السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي هدى بكتابه القلوب وانزله في اوجز لفظ واعجز اسلوب فاعيت بلاغته البلغاء وابكنت فصاحته الفصحاء واذهلت روعته الخطباء فهو الحجة البالغة الدلالة الدامغة - 00:00:00
والنعمة الباقية والعصمة الواقية وهو شفاء الصدور والحكم العدل فيما احكم وتشابه من الامور واشهد ان لا اله الا الله العزيز الغفور القائل سبحانه قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفد كلمات ربي - 00:00:23
ولو جئنا بمثله مددا واشهد ان سيدنا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين - 00:00:47
وصل علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد ايها الاحبة ان العلوم وان تباينت اصولها شرقت وغربت فصولها وتعددت وتنوعت ابوابها واحكامها انا لا اقلل من قدرها وشأنها - 00:01:06
الا ان اعلاها قدرا واغلاها مهرا واقومها قيلا واوضحها سبيلا واصحها دليلا علم التفسير هو شمس ضحاها وبدر دجاها ولم لا وشرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع علم التفسير كلام ربنا الملك القدير الذي هو منبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة واصل الاصول - 00:01:28
وطريق الوصول الى النجاة والسعادة في الدنيا والاخرة بصحبة الحبيب الرسول صلى الله عليه وسلم. ونحن الليلة بحول الله وتوفيقه على موعد مع اللقاء الثاني والخمسين بعد المائتين وهو اللقاء السابع من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران - 00:02:00
وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي مع قول الحق تبارك وتعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا - 00:02:22
والله عنده حسن المآب هذه الاية الرابعة عشرة من ايات سورة ال عمران ثم بعدها قال ربنا جل وعلا الاية الخامسة عشرة قل اانبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها - 00:02:45
وازواج مطهرة. ورضوان من الله والله بصير بالعباد زين للناس ما هو التزيين التزيين تحسين الشيء وتجميله وازالة ما يعتريه من قبح او تشويه او سوء للناس حب الشهوات الشهوات جمع الشهوة - 00:03:09
وهي ما تميل اليه النفس ويشتهيه الانسان ويحرص على الاستمتاع به وقد تكون مباحة او محرمة مستردلة فان انتفع بها على وجه يتوصل بها الى مصالح الدنيا والاخرة فهذا ممدوح - 00:03:36
لا حرج فيه ولا اثم فيه وان انتفع بها على وجه يتوصل بها او بهذا الوجه الى الحرام فهذا حرام هو محرم في دين الله جل وعلا وان انتفع بها - 00:04:01
في وجه مباح في اي مصلحة من مصالح الدنيا ولا يدفعه ذلك الى الحرام والوقوع فيه فهذا ايضا مباح الشهوة كما بينا في برنامجنا الرمضاني قلوب الشهوة امر جبلي فطري غريزي جسدي - 00:04:21
اودعها الله كل خلقه وعباده لتحقيق غايات مشروعة وحكم موضوعة واهداف غير ممنوعة وقد شاء الله جل جلاله ان يبتلي خلقه بما شاء لحكم جليلة وغايات نبيلة قد لا يدركها كثير من الناس - 00:04:46
ومن ذلك ابتلاء الخلق والناس بالشهوة ليميز الله الخبيث من الطيب والمطيع من العاصي وقد ذكر الله جل جلاله انواع من هذه الشهوات التي جبلت نفوس الناس على محبتها والتعلق بها - 00:05:14
في هذه الاية الكريمة فبدأ سبحانه وتعالى باشد هذه الشهوات واقواها وهي النساء فان فتنة النساء اعظم فتن الدنيا ان فتنة النساء اعظم فتن الدنيا ليس هذا اجتهاد مني وانما هو حكم - 00:05:36
وتقرير من البشير النذير الصادق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم وفي الصحيحين من حديث اسامة بن زيد رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:06:02
ما تركت فتنة بعدي اضر على الرجال من النساء ما تركت فتنة بعدي اضر على الرجال من النساء في صحيح مسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:06:21
ان الدنيا حلوة خضرة ان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء تدبر هذا الامر النبوي فاتقوا الدنيا واتقوا النساء - 00:06:43
فان فتنة فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء اما ان كان القصد بالنساء وحبهن والاعفاف والحفاظ على النسل فهذا من مقاصد الشريعة ومما رغب فيه هذا الدين الحنيف - 00:07:06
لا اثم ولا حرج في ذلك على الاطلاق حبب الي من دنياكم ثلاث النساء فبدأ بهن والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة ثم ذكر سبحانه وتعالى البنين والاموال وهما زينة الحياة الدنيا - 00:07:35
كما قال جل جلاله المال والبنون زينة الحياة الدنيا ثم بين ان المال والبنون ان صرف العبد عن الله سبحانه وكان عقبة داء في طريق سعيه الى الاخرة وانشغل بالدنيا - 00:07:56
عن الدين وعن العمل ليوم الدين فحينئذ يكون المال فتنة ويكون البنون فتنة قال سبحانه واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم هذه اية سورة الانفال وفي اية سورة التغابن قال سبحانه انما اموالكم واولادكم فتنة. والله عنده اجر عظيم - 00:08:24
وقد يكون حب البنين وحب المال للتفاخر والزينة والاستكبار على الخلق والاستعلاء على الخلق والكبر على الناس والبتر وقد يكون حب المال والبنين للدين للدين فما اشرفه واجله واعظمه من نعيم ان يكون المال - 00:08:59
في يد عبد صالح يجمعه من الحلال ويؤدي فيه حق الكبير المتعال وما اجمل ان يكون البنون لرجل صالح يربيهم على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:09:30
وعلى الاخلاق الكريمة الفاضلة لينفعوا انفسهم ودينهم وامتهم ومجتمعهم ما اشرف هذا وقد يكون حب المال وحب البنين للتفاخر وللزينة والاستعلاء وللبطر وللكبر وهذا مذموم محرم في دين الله وقد يكون حب المال - 00:09:47
والبنين للدين وللحفاظ على النسل ولتكفير سواد امة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا محمود ممدوح بلا ريب وكذلك حب المال كما ذكرت قد يكون للكبر والخيلاء والفخر والتعاظم والتجبر - 00:10:14
والاستعلاء على الفقراء والمساكين هذا حرام مذموم في دين الله وقد يكون حب المال والسعي من اجل التحصيل من الحلال الطيب لاداء حق الله عز وجل وللانفاق في سبيل الله. ولصلة الارحام والبذل في وجوه الخير والبر والطاعات - 00:10:36
وهذا محمود بل هو من اعظم القربات يا رب الارض والسماوات اما النوع الثالث من انواع الشهوات المذكورة في الاية الكريمة وهو القناطير المقنطرة من الذهب والفضة وهذا التعبير القرآني البديع كناية عن المال الكثير الوفير - 00:10:57
ولا قرايب يا اخواني ان الانسان اقصد اي انسان على وجه الارض مجبول ومفطور على حب المال ولا يستكثره ابدا مهما كثر هذه فطرة وتحبون المال حبا جما لا يدعي انسان على وجه الارض انه لا يحب المال هذا كذب - 00:11:23
لان كل انسان جبل على حب المال ومهما كثر المال بين يديه ومهما امتلك من اصناف المال وانواعه لا يستكثره بل يتفنن في طرق جمعه وتحصيله ولا يسلو ولا يترك وسيلة - 00:11:51
ولا سبيلا للحصول عليه الا وسلك هذا امر جبلي تدبروا معي هذا الحديث الرقراق الجميل الذي رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم قال - 00:12:12
لو كان لابن ادم واديان من ذهب واديان شايف الوادي الوادي وسعة الوادي لو كان لابن ادم واديان من ذهب نتمنى ان يكون له ثالث. الله اكبر ينبغي ان يدعي احد او ان يزعم كاذبا - 00:12:37
انه لو يحب المال. لا لكن العبرة من اين تجمع هذا المال؟ هل تجمع من الحلال وهل تؤدي فيه حق الكبير المتعال وهل تؤدي فيه حق الفقراء والمساكين والمشردين والمهجرين والمطرودين والمعذبين والمقهورين - 00:13:02
لو كان لابن ادم واديان من ذهب لتمنى ان يكون له ثالث ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب ويتوب الله على من تاب. لا حول ولا قوة الا بالله - 00:13:25
كل بني ادم كل بني ادم ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب ويتوب الله على من تاب ولذا قدم الله جل وعلا في الاية العظيمة الفتنة بالاموال على الفتنة بالاهل والاولاد على الفتنة بالبنين - 00:13:41
قدم الفتنة بالاموال على الفتنة بالبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة للناس حب الشهوات من النساء والبنين وفي موطن اخر قدم الفتنة بالاهل والاولاد على المال فتارة يقدم المال على الاهل والاولاد - 00:14:06
انما اموالكم واولادكم فتنة وتارة يقدم الاهل والاولاد على المال تدبروا معي هذه الاية. سيقول المخلفون من الاعراب شغلتنا اموالنا واهلونا تقدم في هذا الموطن المال وكم في قوله تعالى واعلموا ان ما اموالكم واولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم - 00:14:40
وهناك صنف من الناس يجعل حب المال غاية غاية ومقصودا وهدفا وليس وسيلة وهذا الصنف اعمته فتنة المال وشغلته عن حق الله وحق دينه وحق امتي وحق الفقراء والمساكين اما النوع الرابع من الشهوات المزينة باختصار في هذه الاية - 00:15:13
هو الخيل المسومة. مسومة يعني الراعية المعلمة بالغرة والتحجيل المطهمة الحسان والخيل معقود في نواصيه الخير الى يوم القيامة فانشغلت صاحبها عن الله تبارك وتعالى وعن حق الله جل وعلا - 00:15:51
وعن العمل الاخرة حينئذ تكون فتنة ولا تعجب فقد فتنت نبيا كريما من انبياء الله تبارك وتعالى وشغلته الا وهو نبي الله سليمان حتى قال ردوها علي وطفق مسحا بالسوق والاعناق - 00:16:19
قال اني احببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي وطفق مسحا اي ضربا بالسوق والاعناق وقدم الخيل على الانعام وهو النوع السادس من انواع الشهوات في الاية وهي الابل والبقر والغنم - 00:16:45
وهذا المال الكريم ما له اهل البادية الانعام من الابل والبقر والغنم هذا مال اهل البادية وبه تكاثرهم وتفاخرهم ومن هذا المال معايشهم انشغل صاحبه ايضا عن الله وعن الاخرة - 00:17:16
هو فتنة خسائر هذه الانواع المذكورة في الاية اما النوع السابع من انواع الشهوات المذكورة في الآفة والحرف الزرع والنبات على اختلاف الوانه وانواعه واصنافه وهو قوام الحياة للانسان وللحيوان وللطير - 00:17:42
هذه الاصناف هي ما يستمتع به الانسان في الحياة الدنيا وما يتعلق الناس كل الناس به والله جل وعلا عنده حسن المرجع وحسن الثواب فلا ينبغي ان ننشغل بهذه الشهوات وذاك المتاع - 00:18:06
الى الحد الذي يشغلنا وينسينا العمل والاستعداد للاخرة لما هو خير لنا في العاجل والاجل اذا قال ربنا تبارك وتعالى بعدما ذكر هذه الاصناف ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب - 00:18:40
حسن المرجع الثواب حسن المصير ثم بين وفصل الحق تبارك وتعالى كيف يكون عنده حسن مآب وقال عز وجل مفصلا مبينا موضحا. قل اانبئكم بخير من ذلكم بخير من كل ما مضى - 00:19:04
التفريغ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله الذي هدى بكتابه القلوب وانزله في اوجز لفظ واعجز اسلوب فاعيت بلاغته البلغاء وابكنت فصاحته الفصحاء واذهلت روعته الخطباء فهو الحجة البالغة الدلالة الدامغة - 00:00:00
والنعمة الباقية والعصمة الواقية وهو شفاء الصدور والحكم العدل فيما احكم وتشابه من الامور واشهد ان لا اله الا الله العزيز الغفور القائل سبحانه قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل ان تنفد كلمات ربي - 00:00:23
ولو جئنا بمثله مددا واشهد ان سيدنا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وخليله اللهم صلي وسلم وبارك عليه وعلى اله الطيبين الطاهرين واصحابه الغر الميامين وازواجه امهات المؤمنين - 00:00:47
وصل علينا يا رب معهم بمنك وكرمك ورحمتك وانت ارحم الراحمين وبعد ايها الاحبة ان العلوم وان تباينت اصولها شرقت وغربت فصولها وتعددت وتنوعت ابوابها واحكامها انا لا اقلل من قدرها وشأنها - 00:01:06
الا ان اعلاها قدرا واغلاها مهرا واقومها قيلا واوضحها سبيلا واصحها دليلا علم التفسير هو شمس ضحاها وبدر دجاها ولم لا وشرف كل علم بشرف موضوعه وموضوع علم التفسير كلام ربنا الملك القدير الذي هو منبع كل حكمة ومعدن كل فضيلة واصل الاصول - 00:01:28
وطريق الوصول الى النجاة والسعادة في الدنيا والاخرة بصحبة الحبيب الرسول صلى الله عليه وسلم. ونحن الليلة بحول الله وتوفيقه على موعد مع اللقاء الثاني والخمسين بعد المائتين وهو اللقاء السابع من لقاءات تفسيرنا لسورة ال عمران - 00:02:00
وكنا قد توقفنا في اللقاء الماضي مع قول الحق تبارك وتعالى زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا - 00:02:22
والله عنده حسن المآب هذه الاية الرابعة عشرة من ايات سورة ال عمران ثم بعدها قال ربنا جل وعلا الاية الخامسة عشرة قل اانبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها - 00:02:45
وازواج مطهرة. ورضوان من الله والله بصير بالعباد زين للناس ما هو التزيين التزيين تحسين الشيء وتجميله وازالة ما يعتريه من قبح او تشويه او سوء للناس حب الشهوات الشهوات جمع الشهوة - 00:03:09
وهي ما تميل اليه النفس ويشتهيه الانسان ويحرص على الاستمتاع به وقد تكون مباحة او محرمة مستردلة فان انتفع بها على وجه يتوصل بها الى مصالح الدنيا والاخرة فهذا ممدوح - 00:03:36
لا حرج فيه ولا اثم فيه وان انتفع بها على وجه يتوصل بها او بهذا الوجه الى الحرام فهذا حرام هو محرم في دين الله جل وعلا وان انتفع بها - 00:04:01
في وجه مباح في اي مصلحة من مصالح الدنيا ولا يدفعه ذلك الى الحرام والوقوع فيه فهذا ايضا مباح الشهوة كما بينا في برنامجنا الرمضاني قلوب الشهوة امر جبلي فطري غريزي جسدي - 00:04:21
اودعها الله كل خلقه وعباده لتحقيق غايات مشروعة وحكم موضوعة واهداف غير ممنوعة وقد شاء الله جل جلاله ان يبتلي خلقه بما شاء لحكم جليلة وغايات نبيلة قد لا يدركها كثير من الناس - 00:04:46
ومن ذلك ابتلاء الخلق والناس بالشهوة ليميز الله الخبيث من الطيب والمطيع من العاصي وقد ذكر الله جل جلاله انواع من هذه الشهوات التي جبلت نفوس الناس على محبتها والتعلق بها - 00:05:14
في هذه الاية الكريمة فبدأ سبحانه وتعالى باشد هذه الشهوات واقواها وهي النساء فان فتنة النساء اعظم فتن الدنيا ان فتنة النساء اعظم فتن الدنيا ليس هذا اجتهاد مني وانما هو حكم - 00:05:36
وتقرير من البشير النذير الصادق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم وفي الصحيحين من حديث اسامة بن زيد رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:06:02
ما تركت فتنة بعدي اضر على الرجال من النساء ما تركت فتنة بعدي اضر على الرجال من النساء في صحيح مسلم من حديث ابي سعيد الخدري رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال - 00:06:21
ان الدنيا حلوة خضرة ان الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء تدبر هذا الامر النبوي فاتقوا الدنيا واتقوا النساء - 00:06:43
فان فتنة فان اول فتنة بني اسرائيل كانت في النساء اما ان كان القصد بالنساء وحبهن والاعفاف والحفاظ على النسل فهذا من مقاصد الشريعة ومما رغب فيه هذا الدين الحنيف - 00:07:06
لا اثم ولا حرج في ذلك على الاطلاق حبب الي من دنياكم ثلاث النساء فبدأ بهن والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة ثم ذكر سبحانه وتعالى البنين والاموال وهما زينة الحياة الدنيا - 00:07:35
كما قال جل جلاله المال والبنون زينة الحياة الدنيا ثم بين ان المال والبنون ان صرف العبد عن الله سبحانه وكان عقبة داء في طريق سعيه الى الاخرة وانشغل بالدنيا - 00:07:56
عن الدين وعن العمل ليوم الدين فحينئذ يكون المال فتنة ويكون البنون فتنة قال سبحانه واعلموا انما اموالكم واولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم هذه اية سورة الانفال وفي اية سورة التغابن قال سبحانه انما اموالكم واولادكم فتنة. والله عنده اجر عظيم - 00:08:24
وقد يكون حب البنين وحب المال للتفاخر والزينة والاستكبار على الخلق والاستعلاء على الخلق والكبر على الناس والبتر وقد يكون حب المال والبنين للدين للدين فما اشرفه واجله واعظمه من نعيم ان يكون المال - 00:08:59
في يد عبد صالح يجمعه من الحلال ويؤدي فيه حق الكبير المتعال وما اجمل ان يكون البنون لرجل صالح يربيهم على كتاب الله وعلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:09:30
وعلى الاخلاق الكريمة الفاضلة لينفعوا انفسهم ودينهم وامتهم ومجتمعهم ما اشرف هذا وقد يكون حب المال وحب البنين للتفاخر وللزينة والاستعلاء وللبطر وللكبر وهذا مذموم محرم في دين الله وقد يكون حب المال - 00:09:47
والبنين للدين وللحفاظ على النسل ولتكفير سواد امة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا محمود ممدوح بلا ريب وكذلك حب المال كما ذكرت قد يكون للكبر والخيلاء والفخر والتعاظم والتجبر - 00:10:14
والاستعلاء على الفقراء والمساكين هذا حرام مذموم في دين الله وقد يكون حب المال والسعي من اجل التحصيل من الحلال الطيب لاداء حق الله عز وجل وللانفاق في سبيل الله. ولصلة الارحام والبذل في وجوه الخير والبر والطاعات - 00:10:36
وهذا محمود بل هو من اعظم القربات يا رب الارض والسماوات اما النوع الثالث من انواع الشهوات المذكورة في الاية الكريمة وهو القناطير المقنطرة من الذهب والفضة وهذا التعبير القرآني البديع كناية عن المال الكثير الوفير - 00:10:57
ولا قرايب يا اخواني ان الانسان اقصد اي انسان على وجه الارض مجبول ومفطور على حب المال ولا يستكثره ابدا مهما كثر هذه فطرة وتحبون المال حبا جما لا يدعي انسان على وجه الارض انه لا يحب المال هذا كذب - 00:11:23
لان كل انسان جبل على حب المال ومهما كثر المال بين يديه ومهما امتلك من اصناف المال وانواعه لا يستكثره بل يتفنن في طرق جمعه وتحصيله ولا يسلو ولا يترك وسيلة - 00:11:51
ولا سبيلا للحصول عليه الا وسلك هذا امر جبلي تدبروا معي هذا الحديث الرقراق الجميل الذي رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما ان الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم قال - 00:12:12
لو كان لابن ادم واديان من ذهب واديان شايف الوادي الوادي وسعة الوادي لو كان لابن ادم واديان من ذهب نتمنى ان يكون له ثالث. الله اكبر ينبغي ان يدعي احد او ان يزعم كاذبا - 00:12:37
انه لو يحب المال. لا لكن العبرة من اين تجمع هذا المال؟ هل تجمع من الحلال وهل تؤدي فيه حق الكبير المتعال وهل تؤدي فيه حق الفقراء والمساكين والمشردين والمهجرين والمطرودين والمعذبين والمقهورين - 00:13:02
لو كان لابن ادم واديان من ذهب لتمنى ان يكون له ثالث ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب ويتوب الله على من تاب. لا حول ولا قوة الا بالله - 00:13:25
كل بني ادم كل بني ادم ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب ويتوب الله على من تاب ولذا قدم الله جل وعلا في الاية العظيمة الفتنة بالاموال على الفتنة بالاهل والاولاد على الفتنة بالبنين - 00:13:41
قدم الفتنة بالاموال على الفتنة بالبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة للناس حب الشهوات من النساء والبنين وفي موطن اخر قدم الفتنة بالاهل والاولاد على المال فتارة يقدم المال على الاهل والاولاد - 00:14:06
انما اموالكم واولادكم فتنة وتارة يقدم الاهل والاولاد على المال تدبروا معي هذه الاية. سيقول المخلفون من الاعراب شغلتنا اموالنا واهلونا تقدم في هذا الموطن المال وكم في قوله تعالى واعلموا ان ما اموالكم واولادكم فتنة وان الله عنده اجر عظيم - 00:14:40
وهناك صنف من الناس يجعل حب المال غاية غاية ومقصودا وهدفا وليس وسيلة وهذا الصنف اعمته فتنة المال وشغلته عن حق الله وحق دينه وحق امتي وحق الفقراء والمساكين اما النوع الرابع من الشهوات المزينة باختصار في هذه الاية - 00:15:13
هو الخيل المسومة. مسومة يعني الراعية المعلمة بالغرة والتحجيل المطهمة الحسان والخيل معقود في نواصيه الخير الى يوم القيامة فانشغلت صاحبها عن الله تبارك وتعالى وعن حق الله جل وعلا - 00:15:51
وعن العمل الاخرة حينئذ تكون فتنة ولا تعجب فقد فتنت نبيا كريما من انبياء الله تبارك وتعالى وشغلته الا وهو نبي الله سليمان حتى قال ردوها علي وطفق مسحا بالسوق والاعناق - 00:16:19
قال اني احببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب ردوها علي وطفق مسحا اي ضربا بالسوق والاعناق وقدم الخيل على الانعام وهو النوع السادس من انواع الشهوات في الاية وهي الابل والبقر والغنم - 00:16:45
وهذا المال الكريم ما له اهل البادية الانعام من الابل والبقر والغنم هذا مال اهل البادية وبه تكاثرهم وتفاخرهم ومن هذا المال معايشهم انشغل صاحبه ايضا عن الله وعن الاخرة - 00:17:16
هو فتنة خسائر هذه الانواع المذكورة في الاية اما النوع السابع من انواع الشهوات المذكورة في الآفة والحرف الزرع والنبات على اختلاف الوانه وانواعه واصنافه وهو قوام الحياة للانسان وللحيوان وللطير - 00:17:42
هذه الاصناف هي ما يستمتع به الانسان في الحياة الدنيا وما يتعلق الناس كل الناس به والله جل وعلا عنده حسن المرجع وحسن الثواب فلا ينبغي ان ننشغل بهذه الشهوات وذاك المتاع - 00:18:06
الى الحد الذي يشغلنا وينسينا العمل والاستعداد للاخرة لما هو خير لنا في العاجل والاجل اذا قال ربنا تبارك وتعالى بعدما ذكر هذه الاصناف ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب - 00:18:40
حسن المرجع الثواب حسن المصير ثم بين وفصل الحق تبارك وتعالى كيف يكون عنده حسن مآب وقال عز وجل مفصلا مبينا موضحا. قل اانبئكم بخير من ذلكم بخير من كل ما مضى - 00:19:04