تفسير ابن كثير | جزء عم

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 1- سورة الشرح | من الأية 1 إلى 8

عبدالرحمن العجلان

السور والايات المدنية بطول الايات وبتقرير الاحكام الزكاة والصيام والحج واحكام المعاملات من البيع والشراء وغير ذلك من العقود والجهة وبيان احكام الجهاد في سبيل الله لانه ما نزل من الاحكام الشرعية في مكة - 00:00:00ضَ

سوى التوحيد وما يتبعه من تقارير النبوة والبعث والحساب والجنة والنار والصلاة الصلاة نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وشرعت وفرظت عليه في مكة قبل الهجرة عليه الصلاة والسلام - 00:00:38ضَ

واما الاحكام الاخرى الزكاة والصيام والحج وسائر المعاملات فنزولها كان في المدينة وقد نزل القرآن في مكة خلال ثلاث عشرة سنة وفي المدينة خلال عشر سنوات مدة اقامة النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة - 00:01:02ضَ

يقول الله جل وعلا الم نشرح لك صدرك الاستفهام هنا يسميه العلماء استفهام تقريري اي ان الله جل وعلا ما يطلب من النبي صلى الله عليه وسلم الاجابة الاستفهام غالبا يطلب فيه الاجابة. اقام زيد تقول نعم او تقول لا - 00:01:33ضَ

حضر عمرو تقول نعم ولا لا لكن الاستفهام التقريري يطلب من صاحبه الاقرار بما تضمنه المستفهم عنه الم نشرح لك صدرك؟ يعني بمعنى قد شرحنا لك صدرك يمتن الله جل وعلا - 00:02:01ضَ

على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم في هذه النعمة العظيمة الم نشرح لك صدرك وشرح الصدر المراد به فتحه فتحه وتوسيعه توسيعه معنويا لا حسيا وصدره صلى الله عليه وسلم مثل صدور الناس من حيث الحس. من حيث الجرم - 00:02:28ضَ

وانما من حيث المعنى الله جل وعلا شرح له صدره بان فتحه ووسعه لتحمل ما يأتيه تحمل ما يأتيه من الله جل وعلا من الوحي وهذا حمل عظيم كان عليه الصلاة والسلام حينما ينزل عليه الوحي وهو على الناقة تبرك. ما تستطيع تحمله - 00:03:00ضَ

واحيانا يأتيه الوحي وطرف منه على عائشة رضي الله عنها تقول يكاد يرظ جسمي من ثقله صلى الله عليه وسلم حين ينزل عليه الوحي فالله جل وعلا قواه على ذلك والا ما كان يستطيع هذا - 00:03:31ضَ

شرح الله صدره لتحمل ما يأتيه من الناس ما يأتيه من المشركين من الاذى يؤذونه ويتحمل عليه الصلاة والسلام يرمونه بالحجارة ويغرون به السفهاء والصبيان يطردونه من مكان الى مكان برمي الحجارة - 00:03:54ضَ

وحتى ادموا عقبيه عليه الصلاة والسلام ويتحمل هذا يأتون اليه وهو يصلي حول الكعبة عليه الصلاة والسلام وشرفها الله فيضعون سلا الجزور على ظهره حتى تأتي احدى بناته ترفع اسرى الجزور من على ظهره ما احد يستطيع من الصحابة ان يقدم على هذا لانه يخشى من اذى - 00:04:20ضَ

يأتيه منهم من الكلام ما يفتت الجبال ويتحمل عليه الصلاة والسلام يقولون له يا ايها الذي نزل عليه الذكر انك لمجنون ينادونه بالجنون وهو اعقل الخلق عليه الصلاة والسلام واحكم الخلق - 00:04:50ضَ

ويتواطؤون ويتفقون ويتآمرون ضده وهو ثابت ما يتزحزح عليه الصلاة والسلام يجتمعون ويعقدون الندوات ضده عليه الصلاة والسلام ويتحمل هذا يغرونه بالمال والمغريات الاخرى مع الدنيوية يقولون نجمع لك المال حتى تكون اغنانا واكثر قريش مالا - 00:05:17ضَ

وكفنا مما تدعو اليه ويقولون انظر اعجب النساء اليك ونزوجك اياها اختر ما شئت من بنات قريش ونزوجك اياها ودع ما تدعو اليه ولا يلتفت لهم يتحمل عليه الصلاة والسلام - 00:05:53ضَ

ما يأتيه من تفاوت الناس في الفهم والادراك واختلاف النظر حتى بين المسلمين يتحمل هذا ويصبر ويسوس الناس سياسة حكيمة عليه الصلاة والسلام وهيأه الله جل وعلا لذلك منذ الصغر - 00:06:15ضَ

قد رأى الغنم عليه الصلاة والسلام ويقول عليه الصلاة والسلام ما من نبي الا وقد رأى الغنم قيل وانت يا رسول الله؟ قال نعم وانا كنت ارعى الغنم على قراريط لاهل مكة - 00:06:43ضَ

لان رعاية الغنم تكسب الانسان التحمل والصبر وعدم السرعة والطيش والعجلة واخذ الناس بسعة الصدر وكان يتحمل ما يأتيه عليه الصلاة والسلام من الناس من المسلمين والكفار من اختلاف وجهات النظر - 00:07:01ضَ

اتى الى المدينة عليه الصلاة والسلام وهم مختلفون فيها متناحرون هم اولاد عم الاوس والخزرج متنافرون متناحرون متحاربون يتقاتلون صباح مساء فجمع الله قلوبهم به عليه الصلاة والسلام ورفقه ولينه - 00:07:30ضَ

وقد وصفه ربه بقوله وانك لعلى خلق عظيم وقال ولو كنت فظا غليظا لانفظوا من حولك فهذه منة عظيمة امتن الله بها على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم بقوله الم نشرح لك صدرك - 00:07:58ضَ

يعني قد شرحنا لك صدرك وهي نعمة عليه وعلى امته صلى الله عليه وسلم نعمة على امة محمد ان الله جل وعلا جعل رسولهم على هذا الخلق العظيم وعلى هذا التحمل والصبر - 00:08:26ضَ

والرفق بالامة كان عليه الصلاة والسلام يترك العمل احيانا وهو يحبه خشية ان يفرض على الامة. لانه رؤوف رحيم بالامة تقول عائشة رضي الله عنها خرج من عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرور - 00:08:51ضَ

فعاد الي كئيب حزين فقلت ما لك يا رسول الله قال اني دخلت الكعبة فاخشى ان اكون حرجت امتي دخل عليه الصلاة والسلام وهو ما كان يود انه دخل يقول خشية ان يحرص - 00:09:16ضَ

افراد الامة على دخول الكعبة فلا يتيسر لهم ذلك واخشى ان احرج ان اكون احرجتهم وقال عليه الصلاة والسلام لولا ان اشق على امتي لامرتهم بالسواك مع كل صلاة ومع كل - 00:09:39ضَ

فهو يحب ان يؤكد على العمل عليه الصلاة والسلام ويخشى من احراج امته لما اعطاه الله جل وعلا من الخلق العظيم الم نشرح لك صدرك. يسمى الاستفهام استفهام تقريري يعني بمعنى قد - 00:09:58ضَ

تحقيق بمعنى قد شرحنا لك صدرك وجعل الله جل وعلا الشرح للصدر لانه هو السياج على القلب وهو بمثابة الحصن والحرز الذي القلب داخله والشيطان اكثر ما يحرص على الوسوسة - 00:10:24ضَ

على الصدر الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس. يوسوس في الصدور والقلب داخل الصدر فاحيانا والعياذ بالله يفرغ الشيطان ويبيظ في صدر ابن ادم يعني يتخذه مسكن يسكن في صدره - 00:10:51ضَ

يثقل عليه الطاعات ويخفف عليه فعل المعاصي يثقل عليه الانفاق فيما ينفعه ويسهل عليه الانفاق فيما يظره ينشطه على ما يسوؤه ويحزنه ويضره ويثبته عما ينفعه في الدنيا والاخرة فالصدر - 00:11:20ضَ

مكان العناية وهو الحرز للقلب والاهتمام اهتمام المرء بموضوع صدره وحمايته من الشيطان وذلك بالتعوذ بالله جل وعلا والتحصن بالايات القرآنية اية الكرسي حرز من الشيطان اذا قرأها العبد باخلاص وصدق - 00:11:51ضَ

من الشيطان ما يقربه ولهذا امرنا النبي صلى الله عليه وسلم امر استحباب بقراءة اية الكرسي عقب كل في صلاة وصباحا ومساء وعند النوم يكون حرز بمثابة ان الانسان اقفل على نفسه - 00:12:24ضَ

مكان امين ما يقربه شيطان فاذا حصن المرء نفسه حماها من وسوسة الشيطان باذن الله فتجد الشيطان يحرص على الغافل الساهي اللاهي البعيد عن القرآن والسنة يتسلط عليه ويحاول ان يأخذ من التقي ولو لحظات - 00:12:52ضَ

والناصح لنفسه يحصن نفسه كل وقت بمثابة القفل المتين الجيد الذي يحرز يحرز ويحمي ما داخله ويستحب للمسلم ان يقرأ اية الكرسي بعد كل صلاة وعند النوم وعند اقبال النهار وادبار الليل وعند اقبال الليل وادبار النهار - 00:13:29ضَ

وهي افضل اية في كتاب الله وقد شرح الله صدر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم للهدى والتحمل وقواه وكان عليه الصلاة والسلام سريع في الخير وخاصة عند ما يكون معه جبريل يدارسه القرآن - 00:14:02ضَ

وجبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في كل سنة مرة في رمضان وفي السنة الاخيرة من حياته دارسه القرآن مرتين ورسول الله صلى الله عليه وسلم اجود بالخير من الريح المرسلة حين يكون معه - 00:14:35ضَ

جبريل عليه الصلاة والسلام الم نشرح لك صدرك كما انه جاء في السنة انه شرح صدره حسيا حينما كان صبي وشرح مرة اخرى قبيل الاسراء بعد النبوة يأتيه جبريل ويشرح صدره ويغسله - 00:15:00ضَ

ليس للشيطان فيه نصيب. عليه الصلاة والسلام الم نشرح لك صدرك ووضعنا عنك وزرك الوزر الحمل والمراد به الذنب قد يقول قائل هل الرسول عليه الصلاة والسلام يذنب او حصل منه ذنب - 00:15:33ضَ

قال بعض العلماء ووضعنا عنك وزرك ذنبك قبل النبوة يعني ما حصل منه صلى الله عليه وسلم من سهو ونحوه قبل النبوة وقد يراد بالوزر خلاف الاولى فعل خلاف الاولى - 00:16:05ضَ

يعتبر وزر بالنسبة للنبي صلى الله عليه وسلم وخلاصة وفضلاء الصحابة رضي الله عنهم خلاف الاولى يعني انه يكون بين امام الانسان طريقان طريق يحصل عليه بسلوكه اجر عظيم وطريق يحصل فيه اجر لكن اقل من ذلك - 00:16:31ضَ

فاذا سلك هذا خلاف الاولى فيعتبر في حقه بمثابة الذنب. فقد يقال عن الذنب الذي هو الاولى. كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر رضي الله عنه. لما طلب منه ان - 00:17:01ضَ

شيئا يدعو به؟ قال قل ربي اني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب الا انت. فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني انك انت الغفور الرحيم ظلمت نفسي ظلما كثيرا - 00:17:21ضَ

اذا كان ابو بكر رظي الله عنه افظل الامة على الاطلاق يقول ظلمت نفسي ظلما كثيرا نعم يقال يعني ان يأتي خلاف الاولى. ليس معناه انه يذنب او يفعل المحرم او يفعل المكروه وانما اذا فعل الانسان خلاف او لا يكون ظلم نفسه - 00:17:45ضَ

والله جل وعلا خبر رسوله صلى الله عليه وسلم بانه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر جميع ذنوبه عليه الصلاة والسلام مغفورة انا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر - 00:18:10ضَ

الاية ومع هذا كان عليه الصلاة والسلام يقوم من الليل حتى تفطرت قدماه طول القيام مع البرد وطول القيام تتفطر قدماه عليه الصلاة والسلام تتشقق فتقول له عائشة رضي الله عنها - 00:18:37ضَ

رفقا بحالة تفعل هذا يا رسول الله. وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال يا عائشة افلا اكون عبدا شكورا؟ ما دام انه غفر لي الا اشكر ربي - 00:19:04ضَ

واجتهد في العمل افلا اكون عبدا شكورا ووضعنا عنك وزرك. بشره الله جل وعلا بانه وضع عنه وزره يعني غفر له ذنبه كما جاء في سورة الفتح ما فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر - 00:19:19ضَ

الذي انقض ظهرك انقذ بمعنى اثقل يعني لو كان الذنب حسي يشعر الانسان بحمله كان يكون ثقيل كل الثقل على ظهرك والذنوب سترها الله جل وعلا من رحمته بالعباد ما يظهر لها ثقل ولا يظهر لها رائحة - 00:19:48ضَ

من ستر الله جل وعلا على عباده والا كما قال بعض السلف لما قيل له وطلب منه الرفق على نفسه قال كيف ارفض؟ والله لو كان للذنوب ريح ما استطعتم ان تقربوا مني - 00:20:20ضَ

لو كان لها ريح الذنوب ما استطاع احد ان يقرب مني. اعتراف من نفسه على نفسه بالذنوب العظيمة واخر يقول لو كان لها ثقل ما استطعت ان امشي من ثقلها - 00:20:41ضَ

لكن الله جل وعلا سترها على عباده ولم يفضحهم بها في الدنيا ثم الامر الى الله جل وعلا في الدار الاخرة من العباد من يستر الله عليه في الدنيا والاخرة - 00:20:58ضَ

يرخي عليه كنفه ويقرره بذنوبه ثم يسترها عليه ويغفرها له ومن العباد والعياذ بالله من يكون مجاهرا بالمعصية فينشر له في الدار الاخرة لوا يعلن عنه يقال هذه غدرة فلان ابن فلان والعياذ بالله. يفضح امام الملأ - 00:21:17ضَ

مثل فظيحة المرابي والعياذ بالله ينفضح امام الملأ كل من مر به في المحشر يعرف ان هذا مرابي بطونهم كالحياة كالبيوت ملأى بالحيات والعياذ بالله ومصداق ذلك في كتاب الله جل وعلا في قوله الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي - 00:21:42ضَ

يتخبطه الشيطان من المس ذلك بانهم قالوا انما البيع مثل الربا واحل الله البيع وحرم الربا يقوم يمشي ويسقط يمشي ويسقط ينفضح ولهذا قال بعض السلف ما توعد الله احدا بمثل ما توعد به المرابي - 00:22:14ضَ

لانه يمتص اموال المسلمين اموال المعاملين معه بدون مقابل ووظعنا عنك وزرك الذي انقظ ظهرك يعني اثقل ظهرك يقول يقول الله تعالى الم نشرح لك صدرك يعني انا شرحنا لك صدرك اي نورناه وجعلناه فسيحا - 00:22:38ضَ

رح رح رح رحبا واسعا كقولي فمن يرد الله ان يهديه يشرح صدره للاسلام يشرح صدره للاسلام يعني يشرحه يفتحه ويوسعه ويجعل فيه القبول ويجعل فيه المعرفة ويجعل فيه القناعة بتعاليم الاسلام - 00:23:09ضَ

لان الناس واحد يكون مقتنع من تعاليم الاسلام ومنشرح صدره ومقبل وحريص على اداءها والاخر والعياذ بالله في حرج ويجد كان في تعاليم الاسلام الظيق والشدة والحجر عليه عنان يسلك ما يهواه ويريده - 00:23:29ضَ

وتعاليم الاسلام سمحة سهلة وقيل المراد بقوله الم نشرح لك صدرك اي شرح صدره ليلة الاسراء كما تقدم تقدم في سورة الاسراء ان الله جل وعلا ارسل جبريل ومعه ملك الى النبي صلى الله عليه وسلم قبل ان يسري بعبده ويعرج به الى السماوات فشرح صدره وغسل - 00:23:51ضَ

فله بماء زمزم وعاد كما كان باذن الله كما شرح صدره كذلك وغسل حينما كان صبي عند حليمة السعدية انما كان عند مرضعته في بني سعد نعم وقوله تعالى ووضعنا عنك وزرك - 00:24:21ضَ

بمعنى ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر الذي انقض ظهرك الانقاذ الصوت وقال غير واحد من السلف في قوله الذي انقض ظهرك اي اثقلك حمله القظى والنقيظ الصوت - 00:24:45ضَ

من ثقل الحمل وقوله تعالى وسمع نقيض يعني صوت نعم وقوله تعالى ورفعنا لك ورفعنا لك ذكرك رفع الله جل وعلا ذكر محمد صلى الله عليه وسلم يعني اعلى شأنه ورفع ذكره - 00:25:07ضَ

كيف هذا؟ اقوال للعلماء رحمهم الله في رفع الذكر احدها واهمها رفعنا لك ذكرك يعني ان الله جل وعلا شرع الا يذكر سبحانه الا ويذكر معه الرسول صلى الله عليه وسلم بالاعتراف برسالته - 00:25:35ضَ

فبالاذان يقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله وفي الصلاة يقول اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله وهكذا في دخولي في الاسلام - 00:25:58ضَ

لا يدخل في الاسلام الا بشهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لو زعم انه يشهد ان لا اله الا الله ولم يشهد ان محمدا رسول الله ما دخل في الاسلام. حتى لو شاهد ان لا اله الا الله - 00:26:21ضَ

ما دام لم يشهد ان محمدا رسول الله ولهذا شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ركن واحد من اركان الاسلام ليست كالصلاة والزكاة ركنان شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله ركن واحد من اركان الاسلام - 00:26:37ضَ

بني الاسلام على خمس شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله هذي واحد وذلك انها بمثابة الشيء الواحد الذي لا يتجزأ ما يصلح ان يقول الرجل اشهد ان لا اله الا الله ولا اشهد ان محمدا رسول الله ما شهد - 00:27:02ضَ

ولا اسلم ولا يصلح ان يشهد ان محمدا رسول الله ولا يشهد ان لا اله الا الله. فهما بمثابة الجزء الواحد والله جل وعلا شرع اكراما لرسوله صلى الله عليه وسلم الا يذكر سبحانه الا ويذكر معه الرسول صلى الله عليه وسلم - 00:27:25ضَ

لا على سبيل المشاركة الله جل وعلا واحد احد لا شريك له وانما على سبيل الاعتراف برسالة محمد صلى الله عليه وسلم وانه عبد الله ورسوله والثاني القول الثاني ان الله رفع ذكره من نبوة. يعني اعلى شأنه - 00:27:48ضَ

بما اعطاه من النبوة ونبوته صلى الله عليه وسلم افضل من نبوة غيره من الانبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام لان الله ميزه بميزات لم يعطها الاخرين فكان من ذلك كان النبي يبعث الى قومه خاصة. والرسول عليه الصلاة والسلام بعث الى الناس عامة - 00:28:14ضَ

الرسول قد يبعث الى الانس فقط ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم الى الانس والجن رسول الى الثقلين عليه الصلاة والسلام ورفعنا لك ذكرك قال قائل في الدار الاخرة لانه عليه الصلاة والسلام له المقام المحمود - 00:28:40ضَ

الذي يغبطه فيه الاولون والاخرون عليه الصلاة والسلام وهو المتميز في الدار الاخرة في عرصات القيامة صاحب المقام المحمود والمقام المحمود الشفاعة العظمى يتأخر عنها الانبياء عليهم الصلاة والسلام اولو العزم من الرسل افضل الانبياء وابو الانبياء ادم - 00:29:07ضَ

عليه السلام كلهم يتأخرون عنها ويعتذرون وهو عليه الصلاة والسلام يقول انا لها انا لها ويفضله الله جل وعلا على سائر البشر بهذه الميزة العظيمة المقام المحمود الشفاعة العظمى يوم القيامة - 00:29:35ضَ

في عرصات القيامة يجتمع الناس وتدنو منهم الشمس ويلجمهم العرق فيقول بعضهم لبعض الا تلتمسون من يشفع لكم الى ربكم ليريحكم من هذا الموقف اهل الجنة الى الجنة واهل النار الى النار - 00:29:59ضَ

فيقولون من اولى بذلك من ابيكم ادم خلقه الله بيده واسجد له ملائكته ما هو حقيق بان يشفع لكم عند ربكم ويأتون اليه فيعتذر ويقول ان ربي نهاني عن اكل الشجرة فعصيت - 00:30:20ضَ

واكلت منها ما اجرؤ على ان اسأل ربي او اقول له ويعتذر عليه السلام ويقول اذهبوا الى غيري اذهبوا الى نوح اول رسول الى اهل الارض وهكذا كل واحد من اولي العزم يرسلهم الى من بعده نوح الى ابراهيم وابراهيم الى موسى وموسى الى عيسى وعيسى يعتذر - 00:30:41ضَ

فلا يذكر ذنب ويحيلهم الى محمد صلى الله عليه وسلم فيأتون اليه فيقول انا لها عليه الصلاة والسلام رفعنا لك ذكرك يعني المقام المحمود الذي يعطيه الله جل وعلا يوم القيامة - 00:31:07ضَ

وهو اول من يستفتح باب الجنة فاذا استفتح قال له خازن الجنة من؟ يقول محمد؟ فيقول امرت الا افتح لاحد قبلك ورفعنا لك ذكرك قال بعض المفسرين عند الملائكة في السماء - 00:31:27ضَ

مذكور عند الملائكة في السماء عليه الصلاة والسلام ورفعنا لك ذكرك. قال بعض المفسرين باخذ الميثاق على الانبياء كلهم ان يؤمنوا امنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم ويصدقوه ان بعث وهم موجودون ويخبر ام ما هم بان عليهم ان - 00:31:49ضَ

بمحمد وكل نبي يأتي الى قومه يخبرهم بان عليهم ان يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم اذا بعث ومنهم احد موجود ورفعنا لك ذكرك الشهادة بنبوته ورسالته مع شهادة ان لا اله الا الله - 00:32:15ضَ

وغيرها مما سمعنا وكلها تشعر برفع شأنه عليه الصلاة والسلام وتعظيمه عند ربه جل وعلا وقوله تعالى ورفعنا لك ذكرك قال مجاهد اي لا اذكر الا ذكرت معي اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمدا رسول الله - 00:32:43ضَ

الشهادة ما احد يشهد ان لا اله الا الله الا ولابد ان يشهد ان محمدا رسول الله والا فلا تنفعه وقال قتادة رفع الله ذكره في الدنيا والاخرة فليس خطيب - 00:33:12ضَ

ولا متشهد ولا صاحب صلاة الا ينادي بها اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله. يعني في معنى القول الاول كذلك انهما من خطيب ولا متشهد ولا مسلم الا ولابد ان يقول مع اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول - 00:33:30ضَ

اذا لم يشهد شهادة ان محمدا رسول الله ما صحت صلاته وما صحت خطبته وما صح اسلامه لابد ان يأتي بهذا. نعم وقال ابن جرير عن ابي الهيثم عن ابي الهيثم عن ابي سعيد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال - 00:33:53ضَ

اتاني جبريل فقال ان ربي وربك يقول كيف رفعت ذكرك قال الله اعلم قال ان ذكرت ان ذكرت ذكرت معي معي فان مع العسر يسرا. ان مع العسر يسرا هذه بشارة - 00:34:18ضَ

من الله جل وعلا لعبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبيان بان ما فيه من عسر الا ويتبعه يسرا ولن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر يسرين من هذه الاية الكريمة - 00:34:43ضَ

وذلك ان اليسر مذكور مرتين اثنان كل واحد على حدة كل واحد غير الاخر والعسر مذكور مرتين لكنه شيء واحد وذلك ان العسر معرف في المرتين فهو هو الاول ما تكرر - 00:35:12ضَ

تقول جاء الرجل فاكرمت الرجل من الذي اكرمت؟ ذلك الذي جاء لان المعرف اذا اعيد فهو نفس الاول والمنكر اذا اعيد فهو غير الاول وتقول جاء رجل فاكرمت رجلا ما اكرمت الرجل الذي جاء اكرمت غيره - 00:35:43ضَ

جاء رجل فاكرمت رجلا فالمعرف اذا اعيد فهو نفسه والمنكر اذا اعيد فهو غيره وهنا فان مع العسر يسرا العسر معرفة واليسر نكرة بدون اداة تعريف ان مع العسر يسرا مرة اخرى - 00:36:21ضَ

العسر معرفة واليسر نكرة فمعناه العسر الذي في الاية الاولى هو نفسه العسر الذي في الاية الاخرى واليسر الذي في الاية الاولى غير اليسر الذي في الاية الاخرى يسران والعسر واحد - 00:36:58ضَ

وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم لن يغلب عسر يسرين اخذا من هذه الاية وجاء عنه صلى الله عليه وسلم لو كان العسر داخل حجر لدخل عليه اليسر واخرجه - 00:37:22ضَ

والشريعة الاسلامية وما فيها من التعاليم ما يحصل عسر الا ومعه اليسر باذن الله وكذلك بالاحكام الشرعية كلما كان مظنة المشقة وجدت تخفيف لما كان السفر مظنة المشقة وجدت الرخصة في الفطر - 00:37:44ضَ

وجدت الرخصة في اصل الصلاة لما كان نزع الخف عند الوضوء وتكرر ذلك في شيء من المشقة جاء المسح فيمشي على الخفين ولا يحتاج ان يغسلهما وينزعهما لما كان حمل الماء الكثير للوضوء والاغتسال في مشقة في السفر - 00:38:07ضَ

عسى الانسان يحمل ما يحتاجه من الماء للشرب ولا الشيء الظروري جاء التخفيف عن الوضوء بالتيمم فكلما كان شيء من المشقة اتبعه الله جل وعلا بالسهولة واليسر وما حرم شيئا لظلمه - 00:38:36ضَ

الا وفتح للعباد طريقا لا ضرر فيه ويكفي عن هذا الذي يريده الانسان حرم الربا واباح البيع والشراء والتجارة حرم الزنا وشرع النكاح حرم الخمر واباح المشروبات الطيبة الحلال حرم كثيرا من الامور الضارة - 00:39:02ضَ

وشرع بجوارها الشيء المناسب الذي يكفي الانسان ويشبعه وهو افضل له من ذاك فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا. بشارة بانه ما من عسر الا ويوجد اليسر بجواره - 00:39:37ضَ

ويقول الفقهاء رحمهم الله المشقة تجلب التيسير اي عمل يشق عليك مثلا ابحث تجد في شيء يخفف عنه ما يمكن في عمل في الشريعة الاسلامية يشق على ابن ادم الا وبجواره ما هو تخفيف - 00:40:04ضَ

اي شيء ولهذا ذكر الفقهاء رحمهم الله هذه القاعدة المشقة تجلب التيسير صل قائما يقول ما يستطيع اذا وقفت سقطت نقول صل متربع يقول حتى التربع ما استطيع. اذا جلست - 00:40:29ضَ

سقطت يقول صلي مستلقيا يقول حتى الاستلقاء ما اثبت يقول صلي على ظهرك يستطيعة على اي حالة يستلقي استقبل القبلة يقول ما ادري وين القبلة؟ اقول اجتهد وصل يقول ما استطيع - 00:40:52ضَ

اقول تيمم يقول ما استطيع ما عندي احد يحضر لي التيمم ولا عندي شيء فيه غبار ولا تراب. نقول صل على حسب استطاعتك اصل الصلاة الفطر في رمظان وغير ذلك من الاحكام - 00:41:18ضَ

الطواف في البيت طف ماشيا ما استطيع محمولا راكبا وهكذا ادى الواجب ما استطيع يجبره دم ما استطيع حتى الدم ما استطيع ثلاث مئة ريال ما استطيعه صم عشرة ايام - 00:41:37ضَ

ما استطيع الان متى ما قدرت ما من حكم من احكام الشريعة الاسلامية الغرة ولله الحمد الا ومعه اليسر سهل على المستطيع فاذا لم يستطعه ينتقل الى الشيء الاخر الكفارة مثلا - 00:41:57ضَ

عتق رقبة يقول ما استطيع ما املك رقبة يقول صوم شهرين متتابعين يقول ما استطيع منها ما ينتقل الى اطعام ستين مسكين ما يستطيع يبقى حسب متى ما قدر وهكذا الامور - 00:42:16ضَ

ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا. الحج ركن من اركان الاسلام يقول ما استطيع يقول ما عليك يسقط عنك متى ان استطعت في حال الحياة والا فلا فلست مكلف - 00:42:39ضَ

وهكذا تعاليم الاسلام كلها معها اليسر والحمد لله لكن المشقة من تفسير بعض الاحكام ممن يتولى ذلك يكون ما عنده الفقه ما عنده المعرفة التي تجعله يحسن التصرف ويطبق الشريعة الاسلامية - 00:42:55ضَ

فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب فاذا فرغت فرغت من ماذا؟ للعلماء رحمهم الله فيها تفسيرات فرغت من اعمال الدنيا واعمال المعاش - 00:43:19ضَ

فجتهد في الليل في طاعة الله والقيام بالنهار تكون مشغول في الكسب والعمل وما تحتاجه في امور دينك ودنياك في الليل عند فراغ صل ارغب الى ربك قول اخر اذا فرغت من الفريظة - 00:43:42ضَ

ايوا اعمل النافلة التي تحببك الى ربك ولا يزال عبدي يتقرب الي بالنوافل حتى احبه اكثر من النوافل كثرة النوافل درجات في الجنة. رضى الله جل وعلا. الثواب العظيم النبي صلى الله عليه وسلم قال لاحد فقراء الصحابة - 00:44:07ضَ

وهو من اهل الصفة ما عنده شيء قال سلني قال اسألك مرافقتك في الجنة قال اوغير ذلك؟ قال لا ما اريد غير هذا ما يريد من الدنيا شيء وهو فقير. وساكن في الصفة في المسجد - 00:44:35ضَ

ما عنده شيء لكن يقول نظرت الى الدنيا لا قيمة لها ما دام سنحت الفرصة من النبي صلى الله عليه وسلم يقول سلني اسأل شي يسوى ولا هو قيمة. اسألك مرافقتك في الجنة - 00:44:52ضَ

فقال عليه الصلاة والسلام اعني على نفسك بكثرة السجود اكثر من الطاعة لله جل وعلا حتى لعلي اتمكن من تحقيق رغبتك بطلب ذلك من ربي اعني على نفسك بكثرة السجود. لانه عليه الصلاة والسلام له انواع من الشفاعات في الدار الاخرة. الشفاعة العظمى - 00:45:08ضَ

والشفاعة في دخول اهل الجنة الجنة والشفاعة في اخراج بعظ العصاة من النار والشفاعة في من استحق النار الا يدخلها والشفاعة فيمن دخل الجنة ان ترفع درجته دخل الجنة يشفع فيه النبي صلى الله عليه وسلم ان ترفع درجته - 00:45:35ضَ

مثل هذا الصحابي رضي الله عنه الذي قال اسألك مرافقتك في الجنة ما اريد غير هذا فاذا فرغت فانصب انصب يعني اتعب الى ربك اتعب العبادات وكلف نفسك الاتيان بها عن رغبة واقبال على الله جل وعلا - 00:46:01ضَ

قال بعض المفسرين اذا فرغت من التشهد في الصلاة فاطلب ما شئت من ربك جل وعلا والنبي صلى الله عليه وسلم ذكر هذا بعد الشهادة. قال ثم ليتخير من الدعاء اعجبه اليه - 00:46:34ضَ

يعني يسأل ربه ما احب من خيري الدنيا والاخرة. متى هذا؟ بعد التشهد وقبل السلام اسأل الله جل وعلا ما احببت وقيل اذا فرغت من الصلاة فاكثر من الدعاء فارغب في الدعاء - 00:46:51ضَ

ارغب الى ربك واسأله والح على ربك في الدعاء لان الله جل وعلا يحب ان يسأل ليعطي واذا سألك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فاذا فرغت فانصب - 00:47:10ضَ

والى ربك فارغب الى ربك وحده تقديم الجار والمجرور يفيد الحشر والاختصاص لتكن رغبتك الى ربك لا الى احد سواه والله جل وعلا يخاطب رسوله صلى الله عليه وسلم بهذا ويعلم امته - 00:47:29ضَ

وما كان للنبي صلى الله عليه وسلم فهو للامة ما لم يكن من خصائصه عليه الصلاة والسلام واذا فرغت فانصب والى ربك فارغب. اقرأ وقوله تعالى فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا - 00:47:52ضَ

اخبر تعالى ان مع العسر يوجد اليسر ثم اكد هذا الخبر قال ابن ابي حاتم عن حدثنا عائد بن شريح قال سمعت انس بن مالك يقول كان النبي صلى الله عليه وسلم جالسا وحياله حجز فقال - 00:48:13ضَ

لو جاء العسر فدخل هذا الحجر لجاء اليسر حتى يدخل عليه فيخرجه فانزل الله عز وجل فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا وقال ابن جرير عن معمر عن عن الحسين قال خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوما مسرورا فرحا وهو يضحك ويقول - 00:48:31ضَ

لن يغلب عسر يسرين لن يغلب عسر النسرين فان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا وقوله تعالى فاذا فرغت فانصب والى ربك فارغب اي اذا فرغت من امور الدنيا واشغالها وقطعت علائقها فانصب الى العبادة وقم اليها نشيطا فارغ البال - 00:48:54ضَ

اخلص لربك النية والرغبة ومن هذا القبيل قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق على صحته لا صلاة بحضرة طعام ولا ولا وهو يدافعه الاخبثان وقوله صلى الله عليه وسلم اذا اقيمت الصلاة وحضر العشاء فابدأوا بالعشاء - 00:49:18ضَ

وفي رواية عن ابن مسعود فانصب والى ربك فارغب بعد فراغك من الصلاة وانت جالس وقال علي ابن ابي طلحة عن ابن عباس فاذا فرغت فانصب يعني في الدعاء يعني اكثر من الدعاء والتضرع الى الله جل وعلا. والله اعلم. وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد. وعلى - 00:49:39ضَ

اله وصحبه اجمعين - 00:50:03ضَ