التفريغ
رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم ياسين والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم - 00:00:01ضَ
تنزيل العزيز الرحيم لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون هذه السورة العظيمة سورة ياسين ثلاث وثمانون اية وقيل اثنتان وثمانون اية - 00:00:38ضَ
نزلت بمكة يا علي ابن عباس وعائشة رضي الله عنهم وقيل نزلت بمكة الا قوله جل وعلا ونكتب ما ونكتب اثاره ونكتب ما قدموا واثارهم فهذه الاية نزلت في المدينة - 00:01:14ضَ
لما اراد بنو سلمة تركوا منازلهم والنزول قرب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم لما خلت البقاع حول المسجد قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم دياركم تكتب اثاركم - 00:01:47ضَ
دياركم تكتب اثاركم يعني الزموا مكانكم وترددكم ذهابا وايابا الى المسجد يكتب لكم ذلك عند الله وانزل الله جل وعلا ونكتب ما قدموا واثارهم وروي في هذه السورة احاديث ضعيفة - 00:02:14ضَ
لا تثبت سوى ما ثبت اسناده ابن كثير رحمه الله وقال انه اسناد جيد قوله صلى الله عليه وسلم من قرأ ياسين في في ليلة ابتغاء وجه الله غفر له في تلك الليلة - 00:02:45ضَ
واخرج احمد وابو داوود والنسائي وابن ماجة والطبراني وابن حبان والحاكم البيهقي عن معقل ابن يسار ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ياسين قلب القرآن لا يقرأها عبد يريد الله والدار الاخرة - 00:03:18ضَ
الا غفر له ما تقدم من ذنبه اقرؤوها على موتاكم اقرأوا هذه السورة على موتاكم يعني على من احتضر لا على الميت الذي خرجت روحه وانما تقرأ على من احتضر - 00:03:43ضَ
كما ذكر ذلك بعض العلماء رحمهم الله لانها تخفف عليه سكرات الموت لان فيها وفيها تذكير للمرء حال انتقاله من الدنيا بوحدانية الله جل وعلا وباثبات الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم - 00:04:08ضَ
فلذا حسن قرأتها عند المحتضر واما من مات وخرجت روحه ما يثبت بانه يقرأ عنده شيء من القرآن. وانما فعل ذلك بدع من البدع المحدثة بعد القرون المفضلة يقول الله جل وعلا ياسين والقرآن الحكيم - 00:04:36ضَ
ياسين قرأت بقراءات عدة تسكين النون وفتح النون يا سينا وكسر النون ياسين وظم النون ياسين وورد فيها الحركات الثلاث مع التسكين ومحلها من الاعراب ومعناها معناها قيل هي من الحروف المقطعة - 00:05:09ضَ
وقد تقدم اكثر من مرة الكلام على ذلك وان احسن ما يقال فيها الله جل وعلا اعلم بمراده بذلك. تفويض العلم الى عالمه جل وعلا فذلك اسلم وهو الذي مشى عليه كثير من السلف - 00:05:49ضَ
الله اعلم بمراده بذلك وقيل بانها اسم من اسماء الله جل وعلا وقيل اسم للسورة وقيل اسم للنبي صلى الله عليه وسلم وقيل معناها بلغة اهل الحبشة يا رجل او يا انسان - 00:06:10ضَ
يا انسان او يا رجل والقرآن الحكيم الواو حرف جر والقرآن مقسم به والله جل وعلا يقسم بما شاء جل وعلا اقسم بذاته واقسم بصفاته واقسم بالقرآن واقسم بشيء من مخلوقاته كالليل - 00:06:44ضَ
والظحى والشمس والقمر وغير ذلك والله جل وعلا يقسم بما شاء ولا يجوز لنا ان نقسم الا بالله او بصفة من صفاته ولا نقسم بمحمد صلى الله عليه وسلم وهو افضل الخلق - 00:07:17ضَ
ولا نقسم بالكعبة. ولا نقسم بجبريل ولا بميكائيل ولا بغيرهم غيرهما من الملائكة ولا نقسم بالابوين فمن حلف بغير الله فقد كفر او اشرك والحلف بغير الله شرك اصغر ذنب وكبيرة من كبائر الذنوب لكنه لا يصل الى حد الخروج من ملة الاسلام - 00:07:43ضَ
فلا يجوز للمرء ان يقسم الا بالله او بصفة من صفاته الجبار العزيز المتكبر الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن الخالق الرازق الى غير ذلك من اسماء الله جل وعلا وصفاته - 00:08:19ضَ
وما عداها فلا يجوز لنا ان نقسم بشيء غير ذلك لان المراد بالقسم منتهى التعظيم انت تقسم بما تقسم به بمعنى ذلك انك تعطيه منتهى التعظيم ولا يجوز لمسلم ان يعطي منتهى التعظيم الا - 00:08:45ضَ
لمستحقه جل وعلا وهو الله تعالى فعلى المسلم ان يتنبه لهذا ولا يقسم الا بالله او بصفة من صفاته واذا اقسم بغير الله ناسيا فليكفر عن ذلك بقوله لا اله الا الله - 00:09:15ضَ
والقرآن الحكيم الحكيم بمعنى المحكم المتضمن للحق والصواب وانه لا يناقض بعضه بعضا ولا يخالف بعضه بعضا ولا يتخالف ولا يتعارظ مع العقل السليم ولا يتخالف ولا يتعارض مع السنة الصحيحة - 00:09:40ضَ
بل هو حق ثابت محكم متقن كما قال الله جل وعلا ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا لكنه لما كان من عند الله جل وعلا فلا اختلاف فيه - 00:10:15ضَ
والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين. انك يا محمد لمن المرسلين لمن الرسل الذين ارسلهم الله جل وعلا الى الخلق ليبصروهم بدينهم انك لمن المرسلين اقسم الله جل وعلا باثبات رسالة محمد صلى الله عليه وسلم - 00:10:41ضَ
خلافا لما زعمه الكفار بقولهم كما حكى الله جل وعلا عنهم انهم قالوا لست مرسلا والله جل وعلا يقسم بانك يا محمد من المرسلين قال بعض المفسرين لم يقسم الله جل وعلا لاحد من انبيائه بالرسالة في كتابه - 00:11:17ضَ
الا لمحمد صلى الله عليه وسلم تعظيما له وتمجيدا انك لمن المرسلين هذا جواب القسم والقرآن العظيم اين جواب القسم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم خبر اخر ومعطوف على جواب القسم انك لمن المرسلين وعلى صراط مستقيم - 00:11:47ضَ
على طريق حق ثابت الاعوجاج فيه ولا خلل اي على طريقة الانبياء السابقين الذين ارسلهم الله جل وعلا الى خلقه تنزيل العزيز الرحيم فيها قراءتان تنزيلا بالنصب وتنزيل بالرفع وقراءة الرفع - 00:12:22ضَ
على انه خبر لمبتدأ محذوف اي هو اي القرآن تنزيل العزيز الرحيم يعني نزل من عند الله جل وعلا وقراءة النصب اما على المصدرية اي نزل الله ذلك تنزيلا تنزيل العزيز الرحيم - 00:12:56ضَ
ويصح على الرفع ان يكون خبر ليعسين على ان ياسين مبتدأ تنزيل العزيز الرحيم وفي هذه دلالة على علو الله جل وعلا لان المنزل يأتي من اعلى الى اسفل لينزل - 00:13:29ضَ
وان القرآن نزل من عند الله جل وعلا. فهو كلام الله منه بدأ واليه يعود وكلام الله ليس بمخلوق هو صفة من صفاته جل وعلا فهو يتكلم متى شاء واذا شاء كيفما شاء - 00:13:52ضَ
جل وعلا واثبات الكلام لله جل وعلا واثبات العلو له جل وعلا وله جل وعلا العلو المطلق علو القدر وعلو القهر وعلو الذات فهو جل وعلا له العلو الذاتي فهو مستو على عرشه فوق سماواته. بائن من خلقه - 00:14:16ضَ
وله علو القدر بالتعظيم والاجلال وله علو القهر فهو القاهر لجميع خلقه جل وعلا تنزيل العزيز الرحيم الذي اتصف بالعزة والقوة فهو عزيز جل وعلا في جانب من عصاه. من خالف امره فهو ينتقم منه جل وعلا - 00:14:44ضَ
رحيم بالنسبة لعباده المؤمنين. فهو يرحمهم في الدنيا والاخرة جل وعلا تنزيل العزيز الرحيم لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون لتنذر النذارة الاخبار على سبيل التخويف اي لتخوف هؤلاء القوم الذين ارسلت اليهم - 00:15:15ضَ
لتنذر قوما لتخوفهم عقوبة الله ان استمروا على شركهم لتنذر قوما ما انذر اباؤهم ما هذه يصح ان تكون نافية يعني ينفي جل وعلا ان ان يكون جاء نذر لابائهم - 00:15:50ضَ
والمراد لابائهم الاقربون يعني اباؤهم الاقربون الذين هم في وقت الفترة بين الانبياء لتنذر هؤلاء الذين لم ينذر اباؤهم فهم يعني هم واباؤهم غافلون عن الحق فانت ارسلت اليهم لتنذرهم - 00:16:23ضَ
ويصح ان تكون ما اسم موصول لتنذر قوما من هؤلاء القوم؟ الذين انذر اباؤهم الذين انذر اباؤهم لتنذرهم ويصح ان تكون موصوفة لتنذر قوما عذابا انذره اباؤهم من قبلهم ويصح ان تكون - 00:16:52ضَ
مع هذه نافية يعني حرف ويصح ان تكون اسم موصول ويصح ان تكون مصدرية ويصح ان تكون موصوفة يعني كناية عن نكرة موصوفة ما انذر ابائهم فهم غافلون. غافلون معرضون عما خلقوا من اجله. عما امامهم - 00:17:27ضَ
عما اوجدهم الله جل وعلا لاجله. فهم اوجدوا وخلقوا لعبادة الله جل وعلا لتنذر قوما ما انذر اباؤهم فهم غافلون لقد حق القول على اكثرهم قوما ما انذر ابائهم فهم غافلون. هذه الاية دلت على نذارته صلى الله عليه وسلم لهؤلاء - 00:17:53ضَ
ومن حولهم وذكرهم وحدهم لا ينفي من عداهم فهو رسول الله الى الثقلين الجن والانس الى الناس وهذه الاية دلت على انه جاء لينذر هؤلاء لكن لا ينفي النذارة لمن سواهم - 00:18:23ضَ
والنذارة لمن سواهم ثابتة بالايات والاحاديث المتواترة عن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك قوله جل وعلا في سورة الاعراف قل يا ايها الناس اني رسول الله اليكم جميعا - 00:18:51ضَ
الذي له ملك السماوات والارض يا ايها الناس عموما وقد قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح وكان النبي يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة مما ميز به وفضل صلوات الله وسلامه عليه يقول اعطيت خمسا لم يعطهن احد من الانبياء قبل - 00:19:14ضَ
نصرت بالرعب مسيرة شهر وجعلت لي الارض مسجدا وطهورا واحلت لي الغنائم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث الى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة لقد حق القول على اكثرهم - 00:19:43ضَ
بكفرهم واعراضهم وغفلتهم حق القول على اكثرهم يعني اكثرهم يعلم الله جل وعلا ازلا انهم لا يؤمنون فهم مستحقون للعذاب ويعلم جل وعلا ان بعضهم يؤمن فقد امن بعض المشركين - 00:20:07ضَ
لرسول الله صلى الله عليه وسلم والكثير لم يؤمنوا كما قال الله جل وعلا وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون. يعني ارسلناك اليهم لتنذرهم - 00:20:35ضَ
والله جل وعلا يعلم ازلا ان اكثرهم لا يؤمن وليس مجبر على عدم الايمان بل هو الذي رد الايمان ولم يقبله. باختياره وعقله وادراكه. ولا حجة للخلق على الله جل وعلا. فالله جل وعلا ارسل الرسل - 00:20:58ضَ
وانزل الكتب واقام الدليل واوضح المحجة على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فمن امن فبتوفيق الله جل وعلا والهامه وتفضله واحسانه ومن رد واعرض فباختياره فباختياره هو ومن فكره وعقله وادراكه - 00:21:25ضَ
لقد حق القول على اكثرهم فهم لا يؤمنون. وفي هذا اخبار للنبي صلى الله عليه وسلم بان لا يشق على نفسه نحوهم وان عليه البلاغ والله جل وعلا يعلم ازلا ان اكثرهم لا يؤمن - 00:21:54ضَ
لان من حق عليه القول فانه لا يؤمن وكما قال الله جل وعلا فلا تذهب نفسك عليهم حسرات انذرهم وبلغهم ولكن من لم يؤمن لا تذهب نفسك عليهم حسرات لعدم ايمانهم - 00:22:19ضَ
او تظن ان ذلك تقصير منك في عدم البلاغ او عدم الايظاح انت عليك البلاغ والله جل وعلى اعلم باحوالهم. يعلم جل وعلا ازلا ان هذا يؤمن ويتبع الرسول صلى الله عليه وسلم. وان - 00:22:43ضَ
هذا لا يؤمن باختياره ورغبته في عدم الايمان والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:23:03ضَ