السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين. وصل علينا يا رب معهم بمن - 00:00:00ضَ
وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد فحياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بتوفيق الله ومدده على موعد مع اللقاء السابع بعد الثلاثمائة من لقاءات التفسير للقرآن الكريم ونحن على موعد مع اللقاء الثالث عشر - 00:00:20ضَ
من لقاءات تفسيرنا لصورة النساء وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي مع هذه الاية العظيمة المحكمة الجامعة التي تبين المحرمات من النساء وهي قول رب الارض والسماء حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم - 00:00:43ضَ
وبنات الاخ وبنات الاخت وامهاتكم اللاتي ارضعنكم واخواتكم من الرضاعة وامهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن. فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم. وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم وان تجمعوا بين الاختين الا ما قد سلف - 00:01:08ضَ
ان الله كان غفورا رحيما اية عظيمة محكمة جامعة تبين المحرمات من النساء بعد ان قال رب الارض والسماء في اول السورة فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع - 00:01:36ضَ
فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك ادنى الا تعولوا. يبين هنا جل جلاله المحرمات منهن فيقول سبحانه حرمت عليكم امهاتكم وقلت في اللقاء الماضي في اخره - 00:01:55ضَ
ولفظة الام تشمل الامهات من جهة الاب ومن جهة الام فهو اي هذا اللفظ يشمل الامة الدنيا والامة العليا كالجدة وام الجدة وام الاب وام الام وام الجد وام الجدة - 00:02:16ضَ
وقد اجمع سادتنا وعلماؤنا على ان لفظ الام في قوله تعالى حرمت عليكم امهاتكم يدخل فيه الجدات وبناتكم هذا هو النوع الثاني وبناتكم اي حرم الله جل وعلا عليكم ايضا - 00:02:40ضَ
ان تتزوجوا ببناتكم وهن اللواتي ولدن من اصلابكم. فالبنات جمع بنت ويشمل هذا اللفظ البنت وبنت لابن وبنت البنت وان نزلن النوع الثالث قوله تعالى واخواتكم اي حرم الله عز وجل عليكم كذلك اخواتكم - 00:03:01ضَ
سواء كنا شقيقات لكم او كن من الام وحدها او كن من الاب وحده وهن فروع الاب الادنى ثم بعد ذلك حرم العمات. فقال تعالى وعماتكم وعماتكم جمع عمة وهي فروع الاب الاعلى - 00:03:32ضَ
وعمة الرجل عامة له ولذريته انتبهوا لهذه اللطيفة عمة الرجل عمة اللهو ولذريته من بنين وبنات نعم هي عمة لك ولاولادك وبناتك واولاد ابنائك واولاد بناتك وكذلك حرم الله الخالات - 00:03:59ضَ
وقال تعالى وخالاتكم والخالات فروع ابي الام وان علا فروع اب الام وان علا والعمات فروع ابي الاب وكذلك حرم جل وعلا بنات الاخ وبنات الاخت وقال تعالى وبنات الاخ وبنات الاخت - 00:04:31ضَ
فبنات الاخ وان نزلنا محرمات ويشمل الاخ الشقيق والاخ لاب والاخ لام فانت بالنسبة لهن عم اما بنات الاخت فحرام على الانسان وان نزلنا لانك بالنسبة لبنات الاخت قال اذا حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الاخ وبنات الاخت - 00:04:58ضَ
هذه هي المحرمات السبع بنص الاية ثم قال جل وعلا بعد ذلك وامهاتكم اللاتي ارضعنكم. واخواتكم من الرضاعة فسمى الحق تبارك وتعالى المرضعة اما للرضيع اي التي ارضعته وسمى بنتها - 00:05:46ضَ
اختا له اعلمنا الحق جل وعلا بذلك ان جهة الرضاعة كجهة النسب تأتي فيها كل الانواع التي جاءت النسب ولقوله عليه الصلاة والسلام الذي ذكرته في اللقاء الماضي كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال عليه الصلاة والسلام يحرم من الرضاعة ما يحرم من - 00:06:15ضَ
نسب وقد بينت في اللقاء الماضي ما يتعلق بالرضاعة من احكام اما الاخوات من الرضاعة وهن بنات الزوجة التي ارضعتك وبنات زوجها لانهن اخوات من الاب وبنات التي ارضعتك اخوات لك من الاب والام - 00:06:44ضَ
يعني بذلك انهن شقائق او اخوات لك من الام او اخوات لك من الام ان كان لها بنات من زوج اخر غير الزوج التي ارضعتك وهي زوجة له. ايوة هي تحت هذا الزوج - 00:07:14ضَ
الاخوات من الرضاعة يشملنا الاخوات الشقيقات انتبهوا لهذا فقط لا بل يشملن الاخوات الشقيقات والاخوات اللاتي للاب واللاتي للام وامهاتكم اللاتي ارضعنكم واخواتكم من الرضاعة ثم قال جل وعلا وامهات نسائكم - 00:07:36ضَ
والام اذا اطلقت فهي التي ولدت الانسان. كما في قوله تعالى ان امهاتهم الا اللائي ولدنهم فيحرم على الانسان ان يتزوج ام زوجته التي عقد عليها عقدا شرعيا صحيحا كما قال جمهور الصحابة ومن بعدهم - 00:08:09ضَ
وبهذا قال الائمة الاربعة هذا التحريم بسبب المصاهرة بسبب الزواج وامهات نسائكم ثم قال جل وعلا وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن الربائب جمع ربيبة وهي بنت امرأة الرجل من غيره - 00:08:34ضَ
انتبه هي بنتو امرأة الرجل لكن من رجل اخر طلقت منه هذه تسمى ربيبة ومعناها مربوبة يقال في لغة العرب رببت فلانا اربه ورببته اربيه وهذا كله معناه واحد وربائبكم التي في حجوركم اي في - 00:09:03ضَ
احضانكم وبيوتكم وتربيتكم. فكل من ربى طفلا احتضنه واجلسه في حجره كناية عن عطفه عليه وحنانه عليه له كما يربي ولده ويعطف عليه ويترحم عليه ويتلطف به فبنت الزوجة من رجل اخر - 00:09:37ضَ
ما دامت ربيبة في حجر وكنفي ورعاية زوج امها فهي في مكان ابنته يحنو عليها كحنوه ورعايته لابنته ولا شك ولا ريب انه وصف يحرك القلوب ويستجيش العواطف في قلب زوج الام - 00:10:01ضَ
ليجدد فيه الابوة لهذه الربيبة هذا شرط واضح في كونها ربيبة له انها في حجره تربت في حجره في بيته اذا لم تكن في حجره ولا في كنفي ولا في رعايته وتربيته - 00:10:29ضَ
وقد فات شر فقد فات الشرط الذي يلحقها بهذا الوصف ونصفي انها ربيبة هذا قاله علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره ويرى جمهور اهل العلم ان القيد الثاني - 00:10:57ضَ
الاية هو المعتبر واستدل الجمهور على ذلك بان الله سبحانه وتعالى صرح بمفهوم القيد الثاني ولم يصرح مفهوم القيد الاول بل سكت عنه جل جلاله فقال من نسائكم اللاتي دخلتم بهن - 00:11:16ضَ
اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن. فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم ومن اهل العلم من باب الامانة العلمية من قال اذا دخل الرجل بالمرأة حرمت عليه ابنتها - 00:11:36ضَ
سواء كانت في حجره وتربيته او لم تكن واستدلوا بقوله تعالى فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم. فعلق رفع الجناح والاثم بعدم الدخول وهذا يدل على ان المقتضي لحصول الجناح والاثم هو مجرد - 00:11:58ضَ
الدخول وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم يحرم الله تبارك وتعالى الى الابناء وحلائل جمع حليلة وهي الزوجة ويقال للرجل ايضا في لغة العرب حليل واللفظ مأخوذ من الحلول ان الزوجين يحلا معا - 00:12:19ضَ
واحد هن لباس لكم وانتم لباس لهن وقيل بل هو مأخوذ من الحل بالكسر اي كل منهما حلال للاخر ويدخل الابناء وحلايله ابنائكم يدخل في الابناء ابناء الصلب مباشرة بلا ريب - 00:12:42ضَ
وبواسطة يدخل في الابناء ابناء الصلب مباشرة وبواسطة كابن الابن ابن الابن وابن البنت حلائلهما تحرم على الجد ثم يبين الحق تبارك وتعالى ما يحرم من النساء بسبب قارئ او عارض - 00:13:05ضَ
اذا زال هذا السبب او هذا العارض يزول التحريم وقال سبحانه وان تجمعوا بين الاختين كذلك حرم جل جلاله الجمع بين الاختين وحرم كذلك نبينا صلى الله عليه وسلم الجمع بين الاختين - 00:13:33ضَ
وحرم كذلك الجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجمع بين المرأة وعمتها - 00:13:53ضَ
ولا بين المرأة وخالتها يأتي النص القرآني الصريح بالتحريم بين الجمع بين الاختين ويأتي النص النبوي الصحيح الصريح بتحريم الجمع بين المرأة والعمة وبين المرأة وخالتها بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها - 00:14:12ضَ
قال الامام ابن المنذر اجمع اهل العلم على القول بذلك وليس فيه بحمد الله اختلاف الا ما خالف فيه الروافض والخوارج هم لن يحرمه ذلك ولم يقولوا بالسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:14:38ضَ
كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه الذي ذكرته انفا ثم قال جل وعلا بعد هذه المحرمات اكررها للتذكير حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم وخالاتكم وعماتكم وبنات الاخ وبنات الاخت وامهاتكم - 00:15:01ضَ
اللاتي ارضعنكم واخواتكم من الرضاعة وامهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم وان تجمعوا بين الاختين - 00:15:24ضَ
الا ما قد سلف الله الا ما قد سلف اي حرم عليكم ما ذكر لكن ما قد سلف لكم قبل التحريم فلا تؤاخذون عليه يا لها من رحمة ما قد سلف - 00:15:44ضَ
لا تؤاخذون عليه وكانوا قبل الاسلام في الجاهلية يجمعون بين الاختين وفي الحديث الذي رواه احمد وابو داوود والترمذي وابن ماجة بسند حسن عن فيروز الديلمي انه ادركه الاسلام وتحته اختان - 00:16:06ضَ
كان متزوجا باختين في وقت واحد فقال له عليه الصلاة والسلام طلق ايتهما شئت وفي لفظ اخر اختر ايتهما شئت فمن تمام فضل الله وعظيم كرمه انه جل وعلا لا يؤاخذ بما سلف - 00:16:29ضَ
مما كان منكم في زمن الجاهلية قبل الاسلام ومن رحمته بكم انه شرع لكم هذه الاحكام تحرم عليكم ما حرم واحل لكم ما احل وهذا التشريع بتحليله وتحريمه فيه مصلحتكم - 00:16:52ضَ
وسعادتكم في الدنيا والاخرة ولذا ختم الاتي بهذا الختام الرائع الجميل بهذه الاسماء الثلاثة من اسمائه الحسنى العظيمة. وكلها عظيم. فقال جل جلاله ان الله كان غفورا رحيما ان الله كان غفورا رحيما - 00:17:13ضَ
سبحانه وتعالى من رحمته ومغفرته لكم وتشريعه لكم يضمن لكم السعادة والفوز والفلاح والنجاة في الدنيا والاخرة ثم يبين الحق تبارك وتعالى بقية ما حرم من نكاح النساء وقال والمحصنات من النساء - 00:17:35ضَ
مع هؤلاء اللائبين الحكم لتحريمهن كذلك منهن المحصنات من النساء وقال سبحانه والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم كتاب الله عليكم واحل لكم ما وراء ذلكم ان تبتغوا باموالكم محصنين غير مسافحين - 00:18:03ضَ
كما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة. ان الله كان عليما حكيمة هاتين الايتين العظيمتين الكريمتين من ايات سورة النساء يبين الحق جل جلاله بقية ما يحرم من النكاح النساء. وما يحل. فيقول - 00:18:33ضَ
جل وعلا عطفا على ما سبق من المحرمات في قوله تعالى حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم الاية يقول والمحصنات من النساء اي وكذلك حرم الله عليكم المحصنات من النساء والمحصنات جمع محصنة - 00:19:06ضَ
والاحصان من الحصن المكان المحصن المنيع المحمي بشدة ويقال حصنت المرأة حصنا وحصانة فهي حاصن وحصان وحصناء اي عفيفة شريفة ويقال احصنت المرأة اذا تزوجت لانها تكون في حصن الرجل - 00:19:28ضَ
وحماية ومنعة زوجها وتسمى محصنة هي تحصن نفسها بالاكتفاء بزوجها وعدم التطلع الى غيري من الرجال وكذلك احصن زوجها عن التطلع الى غيرها من النساء لذلك قال اهل الفضل على المرأة المعول في الاحصان - 00:20:04ضَ
بعفافها وشرفها هذا لنفسها ولزوجها بحسن تبعلها وتزينها وتجملها لزوجها فاصل الاحصان عند المرأة وبسبب المرأة وبيد المرأة وجمهور المفسرين على ان المراد بالمحصنات هنا في هذه الاية والمحصنات من النساء الحرائر - 00:20:35ضَ
المتزوجات العفيفات ان يحرم عليك ان تتزوج امرأة محصنة في عصمة رجل وحصنه ويا للعار نسمع الان في زمن العجائب الذي نحياه من المآسي ورب الكعبة ما يشيب له الولدان - 00:21:02ضَ
وقد تجمع المرأة الان بين زوجين واكثر وانا لله وانا اليه راجعون لا يحل للرجل ان يتزوج امرأة محصنة في عصمة رجل ومنعته وحمايته وحصنه ثم استثنى الحق جل وعلا فقال - 00:21:26ضَ
الا ما ملكت ايمانكم استثناء من المحصنات اي الا ما شبيتم في حروب مشروعة تدافعون فيها عن دينكم ووجودكم وهويتكم بل ويرى جمهور اهل العلم من الاحناث والمالكية والشافعية وغيرهم - 00:21:47ضَ
سعيد بن جبير والاوزاعي الثوري وغيرهم انه لا يباح المسميات من مشركي العرب وعبدة الاوثان الا بعد ان يدخلن في الاسلام لا يجوز نكاح المسميات من مشركي العرب وعبرت الاوثان ما لم يسلمن - 00:22:10ضَ
وبهذا التأصيل والفهم يكون التأويل لسبايا اوطاس كما بينت قبل ذلك والحديث الذي رواه مسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:22:40ضَ
بعث جيشا الى اوطاس حين لقوهم قاتلوهم وظهر عليهم انتصروا عليه واصابوا لهم سبايا وكأن ناسا من اصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تحرجوا من غشيانهن من غشيانهن اي من اتيانهن من اجل ازواجهن من المشركين - 00:22:57ضَ
فانزل الله عز وجل في ذلك والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم. اي فهن لكم حلال اذا انقضت عدتهن قال الامام النووي رحمه الله معلقا على هذا الحديث ويؤول هذا الحديث - 00:23:35ضَ
وشبهه اي وامثاله من الاحاديث التي تحمل نفس الحكم على ان نساء اوطاس قد اسلمنا قال وهذا تأويل لابد منه وكذلك قال هذا القول شيخ المفسرين الطبري رحمه الله حيث قال - 00:23:54ضَ
ان سبايا اوطاس لم يوطأن بالملك والسباع انتبهوا لهذا ان سبايا اوطاس لم يوطأن بالملك والسباء دون الاسلام وذلك انهن كن مشركات من عبدة الاوثان لا يحللن بالملك الاسلام انهن اذا اسلمن - 00:24:19ضَ
فرق الاسلام بينهن وبين الازواج وقد بينت قبل ذلك ان قضية ملك اليمين لم ينشئها الاسلام لم ينشئها الاسلام اي لم يأت بها الاسلام. بل كانت قضية موجودة في جميع الامم بلا استثناء. وفي كل - 00:24:44ضَ
فلل على الاطلاق وكانت قضية ملك اليمين معروفة مقررة في ارض الجزيرة. فجاء الاسلام العظيم فتعامل معها معاملة حكيمة قيمة متدرجة ووضع لها من الضوابط الشرعية والقيود المرعية ما يخفف - 00:25:04ضَ
حدتها ويجفف منابعها الا في حروب مشروعة من باب المعاملة بالمثل من باب المعاملة بالمثل فهكذا كان يعامل اعداء الاسلام المسلمين. حتى افرغ الاسلام بهذه السياسة متدرجة الحكيمة افرغ الرقة كله من مضمونه. وفتح ابواب العتق واسعة ابتغاء مرضات الله سبحانه. كما بينت ذلك في اول - 00:25:25ضَ
سورة النساء وان خفتم الا تبسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء. مثنى وثلاث ورباع وان خفتم الا تعدلوا واحدة فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم - 00:25:55ضَ
وقد فصلت في قوله تعالى او ما ملكت ايمانه ثم يبين الحق جل وعلا ان تحريم هذه الانواع من النساء فرض ثابت محكم وعهد مؤكد لا يتبدل ولا يتغير بل هو تشريع العليم الحكيم - 00:26:16ضَ
صاحب الحكم وصاحب الامر قال له الحكم والامر لذا قال جل وعلا والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم كتاب الله عليكم الزموا كتاب الله وامتثلوا امره واجتنبوا نهيه اقفوا عند حدوده سبحانه - 00:26:40ضَ
ففي ذلك حكم وصلاحكم وسعادتكم في الدنيا والاخرة. ثم قال جل جلاله واحل لكم ما وراء ذلكم اي ما عدا هذه المحرمات المذكورة هو حلال طيب لكم فالحرام محصور والحلال - 00:27:04ضَ
ليس له حصر وليس له حد لطفا منه جل وعلا تخفيفا على عباده وتيسيرا لهم هو الذي يحرم ويحلل هو الذي يشرع للناس ما يصلح حياتهم ويسعدهم في اخرتهم وحق التحليل والتحريم له وحده - 00:27:25ضَ
وحق التحليل والتحريم له جل وعلا وحده ليس من حق مخلوق على وجه الارض ان يحلل او يحرم بل كل ما ورد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في امر التحليل والتحريم - 00:27:48ضَ
انما هو بوحي من عند ربه الكريم. قال جل جلاله ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب ليفلحون. وقال في حق رسوله صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه واجتباه - 00:28:09ضَ
واختاره لبلاغ رسالته لاهل الارض وحمله الامانة العظيمة. قال في حقه وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وقال صلى الله عليه وسلم لقد اوتيت القرآن ومثله معه - 00:28:34ضَ
ولذا كان القول على الله جل وعلا بغير علم اعظم المحرمات اكرر القول على الله جل وعلا بغير علم اعظم واكبر المحرمات ولقد رتب الله المحرمات اربع مرات انتبهوا لهذه الايات يا اخواني واخواتي - 00:28:56ضَ
ولقد رتب الله المحرمات اربع مراتب فبدأ بالفواحش ثم سن بما هو اشد تحريما منها وهو الاثم والظلم بغير الحق ثم ثلث بما هو اعظم تحريما منهما ابشرك بالله سبحانه - 00:29:22ضَ
ثم ربع بما هو اشد تحريما من ذلك كله وهو القول عليه جل وعلا بغير علم. يا الهي! فقال سبحانه قل يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يبلغ وان يقول - 00:29:46ضَ
قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير حق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله بغير علم. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون - 00:30:01ضَ
القول على الله بغير علم اكبر المحرمات واخطر المحرمات وان تقولوا على الله ما لا تعلمون الحلال ما احله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله ولا يجوز لاي احد - 00:30:21ضَ
مهما كان قدره ومهما كان علمه ومهما كانت مكانته ان يقول هذا حلال وهذا حرام الا بما حرمه الله ورسوله واحله الله ورسوله التحليل والتحريم حق مطلق لله جل وعلا - 00:30:43ضَ
ولرسوله صلى الله عليه وسلم بوحي منه سبحانه وتعالى الحق جل وعلا بعد هذا البيان العظيم المحكم للمحرمات بالنسب والمحرمات بالمصاهرة والمحرمات بالرضاع والمحصنات من النساء يخبر انه قد احل ما عدا هؤلاء المحرمات المبينات - 00:31:07ضَ
في هاتين الايتين لمن يرغب في النكاح ممن يريد من النساء بعد اداء الصداق تدبر بعد اداء صداقهن اي بعد اداء المهر لا لشراء اعراضهن بالاموال من غير نكاح حلال مشروع - 00:31:37ضَ
السفاح والمخادنة والبغاء كله حرام في دين رب الارض والسماء ولذا قال سبحانه واحل لكم ما وراء ذلكم ان تبتغوا باموالكم محصنين غير مسافحين كما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن فريضة - 00:32:00ضَ
ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ان الله كان عليما حكيما. تعالوا بنا لنتوقف عند هذه الاية المحكمة العظيمة لنطوف معا في بستان هل يانع الماتع في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء - 00:32:27ضَ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يا طالب تفسير هذا الكوثر هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى مصطفى نور على نور الخير بياني - 00:32:48ضَ
التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين. وصل علينا يا رب معهم بمن - 00:00:00ضَ
وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد فحياكم الله جميعا اخواني واخواتي ونحن الليلة بتوفيق الله ومدده على موعد مع اللقاء السابع بعد الثلاثمائة من لقاءات التفسير للقرآن الكريم ونحن على موعد مع اللقاء الثالث عشر - 00:00:20ضَ
من لقاءات تفسيرنا لصورة النساء وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي مع هذه الاية العظيمة المحكمة الجامعة التي تبين المحرمات من النساء وهي قول رب الارض والسماء حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم - 00:00:43ضَ
وبنات الاخ وبنات الاخت وامهاتكم اللاتي ارضعنكم واخواتكم من الرضاعة وامهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن. فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم. وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم وان تجمعوا بين الاختين الا ما قد سلف - 00:01:08ضَ
ان الله كان غفورا رحيما اية عظيمة محكمة جامعة تبين المحرمات من النساء بعد ان قال رب الارض والسماء في اول السورة فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع - 00:01:36ضَ
فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم ذلك ادنى الا تعولوا. يبين هنا جل جلاله المحرمات منهن فيقول سبحانه حرمت عليكم امهاتكم وقلت في اللقاء الماضي في اخره - 00:01:55ضَ
ولفظة الام تشمل الامهات من جهة الاب ومن جهة الام فهو اي هذا اللفظ يشمل الامة الدنيا والامة العليا كالجدة وام الجدة وام الاب وام الام وام الجد وام الجدة - 00:02:16ضَ
وقد اجمع سادتنا وعلماؤنا على ان لفظ الام في قوله تعالى حرمت عليكم امهاتكم يدخل فيه الجدات وبناتكم هذا هو النوع الثاني وبناتكم اي حرم الله جل وعلا عليكم ايضا - 00:02:40ضَ
ان تتزوجوا ببناتكم وهن اللواتي ولدن من اصلابكم. فالبنات جمع بنت ويشمل هذا اللفظ البنت وبنت لابن وبنت البنت وان نزلن النوع الثالث قوله تعالى واخواتكم اي حرم الله عز وجل عليكم كذلك اخواتكم - 00:03:01ضَ
سواء كنا شقيقات لكم او كن من الام وحدها او كن من الاب وحده وهن فروع الاب الادنى ثم بعد ذلك حرم العمات. فقال تعالى وعماتكم وعماتكم جمع عمة وهي فروع الاب الاعلى - 00:03:32ضَ
وعمة الرجل عامة له ولذريته انتبهوا لهذه اللطيفة عمة الرجل عمة اللهو ولذريته من بنين وبنات نعم هي عمة لك ولاولادك وبناتك واولاد ابنائك واولاد بناتك وكذلك حرم الله الخالات - 00:03:59ضَ
وقال تعالى وخالاتكم والخالات فروع ابي الام وان علا فروع اب الام وان علا والعمات فروع ابي الاب وكذلك حرم جل وعلا بنات الاخ وبنات الاخت وقال تعالى وبنات الاخ وبنات الاخت - 00:04:31ضَ
فبنات الاخ وان نزلنا محرمات ويشمل الاخ الشقيق والاخ لاب والاخ لام فانت بالنسبة لهن عم اما بنات الاخت فحرام على الانسان وان نزلنا لانك بالنسبة لبنات الاخت قال اذا حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم وعماتكم وخالاتكم وبنات الاخ وبنات الاخت - 00:04:58ضَ
هذه هي المحرمات السبع بنص الاية ثم قال جل وعلا بعد ذلك وامهاتكم اللاتي ارضعنكم. واخواتكم من الرضاعة فسمى الحق تبارك وتعالى المرضعة اما للرضيع اي التي ارضعته وسمى بنتها - 00:05:46ضَ
اختا له اعلمنا الحق جل وعلا بذلك ان جهة الرضاعة كجهة النسب تأتي فيها كل الانواع التي جاءت النسب ولقوله عليه الصلاة والسلام الذي ذكرته في اللقاء الماضي كما في الصحيحين من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال عليه الصلاة والسلام يحرم من الرضاعة ما يحرم من - 00:06:15ضَ
نسب وقد بينت في اللقاء الماضي ما يتعلق بالرضاعة من احكام اما الاخوات من الرضاعة وهن بنات الزوجة التي ارضعتك وبنات زوجها لانهن اخوات من الاب وبنات التي ارضعتك اخوات لك من الاب والام - 00:06:44ضَ
يعني بذلك انهن شقائق او اخوات لك من الام او اخوات لك من الام ان كان لها بنات من زوج اخر غير الزوج التي ارضعتك وهي زوجة له. ايوة هي تحت هذا الزوج - 00:07:14ضَ
الاخوات من الرضاعة يشملنا الاخوات الشقيقات انتبهوا لهذا فقط لا بل يشملن الاخوات الشقيقات والاخوات اللاتي للاب واللاتي للام وامهاتكم اللاتي ارضعنكم واخواتكم من الرضاعة ثم قال جل وعلا وامهات نسائكم - 00:07:36ضَ
والام اذا اطلقت فهي التي ولدت الانسان. كما في قوله تعالى ان امهاتهم الا اللائي ولدنهم فيحرم على الانسان ان يتزوج ام زوجته التي عقد عليها عقدا شرعيا صحيحا كما قال جمهور الصحابة ومن بعدهم - 00:08:09ضَ
وبهذا قال الائمة الاربعة هذا التحريم بسبب المصاهرة بسبب الزواج وامهات نسائكم ثم قال جل وعلا وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن الربائب جمع ربيبة وهي بنت امرأة الرجل من غيره - 00:08:34ضَ
انتبه هي بنتو امرأة الرجل لكن من رجل اخر طلقت منه هذه تسمى ربيبة ومعناها مربوبة يقال في لغة العرب رببت فلانا اربه ورببته اربيه وهذا كله معناه واحد وربائبكم التي في حجوركم اي في - 00:09:03ضَ
احضانكم وبيوتكم وتربيتكم. فكل من ربى طفلا احتضنه واجلسه في حجره كناية عن عطفه عليه وحنانه عليه له كما يربي ولده ويعطف عليه ويترحم عليه ويتلطف به فبنت الزوجة من رجل اخر - 00:09:37ضَ
ما دامت ربيبة في حجر وكنفي ورعاية زوج امها فهي في مكان ابنته يحنو عليها كحنوه ورعايته لابنته ولا شك ولا ريب انه وصف يحرك القلوب ويستجيش العواطف في قلب زوج الام - 00:10:01ضَ
ليجدد فيه الابوة لهذه الربيبة هذا شرط واضح في كونها ربيبة له انها في حجره تربت في حجره في بيته اذا لم تكن في حجره ولا في كنفي ولا في رعايته وتربيته - 00:10:29ضَ
وقد فات شر فقد فات الشرط الذي يلحقها بهذا الوصف ونصفي انها ربيبة هذا قاله علي ابن ابي طالب رضي الله عنه وغيره ويرى جمهور اهل العلم ان القيد الثاني - 00:10:57ضَ
الاية هو المعتبر واستدل الجمهور على ذلك بان الله سبحانه وتعالى صرح بمفهوم القيد الثاني ولم يصرح مفهوم القيد الاول بل سكت عنه جل جلاله فقال من نسائكم اللاتي دخلتم بهن - 00:11:16ضَ
اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم بهن. فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم ومن اهل العلم من باب الامانة العلمية من قال اذا دخل الرجل بالمرأة حرمت عليه ابنتها - 00:11:36ضَ
سواء كانت في حجره وتربيته او لم تكن واستدلوا بقوله تعالى فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم. فعلق رفع الجناح والاثم بعدم الدخول وهذا يدل على ان المقتضي لحصول الجناح والاثم هو مجرد - 00:11:58ضَ
الدخول وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم يحرم الله تبارك وتعالى الى الابناء وحلائل جمع حليلة وهي الزوجة ويقال للرجل ايضا في لغة العرب حليل واللفظ مأخوذ من الحلول ان الزوجين يحلا معا - 00:12:19ضَ
واحد هن لباس لكم وانتم لباس لهن وقيل بل هو مأخوذ من الحل بالكسر اي كل منهما حلال للاخر ويدخل الابناء وحلايله ابنائكم يدخل في الابناء ابناء الصلب مباشرة بلا ريب - 00:12:42ضَ
وبواسطة يدخل في الابناء ابناء الصلب مباشرة وبواسطة كابن الابن ابن الابن وابن البنت حلائلهما تحرم على الجد ثم يبين الحق تبارك وتعالى ما يحرم من النساء بسبب قارئ او عارض - 00:13:05ضَ
اذا زال هذا السبب او هذا العارض يزول التحريم وقال سبحانه وان تجمعوا بين الاختين كذلك حرم جل جلاله الجمع بين الاختين وحرم كذلك نبينا صلى الله عليه وسلم الجمع بين الاختين - 00:13:33ضَ
وحرم كذلك الجمع بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها كما في الصحيحين من حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لا يجمع بين المرأة وعمتها - 00:13:53ضَ
ولا بين المرأة وخالتها يأتي النص القرآني الصريح بالتحريم بين الجمع بين الاختين ويأتي النص النبوي الصحيح الصريح بتحريم الجمع بين المرأة والعمة وبين المرأة وخالتها بين المرأة وعمتها وبين المرأة وخالتها - 00:14:12ضَ
قال الامام ابن المنذر اجمع اهل العلم على القول بذلك وليس فيه بحمد الله اختلاف الا ما خالف فيه الروافض والخوارج هم لن يحرمه ذلك ولم يقولوا بالسنة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:14:38ضَ
كما في حديث ابي هريرة رضي الله عنه الذي ذكرته انفا ثم قال جل وعلا بعد هذه المحرمات اكررها للتذكير حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم وخالاتكم وعماتكم وبنات الاخ وبنات الاخت وامهاتكم - 00:15:01ضَ
اللاتي ارضعنكم واخواتكم من الرضاعة وامهات نسائكم وربائبكم اللاتي في حجوركم من نسائكم اللاتي دخلتم فان لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم وان تجمعوا بين الاختين - 00:15:24ضَ
الا ما قد سلف الله الا ما قد سلف اي حرم عليكم ما ذكر لكن ما قد سلف لكم قبل التحريم فلا تؤاخذون عليه يا لها من رحمة ما قد سلف - 00:15:44ضَ
لا تؤاخذون عليه وكانوا قبل الاسلام في الجاهلية يجمعون بين الاختين وفي الحديث الذي رواه احمد وابو داوود والترمذي وابن ماجة بسند حسن عن فيروز الديلمي انه ادركه الاسلام وتحته اختان - 00:16:06ضَ
كان متزوجا باختين في وقت واحد فقال له عليه الصلاة والسلام طلق ايتهما شئت وفي لفظ اخر اختر ايتهما شئت فمن تمام فضل الله وعظيم كرمه انه جل وعلا لا يؤاخذ بما سلف - 00:16:29ضَ
مما كان منكم في زمن الجاهلية قبل الاسلام ومن رحمته بكم انه شرع لكم هذه الاحكام تحرم عليكم ما حرم واحل لكم ما احل وهذا التشريع بتحليله وتحريمه فيه مصلحتكم - 00:16:52ضَ
وسعادتكم في الدنيا والاخرة ولذا ختم الاتي بهذا الختام الرائع الجميل بهذه الاسماء الثلاثة من اسمائه الحسنى العظيمة. وكلها عظيم. فقال جل جلاله ان الله كان غفورا رحيما ان الله كان غفورا رحيما - 00:17:13ضَ
سبحانه وتعالى من رحمته ومغفرته لكم وتشريعه لكم يضمن لكم السعادة والفوز والفلاح والنجاة في الدنيا والاخرة ثم يبين الحق تبارك وتعالى بقية ما حرم من نكاح النساء وقال والمحصنات من النساء - 00:17:35ضَ
مع هؤلاء اللائبين الحكم لتحريمهن كذلك منهن المحصنات من النساء وقال سبحانه والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم كتاب الله عليكم واحل لكم ما وراء ذلكم ان تبتغوا باموالكم محصنين غير مسافحين - 00:18:03ضَ
كما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة. ان الله كان عليما حكيمة هاتين الايتين العظيمتين الكريمتين من ايات سورة النساء يبين الحق جل جلاله بقية ما يحرم من النكاح النساء. وما يحل. فيقول - 00:18:33ضَ
جل وعلا عطفا على ما سبق من المحرمات في قوله تعالى حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم الاية يقول والمحصنات من النساء اي وكذلك حرم الله عليكم المحصنات من النساء والمحصنات جمع محصنة - 00:19:06ضَ
والاحصان من الحصن المكان المحصن المنيع المحمي بشدة ويقال حصنت المرأة حصنا وحصانة فهي حاصن وحصان وحصناء اي عفيفة شريفة ويقال احصنت المرأة اذا تزوجت لانها تكون في حصن الرجل - 00:19:28ضَ
وحماية ومنعة زوجها وتسمى محصنة هي تحصن نفسها بالاكتفاء بزوجها وعدم التطلع الى غيري من الرجال وكذلك احصن زوجها عن التطلع الى غيرها من النساء لذلك قال اهل الفضل على المرأة المعول في الاحصان - 00:20:04ضَ
بعفافها وشرفها هذا لنفسها ولزوجها بحسن تبعلها وتزينها وتجملها لزوجها فاصل الاحصان عند المرأة وبسبب المرأة وبيد المرأة وجمهور المفسرين على ان المراد بالمحصنات هنا في هذه الاية والمحصنات من النساء الحرائر - 00:20:35ضَ
المتزوجات العفيفات ان يحرم عليك ان تتزوج امرأة محصنة في عصمة رجل وحصنه ويا للعار نسمع الان في زمن العجائب الذي نحياه من المآسي ورب الكعبة ما يشيب له الولدان - 00:21:02ضَ
وقد تجمع المرأة الان بين زوجين واكثر وانا لله وانا اليه راجعون لا يحل للرجل ان يتزوج امرأة محصنة في عصمة رجل ومنعته وحمايته وحصنه ثم استثنى الحق جل وعلا فقال - 00:21:26ضَ
الا ما ملكت ايمانكم استثناء من المحصنات اي الا ما شبيتم في حروب مشروعة تدافعون فيها عن دينكم ووجودكم وهويتكم بل ويرى جمهور اهل العلم من الاحناث والمالكية والشافعية وغيرهم - 00:21:47ضَ
سعيد بن جبير والاوزاعي الثوري وغيرهم انه لا يباح المسميات من مشركي العرب وعبدة الاوثان الا بعد ان يدخلن في الاسلام لا يجوز نكاح المسميات من مشركي العرب وعبرت الاوثان ما لم يسلمن - 00:22:10ضَ
وبهذا التأصيل والفهم يكون التأويل لسبايا اوطاس كما بينت قبل ذلك والحديث الذي رواه مسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:22:40ضَ
بعث جيشا الى اوطاس حين لقوهم قاتلوهم وظهر عليهم انتصروا عليه واصابوا لهم سبايا وكأن ناسا من اصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تحرجوا من غشيانهن من غشيانهن اي من اتيانهن من اجل ازواجهن من المشركين - 00:22:57ضَ
فانزل الله عز وجل في ذلك والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم. اي فهن لكم حلال اذا انقضت عدتهن قال الامام النووي رحمه الله معلقا على هذا الحديث ويؤول هذا الحديث - 00:23:35ضَ
وشبهه اي وامثاله من الاحاديث التي تحمل نفس الحكم على ان نساء اوطاس قد اسلمنا قال وهذا تأويل لابد منه وكذلك قال هذا القول شيخ المفسرين الطبري رحمه الله حيث قال - 00:23:54ضَ
ان سبايا اوطاس لم يوطأن بالملك والسباع انتبهوا لهذا ان سبايا اوطاس لم يوطأن بالملك والسباء دون الاسلام وذلك انهن كن مشركات من عبدة الاوثان لا يحللن بالملك الاسلام انهن اذا اسلمن - 00:24:19ضَ
فرق الاسلام بينهن وبين الازواج وقد بينت قبل ذلك ان قضية ملك اليمين لم ينشئها الاسلام لم ينشئها الاسلام اي لم يأت بها الاسلام. بل كانت قضية موجودة في جميع الامم بلا استثناء. وفي كل - 00:24:44ضَ
فلل على الاطلاق وكانت قضية ملك اليمين معروفة مقررة في ارض الجزيرة. فجاء الاسلام العظيم فتعامل معها معاملة حكيمة قيمة متدرجة ووضع لها من الضوابط الشرعية والقيود المرعية ما يخفف - 00:25:04ضَ
حدتها ويجفف منابعها الا في حروب مشروعة من باب المعاملة بالمثل من باب المعاملة بالمثل فهكذا كان يعامل اعداء الاسلام المسلمين. حتى افرغ الاسلام بهذه السياسة متدرجة الحكيمة افرغ الرقة كله من مضمونه. وفتح ابواب العتق واسعة ابتغاء مرضات الله سبحانه. كما بينت ذلك في اول - 00:25:25ضَ
سورة النساء وان خفتم الا تبسطوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء. مثنى وثلاث ورباع وان خفتم الا تعدلوا واحدة فان خفتم الا تعدلوا فواحدة او ما ملكت ايمانكم - 00:25:55ضَ
وقد فصلت في قوله تعالى او ما ملكت ايمانه ثم يبين الحق جل وعلا ان تحريم هذه الانواع من النساء فرض ثابت محكم وعهد مؤكد لا يتبدل ولا يتغير بل هو تشريع العليم الحكيم - 00:26:16ضَ
صاحب الحكم وصاحب الامر قال له الحكم والامر لذا قال جل وعلا والمحصنات من النساء الا ما ملكت ايمانكم كتاب الله عليكم الزموا كتاب الله وامتثلوا امره واجتنبوا نهيه اقفوا عند حدوده سبحانه - 00:26:40ضَ
ففي ذلك حكم وصلاحكم وسعادتكم في الدنيا والاخرة. ثم قال جل جلاله واحل لكم ما وراء ذلكم اي ما عدا هذه المحرمات المذكورة هو حلال طيب لكم فالحرام محصور والحلال - 00:27:04ضَ
ليس له حصر وليس له حد لطفا منه جل وعلا تخفيفا على عباده وتيسيرا لهم هو الذي يحرم ويحلل هو الذي يشرع للناس ما يصلح حياتهم ويسعدهم في اخرتهم وحق التحليل والتحريم له وحده - 00:27:25ضَ
وحق التحليل والتحريم له جل وعلا وحده ليس من حق مخلوق على وجه الارض ان يحلل او يحرم بل كل ما ورد على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في امر التحليل والتحريم - 00:27:48ضَ
انما هو بوحي من عند ربه الكريم. قال جل جلاله ولا تقولوا لما تصف السنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب ان الذين يفترون على الله الكذب ليفلحون. وقال في حق رسوله صلى الله عليه وسلم الذي اصطفاه واجتباه - 00:28:09ضَ
واختاره لبلاغ رسالته لاهل الارض وحمله الامانة العظيمة. قال في حقه وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى وقال صلى الله عليه وسلم لقد اوتيت القرآن ومثله معه - 00:28:34ضَ
ولذا كان القول على الله جل وعلا بغير علم اعظم المحرمات اكرر القول على الله جل وعلا بغير علم اعظم واكبر المحرمات ولقد رتب الله المحرمات اربع مرات انتبهوا لهذه الايات يا اخواني واخواتي - 00:28:56ضَ
ولقد رتب الله المحرمات اربع مراتب فبدأ بالفواحش ثم سن بما هو اشد تحريما منها وهو الاثم والظلم بغير الحق ثم ثلث بما هو اعظم تحريما منهما ابشرك بالله سبحانه - 00:29:22ضَ
ثم ربع بما هو اشد تحريما من ذلك كله وهو القول عليه جل وعلا بغير علم. يا الهي! فقال سبحانه قل يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم ان يبلغ وان يقول - 00:29:46ضَ
قل انما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير حق وان تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وان تقولوا على الله بغير علم. وان تقولوا على الله ما لا تعلمون - 00:30:01ضَ
القول على الله بغير علم اكبر المحرمات واخطر المحرمات وان تقولوا على الله ما لا تعلمون الحلال ما احله الله ورسوله والحرام ما حرمه الله ورسوله ولا يجوز لاي احد - 00:30:21ضَ
مهما كان قدره ومهما كان علمه ومهما كانت مكانته ان يقول هذا حلال وهذا حرام الا بما حرمه الله ورسوله واحله الله ورسوله التحليل والتحريم حق مطلق لله جل وعلا - 00:30:43ضَ
ولرسوله صلى الله عليه وسلم بوحي منه سبحانه وتعالى الحق جل وعلا بعد هذا البيان العظيم المحكم للمحرمات بالنسب والمحرمات بالمصاهرة والمحرمات بالرضاع والمحصنات من النساء يخبر انه قد احل ما عدا هؤلاء المحرمات المبينات - 00:31:07ضَ
في هاتين الايتين لمن يرغب في النكاح ممن يريد من النساء بعد اداء الصداق تدبر بعد اداء صداقهن اي بعد اداء المهر لا لشراء اعراضهن بالاموال من غير نكاح حلال مشروع - 00:31:37ضَ
السفاح والمخادنة والبغاء كله حرام في دين رب الارض والسماء ولذا قال سبحانه واحل لكم ما وراء ذلكم ان تبتغوا باموالكم محصنين غير مسافحين كما استمتعتم به منهن فاتوهن اجورهن فريضة - 00:32:00ضَ
ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة ان الله كان عليما حكيما. تعالوا بنا لنتوقف عند هذه الاية المحكمة العظيمة لنطوف معا في بستان هل يانع الماتع في اللقاء المقبل ان قدر الله البقاء واللقاء - 00:32:27ضَ
وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. يا طالب تفسير هذا الكوثر هدي الكتاب مع الحبيب المصطفى مصطفى نور على نور الخير بياني - 00:32:48ضَ