تفسير ابن كثير | سورة الصافات

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 1- سورة الصافات | من الأية 1 إلى 5

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصافات صفا والزاجرات زجرا والتاليات ذكرى ان الهكم لواحد - 00:00:01ضَ

رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق هذه الايات الكريمة هي اول سورة الصافات وهذه السورة قال القرطبي رحمه الله قال ابن عباس رضي الله عنهما نزلت بمكة هي من السور - 00:00:38ضَ

المكية المثبتة وحدانية الله جل وعلا وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بالتخفيف ويعمنا الصافات اخرجه النسائي والبيهقي في سننه كان عليه الصلاة والسلام - 00:01:13ضَ

يقرأ بها في الصلاة عليه الصلاة والسلام يأمر يؤم الناس للتخفيف لا يشق على الناس عليه الصلاة والسلام يراعي احوال من يصلي خلفه وقد يقرأ احيانا الصور الطوال ويطيل الركوع - 00:01:49ضَ

ويطيل السجود واحيانا يخفف عليه الصلاة والسلام مراعاة لمن معه واحيانا يدخل في الصلاة يريد الاطالة ثم يسمع بكاء الصبي فيخفف عليه الصلاة والسلام مراعاة في حال امه وتخفيفه صلى الله عليه وسلم - 00:02:24ضَ

ليس معنى ذلك انه يسرع القراءة والركوع والسجود فليخفف اي لا يشق على من خلفه وقد يطيل القراءة والركوع والسجود احيانا عليه الصلاة والسلام كما قرأ مرة بسورة الاعراف في صلاة المغرب - 00:03:00ضَ

ويقرأ صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر يوم الجمعة سورة الف لام ميم السجدة في الركعة الاولى وسورة هل اتى على الانسان حين من الدهر في الركعة الثانية يقول الله جل وعلا - 00:03:34ضَ

والصافات صفا الواو حرف قسم والله جل وعلا يقسم بما شاء من خلقه وحرم علينا ان نقسم الا به جل وعلا او بصفة من صفاته لانه لا يسوغ لنا ان نقسم - 00:03:59ضَ

الا بمن يستحق منتهى التعظيم ولا يستحق منتهى التعظيم الا الله جل وعلا وهو جل وعلا يقسم في اشياء من مخلوقاته للتنبيه عليها كما اقسم بالشمس واقسم بالليل واقسم بالقمر - 00:04:37ضَ

واقسم بعدد من مخلوقاته جل وعلا واقسم بالملائكة كما في هذه الايات والصافات صفا المراد بالصافات الملائكة التي تصف في السماء عند الله جل وعلا كما قال عليه الصلاة والسلام - 00:05:12ضَ

الا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم قالوا وكيف تصف الملائكة عند ربهم قال يتمون الصفوف المتقدمة ويتراصون في الصف ولهذا يستحب ويتأكد التقدم والتقارب والتراص في الصفوف في الصلاة - 00:05:44ضَ

وقد قال عليه الصلاة والسلام تقدموا فاتموا بي وليعتم بكم من بعدكم فانه لا يزال قوم يتأخرون حتى يؤخرهم الله وقال عليه الصلاة والسلام خير صفوف الرجال اولها وشرها اخرها - 00:06:18ضَ

وخير صفوف النساء اخرها وشرها اولها وقال عليه الصلاة والسلام لو يعلمون ما في النداء والصف الاول ثم لم يجدوا الا ان يستهموا عليه لاستهموا ينبغي التنافس والتسابق الى الصفوف الاول - 00:06:49ضَ

وكلما كان اقرب الى الصف الاول فهو افضل والصافات صفا الملائكة تصف عند ربهم اقسم الله جل وعلا والزاجرات زجرا الزاجرات زجرا الفاء حرب وعطف فالزاجرات مقسم به كالصافات والصافات صفا - 00:07:17ضَ

والزاجرات زجرا الزاجرات الملائكة تزجر السحاب وتزجر من امرت بزجره بامر الله جل وعلا هذا القول الذي اختاره جمع من ائمة التفسير وقيل المراد بالزاجرات الايات المنزلة من الله جل وعلا - 00:07:58ضَ

تزجر عم عصيته التاليات ذكرى الملائكة يتلو القرآن كما قال ابن مسعود وابن عباس والحسن ومجاهد وابن جبير والسدي هؤلاء الائمة التفسير قالوا التاليات ذكرى الملائكة تتلوا القرآن وهل المراد عموم الملائكة - 00:08:36ضَ

ام جبريل عليه السلام والله جل وعلا عبر عنه بالجمع من باب التعظيم وقيل جبريل ومن معه وقيل المراد كل من تلا ذكر الله وكتبه من العلماء والمتعلمين والله اقسم بهم - 00:09:19ضَ

وقيل المراد التاليات ذكرى ايات القرآن ووصفها بالتلاوة وان كانت متلوة يعني مقروءة قال فالتاليات كما في قوله جل وعلا ان هذا القرآن يقص على بني اسرائيل اكثر الذي كانوا فيه اكثر الذي هم فيه يختلفون - 00:09:51ضَ

وقيل التاليات والتاليات ذكرى يعني الايات يتلو بعضها بعضا يعني يتبع بعضها بعضا فهذه الصفات الثلاث والصافات صفا الزاجرات زجرا التاليات ذكرى الجمهور على ان المراد بها الملائكة والملائكة عليهم الصلاة والسلام - 00:10:25ضَ

يكون لهم صفات متعددة بتعدد افرادهم وجماعاتهم فمنهم كذا ومنهم كذا ومنهم كذا وقيل المراد الملائكة في الوصف الاول والمراد غير الملائكة في الوصف الثاني والوصف الثالث فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرى - 00:11:04ضَ

والله جل وعلا اقسم في هذه الامور الثلاثة لتأكيد ما اقسم عليه جل وعلا وجواب القسم لم يأت بعد والصافات صفا الزاجرات زجرا فالتاليات ذكرى ان الهكم لواحد هذا هو المقسم عليه - 00:11:44ضَ

والله جل وعلا اخباره كلها صدق سواء اقسم عليها او لم يقسم فهو جل وعلا كل خبره حق وصدق ولكن هذا من باب زيادة التأكيد ان الهكم لواحد ان معبودكم لواحد - 00:12:17ضَ

ان من يستحق العبادة لواحد فهو جل وعلا واحد لا شريك له واحد لا مثيل له واحد لا ند له فلا يستحق احد العبادة مع الله جل وعلا ان الهكم - 00:12:44ضَ

واحد فهذا قسم ومؤكدات ان التي للتوكيد واللام الداخلة على اسم ان كل هذه كل هذه من المؤكدات على جواب القسم وان الله جل وعلا واحد لا شريك له في الوهيته - 00:13:15ضَ

ولا في ربوبيته ولا في صفاته تبارك وتعالى ان الهكم لواحد واسم ان ان الهكم الهكم لا واحد اللام الداخلة على الخبر وهي تسمى لام الابتداء لكنها دخلت على الخبر ولم تدخل على المبتدأ - 00:13:45ضَ

لان المبتدأ دخلت عليه ان ان الهكم واحد والمشركون معترفون بالربوبية وانه هو الرب واحدة الخالق الرازق لكنهم ينكرون الالوهية فاثبت جل وعلا الالوهية الزاما لهم بما اعترفوا به من توحيد الربوبية - 00:14:18ضَ

لان من التزم واعترف وامن بتوحيد الربوبية لزمه عقلا ان يؤمن بتوحيد الالوهية لكن الكفار عاندوا والا فكيف يعترفون ان الله هو الخالق الرازق المحيي المميت المتصرف في الكون ويقولون نعبده ونعبد معه غيره - 00:14:57ضَ

هل لله جل وعلا شريك في ربوبيته؟ يقولون لا هل احد يخلق مع الله هل احد يرزق مع الله؟ لا هل احد يميت مع الله؟ لا يعترفون بهذا. اذا يلزمكم - 00:15:33ضَ

ان تكون العبادة لمن هو وحده لمن هو واحد في ربوبيته فيجب ان يكون واحد في الوهيته ان الهكم لواحد من هو رب السماوات والارض وما بينهما. ورب المشارق من هو هذا الاله الواحد - 00:15:53ضَ

قهوة يستحق الالوهية نعم تعالى وتقدس لما لان قائلا يقول لم كان وحده هو المعبود يقول نعم لانه هو رب السماوات هو خالق السماوات وخالق الارض وخالق ما بينهما وخالق من فيهما - 00:16:27ضَ

ورازق من فيهما وهو المتصرف المالك المدبر في هذا الكون العظيم وذكر السماوات لانها شيء محسوس وراء يرى ويبصر ويدرك العاقل عظمتها والارض يدركها المرء ويراها ويرى ما فيها من العظائم مخلوقات الله جل وعلا - 00:16:59ضَ

وما بينهما ما خلق الله جل وعلا من مخلوقات بين السماء والارض فلله جل وعلا خلق في السماوات وله جل وعلا خلق في الارض وله جل وعلا خلق بين السماء والارض - 00:17:39ضَ

ولهذا ورد في الحديث سبحان الله عدد ما خلق في السماء سبحان الله عدد ما خلق في الارض سبحان الله عدد ما خلق بينهما لان لله جل وعلا خلقا بين السماء والارض - 00:18:05ضَ

وما بينهما ورب المشارق رب المشارق مشارق وقال في اية اخرى رب المشرقين ورب المغربين وقال رب المشرق والمغرب وافرد وثنى وجمع جل وعلا والمشارق هنا افردها بالذكر المشارق دون المغارب - 00:18:30ضَ

لان لفظة المشارق تدل على المغارب كذلك اذا كان هناك مشارق فهناك مغارب رب المشارق مشارق الشمس وورد ان للشمس ثلاثمائة وستون مشرق وثلاثمائة وستون مغربا لان الشمس تشرق في كل يوم من ايام السنة - 00:19:12ضَ

بمشرق غير مشرق اليوم الذي قبله ومشرق اليوم الذي بعده في عدد الايام وايام السنة الشمسية ثلاثمائة وستون هل الشمس ثلاث مئة وستون مشرقا ولهذا قال رب المشارق وقال جل وعلا - 00:20:00ضَ

رب المشرقين ورب المغربين المشرقين والمغربين المراد رب المشرقين مشرق اطول يوم يكون فيه النهار ومشرق اقصر يوم يكون فيه النهار الطرف الاعلى في الطول والطرف الاعلى في القصر الادنى في القصر - 00:20:33ضَ

فاقسم بالطرف الاول والطرف الاخير متضمن للاقسام بما بينهما المشرقين والمغربين وكذلك المغرب اقصر يوم تغرب فيه الشمس معناه اقصر يوم واطول ليل واطول يوم تغرب فيه الشمس ويلزم منه اقصر يوم - 00:21:14ضَ

يكون اقصر ليل يكون مشرقين ومغربين مشرق ومغرب اطول يوم ومشرق ومغرب اقصر يوم وذكر جل وعلا المشرق والمغرب بالافراد والمراد بهما الجهة جهة المشرق التي هي الشرق وجهة المغرب - 00:21:49ضَ

وهي الغرب تشمل لجميع المشارع والجهة الاخرى جهة المغرب تشمل جميع المغارب والله جل وعلا نوع التعبير المشارق والمغارب والمشرقين والمغربين والمشرق والمغرب للفت نظر العباد وللتأمل في مخلوقات الله جل وعلا - 00:22:19ضَ

وتقلبها وتغيرها الشمس وشروقها في كل يوم غير شروقها في اليوم الاخر السماء هي هي والارض هي هي والشمس والمشرق والمغرب تتغير في كل يوم مشرق غير مشرق اليوم الذي قبله ومشرق الذي بعده - 00:22:54ضَ

ورب المشارق لما اقتصر هنا على المشارق ولم يذكر معها المغارب دفاع بذكر المشارق لانه اذا ذكرت المشارق فلا بد من المغارب ويأتي في القرآن ذكر شيء وترك ما يقابله للعلم به - 00:23:25ضَ

لانه مثله كما قال جل وعلا سرابيل تقيكم الحر هل هي تقي الحر فقط البرد لا تقي الحر والبرد لم لم يذكر جل وعلا سرابيل تقي البرد اكتفاء بذكر سرابيل تقي الحر فمعناه ما يقي الحر فهو يقي - 00:23:51ضَ

البرد قال العلماء رحمهم الله ذكر المشارق بها لم لم يذكر المغارب ويكتفي بها عند الاكتفاء باحدهما يذكر المشارق نعم قالوا لان النعمة المشارق اكبر واعظم من النعمة المغارب لان النهار - 00:24:17ضَ

يمتد فيه الخلق ويكتسب ويستفيد الشيء الكثير بخلاف الليل فهو اقل والله جل وعلا قال عن ابراهيم عليه السلام حينما حاجه الطاغية وقال انا احيي واميت قال ابراهيم فان الله يأتي بالشمس من المشرق - 00:24:53ضَ

تأتي بها انت بها من المغرب لان مجيء الشمس من المشرق نعمة عظيمة يفرح الناس بالنهار وينطلقون ويعملون ويستفيدون المال والعلم والعمل في النهار اكثر رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق - 00:25:30ضَ

هذا هو الذي يستحق الالوهية وحدة وهم يعترفون بهذا يعترفون بالربوبية ولم ينفعهم لانه لا يكفي من المرء ان يعترف بنوع من انواع التوحيد الثلاثة بل لا بد من تحقيق - 00:26:06ضَ

الانواع الثلاثة لابد من الايمان بها والتصديق بها والاعتراف بها فلو انكر واحدا منها واعترف باثنين ما نفعه الاثنان مع انكار الثالث رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق استدلال - 00:26:35ضَ

بتوحيد الربوبية على توحيد الالوهية ومن اعترف بتوحيد الربوبية لزمه عقلا ان يعترف بتوحيد الالوهية فهو محجوج ومغلوب لانه يلزمه ان يعترف فان اعترف بها الحمد لله وان لم يعترف بها - 00:27:07ضَ

وقد تناقض مع نفسه كيف يقول ان الله والخالق الرازق المحيي المميت خالق الكون والمتصرف فيه ثم يعبده ويعبد غيره معه هل له شبيه ومثيل في الربوبية يقول لا وكما امنت - 00:27:44ضَ

بافعاله هو الوحدانيته بافعاله يلزمك ان تؤمن بوحدانيته بافعالك انت ان توحيد الربوبية ان نوحد الله بافعاله وتوحيد الالوهية ان نوحد الله بافعالنا وكأن سائلا يسأل ان الهكم لواحد هذا - 00:28:13ضَ

قال الله جل وعلا لانه رب السماوات والارض وما بينهما ورب المشارق والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:28:54ضَ