تفسير ابن كثير | جزء عم

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 1- سورة الطارق| من الأية 1 إلى 7

عبدالرحمن العجلان

وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد. سم بالله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والسماء والطارق وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب يخرج من بين الصلب واسترائج حشوة - 00:00:00ضَ

هذه الايات الكريمة هي فاتحة سورة الطارق وسورة الطارق من السور المكية بقول الجميع بانها نزلت في مكة والصور المكية هي التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل هجرته الى المدينة - 00:00:43ضَ

سواء نزلت بمكة او خارج مكة انه عليه الصلاة والسلام خرج من مكة يعرض نفسه على بعض القبائل سقيف وغيرها كما سيأتي في الطائف والصور المدنية هي التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:20ضَ

بعد هجرته من مكة الى المدينة حتى ولو نزلت في مكة الايات التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مكة بعد هجرته صلى الله عليه وسلم الى المدينة - 00:01:52ضَ

تسمى مدنية وهذه السورة من اوائل ما نزل من القرآن لقول خالد العدواني رضي الله عنه انه ابصر رسول الله صلى الله عليه وسلم في سوق ثقيف في الطائف وهو قائم على قوس او عصا - 00:02:16ضَ

حين اتاهم يبتغي النصر عندهم فسمعه يقرأ والسماء والطارق حتى ختمها يقول فوعيتها في الجاهلية ثم قرأتها في الاسلام قال فدعتني ثقيف وقالوا ماذا سمعت من هذا الرجل وقرأتها حفظها رضي الله عنه - 00:02:49ضَ

سماعها من النبي صلى الله عليه وسلم مرة واحدة وقال من معهم من قريش نحن اعلم بصاحبنا يعني منكم فرق قريش لو كنا نعلم ما يقول حقا لاتبعناه اخرجه احمد والبخاري في تاريخه - 00:03:30ضَ

والطبراني وابن مردوايه ودل هذا الحديث على ان هذه السورة نزلت والنبي صلى الله عليه وسلم يعرض نفسه على القبائل قبل هجرته صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة - 00:03:55ضَ

يقول الله جل وعلا والسماء والطارق الواو حرف قسم وجر والسماء مقسم به والطارق معطوف عليه اقسم الله جل وعلا في هذه الاية بشيئين في السماء وبالطارق والله جل وعلا - 00:04:20ضَ

يقسم بما شاء من خلقه واما المخلوق فلا يجوز له ان يقسم الا بالله او بصفة من صفاته لان المخلوق اذا اقسم بشيء ما فانه يعطيه منتهى التعظيم ولا يجوز لمخلوق - 00:04:52ضَ

ان يعطي منتهى التعظيم الا لمن يستحقه. وهو الله تبارك وتعالى فمن حلف بغير الله فقد كفر او اشرك والحلف بغير الله شرك اصغر فهو وان لم يكن مخرجا من الملة فهو من كبائر الذنوب - 00:05:23ضَ

فلا يجوز للعبد ان يقسم للرسول صلى الله عليه وسلم وان كان افضل الخلق ولا بالكعبة شرفها الله ولا بالابوين ولا بالاب ولا بالام ولا بالامانة ولا باي مخلوق من المخلوقات - 00:05:53ضَ

وانما يقسم بمن يستحق منتهى التعظيم والله جل وعلا يقسم بما شاء من خلقه ليلفت نظر العباد الى هذه المخلوقات العظيمة وخالقها جل وعلا اعظم واجل وكثيرا ما يقسم جل وعلا بالسماء - 00:06:18ضَ

وبالنجم وبالشمس وبالقمر للفت نظر العباد الى عظيم صنعة ربنا جل وعلا في هذه المخلوقات وسيرها في نسق واحد لا يختلف فالذي اودع فيها هذا السر العظيم اهل لان يعبد وحده لا شريك له - 00:06:50ضَ

والله جل وعلا اذا عظم مخلوقا فذلك من عظمته سبحانه جل وعلا فهو الخالق لهذا المخلوق العظيم يقول الله جل وعلا والسماء والطارق الواو حرف قسم وجر مثل ما تقول والله - 00:07:24ضَ

والرحمن والرحيم يقول الله جل وعلا والسماء اقسم بالسماء والطارق اقسم والطارق ما هو بينه الله جل وعلا بقوله وما ادراك ما الطارق النجم الثاقب والاصل هو ما يطرق لي لا - 00:07:51ضَ

وسمي الاتي ليلا طارق وهو الغالب لانه يحتاج الى طرق يحتاج الى دق الباب وطرق والطرق الدق والظرب بخلاف الاتي نهارا فهو يرى من بعد واما الاتي ليلا فيسمى طارق - 00:08:32ضَ

لانه يحتاج الى طرق الباب ويطلق الطارق على الاتي ليلا ونهارا من باب التغليف وكما استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم من طوارق الليل والنهار الاتي يسوع في الليل وفي النهار الا طارقا يطرق بخير - 00:09:00ضَ

والطارق قد يطرق بخير وقد يطرق بشر فاستعاذ النبي صلى الله عليه وسلم بالله من طوارق الليل والنهار الا طارقا يطرق بخير وما ادراك ما الطارق ما ادراك ما الطارق - 00:09:31ضَ

تعظيما لشأنه وحث على الانتباه والاهتمام تكريس النظر في هذا المخلوق الذي خلقه الله جل وعلا القارعة ما القارعة وما ادراك ما القارعة الحاقة ما الحاقة وما ادراك ما الحاقة وما ادراك ما الطارئ وما ادراك ما الحاقة وما ادراك ما القارعة - 00:09:55ضَ

تعظيم لشأن هذا المخلوق هذا الشيء وما ادراك ما الطارق فسره جل وعلا بقوله النجم الثاقب هل هو كل نجم ام هو نجم مخصوص مخصوصة ام نجم في السماء السابعة - 00:10:34ضَ

اذا تكاملت النجوم نزل معها فاذا حان مغيبها صعد الى مكانه فهو يطرق النجوم عند اجتماعها النجم الثاقب الثاقب المضي الاضاءة الشديدة اقسم الله به فهو مخلوق عظيم يدل على عظمة خالقه جل وعلا - 00:11:05ضَ

قال سفيان الثوري رحمه الله كل ما في القرآن وما ادراك فقد اخبره يعني اخبر الله جل وعلا محمدا صلى الله عليه وسلم به وكل شيء قال فيه لم يخبره به - 00:11:47ضَ

فالساقب المضي شديد الاضاءة وقيل الثاقب المتوهج وقيل الثاقب المرتفع وكلها تجتمع هذه المعاني فهو ثاقب مضيء وثاقب المتوهج يعني متوقد شدة ضوء ومرتفع هو نجم في السماء السابعة وهو زحل - 00:12:13ضَ

لا يسكنها غيره من النجوم واذا اخذت النجوم امكنتها من السماء هبط فكان معها ثم يرجع الى مكانه من السماء السابعة فهو طارق حين ينزل وحين يصعد وما ادراك ما الطارق - 00:12:52ضَ

هذا هو المقسم به السماء والطارق واين جواب القسم ان كل نفس لما عليها حافظ ان كل نفس هذه يصح ان تكون مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشان محذوف ويصح ان تكون ان هذه نافية. بمعنى ما ما كل نفس الا وعليها حافظ - 00:13:17ضَ

والمراد بالنفس هنا العموم ان كل نفس اي كل نفس ولهذا جاء مسبوقا بلفظ من الفاظ العموم وهو كل ان كل نفس الا عليها حافظ. يحفظها من هذا قيل المراد بهم - 00:13:53ضَ

الحفظة الذين يحفظون ابن ادم عما لا يصبه ولم يقدر عليه ويحفظون ما يصدر منه من قول او فعل فيكتبونه وقيل المراد الحافظ الله جل وعلا والله خير حافظا وهو ارحم الراحمين - 00:14:20ضَ

وقيل المراد بالحافظ هنا العقل لانه يحفظ الانسان من التهور والاسراع الى ما يضره فالعقل حافظ لابن ادم عما يهلكه ويضره والكل صحيح ورد فيها وان عليكم لحافظين كراما كاتبين - 00:14:56ضَ

قوله جل وعلا وكان الله على كل شيء رقيب فالله خير حافظا وهو ارحم الراحمين والعقل يحفظ ابن ادم من الوقوع فيما يظره ويهلكه اقسم الله جل وعلا بالسماء والطارق - 00:15:30ضَ

وفسر الطارق بانه النجم الثاقب بان كل نفس عليها حافظ يعني ما ترك الله جل وعلا الخلق هملا وضيعهم وانما وكل بهم حفظة من الملائكة مع ما وهبهم من العقول مع حفظه جل وعلا وكلاءاته لهم - 00:15:59ضَ

ان كل نفس لما عليها حافظ فلينظر الانسان مما خلق والمراد بالانسان هنا الكافر لانه هو الذي ينكر البعث استدل الله جل وعلا على قدرته على البعث في مبدأ خلق الانسان يقول للانسان انظر ما هو منشأك - 00:16:24ضَ

من الذي اوجدك وانشأك هل انشأت نفسك هل اوجدت نفسك قطعا سيقول العاقل هل وجد من غير موجد سيقول العاقل لا ما يمكن شي يوجد بغير موجد الله من الذي اوجدك هو الله - 00:16:55ضَ

اليس الذي اوجدك من العدم من هذا الاصل المهين قادر على ايجادك مرة اخرى من باب اولى فلينظر الانسان مما خلق ليتأمل يتفكر في مبدأه من اين كان هل هو وجد رجل سوي من اول مرة - 00:17:21ضَ

عاطل مدرك لجميع الامور مفكر مخترع لا وفي الاية الاخرى قوله جل وعلا افرأيتم ما تمنون اانتم تخلقونه ام نحن الخالقون فلينظر الانسان مما خلق خلق مما يخرج من بين الصلب والترائب - 00:17:50ضَ

ما هو مبدأه وما هو اصله الانسان مما من اين هذا الماء من ماء الرجل وماء المرأة ويتكون الانسان من ماء الرجل وحده هنا من ماء المرأة وحدها بل لا بد من المائين جميع - 00:18:24ضَ

ومن اين يخرج ماء الرجل؟ من اين يجتمع من الصلب ومن اين يكون ماء المرأة من الطرائب عظام الصدر ما بين الثديين اعلى الصدر وجاء ان المني من ماء الرجل وماء المرأة يتكون من جميع الجسم - 00:18:47ضَ

ولهذا يكون باذن الله الشبه كثيرة ما يكون الشبه باليد والشبه بالرجل والشبه بالوجه والشبه في الصدر والشبه في الظهر الشبه في تقاطيع وتفاصيل اليد الماء من جميع الجسم الا ان كثرته بالنسبة للرجل من الصلب من عظام الظهر - 00:19:12ضَ

وكثرته من المرأة من الترائب من عظام الصدر وقيل الطرائب المراد بها من القلب فهو من المرأة من القلب ومن الرجل من الصدر من الظهر نظام الصلب وما يحصل من الرجل - 00:19:39ضَ

يكون باذن الله كما جاء اصلا للعظام والعصب وما كان من المرأة يكون اصلا للحم والدم الولد يتكون من المائين معا معا فلينظر الانسان مما خلق ثم بين جل وعلا ذلك فقال خلق من ماء دافق - 00:20:04ضَ

يعني مدفوق نفقه بمعنى القاه فهو ماء ملقى في الرحم يتكون منه الولد باذن الله مع ماء المرأة يعني يدفق يتبع بعضه بعض يلقى يقال دفق الماء بمعنى اراقة والقاه - 00:20:34ضَ

يخرج من من ماء دافق يخرج من بين الصلب العظام الظهر والترائف يجتمع من الاثنين معا ولا ينفع احدهما باذن الله بدون الاخر يعني مني الرجل وحده ما يكون منه ولد - 00:21:06ضَ

وبني المرأة وحدها لا يكون منه ولد فلا بد من المائين معا والمرأة يكون منها المني كما يكون من الرجل وقد جاءت الصحابية تسأل النبي صلى الله عليه وسلم هل على المرأة من غسل اذا هي احتلمت - 00:21:31ضَ

قال النبي صلى الله عليه وسلم نعم اذا رأت الماء يعني حصل منها الانزال استحيت ام المؤمنين رضي الله عنها عند النبي صلى الله عليه وسلم من هذا السؤال قالت لي السائلة فضحتي النساء - 00:22:00ضَ

يعني ان المرأة تحتلم قال النبي صلى الله عليه وسلم اذا ممن يكون الشبه الولد يكون شبه في شبه امه وشبه في ابيه. من اين يكون؟ منها من المائين معا باذن الله - 00:22:21ضَ

الانسان اذا تأمل اصله ومبدأه ونشأته عرفة جمال قدرة الله تبارك وتعالى يخرج من بين الصلب لفت الله جل وعلا نظر العباد الى مبدأ كل واحد منهم ما هذا لواحد دون اخر - 00:22:41ضَ

ولا للاباء دون الاجداد ولا للابناء دون الاحفاد وانما كل انسان هكذا ولا يستحي الانسان من ذكر اصله واذا عرف هذا حقيقة عرف ان القادر على تكوينه من هذا المبدأ - 00:23:12ضَ

قادر من باب اولى على الاعادة لان من ابتدأ الشيء من اول وهلة وقدر على ذلك قادر على الاعادة من باب اولى فان كان هناك مشقة ففي الاختراع الاول للمخلوق والله جل وعلا لا يشق عليه شيء - 00:23:35ضَ

انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة ايام وما مسنا من لغوب. يعني من تعب لان الله جل وعلا لا يتعبه ولا يشق عليه شيء. انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون. ولا يحتاج - 00:23:59ضَ

جل وعلا الى تجميع مواد ونحوها. بل يأمر فيكون كما امر جل وعلا وكما اراد وفي هذا احتجاج على كفار قريش ومن نوى نحى نحوهم من منكر البعث بان القادر على هذا المبدأ - 00:24:26ضَ

قادر على الاحياء والبعث مرة اخرى ومن انكر البعث كفر بدليل قوله جل وعلا زعم الذين كفروا ان يبعثوا فمن انكر البعث كفر زعم الذين كفروا ان لن يبعثوا قل بلى وربي - 00:24:49ضَ

لتبعثن ثم لتنبؤن بما عملتم وذلك على الله يسير والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:25:13ضَ