تفسير ابن كثير | سورة الصافات

تفسير ابن كثير | شرح الشيخ عبدالرحمن العجلان | 11- سورة الصافات | من الأية 103 إلى 113

عبدالرحمن العجلان

الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم فلما ما اسلم وتله للجبين وناديناه يا قد صدقت الرؤيا انا كذلك نجزي المحسنين - 00:00:01ضَ

ان هذا لهو البلاء المبين. وفديناه بذبح عظيم وتركنا عليه في الاخرين سلام على ابراهيم كذلك نجزي المحسنين انه من عبادنا المؤمنين وبشرناه باسحاق نبيا من وباركنا عليه وعلى هذه الايات الكريمة - 00:00:35ضَ

من سورة الصافات جاءت في سياق قصة ابراهيم عليه السلام مع قومه وبشارته بالغلام وابتلائه لذبح ولده ومناداة الله جل وعلا له الفداء عن الذبيح قال الله تعالى فبشرناه بغلام حليم - 00:01:35ضَ

فلما بلغ معه السعي قال يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ماذا ترى قال يا ابتي افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله من الصابرين فلما اسلما وتله للجبين. الايات - 00:02:16ضَ

فلما اسلما الف التثنية هذي لابراهيم ابراهيم اسلم لله جل وعلا واقدم على ذبح ابنه والذبيح اسلم لطلب ابيه فيما امره الله جل وعلا به اي استسلما لامر الله واطاعاه - 00:02:43ضَ

وانقاد له وخضع اسلم استسلم وقيل اسلم تشهد شهد ان لا اله الا الله ابراهيم تشهد للذبح والذبيح استشهد شهد ان لا اله الا الله لتكون اخر كلمة يقولها في الدنيا - 00:03:26ضَ

كلمة التوحيد ومن وفق بان تكون كلمة التوحيد هي اخر كلمة يقولها في الدنيا دخل الجنة اسلما حيستسلم وانقاد وخضع او اسلم يعني شهد ان لا اله الا الله ابراهيم شهد ان لا اله الا الله - 00:04:07ضَ

من اجل الذبح واسم والذبيح ايا كان اسماعيل او اسحاق شهد ان لا اله الا الله لتكون اخر كلمة يقولها في الدنيا فلما اسلما وتله للجبين وناديناه ان يا ابراهيم - 00:04:39ضَ

لما لما لها جواب اين جوابه لما قيل هو محذوف فلما اسلما ظهر صبرهما او فلما اسلما اجزلنا لهما الاجر او فلما اسلما فديناه بذبح عظيم قال البصريون الجواب لما محذوف - 00:05:04ضَ

يفهم من السياق وقال الكوفيون الجواب فلما اسلما ناديناه ان يا ابراهيم اقول لهم ما تقولون بالواو هذه وناديناه قالوا هذه مقحمة ورد عليهم لان الواو من حروف المعاني لا يجوز ان تزاد. يعني لها معنى - 00:05:44ضَ

ما يصلح ان تكون زائدة وقال بعضهم ومنهم الاخفش فلما اسلم الجواب لما تله للجبين. قال والواو زائدة القول الكوفيين ويرد عليه بما رد على الكوفيين ولعل الجواب وما ذكره - 00:06:20ضَ

المصريون بانه مقدر فلما اسلم اجزلنا لهم الاجر او فديناه بكبش او بذبح او ظهر صبرهما وتله للجبين. تلة تلهو بمعنى صرعه واسقطه والقاه ورماه على الجبين الجبين اين هو - 00:06:47ضَ

الجبين للمرء يبي ينام وهما يا نباء الجبهة مما يلي الصدق هذا هو الصدق وهذا الجبين وهذا الجبين الاخر يمين يمين وجميل شمال مما يلي اعلى جبهة واسقطه على جبينه - 00:07:24ضَ

يعني جعل جبينه مما يلي الارض ولم يسقطه على قفاه فيكون وجهه في وجه ابراهيم عليهما السلام بل جعل وجهه الى الارظ حتى لا تحمله رؤية وجهه الى الشفقة والحنان عليه - 00:07:57ضَ

ثم التوقف عن الذبح او ظهور جزع الابن يحمل اباه على التوقف فالقاه على الارض وجعل وجهه مما يلي الارظ حتى يسارع في تنفيذ امر الله جل وعلا والتل هو الرمي بقوة - 00:08:26ضَ

واصله من الرمي على التل. يعني على المكان المرتفع من رمل ونحوه ان التل هو المكان المرتفع او من التليل وهو العنق اي رماه على عنقه او رماه على تل على مكان مرتفع - 00:08:58ضَ

ثم اطلق الرمي كل رمي على قيل له تل وان لم يكن على مكان مرتفع اصل تله رماه الى في مكان مرتفع ثم استعمل في كل رمي قال في القاموس - 00:09:21ضَ

تله تلا من باب قتلة يعني قتل قتلا تله تلا فهو متلول اسم مفعول وتليل صرعه والقاه على عنقه وخده يقال سللت الرجل اذا القيته والتل الصرع والدفع والمراد انه اضجعه على جبينه على الارض - 00:09:44ضَ

واختلف العلماء رحمهم الله في الموضع الذي اراد ذبحه فيه فقيل في مكة حول المقام الذين قالوا انه اسماعيل وقيل في المنحر يعني في منى عند الجمار وقيل على الصخرة - 00:10:20ضَ

التي باصل جبل سبيل في منى الذي بين منى ومكة وقيل بالشام الذين قالوا انه اسحاق قالوا مكان الذبح بالشام وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا ناداه الله جل وعلا - 00:10:49ضَ

مثنيا عليه بانك يا ابراهيم صدقت واستجبت وعزمت على الاتيان بما رأيته في منامك قال المفسرون لما اضجعه للذبح نودي من الجبل يا ابراهيم الى اخره وجعله مصدقا بمجرد العزم - 00:11:21ضَ

لان المرء اذا عزم على شيء امر به فقد صدق وان لم يذبحه لانه اتى بما امكنه سارع واستجاب ثم نهي تستجاب سارعت لما امرت ثم امتنعت لما منعناك صدقت الرؤيا - 00:11:55ضَ

قال القرطبي رحمه الله قال اهل السنة ان نفس الذبح لم يقع ولو وقع لم يتصور رفعه يعني ما وقع لو وقع الذبح والله جل وعلا على كل شيء قدير - 00:12:27ضَ

لكنه لم يقع فلو وقع الذبح لكان حصل لكنه لم يقع وانما الذي وقع المبادرة الى الامتثال وكان هذا يقول عند اهل السنة من باب النسخ قبل الفعل من باب النسخ - 00:12:53ضَ

قبل الفعل ان الله جل وعلا يأمر بالشيء ثم ينسخه قبل ان ليحصل فعل لما امر به وهذا عند اهل السنة شائغ ان يأمر الله جل وعلا بامر ثم ينسخه - 00:13:21ضَ

قبل ان يفعل ويمتثل الامر يقال اذا ما معنى قوله تعالى وصدقت الرؤيا قال فعلت ما امكنك ان تفعله لانه منع من الذبح قبل ان يفعل وهو فعل الذي امكنه وهو العزم والتل للجبين - 00:13:48ضَ

وتهيئة نفسه وولده للذبح قال بعض المفسرين اقوال رحمهم الله قال وانه القي على العنق صفحة من نحاس وقيل ان السكين بدأت تنبو عن صفحة العنق وقيل انه كلما قطع شيء عاد والتئم كما كان - 00:14:15ضَ

وكل هذه اقوال لا دليل عليها من الكتاب والسنة وانما الدليل واضح انه تله للجبين وعزم على ذبحه ثم نودي والله جل وعلا على كل شيء قدير وكل شيء ممكن ان يكون - 00:14:48ضَ

اذا اضيف الى قدرة الله جل وعلا وممكن ان السكين تمتنع وممكن ان كلما قطع التأم وممكن ان لا تمضي السكين الجلد فيكون الجلد بمثابة نحاس او حديد لا تمضي فيه السكين - 00:15:13ضَ

وممكن اشياء كثيرة لكن لا يصح ان يقال شيء ما ثبت بكتاب او سنة وقالوا رحمهم الله لما اراد ابراهيم ان يذبح اسحاق قال اسحاق لابيه اذا ذبحتني فاعتزل لا اضطرب - 00:15:33ضَ

فينتظح عليك دمي يعني يصب ثيابك شيء من دمي يضعف اجري بتلويث ثيابك ورؤي انه قال ليس لي الا الا هذا القميص فاخلعه حتى تكفرني فيه اذا ذبحتني ورؤيا اقوال كثيرة - 00:15:58ضَ

لا مستند لها قوي وناديناه ان يا ابراهيم قد صدقت الرؤيا. امتدحه الله جل وعلا بانه استجاب وصدق وامتثل ما امر به في ذبح اعز ما يملك واعز ما حوله - 00:16:30ضَ

وهو ابنه الوحيد الذي رزقه وهو في سن الشيخوخة قد قارب المئة عمره بعدما كاد ان ييأس فرزقه الله جل وعلا بهذا الولد ففرح به فرحا شديدا ولكنه قدم امر الله جل وعلا - 00:16:56ضَ

وقدم طاعة ربه على هوى نفسه عليه الصلاة والسلام فكافأه الله جل وعلا بهذه المكافأة العظيمة بان رزقه الولد الاخر وكان له ابنان اسماعيل واسحاق ولم يبعث الله نبيا الا من ذريته بعده - 00:17:24ضَ

ما بعث الله نبيا الا من ذريته يعني من ذرية ولديه وكلهم من ذرية اسحاق سوى محمد صلى الله عليه وسلم فهو من ذريتي اسماعيل عليهم الصلاة والسلام قال الله جل وعلا - 00:17:54ضَ

انا كذلك نجزي المحسنين انا كذلك اي كما جزيناك بهذا الفدا وهذا التفضل والانعام كذلك نجزي كل محسن فمن احسن والله جل وعلا يجازيه ويثيبه على احسانه وهو جل وعلا مطلع - 00:18:17ضَ

لا تخفى عليه خافية يثيب عبده على ما قدم يعطيه الجزاء العظيم على العمل الصالح كما انه يطلع على عمل عبده السيء ويعاقبه عليه ان شاء وان شاء جل وعلا عفا وتجاوز - 00:18:50ضَ

فهو جل وعلا يثيب على العمل الصالح ويضاعف واما في جانب العقاب والله جل وعلا قد يعاقب المسيء وقد يتجاوز عنه كذلك نجزي المحسنين وكل من احسن في عمله جازاه الله جل وعلا - 00:19:19ضَ

وخاصة في احوج ما يكون العبد الى الجزاء. اذا كان في حالة شدة في حالة ضيق في حالة بلاء الله جل وعلا يلطف به ويثيبه على عمله الصالح ان هذا لهو البلاء المبين - 00:19:45ضَ

يعني هذا الحقيقة هو الاختبار العظيم هذا هو البلاء بلبلة والابتلاء بمعنى الاختبار والله جل وعلا يختبر العباد بما شاء من انواع البلاء فمن العباد من ينجح ويوفق ويأخذ الدرجة العالية في هذا الامتحان - 00:20:12ضَ

ربح الدنيا والاخرة ومن العباد من يبتلى من نعمة او بالنقمة او بالمصيبة ويخفق ويخسر بهذا الدنيا والاخرة والموفق من وفقه الله جل وعلا والبلاء المبين يأتي بمعنى الامتحان والامتحان يكون بالخير ويكون بالشر - 00:20:42ضَ

ويأتي البلاء بمعنى النعمة يقال ابلاه الله ابلائ وبلاء اذا انعم عليه فيقال ابلاه الله في هذه النعمة العظيمة يعني انعم عليه وكلمة البلاء قد تطلق على الخير وعلى الشر - 00:21:13ضَ

وقد تطلق على الخير فقط وقد تطلق بمعنى الامتحان والابتلاء والاختبار وقد تطلق بمعنى النعمة والعطية والمنة من الله جل وعلا كما قال الله جل وعلا ونبلوكم بالشر والخير فتنة. والينا ترجعون - 00:21:39ضَ

لنختبركم بالخير ونختبركم بالشر ثم بين جل وعلا ما انعم به على ابراهيم وابنه وقال وفديناه بذبح عظيم لدينا اسماعيل الذي امر ابراهيم او اسحاق الذي امر ابراهيم بذبحهما فديناه بذبح - 00:22:03ضَ

الذبح اسم للمذبوح يعني بشيء مذبوح ولم يسمه جل وعلا وقال بعض المفسرين هو كبش جاء لابراهيم من الجنة بعد ان وغذي بالجنة اربعين خريفا فهو عظيم يعني شريف عظيم من الله - 00:22:32ضَ

وليس المراد عظم الجسم فهذه لا تدل على عظم وشرف الذبيحة ونحو ذلك وقد يكون الشيء كبيرا وهناك ما هو اصغر منه ويكون اغلى ثمنا لكن قال وفديناه بذبح عظيم - 00:23:05ضَ

اي ذا قدر وشرف وقبول عند الله جل وعلا وقيل انه كبش ارسل اليه من الجنة وقيل تيس وعل انحدر عليه من الجبل باذن الله جل وعلا ويسمى التيس الجبلي. يعني يختلف عن التيس الانسي - 00:23:30ضَ

هذا تيس وحشي يعني من الوحوش من الظبا الذي هو الوعل قيل قد بقي قرناه معلقين على الكعبة الى ان احترق البيت في زمن ابن الزبير لما رمي رميت الكعبة بالمنجنيق - 00:23:56ضَ

من قبل الحجاج احترق بعض اجزاء فيها احترق ذلك الرأس والقرنان معه وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما انه قال والذي نفسي بيده لقد رأيت لقد كان اول الاسلام - 00:24:19ضَ

وان رأس الكبش لمعلق بقرنيه في ميزاب الكعبة وقد يبس من طول المدة وقيل ان هذا الكبش لم يأكله الادميون لانه كان على قول انه من الجنة وما كان من الجنة لا تؤثر فيه النار شيئا - 00:24:43ضَ

فغير صالح للطبخ فاكلته الوحوش والسباع والطير ولم يأكل منه الادميون قال بعض المفسرين رحمهم الله لما ذبحه إبراهيم عليه السلام قال جبريل الله اكبر الله اكبر الله اكبر ثم قال الذبيح لا اله الا الله والله اكبر - 00:25:12ضَ

ثم قال ابراهيم الله اكبر ولله الحمد قال فبقي هذا سنة ان يسن ان يؤتى بهذا التكبير على هذه الصفة. الله اكبر الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله والله اكبر. الله اكبر ولله الحمد - 00:25:42ضَ

وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رجلا جاءه قال نذرت اذبح نفسي وقال ابن عباس لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة ثم تلا وفديناه بذبح عظيم فامر - 00:26:09ضَ

بكبش فذبحه وقد استشهد ابو حنيفة رحمه الله بهذه الاية فيمن نذر ذبح ولده انه يلزمه ذبح شاة. ويكفيه عن ذلك وتركنا المتأخرة التي تأتي بعده ماذا ترك الله جل وعلا عليه؟ سلام على ابراهيم - 00:26:28ضَ

بارك الله جل وعلا السلام عليه في الامم كلها وحببه الله جل وعلا الى جميع طوائف اهل الارض الى مسلمهم وكافرهم الى كتابيهم والى عبدة الاصنام والمشركين كلهم يدعي انه على ملة ابراهيم - 00:27:02ضَ

اليهود والنصارى يدعون ذلك ومشرك العرب يدعون ذلك والمسلمون يدعون ذلك وهو الصحيح والصواب. كما قال الله جل وعلا ان اولى الناس بابراهيم للذين اتبعوه. وهذا النبي والذين امنوا يعني الذين اتبعوا ابراهيم - 00:27:32ضَ

سلام على ابراهيم. يعني هو مفعول تركنا تركنا عليه في الاخرين ماذا سلام على ابراهيم. يعني تركنا هذه الجملة سلام على ابراهيم مبتدأ وخبر والسلام الثناء الجميل وقيل سلام منا وقيل سلامة من الافات - 00:27:56ضَ

وقد تقدم قوله جل وعلا سلام على نوح في العالمين كذلك نجزي المحسنين يعني هكذا نجزي من احسن واستسلم لله واسلم قلبه ولسانه وجوارحه كلها اسلمت لله جل وعلا والاحسان - 00:28:26ضَ

هو منتهى ما يمكن ان يوصف به العابد لله جل وعلا لان الدرجات ادنىها درجة الاسلام ثم الايمان ثم اعلاها درجة الاحسان وهي ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه - 00:28:57ضَ

كذلك نجزي المحسنين انه من عبادنا المؤمنين وصفه الله جل وعلا بانه من عباده والعبودية صفة عالية رفيعة للبشر والله جل وعلا وصف محمدا صلى الله عليه وسلم بالعبودية في مواطن شريفة بل في اشرف المواطن - 00:29:28ضَ

وصفه بالعبودية حين انزل عليه الكتاب في قوله الحمد لله الذي انزل على عبده الكتاب ووصفه بالعبودية حين حين اسري به وعرج به على الى السماوات العلى فقال تعالى سبحان الذي اسرى - 00:29:56ضَ

بعبده ليلا من المسجد الحرام ووصفه بالعبودية حينما قام يصلي يدعو الله جل وعلا وانه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا اي الجن انه من عبادنا فوصفه بكونه بكونه من عباد الله هذه صفة - 00:30:15ضَ

عالية شريفة المؤمنين المتصفين بصفة الايمان. وهذا تنويه بعلو هذه الصفة وكرامتها على الله جل وعلا بان وصف خليله بها فجعله واحدا من المؤمنين انه من عبادنا المؤمنين وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين - 00:30:44ضَ

قد يقول قائل البشارة باسحاق هنا بعد ذكر قصة الذبيح قد تكون دليلا على ان الذبيح غير هذا المبشر به وبشرناه باسحاق بعد ما انتهت قصة الذبيح وفدي وانتهى امره - 00:31:20ضَ

يقول لهؤلاء الذين قالوا الذبيح اسحاق ما قولكم على هذه الاية قالوا الامر سهل الجواب نعم هذه البشارة ليست بشارة بولادته. بشارة ولادته قد سبقت هذه البشارة بشارة بنبوته بعد ما سلمه الله من الذبح - 00:31:47ضَ

وكان قد استسلم للذبح كافأه الله جل وعلا بان جعله نبيا بشر اباه لانه سيكون نبيا قبل ان ينبأ لانه الان ما وصل الى درجة النبوة سنا هذا جواب من قال ان هذه البشارة ليست بشارة باسحاق او بولادته - 00:32:13ضَ

وانما هي بشارة بنبوته. لان الله جل وعلا قال وبشرناه باسحاق نبيا كانت البشارة بالنبوة لا باسحاق فقط والذين قالوا هو اسماعيل قالوا هذا دليل لنا. لانه بشر بهذا الولد بعد ما انتهت قصة الذبيح - 00:32:41ضَ

والاخرون قالوا ليست البشارة هذه بالولد وانما البشارة بالنبوة شافعه الله جل وعلا وكافأ اباه بان بشر اباه بنبوة هذا الغلام الصغير الذي في سن الثالثة عشرة مثلا او اقل او اكثر بشره بانه سيكون نبي - 00:33:07ضَ

وبشرناه باسحاق نبيا من الصالحين واي بشرنا ابراهيم بولد يولد له ويصير نبيا بعد ان يبلغ السن. هذا تأويل من تعويل من يقول الولا الذبيح هو اسماعيل اي بشرنا ابراهيم بولد يولد - 00:33:32ضَ

مكافأة له بهذا الفعل الذي فعل بشر باسحاق الذين قالوا ان اسحاق هو الذبيح. قالوا بشر بنبوة اسحاق نبيا من الصالحين قد يقول قائل كيف يوصف بانه من الصالحين وهو نبي - 00:33:56ضَ

والنبوة اعلى مرتبة قل نعم اعلى مرتبة لكن هذه قد تكون رفعة للصالحين تنويه بفضل الصالحين. لان الله جل وعلا وصف هذا النبي الفاضل بانه من الصالحين ففي هذا اعزاز - 00:34:20ضَ

ورفع لشأن الصلاح وان المرء يهتم بان يكون صالحا حتى يلحق بهؤلاء الاخيار نبيا من الصالحين وباركنا عليه. على من؟ على ابراهيم وعلى اسحاق بمرادفة نعم الله وتتابعها عليهم بان كثر الله جل وعلا الخيار - 00:34:48ضَ

في ولدهما باركنا عليه وعلى اسحاق. فالبركة على ابراهيم ما بعث الله من نبي بعد ولادة ولديه الا من ذريته والبركة على اسحاق كما قال بعض المفسرين بعث الله جل وعلا - 00:35:27ضَ

الف نبي كلهم من ذرية اسحاق اولهم يعقوب عليه السلام وختمهم عيسى عليه الصلاة والسلام الف نبي كلهم من ذريتي اسحاق اولهم يعقوب واخرهم عيسى لان لان الله لم يبعث نبيا بعد عيسى - 00:35:52ضَ

الا محمد صلى الله عليه وسلم ومحمد صلى الله عليه وسلم من ذريتي اسماعيل وباركنا عليه وعلى اسحاق ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين جعل الله من ذريتهما من ذرية - 00:36:25ضَ

ابراهيم اسحاق نوعين محسن مؤمن محسن في عمله من اهل الصلاح والتقوى وظالم الظلم الشرك والكفر والضلال وظالم لنفسه لا اظلم من الشرك بالله وظالم لنفسه مبين يعني بين ظلمه الذي هو - 00:36:51ضَ

الكفر والظلام وفي هذا قطع لتعلق المرء بعمل الغير وان صلاح الاباء لا ينفع الابناء الظلال الاشقياء قد يقول قائل قد ينتفع الاولاد بعمل ابيهم كما في قوله تعالى والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم - 00:37:21ضَ

وما التناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين نقول نعم ماذا قال في اول الاية والذين امنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الله جل وعلا يتفظل ويمنح ويعطي ويتكرم - 00:38:09ضَ

واذا كان الاباء صالحين وفي درجة عالية من الجنة والابناء دونهم في المنزلة اسفل وهم في الجنة على الايمان ماتوا والله جل وعلا من جوده وكرمه يقر عين الاباء بان يرفع الابناء - 00:38:32ضَ

الى منازل ابائهم لتقر اعينهم لكن الله جل وعلا لا يخرج الكافر من النار فيدخله الجنة لتقر عين ابيه. لا ان الله حرم الجنة على من مات مشركا وهذه الاية - 00:38:59ضَ

لما اذا كان الابناء كفرة مشركون وكثير منهم كذلك ظل كثير من اليهود والنصارى ومشرك العرب وهم من ذرية ابراهيم ومن ذرية اسحاق ومن ذرية اسماعيل والله لا ينفعه صلاح ابيه - 00:39:25ضَ

ومن ذريتهما محسن يلحق بهما وظالم لنفسه بين ظلمه لنفسه هذا لا يستفيد شيئا من صلاح ابائه ولا يستفيد شيئا من ثواب ابائه واذا كان الاب تقيا صالحا والولد فاجر شقي - 00:39:53ضَ

كافر بالله لا يستفيد من صلاح ابيه شيئا كذلك اذا كان الولد صالحا تقيا وكان الاب فاجر شقي كافر فلا يتضرر الولد بفسق وفجور ابيه لان لكل عمله والله جل وعلا - 00:40:24ضَ

ضرب لنا الامثلة لتطمئن نفوس المؤمنين ولطمعي ولقطع اطماع الكافرين الظالمين ويقال لا يطمع الولد في ان يدخل الجنة اذا كان ابوه من اهل الجنة وهو كافر الوالد الولد كافر - 00:40:55ضَ

كما فعل الله جل وعلا بابن نوح الابن فاجر والولد والاب صالح سلام على نوح في العالمين كذلك اذا كان الولد صالحا تقيا والوالد فاجر ولا يتضرر الولد من فجور ابيه - 00:41:20ضَ

بحال إبراهيم عليه السلام مع ابيه وكذلك اذا كانت الزوجة صالحة والزوج فاجرا شقيا فلا تتضرر الزوجة وفجور زوجها كحال امراة فرعون قالت ربي نجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين - 00:41:47ضَ

كذلك اذا كانت الزوجة فاجرة والرجل صالح فلا يتضرر الزوج بفساد زوجته كما لا تنتفع الزوجة الفاجرة بصلاح زوجها كامرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئا وقيل ادخلا النار - 00:42:17ضَ

مع الداخلين وكل بعمله قال الله جل وعلا هنا ومن ذريتهما محسن وظالم لنفسه مبين الله جل وعلا اوجد الذرية الكثيرة من ذرية ابراهيم واسحاق وجعلهم قسمين لا يتضرر احد - 00:42:48ضَ

احدهما فساد الاخر كما لا ينتفع الفاجر بصلاح الاخر والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:43:13ضَ