تفسير ابن كثير

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | سورة الزلزلة

عبدالرحمن العجلان

بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم اذا زلزلت الارض زلزالها. واخرجت الارض اثقالها. وقال الانسان ما لها - 00:00:00ضَ

يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها يومئذ يصدر الناس اشترى ليروا اعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره هذه الاية الكريمة والسورة العظيمة - 00:00:31ضَ

تسمى سورة الزلزلة يقول ابن عباس رضي الله عنه وجمع من العلماء بانها مدنية وقيل مكية في قول بعض العلماء والمراد بالمدني من السور ما نزل من القرآن بعد هجرته صلى الله عليه وسلم - 00:00:59ضَ

من مكة الى المدينة حتى ولو نزل بمكة يقال له مدني والمكي ما نزل قبل هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة حتى لو نزل خارج مكة يقال له مكي - 00:01:29ضَ

والنبي صلى الله عليه وسلم حث على قراءة هذه السورة لانها تذكر الانسان بيوم القيامة تجعله ان كان ذا قلب حي يستعد في ذلك اليوم عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما - 00:01:50ضَ

قال اتى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال اقرئني يا رسول الله قال اقرأ ثلاثا الف لام راء قال الرجل ابو راسلني واشتد قلبي وغلظ لساني قال اقرأ ثلاثا من ذوات حا ميم - 00:02:14ضَ

وقال مثل مقالته الاولى وقال اقرأ ثلاثا من المسبحات قال مثل مقالته الاولى وقال ولكن اقرئني يا رسول الله سورة جامعة قرأه اذا زلزلت الارض حتى فرغ منها قال الرجل - 00:02:46ضَ

والذي بعثك بالحق لا ازيد عليها. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم افلح الرويجل افلح الرويجل رواه احمد وابو داود والنسائي ومحمد والحاكم وصححه والطبراني وابن مرة دوايه والبيهقي في الشعب - 00:03:11ضَ

وعن انس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قرأ اذا زلزلت الارض عدلت له نصف القرآن ومن قرأ قل هو الله احد عدلت له بثلث القرآن - 00:03:35ضَ

ومن قرأ قل يا ايها الكافرون عدلت له بربع القرآن. اخرجه الترمذي وابن مردوايه يقول الله جل وعلا اذا زلزلت الارض زلزالها الزلزلة التحريك بشدة تتحرك حركة شديدة واذا شرط - 00:03:56ضَ

زلزلت فعل الشرط وجواب الشرط يأتي وهو قوله جل وعلا يومئذ تحدث اخبارها اذا زلزلت يومئذ تحدث اخبارها اختلف المفسرون رحمهم الله في هذه الزلزلة في حال النفخة الاولى بعد النفخة الاولى - 00:04:30ضَ

بعد النفخة الثانية التي هي نفخة البعث والنفخات قيل وقيل اثنتان النفخة الاولى على قول ثلاث نفخة الفزع ونفخة الصعق ونفخة البعث وقيل اثنتان نفخة الصعق ونفخة البعث وهذه الزلزلة اهي عند النفخة الاولى - 00:05:00ضَ

يعني عند الصعق ام هي عند النفخة الثانية عند البعث ام قبل هذا على قول النفخة الاولى عند الفزع وقيل عند الفزع لان الناس حينئذ يتساءلون عنها ما هذا ويكون المراد في قوله - 00:05:34ضَ

وقال الانسان ما لها الانسان مطلقا الكافر والمؤمن يقول ما الذي حصل عندما تتزلزل الارض وتتحرك الحركة الشديدة من قوة نفخة اسرافيل عليه السلام تتحرك وتتقلب ترتج باهلها فيقول الانسان مطلقا الانسان المؤمن والكافر - 00:05:58ضَ

اذا كانت الاولى يقول ما لها اما اذا كانت الثانية عند البعث فالذي يقول المراد بالانسان حينئذ الكافر لان المؤمن يؤمن بان هذا يوم القيامة وهذا البعث ومستعد لذلك ومؤمن بالوعث - 00:06:26ضَ

اما الكافر هو الذي كان ينكر البعث فحينما يرى الحركة ويستيقظ وكانه يستيقظ من نومه يقول ما الذي حصل؟ لانه منكر الله جل وعلا يقول في كتابه العزيز زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا - 00:06:48ضَ

قل بلى وربي لتبعثن. ثم لتنبؤن بما عملتم. وذلك على الله يسير انكار البعث كفر قوله تعالى زعم الذين كفروا الا يبعثوا فالذي ينكر البعث يصدق عليه انه كافر وان ادعى الاسلام - 00:07:09ضَ

اذا زلزلت الارض زلزالها الزلزال لها مصدر تأكيد للفعل اذا زلزلت زلزالها يعني كانت الزلزلة شديدة وقوية وزلزالها قراءة الجمهور بكسر الزاي زلزالها وقرأ قراءة سبعية بفتح الزاي زلزالها اذا زلزلت الارض زلزالها - 00:07:33ضَ

واخرجت الارض اسقى لها اخرجت الارض اثقلها يعني ما في جو فيها اخرجته الى ظاهرها وسطحها ما هو هذا المخرج ما فيها من الاموات على ان المراد بهذه الزلزلة زلزلة - 00:08:04ضَ

البعث واخرجت الارض اثقلها الاثقال التي فيها لان الثقل اذا كان داخل العرض يقال لها واذا كان فوق الارض يقال عليها واخرجت الارض الاثقال التي عليها واذا كان في باطنها يقال اثقلها يعني في وسطها - 00:08:31ضَ

داخلها واخرجت الارض اثقالها المراد بما اودع فيها من الاموات تخرجهم الى سطحها لانها لان الله جل وعلا في ذلك الوقت يرسل مطرا اربعين يوما كما جاء في الحديث كملي الرجال - 00:09:08ضَ

ثم ينبت الله الاجسام التي قبرت فيها تنبت مثل ما ينبت من ونحوها واذا استكملت امر الله جل وعلا اسرافيل فنفخ الصور فتطايرت الارواح فدخلت كل روح في صاحبها لا تخالفه ولا تفارقه - 00:09:33ضَ

واخرجت الارض اثقالها ولهذا يقال للجن والانس الثقلان بانهم من ما يكونون في الارض وقد اخرج مسلم والترمذي عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:10:01ضَ

شقيق الارض افلاذ كبدها امثال الاسطواني من الذهب والفضة فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي. ويجئ السارق فيقول في هذا قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا - 00:10:24ضَ

على ان المراد باثقالها ما في جوفها من الذهب والفضة الجواهر ذوات القيمة تخرجها الله جل وعلا من الارظ بامر تخرجها الارظ بامر الله جل وعلا فتاخذ امثال الاسطوان يعني الاعمدة ونحوها - 00:10:56ضَ

وقال الامام مجاهد رحمه الله واخرجت الارض اثقالها قال موتاها يخرجهم في النفخة الثانية وقال الانسان ما لها. اقرأه قال ابن عباس زلزلت الارض زلزالها كي تحركت من اسفلها اخرجت الارض اثقالها - 00:11:22ضَ

يعني القت ما فيها من الموتى قاله غير واحد من السلف وهذي كقوله تعالى يا ايها الناس اتقوا ربكم زلزالة الساعة شيء عظيم يعني حركة شديدة ان زلزلة الساعة شيء عظيم. يأمر الله جل وعلا عباده بتقواه والاستعداد - 00:11:53ضَ

لذلك اليوم يا ايها الناس اتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شيء عظيم يعني مهول مخوف يحصل فيه الرعب الشديد الا من استعد لذلك اليوم فانه امن كما قال جل وعلا ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا - 00:12:16ضَ

تتنزل عليهم الملائكة الا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون يبعثون امنين ويحشرون على رواحل يركبون الرواحل والاخرون يمشون على الارض قال العلماء تنزل الملائكة عليهم في المواطن الحرجة - 00:12:42ضَ

عند الاحتضار وفي القبر وعند البعث تتنزل عليهم الملائكة وتبشرهم يسرون بذلك ويذهب عنهم الخوف والرعب وكقوله تعالى واذا الارض مدت والقت ما فيها وتخلت وقال مسلم في صحيحه حدثنا واصل عن ابي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال - 00:13:13ضَ

يلقي الارض افلاذ اكبادها امثال الاسطوان من الذهب والفضة فيجيء القاتل فيقول في هذا قتلت ويجيء القاطع فيقول في هذا قطعت رحمي. يعني اقدمت على هذا الفعل القتل من اجل هذا من اجل الذهب والفضة مثلا - 00:13:47ضَ

واقدمت على قطيعة الرحم شحا بالذهب والفضة وقطعت يدي من اجل سرقتي لهذا للذهب والفضة فيقال له خذه بين يديك فيدعه ما يريده لانه مشغول عنه ويجيء السارق فيقول في هذا - 00:14:09ضَ

قطعت قطعت يدي. قطعت قطعت يدي ثم يدعونه فلا يأخذون منه فيدعونه يعني يتركونه ولا يأخذونه ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيئا. لانه في ذلك الموقف تذهل كل مرضعة اما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها - 00:14:33ضَ

وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ولا ينافي هذا ان يكون المؤمن امن مطمئن لان الكثرة والاغلبية لغير المؤمنين وقوله عز وجل وقال الانسان ما لها - 00:14:56ضَ

وقال الانسان ما لها استفسار سؤال ما المراد بالانسان المراد بالانسان المطلق المؤمن والكافر اذا كانت هذه الزلزلة قبل يوم القيامة يسأل ما الذي حصل ما لها اعرابها مبتدأ وخبر - 00:15:20ضَ

مبتدأ وخبر واذا كان المراد بها عند البعث زلزلها عند قيام الناس من قبورهم فالمراد به بالانسان هنا الكافر. لان المؤمن مؤمن بالبعث هو يعرف ان هذه حركة وهذا القيام للبعث - 00:15:44ضَ

هذا يوم القيامة هذا اليوم الذي يوعدون وهم مستعد مؤمنون به واما الكافر فهو الذي ينكر ذلك ويقول ما لها يعني ما الذي حصل؟ ما هذا وقال الانسان ما لها - 00:16:09ضَ

اي استنكر امرها بعد ما كانت قارة ساكنة ثابتة وهو مستقر على ظهرها تقلبت الحال فصارت متحركة مضطربة قد جاءها من امر الله تعالى ما قد اعد اعده لها من الزلزال - 00:16:28ضَ

الذي لا محيد لها عنه ثم يومئذ تحدث اخبارها يومئذ تحدث الارض الانسان اخبارها يحدث ينصب مفعولين احدهم الاول مفعول ما محذوف والاخر اخبارها يعني تحدث الانسان اخبارها والارض فاعل - 00:16:47ضَ

لانها يومئذ تحدث يعود الى اذا زلزلت الارض يومئذ تحدث الارض الناس او الانسان اخبارها يعني ما اودع فيها يومئذ تحدث اخبارها يعني تخبر بما عمل عليها كل انسان هي شاهدة علي - 00:17:24ضَ

عن ربيعة الجرشي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال تحفظوا من الارظ تحفظ من الارض يعني شاهدة عليك ان تشهدها عليك بعمل سيء تحفظوا من الارض فانها امكم - 00:17:48ضَ

وانه ليس من احد عامل عليها خيرا او شر الا وهي مخبرة به اخرجه الطبراني يعني تخبر بما عمل عليها ولهذا قال العلماء رحمهم الله يستحب للانسان اذا صلى الفريضة - 00:18:11ضَ

ان يصلي النافلة في مكان اخر من اجل تعدد الاماكن في اداء العبادة لانها تشهد له لذا يحصل للانسان مثلا اذا جاء لمكان جديد او غريب عليه او بعيد عنه يصلي فيه ركعتين يقرأ فيه ما تيسر من - 00:18:33ضَ

يذكر الله جل وعلا لان الارض شاهدة علي اشهد علي وليحذر ان يشهدها عليه بسيء فانها ناطقة بذلك وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:18:54ضَ

يومئذ تحدث اخبارها قال اتدرون ما اخبارها؟ قالوا الله ورسوله اعلم كان الصحابة رضي الله عنهم اذا سألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قالوا الله ورسوله اعلم لانه عليه الصلاة والسلام - 00:19:16ضَ

ما سألهم ليستعلم منهم وانما سألهم ليخبرهم سيفوضون العلم الى الله جل وعلا ثم الى رسوله صلى الله عليه وسلم اما نحن اذا سئل الواحد منا عن شيء ما وهو يجهله فيقول الله اعلم - 00:19:40ضَ

انه قال الله ورسوله اعلم في حال حياة النبي صلى الله عليه وسلم لانه ما سأل عن هذا الشيء الا وهو يريد الاخبار عليه الصلاة والسلام ويقول السائل الله ورسوله اعلم - 00:20:06ضَ

اما بعد وفاته صلى الله عليه وسلم واذا سئل المسلم عن شيء ما وهو لا يعلمه يقول الله اعلم قالوا الله ورسوله اعلم قال فان اخبارها ان تشهد على كل عبد وامة - 00:20:26ضَ

بما عمل على ظهرها انها مطلعة علي والله جل وعلا ينطقها يقول عمل علي كذا وكذا فهذه اخبارها اخرجه احمد والترمذي وصححه والنسائي وغيرهم وعن انس بن مالك رضي الله عنه - 00:20:48ضَ

ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ان الارض لتجيء يوم القيامة في كل عمل عمل على ظهرها وقرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا زلزلت الارض زلزالها حتى بلغ يومئذ تحدث اخبارها - 00:21:12ضَ

اخرجه والبيهقي يومئذ تحدث اخبارها يعني تشهد على بني ادم وعلى الثقلين الجن والانس بما عمل عليها والله جل وعلا محيط بكل شيء لكن جرت سنة الله جل وعلا بمقتضى عدله سبحانه وتعالى - 00:21:40ضَ

انه يستشهد على فعل الانسان كما تقدم انه جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ان العبد يقول يا ربي انك وعدتني الا تظلمني فيقول الله جل وعلا لك ذلك - 00:22:09ضَ

ويقول اذا يا ربي لا اقبل شاهدا الا من نفسي يريد شهود على فعله والله مطلع جل وعلا لا تخفى عليه خافية. العبد يقول اريد شاهد يا ربي فيقول الله جل وعلا لك ذلك - 00:22:29ضَ

ويختم الله على لسانه ثم تنطق جوارحه بما عمل كل جارحة تنطق بما عملت ثم يفتح الله على لسانه فيقول لجوارحه سحقا لكن وبعدا عنكن كنت احاجج انا انكرت حفاظا عليكن عن النار - 00:22:46ضَ

ويقلن انطقنا الله الذي انطق كل شيء وجل وعلا ينطق اليد وينطق الرجل وينطق الفرج وينطق العين بما يجحده اللسان يومئذ تحدث اخبارها وتكون الارض شاهدة شاهدة على المرء والارض تخبر بكل ما عمل عليها. والله جل وعلا اذا امرها بشيء ما تتعذر - 00:23:12ضَ

ولا يقال هي جماد كيف تنطق الله جل وعلا قادر على انطاق الجبال وانطاق الارظ وانطاق كل شيء جاء احد الناس الى بعض السلف فقال تعبني انصحني عن المعصية انا مبتلى ببعض المعاصي - 00:23:47ضَ

قال نعم اذا اردت ان تعصي الله فلا تعصي الله في ارضه انها تشهد عليك لا تعصي الله في ارضه. قال اين اذهب اين اكون؟ اذا قال اذا اذا اردت ان تعصي الله فلا تأكل رزقه - 00:24:08ضَ

قال من اين اكل قال كيف تعصي الله في ارضه وانت تأكل رزقه حري بالعاقل اذا كان في ارض الله وفي عافية الله ويأكل من رزق الله ان لا يعصي الله جل وعلا المنعم المتفضل - 00:24:30ضَ

يومئذ تحدث اخبارها بان ربك اوحى لها. يعني اذن لها جل وعلا اوحى لها بان تتحدث يأمرها الله جل وعلا بان تتكلم فتتكلم وكما قال الله جل وعلا في كتابه انه خاطب الارض والسماء طوعا او كرها قالتا - 00:24:50ضَ

اتينا طائعين فلا يقال كيف جمعت تتكلم وقد كلم الحجر رسول الله صلى الله عليه وسلم معجزة له والله جل وعلا قادر على انطاق كل شيء لان ربك اوحى لها يعني اذن لها هي الان ما اذن لها ان تقول والا ممكن تشهد على كل انسان لانها - 00:25:15ضَ

تحفظ ما يعمل عليها فاذا جاء الوقت المناسب يأذن الله جل وعلا لهذه ان تنطق عمل علي كذا وكذا وعمل علي كذا وكذا وهكذا وكما قال عليه الصلاة والسلام تحفظوا من الارظ - 00:25:45ضَ

اعلم ان الارظ التي تعمل عليها المعصية غدا ستنطق عليك بما فعلت ما تقول ما يراني احد ولا عندي احد الارض عندك غير اطلاع الله جل وعلا الله جل وعلا مطلع ولا تخفى عليه خافية. يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور - 00:26:08ضَ

ويرى ويسمع النملة السوداء على الصخرة الصماء في ظلمة الليل ان ربك اوحى لها يعني امرها بذلك فتتكلم وقوله تعالى يومئذ تحدث اخبارها تحدثوا بما عمل العاملون على ظهرها وقال الامام احمد حدثنا ابراهيم - 00:26:34ضَ

عن ابي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قرأ انه قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الاية يومئذ تحدث اخبارها فقال اتدرون ما اخبارها قال الله ورسوله اعلم - 00:27:09ضَ

قال فان اخبارها ان تشهد على كل عبد وامة ما عمل عبد واباه المراد بالعبد اذا قيل عبد وامة الرجل والمرأة وتسمى المرأة امة الله ان تشهد على كل عبد وامة بما عمل على ظهرها ان تقول عمل كذا وكذا - 00:27:23ضَ

يوم كذا وكذا فهذه اخبارها. تحدد اليوم والساعة والدقيقة ونوع العمل لانها مطلعة تراه مسجل فيها وقوله تعالى بان ربك اوحى لها قال البخاري اوحى لها واوحى اليها وحالها ووحى اليها - 00:27:47ضَ

قال ابن عباس اوحى لها اي اوحى اليها والظاهر ان هذا مضمون بمعنى اذن لها يومئذ تحدث اخبارها قال قال يومئذ يصدر الناس اشتاتا يومئذ يصدر الناس اشتاتا. يصدر يتوجه - 00:28:14ضَ

ويسير الناس والصدر الرجوع الى الاماكن والورود الاقبال على الشيء قالوا ورد الى الماء يعني يا علي انتهى غرظه من الماء وذهب يومئذ يصدر الناس اشتاتا يصدرون الى منازلهم انتهى العرض والحساب - 00:28:43ضَ

يصدرون الى منازلهم لكنهم يصدرون اشتاتا بينهم تفاوت عظيم تفاوت عظيم. اولا يصدرون جماعات يعني جماعات زمر وهم متميزون متفاوتون منهم من يصدر الى اعلى عليين ومنهم من يصدر الى اسفل السافلين والعياذ بالله في نار جهنم - 00:29:07ضَ

والناس بين بين بين هذا وهذا اهل الجنة والسعدا يتوجهون الى الجنة وهم مسرورون فرحون وجوههم تضيء واهل النار والعياذ بالله يساقون اليها شوقا ويزخون فيها زخا ويقذفون فيها قذفا والعياذ بالله - 00:29:34ضَ

يسوطهم الملائكة حتى تدخلهم النار يومئذ يصدر الناس اشتاتا يروا اعمالهم ليروا او ليروا قراءتان على البناء للمفعول والبناء للفاعل البناء للمعلوم والبناء للمجهول ليروا البناء للمجهول ليروا البناء للمعلوم للفاعل - 00:29:57ضَ

يروا اعمالهم يروا نتيجة اعمالهم المؤمنون يتوجهون الى الجنة يروا منازلهم ثواب اعمالهم التي عملوها في الدنيا والكفار والفجار والظلمة والعياذ بالله يساقون الى النار ليرعوا يأخذ نتيجة وجزاء فعلهم السيء والعياذ بالله - 00:30:30ضَ

يروا اعمالهم التي قدموها في الدنيا عملوها لان الدنيا دار عمل ولا جزاء والاخرة دار جزاء ولا عمل. يتمنى الكافر ان يعادل الدنيا ليعمل يتمنى ان يطلب منه العمل في ذلك اليوم فلا يحصل له - 00:31:02ضَ

قالوا له هيهات حينما طلب منك الايمان بالله ما امنت وقوله تعالى يومئذ يصدر الناس اشتاتا ان يرجعون عن موقف الحساب اشتاتا اي انواع واصناف ما بين شقي وسعيد ومأمور به الى الجنة ومأمور به الى النار - 00:31:28ضَ

يتصدعون اشتاتا فلا يجتمعون اخر ما عليهم وقال السدي اشتاتا فرقا وقوله تعالى ليروا اعمالهم اي ليعلموا ويجازوا بما عملوه في الدنيا من خير وشر ولهذا قال فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. فمن يعمل مثقال ذرة - 00:31:52ضَ

المراد بالذرة والله اعلم اصغر شيء من النمل هذه هي الذرة يعمل وزن هذه من الخير يجد ثوابه. لا يضيع عند الله شيء ومن يعمل مثقال ذرة من الشر يجد عقابه ان لم يعفو الله جل وعلا عنه - 00:32:21ضَ

الخير محفوظ ولا ينقص منه شيء. لان الله جل وعلا منزه عن الظلم الله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس انفسهم يظلمون وهو جل وعلا يثيب على العمل الصالح وان قل - 00:32:47ضَ

والعمل السيء قد يؤاخذ الله جل وعلا به ويعاقب عليه وقد يعفو الله جل وعلا عنه. لان العفو عن السيء كرم وجود. والله جل وعلا اهل الكرم فالذرة على قول جمع من المفسرين ان المراد بها اصغر - 00:33:07ضَ

شيء من انواع النمل وقيل المراد بالذرة اذا المرء وضع كفه على مفتوحة الاصابع على الارظ فما يعلق من حبات الرمل الصغيرة لان الحبة الكبيرة ما تعلق حبات الرمل الصغيرة تعلق بيده هذه الواحدة منها ذرة يعني لا وزن لها - 00:33:32ضَ

وقيل المراد بالذرة ما يرى من وهج الشمس اذا دخلت من كوة الغرفة او المنزل يعني اذا دخلت الشمس من قوة مثلا ما يرى في طريق الشمس هذه اللي يرى في العين ولا يستطاع ان يمسك - 00:34:02ضَ

يقال لها ذرة. يعني انها اصغر ما يكون اصغر ما يكون من الاشياء اذا عملها المرء خيرا فالله جل وعلا يثيبه عليها وما عمله من سوء يعاقبه عليها ان لم - 00:34:23ضَ

يعفو لان الله جل وعلا يقول ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ما دون الشرك داخل تحت المشيئة بما الصغائر والكبائر قال مقاتل رحمه الله - 00:34:41ضَ

نزلت في رجلين من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره نزلت في رجلين كان احدهما يأتيه السائل فيستقل ان يعطيه التمرة والكسرة والجوزة وكان الاخر يتهاون بالذنب اليسير كالكذبة والغيبة والنظرة - 00:34:59ضَ

ويقول انما اوعد الله النار على الكافرين فانزل الله جل وعلا فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره يعني لا تستقل الصدقة ولو بالكسرة القليلة الخبز او الحبة الواحدة من التمر - 00:35:25ضَ

وقد جاءت سائلة الى ام المؤمنين رضي الله عنها عائشة ومعها ابنتان تقول لها وسألت عائشة فلم تجد عائشة رضي الله عنها الا تمرة واحدة ما عندها في البيت شيء يؤكل - 00:35:49ضَ

الا تمرة واحدة فاعطتها السائلة هذه السائلة هذي شقت التمرة نصفين بين ابنتيها ولم تطعم منها شيئا. فتعجبت عائشة رضي الله عنها وذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم وجاءتها مرة اخرى سائلة اخرى - 00:36:08ضَ

فلم تجد عندها الا ثلاث حبات من التمر ومعها ابنتان لها فاعطت واحدة من البنات وتمرة واعطت الاخرى التمرة الاخرى. ورفعت التمرة الثالثة الى فيها لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها. فشقتها بينهما نصفين. ولم تطعم منها شيئا - 00:36:31ضَ

الشاهد عندنا ان عائشة رضي الله عنها ما استقلت الصدقة بالتمرة الواحدة ثلاثة نفر البنت البنتان والام الى عائشة ما عندها الا تمرة اعطتهم اياها تشرفونا فيها وما يستقل الانسان شيء - 00:37:00ضَ

بعد قوله جل وعلا فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره اي شيء والكلمة الطيبة صدقة اذا لم يجد شيئا مطلقا فالكلمة الطيبة صدقة ولا ينبغي للانسان ان يتساهل في المعصية كما يقول بعض الناس او الكثير من الناس يقول الناس واقعون في امور - 00:37:23ضَ

من عظائم اذا قلت له يا اخي هذا مثلا ما ينبغي والما يليق من مثلك وهذي سيئة قال وين؟ الناس واقعين في كبائر وانت تنكر عليها هذي بسيطة هذي سهلة - 00:37:50ضَ

لا يا اخي السيئات والمعاصي ما ينبغي ان يستسهل بها. والنبي صلى الله عليه وسلم مثل السيئات هذه الصغائر اذا تجمعت اثرت واضرت الانسان كحال القوم في البرية يريدون ان يطبخوا ما معهم - 00:38:03ضَ

فيذهبون فهذا يأتي بعود وهذا يأتي بجذع وهذا يأتي بكذا وهذا يأتي بكذا فيجتمع حطبا كثيرا يوقدون عليه وينضجون عليه ما ارادوا. ان ضجه وهم مجتمع من اشياء صغائر فكذلك السيئات الصغائر اذا تجمعت على صاحبها اهلكته - 00:38:25ضَ

ولا ينبغي للانسان ان يستسهل المعصية وان كانت يسيرة وان كان الناس واقعين في اكثر كما يسوف لنفسه ويقول الناس واقعون في الكبائر الناس كذا الناس كذا عليك بنفسك واحذر السيئات ان تتراكم عليك فتهلكك - 00:38:47ضَ

فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يعني من الخير الذي يحبه الله جل وعلا يرضاه يره وفي قراءة يرى بالتسكين وفي قراءة بالبنا للمجهول يراه يعني يطلع عليه ويدركه فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة - 00:39:09ضَ

الريرة النبي صلى الله عليه وسلم لما سئل عن هل في الحمر زكاة قال ما عندي فيها الا قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال كل ذرة شرا يره - 00:39:38ضَ

الانسان اذا حصل على نعمة وحصل على خير ونتائج مثل مثلا كما يقال مثلا في البقول والفواكه ونحوها هذه ليس فيها زكاة واجبة. لكن فيها صدقة التطوع الاشياء التي ينعم الله بها على عبده جل وعلا اكثرها ما فيها زكاة واجبة لكن فيها صدقة التطوع - 00:40:01ضَ

وصدقة التطوع في كل شيء. فمن يعمل اي انسان يعمل اي خير وان قل سيراه يأخذ ثوابه باذن الله او سيء سيراه ويعاقب عليه ان لم يعفو الله جل وعلا عنه - 00:40:27ضَ

قال ابن ابي حاتم حدثنا ابو زرعة انا سعيد بن جبير في قوله تعالى فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره وذلك لما نزلت هذه الاية ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما واسيرا - 00:40:52ضَ

كان المسلمون يرون انهم لا يؤجرون على الشيء القليل اذا اذا اعطوه فيجيء المسكين الى ابوابهم ويستقلون ان يعطوه التمرة والكسرة والجوز ونحو ذلك فيردونه ويقولون ما هذا بشيء؟ انما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه - 00:41:14ضَ

وكان اخرون يرون انهم لا يلامون على الذنب اليسير الكذب الكذبة والنظرة والغيبة واشباه ذلك ويقولون انما وعد الله النار على الكبائر فرغبهم في القليل من الخير ان يعملوه فانه يوشك ان يكثر - 00:41:36ضَ

وحذرهم من اليسير من الشر من الشر فانه يوشك وان يكثر فنزلت فمن يعمل مثقال ذرة يعني وزنا اصغر النمل وقال بعض المفسرين رحمهم الله هذه الاية في حال الدنيا - 00:41:54ضَ

ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره. ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره. هذه في حال الدنيا بالنسبة سعداء والاشقياء الكافر اذا عمل في الدنيا خيرا وان كان مثقال ذرة فانه سينال ثوابه في الدنيا بالصحة - 00:42:11ضَ

والعافية وسعة الرزق والولد والجاه وغير ذلك من النعم التي يعطيه الله جل وعلا ثوابه عليها في الدنيا ثم ينتقل الى الدار الاخرة ولا يبقى له حسنة لان حسناته التي عملها اثيب عليها في الدنيا. لان الكافر - 00:42:35ضَ

قد يصدر منه شيء من الحسنات التي يحمد عليها من العطف والحنان والرفق والصدقة ونحو ذلك فيثيبه الله جل وعلا عليها في الدنيا. ولا يبقى له شيء في الاخرة ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره - 00:42:56ضَ

بالنسبة للمؤمن اذا عمل سيئة الله جل وعلا يعاقبه عليها او يعفو عنه في الدنيا يعاقبه عليها بما يصيبه من الهم والغم والشوكة والاذى يعني سيئاته في الدنيا يأخذ عقابها في الدنيا - 00:43:17ضَ

ويقدم الى الاخرة الى ربه جل وعلا. وحسناته موفورة وسيئاته محيت عنه في الدنيا والكافر يقدم على الله في الاخرة وسيئاته موفورة وحسناته قد اثيب عليها في الدنيا. هذا قول لبعض المفسرين رحمهم الله ولا - 00:43:43ضَ

ان يراد بها هذا وهذا والله اعلم وهذا من بلاغة القرآن اتساع معانيه لامور كثيرة وقوله خيرا يره يعني في كتابه ويسيره ذلك قال يكتب لكل بر وفاجر بكل سيئة سيئة واحدة. وبكل حسنة عشر حسنات - 00:44:10ضَ

واذا كان يوم القيامة ضاعف الله حسنات المؤمنين ايضا بكل واحدة عشرا ويمحو عنه بكل حسنة عشر سيئة فمن زادت حسناته على سيئاته مثقال ذرة دخل الجنة وقال الامام احمد حدثنا سليمان ابن داوود عن عبد الله ابن مسعود ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اياكم ومحقرات الذنوب - 00:44:40ضَ

فانهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنا وعن انس رضي الله عنه قال بينما ابو بكر الصديق رضي الله عنه يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم اذ نزلت عليه فمن يعمل الى اخرها - 00:45:07ضَ

فرفع ابو بكر يده وقال يا رسول الله اني لراع ما عملت من مثقال ذرة من شر يعني اطلع على هذا ومعاقب عليه يا رسول الله وقال يا ابا بكر - 00:45:30ضَ

ارأيت ما ترى في الدنيا مما تكره مثاقيل ذر الشر ويدخر لك ذر الخير حتى توفاه يوم القيامة والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:45:49ضَ