تفسير ابن كثير

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 1- سورة البينة| من الأية 1 إلى 5

عبدالرحمن العجلان

وقيل مكية وقد تقدم ان عرفنا ان المراد بالمكي من السور ما نزل من القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته الى المدينة يسمى مكي حتى لو نزل منه شيء خارج مكة - 00:00:00ضَ

الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو بين مكة والطائف وما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن بعد هجرته الى المدينة يسمى مدني. حتى ولو نزل بمكة - 00:00:34ضَ

وبعرفات وبمنى وفي الغزوات وفي اسفار النبي صلى الله عليه وسلم يسمى مدني ومدة نزول القرآن كما تقدم ثلاث وعشرون سنة ثلاثة عشرة سنة بمكة وعشر سنين في المدينة وهذه السورة العظيمة - 00:01:00ضَ

بعدما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم ان الله يأمرك ان تقرأها على ابي وقال النبي صلى الله عليه وسلم لابي ان الله امرني ان اقرأها عليك - 00:01:33ضَ

قال اوعى ذكرت ثم يعني هناك قال نعم فبكى رضي الله عنه حيث ذكر اسمه عند الله جل وعلا وعند الملائكة وابي رضي الله عنه مشهور في ضبط قراءة الفاظ النبي صلى الله عليه وسلم كما يقرأها - 00:01:58ضَ

القرآن يأتي به جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم فيلقيه فيقرأه النبي صلى الله عليه وسلم كما القاه جبريل واشتهر ابي بن كعب وهو من الانصار وهو ممن حفظ القرآن - 00:02:28ضَ

في حياة النبي صلى الله عليه وسلم في جودته لالفاظ النبي صلى الله عليه وسلم فهو يقرأ كما سمع من النبي صلى الله عليه وسلم باخراج الحروف من خارجها التي نطق بها النبي صلى الله عليه وسلم - 00:02:51ضَ

يقول الله جل وعلا لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى فيهم البينة المراد باهل المراد بالذين كفروا من اهل الكتاب الكفار من اهل الكتاب ومن غيرهم - 00:03:21ضَ

قد يقول قائل اهل الكتاب يسمون اهل كتاب وهم كفار نقول نعم المراد باهل الكتاب اليهود والنصارى وهم اهل كتاب يعني ان اليهود انزل الله جل وعلا التوراة على موسى على نبينا وعليه افظل الصلاة والسلام - 00:03:50ضَ

وكتاب اليهود التوراة وكتاب اليهود والنصارى الانجيل انزله الله جل وعلا على عيسى على نبينا وعليه افضل الصلاة والسلام فهم يقال لهم اهل كتاب لان لهم علم وانزل عليهم الكتاب - 00:04:24ضَ

كتاب تكلم الله جل وعلا به كما تكلم في القرآن لكنهم عدلوا فيه وبدلوا واساؤوا في حقه استحفظهم الله جل وعلا على الكتاب فلم يحفظوه كما قال الله جل وعلا بما استحفظوا من كتاب الله - 00:04:51ضَ

وكل الله حفظ التوراة الى اليهود ووكل الله حفظ الانجيل الى النصارى ولم يقوموا بحقهما بل زادوا ونقصوا وحرفوا وبدلوا وكفروا بالله والكتابان بايديهم قالت اليهود عزير ابن الله وهذا كفر - 00:05:27ضَ

وقالت النصارى المسيح ابن الله وهذا كفر منهم طائفة قلة تمسكوا بدينهم لكنهم قلة والا فحينما بعث محمد صلى الله عليه وسلم كان افراد من اليهود على كتابهم وافراد من النصارى كذلك - 00:06:04ضَ

ومن بعض مشركي العرب من العرب ممن ادانا بدين اليهودية او دين النصرانية تمسك بالدين كما تقدم لنا قريبا ورقة ابن نوفل الذي كان قد اخذ بالكتاب وتنصر فهو على دين النصرانية متمسك - 00:06:35ضَ

وامن بمحمد صلى الله عليه وسلم وبشره بالنبوة لكن الغالبية منهم كفار فهم اهل كتاب وكفار وصفتهم بهذه الصفة اولى من ان يقال اليهود او النصارى او يقال كفار اليهود والنصارى - 00:07:00ضَ

لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين معطوفة على اهل الكتاب من اهل الكتاب ومن المشركين وفي قراءة والمشركون تكون معطوفة على الذين كفروا الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركون - 00:07:27ضَ

وفي قراءة الجر والمشركين تكون معطوفة على اهل من اهل الكتاب ومن المشركين منفكين الانفكاك الانفصال انفك بمعنى انفصل وانفكت العظام بمعنى انفصل بعظها عن بعظ منفكين قيل فيها بمعنى الانفصال - 00:07:59ضَ

قيل بمعنى اللزوم والثبوت على ما هم عليه يعني منفكين منفصلين او منفكين ثابتين على ما هم عليه من الكتاب مع ما فيه من التحريف والتبديل حتى غاية ما هذه الغاية؟ حتى تأتيهم - 00:08:36ضَ

البينة كانهم يقولون نلزم ما نحن عليه حتى يأتينا شيء بين ما هو هذا الشيء البين الواضح؟ ما يتحرونه من بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لانهم عندهم علم ان النبي صلى الله عليه وسلم سيبعث قريبا - 00:09:04ضَ

وقد كانت اليهود في المدينة تتوعد الاوس والخزرج تقول لهم انه قد اظل زمان نبي سيبعث فنتبعه وانا قلت لكم ونقضي عليكم قضاء مبرما وهذا من اسباب مبادرة الاوس والخزرج - 00:09:31ضَ

بالايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم وكفرت اليهود اليهود تتوعد الاوس والخزرج لانهم جيرانهم في المدينة وبينهم حروب واذا ويتوعدونهم يقول اذا بعث النبي نعرفه نتبعه ونقاتلكم معه فنقضي عليكم - 00:10:05ضَ

فلما سمعت الاوس والخزرج بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم سارعت الى الايمان به. قال بعظهم هم لبعض هذا الذي تتوعدكم به يهود هذا هو فاسبقوه اليه هذا الخير فامنوا رضي الله عنهم وارضاهم وحصلت بيعة العقبة الاولى وبيعة العقبة الثانية في مكة قبل هجرة - 00:10:35ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة ولما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم دعا اليهود الى دعا اليهود في المدينة الى الايمان به فرفضوا وابوا عنادا وحسدا والمشركون كيف كانوا يتوعدون او يعدون بانهم اذا بعث محمد امنوا بها واذا بعث الرسول - 00:11:05ضَ

قد علموا من اليهود انه ان اوان مبعث نبي فكانوا يقولون اذا جاء النبي تركنا ما نحن عليه من الشرك والاصنام وعبادتها واتبعنا هذا النبي حتى تأتيهم البينة. يعني كأنهم يقول بعضهم لبعض لا نزال على ما نحن عليه - 00:11:35ضَ

ولن نترك ديننا وهم قد تركوه ولم يعملوا به لكن ما بأيديهم منه لن نترك حتى يأتينا شيء بين شيء واضح جلي نتبعه حتى تأتيهم البينة. بعد ما جاءتهم البينة - 00:12:02ضَ

ما امنوا هذا على قول ان هذه الاية في الكفار قال بعض المفسرين هذه الاية فيمن امن من اهل الكتاب ومن مشرك العرب انهم يقولون قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:22ضَ

لن نزال على ما نحن عليه فاذا جاءت البينة الواضحة امنا فامنوا لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين والكلمة المشركين تشمل جميع المشركين من العرب وغيرهم من عباد الاصنام من عباد الاشجار والاحجار والقبور - 00:12:51ضَ

واللات والعزى ومن اتى الثالثة الاخرى وغيرهم من المشركين ممن يعبدون غير الله ممن يعبدون منهم من يعبد النجوم ومنهم من يعبد الشمس ومنهم من يعبد القمر ويختلفون في عبادة النجوم منهم من يعبد النجم الفلاني ومنهم من يعبد النجم الفلاني - 00:13:17ضَ

وهم انواع واصناف شتى حتى تأتيهم البينة قال ابو السعود رحمه الله منفكين عما كانوا عليه من الوعد باتباع الحق والايمان بالرسول المبعوث في اخر الزمان يعني انهم ما وفوا بوعدهم في قولهم اذا بعث النبي امنا به - 00:13:41ضَ

والعزم على انجازه وهذا الوعد من اهل الكتاب مما لا ريب فيه يعني ان اهل الكتاب كانوا نعم يعدون المشركين يقولون اذا بعث النبي امنا به واتبعناه واما من المشركين فلعله قد وقع من متأخريهم بعد ما شاع ذلك. يعني علموا من اهل الكتاب انه - 00:14:15ضَ

ان اوان مبعث نبي فقالوا بعضهم لبعض اذا بعث هذا النبي اتبعناه. فكان الوعد حاصل من اهل الكتاب ومن المشركين ولم يف بهذا الوعد الا القليل من اهل الكتاب واما من المشركين فقد امن بمحمد صلى الله عليه وسلم - 00:14:41ضَ

كثير منهم قال الواحدي رحمه الله ومعنا الاية اخبار الله تعالى عن الكفار انهم لم ينتهوا عن كفرهم وشركهم بالله. حتى اتاهم محمد صلى الله عليه وسلم بالقرآن فبين لهم ضلالتهم وجهالتهم ودعاهم الى الايمان. وهذا بيان عن النعمة والانقاذ به - 00:15:06ضَ

من الجهل والضلالة والاية فيمن امن من الفريقين من اهل الكتاب ومن المشركين يقول رحمه الله وهذه الاية من اصعب ما في القرآن نظما وتفسيرا. وقد تخبط فيها كثير من العلماء وسلكوا في تفسيرها طرقا لا تفظي بهم الى الصواب - 00:15:37ضَ

قال ويدل على كون البينة محمدا صلى الله عليه وسلم انه فسرها وابدلها بقوله رسول من الله يتلو صحفا مطهرة يعني ما هذه البينة التي ينتظرونها هي رسول من الله يعني يتحرون مبعث هذا الرسول - 00:16:11ضَ

فيتبعونه ما صفة هذا الرسول رسول من الله يعني مرسل من ربه جل وعلا يتلو صحفا مطهرة قد يقول قائل عرف ان النبي صلى الله عليه وسلم لا يقرأ كتابا - 00:16:38ضَ

ولا يكتب ولا يعرف الحروف عليه الصلاة والسلام. ما يعرف عليه الصلاة والسلام حتى اسمه ما يعرف حروفه. عليه الصلاة والسلام لحكمة يريدها الله والامية صفة نقص الا في النبي صلى الله عليه وسلم فهي صفة كمال - 00:16:57ضَ

فاتى بهذا القرآن العظيم وهو امي لا يقرأ ولا يكتب هذه معجزة عظيمة اتيانه بالقرآن مع انه لا يقرأ ولا يكتب هذا فضل عظيم فلو كان يقرأ او يكتب لقيل انه استنسخه او كتبه او نحو ذلك - 00:17:22ضَ

عليه الصلاة والسلام لا يكتب ولا اسمه ولا يعرف قراءة الحروف ولا حروف اسمه كما تقدم لنا في صلح الحديبية لما كتب علي رضي الله عنه محمد رسول الله قال سهيل بن عمرو انتظر لا تكتب رسول الله - 00:17:47ضَ

لو كنا نعلم انه رسول الله ما صددناه عن بيت الله لكن اكتب اسمك واسم ابيك محمد ابن عبد الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعلي امحها رسول الله قال والله لا امحاها امحى رسول الله - 00:18:08ضَ

قال ارني اياها. اين هي؟ فمحاها صلى الله عليه وسلم باصبعه لانه ما كان يعرف كلمة رسول الله. واتى بهذا القرآن العظيم من عند الله تبارك وتعالى فهو معجزة عظيمة - 00:18:27ضَ

رسول من الله يتلو قد يقول قائل كيف يتلو وهو لا يقرأ ولا يكتب؟ نقول نعم يتلو يتلو ما سمعه من جبريل عليه الصلاة والسلام فهو في قراءته للقرآن مثل من يتلو من مصحف - 00:18:46ضَ

من يتلو من ورق مكتوب فهو يأتي به كما سمعه من جبريل عليهما الصلاة والسلام يتلو صحفا مطهرة مطهرة نعم مطهرة من الباطل من الكذب من الزور من التحريف من الزيادة من النقص - 00:19:06ضَ

هذه الكتب التي هي القرآن وقيل مطهرة يعني ما يمسها الا المطهرون الذين هم الملائكة من اللوح المحفوظ فاللوح المحفوظ لا يمسه الا المطهرون الذين هم الملائكة عليهم الصلاة والسلام - 00:19:36ضَ

يتلو صحفا مطهرة فيها يعني في هذه الصحف كتب قيمة صحف مطهرة فيها كتب قد يقول قائل هذا شيء من الترادف الصحف هي الكتب. نقول لا الصحف يرى الكتب الكتب - 00:20:01ضَ

تطلق ويراد بها الاحكام احكام الله جل وعلا قول النبي صلى الله عليه وسلم لما تخاصم عنده الاثنان في عسيف زنا بامرأة من استأجره فجاءوا الى النبي صلى الله عليه وسلم ليحكم بينهم فقال لاقظين بينكم - 00:20:29ضَ

بكتاب الله فقضى صلى الله عليه وسلم بالرجم والرجم ليس موجودا في كتاب الله وانما هو في احكام الله ويطلق الكتاب ويراد به الاحكام فيها كتب قيمة يعني احكام قيمة جلية واضحة لا تقيمه تشريع من حكيم حميد - 00:21:00ضَ

ومثل قوله جل وعلا كتب الله لاغلبن انا ورسلي كتبا بمعنى حكم حكم الله جل وعلا بان الغلبة له ولرسله ولمن اتبع الرسل وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة - 00:21:32ضَ

هل هم استمروا على ما كانوا عليه من الاتفاق الاول بانهم سيستمرون على ما كانوا عليه حتى تأتيهم البينة ما استمروا متى تفرقوا تفرقوا بعد ما جاءتهم البينة وفي هذا ذم - 00:22:00ضَ

لليهود وانهم يقولون ويكذبون وانهم حسدة وانهم يعرفون محمدا صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابناءهم وما تفرق الذين اوتوا الكتاب يعني من اهل الكتاب اليهود والنصارى الا من بعد ما جائتهم البينة لما جاءت البينة - 00:22:25ضَ

وجاء النبي صلى الله عليه وسلم بهذا القرآن العظيم وعرفوا النبي صلى الله عليه وسلم كما يعرفون ابناءهم تفرقوا اختلفوا الكثير منهم كفر به ولم يقبل منه والقليل منهما القلة - 00:22:55ضَ

هم الذين امنوا هذا هو التفرق المدينة ملأى باليهود ما امن الا افراد يعدون على الاصابع في حدود العشرة من اليهود مع علمهم وقطعهم اليقين بان محمدا رسول الله لكن حسدا وعنادا - 00:23:16ضَ

ممن امن عبد الله ابن سلام رضي الله عنه كان حبر من احبار اليهود وتعرف على صفة النبي صلى الله عليه وسلم في التوراة وعرف يقينا انه رسول الله فامن به وسار الى الايمان رضي الله عنه وارضاه - 00:23:39ضَ

ولما اسلم قال النبي صلى الله عليه وسلم ان ان معشر اليهود قوم اهل بهت واهل كذب واهل افتراء واحب ان تسألهم عني قبل ان يعلموا باسلامي لانه اذا علموا باسلامي سيرموني باشياء - 00:24:04ضَ

لست اهلا لها ولا اعرفها ثم قد يقع في قلبك شيء يا رسول الله وهو رضي الله عنه من احبار اليهود ومن عقلائهم فاجتمع اليهود عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما تقولون في عبد الله ابن سلام - 00:24:28ضَ

قالوا هو سيدنا وابن سيدنا وعالمنا وابن عالمنا ومدحوه واثنوا عليه. قال ارأيتكم ان اسلم تسلمون قالوا حاشاه ان يسلم حاشاه ان يترك دينه فخرج رضي الله عنه وقال اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله - 00:24:50ضَ

وقالوا يا رسول الله هو وصفوه بصفات هو كذاب هو فاجر. هو هو. فقال يا رسول الله الم اقل لك انهم اذا علموا بالاسلام سيرموني باشياء فما امن من اليهود مع كثرتهم في المدينة الا افرادهم قلة - 00:25:15ضَ

وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة. والمراد بالبينة الرسول صلى الله عليه وسلم وقيل القرآن ولا منافاة بينهما والرسول صلى الله عليه وسلم بينة والقرآن بينة. ومجيء الرسول صلى الله عليه وسلم بالقرآن من عند الله بينة - 00:25:37ضَ

وما امروا الا ليعبدوا الله اقرأ يقول تعالى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب اما اهل الكتاب فهم اليهود والنصارى والمشركون عبدة الاوثان والنيران من العرب ومن العجم قال مجاهد لم يكونوا - 00:26:01ضَ

منفكين يعني منتهي حتى حتى يتبين لهم الحق. وهكذا قال قتادة حتى تأتيهم البينة اي هذا القرآن ولهذا قال تعالى لم يكن الذين كفروا من اهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة - 00:26:29ضَ

ثم بقوله رسول من الله يتلو صحفا مطهرة يعني موعودون بانه سيأتيهم رسول ويعرفون انه قد حان اوان وقت مبعثه يقولون ما دام انه قرب مبعث هذا الرسول لن نفارق ما نحن عليه وان كان فيه شيء من الضلال - 00:26:56ضَ

حتى يبعث هذا الرسول فتأتينا البينة الواضحة فنتبعه نعم. رسول من الله يتلو صحفا مطهرة يعني محمد صلى الله عليه وسلم المراد بالصحف ما ما كتب فيها من القرآن. نعم - 00:27:23ضَ

وما يتلوه من القرآن العظيم الذي هو مكتسب في الملأ الاعلى في صحف مطهرة كقوله في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة. بايدي سفرة كرام بررة وقوله تعالى فيها كتب قيمة قال ابن جرير اي في الصحف المطهرة كتب من الله قيمة عادلة مستقيمة ليس فيها خطأ - 00:27:44ضَ

لانها من عند الله عز وجل ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا فهي مصونة من الاختلاف لانها تنزيل من حكيم حميد لا يأتيه الباطل من بين يديه - 00:28:18ضَ

من خلفه رسول من الله يتلو صحفا مطهرة يذكر القرآن باحسن الذكر. ويثني عليه باحسن الثناء قال ابن زيد فيها كتب قيمة مستقيمة معتدلة وما تفرق الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءتهم البينة - 00:28:37ضَ

كقوله ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات. واولئك لهم عذاب باب عظيم يعني بذلك اهل اهل الكتب المنزلة على الامم قبلنا بعد ما اقام الله عليهم الحجج والبينات تفرقوا واختلفوا - 00:29:03ضَ

في الذي اراده الله من كتبهم واختلفوا اختلافا كثيرا. كما جاء في الحديث المروي من طرق ان اليهود اختلفوا على احدى وسبعين فرقة وان النصارى اختلفوا على اثنتين وسبعين فرقة - 00:29:28ضَ

وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة. هذا تحذير منه صلى الله عليه وسلم للامة عن الاختلاف وبين ان اليهود افترقوا على احدى وسبعين فرقة والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة وستفترق هذه الامة يعني امة الاجابة - 00:29:46ضَ

الذين استجابوا وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار الا واحدة. قالوا من هي رسول الله؟ قال من كان على مثل لما انا عليه واصحابي فمن كان على السنة والجماعة فهو الناجي ومن خالف في شيء ما فعليه الخطر مقل ومستقر - 00:30:09ضَ

استكثر وليس المراد والله اعلم انها في النار يعني خالدة مخلدة في النار وانما هي تستحق دخول النار لان ثلاثة والسبعين هذه من المسلمين وليست من اليهود والنصارى والمشركين وانما هي ممن يدعي - 00:30:35ضَ

ويشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. لكن وجد الخلاف بينهم كما هو الحال الفرق كثيرة لكن رؤوسها ما تتجاوز ثلاث وسبعين فرقة نعم. وستفترق هذه الامة على ثلاث وسبعين فرقة. كلها في النار الا واحدة - 00:30:55ضَ

قالوا من هم يا رسول الله؟ قال ما انا عليه واصحابي وقوله تعالى وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين. وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين ان ما امروا الا بكذا فيه حصر - 00:31:20ضَ

ثم الا دلالة الحصر يعني ما امروا الا بشيء واحد وهو الاخلاص لله وما امروا الا ليعبدوا الله تكون العبادة لله وحده. دون ما سواه ولا يصح ان يعبدوا الله ويعبدوا مع هريرة. لان المشركين كانوا يعبدون الله ويعبدون معه غيره - 00:31:42ضَ

ويرون ان هذه المعبودات تقربهم الى الله زلفى وكما يقول الواحد منهم في تلبيته لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لا شريك لك الا شريكا هو لك تملكه وما ملك - 00:32:10ضَ

يعني يقول لا شريك لك الا واحد تملكه وما ملك يعني هو ملكك وهو شريكك وما امروا الا ليعبدوا الله يعني وحده يعبد الله وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين - 00:32:32ضَ

مخلصين له الدين يعني مفردين له العبادة والخالص هو الشائب السالم من الشوائب يقال هذا عسل خالص يعني ما فيه خلط والخالص هو المقصود به وجه الله جل وعلا. فاذا لم يكن كذلك فلا ينفع صاحبه. لان الله جل - 00:32:51ضَ

فعلها يقول في الحديث القدسي انا اغنى الشركاء عن الشرك. من عمل عملا اشرك معي فيه لغيري تركته وشركه وما امروا الا ليعبدوا الله يعني ما امر اهل الكتاب وما امر المشركون - 00:33:18ضَ

الا ليعبدوا الله وحده الله جل وعلا اوجب عبادته وحده على جميع الخلق كما قال الله تعالى وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون. ما اريد منهم من رزق وما اريد ان يطعمون - 00:33:40ضَ

وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفا. الحنف هو الميل وجرى العرف على ان الحنف الميل عن الشر والالحاد الميل عن الخير والحق وكلمة حنف وحنيف وحنفاء فيها معنى الميل - 00:34:02ضَ

ملة ابراهيم حنيفا يعني مائل عن عبادته ما سوى الله الى عبادة الله وحده وكلمة حنيف وكلمة الحاد كل واحدة منها تدل فيها شيء من معنى الميل لكن عرف بالاصطلاح على ان الحنيف هو المائل عن الشر الى الخير - 00:34:34ضَ

والالحاد المائل عن الخير الى الشر. يقال هذا ملحد مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. يعني مأمورون اهل الكتاب ان يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة. دل على ان الصلاة مأمور بها في الشرائع السابقة - 00:35:01ضَ

والزكاة مأمور بها في الشرائع السابقة ولم يذكر بقية اركان الاسلام لان الصلاة هي اهم الاعمال البدنية والزكاة اهم الاعمال المالية والغالب ان من اجتمع عنده الصلاة والزكاة فانه يؤدي بقية اركان الاسلام - 00:35:26ضَ

ولا يتوقف عن شيء بخلاف من لم يقم هذين الركنين فهو يقع في المخالفة في غيرهما قد يؤدي الصلاة ولا يؤدي الزكاة وقد يؤدي الصلاة الزكاة ولا يؤدي الصلاة وقد يؤدي الصلاة - 00:35:56ضَ

ويتوقف عن بعظ شرائع الاسلام لانه متوقف عن الزكاة فاذا ادى الصلاة والزكاة فالغالب انه لا يتوقف عن بقية الشرائع بقية الاركان والصلاة اهم اركان الاسلام بعد شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - 00:36:22ضَ

والزكاة هي اهم اركان الاسلام بعد الشهادتين والصلاة لان الزكاة تجب على صاحب المال. وقد تجب عليه الزكاة ولا يجب عليه الصيام لعدم القدرة وقد تجب عليه الزكاة ولا يجب عليه الحج لعدم القدرة الى الوصول - 00:36:47ضَ

الصلاة والزكاة لا يعذر بتركهما احد والزكاة والصلاة تجب ما دام العقل باقين مهما كان المرء على اي حالة لا تسقط عنه الصلاة ما دام عقله باق والزكاة تجب على صاحب المال حتى وان كان صغيرا او مجنونا - 00:37:16ضَ

فتجب عليه الزكاة وعلى وليها ان يخرجها ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة هذا هو الدين القيم. هم امروا باخلاص العبادة لله واقام الصلاة وازاء الزكاة. هذا الذي امر به - 00:37:47ضَ

اهل الكتاب وذلك باتباع محمد صلى الله عليه وسلم وذلك دين القيمة قيل هذه للمبالغة وذلك الدين القيم والقيم بمعنى المستقيم الذي لا لا اعوجاج فيه ولا خلل ولا نقص - 00:38:09ضَ

وذلك دين القيمة وما امروا الا ليعبدوا الله مخلصين له الدين كقوله وما ارسلنا من قبلك من رسول الا نوحي اليه انه لا اله الا انا فاعبدون ولهذا قال حنفاء اي متحنفين من الشرك الى التوحيد كقوله ولقد بعثنا في كل - 00:38:33ضَ

امتي رسولا ان اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت وقد تقدم تقرير الحنيف في سورة الانعام بما اغنى عن اعادته ويقيموا الصلاة وهي اشرف عبادات البدن ويؤتوا الزكاة. وقال جل وعلا يقيموا ولم يقل يؤدوا - 00:39:02ضَ

او يفعل لان الاقامة شيء والتعدية شيء اخر الاقامة ابلغ وامكن من التأدية لان المرأة قد يؤديها ولا يقيمها فهو مأمور باقامتها. يعني يأتي بها كاملة غير منقوصة. وضوئها وما يحتاج لها من - 00:39:27ضَ

وسترة وبقعة طاهرة وبخشوعها واركانها وواجباتها فالاقامة ابلغ بكثير من الاتيان بها. نعم ويؤتوا الزكاة وهي الاحسان الى الفقراء والمحاويج والصلاة حق الله جل وعلا والزكاة حق الفقراء. من عباد الله المساكين نعم - 00:39:51ضَ

وذلك دين القيمة. اي الملة القائمة العادلة او الامة المستقيمة المعتدلة وقد استدل كثير من الائمة كالزهري والشافعي بهذه الاية الكريمة. والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:40:24ضَ

وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:40:45ضَ