تفسير ابن كثير | سورة المائدة

تفسيرابن كثير | شرح الشيخ عبد الرحمن العجلان | 19- سورة المائدة من الآية (21) إلى الآية (22).

عبدالرحمن العجلان

وبعد. سم بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرحمن الرحيم يا قومي ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على ادباركم ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين - 00:00:00ضَ

قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين وانا لن ندخلها وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها. فان يخرجوا منها فانها داخلون هاتان الايتان الكريمتان من سورة المائدة جاءتا بعد قوله جل وعلا - 00:00:29ضَ

واذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة الله عليكم اذ جعل فيكم اذ جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا واتاكم واتاكم ما لم يؤت احدا من العالمين يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم - 00:01:01ضَ

ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا خاسرين الاية يقول الله جل وعلا عن موسى على نبينا وعليه افضل الصلاة والتسليم انه يخاطب قومه قائلا قائلا لهم يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم - 00:01:31ضَ

اولا يتلطف عليه الصلاة والسلام معهم بالخطاب لعلهم يستجيبوا قائلا يا قومي ولم يقل يا اناس او يا رجال او يا امة وانما قال يا قومي على غرار قول ابراهيم عليه السلام يا ابتي يا ابتي يا ابتي - 00:02:12ضَ

يا قوم ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم ذكر عليه الصلاة والسلام لهم المرغبات والحوافز لدخولهم على هؤلاء الجبارين قائلا ادخلوا الارض كأن المسألة سهلة ما يطلب منهم الا الدخول - 00:02:49ضَ

والا فالنصر مضمون من الله جل وعلا ادخلوا الارض ورغبهم فيها بانها مقدسة والمقدسة المطهرة وقيل المباركة ادخلوا الارض المقدسة قال التي كتب الله لكم فهي لكم كتبها الله جل وعلا - 00:03:25ضَ

وهيأها لكم وانما مطلوب منكم الدخول فاذا دخلتم دخلتم ارضا طيبة مباركة مكتوبة لكم ما يحتاج الى مجهود منكم ما هذه الارض المقدسة اقوال لعلماء التفسير رحمة الله عليهم اختلف في تعيينها - 00:04:02ضَ

وقال قتادة هي الشام كلها وقال مجاهد الطور وما حوله وقال معاذ بن جبل رضي الله عنه ما بين العريش الى الفرات عريش مصر الى فرات العراق شمال الجزيرة العربية كله - 00:04:41ضَ

وقال السدي وابن عباس وغيرهما هي اريحا وقال الزجاج دمشق وفلسطين وبعض الاردن يقول المفسر رحمه الله تعالى وقول قتادة يجمع هذه الاقوال المذكورة بعده يعني ماذا قال قتادة رحمه الله - 00:05:12ضَ

امام المفسرين قال هي الشام كلها ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم. يعني جعلها الله لكم وكتبها وقدرها لكم ما مطلوب منكم الا ان تدخلوا ولا ترتدوا على ادمانكم. انظر - 00:05:42ضَ

حسن لطافة الترغيب مع التخويف من النكوس وشناعة الرجوع وعدم الاستجابة ترغيب قال ادخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم وفي مجال التخويف والترهيب من الرجوع والنكوس. قال ولا ترتدوا على ادباركم - 00:06:22ضَ

الارتداد والرجوع الى الادبار هذا شنيع وليس بلائق بالكرماء وانما الكرماء يا شيخ الامام ولا يتراجع ولا ترتدوا على ادباركم ماذا تكون النتيجة فتنقلبوا خاسرين. يكون الخسران محقق لكم هناك دخول - 00:07:01ضَ

في ارض مقدسة طيبة كتبها الله جل وعلا لكم وهنا التنفير من الرجوع والنكوس وعدم الاستجابة قال ولا ترتدوا على ادباركم ترجعوا على ادباركم فماذا تكون النتيجة فتنقلب خاسرين. خسرتم الدنيا والاخرة - 00:07:38ضَ

كيف ذلك خسرتم الدنيا في عدم الدخول الى الارض الطيبة ارض طيبة ارض الشام ارض مباركة فيها الخيرات فيها النعم فيها طيب الجو فيها من وسائل الراحة الشيء الكثير فهذا خسران للدنيا - 00:08:09ضَ

وخسران الاخرة معصية الرسول موسى صلى الله عليه وسلم وناتج معصية الرسول النار والعياذ بالله فيكون المرء في هذه الحال في عدم الاستجابة خسر الدنيا ما ينال من حظوظ الدنيا المباحة - 00:08:41ضَ

وخسر الاخرة ما كان من اهل الجنة. كان من اهل النار لان من عصى الرسول فليس من اهل الجنة يكونوا من اهل النار كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه. فيما رواه البخاري ان النبي صلى الله عليه - 00:09:08ضَ

وسلم قال كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى كل من امتي يدخلون الجنة الا من ابى وامة محمد صلى الله عليه وسلم يشمل امة الدعوة وامة الاجابة امة الدعوة - 00:09:29ضَ

يدخل فيه كل عاقل من الجن والانس موجود على هذه الارض من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم الى ان يرث الله الارض ومن عليها اليهود الان وقبل وبعد والنصارى الان وقبل وبعد كلهم من امة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:09:51ضَ

امة الدعوة ما استجابوا لكنهم من اهل الدعوة التي الذين دعاهم النبي صلى الله عليه وسلم لكن ما استجابوا وكل من كان على هذه البسيطة من عاقل من الجن والانس فهو من امة - 00:10:15ضَ

الدعوة امة الاجابة هم من استجاب له صلى الله عليه وسلم بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله الشاهد قوله صلى الله عليه وسلم كل امتي يدخلون الجنة الا من ابى - 00:10:36ضَ

تعجب الصحابة رضي الله عنهم قالوا يا رسول الله ومن يأبى عن دخول الجنة يعني وين عاقل يقال له هذي الجنة وهذي النار ادخلوا الجنة يقول لا اريد النار ومن يأبى من دخول الجنة. قال عليه الصلاة والسلام من اطاعني دخل الجنة - 00:10:54ضَ

ومن عصاني فقد ابى رفظ دخول الجنة يقال له دخول الجنة يقول لا اطع النبي صلى الله عليه وسلم تدخل الجنة فيقول لا يابا طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فكأنه يقال له ادخل الجنة فيقول لا ما اريده - 00:11:18ضَ

من اطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد ابى فمن اطاع رسوله الذي بعث اليه دخل الجنة وربح الدنيا والاخرة ومن عصى رسوله خسر الدنيا والاخرة والعياذ بالله ولا ترتدوا على ادباركم فتنقلبوا ترجعوا خاسرين - 00:11:44ضَ

والخسارة هي فقدان رأس المال الربح ان يأتيه رأس المال وزيادة ورأس المال الوسط فمن فقد الربح ورأس المال فقد خسر وهؤلاء وجدوا في الدنيا ليعملوا للاخرة فمن عمل في الدنيا للاخرة ربح الدنيا - 00:12:25ضَ

والاخرة ومن لم يعمل في الدنيا للاخرة خسر الدنيا والاخرة والعياذ بالله انظر الى جوابهم له عليه الصلاة والسلام جواب خوف وذعر وعدم استجابة وعدم ايمان بالله ووعده ورسوله صلى الله عليه وسلم - 00:12:59ضَ

قالوا يا موسى ان فيها قوم جبارين وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها ما يخرجون منها من تلقاء انفسهم الا بدخولكم عليهم اذا دخلتم عليهم اخرجهم الله جل وعلا. الله جل وعلا جعل - 00:13:30ضَ

لابن ادم للمجاهد السبب والنصر بيده كما نصر جل وعلا اهل بدر ثلاث مئة وبضعة عشر عديم السلاح عديم الطعام عديم المركوب على الف وزيادة او نقص قليل عندهم الاستعداد الكامل - 00:13:58ضَ

لكن النصر بيد الله عزم هؤلاء بخلاف بني اسرائيل عدم المهاجرون والانصار رضي الله عنه على طاعة النبي صلى الله عليه وسلم فنصرهم الله كما قال سعد بن معاذ رضي الله عنه والله لا نقول لك كما قال بنو اسرائيل لموسى اذهب انت وربك فقاتلا اما ها هنا - 00:14:28ضَ

قاعدون فلنقاتل عن يمينك وعن شمالك ومن بين يديك ومن خلفك رضي الله عنهم وارضاهم اما هؤلاء قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين نخاف منهم ما نستطيع الدخول وا دخلوا والنصر بيد الله لكن رفضوا - 00:14:56ضَ

ان فيها قوما جبارين والجبار هو المتجبر العاتي المتسلط الذي يجبر الناس على هواه وما يريده هذا جبار يعني يجبر الناس على ان يسيروا في ركابه وما يريد ان فيها قوما جبارين - 00:15:17ضَ

وقد جاء في احاديث وروايات عن بني اسرائيل عن قوتهم وغلظتهم وشدتهم الله جل وعلا به عليم ومنها ما هو ثابت ومنها ما هو ما ليس بثابت من قوتهم وغلظتهم وشدتهم - 00:15:46ضَ

حتى قيل ان الرجل منهم جمع سبعة رجال من بني اسرائيل وجعلهم في كمه مع الفاكهة التي يجني من بستانه لما جاء وجدهم في بستانه هؤلاء الجبارين لما دخل عليهم عيون من بني اسرائيل ارسلهم موسى سبعة او اثنى عشر - 00:16:05ضَ

جعلهم التقطهم واحد واحد وجعلهم في كمه. مثل ما يجعل الفاكهة في كم سبعة او اثنى عشر جعلهم في كمه وذهب بهم الى الملك وقال هؤلاء وجدتهم في بستاني وقال الملك اذهبوا الى صاحبكم فاخبروه بما رأيتم ويكفينا هذا - 00:16:28ضَ

وما خاف منهم لانهم عصوا الله وانا يقولون لموسى عليه السلام وانا لن ندخلها لن ندخل الارض المقدسة المباركة الطيبة ما ندخل حتى يخرجوا منها. من يخرجهم ادخلوا حتى يخرجوا - 00:16:54ضَ

لكنهم رفضوا. والله جل وعلا يريد من عباده ان يفعلوا السبب حتى ينصرهم ويؤيدهم انا لننصر رسلنا والذين امنوا في الحياة الدنيا ان تنصروا الله ينصركم اذا فعلتم شيئا من قبلكم - 00:17:20ضَ

طاعة لله وطاعة لرسوله ايدكم الله ونصركم ان ينصركم الله فلا غالب لكم مهما تكون القوة وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها. اخرجهم ثم ندخل ان يخرجوا منها فان داخلون. يعني كانهم يقولون لن ندخل وفيها واحد منهم - 00:17:44ضَ

حتى يخرجوا جميع فان خرجوا دخلنا فغضب الله جل وعلا عليهم ومقتاهم بعدما وضع وعظهم رجلان منهم كما سيأتي غدا ان شاء الله انهم وعظوا وما اتعظوا وما استجابوا فضرب الله جل وعلا عليهم التيه في الارض يتيهون في الارض عقوبة لهم على معصية رسوله - 00:18:15ضَ

موسى على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام وان يخرجوا منها فانها داخلون وهذا عدم استجابة لنداء الرسول الواجب على العاقل اذا سمع نداء الله جل وعلا او نداء رسوله صلى الله عليه وسلم ان يستجيب - 00:18:50ضَ

ويقول سمعنا واطعنا غفرانك ربنا واليك المصير لكنهم ما استجابوا فعاقبهم الله جل وعلا في الدنيا مع ما ادخر لعصاتهم في الدار الاخرة وقال تعالى مخبرا عن موسى انه قال - 00:19:16ضَ

يا قومي طهر الارض المقدسة المطهرة وعن ابن عباس قال هي الطور وما حوله. وكذا قال مجاهد وغير واحد وقوله تعالى التي كتب الله لكم التي وعدكموها اي التي وعدكموها - 00:19:44ضَ

على لسان ابيكم إسرائيل انه وارثه انه ورثه من امن منكم ولا ترتدوا على ادباركم كي تنكروا عن الجهاد فتنقلبوا خاسرين قالوا يا موسى ان فيها قوما جبارين. وانا لن ندخلها حتى يخرجوا منها فان يخرجوا منها فانا داخلين - 00:20:04ضَ

فان داخلون اي اعتذروا بان في هذه البلدة التي امرتنا بدخولها وقتال اهلها قوما جبارين ذوي ذوي خلق هائلة خلق هائلة وقوى شديدة وانا لا نقدر على مقاومتهم ولا مصاولتهم ولا يمكننا الدخول اليها ما داموا فيها - 00:20:26ضَ

من يخرج منها دخلناها والا فلا طاقة لنا بهم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:20:50ضَ