التفريغ
ويقال مدني يعني بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة وقد تقدم حديث النعمان ابن بشير ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الجمعة - 00:00:00ضَ
وفي العيدين يسبح والغاشية يقرأ في الركعة الاولى بسورة سبح اسم ربك الاعلى ويقرأ في الركعة الثانية بعد قراءة الفاتحة هل اتاك حديث الغاشية قوله جل وعلا هل اتاك حديث الغاشية - 00:00:28ضَ
قال المفسرون رحمهم الله هل هنا بمعنى قد قد اتاك حديث الغاشية. والمراد بالغاشية هنا والله اعلم القيامة لان الغاشية اسم من اسماء القيامة الغاشية والقارعة والحاقة سميت بهذا الاسم الغاشية لانها تغشى الناس - 00:01:02ضَ
قل لهم الغاشية تغشى الناس يعني ما يسلم منها احد ولا احد يخرج منها فهي غاشية عامة للناس كلهم. ثم هم يتفاوتون بعدها هذا في منازلهم عند الله تبارك وتعالى - 00:01:40ضَ
ثم ان الله جل وعلا قسم الناس في ذلك اليوم الى قسمين لا ثالث لهما وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين انية ليس لهم طعام الا من ظريع. لا - 00:02:09ضَ
يسمن ولا يغني من جوع. هذا القسم الاول وجوه يومئذ ناعمة لسعيها راضية في جنة عالية كما سيأتينا ان شاء الله وجوه مبتدأ ويقول ابن مالك رحمه الله ولا يجوز الابتداء بالنكرة - 00:02:44ضَ
ما لم تفدك عند زيد نمرة ما الذي سوغ الابتداء من نكرة هنا انها في مجال التقسيم وجوه ووجوه وجوه كذا ووجوه كذا وهذا من مسوغات الابتداء النكرة وجوه يومئذ - 00:03:13ضَ
يعني يوم ذلك اليوم يوم القيامة وشوفوا يومئذ خاشعة الخشوع هو الذلة والاستكانة واذا كان الخشوع لله جل وعلا فهو ممدوح مقرب الى الله جل وعلا واذا كان الخشوع لغير الله - 00:03:48ضَ
فهو ذلة ومهانة وحقارة وجوه يومئذ خاشعة يعني ذليلة حقيرة مستكينة لا تملك من امرها شيئا خاشعة عاملة ناصبة عاملة وجوه يومئذ خاشعة خاشعة هذه خبر للمبتدأ وجوه عاملة صفة او بدل منه او خبر ثاني - 00:04:22ضَ
عاملة يعني تعمل اين تعمل هذه للمفسرين رحمهم الله فيها قولان عاملة في النار بجر السلاسل وحمل الاغلال والتكليف بالصعود جبال من نار وهكذا ناصبة النصب هو التعب يعني تعمل عملا يتعبها ويشق عليها ويرهقها - 00:05:08ضَ
لان الاعمال تتفاوت عمل يستأنس به المرء ويرتاح له وعمل يشق عليه ويتعبه وجوه يومئذ خاشعة عاملة. عاملة في نار جهنم ناصبة متعبة هناك كذلك عمل يتعبها ويرهقها ويشق عليها - 00:05:55ضَ
بعض المفسرين رحمهم الله قال هي عاملة في الدنيا ناصبة متعبة في هذا العمل في غير مرظاة الله جل وعلا هي ما استراحت هي تعمل وتتعب وتنصب لكن في غير فائدة - 00:06:22ضَ
والعياذ بالله على غير هدي من الله عمر بن الخطاب رضي الله عنه مر بداية راهب صومعة لراهب يتعبد فيها مناداه رضي الله عنه فاطل عليه فوجد رأى في وجهه اثر - 00:06:53ضَ
التعب والنصب والارهاق الشديد فبكى عمر رضي الله عنه فقيل له يا امير المؤمنين ما يبكيك؟ هذا نصراني مسلم لانه رأى حاله حال ظعيف او حال مرهقة قال هذا الذي ابكاني - 00:07:20ضَ
ذكرت قول الله جل وعلا هل اتاك حديث الغاشية وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة تصلى نارا حامية هذا الذي ابكاني. يعني هذا الرجل يتعبد ويعذب نفسه ويتعب نفسه بغير فائدة - 00:07:43ضَ
لانه بعد بعثة محمد صلى الله عليه وسلم لا يقبل الله من احد دينا سوى الاسلام واي متعبد يتعبد على غير سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فعمله في ظلال - 00:08:10ضَ
خسارة وتعب ولا فائدة فيه والحق بهذا بعض المفسرين رحمهم الله اهل البدع والمتعبون انفسهم على غير هدي من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم المبتدع يعمل ويشقى في عمله - 00:08:30ضَ
لكن على غير فائدة من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد مردود عليه فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا. يعمل عمل صالح العمل الصالح هو الموافق للسنة - 00:08:57ضَ
اذا لم يكن موافق للسنة فلا صلاح فيه ولا فائدة فيه ومن كان لغير الله ريا وسمعة ونحو ذلك لا فائدة فيه فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا - 00:09:26ضَ
يشترط في اي عمل يتقرب به العبد الى ربه تبارك وتعالى شرطان اساسيان اولهما اخلاص العمل لله ثانيهما تجريد المتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم ان يكون خالصا صوابا فيدعو المسلم ربه جل وعلا - 00:09:48ضَ
بان يجعل عمله خالصا لوجهه الكريم صوابا على سنة محمد صلى الله عليه وسلم اذا لم يكن صواب فلا فائدة فيه حتى لو عمل ليل نهار ما ينفعه وجوه يومئذ خاشعة - 00:10:24ضَ
عاملة ناصبة مآلها تصلى نارا حامية وفي قراءة تصنع وفي قراءة تصلى وصلي فيه معنى زائد على التعذيب انها تقلب في النار تقليب مثل الرجل الذي يصلى الشوية على النار ما يجعلها على جهة واحدة وانما يقلبها - 00:10:48ضَ
اي ان النار تأتيهم من جميع الجهات لا من جهة واحدة اصلى نارا حامية ونار الدنيا اقل من نار الاخرة بسبعين ظعفا يعني نار الدنيا ضعف واحد ونار الاخرة سبعون ظعفا - 00:11:28ضَ
تصلى نارا حامية حامية لشدة حرارتها واي نار من ان من نيران الدنيا فهي ليست بشيء بالنسبة لنار الاخرة حتى وان عظمت وان احرقت الطير في الجو من حرارتها فهي قليلة بالنسبة لنار الاخرة. ولهذا قال تعالى تصلى نارا حامية - 00:11:57ضَ
الغاشية من اسماء يوم القيامة قاله ابن عباس وقتادة وابن زيد لانها تغشى الناس وتعمهم وقد قال ابن حاتم عن عمرو ابن ميمون قال مر النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة تقرأ هل اتاك حديث الغاشية؟ فقام يستمع ويقول - 00:12:37ضَ
نعم قد جاءني عليه الصلاة والسلام لقراءة امرأة تقرأ هل اتاك حديث الغاشية وانصت لها عليه الصلاة والسلام وكان عليه الصلاة والسلام يحب كما قال لعبدالله بن مسعود ان يسمع القرآن من غيره. لانه عليه الصلاة والسلام - 00:12:59ضَ
السلام يسر سرورا عظيما باقبال امته على قراءة القرآن فكان يفرح ويسر بقراءة غيره ويستمع لها قد قال مرة لعبدالله بن مسعود رضي الله عنه اقرأ علي فقلت يا رسول الله اقرأ عليك وعليك انزل - 00:13:23ضَ
القرآن نزل عليك قال اني احب ان اسمعه من غيري فقرأت عليه من سورة النساء حتى اذا وصلت فكيف اذا جئنا بكل امة شهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا قال حسبك يعني يكفي - 00:13:47ضَ
فنظرت اليه فاذا عيناه تذرفان من خشية الله عليه الصلاة والسلام يخشع اجتماع القرآن او مر بهذه المرأة عليه الصلاة والسلام وكانت تقرأ وتجاوب معها وقال نعم قد هاتان نعم قد اتاني - 00:14:09ضَ
وقوله تعالى وجوه يومئذ خاشعة اي ذليلة قال قتادة وقالها ابن عباس تخشع ولا ينفعها عملها وقوله تعالى عاملة ناصبة اي قد عملت عملا كثيرا ونصبت فيه وصليت يوم القيامة نارا حادة عملت عملا كثيرا - 00:14:34ضَ
وتعبت فيه ولم يفدها لانه على غير الصواب. هذا اذا كان المراد في الدنيا او انه خبر عنها في الدار الاخرة انها تعمل في نار جهنم والعياذ بالله بجر السلاسل وحمل الاغلال وصعود الجبال في نار جهنم - 00:15:00ضَ
وقال الحافظ ابو بكر البرقاني عن جعفر قال سمعت ابا عمران الجوني يقول مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في دير راهب فناداه يا راهب فاشرف فقال فجعل عمر ينظر اليه ويبكي وقيل له - 00:15:21ضَ
يا امير المؤمنين ما يبكيك من هذا قال ذكرت قوله عز وجل في كتابه عاملة ناصبة تصلى نارا حامية. فذاك الذي ابكاني هذا الذي ابكاني يقول رأى عليه النحافة والتعب والارهاق والخشوع والتذلل لكن على غير صواب - 00:15:43ضَ
فذكر هذه الاية الكريمة وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة ثم قال تصلى نارا حامية وقال البخاري قال ابن عباس عاملة ناصبة النصارى وعن عكرمة والسدي عاملة في الدنيا بالمعاصي ناصبة في النار بالعذاب والهلاك - 00:16:07ضَ
وهذا من بلاغة القرآن ان الاية قد تدل على معان متعددة وكلها صحيحة يعني عاملة في النار او عاملة في الدنيا على غير الصواب قال ابن عباس والحسن وقتادة اصلى نارا حامية اي حارة شديدة شديدة الحر - 00:16:34ضَ
تسقى من عين انية اي قد انتهى. جاء في الحديث انه احمي عليها الف سنة حتى احمرت ثم اوقد عليها الف سنة حتى ابيظت نار جهنم ثم اوقد عليها الف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة - 00:17:02ضَ
لانها مخلوقة من اصول اهل السنة والجماعة الايمان بان الجنة والنار موجودتان مخلوقتان مخلوقتان موجودتان نعم تشقى من عين انية اي قد انتهى حرها وغليانها تسقى يعني اذا استغاثت وان يستغيثوا يغاثوا بماء - 00:17:28ضَ
كالمهل يشوي الوجوه يشوي الوجوه يعني اذا قربه من وجهه ليشرب تساقطت فروة ولحمة وجهه في الاناء من شدة حرارة هذا الماء الذي سقيا تسقى يعني اذا استغاثت وطلبت قد جاء انه ما يتيسر لهم هذا باستمرار. وانما بعد الاستغاثة وبعد الطلب - 00:17:56ضَ
يأتيه هذا الماء الذي هذه صفته تشقى من عين انية. انية يعني حارة شديدة الحرارة واذا شربوا قطع امعائهم من حرارته واذا قربه من وجهه سقطت جلدة وجهه في الانام من شدة حرارة هذا الماء - 00:18:26ضَ
والعياذ بالله انية تسقى من عين انية يعني شديدة الحرارة قوية الحرارة قال ابن قاله ابن عباس ومجاهد والحسن والسدي وقوله تعالى ليس لهم طعام الا من ظريع ليس لهم طعام الا من ظريع لما بين ما يسقون - 00:18:55ضَ
بين بعد هذا طعامهم. فقال ليس لهم طعام الا من ظريع. من هذا النوع الظريع شجر له شوق عظيم ما ترعاه الحيوانات في الدنيا مرارته وقوة شوكه وحدته هو طعامهم في الدار الاخرة - 00:19:23ضَ
وقيل هو الزقوم وقيل هو الغسلين وقيل ان طعام اهل النار يتفاوت منهم من طعامه الظريع ومنهم من طعامه الغسلين ومنهم من طعامه الزقوم والعياذ بالله وهم يتفاوتون في التعذيب ويتفاوت طعامهم وهم في النار - 00:19:51ضَ
ليس لهم طعام الا من ظريع شجر له شوك حاد ما ترعاه الابل ولا غيرها فاذا يبس يسمى الظريع وقال انه يسمى بلغة بعض العرب الشبرق الشبرق شجر موجود معروف في ارض الحجاز يسمونه الشبرق - 00:20:21ضَ
شجرة لاطخة بالارض قوية الشوك ما شديدة المرارة والعياذ بالله هي طعام اهل النار وليست هي بذاتها لان ما في الدنيا مما في الاخرة في الجنة او النار ان الاسماء - 00:20:59ضَ
والا فهي ما تقاس بشجر الدنيا وانما اسمها وقريب منها مثل ما يقال رمان فيه رمان دنيا ورمان في الجنة وشتان بينهما قال علي ابن ابي طلحة قال علي عن ابي ابن ابي طلحة عن ابن عن ابن عباس - 00:21:22ضَ
شجر من النار وقال سعيد بن الجبير هو الزقوم وعنه انها الحجارة وقال ابن عباس ومجاهد هو الشبرق قال قتادة قريش تسميه في الربيع الشبرق وفي الصيف الظريع قال عشت. قال الخليل ابن احمد - 00:21:46ضَ
الضريع نبات اخضر منتن الريح يرمي به البحر هذا قول انه مما يقذفه البحر وقيل هو نوع من الشوك لا ترعاه دابة لخبثه يعني الدواب ما تألفه ولا تريده لانه خبيث منتن الرائحة - 00:22:06ضَ
وقيل الظريع والحجارة طعامهم الحجارة من النار والعياذ بالله كما قال سعيد بن جبير الظريع الحجارة وقيل هو شجرة في نار جهنم وقال عكرمة هو شجرة ذات شوك لاطئة بالارض - 00:22:33ضَ
وقال البخاري قال مجاهد الظريع نبت يقال له الشبرق يسميه اهل الحجاز الظريع اذا يبس وهو سم وقال معمر عن عن قتادة ليس لهم طعام الا من ظريع هو الشبرق اذ اذا يبس سمي الظريع - 00:22:58ضَ
لا يسمن ولا يغني من جوع وصفه الله جل وعلا بهاتين الصفتين لان المرء يأكل الاكل في الدنيا لاحد امرين اما لطرد الجوع واما لتقوية البدن لتقوية البدن نفاها بقوله لا يسمن - 00:23:20ضَ
ولطرد الجوع بقوله ولا يغني من جوع يعني ما يدفع الجوع ولا يقوي البدن ويسمنه ويجعله قوي يتحمل التكاليف لا فائدة فيه لا في الحاضر ولا في المستقبل لا ظاهرا ولا باطنا. لا يريح البدن من الجوع ويطرده - 00:23:50ضَ
ولا يقوي البدن اذا اكله المرء. لا يسمن ولا يغني من جوع لا يسمن ولا يغني من جوع يعني لا يحصل به مقصود ولا ينتفع به محذور لما نزلت هذه الاية قال بعض المشركين - 00:24:16ضَ
ان ابلنا تشمل من الضريع فنزلت لا يسمن ولا يغني من جوع يعني حتى وان كانت الابل في الدنيا تسمن من الضريع ظريع الدنيا فظريع الاخرة ليس هو مثله ولا قريبا منه - 00:24:43ضَ
لما نزل قوله ليس لهم طعام الا من ظريع. قالوا ابلنا تأكل الظريع وتسمن فانزل الله جل وعلا ردا عليهم لا يسمن ولا يغني من جوع وهم يتهكمون بالقرآن اذا سمعوا منه اية اعترضوا - 00:25:07ضَ
مع عجزهم ان يأتوا بمثله او قريبا منه فلما نزل قوله جل وعلا ليس لهم طعام الا اه لما جاء طعامهم الزقوم الزقوم دعا بعضهم بعضا وقدم لهم التمر والزبد لانهم كانوا يسمون هذا الزقوم قال تزقموا هذا الطعام الذي - 00:25:34ضَ
ذكر محمد انه طعام اهل النار فكلوا منه هذا حسن يتهكمون بما نزل من القرآن. فاخزاهم الله في الدنيا ولهم العذاب الاليم في الدار الاخرة اخرة والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:26:04ضَ