التفريغ
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد سم الله بسم الله الرحمن الرحيم. والعصر ان الانسان لفي خسر الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. هذه - 00:00:00ضَ
العظيمة مع قصرها وقلة عدد اياتها فهي ثلاث ايات سورة عظيمة هي حجة الله على خلقه كما قال الامام الشافعي رحمه الله لو ما انزل الله على خلقه حجة الا هذه السورة وهي من السور المكية في - 00:00:30ضَ
للجمهور وقيل مدنية وقال ابن عباس رضي الله عنهما هي مكية اي مما نزل بمكة وعن ابي مزينة الدارمي وكانت له صحبة. يعني صحب النبي صلى الله عليه وسلم. قال كان - 00:01:00ضَ
من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا التقيا لم تفرقا حتى يقرأ احدهما على الاخر سورة العصر. ثم علم احدهما على الاخر. اخرجه الطبراني في الاوسط والبيهقي في الشعب - 00:01:30ضَ
كان اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا التقى احدهما بالاخر وارادا ان يفترق قرأ احدهما على الاخر. هذه السورة ثم سلم احدهما على الاخر وتفرقا. يعملان بقوله تعالى الا الذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:02:00ضَ
وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. يعني يوصي بعظهم بعظا بمظمون هذه السورة الكريمة. يقول الله جل وعلا والعصر ان ان الانسان لفي خسر. الواو حرف قسم وجر. والعصر مقسم به والله جل وعلا يقسم بما شاء من خلقه. وا - 00:02:30ضَ
اما المخلوق فلا يجوز له ان يقسم الا بالله او بصفة من صفاته كان يقول والله والرحمن والرحيم وغير ذلك من اسماء وصفات الباري جل وعلا وحروف القسم الواو والله - 00:03:10ضَ
بالله والتاء تالله. حروف القسم ثلاثة المخلوق لا يجوز له ان يقسم الا بالله جل وعلا. او باي صفة من صفاته وسبحانه وذلك ان المرء منا اذا اقسم بشيء فقد اعطاه منتهى التعظيم والاجلال. ولا يجوز لعبد من عباد الله - 00:03:40ضَ
ان يعطي منتهى التعظيم والاجلال الا لله تبارك وتعالى والله جل وعلا يقسم بما شاء من خلقه للفت نظر العباد الى هذه المخلوقات وعظمها وفوائدها. والله جل وعلا اعظم واجل - 00:04:20ضَ
واذا كانت هذه عظمة مخلوق من مخلوقات الله وما فيه من المنافع والفوائد عظيمة فالله جل وعلا اعظم واجل. والعصر ان الانسان لفي خسر. العصر مقسم به وان الانسان لفي خسر مقسم عليه. او يقال عنه - 00:04:50ضَ
هو جواب القسم. والله والعصر ان الانسان لفي خسر. ما المراد بالعصر اقوال للعلماء رحمهم الله قيل المراد بها الدهر فالله جل وعلا يلفت نظر العباد لتقلبات الدهر والزمن. الدهر كله - 00:05:20ضَ
ما فيه من العبر العظيمة. وتقلب الليل والنهار والشمس والقمر. وسير الكواكب والاحياء والاماتة والاغناء والافقار والصحة والامراض وغير ذلك فمن الامور التي تحصل في الدهر الذي هو العصر. وقيل المراد بالعصر - 00:05:50ضَ
النصر الثاني من نصفي النهار. يعني من بعد زوال الشمس الى الغروب. قالوا هذا هو العصر. من بعد الزوال الى الغروب وقيل هو اخر ساعة من ساعات النهار قبيل المغرب. يعني - 00:06:20ضَ
قبل المغرب بقليل وقيل المراد به صلاة العصر اقسم الله بها ولانه امر بالمحافظة عليها خاصة مع المحافظة على سائر الصلوات. في قوله تعالى حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى اه حافظوا على الصلوات عموما والصلاة الوسطى خاصة. والمراد بالصلاة الوسطى على قول - 00:06:50ضَ
جمهور العلماء انها العصر حافظوا على الصلوات والصلاة صلاة العصر. وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من فاتته صلاة العصر حبط عمله والعياذ بالله. فاقوال عديدة للعلماء رحمهم الله في المراد بالمقسم به الذي هو العصر - 00:07:30ضَ
قيل الدهر وهذا قول جمهور المفسرين وقيل العشي يعني من من بعد الزوال الى الغروب. وقيل اخر ساعة من ساعات العصر. يعني قبيل المغرب وقيل صلاة العصر. والعصر ان الانسان لفي خسر - 00:08:00ضَ
المراد بالانسان على قول الكثير من المفسرين ان المراد به الجنس مطلق الانسان يشمل الكافر والمؤمن البر والفاجر. ان الانسان اي انسان جنس الانسان لا يستحق النجاة والسلامة. قد يقول قائل - 00:08:30ضَ
كيف قوله جل وعلا والعصر ان الانسان لفي خسر. اقسم ان الانسان في خسارة وفي الاية الاخرى ولقد كرمنا بني ادم والاية الاخرى ولقد خلقنا انسان في احسن تقويم. لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم. كيف الجمع بينها - 00:09:00ضَ
نقول قوله جل وعلا كرمنا بني ادم هذا في الدنيا. اعطاهم الله جل وعلا الشيء الكثير المؤمن والكافر والبر والفاجر. كلهم اعطاهم الله جل وعلا الصحة والمال. وآآ هيأ لهم وسائل الراحة. وقوله جل وعلا لقد خلقنا الانسان في احسن تقدير - 00:09:30ضَ
هذا من الناحية البدنية ان الله جل وعلا جعل الانسان على احسن صورة وفظله على سائر الحيوانات. فخلقة الانسان وهيئته اشرف ما خلقه الله جل وعلا من عمار الارض دون الملائكة عليهم الصلاة والسلام وفي قوله - 00:10:00ضَ
قيل تعالى ان الانسان لفي خسر هذا في حال يعني حياة قلبية والحياة الروحية والحياة الاخروية والنعيم الاخروي. الاولى في البدنية والمالية وتهيئة الامور. والثانية هذه في الحياة الروحية وحياة السعادة والفوز. ان الانسان ما يستحق لكونه انسان يستحق السعادة - 00:10:30ضَ
في الاخرة لا يستحق النجاة لكونه انسان ابدا. وانما يستحق النجاة بالايمان بالله جل وعلا ورسله فالتكريم وحسن التقويم هذا في امور الدنيا وما يحتاج اليه وفي شكله البدني. شكله البدني المؤمن والكافر كلهم في احسن - 00:11:10ضَ
في تقويم كرامة الله لبني ادم المؤمن والفاجر هيأ لهم مصالحهم واسبابهم حياتهم ويسر لهم امورهم. ان الانسان لفي خسر. يعني من حيث الحياة الروحية حياة الايمان حياة القلوب السعادة في الدار الاخرة فهو في خسارة الانسان الا من استثنى - 00:11:40ضَ
الله اذا لا تعارض ولا يمكن ان يتأتى التعارض في ايات القرآن ابدا ولا ما بين ايات القرآن واحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ابدا. لان القرآن تنزيل من حكيم - 00:12:10ضَ
حميد وكما قال الله جل وعلا ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا والنبي صلى الله عليه وسلم اخبر عنه ربه بقوله وما ينطق عن الهوى اه ان هو الا وحي يوحى. وقال تعالى وما اتاكم الرسول فخذوه. وما نهاكم - 00:12:30ضَ
قم عنه فانتهوا فهو معصوم من الزلل عليه الصلاة والسلام. قد يفهم بعض الناس شيئا من التعارض في ايات القرآن او في الايات مع الاحاديث. وهذا راجع الى نفسه الى فهمه - 00:13:00ضَ
الى فهمه اذا استشكل شيئا فيرجع الى نفسه. يرجع الى فهمه والا فايات القرآن وايات القرآن مع الاحاديث لا تتعارض ابدا بل هي متفقة لكن حينما يكون فهم الانسان ضعيف قليل حينئذ - 00:13:20ضَ
يكون الخلل عليه. كان بعض السلف رحمه الله اذا قرأ المثل من امثاله في القرآن فلم يفهمه بكى على نفسه. ما يقول هذا ما هو بواضح وهذا ما هو بمعلوم. لا. يبكي على نفسه - 00:13:50ضَ
يقول انا فيا القصور لان الله جل وعلا قال وتلك الامثال نضربها للناس وما يعقلها الا العالمون انا ما عندي علم يتهم نفسه. فالمؤمن مع ايات القرآن ومع الاحاديث الصحيحة - 00:14:10ضَ
بشرط تكون احاديث صحيحة يعني ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم اذا لم يفهمها او استشكل شيئا منها فعليه ان يرجع الى نفسه ويسأل ربه جل وعلا ان يرزقه الفقه والعلم والبصيرة. ان - 00:14:30ضَ
الانسان لفي خسر يعني كونه انسان ما يستحق السعادة. من الناس انسان فرعون وابو جهل وابو لهب انسان هل يستحق الواحد منهم النجاة والسعادة بانسانيته لا والله اذا المقسم عليه ان الانسان لفي خسر. ويقول - 00:14:50ضَ
العلماء جواب القسم ان الانسان لفي خسر. المراد بالانسان هنا الجنس جنس الانسان مؤمن كافر تقي فاجر ان الانسان لفي خسر الا من استثنى الله. ويكون حينئذ الاستثناء هنا متصل - 00:15:20ضَ
لان المستثنى بعض من المستثنى منه الا الذين امنوا وعملوا الصالحات هم من جنس الانسان. بعض من الانسان واذا كان المستثنى من جنس المستثنى هنا من قلنا عنه هذا الاستثناء متصل. جاء القوم الا - 00:15:50ضَ
محمدا محمد من جنس القوم ويكون الاستثناء متصل اذا كان المستثنى من غير جنس المستثنى منه سمي منقطع مثل جاء القوم الا حمارا. هذا منقطع لان الحمار من غير جنس. القول - 00:16:20ضَ
هنا قال بعض العلماء عنه انه منقطع كيف يكون منقطع؟ يقول نعم. لان المراد بالانسان هنا الكافر. ان الانسان يعني الكافر الاستثناء منقطع لان الذين امنوا وعملوا الصالحات ليسوا من - 00:16:50ضَ
من جنس المستثنى منه. ليسوا منه الانسان الكافر في خسارة والمستثنى غير هؤلاء المستثنى المقسم عليه انه في خسارة الكافر والمستثمر المؤمن فالمؤمن غير الكافر فبعض العلماء يقول ان الاستثناء متصل - 00:17:20ضَ
ويكون حينئذ المراد بالانسان الجنس. يشمل المؤمن والكافر بعض العلماء رحمهم الله يقول الاستثناء هذا منقطع ويقول المراد بالانسان هنا كافر والمستثنى المؤمن. فالمؤمن ليس من الكافر ولا من جنسه. ليسوا منه ليس فرد من افراده - 00:17:50ضَ
ان الانسان لفي خسر. ولعل قوله ان المراد بالانسان هنا الجنس اولى لان الخسارة ما يخلو منها المرء حتى المؤمن يكون في خسارة المؤمن يكون في نقص لانه قد يعمل السيئة ويترك الحسنة فيكون في خسارة قد - 00:18:20ضَ
اعمل حسنة لكن في حسنة اعلى منها. فيكون في خسارة. قد يعمل الحسنة الاعلى ويكون في ما هو اعلى واعلى منها فيكون في خسارة في مثل قوله صلى الله عليه وسلم - 00:18:50ضَ
لابي بكر الصديق رضي الله عنه لما سأله ان يدله على دعاء يدعو به وفي رواية في صلاته قال قل ربي اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا. ولا يغفر الذنوب الا انت. فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني - 00:19:10ضَ
انك انت الغفور الرحيم. اذا كان هذا ابو بكر رضي الله عنه يقول ربي اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا من ينجو؟ قالوا ليس المراد الظلم الكثير بالسيئات. بل ترك الاولى - 00:19:30ضَ
يكون ظلم ترك الاولى او فعل الحسنة الاقل وترك الحسنة الاعظم يكون ظلم للنفس. الانسان بامكانه مثلا ان يأتي بحسنة كبرى. فلم يأتي بها واقتصر على حسنة اقل منها. الا يكون ظلم نفسه بحرمانها من الثواب الاكثر - 00:19:50ضَ
قد يأتي بالعمل الصالح. ويكون فيه شيء من ظلم النفس. واحد قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. هذه حسنة وحسنة عظيمة. قال عشر مرات - 00:20:20ضَ
حسنة وحسنة عظيمة. لكن اليس بامكانه ان يقولها مئة مرة؟ بلى بامكانه ان يقولها فاذا اقتصر على العشر وترك المئة يكون ظلم نفسه. حرمها من ثواب المئة واقتصر على العشر مرات فمهما اتى المرء باي ما يأتي به من الحسنات - 00:20:40ضَ
ما يخلو من ظلم نفسه. لانه قصر في حقها ما اعطاها الاعلى فظلمها. فهو اذا فعل السيئة ظلم نفسه. واذا فعل الحسنة وترك الحسنة الاعظم يكون في شيء من ظلم النفس. اذا فعل الحسنة الكبرى يكون ظلم نفسه لان بامكانه ان يأتي - 00:21:10ضَ
باكبر منها واعظم واكثر ثواب. فلعل المراد والله اعلم الجنس جنس الانسان ما يخلو من خسارة لكن مقل ومستكثر. واستثنى الله جل وعلا من بهذه الصفات وهذه ميزان المؤمن والمسلم يعرض نفسه على هذه السورة - 00:21:40ضَ
وهذا معنى قول الشافعي رحمه الله لو ما انزل الله على خلقه حجة الا هذه السورة لكفتهم. يقول الله جل والعصر ان الانسان لفي خسر الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. كل انسان هالك - 00:22:10ضَ
وخاسر وواقع في الخطر. الا من اتصف بهذه الصفات الاربع والصفات الاربع هذه يتفاوت الناس فيها تفاوتا عظيما. يشترك فيها الاف الملايين من الناس. لكنهم متفاوتون الا الذين امنوا. الايمان درجات. يزيد وينقص. قال للرجل مؤمن والاخر مؤمن - 00:22:30ضَ
والاخر مؤمن وبينهم مثل ما بين السماء والارض. نتفاوت عملوا الصالحات مجموعة من الناس وبينهم مثل ما بين السماء والارظ. تواصوا بالحق كذلك تواصوا بالصبر كذلك فاستثنى الله جل وعلا من الانسان من الخسارة - 00:23:10ضَ
الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. من اتصف الصفات الاربع فهذه ميزان يعرض المؤمن نفسه على هذه السورة القصيرة هل هو مؤمن؟ هل هو يعمل الصالحات؟ هل هو ممن يوصي بالحق؟ هل هو ممن يوصي بالصبر او لا - 00:23:40ضَ
الا الذين امنوا وعملوا الصالحات. ما المراد بالايمان؟ وما المراد بالعمل الصالحات وهو المراد بالتواصي بالحق وما المراد بالتواصي بالصبر. هذه صفات لابد يعرفها المؤمن من اجل ان يحرص ان يكون من اهلها. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات. الايمان والعمل - 00:24:10ضَ
الصالح اذا ذكرا معا افترقا واذا ذكر احدهم هنا شمل الاخر اتفقا اذا ذكر احدهما شمل الاخر كما يقال اذا قدرنا افترقا واذا افترقا اتفق اذا ذكر الايمان والعمل الصالح معا فلكل واحد تفسير - 00:24:40ضَ
واذا ذكر احدهما شمل الاخر الغايب ذكر الايمان ما يتم ايمان الا بعمل ولابد ان يكون العمل صالح اذا ذكر العمل الصالح ما يتم عمل صالح الا بايمان اذا ذكرا معا فلكل واحد تفسير ما يمكن يأتي شي مترادم في القرآن او يأتي لا معنى له - 00:25:20ضَ
الا الذين امنوا وعملوا الصالحات اذا ذكرا معا فالمراد بالايمان عمل القلب عمل القلب. هذا الايمان. التصديق بالقلب والايمان بالقلب. والخشية والخوف والرجاء والانابة والرغبة والرهبة كل هذه من اعمال القلب وهي داخلة في الايمان - 00:25:50ضَ
والعمل الصالح المراد به عمل الجوارح ونطق اللسان. التسبيح والتكبير وذكر الله وقراءة القرآن عمل اللسان عمل الجوارح عموما الصلاة والزكاة والجهاد والحج بر الوالدين وصلة الارحام وغير ذلك من الاعمال الحسنة هذه العمل الصالح. الا الذين - 00:26:20ضَ
امنوا بقلوبهم. يعني صدقوا تصديق جازم. وعملوا الصالحات صدقوا ما في قلوبهم بالعمل. لكن يأتينا شخص يقول انا مؤمن انا قلبي نظيف. انا قلبي طيب. انا ما اغمر حقد ولا حسد ولا كذا ولا كذا وانا طيب. ما يصلي ولا يصوم. نقول كذبت. لو كنت طيب لاطعت الله جل - 00:26:50ضَ
كيف يكون طيبك وانت لا لا تأتي بالطاعة؟ مثل ما يقول بعض الناس جهلا كن طيب القلب ولا يهمك العمل. يقول طيب القلب واجب. ولا يتم الا بالعمل الحسن الا اذا لم يمكنه العمل؟ نعم. قد يكون الايمان وحده احيانا كافي. لانه - 00:27:20ضَ
ما امكنه العمل مثل من شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ودخل المعركة يقاتل في سبيل الله كما هو حال بعض من اسلم حديثا ويدخل المعركة يقاتل في سبيل الله في قتل ما صلى ولا صام - 00:27:50ضَ
ولا ربما كل ما قرأ ولا اية من القرآن شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ودخل المعركة مثل الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم اقاتل او اسلم قال اسلم ثم قاتل - 00:28:10ضَ
لانه اذا قاتل قبل الاسلام ما في فايدة قاتل في قبل الاسلام ازهق نفسه في وان كان ومدافعة عن المسلمين لكن ما ينفعه. ما جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:28:30ضَ
قال يا رسول الله ان ابي كان يقضي الضيف ويعين المحتاج وو كذا وذكر من محاسن ابيه اهوى في الجنة قال ابي وابوك في النار. لانه ما قال ربي اغفر لي خطيئتي يوم الدين. ما عنده ايمان - 00:28:50ضَ
يوم القيامة ما ينفعه الاعمال بدون ايمان بالله ورسوله. فلابد قبل كل شيء من الايمان ثم العمل. فاذا لم يمكنه العمل فالايمان ينفع. والنبي صلى الله عليه وسلم لما زار اليهودي الذي كان مريضا ودعاه الى الاسلام فاسلم ومات قال النبي صلى الله عليه وسلم جهزوا اخاكم - 00:29:10ضَ
الصحابة ما اصبح يهودي الان ما يتولاه اليهود لانه شهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ومات مثل سحرة فرعون في الصباح يقسمون بعزة فرعون انا لنحن الغالبون - 00:29:40ضَ
لما من الله عليهم بالتوبة والانابة والرجوع الى الله تابوا الى الله وامنوا بموسى وهارون. عليهم الصلاة والسلام قتلهم فرعون في الحال ما امكنهم العمل ما عملوا لكنهم ارخصوا انفسهم بالله وقتلوا - 00:30:00ضَ
وهم ربما لم يكونوا عملوا بطاعة. غير الايمان القلبي بموسى وهارون الايمان وحده بدون عمل ما هو ايمان صحيح الا اذا لم يمكنه العمل الا الذين امنوا وعملوا الصالحات. فالايمان عمل القلب وعمل الصالحات عمل الجوارح - 00:30:20ضَ
ولابد من اقترانهما الا لمن لم يمكنه العمل. واما العمل دون ايمان فهذا لا ينفع وان كان كثيرا. كما قال الله جل وعلا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه - 00:30:50ضَ
هباء منثورا. وقدمنا الى ما عملوا من عمل. عمل صالحات. لكنهم ما امنوا وبالله فما ينفعهم وانما يعطيهم الله جل وعلا ثوابهم عليه في الدنيا واما في الاخرة الكافر يحصل منه اعمال صالحة يعني مفيدة - 00:31:10ضَ
ينفع هذا ويساعد هذا ويشفع لهذا ويتصدق على هذا لكنه غير مسلم غير مؤمن. هذا لا يضيع عند الله يثيبه الله عليه جل وعلا بالصحة والمال والولد والجاه ومصالح الدنيا ويقدم - 00:31:40ضَ
في الاخرة ولا حسنة له ما دام لم يشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق هذه صفة المؤمنين. تواصي يوصي بعظنا بعظا - 00:32:00ضَ
كلنا نتواصى ما تكون الوصية من طرف واحد تواصوا هذه تسمى عند العلماء ان من افعال المشاركة يعني ما يقوم بها واحد مثل تشارك تخاصم تشاجر تجادل هذه الافعال تسمى افعال المشاركة. يعني ما تصلح من واحد. يقال تخاصم مع من؟ مع نفسه؟ ما لا بد - 00:32:20ضَ
تخاصم مع اخر تشارك تشارك مع اخر تسمى افعال المشاركة تواصوا يعني ان وانا اوصيك انا اوصيك بعمل انت توصيني باخر ودل هذا على ان المرء له ان يوصي في ناحية وان كان مقصر في ناحية اخرى. لانه - 00:32:50ضَ
ما يتم الكمال لو ما ينصح ولا يتكلم الا المجيد المحسن اللي ما يقصر في شيء ما تكلم احد ما نصح احد كل منا عرظة للتقصير وانما يكون تناصح ينصح بعظ - 00:33:20ضَ
هنا بعض يوصي بعضنا بعض يوصي بعضنا بالحق يعني بالطاعة نتواصى على الطاعة نتواصى على الصلاة نتواصى على الزكاة. حاسب نفسك يا اخي في زكاة مالك. انظر في مالك. واعطي اكثر مما ترى انه يجب عليك - 00:33:40ضَ
لذمتك حافظ يا اخي على الصلاة. بكر الى المسجد. قم بطاعة الله. اكثر من قراءة القرآن. اكثر من الذكر نتواصى كل واحد يوصي منا الاخر. تواصوا بالحق يعني بالطاعة. وتواصوا بالصبر - 00:34:00ضَ
تواصوا يعني توصيني بالصبر واوصيك به. يوصي بعضنا بعض بالصبر. لان من وصى بالحق لابد ان يناله شيء من الاذى. واشد الناس بلاء الانبياء فمن ناله شيء من الاذى يوصيه بعظنا بالصبر يقول اصبر احتسب - 00:34:20ضَ
احتسب هذا في ذات الله انت قلت فعلت ان تتكلمت انت نصحت انت امرت بالمعروف ونهيت عن المنكر طاعة لله. فاتاك ما اتاك من الاذى فاصبر عليه يا اخي. اصبر على الاذى الذي يحصل لك - 00:34:50ضَ
خيرا لك وتواصوا بالصبر. حصلت على واحد منا مصيبة في فقد ابيه فقد امه وباخيه فقد قريبه فقد زوجه. نقول يا اخي اصبر واحتسب. ما يقول لنا انتم ما اصبتم بمثل مصيبتي - 00:35:10ضَ
لا نوصي بالصبر ونقول احتسب يا اخي. احتسب ثواب ذلك عند الله. يقول مثلا القيام لصلاة الفجر فيه مشقة برد شديد وهوى على الانسان والانسان احلى ما يكون عنده النوم في اخر الليل. نقول يا اخي اصبر على المشقة اصبر على مشقة - 00:35:30ضَ
في الفجر تنال الاجر لو يعلمون ما فيهما لاتوهما ولو حبوا. وكان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين في زمن الصحابة حتى يقام في الصف. يعني يشق عليه الوصول الى المسجد ما يستطيع. ومشق عليه - 00:36:00ضَ
وسعد يطلب اثنين من جيرانه يقول يا اخواني تعال انمي عند قرب وقت الصلاة خذه بيدي او المسجد ما استطيع اصل. هو معذور لكنه يطلب المساعدة ليؤدي هذا الثواب يؤدي هذه العبادة لينال الثواب. تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر. والصبر ثلاثة اشهر - 00:36:20ضَ
صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على اقدار الله المؤلمة صبر على طاعة الله نقول يا اخي اصبر على المشقة التي تنالك في اداء الصلاة وقت طهيرة والشمس ونفح الهوى الحار اصبر عليه يا اخي وادي الصلاة - 00:36:50ضَ
اصبر على طاعة الله. اصبر على المشقة التي تأتيك باداء صلاة الفجر. وتحمل ذلك يا اخي لتنال الثواب عند الله الصبر على طاعة الله والصبر عن معصية الله يقول المنكرات ظاهرة - 00:37:20ضَ
ولا احد يغير. وانا اخاف على نفسي الوقوع في المنكر. اخاف على نفسي الوقوع في الزنا. اخاف على نفسي وفي شرب الخمر تقول يا اخي احبس نفسك اصبر. اذا ابتليت فاصبر وتحمل. وصبر نفسك لتنال الثواب - 00:37:40ضَ
عند الله جل وعلا. لا تقع في المعصية تقودك نفسك والهوى الى الوقوع في المعصية فتندم. اصبر على مشقة الصبر عن المعصية لتنال الثواب. الصبر على اقدار الله المؤلمة من الجوع والعطش والفقر والعري والمرض وموت الحبيب ونحو ذلك - 00:38:00ضَ
من الامور التي تؤلم الانسان وتشق عليه. يصبر عليها ويتحملها ويحتسب ثوابها عند الله جل وعلا وكلما عظمت المصيبة كان الثواب عند الله اعظم. ان عظم الجزاء مع عظم البلاء وان الله اذا احب قوما ابتلاهم فانت يا اخي كون الله جل وعلا - 00:38:30ضَ
ابتلاك بهذا الشيء دليل ان شاء الله على ان الله يحبك. فتصبر يا اخي واحتسب الثواب عند الله الله جل وعلا وانت اذا وجدت الثواب في الدار الاخرة ان شاء الله رظيت وفرحت بالمصيبة التي حصلت - 00:39:00ضَ
عليك لما تجنيه من ثواب الله جل وعلا وهكذا تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر يوصيكم بعضنا بعضا بالصبر على الطاعة والصبر عن المعصية والصبر على اقدار الله المؤمنة المؤلمة فالمؤمن ينظر يعرض نفسه على هذه الصفات الاربع ان كان قد اتصف بها فيحمد الله - 00:39:20ضَ
على ذلك ويسأله الثبات والزيادة من فضله. وان كان مقصر في ناحية منها نستدرك ما دام في دار المهلة ودار العمل ودار الاستدراك. بخلاف ما اذا باغته الاجل ومات وهو - 00:39:50ضَ
المنكر ولا يغيره يندم. اذا سنحت له الطاعة وتركها لاجل المشقة يندم اذا ابتلي بمصيبة وجزع ولم يصبر لها يندم حينئذ لكن ما دام في دار الدنيا فهو مهيأ له معالجة نفسه والزامها بصفة من استثنى - 00:40:10ضَ
الله جل وعلا الا الذين امنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر يقول تعالى والعصر العصر هو الزمان الذي يقع فيه حركات بني ادم من خير وشر. وقال زيد بن اسلم العصر هو - 00:40:40ضَ
هو هو العصر فاقسم تعالى فاقسم تعالى بذلك على ان الانسان لفي خس اي خسارة الا الذين امنوا وعملوا الصالحات فاستثنى من جنس الانسان عن الخسران الذين امنوا بقلوبهم وعملوا الصالحات بجوارحهم. وتواصوا بالحق واداء الطاعات وترك المحرمات - 00:41:10ضَ
وتواصوا بالصبر اي على المصائب والاقدار وانا من يؤذي ممن ممن يأمرونه بالمعروف وينهونه وعن المنكر لان من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر سيناله شيء من التهكم او السخرية او - 00:41:40ضَ
الاذى او الحبس او السب او الضرب او نحو ذلك يصبر النبي صلى الله عليه وسلم افضل الخلق على الاطلاق واحب البشر الى الله جل وعلا ناله من المشقة ومن الاذى ما لم ير غيره. ضربوه صلى الله - 00:42:00ضَ
عليه وسلم بالحجارة حتى ادموا قدميه. وظعوا سنى الجزور على ظهره وهو ساجد عليه الصلاة والسلام. شجوا وشجوا وجهه وسقطت سنه عليه الصلاة والسلام وسال الدم من جسده عليه الصلاة والسلام - 00:42:20ضَ
السلام من اذى الكفار وصبر في ذات الله صبر لله ما يأس ولا ضجر ولا تألم بل لما ملك الجبال يقول له ان الله سمع ما قال لك الكفار وما قلت لهم - 00:42:40ضَ
وانا ملك الجبال ارسلني الله اليك. ان شئت طبقت عليهم الاخشبين. كفار مكة يقول اطبق عليهم الجبلين هذا الجبل جبل ابي قبيس والجبل المقابل له. يقول اطبقوا عليهم المؤمنين قال لا بل استأني بهم لعل الله ان يخرج من اصلابهم من يعبد الله لا يشركوا به شيئا - 00:43:00ضَ
وصدقت فراسته صلى الله عليه وسلم وتوقعه عليه الصلاة والسلام اخرج الله ومن اصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيء من منهم كانوا صاروا قادة في الجهاد في سبيل الله رضي - 00:43:30ضَ
الله عنهم وارضاهم من خيار الامة وكان اباؤهم من المشركين وممن اذى النبي صلى الله عليه وسلم واوصى النبي صلى الله عليه وسلم الا يسب الكفار الذين ماتوا لان لا يتأذى ابناء - 00:43:50ضَ
الخيار ابنائهم الخيار اذا العكرمة ابن ابي جهل عكرمة رضي الله عنه ولد لابي جهل اشد الناس اذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وابنه عكرمة من قواد المسلمين رضي الله عنه. وغيره وغيره من - 00:44:10ضَ
الصحابة رضي الله عنهم قال لا تسبوا الاموات فيؤذي الاحياء. سب الاموات يؤذي الاحياء وان كان الاموات تجار لكن يؤذي الاحياء طلب صلى الله عليه وسلم من ربه امهالهم وعدم تعجيل العذاب عليهم لعل الله يخرج من اصلابهم من يعبد الله - 00:44:30ضَ
لا يشرف به شيئا. لان هدفه صلى الله عليه وسلم ان يعبد الله وحده. ولم يكن هدفه الانتصار او هدفه ان يكون له شنئان في الدنيا او ان يسلم من الاذى؟ لا. هدفه ان يعبد الله وحده. عليه الصلاة - 00:45:00ضَ
والسلام والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:45:20ضَ