التفريغ
والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين وبعد اعوذ بالله من الشيطان الرجيم واية لهم انا حملنا في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون هاتان الايتان الكريمتان من سورة ياسين - 00:00:01ضَ
يذكر الله جل وعلا شيئا من كمال قدرته وحكمته وما امتن به على العباد وقال تعالى واية لهم اية علامة على قدرة الله جل وعلا دلالة او عبرة يعتبرون بها - 00:00:38ضَ
اعتبروا بها والخطاب في لهم غاية لهم الظمير الى كفار قريش او الى كفار العرب او الى الكفار عموما علامة لهم على قدرة الله جل وعلا واعرابها يصح ان تكون اية لهم - 00:01:14ضَ
خبر مقدم وقوله ان حملنا ذريتهم مبتدأ مؤخر حملنا لذريتهم اية لهم ويصح ان تكون اية مبتدأ وحملنا ذريتهم خبر انا حملنا ذريتهم انا حملنا ذريتهم الظمير في ذريتهم قيل يعود - 00:01:42ضَ
الى الامم السابقة وقيل الى هؤلاء المخاطبين المتحدث عنهم فاذا كان للامم السابقة الضمير مختلف عن الظمير السابق الظمير السابق لكفار قريش العرب او للكفار عموما والضمير اللاحق لهم ذريتهم - 00:02:22ضَ
ذرية الامم السابقة انا حملنا ذريتهم والمراد بذريتهم قيل اباؤهم وسمي الاباء ذرية لان منهم ذرع الابناء يعني اخراج الابناء نقل ذلك عن بعض المفسرين ان كلمة ذرية تطلق على الاباء - 00:02:54ضَ
وعلى الابناء انا حملنا ذريتهم يعني حملنا اباءهم الفلك في السفينة المملوءة مع نوح عليه السلام من امن به ومن امر بحمله في قوله تعالى هنحمل من كل زوجين اثنين - 00:03:30ضَ
انا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون يعني المملوء ويروى ان الفلك الذي هو سفينة نوح عليه الصلاة والسلام كانت من ثلاثة ادوار ثلاث طوابق الطابق الاسفل فيه السباع والحشرات الاقارب - 00:04:02ضَ
والحيات ونحوها والطابق الثاني فيه الانعام والحيوانات الابل والبقر والغنم وحيوانات البر والطابق الثالث الاعلى فيه من امن به من الرجال والنساء والطيور ليبقى النوع فلا ينقرض لان الله اغرق - 00:04:34ضَ
اهل الارض بعدما ركب نوح في السفينة ومن معه ومن امر بحمله اغرق الله جل وعلا اهل الارض عموما سوى من نجا مع نوح ومن نجا مع نوح من الرجال والنساء - 00:05:11ضَ
كانوا اباء وامهات لهؤلاء لان هؤلاء من ذريتهم انا حملنا ذريتهم يعني اباءهم وقيل المراد حملنا ذريتهم في الفلك اي في السفينة في اي سفينة امتن الله جل وعلا عليهم - 00:05:31ضَ
بان الله حمل ذريتهم في السفن وكانوا يحملون هم معهم اذا ارادوا سفرا ويحملون الذرية فقط احيانا للتجارة يذهب اولادهم للتجارة بتجارتهم واية لهم انا حملنا ذريتهم الفلك المشحون يعني في السفينة - 00:05:54ضَ
المملوءة المحملة وقوله المشحون دلالة على نعمة عظيمة ان الله جل وعلا حمل السفينة في البحر مع ما فيها من ثقل الحمل مع ما فيها من عظم الحمل جعلها تمشي باذنه على البحر - 00:06:26ضَ
والفلك مفرد وجمع في هذا اللفظ قلت يطلق على المفرد الواحد وعلى الجمع من السفن وخلقنا لهم من مثله وخلقنا لهم مثله الذي يركبون خلقنا لهم مثله الذي يركبون على ان من الاولى زائدة - 00:06:57ضَ
وما ما الواردة في الاية بمعنى الذي حملنا لهم مثله الذي يركبونه ولم نقتصر بهذه النعمة على نوح عليه الصلاة والسلام ومن معه بل جعلنا لهم مثلها يصنعون ويعملون مثل سفينة نوح - 00:07:35ضَ
تحمل الاثقال وتسير في البحر وقيل المراد وحملنا لهم من مثله ما يركبون يعني اوجدنا لهم سفنا يركبونها في البر وهي الابل وكما يعبر العرب عن الابن بانها سفينة الصحراء - 00:08:07ضَ
والله جل وعلا امتن عليهم بحملهم وحمل ابائهم او حمل اولادهم في البحر وحملهم في البر نعمة عظيمة تنقلهم السفن في البحر من قطر الى قطر ومن اقليم الى اقليم كما تنقلهم الابل من بلد الى بلد - 00:08:38ضَ
بعيد او قريب وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وخلقنا لهم مثله الذي يركبونه يصح ان يكون المراد بها السفن التي اوجدوها وخلقوها هم وفعلوها باذن الله جل وعلا وتعليمه - 00:09:06ضَ
ويصح ان يكون المراد بها الابل التي هي سفن الصحراء. يعني اوجدنا لهم شوفو من تحملهم في البحار اوجدنا لهم مثل ذلك ما يحملهم في البر والصحاري وهذا امتنان يمتن الله جل وعلا على به على عباده. ويجعله اية على كمال قدرته. وانه - 00:09:32ضَ
يستحق وحده للعبادة ولا يستحق العبادة احدا سوى الله جل وعلا. بل هو جل وعلا المستحق للعبادة. فمن شيئا من انواع العبادة لغير الله فقد كفر بالله جل وعلا ومن كفر بالله جل وعلا فهو متوعد بان مآله الى النار - 00:10:06ضَ
وان الله جل وعلا لا يغفر له ذنبه. وان المسلم الموحد اذا حصل منه معصية فان الله جل وعلا يغفر له ذنوبه بفظل توحيده واعماله الصالحة يقول الله جل وعلا ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن - 00:10:36ضَ
من يشاء ومن يشرك بالله لا يغفر له ذنبه ومن كان دون الشرك ذنبه فهو داخل تحت مشيئة الله جل وعلا ان شاء غفر له من اول وهلة وان شاء عذبه - 00:11:05ضَ
والله اعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسول نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين - 00:11:24ضَ