصحاب المهارات والقدرات المبدعون اذا صلح الابناء قرت بهم عيون ابائهم وامهاتهم ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين - 00:02:02ضَ

واجعلنا للمتقين اماما وجمع الله الوالد وما ولد في دار كرامته جنات عدن يدخلونها ومن صلح من ابائهم وازواجهم وذرياتهم والملائكة يدخلون عليه من كل باب. سلام عليكم بما صبرتم. فنعم عقبى الدار - 00:02:33ضَ

اسدى النبي صلى الله عليه وسلم توجيها رشيدا. الى كل ناشئ مسلم في شخص ابن عمه عبد الله ابن رضي الله عنهما حين قال له يا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك - 00:02:59ضَ

احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله. واذا استعنت فاستعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك وان اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك - 00:03:19ضَ

رفعت الاقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي العقيدة ورسوخ الايمان وصدق التعلق بالله والاعتماد عليه اول لبنة في بناء الابناء حفظ الله بحفظ حقوقه وحدوده والتوجه اليه في الدعاء وحده. والتوكل عليه - 00:03:45ضَ

والذرية بحاجة الى التربية على المعرفة بالعزائم من الامور والعالي من الهمم يا يحيى خذ الكتاب بقوة واتيناه الحكم صبيا على الاباء ان يعلموا ابناءهم من العلم ما يقودهم الى حسن العمل - 00:04:11ضَ

وليحذروا الوقوف عند حدود الاماني. والاقتصار على المقترحات المجردة فذلك مميت للجهد والوقت. والمعنى الجامع لذلك كله ان يسعى الوالد في جلب ما ينفعهم. ودفع فيما يضرهم عاجلا واجلا وخير الاباء للابناء - 00:04:33ضَ

من لم يقع منه تقصير في حقوق يبعث على العقوق ومن ادب ولده على الاستقامة صغيرا سره كبيرا فأطوع الطين ما كان رطبا والين العود ما كان غضا حسن منشأهم مرتبط باستمساك والديه بدينهم - 00:04:56ضَ

فكلما استقام الوالدان كان الابناء بمنجاة من عوامل الضياع واسباب الضلال وللام الصالحة النقية صور مثلى مع التربية كان للامام احمد رحمه الله ام توقظه في الثلث الاخير من الليل وتطفئ له الماء ثم يصلي - 00:05:21ضَ

فاذا اذن الفجر اخذت بيده وصارت معه حتى تدخله المسجد ثم تجثو عند عتبة المسجد تنتظر صغيرها حتى ينتهي من الصلاة فاذا انتهى من الصلاة اخذته بيده وارجعته الى بيتها - 00:05:46ضَ

فعودة بالتربية الى منبعها الاصيل. ومصدرها الوثيق الذي نزل به الوحي من رب الارض والسماء والمقتبس من وحي النبي صلى الله عليه وسلم والذي اضاء الكون بافاقه واعماقه فبهذا يصح الدين وتنصع العقول وتستنير البصائر. وتكتمل المروءة - 00:06:07ضَ

واذا لم يحصل بين الزوجين وفاق وقدر بينهما فراق فعليهما بتقوى الله واعانة الابناء على الخير. وليوصي كل واحد منهما الاولاد ببر الاخر لزوم الصلاح والتقوى وربطهم بسيرة السلف الصالح في الاقتداء والاهتداء - 00:06:35ضَ

الوالدان في عبادة لله عز وجل حين يربيان اولادهما على الصلاح وهما مأجوران على كل ما يبذلانه من الانفاق والسهر. والمتابعة والتعليم وادخال السرور عليهم قال عليه الصلاة والسلام دينار انفقته في سبيل الله ودينار انفقته في رقبة - 00:06:59ضَ

ودينار تصدقت به على مسكين ودينار انفقته على اهلك اعظمها اجرا الذي انفقته على اهلك. رواه مسلم. ايها الابن امل والديك ان تكون ممن سيرهم فاضلة. واخلاقهم سامية مع صحة الاستقامة والبعد عن محقرات الاعمال - 00:07:28ضَ

ورذائل المهالك والا تقع فريسة للانحراف او اسيرا للملذات والشهوات او مطية للجهل والهوى فلا تضيع املك واملهم فيك امام لحظة من شهوة او ساعة من غفلة وعليك بانتقاء الاصحاب في المخالطة والمؤانسة - 00:07:54ضَ

فالنفس ان تركت وهواها ضلت واضلت وان هذبت اكتسبت حسن الاستقامة ولطف الشمائل وجميل الاخلاق ومن لم يضبط نفسه عن الاهمال في الملاذ والركون الى المشتهيات فقد دخل في الغفلة واضاع نفسه وقتل امل غيره - 00:08:20ضَ

واذا تحلت النفس بالصبر فانها لا تطير هلعا عند القوارع. ولا تذهب حسرة عند الفواجع. ولا تنهار جزعا امام النوازل ولا تقع فريسة للشدائد صبر وتحمل على ما يبدر من الاولاد - 00:08:45ضَ

فالشدائد والهموم مقدران باوقاتهما. الصبر لا يطيلها والجزع لا يقصرها زينة الذرية لا يكتمل بهاؤها وجمالها الا بالدين. والاصل في ذلك اقامة العبودية الله عز وجل في قلوبهم وغرسها في نفوسهم - 00:09:06ضَ

ومن الاء الله ان المولود يولد على دين الفطرة ورعايتهم تتطلب مجاهدة النفس بين النوازع والدوافع واقتحام العقبات ومقاومة العوائق ومتى رأى الوالد من اولاده اعراضا او نفورا او تماديا - 00:09:31ضَ

فلا ييأس من صلاحهم واستقامتهم اليأس من رح الله ليس من صفات المؤمنين. فلعل نفحة من نفحات الرحيم الكريم تعيد الولد الى رشده وتقصره عن غيه فسفينة النجاة فيما يعن من البلاء في الابناء والبنات يكون بالايمان بالله واللجوء اليه وحده - 00:09:54ضَ

وتضافرت النصوص الشرعية من الكتاب والسنة امرة بالاحسان الى الاولاد واداء الامانة اليهم. ومحذرة من اهمالهم والتقصير في حقوقهم. فكم من اب اشقى ولده باهماله وترك تأديبه واعانته على شهواته - 00:10:21ضَ

وان زعم انه يكرمه او يرحمه. بل انه بذلك قد ظلم نفسه وظلمه ففاته انتفاعه بولده وفوت عليه حظه في الدنيا والاخرة ايها الاب لا تفسد الفطرة وتقتل الاستقامة وتقضي على المروءة. اغرس الايمان والعقيدة الصحيحة - 00:10:46ضَ

والقيم الحميدة والاخلاق الكريمة في نفوس ابنائك واحذر المبالغة في احسان الظن بهم او التفريق بينهم في العطايا والهبات او في الملاطفة والممازحة. فان ذلك مما يوغر صدور بعضهم على بعض - 00:11:12ضَ

ويسبب في شيوع البغضاء ويبعث على نفورهم وتنافرهم والحياة الاجتماعية السوية لا تقوم الا اذا اشيع العدل في اهلها وحياة الاسر تنهض وعلى هذا الاساس المتين تأسى بالنماذج العطرة والصور المشرقة من سيرة السلف في التربية التي تأخذ بالالباب - 00:11:33ضَ

ومن اهمل تعليم اولاده ما ينفعهم وتركهم سدى فقد جانب الصواب معهم ومن اضاعهم صغارا لم ينتفعوا بانفسهم ولم ينفعوه كبارا عاتب بعض الاباء ولده على العقوق فقال الابن انك عققتني صغيرا فعققتك كبيرا. واضعتني وليدا فاضعتك شيخا. نسأل الله - 00:12:03ضَ

عز وجل ان يصلح لنا ولكم الذريات والنيات وان يعيننا واياكم على صلاحهم وبرهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:12:32ضَ