تعليقات على كتاب | الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب

تعليقات على كتاب | الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب | 8

أحمد الحازمي

بسم الله الرحمن الرحيم يسر موقع فضيلة الشيخ احمد بن عمر الحازمي ان يقدم لكم هذه المادة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين اما بعد - 00:00:01ضَ

ولا زال يصنف رحمه الله تعالى يشرح لنا قوله صلى الله عليه وسلم وامركم بالصلاة فاذا صليتم فلا تلتفتوا فان الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت. يعني فان التفت اعرض الله تعالى عنه - 00:00:28ضَ

وبين لنا المصنف رحمه الله تعالى ان الالتفات المنهي عنه للصلاة قسمان وهذا يقع عند بعض الناس ينبغي التنبه لهذا اولا صفات القلب عن الله عز وجل الى غير الله تعالى. يعني الانشغال في اثناء الصلاة بغير الله عز - 00:00:52ضَ

عز وجل وبغير ما يسمعه او يتلوه من من القرآن. والثاني التفات البصر يلتفت ببصره يلحظ سواء بوجهه ام لا؟ حكمه يعتبر عاما. وهو مكروه عند اهل العلم ولكن اذا لم تكن ثمة حاجة - 00:01:12ضَ

ان كانت حاجة حينئذ ارتفعت الكراهة. هذه قاعدة عند اهل العلم من الفقهاء وغيرهم اذا قيل هذا مكروه مرادهم عند عدم الحاجة واذا احتيج اليه حينئذ صار الامر جائز ولا اشكال فيه - 00:01:32ضَ

ولا يزال الله مقبلا على عبده ما دام العبد مقبلا على صلاته. ولذلك قال فان الله ينصب وجهه لوجه عبده هنا ذكرنا ان الله عز وجل يوصف بصفة الوجه وهي صفة ذاتية الله اعلم بكيفيتها ليس كمثله شيء - 00:01:48ضَ

وهو السميع البصير وهذه قاعدة عامة عند اهل السنة والجماعة ان تثبت الاسماء والصفات على نحو ما جاء في الكتاب والسنة على فهم لسان العرب. يعني يفهم منها المعنى المراد الا انه لا يكيف قل وجه الله مثل وجه كذا وكذا الى اخره. نقول هذا يعتبر ممنوع - 00:02:08ضَ

وعن محرم لقوله تعالى ليس كمثله شيء وهو السميع البصير. ثم بين رحمه الله تعالى ان عمل المقبول اسماء او المقبول من العمل قسمان منه ما تواطأ فيه القلب مع الظاهر. يعني اتفق الظاهر واو الباطن وهذا - 00:02:28ضَ

اعلى درجة ويكون الثواب فيه رضا الرب جل وعلا. وهو اعلى وانفس من المخلوق. الثاني ان القلب في شغل من امور الدنيا يعني متعلقا بالدنيا الا ان الاعمال تكون على - 00:02:48ضَ

يعني اركان العبد تكون مشغولة بالطاعة الا ان قلبه يكون مشغولا بامر الدنيا وهذان عملان مقبولان الا ان الاول يكون اكثر ثوابا واعظم اجرا. والثاني يكون القبول من حيث الاجزاء. بمعنى انه لا يطالب باعادة - 00:03:08ضَ

صلاة ونحوها. ويكون قد سقط الطلب عنه وبرئت الذمة. الا انه لا يثاب عليه. ومر معنا ذلك. ثم قال رحمه الله الله تعالى فصل بعدما بين لنا ان الناس باعتبار الصلاة خمسة اقسام واعلاها درجة من - 00:03:28ضَ

جعل قلبه بين يدي الله عز وجل يعني من وصل الى مرتبة الاحسان قال رحمه الله تعالى فصل وانما يقوى العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربه عز وجل يعني كيف يقوى العبد على استحضار قلبه - 00:03:48ضَ

في الصلاة. قال انما يقوى العبد على حضوره في الصلاة واشتغاله فيها بربه عز وجل. يعني ينصرف عن الدنيا باسرها متى اذا قهر شهوته وهواه؟ يعني اذا غلب الشهوة والهوى لان الذي يتعلق بامور - 00:04:08ضَ

الدنيا والذي يصرف الانسان في الصلاة وفي غيرها هو الشهوة والشهوة كما مر معنا قد تكون شهوة المال قد تكون شهوة الجماع قد تكون شهوة الاكل وغير ذلك. والهوى يكون محكما كذلك يعني العقل والرأي. والا فقلب قد - 00:04:28ضَ

قهرته الشهوة واسره الهوى. ووجد الشيطان فيه مقعدا تمكن فيه. كيف يخلص من الوساوس ومن الافكار اذا كان الانسان يدخل في صلاته والقلب مشحون بشهوة الدنيا. كيف حينئذ يخلص من الوساوس - 00:04:48ضَ

والشيطان قد وجد بيته ومقعده ووجد ما يستأنس به. لانه ما نقظا اذا سلم القلب من الشهوة والهوى خرج الشيطان واذا وجد في القلب وشحن به الشهوة والهوى حينئذ وجد الشيطان مسكنه وما يألفه. حينئذ لابد ان يوطن - 00:05:08ضَ

الانسان نفسه على ذلك. ولذلك بين رحمه الله تعالى ان القلوب ثلاثة اقسام. والقلوب ثلاثة قلب خال من الايمان وجميع الخير. فذلك قلب المظلم. يعني الكافر والمنافق قد الصراحة المنافق انفاقا - 00:05:28ضَ

اكبر قد استرح الشيطان من القاء الوساوس اليه. لانه قد اتخذه بيتا ووطنا وتحكم فيه بما وتمكن منه غاية التمكن. يعني لا تعارض بين قلب الكافر والمنافق نفاقا اكبر مع الشيطان. لان كلا منهما شيطان حينئذ - 00:05:48ضَ

لا يجد الشيطان فيه قلب الكافر الا ما يوافقه. ولذلك لما قيل ابن عباس ان اليهود تزعم انهم لا يوسوسون في الصلاة. قالوا وما يصنع الشيطان بقلب خرب يعني وجد ما يستأنس به القلب الثاني قلب قد استنار بنور الايمان واوقد - 00:06:08ضَ

افيه مصباح لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الاهوية. حينئذ تأتي المعارك. يعني عنده وعنده شهوة وجد فيه الامران. فلشيطان هناك اقبال وادبار ومجاولات ومطامع والحرب دول وسجان يعني ثم معالك بين الانسان الذي سنار بنور الايمان واوقد فيه مصباحه الا ان الشهوة - 00:06:28ضَ

زالت في قلبه ولم يتخلص منها. حينئذ الحرب بينه وبين الشيطان دول وسجال. وتختلف احوال هذا صنف بالقلة والكثرة. فمنهم من اوقات غلبته لعدوه اكثر. ومنهم من اوقات غلبة عدوه - 00:06:58ضَ

له اكثر ومنهم من هو تارة وتارة. يعني تارة هو يغلب الشيطان وتارة العكس ثم ايهما اكثر سلب اختلاف الاشخاص والازمان. اذا هذا قلب ثاني فيه ايمان وفيه شهوة. القلب الثالث قلب - 00:07:18ضَ

محشوم بالايمان. قد استنار بنور الايمان. والقشعت عنه حجب الشهوات. واقلعت عنه تلك الظلمات. فلنوره في قلبه اشراق. النور فلنوره. يعني نور الايمان في قلبه اشراق. ولذلك اشراق ايقاد. لو دنا منه الوسواس احترق به. فهو كالسماء التي حرست بالنجوم - 00:07:38ضَ

وهذا مثال جيد للقيم رحمه الله تعالى. فهو كالسماء التي حرست بالنجوم. فلو دنا منها الشيطان ليتخطاها رجم فاحترق وليست السماء جرم الذي هو السماء المألوفة الدنيوية ليست السماء باعظم حرمة - 00:08:08ضَ

من المؤمن بل ليست الكعبة باعظم حرمة من من المؤمن فظلا عن السماء ومع ذلك الله عز وجل حرص السماء بالشهب ان يصل الشياطين فقلب المؤمن اولى بالحراسة. وليست السماء باعظم حرمة من المؤمن. وحراسة الله - 00:08:28ضَ

تعالى له اتم من حراسة السماء. والسماء متعبد الملائكة. ومستقر الوحي يعني الملائكة السماء تتعبد في السماء وهي محل لهم. وكذلك هي مستقر الوحي. وفيها انوار الطاعات. وقلب المؤمن الذي يقابل السماء - 00:08:48ضَ

وهو افضل مستقر التوحيد. والمحبة والمعرفة والايمان. وفيه انوارها. فهو حقيق ان يحرس ويحفظ من كيد العدو فلا ينال منه شيئا الا على غرة وغفلة فترة. اذا القلب محشوب بالايمان هذا محروس بحراسة الله عز وجل لا يتخطاه الشيطان الا على مقتضى البشري لانه بشر لابد - 00:09:08ضَ

ان يسهو ومر معنا ان مداخل الشيطان الغظب والشهوة ما هي؟ والغفلة. هذي ثلاثة يدخل منها الشيطان وهي موجودة في كل مؤمن ولو كمل ايمانه. وقد مثل ذلك بمثال حسن يعني القلوب الثلاثة السابقة. وهو ثلاثة بيوت - 00:09:38ضَ

بيت للملك ملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره. وبيت للعبد الذي هو مملوك ليس بملك. فيه كنوز العبد وذخائره وجواهره. على ما يليق به. وليس فيه جواهر الملك وذخائره وبيت خال صفر لا شيء فيه. لا جواهر الملك ولا كنوز العبد. هذي ثلاثة بيوت. بيت الملك وفيه كنوز - 00:09:58ضَ

الخاصة به وبيت العبد وفيه كنوز للعبد وذخائره خاصة به وهي دون السابق وبيت خالص صفر لا شيء فيه فجاء اللص ليسرق من احد البيوت فمن ايها يسرق؟ البيت الخالي لا شيء فيه وبيت الملك - 00:10:28ضَ

عليه حراسة يأتي لاي بيت وسط بيت العبد. فجاء اللص ليسرق من احد البيوت. فمن ايها يسرق؟ فان قلت من البيت الخالي كان محالا. لان اللص ماذا يريد؟ يريد الجواهر وهذا مسكين. صفر. لان البيت الخالي ليس فيه شيء - 00:10:48ضَ

ولهذا قيل لابن عباس رضي الله عنهما ان اليهود تزعم انها لا توسوس في صلاتها. فقال رضي الله تعالى عنه ما يصنع الشيطان بالقلب خراب. لان ليس فيه كنوز ليس فيه ايمان. فتوافق وان قلت يسرق من بيت الملك كان - 00:11:08ضَ

ذلك كالمستحيل الممتنع. لان الملك عليه حراسة فان عليه من الحرس واليزكي. يزك كلمة فارسية معناها طلائع الجيش ما لا يستطيع اللص الدنو منه. كيف وحراسه حارسه الملك بنفسه وجوده في بيته؟ وكيف يستطيع اللص الدنو - 00:11:28ضَ

هو منه وحوله من الحرس والجند ما حوله. فلم يبقى للص الا البيت الثالث فهو الذي يشن عليه الغار او بيت العبد المسكين قيل الذي ليس عنده الا كنوز العبد وليس عنده حرس ونحو ذلك. فليتأمل اللبيب هذا المثال حق التأمل. ولينزله على القلوب - 00:11:48ضَ

فانها على منوالهم. فقلب خلا من الخير كله. وهو قلب الكافر والمنافق. فذلك بيت الشيطان قد احرزه لنفسه واستوطنه واتخذه سكنا ومستقرا. فاي شيء يسرق منه وفيه خزائنه وذخائره وشقوقه - 00:12:08ضَ

خيالاته ووساوسه. يعني خزائن الشيطان ادواته التي يسلك بها الوساوس. وقلب قد امتلأ من جلال الله عز وجل وعظمته ومحبته ومراقبته والحياء منه. فاي شيطان يجترئ على هذا القلب؟ هذا - 00:12:28ضَ

ايمكن ان ياتيانه لا يمكن ان يأتي الى قلب امتلأ من جلال الله عز وجل وهيبته ومحبته ومراقبته ثم الشيطان يتسلط عليه صباح مساء هذا بعيد وانما يأخذ منه خطفة على وفق ما كانت البشرية وان اراد سرقة شيء منه - 00:12:48ضَ

فماذا يسرق؟ وغايته يعني غاية الشيطان من هذا القلب ان يظفر في الاحايين منه بخطفة ونهبة له على غرة من العبد وغفلة لابد له منها. اذ هو بشر واحكام البشرية جارية عليه من الغفلة والسهو والذهول - 00:13:08ضَ

ثبت الطمع وقد ذكر عن وهب ابن منبه رحمه الله تعالى انه قال في بعض الكتب الالهية لست اسكن البيوت ولا تسعني يعني الكتب الالهية المراد بها وللتواصل الجين. يعني حدثوا عن بني اسرائيل ولا ولا حرج. وهذا لا يقتضي ان يكون الدين - 00:13:28ضَ

يهودي او نصرانية له دين سماوي كما يقال الان. هذا دين سماوي قبله قبل نسخه. يعني قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم. واما بعد ان بعث محمد صلى الله عليه وسلم فلا عبرة به وليس بدين سماوي البهت. فما يشاع على الاديان السماوية - 00:13:48ضَ

هذا غلط ودين واحد واليهودي والنصرانية ليست بدين سماوي. وانما قبل بعثة محمد صلى الله عليه وسلم نعم. لست واسكن البيوت ولا تسعوني واي بيت يسعني والسماوات حشو كرسي. ولكن انا في قلب المؤمن الوادع التالك لكل شيء سواي - 00:14:08ضَ

هذا يؤخذ ولا يصدق ولا يكذب. وهذا معنى الاثر الاخر وفيه ضعف. ما وسعتني ما وسعت في سماواته ولا ارضي ووسعني قلب عبد المؤمن. وقلب فيه توحيد الله تعالى ومعرفته - 00:14:28ضَ

ومحبته والايمان به والتصديق بوعده ووعيده وفيه شهوات النفس واخلاقها ودواعي الهوى والطبع. وقلب ان هذين الداعيين فمرة يميل بقلبه داع الايمان والمعرفة والمحبة لله تعالى وارادته وحده ومرة يميل بقلبه داعي الهوى والشيطان والطباع فهذا القلب للشيطان فيه مطمع وله منه منازلات ووقائع - 00:14:48ضَ

ويعطي الله النصر لمن يشاء وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم. نصره نعم من النصر الحسي الذي يكون على الاعداء. لما اولا ينتصر الانسان على هواه. وعلى شهوته. ولذلك ابن القيم رحمه الله تعالى في كلمة له يقول من لم يجاهد - 00:15:18ضَ

نفسه لا يقوى على جهاد العدو. الذي لا ينتصر على نفسه وعلى هواه. وعلى ترك المعاصي والالتزام بالطاعة هذا لا يمكن ان الصف ويجاهد العدو وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم. وهذا لا يتمكن الشيطان منه الا بما عنده من سلاحه - 00:15:38ضَ

فيدخل الشيطان اليه فيجد سلاحه عنده فيأخذه ويقاتله به. فان اسلحته هي الشهوات والشبهات اما شهوة واما شبهة. والشبهة هذه تتعلق باصول الدين. التشكيك في الدين ونحو ذلك. والخيالات والاماني الكاذبة - 00:15:58ضَ

وهي في القلب فيدخل الشيطان فيجدها عنده فيأخذها ويصون بها على القلب فان كان عند العبد عدة عتيدة من الايمان تقاوم تلك العدة وتزيد عليها انتصب من الشيطان. اذا لا يمكن ان يكون الحرب والسجال مع الشيطان الا - 00:16:18ضَ

الايمان والعمل الصالح. ولذلك خلاصة ما يذكره ابن القيم اما سبق معنا في الدروس الماضية محصور في طريق واحد لمن اراد سلوكه هو ان يسلك طريق العلم الصحيح النافع الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم. ويعمل بما يعلم حينئذ يكون قد - 00:16:38ضَ

فبالايمان والعمل الصالح. ومر معنا ان من اسباب انشراح الصدر هو العلم الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم. وكلما اتسع الانسان او كثر من علمه اتسع انشراح صدره. وكلما تمكن من العلم واتسع وكثر في العلم الشرعي الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم - 00:16:58ضَ

سلم استطاع ان يحارب ابليس ولا يغلبه الا ان يشاء الله عز وجل. والا فالدولة لعدوه عليه ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم فاذا اذن العبد لعدوه وفتح له باب بيته وادخله عليه ومكنه من السلاح يقاتله به فهو الملوم - 00:17:18ضَ

يعني اذا وجدت الشهوات والشبهات في القلب وتركتها ولم تسعى في ازالتها ثم بعد ذلك جاءت الوساوس وتركت قال فانت فانت الملوم فلمسك لم ولا تلم المطايا ومت كمدا فليس لك اعتذار. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى - 00:17:38ضَ

والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:17:58ضَ