التفريغ
الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري - 00:00:00ضَ
جنات تجري من تحتها الانهار يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم فيها حرير وهدوا الى الطيب من القول وهدوا الى صراط الحميد تقدم لنا قوله جل وعلا هذان خصمان اختصموا في ربهم - 00:00:30ضَ
الذين كفروا قطعت لهم ثياب من نار يصب من فوق رؤوسهم الحميم يسهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد. كلما ارادوا ان يخرجوا منها من غم اعيدوا فيها - 00:01:03ضَ
وذوقوا عذاب الحريق وهنا قال جل وعلا ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار الخصمان هما كما تقدم المؤمنون والكفار وبين الله جل وعلا مآل الكفار - 00:01:26ضَ
ومصيرهم الى النار وبين جل وعلا المؤمنين وما اعد لهم من الظيافة وقال جل وعلا في هذه الايات ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات بين جل وعلا ما اعد لهم - 00:02:01ضَ
من النزل المنزل عقبه ما اعد لهم من الحلي عقبه ما اعد لهم من اللباس عقبه ماذا كان شعورهم نحو ذلك لان المرء في الدنيا قد يكون في نعمة لكن لا يدري عنها - 00:02:32ضَ
ولا يقدر هذه النعمة واما المؤمن في الاخرة فهو في نعمة ويشعر في حسن ما هو فيه والشعور بالراحة والاطمئنان والشعور بالسعادة سعادة تضاف الى ما هو فيه من النعيم - 00:03:11ضَ
الشعور بالسعادة سعادة اخرى ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات هؤلاء الفريق الثاني. الخصم الثاني مع الكفار وهم المؤمنون والايمان عمل القلب والعمل الصالح عمل اللسان والجوارح امنوا ليس الايمان مجرد قول - 00:03:45ضَ
او قول وعمل فهذا القول والقول والعمل يحصل من المنافقين ولا ينفعهم ذلك عند الله جل وعلا والمنافقون كما قال الله جل وعلا ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار - 00:04:30ضَ
وهم كانوا يصلون ويصومون ويزكون ويخرجون مع الرسول صلى الله عليه وسلم لقتال الكفار لكن لما لم يصحب ذلك ايمان بالله وتصديق بالله جل وعلا وبكتبه ورسله واليوم الاخر وبالقدر خيره وشره - 00:04:54ضَ
لم ينفعهم هذا القول ولا هذا العمل واولا لابد من التصديق الجازم والاعتقاد اليقين بان الله جل وعلا هو الواحد الاحد الفرد الصمد الموصوف بصفات الكمال المنزه عن صفات العيب والنقص المستحق - 00:05:30ضَ
عبادتي وحده لا شريك له اذا عمل الانسان العمل مجاراة بدون اعتقاد ما نفعه والعمل الصالح مصدق للاعتقاد الحقيقي الجازم لانه لو ادعى المرء الاعتقاد الصحيح والايمان بدون عمل ما صدق - 00:05:58ضَ
فلا بد ان يقترنا مع الامكان الا اذا لم يمكن العمل الصالح لم يمهل للعمل الصالح الاعتقاد حينئذ وحده يكفي كما تقدم لنا في من كان في صف الكفار مثلا - 00:06:35ضَ
وهداه الله جل وعلا للايمان انحرف على من كان معه اصبح يقاتلهم مؤمنا بالله واليوم الاخر فانه يدخل الجنة ان لو قتل شهيدا دخل الجنة وان لم يسجد لله سجدة - 00:06:59ضَ
وكذلك كما تقدم سحرة فرعون امنوا فلما لم يمهلهم الله جل وعلا للعمل نفعهم الايمان بدون ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات العمل الصالح له شرطان اساسيان ليس كل عمل ينفع - 00:07:22ضَ
لان العمل قد يكون مردودا على صاحبه متى ينفع اذا اقترن بشرطين اساسيين وهما ان يكونا خالصا لوجه الله جل وعلا الثاني ان يكون صوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:07:50ضَ
ان يكون خالصا لله فالله جل وعلا يقول فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه احدا يكون العمل لوجه الله جل وعلا الثاني ان يكون صوابا على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم - 00:08:20ضَ
يقول الله جل وعلا قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فشد الله جل وعلا جميع الطرق من ان توصل اليه الا الطريق الذي شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم - 00:08:46ضَ
الذي هو على منوال تشريعه وبيانه عليه الصلاة والسلام فاذا كان العمل لغير وجه الله ما نفع واذا كان العمل لوجه الله لكن على خلاف السنة يعني يتقرب الى الله جل وعلا على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. ما نفعه ذلك - 00:09:11ضَ
مثال ذلك مثلا الصيام من احب العبادات الى الله جل وعلا لكن لابد ان يكون صيام المرء موافق لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم قال المرء مثلا اريد ان اصوم يوم عيد الفطر - 00:09:48ضَ
ويوم عيد الاضحى لانهما يومان فاضلان احب ان اتقرب الى الله جل وعلا بالصيام فيهما. نقول لا تقربك هذا يبعدك من الله. لانه بخلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم. فالرسول صلى الله عليه - 00:10:13ضَ
وسلم شرع لنا الفطرة فيهما وحرم علينا الصيام فاذا صمت يقول اصوم لوجه الله نقول ولو صمت لوجه الله فذلك يبعدك عن الله لانك لم تأخذ بالسنة الرسول نهى عن صيام - 00:10:35ضَ
يوم عيد الفطر ويوم عيد الاضحى فاذا صمت تكون خالفت السنة فلا ينفعك عملك ذلك يقول مثلا الصلاة من احب الاعمال الى الله فانا اريد بعد صلاة الفجر اقوم اصلي اتقرب الى الله جل وعلا حتى تطلع الشمس - 00:10:56ضَ
يقول عملك ذلك يبعدك عن الله لان الرسول صلى الله عليه وسلم الذي امرنا بالصلاة وحثنا على التقرب الى الله جل وعلا. نهانا عن الصلاة بعد الفجر حتى تطلع الشمس - 00:11:26ضَ
وهكذا سائر الاعمال اذا كانت على خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نفعت قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني. يقول انا اريد اتقرب الى الله؟ نقول نعم. تقرب الى الله لكن من طريق النبي صلى الله عليه وسلم - 00:11:42ضَ
على نهج سنته وما شرعه صلى الله عليه وسلم ويقول عليه الصلاة والسلام من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد احدث بدعة يريد ان يتقرب الى الله جل وعلا بها. كثير من اهل البدع الان يعملون البدع على انهم يتقربون الى الله عن جهل منهم - 00:12:10ضَ
وسوء عمل ينفعهم التقرب؟ لا لو تقربوا الى الله لان الله جل وعلا لا يتقرب اليه بما خالف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم من احدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد. من عمل عملا ليس عليه امرنا فهو رد. يعني مردود عليه - 00:12:37ضَ
لا ينفعه ان الذين امنوا وعملوا الصالحات ان الله يدخل الذين امنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الانهار جنات تقدم لنا بساتين وسميت هذه المنازل في الجنة بانها تستر وتجن ما تحتها - 00:13:03ضَ
وسميت بساتين الدنيا جنة بانها تستر ما تحتها الاشجار الملتفة جنات تجري من تحتها الانهار. يعني من تحت اشجارها وبساتينها الانهار. ولم يقل نهرا وانما هي انهار كما قال الله جل وعلا في اية اخرى - 00:13:35ضَ
انهار من الماء وانهار من اللبن وانهار من الخمر وانهار من العسل وهذه الانهار بقدرة الله جل وعلا تجري في غير اخدود. وبغير انابيب وتتوجه كما يحب صاحبها بان تتوجه اليه - 00:14:03ضَ
تجري حسب ارادته وهواه وما يريده هذا السكن يدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار يحلون فيها المؤمن يحلى في الجنة يعني يلبس الحلي وكما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الاخر تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء - 00:14:28ضَ
يحلون فيها من اساور من ذهب يحلون فيها من اساور اشاور جمع اسورة واسورة جمع سوار وسوار يصح ان ان يقال سور بكسر السين وبضمها سوار والسوار هو ما يجعل - 00:15:00ضَ
باليد من اساور من ذهب من ذهب من هذه بيانية يعني بيان لنوع هذا السوار يحلون فيها من اساور من ذهب ولؤلؤا لؤلؤة منصوب معطوف على محل اشاور مشاور محلها النصب - 00:15:41ضَ
وهي مجرورة ولؤلؤة يعني يحلون اساور من ذهب ولؤلؤا واللؤلؤ هو ما يستخرج من البحر من الحلي الجيد والمؤمن كما ورد في الحديث يعطى او يحلى بسوار من ذهب وسوار من فضة - 00:16:18ضَ
وسوار من لؤلؤ وحرم علينا النبي صلى الله عليه وسلم لبس الذهب في الدنيا وما منع منه العبد في الدنيا فامتنع طاعة لله جل وعلا يعطاه في الدار الاخرة على وجه اكمل واحسن - 00:17:04ضَ
من اساور من ذهب ولؤلؤا ولباسهم اللباس من افخر انواع الالبسة وما يلبس وهو الحرير فاحسن انواع الالبسة الحرير وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم اللبس الرجال للذهب والحلي - 00:17:37ضَ
والله جل وعلا يلبسهم اياه في الدار الاخرة فمن لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الاخرة يحرم من لبسه قال ابن الزبير معناه لا يدخل الجنة لا يدخل الجنة. لان اهل الجنة لباسهم الحرير - 00:18:07ضَ
ولباسهم فيها حرير. الذي هو افخر واحسن انواع الالبسة لان الله جل وعلا اعد لعباده الصالحين في الدار الاخرة في الجنة ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر - 00:18:34ضَ
ولباسهم فيها حرير وهدوا الى الطيب من القول بمعنى هداهم الله جل وعلا للطيب من القول يعني وفقهم الله جل وعلا للطيب من القول يعني لا ينطقون الا نطقا حسنا - 00:18:58ضَ
طيبة وهذا من الشعور بالنعمة والفضل من الله جل وعلا ما المراد بهذا قال بعض المفسرين هدوا الى الطيب من القول هو قول لا اله الا الله الى الطيب من القول هو الحمد لله - 00:19:23ضَ
هدوا الى الطيب من القول وهو القرآن قراءة القرآن وقد ورد جاء مصرحا به بعض الايات في قوله جل وعلا وقالوا يعني في الجنة الحمد لله الذي صدقنا وعده وقالوا الحمدلله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي - 00:19:50ضَ
لولا ان هدانا الله وقالوا الحمدلله الذي اذهب عنا الحزن يعني انهم يحمدون الله جل وعلا في الجنة. وورد ان اهل الجنة يلهمون الذكر والتسبيح كما يلهم المرء في الدنيا النفس - 00:20:24ضَ
يعني لا يشغلهم عن شيء ودائما يلهجون به كما ان المرء في الدنيا يقرأ ويتنفس ويأكل ويتنفس ويعمل اي عمل يريده ويتنفس. فالتنفس عند المرء في الدنيا لا يشغله عن شيء مما هو فيه - 00:20:49ضَ
كذلك الذكر في الدار الاخرة المؤمن يكون الذكر على لسانه دائما وابدا بدون ان يشتغل به عن شيء مما اعد الله جل وعلا له من النعيم وقيل المراد وهدوا الى الطيب من القول انهم في مجال الخصومة - 00:21:12ضَ
في مجال الخصومة مع الاعداء مع الكفار وفقهم الله جل وعلا لاحسن القول لما قال ابو سفيان وهو في صف الكفار لنا العزى ولا عزى لكم ويفتخر في عبادته للعزى صنم من الاصنام - 00:21:42ضَ
فقال النبي صلى الله عليه وسلم الا تجيبوه؟ قالوا ماذا نقول؟ قال قولوا الله مولانا ولا مولى لكم شتان بين العبارتين هذا يفتخر بصنم لا ينفع ولا يضر. واولئك يتقربون الى الله جل وعلا بانه هو مولاهم ومن كان الله جل وعلا مولاه فهو الغالب - 00:22:10ضَ
لا محالة الله مولانا ولا مولى لكم. وذلك بتوفيق من الله جل وعلا وهدوا الى الطيب من القول. يعني وفقوا والهموا احسن الكلام وافظله وهدوا الى صراط الحميد هدوا الى صراط الذي هو الطريق والسبيل - 00:22:40ضَ
الحميد بمعنى المحمود او وهدوا الى صراط الله الحميد المحمود جل وعلا الى صراط الله الذي من سلكه يحمد العاقبة فمن سلك الطريق متوجها الى الله جل وعلا اوصله ذلك الطريق الى الجنة - 00:23:13ضَ
وهم انما هدوا الى هذا بتوفيق الله جل وعلا وفي هاتين الايتين الكريمتين يبين جل وعلا شيئا مما اعده لاوليائه في الجنة وبين في الايات السابقة ما اعده جل وعلا لاعدائه في النار - 00:23:46ضَ
والعاقل يقارن بين الفريقين شتان ما بينهما ولن ينال المؤمن تلك المنزلة الا بتوفيق الله جل وعلا وهدايته والهامه العاقل يسأل الله جل وعلا دائما وابدا الهداية والتوفيق. وكما امرنا الله جل وعلا في كتابه - 00:24:16ضَ
عزيز وفي افضل سورة من القرآن الحمد لله رب العالمين بان نسأله في كل ركعة ولا تصح صلاة المرء ولا ركعاته الا بقراءة الفاتحة. اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين انعمت - 00:24:43ضَ
عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين المؤمن يسأل الله جل وعلا ان يهديه الصراط المستقيم وان يجنبه طريق المغضوب عليهم صديق المغضوب عليهم الذين هم اليهود واليهود معهم علم فلم يعملوا به - 00:25:03ضَ
وكما قال بعض السلف من فسق من علمائنا ففيه شبه من اليهود ومن فسق من عبادنا ففيه شبه من النصارى. النصارى يتعبدون الله على جهل واليهود عندهم العلم فلم يعملوا به - 00:25:26ضَ
وهذان طرفان ضالان والوسط الاخذ بالعلم والعمل به فمن وفقه الله جل وعلا للاخذ بالعلم والعمل به فذلك السبيل الموصل الى الله جل وعلا والى الى جنته المؤمن يسأل الله جل وعلا دائما وابدا بحضور قلب واخلاص بان يهديه الصراط المستقيم وان - 00:25:53ضَ
طريق المغضوب عليهم وطريق الظالين والهداية والتوفيق بيد الله جل وعلا يهبها لمن شاء من عباده فضلا منه واحسان والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:26:25ضَ