باحث

رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم كذلك يوحي اليك والى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم - 00:00:00ضَ

له ما في السماوات وما في الارض تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض الا ان الله هو الغفور الرحيم - 00:00:43ضَ

والذين اتخذوا من دونه اولياء الله حفيظ عليهم هذه السورة العظيمة وتسمى سورة الشورى وتسمى كذلك سورة امين سين قاف وتسمى سورة شورى بدون الالف واللام وهي مكية من السور - 00:01:16ضَ

المكية التي نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل ان يهاجر الى المدينة قاله ابن عباس وابن الزبير رضي الله عنهم وكذا قال الحسن وعكرمة وعطاء وجابر وروي عن ابن عباس - 00:02:02ضَ

رضي الله عنهما وقتادة انها مكية الا اربع ايات منها نزلت بالمدينة وهي قوله جل وعلا قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى الايات الاربع وقد تقدم الكلام - 00:02:29ضَ

اكثر من مرة على الحروف المقطعة في اوائل السور من البقرة الى السورة التي انهيناها وهي سورة فصلت المبدوءة بهذه الحروف وتقدم ان ذكرنا اقوال العلماء رحمهم الله على هذه الحروف - 00:02:53ضَ

ولا مانع من التعرض لذلك باختصار تذكيرا لما سبق قال القرطبي رحمه الله اختلف اهل التعويل بالحروف التي في اوائل السور وقال الشعبي وسفيان الثوري وجماعة من المحدثين هي سر الله - 00:03:25ضَ

في القرآن ولله في كل كتاب من كتبه سر تحية من المتشابه الذي انفرد الله بعلمه ولا نحب ان نتكلم فيها ولكن نؤمن بها ونمرها كما جاءت ورؤيا هذا القول عن ابي بكر الصديق - 00:03:55ضَ

وعن علي ابن ابي طالب رضي الله عنهما قال ابو الليث الشمرقندي وقد ذكر عن عمر وعثمان وابن مسعود رضي الله عنهم انهم قالوا الحروف المقطعة من المكتوم الذي لا يفسر - 00:04:23ضَ

يعني مثل قول السابقين وفائدة ذكرها طلب الايمان بها ولا يلزم البحث عنها مما استأثر الله بعلمه يعني لا نكلف انفسنا في التخرص في المراد بها نقول الله اعلم بمراده بذلك - 00:04:49ضَ

ونؤمن بها وان الله جل وعلا انزلها لحكمة يعلمها تعالى وقال ابو حاتم لم نجد الحروف المقطعة في القرآن الا في اوائل السور ولا ندري ما اراد الله عز وجل - 00:05:19ضَ

وقال جمع من العلماء كثير بل نحب ان نتكلم فيها ونلتمس الفوائد التي تحتها والمعاني التي تتخرج عليها ثم اختلفوا في ذلك. هؤلاء الذين قالوا نحب ان ننظر فيها ونستفيد - 00:05:42ضَ

مما تحتها وما الحكمة في ذلك اختلفوا رحمهم الله روي عن ابن عباس ايضا قد روي عنه من الكلام السابق ورؤي عنه في هذا كما روي عن علي على انها - 00:06:07ضَ

اسم الله الاعظم قالوا هذه الحروف المقطعة فيها اسم الله الاعظم كيف هو يقولون لا ندري ما تركيبه قالوا انها اسم الله الاعظم الا ان لا نعرف تأليفه منها. يعني كيف نجمعه؟ الله اعلم - 00:06:29ضَ

وقال قطرب والمبرد والفرة وغيرهم واختاره جمع عظيم من المحققين هي اشارة الى حروف الهجاء اعلم الله بها العرب حين تحداهم بالقرآن انه معترف من الحروف التي بني كلامهم عليها - 00:06:55ضَ

ليكون عجزهم عنه ابلغ في الحجة عليهم اذ لم يخرج عن كلامهم قالوا يعني مرادا بها التحدي قال قطرب كانوا يعني كفار قريش ينفرون عند استماع القرآن فانزل الله جل وعلا الف لام ميم - 00:07:20ضَ

الف لام ميم صاد يعني الحروف وامثالها استنكروا هذا اللفظ فلما انصتوا له صلى الله عليه وسلم اقبل عليهم بالقرآن المؤتلف ليثبته في اسماعهم واذانهم ويقيموا الحجة عليهم قال في فتح البيان - 00:07:49ضَ

والذي اراه لنفسي ولكل من احب السلامة واقتدى بسلف الامة الا يتكلم بشيء من ذلك مع الاعتراف بان في انزالها حكمة لله عز وجل لا تبلغها عقولنا ولا تهتدي اليها افهامنا - 00:08:20ضَ

يعني ما نتعرض لها لتفسير ولا لتعويل ولا نقول المراد بها كذا نفوظ كما فوظ السلف الصالح رحمة الله عليهم. وكما روي عن ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم - 00:08:52ضَ

اننا نمرها ونقول الله اعلم بذلك. والله جل وعلا لم ينزلها عبث ولا لغير حكمة بل انزلها جل وعلا لحكمة ولا يلزم ان نعلم ما هي الحكمة لان الله جل وعلا استأثر بما شاء فلا يطلع عليه احدا من خلقه - 00:09:17ضَ

ولم يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء من ذلك صحيح حتى يرجع اليه قوله جل وعلا حميم عين سين قاف قال عبد المؤمن سألت الحسن بن الفضل لم قطع حميم من - 00:09:47ضَ

عين شين قاف الحروف السابقة كانت كلها موصولة الف لام ميم صاد كاف يا عين صاد موصولة وهذي مفصولة حميم وحدها وعين سين قاف وحدها. لم؟ لم لم تكن على غرار ما سبق - 00:10:18ضَ

لما قطع حميم من عين شين قاف ولم يقطع كاف هيعين صاد فقال لانها بين سور اولها حميم سور قبلها حا ميم فقط وسور بعدها حا ميم فقط وجاءت هذه السورة - 00:10:55ضَ

سورة الشورى بالوسط ميم عين سين قاف فجرت مجرى نظائرها قبلها وبعدها. اي جاء لفظ حميم وحده حتى تكون على غرار ما سبق وعلى غرار ما سيأتي فكان حميم مبتدأ - 00:11:24ضَ

وعين سين قاف خبره ولانها عدتا ايتين تجدها حميم اية عين سين قاف اية اخرى رقم اثنين وعدت اخواتها مثل هيا عين صاد والف لام ميم راء والف لام ميم صاد - 00:11:52ضَ

اية واحدة يعني الحروف هذه في السور السابقة اية واحدة وقيل وصلت لان اهل التأويل يعني اهل التفسير لم يختلفوا في كافة عين صاد واخواتها انها حروف التاء واختلفوا في حميم - 00:12:29ضَ

على انها تختلف عنها فقيل معناها حميم اي قضي من معنى حما يعني قضي قضي ما هو كائن ففصلوا بينما يقدر فيه فعل وما لا يقدر فيه يعني تلك لا يقدر فيها فعل - 00:13:00ضَ

صاد واخواتها لا يقدر فيها فعل بخلاف حميم قالوا يقدر يقدر مكانها فعل اي حمى اي قضي فلذا فصلت حميم وحدها وعين سين قاف وحدها قوله جل وعلا كذلك يوحي اليك والى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم - 00:13:24ضَ

كذلك اي مثل هذا الايحاء الذي اوحي الى سائر الانبياء اوحي اليك يعني اوحي اليك مثل الالحاء الذي اوحي اليهم فانت على غرارهم وهم يعرفون اي كفار قريش يعرفون ان الله جل وعلا ارسل رسل - 00:14:01ضَ

لانهم يعترفون بالفضل لليهود بالعلم قالوا هم اهل علم منين جاءهم العلم من رسولهم عليه الصلاة والسلام موسى واهل والنصارى كذلك اهل كتاب واهل علم. منين جاءهم جاءهم من رسولهم عيسى عليه الصلاة والسلام - 00:14:29ضَ

الله جل وعلا يقول اوحي اليك مثلما اوحي الى اولئك. سواء بسواء وكفار قريش يعرفون ان اولئك اوحي اليهم فكذلك الامر بالنسبة لك مثلهم كذلك يوحي اليك اين فاعل يوحي - 00:14:55ضَ

يوحي اليك والى الذين من قبلك الله. هذا هو الفاعل يوحي اليك والى الذين من قبلك الله والوحي يأتي الى النبي صلى الله عليه وسلم على صفات عدة احيانا يأتيه الرسول - 00:15:21ضَ

رجل ويجلس معه ومن عند النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرفونه ويرون كأنه رجل جاء من سفر واحيانا يأتي على صورة رجل معروف من العرب لحية الكلب جاء الى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة - 00:15:44ضَ

فتقول كانه لحية الكلب رجل مشهور من رجال العرب تحدث مع النبي صلى الله عليه وسلم وعنده عائشة واحيانا يأتيه كما قال صلى الله عليه وسلم مثل صلصلة الجرس ويكون اثقل ما يكون عليه - 00:16:11ضَ

فاذا جاءه وهو على الناقة بركة الناقة ما استطاعت ان تمشي من ثقل نزول الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم وكان يأتيه الوحي احيانا وهو جالس ورجله على احدى امهات المؤمنين - 00:16:34ضَ

فتكاد تنفصم وتنكسر رجلها من ثقل قدمه صلى الله عليه وسلم ويأتيه احيانا يتفسد عرقا في اليوم والليلة الشاتية التي هي من شدة البرد النبي صلى الله عليه وسلم يتناثر منه العرق - 00:16:55ضَ

كاكثر ما يكون من ثقل الوحي وعظمه وهو يأتيه على صفات عدة الوحي وهو مما اختص به الرسل لا يدركه غيرهم. لا يدرك ذلك غيرهم. يعني صفة الوحي وكيف يأتي لا يدركه. لا يقال انه - 00:17:17ضَ

في حالة حالة نوم او في حالة ادراك كامل او غير ذلك وانما هي صفة جعلها الله جل وعلا يتحملها الرسل حين الوحي اليهم. عليهم الصلاة والسلام كذلك يوحي اليك والى الذين من قبلك الرسل - 00:17:41ضَ

ولم يقل جل وعلا والى الذين من بعدك لانه لا نبي بعد محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتم النبيين وخاتم الرسل صلوات الله وسلامه عليه. الرسل كلهم قبله والانبياء قبله - 00:18:06ضَ

وهو خاتمهم واول الانبياء كما تقدم هو ادم عليه الصلاة والسلام واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم واول الرسل على ما ورد نوح عليه الصلاة والسلام واخرهم محمد صلى الله عليه وسلم - 00:18:27ضَ

ما هو نبي رسول صلوات الله وسلامه عليه. وكل رسول نبي وليس كل نبي رسول لانه قد يكون نبي وليس برسول لكن كل رسول فانه نبي كذلك يوحي اليك والى الذين من قبلك من هو - 00:18:49ضَ

الله الاله الالوهية المستحق للعبودية وحده لا شريك له الله العزيز الحكيم العزيز في ملكه الذي لا يضام الحكيم في اقواله وافعاله جل وعلا فهو يتصرف بحكمة وكثيرا ما يجمع جل وعلا ويقرن بين هاتين الصفتين العظيمتين - 00:19:16ضَ

العزة والحكمة والمناسبة والله اعلم ان العزة فيها القوة والتصرف الكامل وانه لا يرجع الى احد وانه يفعل ما يشاء جل وعلا والغالب في البشر ان من كان تصرفه تصرف شخصي - 00:19:54ضَ

لا يرجع لاحد ولا يستشير ولا يرد ولا يعترض عليه انه قد يكون فيه شيء من العوج قد يكون فيه شيء من الظلم قد يكون فيه شيء من عدم الاتقان والظبط لانه تصرف - 00:20:22ضَ

من شخص واحد كيف ما سولت له نفسه لانه لا احد يقف في وجهه او يمانعه وصفة العزة اثبتت لله جل وعلا القوة وانه لا يعترض عليه ثم جاء جل وعلا بقوله الحكيم - 00:20:45ضَ

انه في كونه قوي عزيز لا يعترض عليه فهو جل وعلا حكيم يضع الاشياء مواضعها لا يمكن ان يعترض عليه جل وعلا او ان يقال لو ان هذا مكان هذا - 00:21:08ضَ

او لو ان هذا بدل هذا لانه جل وعلا ما عزته وقوته وجبروته فهو حكيم يضع الاشياء مواضعها المخلوق قد يكون عنده شيء من الحكمة وحسن التصرف لكن ما يطاع - 00:21:29ضَ

يعترض عليه والمخلوق قد يكون عنده شيء من القوة والعظمة والجبروت بانه لا يعترض عليه لا احد يعترض عليه لكن ينشأ عن هذا انه يأمر باوامر قد تكون هوجاء مبنية على - 00:21:57ضَ

ان له الغلبة والقوة ولا يعترض عليه فيأمر باشياء معقولة واشياء غير معقولة ولا يسع من حوله الا ان يقبل ما يقول والله جل وعلا له صفة الكمال منزه جل وعلا عن صفات النقص - 00:22:22ضَ

له العزة الكاملة ومع العزة الكاملة له جل وعلا الحكمة لانه يضع الاشياء مواضعها كذلك يوحي اليك والى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم الله جل وعلا جاء بهذه الحروف - 00:22:44ضَ

في اول السورة ثم ذكر الوحي وكثيرا ما يكون بعد ذكر الحروف هذه اما الثناء على القرآن واما اثبات الرسالة الثناء على القرآن او اثبات الرسالة فالكفار قد يصغون لهذه الحروف ثم يبلغون بما بعدها على غرار ما سبق فيما روي عن بعض السلف - 00:23:09ضَ

بسم الله الرحمن الرحيم تقدم الكلام عن الحروف المقطعة يقول ابن كثير رحمه الله تقدم الكلام على الحروف المقطعة اين في سورة البقرة اول اية من سورة البقرة الف لام ميم. ذلك الكتاب لا ريب فيه - 00:23:41ضَ

نلاحظ انه بعد الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه وهكذا كثيرا ما يكون بعد الف لام ميم اما اثبات الالوهية والوحدانية والا اثبات الرسالة والا الثنا على الكتاب العزيز. الف لام ميم الله - 00:24:02ضَ

لا اله الا هو الحي القيوم نزل عليك الكتاب في سورة ال عمران وقوله تعالى كذلك يوحي اليك والى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم كما انزل اليك هذا القرآن كذلك انزل الكتب والصحف على الانبياء قبلك - 00:24:24ضَ

يعني الانزال عليك مثل الانزال على الانبياء قبلك فلست بالوحيد ولست كما ورد ببدع من الرسل انت مثلهم. نعم الله العزيز انتقامه الحكيم في اقواله وافعاله قال الامام مالك رحمه الله - 00:24:48ضَ

عند هشام ابن عروة عن عائشة ان الحارث بن هشام سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله كيف يأتيك الوحي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احيانا يأتيني مثل صلصة الجرس. احيانا يعني احيانا يأتي كذا - 00:25:14ضَ

واحيانا يأتي جبريل عليه السلام بصورة رجل يجلس معه ويحدثه واحيانا يأتيه جبريل على صورة سائل كما تقدم في حديث عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الطويل لما جاء الى - 00:25:36ضَ

النبي صلى الله عليه وسلم وسأله عن الاسلام والايمان والاحسان وسأله عن الساعة وسأله عن اماراتها فلما ذهب قال النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة من السائل؟ قالوا والله ورسوله اعلم ما يعرفونه - 00:25:53ضَ

قال هذا جبريل اتاكم يعلمكم امر دينكم. يسأل وانتم تسمعون والجواب من النبي صلى الله عليه وسلم. وجبريل عليه السلام يعلم ذلك. لكنه يسأل ليجيب النبي صلى الله عليه وسلم ليتعلم الصحابة من السؤال والجواب - 00:26:11ضَ

وهو اشده علي صلة الجرس يعني يأتي بقوة وهو اشده علي فيفصم عني عني يعني يرتفع هذا الذي يحس به نعم. فيفصم عني وقد وعيت ما قاله. يعني وعى الوحي الذي اتاه به جبريل عليه السلام - 00:26:34ضَ

ومن حوله لا يدرك شيء ولا يسمع كلام ولا يسمع شيء يكون عند الصحابة او عند عائشة احيانا وقد اتاها جبريل عليه السلام الى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في - 00:26:58ضَ

عائشة معها في الفراش واحيانا يأتيني الملك رجلا فيكلمني اعي ما يقول يعني يخاطبه مخاطبة يعيه ويدركه نعم. قالت عائشة رضي الله عنها فلقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد - 00:27:13ضَ

ويخصم عنه وان نجم وان جنبيه ليتفسد عرقا. جبينه ليتبصم عرق يعني يتصبب عرق من شدة ما يجد من الوحي. عليه الصلاة والسلام في الليلة الشاتية يعني البرد نعم وقد روى الطبراني عن الحارث ابن هشام انه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف ينزل عليك الوحي؟ فقال - 00:27:35ضَ

قال مثل صلصة الجرس فيخصم عني وقد وعيت ما ما قاله وهو اشده علي قال واحيانا يأتيني الملك سيتمثل لي فيكلمني فاعي ما يقول نعم وقال الامام احمد عن عبد الله ابن عمرو رضي الله عنهما قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله - 00:28:05ضَ

هل تحس بالوحي فما من مرة يوحي الي الا ظننت ان نفسي تقبظ تفرد به احمد يعني يشتد عليه الامر حتى يظن ان نفسه تخرج من شدة ما يجد صلى الله عليه وسلم احيانا عند نزول الوحي - 00:28:34ضَ

قوله جل وعلا له ما في السماوات وما في الارض وهو العلي العظيم اي هو جل وعلا المالك لما في السماوات من الملائكة والكواكب وغير ذلك له ما في السماوات ولهما في الارض. يعني الكل ملكه وعبيده وتحت تصرفه وقهره - 00:28:56ضَ

وهو العلي العلي له العلو جل وعلا المطلق والعلو انواع علو القدر وعلو القهر وعلو الذات جميع انواع العلو لله جل وعلا. وحده لا شريك له علو القدر وعلو القهر - 00:29:26ضَ

وعلو الذات وبيانها علو الذات العلو المطلق انه فوق هو جل وعلا فوق العرش والعرش هو سقف المخلوقات فهو جل وعلا فوق جميع خلقه هذا علو الذات وهو جل وعلا في جهة العلو - 00:29:51ضَ

خلافا لمن انحرف عن الصراط المستقيم فرأوا ان الله جل وعلا تعالى وتقدس حال في كل مكان. حتى لم ينزهوه عن الحش واماكن قضاء الحاجة. تعالى وتقدس وهذا كفر وظلال وخروج عن الاسلام - 00:30:15ضَ

والله جل وعلا والله جل وعلا فطر البهائم على هذا كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من العلماء انهم لاحظوا ان البهيمة البقرة والفرس والشاة والناقة اذا حزبها الامر واشتد عليها الطلق - 00:30:39ضَ

عند الولادة ترفع رأسها الى السماء فطرها الله جل وعلا على ان الله جل وعلا فوق والخبثاء الذين قالوا ان الله حال في كل مكان تعالى وتقدس جل وعلا هم اجهل بالله من البهائم - 00:31:08ضَ

ومنهم من قال قولي سبحان ربي الاعلى لو قلت بدلها سبحان ربي الاسفل ما خرجت عن الصواب تعالى الله يقول هو اعلى واسفل وفي كل مكان. تعالى وتقدس وهذا ضلال وكفر والعياذ بالله - 00:31:32ضَ

وقال به طوائف كثيرة من الناس ممن يدعي الاسلام فهم اجهل بالله من البهايم والعياذ بالله مع انهم عندهم علم وعندهم منطق وعندهم كلام وجدال وشقاق وهم اجهل بالله جل وعلا من البهائم - 00:31:53ضَ

والله جل وعلا له علو الذات وله علو القدر علو القدر القدر التعظيم والاجلال تقول مثلا هذا عال قدره وهو يمشي معك سواء لكن انت تجله وتقدره وتحبه وتعظمه وهو مثلك سواء يمشي معك على الارض - 00:32:16ضَ

وعلو القدر لله جل وعلا اي انه يستحق له التقدير الكامل والتعظيم جل وعلا وتقول لله علو القدر يعني انه يستحق جل وعلا التقدير والتعظيم الكامل الذي لا ينازعه فيه احد - 00:32:46ضَ

علو القدر وعلو القهر علو القهر يعني قاهر لجميع خلقه مثل ما تقول مثلا لانسان له يقهر الناس ولا احد يرده لكن الناس منهم من يحبه ومنهم من يبغضه فليس له علو القدر - 00:33:13ضَ

وانما له علو القهر. يعني قاهر للناس وهو معهم مثلهم لكنه متسلط على الناس فهذا يقال عنه له علو القهر يعني يقهر الناس ويتسلط عليهم لكن يحبونه له علوة القدر؟ لا - 00:33:45ضَ

قد يبغضه الكثير من الناس مثلا له علو الذات وفوق الناس مرتبة؟ لا قد يكون اصغر منهم فهذا الفرق بين علو القدر وعلو القهر وعلو الذات وهذه الانواع الثلاثة كلها لله جل وعلا - 00:34:09ضَ

فله علو الذات عال على خلقه وله علو القدر في الصدور والقلوب تعذبه وتجله جل وعلا وتقدسه وتنزهه عما يليق بجلاله وهله علو القهر فهو قاهر لجميع خلقه ما احد يستطيع ان يخرج عن ارادة الله وقهره جل وعلا - 00:34:32ضَ

فله علو القدر وعلو القهر وعلو الذات وهو العلي العظيم العظيم المستحق لمنتهى التعظيم فله من صفات الكمال كمالها الذي لا يشابهه فيها احد والله جل وعلا منزه عن صفات المخلوقين - 00:35:00ضَ

وقد يوصف المخلوق في شيء من صفات الله جل وعلا لفوا. لكن لا تنطبق عليه من كل الوجوه كما قال الله جل وعلا وقالت امرأة العزيز والله العزيز لكن هل عز - 00:35:27ضَ

هذا المخلوق كعز الله جل وعلا لا لا عز المخلوق بين صحبه وذويه يعزونه ويكرمونه لكن عند غيرهم لا قدر له ولا قيمة له وقال يوسف عليه السلام اجعلني على خزائن الارض يقول للملك - 00:35:48ضَ

اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم والله جل وعلا حفيظ عليم لكن هل حفظ يوسف عليه السلام مثل حفظ الله جل وعلا وهالعلم يوسف مثل علم الله جل وعلا لا - 00:36:11ضَ

فيوسف يحفظ مستودع من الاموال لكن يستطيع ان يحفظ ما بعد عنه وفي بلاد مصر يحفظ ما استودع لكن هل يستطيع ان يحفظ ماؤو ما كان في بلاد الشام؟ بعيدا عنه - 00:36:31ضَ

ما يستطيعوا وفي مملكة اخرى وفي بلاد اخرى عليم يوسف عليم عليه السلام بما اطلعه الله جل وعلا واعطاه من العلم لكن ليس علم مطلق كامل من جميع الوجوه وانما علم - 00:36:52ضَ

ممكن ان يتصف به بشر فهو عليم على مستوى علم البشر لكن على مستوى علم الله جل وعلا لا ما يدركه ولا يحيط به ولا يستطيعه وهكذا سائر الصفات وقد يسمى المخلوق - 00:37:09ضَ

باسم من اسماء الله جل وعلا ولا منافاة ويوصف بصفة من صفات الله جل وعلا لكن ليس معنى هذا كمعنى هذا وانما هذا الذي يتعلق بالمخلوق على قدره وعلى مستواه - 00:37:30ضَ

عزيز في مملكته. عزيز في بلاده. يقال هذا عزيز عند اهله عزيز عند اخوانه وهكذا عزة محدودة لكن عزة الله جل وعلا بلا حد وهكذا له ما في السماوات وما في الارض وهو العلي العظيم. الموصوف بالعلو المطلق والموصوف بالعطف - 00:37:48ضَ

الكاملة له ما في السماوات وما في الارض اي الجميع عبيد له وملكه له اي الجميع عبيد له وتحت قهره وتصرفه وهو العلي العظيم. كقوله تعالى الكبير المتعال وهو العلي الكبير - 00:38:16ضَ

والايات في هذا كثيرة الايات التي فيها صفة الله واسماعه جل وعلا كثيرة وثابتة ويجب الايمان بها انها حقيقة وليست اسمى بدون صفات ولا صفات بدون اسمى وانما هي اسماء لله وصفات له - 00:38:41ضَ

جل وعلا تكاد تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن تكاد يدل على المقاربة يعني تقرب من ثقل ما عليها او مما حصل من بني ادم قولان للعلماء رحمهم الله قالوا تكاد السماوات يتفطرن من ثقل ما عليها - 00:39:05ضَ

من المخلوقين من الملائكة من عباد الله جل وعلا تكاد السماوات يتفطرن كما في الحديث اطت السماء وحق لها ان تئط ما فيها موضع شبر الا وفيه ملك قائم او راكع او ساجد لله - 00:39:32ضَ

يعني ثقل الحمل عليها وتكاد السماوات يتفطرن من فوقهن يعني تكاد السماوات تتشقق وتتفطر غضبا لله جل وعلا مما قاله المشركون عن الله جل وعلا قالوا اتخذ الله ولدا وتكاد السماوات يتفطرن من قول المشركين - 00:39:52ضَ

فيما نسبوا الى الله جل وعلا ما هو منزه عنه تعالى وتقدس والقراءات فيها قرأ الجمهور تكاد بالفوقية وكذلك تتفطر تكاد السماوات تتفطرن من فوقهن وقرأ يكاد ويتفطر بالياء بالاثنتين - 00:40:22ضَ

وقرأ تكاد ينفطرن ينفطرن بالياء والنون على مثل قوله جل وعلا اذا السماء انفطرت والانفطار يقال ان فطر هذا بمعنى تشقق اصابه الشقوق ولما هذا التشقق؟ قيل هيبة لله جل وعلا وتعظيما له وقيل - 00:40:50ضَ

مما قاله المشركون وقيل من ثقل ما عليها من خلق الله جل وعلا الذين هم تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن يعني من اعلى ومن هذه قيل لابتداء الغاية يعني يكون التفطر من فوق - 00:41:26ضَ

والملائكة يسبحون بحمد ربهم. الملائكة مبتدأ ويسبحون بحمد ربهم يعني ينزهون الله جل وعلا تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون والتسبيح هو التنزيه. تقول سبحان الله انزه الله والمرء - 00:41:52ضَ

المسلم اذا سمع شيئا لا يليق بجلال الله جل وعلا سارع بقوله سبحان الله يعني انا انزه الله جل وعلا عما سمعت من هذا القول وقد يكون جاء به للتعجب - 00:42:18ضَ

فهو ينزه الله جل وعلا تعجبا مما سمع اذا لم يكن ما سمع كفر وضلال يعني سمع كلام غلط فقال سبحان الله سبحان الله يعني انزه ربي واقدسه يسبحون بحمد ربهم يعني متلبسين بالحمد يعني تسبيح - 00:42:42ضَ

تنزيه وحمد لله جل وعلا الذي هو الثناء عليه بالجميل. تعالى وتقدس ويستغفرون لمن في الارض يستغفرون لمن في الارض ورد في سورة المؤمن كما تقدم لنا ويستغفرون للذين امنوا - 00:43:08ضَ

قال بعض المفسرين المراد بقوله ويستغفرون لمن في الارض يعني يستغفرون للمؤمنين لانه سبق ان قال يستغفرون للذين امنوا لان الكفار لا يستحقون ان تستغفر لهم الملائكة والذي تقدم في سورة المؤمن - 00:43:33ضَ

يستغفرون للذين امنوا في حملة العرش قالوا حملة العرش يستغفرون للذين امنوا وكذلك الملائكة وقيل حملة العرش يستغفرون للمؤمنين خاصة لان الله فضلهم بذلك وسائر الملائكة يستغفرون لمن في الارض - 00:43:53ضَ

يستغفرون لمن في الارض حتى الكفار؟ نعم. حتى الكفار. ما نوى هذا الاستغفار؟ يطلبون المغفرة؟ لا يطلبون الامهال يطلبون لمن في الارض الامهال وعدم المؤاخذة المباغتة يطلبون من الله جل وعلا ان يمهل من في الارض مع ما هم فيه من الكفر والضلال - 00:44:19ضَ

لعل الكافر يسلم ولعل الفاسق يتوب الى الله جل وعلا فهم يطلبون الامهال لعلهم يرجعون الى الله. لا يطلبون المغفرة للكفار ان تغفر لهم ذنوبهم وهم على كفرهم لا هذا لا يتأتى - 00:44:49ضَ

وانما الذي يتأتى انهم يطلبون الامهال وعدم المؤاخذة على غرة وعدم المباغتة لعلهم يرعون قال مطرف ابن عبد الله رحمه رضي الله عنه وجدنا انصح عباد الله لعباد الله من هم - 00:45:13ضَ

الملائكة الذين وظيفتهم في السماء يستغفرون لمن في الارض وهم انصح الخلق للخلق بعد الرسل ووجدنا اغش عباد الله لعباد الله من هم الشياطين الذي قال عليه لعنة الله فبعزتك لاغوينهم - 00:45:36ضَ

اجمعين الا عبادك منهم المخلصين وقال لاتينهم بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم. ولا تجد اكثرهم شاكرين واغش خلق الله لعباد الله ويستغفرون لمن في الارض من المؤمنين او لمن في الارض من الخلق مؤمن او كافر - 00:45:59ضَ

اذا اريد بالاستغفار عدم المؤاخذة والمباغتة الا ان الله غفور رحيم الا ان الله هو الغفور الرحيم وهو جل وعلا وظف الملائكة للاستغفار لمن في الارض لم لانه جل وعلا متصف بهذه الصفة العظيمة. لانه هو الغفور الذي يغفر الذنوب الرحيم - 00:46:26ضَ

ارحموا العباد جل وعلا فهو يغفر لمن تاب واناب ورجع اليه مهما عظم ذنبه كما قال الله جل وعلا قل يا الذين اشرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله. ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم - 00:46:59ضَ

الا ان الله هو الغفور الرحيم. فهو جل وعلا غفور لعباده المؤمنين رحيم بهم نعم تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن قال ابن عباس والضحاك وقتادة السدي وكعب الاحبار حيث رقم من العظمة - 00:47:22ضَ

والملائكة يسبحون يعني هذا التفطر من عظمة الله جل وعلا. نعم. والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الارض كقوله الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين امنوا ربنا وسعت كل - 00:47:48ضَ

كل شيء رحمة وعلما وقوله الا ان الله هو الغفور الرحيم. اعلام بذلك وتنويه به والذين اتخذوا من دونه اولياء الله حفيظ عليهم لما ذكر جل وعلا مغفرته ورحمته وتوظيفه للملائكة عليهم الصلاة والسلام - 00:48:12ضَ

بالاستغفار للخلق بين جل وعلا ما للكفار لا يظن ظان انه هذه صفته بالنسبة للمؤمن والكافر وانه يغفر حتى للكافر توعد الكفار فقال جل وعلا والذين اتخذوا من دونه اولياء. يعني اتخذوا الهة - 00:48:44ضَ

غير الله جل وعلا الله حفيظ عليهم الله مطلع عليهم الله حافظ لاعمالهم الله بصير بهم هذا فيه وعيد شديد يقول مثلا اعمل وانا مطلع عليك يعني انا مطلع على عملك السيء - 00:49:15ضَ

آخذك به الله حفيظ عليهم. حافظ لاعمالهم مطلع عليها جل وعلا الله حفيظ عليهم. واما انت يا محمد فعليك البلاغ فقط ولم يأمرك الله جل وعلا بان تحفظ اعمال العباد - 00:49:41ضَ

لانك لا تستطيع الاحاطة بها لانك ترى الظاهر واما الله جل وعلا فهو يرى الظاهر والباطن ويطلع على ما في القلوب وما في النيات ويطلع على ما توسوس به نفس - 00:50:05ضَ

ويطلع على السر وما هو اخفى من السر السر هو الذي تحدث به شخص واحد وما هو اخفى من السر الذي توسوس به نفسك؟ ولا يعلم عنه احد. الله جل وعلا يعلمه - 00:50:21ضَ

ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه. ونحن اقرب اليه من حبل الوريد وما انت عليهم بوكيل. الله جل وعلا ما جعلك وكيلا عليهم تحفظ اعمالهم او تجبرهم على الطاعة او تلزمهم بذلك. وانما انت مبلغ عن الله ورسول من الله جل وعلا - 00:50:37ضَ

وقد اديت ما عليك فلا تقصير منك واما ما يترتب على اعمالهم السيئة هذه فالله جل وعلا سيتولاه. لانه مطلع على وما انت يا محمد عليهم بوكيل لست بموكل عليهم. وانما انت رسول مرسل اليهم للبلاغ فقط - 00:51:03ضَ

والذين اتخذوا من دونه اولياء يعني المشركين الله حفيظ عليهم اي شهيد على اعمالهم يحصيها ويعدها عدا وسيجزيهم بها او وما انت عليهم بوكيل انما انت نذير والله على كل شيء وكيل - 00:51:30ضَ

والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:51:58ضَ