التفريغ
الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين. وبعد سم الله اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله اضل اعمالهم والذين امنوا وعملوا الصالحات وامنوا بما نزل على محمد - 00:00:01ضَ
كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم ذلك بان الذين كفروا اتبعوا الباطل وان الذين امنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس امثالهم هذه الايات الكريمة هي اول السورة المسماة - 00:00:36ضَ
في سورة محمد صلى الله عليه وسلم وتسمى بسورة القتال وتسمى بسورة الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وهذه السورة مدنية اي نزلت بالمدينة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم - 00:01:14ضَ
من مكة الى المدينة والاصطلاح المشهور بين العلماء رحمهم الله في تقسيم السور الى مكية ومدنية ان ما نزل بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة يسمى مدني - 00:01:51ضَ
حتى وان نزل بمكة او في الاسفار والغزوات يسمى مدني وما نزل قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم الى مكة الى المدينة يسمى مكي ولو نزل خارج مكة فهذه الاية - 00:02:23ضَ
اي هذه السورة باياتها نزلت بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة الى المدينة فهي من السور المدنية قيل الا اية وهي قوله جل وعلا وكاين من قرية هي اشد قوة من قريتك التي اخرجتك - 00:02:55ضَ
اهلكناهم فلا ناصر لهم قيل هذه نزلت في مكة قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وقد نزلت على النبي كما قيل حال خروجه من مكة الى الغار ليريد الهجرة - 00:03:26ضَ
وقد نظر صلى الله عليه وسلم الى البيت شرفه الله وهو يريد الهجرة فبكى عليه الصلاة والسلام شوقا وحنينا الى بيت الله الحرام فانزل الله جل وعلا عليه وكأين من قرية هي اشد قوة من قريتك التي اخرجتك - 00:03:45ضَ
اهلكناهم فلا ناصر لهم وكأن فيها بشارة النبي صلى الله عليه وسلم بانه سيعود الى مكة قال ابن عباس رضي الله عنهما نزلت سورة القتال بالمدينة وعن ابن الزبير نزلت بالمدينة سورة الذين كفروا - 00:04:11ضَ
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بهم في المغرب الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله هذا هذه ادلة اسماء السورة يسمى سورة محمد - 00:04:44ضَ
وسورة القتال وسورة الذين كفروا. وحديث ابن عمر رضي الله عنهما ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ بها في صلاة المغرب انه يحسن قراءة سور طويلة في صلاة المغرب احيانا - 00:05:08ضَ
كما ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم قرأ مرة في صلاة المغرب بسورة الاعراف فلا يقتصر دائما على قصار السور وانما يقرأ احيانا من الطوال الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله اضل اعمالهم - 00:05:30ضَ
قال بعض المفسرين رحمهم الله اول هذه السورة مرتبط باخر السورة التي قبلها وهي سورة الاحقاف وهي قوله جل وعلا فهل يهلك الا القوم الفاسقون كان قائلا يقول من هم القوم الفاسقون؟ فقال الله جل وعلا الذين كفروا وصدوا عن - 00:05:55ضَ
سبيل الله وما المراد بهم المراد بهم كفار قريش وقيل المراد بهم من كفر من اهل الكتاب وقيل المراد بهم كل من اتصف بهذه الصفة التي هي صفة الكفر ومعنا - 00:06:28ضَ
صدوا عن سبيل الله يعني صدوا انفسهم وصدوا غيرهم فاصحاب الشر قد يكون فيه شر على نفسه وهذا شر كتارك الصلاة مثلا اخر شره على نفسه وعلى غيره كالمانع لمن اراد ان يصلي - 00:06:59ضَ
والمتهكم بمن اراد ان يصلي او المستهزئ او الساخر فاذا كان شره على نفسه فذلك شر واشر منه من تعدى شره الى الغير كافر لا يؤذي المسلمين شر كافر يتسلط على اذى المسلمين اشر منه - 00:07:33ضَ
الذين كفروا وصدوا منعوا غيرهم من الدخول في الاسلام وصدوا عن سبيل الله سبيل الله الاسلام واتباع هدي محمد صلى الله عليه وسلم اظل اعمالهم اظل اعمالهم بمعنى احبطها ما المراد بهذه الاعمال - 00:08:02ضَ
قال بعض المفسرين المراد بها الاعمال التي يتصورون انها خير ويتقربون بها الى الله كالاحسان الى الفقراء والمساكين وخدمة المسجد الحرام اكرام الضيف وفك الاسير واجارة المظلوم ونحو ذلك من الشيم - 00:08:40ضَ
التي يفعلها كفار قريش على انها شيم ومروءة واخلاق فاضلة ويتصورون انها تنفعهم عند الله في الدار الاخرة والمرء لا ينفعه في الدار الاخرة اي عمل ما دام كافرا قد يقول قائل - 00:09:19ضَ
وهل يذهب المعروف والفظل والخير الذي يفعله الكافر في الدنيا نقول لا لا يذهب ولا يستفيد منه في الدار الاخرة وانما يستفيد منه في الدنيا يثيبه الله عليه في الدنيا بالصحة والعافية والمال والولد والجاه وغير ذلك من - 00:09:52ضَ
امور الدنيا ولا يبقى له حسنة في الدار الاخرة اعمالهم اي الاعمال التي يظنون انها تنفعهم كما في قوله جل وعلا وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا - 00:10:24ضَ
هذا قول القول الاخر اظل اعمالهم يعني صارت اعمالهم كلها في ظلال وصارت تصرفاتهم سيئة يعود وبالها عليهم اي عمل يعملونه فهو في ظلال وخسارة وهلاك ولا يستفيدون منه. سواء كان من الامور التي - 00:10:53ضَ
ان يتقرب بها الى الله ام امورهم العادية تصرفاتهم فاي عمل او اتفاق يتفقون عليه او مؤامرة يتآمرون بها ضد النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه انها تكون في ضلال وخسار ويعود - 00:11:32ضَ
ضررها عليهم ويسلم الله جل وعلا رسوله والمؤمنين منها اظل اعمالهم مثل اتفاقهم اتفاقهم على قتل النبي صلى الله عليه وسلم ليلة خروجه للهجرة. عليه الصلاة والسلام ظنوا انهم بهذه المؤامرة - 00:11:56ضَ
قد احكموها وسيحصلون على ما ارادوا وصارت خزي وفضيحة لهم وما نالوا منها خيرا. وسلم الله جل على رسوله صلى الله عليه وسلم منها اظل اعمالهم والذين امنوا وعملوا الصالحات - 00:12:27ضَ
وامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم والذين امنوا ما المراد بهم قيل المراد بهم الانصار رضي الله عنهم الذين اووا النبي صلى الله عليه وسلم - 00:12:59ضَ
والمهاجرين وواسوهم باموالهم وممتلكاتهم وقيل المراد بهم الذين امنوا من اهل مكة بهجرتهم مع النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة وقيل المراد بهم كل مؤمن امنوا وعملوا الصالحات اذا ذكر الايمان وحده - 00:13:27ضَ
شمل الاعتقاد والقول والعمل واذا ذكر العمل الصالح وحده شمل الامور الثلاثة واذا ذكرا معا فالمراد بالايمان عمل القلب والمراد بالعمل الصالح عمل الجوارح القول والذين امنوا بقلوبهم صدقوا واخلصوا - 00:14:05ضَ
العمل لله جل وعلا والذين امنوا وعملوا الصالحات عملوا الطاعات تقربوا الى الله جل وعلا بالاعمال الصالحة بالاعمال الحسنة وامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم الا يشمل قوله - 00:14:47ضَ
والذين امنوا وعملوا الصالحات يشمل من امن بمحمد وما نزل عليه يشمل اذا هذا يسميه العلماء رحمهم الله من عطف الخاص على العام الخاص وامنوا بما نزل على محمد والعام والذين امنوا وعملوا الصالحات امنوا وعملوا الصالحات من ضمن الايمان بما نزل على محمد - 00:15:17ضَ
وامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم من عطف الخاص على العام من باب التأكيد والعناية في هذا المعطوف قل من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال جبريل وميكال عليهم الصلاة والسلام اليسوا من ظمن الملائكة عليهم الصلاة والسلام؟ بلى - 00:15:50ضَ
ولكن هذا من عطف الخاص على العام من باب التأكيد لانه ورد ان اليهود ارسلوا الى النبي صلى الله عليه وسلم قالوا من الذي يأتيك بالوحي قال جبريل قالوا لو كان غير جبريل لاتبعناك لكن جبريل عدو لنا - 00:16:26ضَ
انزل الله جل وعلا قل من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال فان الله عدو للكافرين والذين امنوا وعملوا الصالحات وامنوا بما نزل على محمد ما هو القرآن نزل على محمد - 00:16:55ضَ
وفي قراءة وامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم. هذه الجملة يسميها العلماء جملة اعتراظية لوصف ما نزل على محمد الذي هو القرآن وهو الحق من ربهم حق - 00:17:19ضَ
يعني هو ناسخ لما سواه ولا ينسخه غيره هو حق ثابت هو نسخ ما قبله ولا يأتي شيء ينسخه وهو الحق من ربهم الصدق واليقين ولا مجال للشك فيه الف لام ميم ذلك الكتاب لا ريب فيه من رب العالمين - 00:17:43ضَ
كفر عنهم سيئاتهم هذا هو الخبر والذين امنوا وعملوا الصالحات وامنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم الخبر جملة كفر عنهم سيئاتهم كما في خبر الجملة الاولى الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله خبرها اضلا - 00:18:21ضَ
اعمالهم يعني الجملة كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم كفر عنهم سيئاتهم كفرها بمعنى سترها ومحاها وعفا عنها سواء كانت هذه السيئات قبل الايمان والعمل الصالح لان من الصحابة رضي الله عنهم - 00:18:47ضَ
من هو كان كافرا قبل ان يؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم وهذا الذي حذره عمرو بن العاص رضي الله عنه لما جاء ليبايع النبي صلى الله عليه وسلم على الاسلام - 00:19:20ضَ
ومد يده فمد النبي صلى الله عليه وسلم يده ثمان عمرو كف يداه وقال لما يا عمرو؟ قال اردت ان اشترط قال تشترط ماذا؟ قال ان يغفر لي ما سلف - 00:19:42ضَ
لانه رأى انه عمل اعمالا شنيعة قبل ان يسلم ويخشى ان يبقى عليه اثرها وقال النبي صلى الله عليه وسلم اما علمت يا عمرو ان الاسلام يهدم ما كان قبله وان الهجرة تهدم ما كان قبلها او - 00:19:57ضَ
كما قال صلى الله عليه وسلم كفر عنهم سيئاتهم سواء كانت قبل اسلامهم او في حال الاسلام لان الصلوات الخمس والجمعة الى الجمعة ورمضان الى رمضان كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر - 00:20:20ضَ
وعند وضوء المرء اذا غسل وجهه تناثرت وتساقطت كل خطيئة نظرها في عينيه واذا غسل يده تساقطت كل خطيئة بطشتها يداه وهكذا الوضوء يكفر الخطايا والصلاة تكفر الخطايا. والخطوات الى المساجد تكفر الخطايا وهكذا - 00:20:46ضَ
ودل هذا على ان هؤلاء الذين نوه الله جل وعلا بذكرهم واثنى عليهم انه يحصل منهم خطايا يحصل منهم ذنوب فيغفرها الله جل وعلا وكما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم - 00:21:21ضَ
يذنبون فيستغفرون فيغفر الله لهم وقال الله جل وعلا وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض اعدت للمتقين الذين ينفقون في في السراء والظراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين والذين اذا فعلوا فاحشة او ظلموا - 00:21:47ضَ
انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ذكرهم الله جل وعلا مع ما يصدر منهم الا انهم يستغفرون فيغفر الله لهم كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم مقابل اولئك اظل اعمالهم وهؤلاء كفر الله عنهم سيئاتهم واصلح بالهم - 00:22:11ضَ
اصلح بالهم اصلح احوالهم يعني امورهم امور الدنيا والاخرة اصلح بالهم اصلح شأنهم اصلح بالهم اصلح نياتهم قال مجاهد اصلح شأنهم وقال قتادة اصلح حالهم وقال ابن عباس اصلح امرهم - 00:22:42ضَ
والمعاني هذه الثلاثة متقاربة وقيل المراد البال الحال ها هنا اي اصلح احوالهم انها صارت جميع احوالهم الدينية والدنيوية على خير ما يرام وقيل هو القلب يعني اصلح قلوبهم وهو ايبالهم كالمصدر - 00:23:19ضَ
فلا يعرف يعرف منه لا يعرف منه فعل ليس له فعل هذا هذه الكلمة بال ليس لها فعل. قالوا ولا تجمعه العرب الا في حال الظرورة. ظرورة الشعر يقولون بالات - 00:23:50ضَ
والاصل انها تكون مفردة بهذا اللفظ وقال بعضهم البال رخاء العيش يعني جعل عيشهم رغدا ويقال فلان رخي البال اي حسن الحال والبال الحوت العظيم من حيتان البحر والبالة القارورة - 00:24:12ضَ
والجراب ووعاء الطيب وموضع بالحجاز مكان كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم ذكر الله جل وعلا النوعين الكفار اولا وحالهم ومآلهم وذكر جل وعلا بعد ذلك المؤمنين وحالهم ومآلهم وما اعده لهم - 00:24:40ضَ
لينظر العاقل وليتأمل الفرق بين هذا وهذا يقول تعالى الذين كفروا اي بايات الله وصدوا غيرهم عن سبيل الله اظل اعمالهم اي ابطلها واذهبها ولم يجعل لها جزاء ولا ثوابا - 00:25:12ضَ
لقوله تعالى وقدمنا الى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا يعني لا قيمة له وان كان ظاهره انه خير وقربة لله جل وعلا لكن لما لم يكن مسبوقا بالايمان بالله فلا فائدة فيه - 00:25:38ضَ
ثم قال الذين كفروا ثم قال والذين امنوا وعملوا الصالحات الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قيل نزلت في المطعمين يوم بدر وهم اثنى عشر من كبراء قريش كفارا ومنهم من اسلم - 00:26:03ضَ
الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله قال بعض المفسرين هم المطعمون يوم بدر اثنى عشر رجل من كبار والذين امنوا وعملوا الصالحات اي امنت قلوبهم وسرائرهم وانقادت جوارحهم وبواطنهم وظواهرهم - 00:26:25ضَ
وامنوا بما نزل على محمد يعني امنوا وعملوا الصالحات جمعوا صلاح الظاهر والباطن صلاح الظاهر بالاعمال الصالحة البينة وصلاح الباطن بالايمان بالله وامنوا بما نزل على محمد عطف خاص على عام - 00:26:50ضَ
وهو دليل على انه شرط في صحة الايمان بعد بعثته صلوات الله وسلامه عليه وقوله وهو الحق من ربهم جملة معترظة حسنة ولهذا قال كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم قال ابن عباس - 00:27:17ضَ
امرهم امرهم وقال مجاهد شأنهم وقال قتادة وابن زيد حالهم والكل متقارب يعني المعاني متقاربة حالهم او امرهم او شأنهم كلها معناها متقارب نعم وقد جاءت في حديث تشميت العاطس - 00:27:42ضَ
يهديكم الله ويصلح بالكم ثم قال تعالى ذلك بان الذين ذلك بان الذين كفروا اتبعوا الباطل وان الذين امنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس امثالهم كأن قائلا يقول - 00:28:06ضَ
لما اولئك اظل الله اعمالهم وهؤلاء كفر عنهم سيئاتهم واصلح بالهم الجواب ذلك بان الذين كفروا ذلك بسبب ان الذين كفروا اتبعوا الباطل اتبعوا الشيطان اتبعوا الضلال وان الذين امنوا - 00:28:33ضَ
محمدا صلى الله عليه وسلم فالباطل هو الشرك والضلال والكفر وكل ما لا خير فيه والحق هو التوحيد والايمان بالله ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم فبسبب هذا العمل الصادر منهم - 00:29:02ضَ
حصل لهم ما حصل. اولئك اضل اعمالهم لانهم كفروا واعرضوا وهؤلاء اصلح الله شأنهم وامرهم لانهم اتبعوا الحق والله جل وعلا لا يظلم الناس شيئا وكما في الحديث القدسي ان الله جل وعلا يقول يا عبادي انما هي اعمالكم - 00:29:31ضَ
احصيها لكم ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه هو الذي عمل السوء فاخذ عقوبته هو ما ضر الله شيئا وانما ضر نفسه - 00:29:58ضَ
والمؤمن لا يعمل لغيره هو يحسن ويفعل الخير ويعمل الصالحات تعود له الاخر يعمل السيئات لا يظر الله شيئا. وانما يظر نفسه انما هي اعمالكم احصيها لكم. ثم اوفيكم اياها. فمن وجد خيرا فليحمد الله جل وعلا الذي وفقه - 00:30:23ضَ
ومن وجد غير ذلك فلا يلومن الا نفسه هو الذي اعرض عن الحق واتبع الباطل هو الذي اعرض عن الايمان واتبع الكفر هو الذي خالف النبي صلى الله عليه وسلم واتبع الشيطان - 00:30:53ضَ
ثم قال ذلك بان الذين كفروا اتبعوا الباطل اي انما ابطلنا اعمال الكفار وتجاوزنا عن سيئات الابرار واصلحنا شؤونهم لان الذين كفروا اتبعوا الباطل اي اختاروا الباطل على الحق والذين امنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس امثالهم نعم اي يبينوا لهم هذا التعبير - 00:31:15ضَ
هكذا يسميه العلماء علماء البلاغة من اللف والنشر المرتب حيث ان الله جل وعلا ذكر الكفار اولا ثم ذكر المؤمنين بعد ذلك. ثم قال عن الكفار لانهم هم السابقون في الذكر وقال ذلك بان الذين كفروا اتبعوا الباطل - 00:31:44ضَ
وان الذين امنوا اتبعوا الحق هذا الذي اعطوه بسبب اعمالهم كذلك يضرب الله للناس امثالهم هكذا يبين الله جل وعلا الامر جليا واضحا للعباد يجعل الامر واضحا بينا. يظرب الامثال ويظهرها. ليكون المرء على بصيرة - 00:32:09ضَ
حتى اذا اتى يوم القيامة لا يقول ما علمت ان عملي السيء ذاك يورثني هذه المهالك وهذا القرار الامر جلي واضح لاهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة - 00:32:43ضَ
المؤمن يعمل الصالحات رجاء ثوابها يدخر لنفسه يجد ويجتهد كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها وموبقها واحد يسعى يركض لنجاة نفسه فيعتق نفسه من النار ويكون من اهل الجنة. واخر يسعى كلهم يسعون - 00:33:07ضَ
واخر يسعى في هلاك نفسه وفي تقييدها في نار جهنم والعياذ بالله. كل الناس يغدو فبائع النفس فمعتقها وموبقها كذلك يضرب الله للناس امثالهم يضرب لهم الامثال ويوضح لهم المآل والعواقب ليكونوا - 00:33:34ضَ
على بصيرة من امرهم انت اذا عملت خيرا اعمل لنفسك وتعرف وانت مؤمن واثق بانك ستنال ثوابه باذن الله والاخر والعياذ بالله الظالم يعمل السيئة يعرف انه معاقب عليها. الامر جلي واضح - 00:34:00ضَ
كذلك يضرب الله للناس امثالهم كذلك يضرب الله للناس امثالهم ان يبينوا لهم مآل اعمالهم. وما يصيرون اليه في معادهم والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد - 00:34:25ضَ
وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:34:48ضَ