التفريغ
الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما انفقوا منا ولا اذى لهم اجرهم عند ربهم. ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون قول معروف ومغفرة خير من صدقتي يتبعها اذى - 00:00:00ضَ
الله غني حليم يا ايها الذين امنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر. فمثله تمثل صفوان عليه تراب واصابه وابل فتركه صلدا - 00:00:19ضَ
لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين. انتبه معي ورب الكعبة ما احوج الامة لهذه الايات ما احوج الامة لايات الانفاق يمدح الله تبارك وتعالى الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم لا يحبطون نفقتهم وعملهم - 00:00:39ضَ
المبارك العظيم وصدقاتهم الكريمة لا يحيطون بالمن والاذى المن يا اخواني واخواتي كبيرة من كبائر الذنوب وقد لا يعرف هذه المعلومة الخطيرة كثير من الناس اكرر المن كبيرة من كبائر الذنوب - 00:01:01ضَ
وقد لا يعلم هذا الحكم الخطير كثير من الناس فالمن هو ان يعدد المنفق والمتصدق النعم على من انفق عليه وتصدق عليه على سبيل التعيير والتنقيص اما الاذى فهو ما يؤذي الشخص من قول او فعل - 00:01:24ضَ
او سخرية او توبيخ والمن والاذى يبطلان الصدقة ويحبطان العمل ويذهبان معنى الاحسان الامام القرطبي رحمه الله يقول ولا يكون المن في غالب الامر الا من البخل والكبر والعجب ونسياني منة الله تعالى - 00:01:48ضَ
على العبد فيما انعم عليه الكبيرة انه قد يسأل الان سائل ولماذا صار المن كبيرة من الكبائر قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله كل ذنب رتب عليه عقوبة خاصة - 00:02:14ضَ
البراءة من فاعل الذنب ونفي الايمان عنه واللعنة والغضب والحج وما اشبه ذلك كل هذا يندرج تحت كبائر الذنوب كل ذنب رتب عليه عقوبة خاصة كالبراءة من فاعل الذنب او كنسي الايمان عنها - 00:02:36ضَ
او تعرضه للعنة وغضب الله كل هذا يدخل العمل تحت مسمى الكبيرة في صحيح مسلم من حديث ابي ذر رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال انظروا الى الدليل - 00:03:03ضَ
ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. يا الهي اللهم سلم سلم يا رب. ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة - 00:03:29ضَ
ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم. قال ابو ذر قلت من هم يا رسول الله؟ قد خابوا وخسروا. من هم يا رسول الله؟ قد خابوا وخسروا واعادها ثلاثا وقال عليه الصلاة والسلام - 00:03:49ضَ
تعرف على هؤلاء قال عليه الصلاة والسلام المسبل اي ثيابه على سبيل الكبر والعشب والفخر والخيلاء المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب والمنفق سلعته بالحلف الكاذب هذه رسالة الى كل تاجر امين صادق - 00:04:06ضَ
الا يحلف بالله كاذبا ابدا من اجل ان يبيع سلعته او ان يروج تجارته وفي رواية عبدالله بن عمر انه صلى الله عليه وسلم قال ثلاثة لا ينظر الله اليهم يوم القيامة - 00:04:35ضَ
العاق لوالديه سلم يا رب العاق لوالديه اعظم كبيرة بعد الشرك بالله اعظم كبيرة بعد الشرك بالله العاق لوالديه ومدمن الخمر والمنان بما اعطى وفي رواية ابن عباس قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:04:50ضَ
لا يدخل الجنة مدمن خمر ولا عاق لوالديه ولا منان رحم الله من قال افسدت بالمن ما قدمت من حسن ليس الكريم اذا اعطى بمنان ومن جميل ما قاله الامام العلم - 00:05:17ضَ
الشافعي رحمه الله قال لا تحملن من الانام بان يمنوا عليك منة. واختر لنفسك حظها واصبر فان الصبر جنة منن الرجال على القلوب اشد من وقع الاسنة هؤلاء الاكارم الافاضل - 00:05:38ضَ
الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله ثم ليتبعون ما انفقوا بالمن والاذلال والاذى. هؤلاء وعدهم الله جل جلاله الاجر والجزاء الذي لا يعلم حده وعده وفضله الا الواسع العليم وعدهم - 00:06:02ضَ
الامن في الدنيا والاخرة والسعادة في الدنيا والاخرة. فقال جل جلاله لهم اجرهم عند ربهم وانتبه لكلمة اجرهم تأتي نكرة لتفيد الشمول والعموم لهم اجرهم عند ربهم وانظر الى هذه الاضافة الرقيقة الجميلة عند ربهم. انظر الى هذا النسب الشريف عند ولي نعمهم. عند من يربيهم - 00:06:26ضَ
غذاء ويتفضل عليهم ابتداء وتوسطا وانتهاء لهم اجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم لا في الدنيا ولا في الاخرة ولا هم يحزنون. لا خوف عليهم في الدنيا ولا فيما يستقبلونه من اهوال يوم القيامة - 00:06:58ضَ
النكرة الواقعة في سياق النفي تفيد الشمول والعموم ولا هم يحزنون اي على ما تركوه وراءهم من اولاد وذرية لا يحزنون لانهم تركوهم وديعة عند الله عند من جعل اجرهم عليه سبحانه - 00:07:20ضَ
لا يأسفون على ما فاتهم من زهرة الدنيا ولا على ما تركوه من ذرية ضعفاء وليخشى الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله لانهم صاروا الى ما هو خير لهم عند الله من نعيم لم تره عين ولم تسمع به اذن ولم يخطر على قلب بشر - 00:07:40ضَ
ثم يكرر الحق جل وعلا مرة اخرى التحذير من المن والاذى. امرني المؤمنين ان يبتعدوا تماما عن هاتين الرذيلتين وعن هذين الخلقين الذميمين في صدقاتهم ونفقاتهم ويعلمنا ان الكلمة الطيبة وان قول المعروف للفقير المحتاج خير من ان نعطيه - 00:08:06ضَ
ثم نؤذيه بالمن والاهانة والاذى. فيقول سبحانه قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها اذى. والله غني حليم. الاية الثالثة والستون بعد المائتين. القول المعروف هو الذي يقره الشرع والعرف - 00:08:33ضَ
وتقبله القلوب ولا تنكره تقول للسائل او المسكين الذي يسألك الصدقة قولا جميلا طيبا تجبر به خاطره وتحفظ له كرامته ان لم تستطع ان تعطيه مالا وان وجدت منه سوء خلق - 00:08:50ضَ
او الحافا او الحاحا في شدة الطلب منك ربما يضيق صدرك وقال جل وعلا قول معروف ومغفرة مغفرة يا سلام اعف عن هذا السائل اعف عن هذا المسكين اصفح عن اساءته - 00:09:13ضَ
واستر لحاله ولا تهنا كل هذا خير لك عند ربك من الصدقة ان اعطيتها ولو كانت كبيرة ثم اتبعتها بالمن والاذى والاهانة قول معروف ومغفرة خير من صدقتي يتبعها اذى. ويختم الله جل جلاله الاية بهذين الاسمين الجليلين والصفتين الكريمتين والله غني حليم - 00:09:36ضَ
غنيون عن نفقتنا وصدقاتنا. فهو الغني بذاته. الذي بيده خزائن السماوات والارض. الذي لو اجتمع الاولون والاخرون في صعيد واحد فسألوه جل وعلا فاعطى كل واحد منهم مسألته ما نقص من ملكه شيئا. الحليم - 00:10:02ضَ
الذي لا يعجل العقوبة لمن عصاه بالمن والاذى مع انه جل وعلا صاحب الفضل وولي العطاء فهو الذي يعطي خلقه النعم الظاهرة والباطنة مع معاصيهم وذنوبهم وجرأتهم عليه وانتهاك محارمي في الخلوات ومع ذلك يحلم عليهم ويمهلهم ويرزقهم ويوسع عليهم كي يتوبوا وينيبوا ولا - 00:10:21ضَ
لهم العقوبة لعصيانهم مع قدرته عليهم سبحانه وتعالى. ثم يؤكد الحق جل وعلا ويكرر مرة اخرى عن المن والاذى لانهما يذهبان اجر الصدقة ويمنعان الشكر ممن اخذوا الصدقة وضرب الله - 00:10:50ضَ
جل وعلا لذلك اروع مثل وهذا ما نتعرف عليه. في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته - 00:11:10ضَ