التفريغ
الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم المودة - 00:00:00ضَ
وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول واياكم يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم ان كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي يسرون اليهم بالمودة وانا اعلم بما اخفيتم وما اعلنتم - 00:00:31ضَ
ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل ان يثقفوكم يكونوا لكم اعداء ويبسطوا اليكم ايديهم والسنتهم لن تنفعكم ارحامكم ولا اولادكم يوم القيامة يفصل بينكم والله بما تعملون بصير هذه الايات الكريمة - 00:01:03ضَ
هي فاتحة سورة الممتحنة وتسمى هذه السورة سورة الممتحنة في قول الاكثر وقيل الممتحنة الممتحنة اسم فاعل او الممتحنة اسم مفعول الممتحنة الاية التي امتحن الله جل وعلا بها كما قيل لسورة - 00:01:44ضَ
براءة المبعثرة والفاضحة يعني انها فظحت المنافقين وهذه الممتحنة يعني امتحن فيها النساء وهي في ام كلثوم بنت بنت عقبة ابن ابي معيط زوجة عبد الرحمن ابن عوف رضي الله عنهما - 00:02:26ضَ
وهذه السورة مدنية يعني نزلت في المدينة يقول الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم - 00:03:05ضَ
ان كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي يسرنا اليهم بالمودة وانا اعلم بما اخفيتم وما اعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل الايات ينادي الله جل وعلا عباده المؤمنين بصفة الايمان - 00:03:38ضَ
قائلا يا ايها الذين امنوا يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه اذا سمعت الله يقول يا ايها الذين امنوا فارعها سمعك فانها اما خير تؤمر به او شر تنهى عنه - 00:04:06ضَ
الله جل وعلا يخاطبك ويخاطب اخوانك المؤمنين بهذا وهذه الايات وان كانت نزلت في حاطب ابن ابي بلتعة رضي الله عنه عتابا له فالعبرة في عموم اللفظ لا لا بخصوص السبب - 00:04:29ضَ
ومعنى هذه العبارة العبرة بعموم اللفظ يعني انها ينظر الى ما دل عليه لفظ الايات ولا يقال هذه لحاطب وحده فقط لا هذه لكل مؤمن يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء - 00:04:58ضَ
وسبب ذلك هو ان النبي صلى الله عليه وسلم لما نقظت قريش العهد الذي بينهم وبين النبي صلى الله عليه وسلم انتقض عهدهم فعزم النبي صلى الله عليه وسلم ان يغزوهم - 00:05:27ضَ
وذلك ان العهد الذي اجري بينه وبينهم في يوم صلح الحديبية على ان تضع الحرب بينه وبينهم عشر سنين وان من اراد ان يدخل من قبائل العرب في عهد محمد صلى الله عليه وسلم دخل - 00:05:56ضَ
ومن اراد ان يدخل مع قريش دخل ودخل اقوام مع النبي صلى الله عليه وسلم وان لم يكونوا مؤمنين ودخل اقوام مع قريش وجرى الاتفاق بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش على انهم - 00:06:17ضَ
لا يتقاتلون ولا يعينون من اراد قتالهم ولا يتعرضون لمن دخل في صلح عهد محمد قريش لا تتعرضهم وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنون لا يتعرضون من دخل في - 00:06:42ضَ
مع قريش في عهدهم فاعانت قريش بني بكر على خزاعة وخزاعة دخلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وابو بكر في عهد قريش حصل قتال بين خزاعة وبني بكر هذا - 00:07:07ضَ
ما يؤثر على العهد قبيلتان تقاتلتا فاعانت قريش حنفائها على حلفاء النبي صلى الله عليه وسلم فبهذا انتقض العهد فعزم النبي صلى الله عليه وسلم الله جل وعلا حكيم عليم رتب هذا سبحانه ليحصل الفتح العظيم - 00:07:33ضَ
فتح مكة بعد الصلح بسنتين الصلح في السنة السادسة وفتح مكة في السنة الثامنة وكان الصلح على ان يضعوا الحرب عشرة سنين من سنة ست الى سنة ستة عشر هجرية - 00:08:00ضَ
والنبي صلى الله عليه وسلم توفي في اول السنة الحادية عشرة الهجرة ولله جل وعلا في ذلك حكمة ليقر عين النبي صلى الله عليه وسلم بفتح مكة والدخول على قريش في دارهم وخضوعهم - 00:08:21ضَ
وبعد سنتين من ابرام الصلح نقضت قريش العهد فعزم النبي صلى الله عليه وسلم على قتالهم وفتح مكة وقال اللهم اعين عيون عنا عن قريش لا تعلم قريش بخروج النبي صلى الله عليه وسلم - 00:08:40ضَ
تورى النبي صلى الله عليه وسلم عند استعداده للحرب والقتال والغزو والى لعامة الناس بانه يريد خيبر واسر لبعض الصحابة رضي الله عنهم بانه يريد مكة وممن اخبره النبي صلى الله عليه وسلم بن ابي بلتعة - 00:09:04ضَ
لانه كان من ممن شهد بدر رضي الله عنه ابن ابي بلتعة لما علم اعلمه النبي صلى الله عليه وسلم بهذا رأى بان يخبر قريش بذلك وكانت مولاة لقريش جاءت الى المدينة - 00:09:32ضَ
تستعين بالنبي صلى الله عليه وسلم من في المدينة من بني عبد المطلب وبني هاشم انها مولاة لهم ولابائهم فجاءت تستعين فاعانها النبي صلى الله عليه وسلم واعانوها الصحابة رضي الله عنهم وهي كافرة - 00:09:58ضَ
فجاءها حافظ بن ابي بلتعة واعطاها اجرة اغراء واعطاها كتاب لكفار بعض اعيان قريش وقال فيه بان محمدا عازم على حربكم وخرجت بالخطاب معها فجاء الوحي من السماء. جاء جبريل عليه الصلاة والسلام الى النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:24ضَ
وقد استجاب الله دعاء النبي صلى الله عليه وسلم تعمية الاخبار عن قريش حتى لا تستعد فجاء جبريل الى النبي صلى الله عليه وسلم واخبره الخبر فامر النبي صلى الله عليه وسلم - 00:10:54ضَ
علي بن ابي طالب والزبير بن العوام والمقداد بن عمرو رضي الله عنهم وارضاهم وقال ادركوا امرأة على بعير لها وحدها في روضة خاخ روضة معروفة عندهم وخذوا الكتاب الذي - 00:11:14ضَ
معها واتوني واتوا به الي ودعوها هي تسير فذهب الصحابة رضي الله عنهم الى هذا المكان الذي حدده له النبي صلى الله عليه وسلم ووجدوا المرأة. تسير وحدها على بعيرها - 00:11:40ضَ
قالوا اعطينا الكتاب الذي معك. قالت ومن اين لي الكتب ما معنى كتاب وما معي شيء فانزلوها عن بعيرها وفتشوا رحلها البعير والحمل الذي معه ما وجدوا كتاب قالوا والله ما ما كذبنا ولا كذبنا - 00:11:58ضَ
الرسول صلى الله عليه وسلم ما ينطق عن الهوى ما قال ان معي في كتاب الا انه معك فجرد علي رضي الله عنه سيفه واراها اياه وقال اخر ديال الكتاب - 00:12:22ضَ
والا جردناك وضربنا عنقك قالت كيف تجردونني وانتم مسلمون يحافظون على العورات يجردونني اخرج الكتاب ولا نجردك وقالت تنحوا لانها وضعته في مكان ما تريد ان يطلعوا عليه ونقل بعض السور انها بعض اهل السير انها وضعته في عقيصة رأسها - 00:12:40ضَ
وقال بعضهم في عند فرجها حتى لا يوصل اليه واخرجته واعطته اياه فذهب به الى النبي صلى الله عليه وسلم وحري عليه ودعا حاطب وقال ما هذا يا حاطب النبي صلى الله عليه وسلم ما اخبر الا قلة من الصحابة بانه متوجه الى مكة ومنه محاطب - 00:13:12ضَ
ما هذا يا حاطب قال امهلني يا رسول الله لا تعجل علي والله ما ارتدت ولا كفرت واني لموقن بان الله سينصرك ولكن اخواني المهاجرين الذين معك لهم قوم وعشيرة في مكة - 00:13:46ضَ
يدافعون عن اهلهم ومحارمهم واولادهم واموالهم وانا انسان ملصق في قريش لست منهم فاردت ان يكون لي يد عندهم يحافظون بها على اولادي واهلي ومالي فشل عمر رضي الله عنه سيفه - 00:14:09ضَ
وقال يا رسول الله لقد نافق يأمرني اضرب عنقه فقد خان الله ورسوله والمؤمنين قال النبي صلى الله عليه وسلم الرؤوف الرحيم مهلا يا عمر مهلا يا عمر وما يدريك يا عمر - 00:14:32ضَ
لعل الله اطلع على اهل بدر فقال امنوا ما شئتم فقد غفرت لكم اليس قد شهد بدرا؟ قال بلى. شهد بدر. معروف انه شهد بدر قال لا وقال عن حاطب - 00:14:54ضَ
عليه الصلاة والسلام لقد صدقكم يعني ما قال الا الصدق هو عمل هذا العمل يظن انه سيستفيد منه الله جل وعلا العيون عن مسير النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة - 00:15:17ضَ
حتى بغتهم عليه الصلاة والسلام ما امكنهم يستعدون وانزل الله جل وعلا يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق - 00:15:39ضَ
يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم ان كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاكم تسرون اليهم بالمودة وانا اعلم بما اخفيتم وما اعلنتم. لا تخفى على الله خافية يرى ويسمع جل وعلا دبيب النملة السوداء - 00:16:07ضَ
على الصخرة الصماء في ظلمة الليل وصدر هذه الاية دليل لمذهب اهل السنة والجماعة ان المؤمن لا يكفر بالذنب وان كان كبيرة من كبائر الذنوب اجلس اجلس ان المؤمن لا يكفر بالذنب وان كان كبيرة من كبائر الذنوب لان الله جل وعلا قال يا ايها الذين امنوا - 00:16:33ضَ
والمقصود رضي الله عنه ولم يقل يا ايها الناس قال يا ايها الذين امنوا اتصفوا بهذه الصفة وما انتزعت عنه يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اوليا لا توالو الكفار - 00:17:12ضَ
هؤلاء عدوي وعدوكم هم اعداء لي ولكم فكيف توالونهم اذا كان المرء المؤمن من اولياء الله فلا يوالي اعداء الله حتى وان كانوا اقرب قريب كما قال الله جل وعلا لا تجدوا قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر - 00:17:35ضَ
يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا اباءهم او ابناءهم او اخوانهم او عشيرتهم لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء لان الخطاب هذا يدل على الموالاة يعطيهم سر النبي صلى الله عليه وسلم. النبي عليه الصلاة والسلام - 00:17:59ضَ
اعطاه سر ما اعطاه الا لقليل من الصحابة رضي الله عنهم ومن ضمنهم حاطب حاطب كتب الكتاب لاناس من كفار قريش كانه يظهر لهم بهذا المودة وهو لا يودهم ولا يحبهم. رضي الله عنه - 00:18:26ضَ
لكنه مثل ما اخبر واعتذر عند النبي صلى الله عليه وسلم وقبل عليه الصلاة والسلام عذره لان له سابقة وله قدم صدق فمن كان له سابقة وحصل منه هفوة او زلة - 00:18:46ضَ
ليس كمن ليس كذلك يعفى عن الرجل اذا كان له مقام صدق في الاسلام يعفى عنه عن بعض الزلات دون الحدود اما الحدود هلا فيستوي فيها الصغير والكبير ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم اقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم الا الحدود - 00:19:08ضَ
الحد يستوي فيه الناس كما قال عليه الصلاة والسلام لو ان فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم سرقت لقطعت يدها لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة تفشون لهم - 00:19:38ضَ
سر النبي صلى الله عليه وسلم من اجل ان يودوكم وانتم تظهرون لهم انكم تحبونهم وهم اعداء لكم واعداء لله ولرسوله وللمؤمنين فالمؤمن لا يوالي اعداء الله ولا يحبهم وان تعامل معهم - 00:19:57ضَ
او اشترى او عاهدهم او نحو ذلك هذا وارد لكن المعاملة شيء والمودة شيء اخر لما ذهب زيد رضي الله عنه ليخلص على اهل اهل خيبر نخيلهم ويبين ما للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وما لهم اجرة عملهم - 00:20:21ضَ
قالوا له انك اجحفت بنا او زدت بنا قال يا اخوان القردة والله لانتم ابغض الناس الي وما يحملني هذا على ان اظلمكم في حبة من تمر رضي الله عنه وارضاه - 00:20:49ضَ
ما قال انتم كذا وانتم عملاءنا وانتم نتعامل واياكم قال لا يا اخوان القردة والخنازير والله لانتم ابغض الناس الي لان الله جل وعلا يبغضهم والرسول صلى الله عليه وسلم يبغضهم وهم اعداء لله وللرسول وللمؤمنين. وما يحملني هذا يعني عداوة - 00:21:08ضَ
وبغظي لكم ان اظلمكم في تمرة واحدة يلقون اليهم بالمودة. يعني تظهرون لهم انكم تحبونهم وتودونهم وتعطونهم بعض الاشرار التي لا تعطى والحال انهم قد كفروا بما جاءكم من الحق - 00:21:30ضَ
جاءكم حق وبرهان من الله الرسول صلى الله عليه وسلم وجاءكم القرآن ومن الله عليكم بالاسلام هم كفروا بهذه كلها كفروا بالاسلام كفروا بالقرآن وكفروا بالرسول صلى الله عليه وسلم - 00:21:53ضَ
وقد كفروا بما جاءكم من الحق يخرجون الرسول واياكم يخرجون الرسول واياكم. وهذا فيه ابهار الرسول صلى الله عليه وسلم وشرفه مقال يخرجونكم والرسول لان الساعد في اللغة العربية انه اذا امكن الاتيان بالظمير - 00:22:12ضَ
المتصل فهو اولى من الاتيان بالظمير المنفصل ولو قال يخرجونكم والرسول لكان الظمير متصل لكن قدم الرسول صلى الله عليه وسلم عليهم قال يخرجون الرسول واياكم هم اخرجوكم من مكة - 00:22:39ضَ
فروكم للخروج اذوكم لماذا اخرجوكم لانكم من يختم عليهم البلد لا يخرجون الرسول واياكم ان تؤمنوا بالله ربكم من اجل ايمانكم بالله اخرجوكم من اجل ايمانكم بالله وما نقموا منهم الا ان يؤمنوا بالله العزيز الحميد - 00:22:59ضَ
ان كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي رضي الله عنه خرج للجهاد في سبيل الله والاعجاز دين الله يقول ان كنتم خرجتم كذا فلا توالوهم ولا تلقوا اليهم بالمودة - 00:23:29ضَ
ان كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي يسرون اليهم بالمودة قال في الاول تلقون اليهم بالمودة وقال الثانية تسرون اليهم بالمودة لان كلاهما الاعلان المودة او اصرارها سواء في علم الله جل وعلا - 00:23:52ضَ
يسرون اليهم بالمودة. وانا اعلم بما اخفيتم وما اعلنتم. كله سواء اذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب والله جل وعلا رقيب على عباده لا تخفى عليه خافية - 00:24:19ضَ
يخفى على الناس وتظهر للناس خلاف ما في باطنك ما يدرون عن ما في باطنك لكن الله جل وعلا يعلم السر واخفى ولقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن اقرب اليه من حبل الوريد - 00:24:43ضَ
العرقان في جانب العنق يسرون اليهم بالمودة وانا اعلم بما اخفيتم. الباء زائدة للتوكيد وانا اعلم ما اخفيتم وما اعلنتم على انه فعل مضارع اعلم ويصح ان يكون المراد به اسم افعل تفضيل - 00:25:07ضَ
وانا اعلم فيما اخفيتم يعني اعلم من غيري على انه افعل تفظيل او وانا اعلم ما اخفيتم يعني اطلع فعل مضارع اطلع على ما اخفيتم وما اعلنتم وانا اعلم بما اخفيتم وما اعلنتم سيان عند الله جل وعلا - 00:25:31ضَ
ومن يفعله منكم يفعل هذا الفعل موادة اعداء الله وقد ظل سواء السبيل هذا ظلال وسواء السبيل هو الصراط المستقيم الموصل الى الله جل وعلا والى جنته وظل عن سواء السبيل يعني خرج - 00:25:59ضَ
خرج عن الصراط المستقيم واخذ يمشي في متاهات مهلكة لان من كان على الطريق حتى وان طال فانه يصل باذن الله ولو قطع به او نحو ذلك اتاه من يسعفه - 00:26:24ضَ
لكن اذا خرج عن الطريق المستقيم السوي هلكه ومن يفعله منكم وقد ظل سواء السبيل يقول كان سبب نزول صدر هذه السورة الكريمة قصة حاطب بن ابي بلتعة وذلك ان حاطبا هذا كان رجلا من المهاجرين - 00:26:41ضَ
وكان من اهل بدر ايضا وكان له بمكة اولاد ومال ولم يكن من قريش انفسهم بل كان حليفا لعثمان فلما عزم رسول الله صلى الله عليه وسلم على فتح مكة - 00:27:08ضَ
لما نقض اهلها العهد فامر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين للتجهيز لغزوهم وقال اللهم عمي عليهم خبرنا فعمد حاطب هذا فكتب كتابا استجاب الله جل وعلا دعاء النبي صلى الله عليه وسلم - 00:27:25ضَ
فاعمى العيون فلم تطلع قريش على مجيء النبي صلى الله عليه وسلم الا حينما قرب من مكة عليه الصلاة والسلام معه الصحابة رضي الله عنهم يقول الله جل وعلا ان يثقفوكم يكونوا لكم اعداء. يعني هذه المودة التي تلقونها - 00:27:48ضَ
وتسرون بها اليهم ما تنفعكم. لا عندهم وتضركم عند الله جل وعلا. هؤلاء الكفرة بمعنى قيل يرفع بكم يظفروا بكم ان يسقفوكم يظفروا بكم وقيل ان يظهروكم يعني يلقوكم ان يصادفوكم يلقوكم في الطريق وهم اعداء - 00:28:11ضَ
لكم دائما وابدا ولو اشررتم لهم بالمودة. ان يثقفوكم يكونوا لكم اعداء ويبسط اليكم ايديهم والسنتهم بالسوء يبسط اليكم ايديهم بالظرب والقتل والسيوف ولاة الحرب والسنتهم الشب السيء والكلام القبيح - 00:28:36ضَ
ثم قال جل وعلا انتم من فعل هذا منكم فعله من اجل الارحام من اجل الاولاد من اجل الاقارب لن تنفعكم ارحامكم ولا اولادكم يوم القيامة ما تنفع لانه لا ينفعكم - 00:29:13ضَ
عند الله جل وعلا الا ما قدمتم من الاعمال الصالحة ولا تنفعكم ارحامكم يفصل بينكم. يكون بينكم فاصل عظيم المؤمنون ومن اطاع الله جل وعلا يكونون في الجنة والكفار والمشركون يكونون في النار - 00:29:39ضَ
او يفصل بينكم في عرصات القيامة. يعني ما احد يلتفت الى احد كما قال الله جل وعلا يوم يفر المرء من اخيه وامه وابيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه - 00:30:11ضَ
كل واحد مشغول بنفسه ما نلتفت للاخر ويبسط اليكم ايديهم والسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون ودوا تمنوا امنيتهم ان تكونوا مثلهم الكفر مهما تسرون اليهم بالمودة وتوالونهم ما يكون عندهم لكم مودة ابدا - 00:30:36ضَ
الا اذا كفرتم بالله سرتم موجودين محبوبين عندهم اود لو تكفرون يتمنون هذا لن تنفعكم ارحامكم جاء باللفظ العام والاولاد من ظمن الارحام لكن خصهم بالذكر لانهم اخص الارحام واقربهم - 00:31:09ضَ
لن تنفعكم ارحامكم حتى ولا اخص الارحام الذين هم الاولاد كل واحد يفر عن صاحبه مشغول بنفسه لو اراد حسنة من حسناته ما اعطاه وان تدعو مثقلة الى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان ذا قربى - 00:31:44ضَ
الوالد عليه حمل ثقيل وعنده الولد صالح مخفف ما عليه حمل يقول احمل عني يا ولدي ما يحمل وان تدعو مثقلة الى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان المدعو ذا قربى لو كان ابن - 00:32:10ضَ
او ولد او والد او ما يحمل كل مشغول بنفسه ولا تزروا وازرة وزر اخرى لن تنفعكم ارحامكم ولا اولادكم يوم القيامة يفصل بينكم يفصل الله جل وعلا بين المؤمنين والكفار - 00:32:29ضَ
فلا ينتفع بعضهم ببعض والله بما تعملون بصير تأكيد لما سبق لان جميع اعمالكم الله جل وعلا مطلع عليها سواء كانت ظاهرة او خفية اعلنتموها او اسررتموها لا تخفى على الله خافية - 00:32:55ضَ
والله بما تعملون ما من الفاظ العموم يعني كل عمل تعمله صغير او كبير حسن او قبيح كله معلوم عند الله جل وعلا وكما قال الله جل وعلا فمن يعمل مثقال ذرة - 00:33:28ضَ
خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره يفصل بينكم والله بما تعملون بصير وقوله جل وعلا والله بما تعملون بصير كما تقدم في ايات كثيرة فيها بشارة وفيها نذارة - 00:33:50ضَ
فيها رجا وفيها تخويف بشارة للمؤمن لانك اعمل وجد واجتهد واخفي عملك والله جل وعلا مطلع عليه لا تقل هذا العمل فات ما دري عنه ما علم عنه لا جد واجتهد والله جل وعلا يسجل لك - 00:34:14ضَ
وفيها تخويف ونذارة للفاجر لا تظن ان عملك يفوت على الله فرعوي كف عن السوء لان عملك مسجل وستجازى به فمن عمل خيرا جزي به ومن عمل شرا عوقب به - 00:34:42ضَ
والله بما تعملون بصير والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:35:10ضَ